ولا أعتقد أن عاقلاً يظن أن حماس تشكر إيران حباً فيها أو قناعة بها.
ببساطة شديدة، حماس تعلم جيداً أكثر ممن ينتقدها أن ما تفعله خطأ كبير، وضرر شديد لكنه أهون من الضرر الأكبر.
_ حماس كانت مع الثورة السورية منذ بدايتها ولولا صدقها وصدق قادتها لما فعلت ذلك، فلم يكن لديها أية مصلحة استراتيحية سياسية أو عسكرية في هذا الموقف، بل نعلم جميعاً أن حماس تصرح دائماً أنها لا تتدخل في شؤون الدول العربية، ومع ذلك انحازت إلى الثورة، ودفعت نتيجة موقفها هذا الكثير، ولولا أنها خرجت خارج سورية في توقيت مناسب لربما دفعت أكثر بكثير، فنظام الأسد المجرم كان من الداعمين الحقيقيين لحماس، لكنها تخلت عنه وخسرت دعمه وكسبت عداوته في سبيل انحيازها إلى الشعب السوري وثورته.
إخوانكم المجاهدون في حركة حماس ليسوا في حالة رفاهية، يتخيرون بها حلفاءهم، بل هم في ضيق شديد وحصار خانق وعدو يمثل مصالح القوى العظمى في العالم ودول عربية خائنة، وهم رغم كل ذلك يبنون تنظيمهم ويخوضون معارك الأمة ويحققون الانتصارات.
فافرحوا لانتصاراتهم، وادعوا لهم بالثبات والتمكين والقوة حتى يتخلوا عن عدو الأمة، وشاركوهم معاركهم، ولو آلمتكم بعض تصريحات قادتهم.
#حماس_وإيران
صرنا نحتاج إلى احتجاجات واعتصامات للقبول بإدخال المهجرين من المناطق المحتلة إلى المناطق المحررة!
وصارت تقابل هذه الاعتصامات بالعنف!
كلمة يا حيف كبيرة عليهم
#تفو
حقيقة الحياة :
هذا المنشور من وحي حديثي اليوم مع ابنتي يُمن (7 سنوات) ختمته بقولي:
(قد يكون هذا هو أهم درسٍ يجب أن تتعلميه في حياتك) .
كلامي معها كان عن حقيقة الحياة الدنيا، وأهمية فهم طبيعتها، ويرتكز على ثلاثة أفكار رئيسية:
الأولى: قوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
لطالما كانت هذه الآية من أحب الآيات إلي وأكثرها عزاءً لي في الشدائد، تقول لك الآية: هذه دنيا وليست جنة، ومن طبيعة الدنيا أنها مليئة بالكبد (العناء والمشقة) وانظر إلى حرف الجر (في) في الآية، وكأنها تصور الإنسان مغموساً غمساً في الكبد!
توطين النفس على هذا المعنى مريح جداً لها، لأن من يظن أنه سيعيش مرتاحاً مرفهاً في هذه الدنيا سيقضي عمره وهو في حالة ضيق لأنه يظن أن أيامه الصعبة التي يعيشها هي أيامٌ استثنائية عندما تنقضي سيصل إلى الراحة لكن طبيعة الدنيا أنه ما إن تنقضي مشكلة أو هم أو مصيبة حتى يأتي غيرها.
لذلك عندما تكون في ابتلاء فلا تظن أن هذا الحال استثنائي بل هو الأصل، أما أيامك التي تعيشها براحة وهناء وبدون ابتلاءات فهي الاستثناء الخاص ولن يدوم طويلاً.
الثانية: لا بد من إرفاق الثانية مباشرة مع الأولى، وهي قوله تعالى: (إن مع العسر يسراً).
لأن الله تبارك وتعالى ربٌ فهو يختبرنا بما شاء وقتما شاء كيفما شاء، ولأنه رحمنٌ رحيمٌ فقد وعدنا أن مع العسر يسراً.
كثيرٌ منا لا يدرك رحمة الله ولطفه في السراء كما يدركها في الضراء، فالابتلاء دائماً يصحبه يسر وتهوين وتخفيف، وهذامن عظيم رحمة الله بعباده في الدنيا.
كما أن للكبد والعناء والألم حداً لا يجاوزه وهو: قدر استطاعة الإنسان،
يقول تعالى: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ومن لطيف خلق الله لأجسادنا وعقولنا أن لديها وسائل دفاعية تجاه الابتلاءات العظيمة الثقيلة، فعندما يشتد الألم الجسدي كثيراً يموت الإنسان فيرتاح من عذابه، أو يغمى عليه، أو يفقد الإحساس مؤقتاً، ولو تعرض عقله لضغط نفسي شديد اتبع تلقائياً وسائل دفاعية لتخرجه من هذا الضغط قد يكون الجنون أحدها.
ولا شك أن رأس كل ذلك التخفيف هو الصبر وقوة الاتصال بالله فهما ما يجعلان من المحن منحاً، (واستعينوا بالصبر والصلاة).
الثالثة: وبها نعرف كيف نتعامل مع الدنيا وابتلاءاتها بعد معرفتنا لطبيعتها، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: ( فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ).
هذا هو الحال في الدينا ابتلاء يتلوه ابتلاء، الرب العظيم حكم بذلك، وليس لأحدٍ من أمره شيئ، لن يتغير حال الدنيا مهما اعترضت، ولن تضر الله شيئاً مهما فعلت، بل الأمر في النهاية عائدٌ أثره عليك أنت، فلو رضيت بهذه الحال انعكس هذا الرضا إيجابياً عليك فعرفت كيف تتعامل معها، واستمتعت بكل لحظة راحة وسعادة، واستعنت على كل شدة ومصيبة، ولو سخطت وغضبت فلن تضر إلا نفسك، ستبقى في ضيقك وتدمّر نفسك وتخرب دنياك وآخرتك.
نعم أعتقد أن هذا من أهم الدروس التي يجب أن نذكر أنفسنا بها مراراً ونربي أولادنا عليها.
ليس في الدنيا فردوس، ليس في الدنيا موعد للراحة والهناء بدون منغصات، بل تستطيع أن تعيش الحياة الطيبة وأنت في غمار الكبد، ويمكن أن تعيش الضنك كله مع أقل معاناة.
#حقيقة_الدنيا
فرحت إسرائيل كثيراً بأن الثورات العربية والإجرام الهائل المقابل لها من الحكومات العربية قد صرفت الناس عنها، وأن العرب والمسلمين بدؤوا ينسون قضيتهم الأولى، ولم يعودوا يشربون أبنائهم قضية القدس وفلسطين لأن همومهم صارت أعظم بكثير.
ثم توجوا كل ذلك بعمليات التطبيع مع بعض الدول العربية، وظنوا أن الأمور تتجه إلى أن يقبلهم الشارع العربي والإسلامي، ويعترف بهم أخيراً على أنهم واقع أقل سوءاً بكثير من الواقع الذي يعيشونه في أوطانهم.
ثم ما هي إلا أيام
حتى هبت نسائم مقدسية
فأججت الجمر فاشتعل
وبدأت القضية تعود في النفوس غضة كما كانت
وراح الوعي الذي غطاه الغبار عقدا من السنين يتفجر من جديد.
وما كان ليحصل شيء من هذا لولا الدين!
لأول مرة أعيش أهمية المقدسات وأثرها بهذا الشكل.
فالحمد لله على دينه.
يقولون إن القدس هي العاصمة العربية الوحيدة المحتلة!
انظروا لحراك الشعوب في مختلف العواصم العربية
لتعلموا من الشعوب الحرة ومن الشعوب التي تعيش تحت احتلال يمنعها حتى من التضامن مع مقدساتها.
في آخر ساعة من آخر جمعة في رمضان :
اللهم ثبت عبادك المرابطين في القدس واربط على قلوبهم
اللهم أمّن أهالي الشيخ جراح في منازلهم
اللهم رد كيد الصهاينة في نحورهم
اللهم انصر من نصر القدس واخذل من خذله من المطبعين والخونة
اللهم اجعل هذه الأحداث نقطة مفصلية يعقبها خير عظيم لفلسطين والأمة
اللهم اجز كل من يرابط في القدس عن جميع الأمة خير الجزاء.
لا تنسوا الدعاء في هذه الأيام والليالي الفضيلة للقدس وأهلها
#أنقذوا_الشيخ_جراح
موقفان عظيمان مرّا بي البارحة واليوم:
موقف اليوم :
يدخل الطبيب التركي المسؤول عن حالة ابني ليطمئنني عن حاله (أجرى مؤخراً عملاً جراحياً ناجحاً بفضل الله تعالى) وأننا يجب أن نبقى أسبوعين في المشفى من أجل التأكد من استقرار حالته.
الدكتور يكبرني بحوالي العشرين عاماً، بقي حوالي العشر دقائق يكلمني من أطيب الكلام جزاه الله خير الجزاء، كان مما قاله:
_هذه الأيام صعبة على جميع الناس، انظر في الخارج، رمضان والناس محظورة في بيوتها.
_هذه الليالي فضيلة سأدعو لعبد الله، و سأدعو له في ليلة القدر إن شاء الله.
_لو تحتاج أي شيء أخبرني مباشرة، لا أتحدث عن المشفى فقط والأمور الصحية بل أي شيء آخر أبلغني أنا جاهز.
هذا الطبيب لا يعرفني أبداً لكن ما أحلاها أخلاق العظماء!
موقف البارحة:
أخت ترسل لزوجتي رسالة تعرض فيها شتى انواع المساعدة والعون، ثم تقول لها:
(الله بيعلم
عملت سندويش ووزعتن عالولاد ع اشارات المرور ع نية شفاء ابنك.
ما كنت بعرف اسمو بس قلن الولد ابن وائل ونور).
نماذج راقية جداً جداً.
لطالما كانت المواقف أعظم أثرا من الكلام الكثير الكثير
كلٌ من هذين الموقفين كانا بالنسبة لي بمثابة تربية عظيمة لا يعدلها الكثير من الوعظ.
وصدق من قال :
فعل رجل في ألف رجل
أبلغ من قول ألف رجل في رجل.
الشيخ سفر الحوالي وكتاب المسلمون والحضارة الغربية:
تأخرت كثيراً في كتابة هذا المنشور حيث عزمت على كتابته قبل عشرة أيام، لكن هيبة صاحب الكتاب في قلبي وهيبة الحديث عنه هي من أخّرتني.
السبب الذي دعاني للكتابة قبل عشرة أيام هو هدية وصلتني من مكتبة المناهل _جزاهم الله خيراً_ وهي كتاب الشيخ سفر الحوالي حفظه الله وفك أسره، اسم الكتاب: المسلمون والحضارة الغربية، وهو في ستة مجلدات.
الكتاب للشيخ سفر، وما أدراكم ما الشيخ سفر!
علمٌ من أعلام الأمة وأهم رموز الصحوة الإسلامية في السعودية مع قرينه الشيخ سلمان العودة فك الله أسره.
لن أتحدث عن الشيخ سفر بما هو شائع عنه بين الناس فمن يعرفه لن أضيف إليه، ومن لا يعرفه يستطيع أن يبحث عنه ويعرف فضله وأهم محطات حياته.
لكني سأتحدث عن أمور شخصية عايشتها مع الشيخ سفر.
حيث كنت كثير الزيارة له، وأزعم أنه كان يحبني كما كان يخبرني بذلك أبناؤه، ويده هي اليد الثانية_بعد يد الشيخ باسل الجاسر رحمه الله_ التي كنت أقبلها كلما التقيته.
كان الشيخ مريضاً جداً بسبب أزمة صحية حصلت معه عام 2005 وهي نزيف دماغي جعلته لا يستطيع الحديث بشكل واضح، فكان يعاني عندما يتكلم ويعاني من يسمعه حتى يفهمه، حتى إني في زياراتي الأولى له كنت لا أفهم أكثر كلامه فيترجم لي أحد أبنائه.
كما كان مصاباً بفشل كلوي ولشدة أمراضه وضعف جسمه كان لا يستطيع أن يسير دون أن يسنده أبناؤه.
الزيارة للشيخ ما كانت متاحة على الدوام بل كانت فقط يوم الأربعاء بين صلاتي المغرب والعشاء، وهذا توجيه المخابرات له طبعاً، حيث كنا نزوره في صالة بيته التي يسبق الدخول إليها أن نمرّ بموظفين في مكتب الاستقبال.
ما أجمل تلك الزيارات يا الله!
الشيخ في صدر المجلس وأبناؤه يخدمون الضيوف بالتمر والقهوة العربية والشاي الأخضر، والضيوف جميعاً محبوا الشيخ من بلدان شتى قدموا مكة المكرمة فجاؤوا إلى الشيخ، من بورما وفلسطين ومصر وسورية والصومال والعراق وليبيا وغير ذلك، كل يحكي للشيخ ما يجري في بلده ويستمع إلى دعائه ونصحه وتوجيهه، لا يجمع الحاضرين إلا هم الدين والأمة والعمل لهما ومحبة الشيخ.
في إحدى الفترات كنت أزور الشيخ أسبوعياً، وكان يفرح للقائي ويسألني عن سبب تأخري لو فعلت، ويسألني عن الشام والثورة والمجاهدين وأحوال الناس فيدعو لهم وينصح، وكان من أشد المحذرين من القاعدة وداعش من بداية الثورة.
كما كانت علاقتي بابنيه عبد الرحمن وعبد الله طيبة أيضاً واستفدت منهما كثيراً خاصةً عبد الرحمن فقد كان عاقلاً عالماً صاحب تجربة.
في الفترة الأخيرة قبل اعتقاله بعام تقريباً تبرع له ابنه عبد الله بكليته فتحسنت حالة الشيخ الصحية، لكن بقي كلامه ثقيلاً ويحتاج من يسنده في مشيه.
في الأيام الأولى من شهر تموز 2018 أرسل لي بعض الأخوة يسألونني: هل فعلاً كتاب المسلمون والحضارة الغربية للشيخ سفر!
حيث كان الكتاب قد نشر في تلك الأيام، فتواصلت مع ابنه عبد الله وسألته فكان جوابه:
نعم الكتاب للشيخ الوالد لكنه نشر قبل أن يراجعه المراجعة النهائية (أو شيء بهذا المعنى).
شعرت من جوابه أن الأمر مقلق، قمت بتحميل الكتاب مباشرة،
فرأيته في أكثر من ثلاثة آلاف صفحة!
فذهلت والله، ما هذه الهمة العجيبة من شيخ مريض جداً، خاصة أني علمت أنه قد ألفه في فترة قصيرة جداً لا تبلغ بضعة أشهر.
ثم قلّبت في أبواب الكتاب وفصوله فوجدت فصلاً بعنوان: نصيحة إلى آل سعود.
وفيها من الشدة ما فيها، فخفت كثيراً على الشيخ.
في اليوم التالي تم اعتقاله مع ثلاثة من أبنائه أسأل الله أن يخفف عنهم وأن يفرج عنهم جميعاً وأن يعظم أجرهم فيما لاقوه في سبيله.
لذلك فرحت كثيراً بالكتاب الهدية وأشكر هنا من أهداني الكتاب فضيلة الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب عالم جليل ومن خيرة العاملين لدين الله وأنا أقلّ من أن أزكيه، أسأل الله أن يبارك له في صحته وعمره وأهله وعلمه وأن يتقبل منه جميع ما قدمه لهذا الدين.
وللأسف أنا مضطر أن أقول إني قرأت في أماكن كثيرة في الكتاب وأختلف مع عدة أمور فيها، وما اضطرني لقول هذا إلا مذهب البعض في أننا لو أثنينا على كتاب أو عالم فهذا يعني أنه معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أو أننا لا نختلف معه أبداً.
#المسلمون_والحضارة_الغربية
وبمناسبة المنشور الذي نشره اليوم فقد قال فيه:
(لا أعلم أحداً رد على تنظيم الدولة وحذره من سوء أفعاله ونقده نقداً شرعيا أكثر مما فعلته أنا في حينها).
يبدو أنه ضد وصف داعش بهذا الاسم، ولا شك أنه بالغ كثيراً في وصف نفسه بأنه أكثر من نقد داعش وحذر منها، لكن كلامه صحيح عموماً، هو بالفعل نقدهم وحذر من سوء أفعالهم (وليس منهجهم) بعدما تبين له إجرامهم، ولكن انتبه: بعد ما تبين له!
وليس لكل الناس، فقد تأخر كثيراً جداً حتى تبين له ذلك، لم يتبين له ذلك إلا بعد أن اقتلعت داعش فصائل بأكملها وقتلت العديد من المسلمين في الوقت الذي كان يعتبرهم فيه إخوة منهج، ويتلطف في الحديث معهم ويعد قتلاهم شهداء ويترحم عليهم، ويسمي البغدادي بالشيخ ويدعو له بالخير.
ولكنني أعود فأشدد أن الأمر الأهم ليس التنظيم بل المنهج الفكري، فما أكثر زوال التنظيمات وظهور غيرها.
وهاتوا لي مواقفه من جبهة النصرة (القاعدة في سورية) لتروه مسانداً لها على طول الخط.
- لكنه اعتزل الحديث عن كل هذه الأمور، لماذا تنبش الماضي؟ دعنا نستفيد من طرحه اليوم ضد الملحدين وأعداء الدين.
في النهاية ليست لدي وصاية على أحد بلا شك، كلٌ يستمع لمن يحبه ويثق به.
خلاصة الأمر: اعلم لمن تستمع وبمن تنصح.
بالنسبة لي مثلاً لا أقبل أبداً أن يستمع له أحد من أبنائي، لأن كثرة الاستماع له ستجعله يحبه ويتأثر بجملة أفكاره، هذه هي الطبيعة البشرية، نحن عندما نكثر الاستماع لرجلٍ ما - خاصة في أمور الدين - نحبه ثم نقدم آراءه على آراء غيره.
كما أن الاعتزال اليوم لا يعني أنه إلى الأبد، وما نخشاه أن يعود لطرحه القديم، بعد أن يجمع حوله الملايين، فينتصر لأفكار ٍفيها من الغلو ما فيها ويتبعه الناس في ذلك، فتكون فتنة عظيمة، هذا والله سبب كل كلامي ولولا هذا التخوف ما فتحت فمي بحرف.
كما أن نقطة المقدسي بالنسبة لي غاية في الأهمية، المقدسي رجل تفكيري يغلو في تكفير المسلمين وقد كفّر فصائل مقاتلة في سورية بالجملة، والقنيبي ما رد عليه ولا أظهر اعتراضه، بل لا يزال ينصح بكتبه في العقيدة!
موقف القنيبي من المقدسي مهم جداً لأنه يبين منهجه بشكل واضح، أما أن يكتفي بإطلاقات مثل:
أنا مع تحكيم الشريعة وسيادتها، وضد العلمانية، والديمقراطية التي تقدم حكم الناس على شرع الله، فهذا كلام فضفاض نؤمن به جميعاً.
- في النهاية ما أريده فعلاً هو توضيح حال الرجل وفكره من باب التوصيف فقط، ثم ليحكم كلٌ بما يراه حقاً، لكن أن يتم التدليس على الناس بأن الرجل لم يكن يوماً مع القاعدة ومع أهل الغلو أو أنه تاب عن ذلك، فهذا بعيدٌ عن الحق.
مناصحة القنيبي:
خرج القنيبي في مقطع فيديو مؤخراً _بعد إساءته للدكتور طارق السويدان وطعنه فيه _ وملخص الفيديو أمران واضحان:
الأول: اعتذار صريح عن الإساءة والطعن واعترافٌ بخطئه في أسلوبه حين تحدث عن الدكتور طارق.
ولا شك أن هذا فعل جيد يشكر عليه، وأرجو ممن كان يدافع عن فعل القنيبي أن يراجع نفسه، فالمدافعون كانوا يرونه مصيباً في أسلوبه وهجومه وأن ذلك من الغيرة على الدين، أرجو من هؤلاء أن يقولوا بقوله الأخير ويلتزموا فعله ويكفوا عن طعنهم وسبابهم فإن لم تقتنعوا منا _ أعني من دافع عن الدكتور طارق_ فهذا صاحب الفعل يقول أنه خطأ، فاستغفروا ربكم.
الثاني: قام القنيبي بمناصحة الدكتور طارق ودعوته إلى الحق وأن يبين للناس منهجه وكلامه حتى يكون الناس على بينة من أمره، وفتح هنا ملفات قديمة تعود إلى سنوات طويلة فائتة بعضها في محاضرة عام 2017 وبعضها في برنامج الوسطية الذي مضى عليه أكثر من عشر سنوات (لا أذكر بالضبط)، وهذا وإن كان يبدو للبعض على أنه إلى المحاكمة أقرب منه إلى المناصحة، لكن لا بأس فيه بل هو في النهاية دعوة طيبة لتبيان الحق.
وأنا من نفس المنطلق تماماً أقول:
نطلب منك يا دكتور إياد أيضاً من باب المناصحة وتبيان الأمر للناس أن تكون واضحاً جداً في أمور نأخذها عليك، فاقبل ذلك على نفسك كما تطلب من الدكتور طارق أن يقبلها على نفسه، وهذه الأمور هي:
_ما هو قولك في منهج القاعدة ؟ وأشدد هنا على كلمة المنهج، وليس السلوك، هل تتفق مع هذا المنهج أم لا، لا نطلب أي تبيان وتفصيل بل قل بكل وضوح هل تتفق معهم أم لا، لأننا نعلم أنك من المنظرين المعروفين لهذا المنهج، وأنا وكثير مثلي نحذر من منهجهم ونراه كارثياً دمر البلاد وقتّل العباد وفرّق الأمة وكان خنجراً في ظهر ثورات الربيع العربي.
_يقول الكثيرون إنك تراجعت عن ذلك، ونحن نعلم أنك قد اعتزلت فقط الخوض في شؤون السياسة والثورات بعد اعتقالك ولعل سبب ذلك أنك منعت من هذا أو لسبب آخر نجهله، لكن التوقف عن الكلام لا يعني نهائياً تغيير المنهج، بل إنك في بعض المناسبات كنت تؤكد أنك ما غيرت رأيك وموقفك كما حصل عند حديثك بعد استشهاد الدكتور محمد مرسي رحمه الله وتقبله.
وبالتالي حين يرتفع سبب المنع الذي لا نعرفه فسوف تعود لتتكلم بمنهجك الذي نراه منهج القاعدة ما لم تبين بخلاف ذلك.
_نعلم أن المقدسي _الذي نراه من أكبر منظري السلفية الجهادية والتكفير_ هو شيخك وأنك أخذت عنه، وأنك تنصح الشباب بكتبه في مجال العقيدة.
فنرجو أن توضح للناس هل تتفق مع منهج المقدسي أم لا،
وهل توافقه على تكفير عموم الفصائل المقاتلة في سورية حاشا القاعدة، أم أنك ترى فعله ذلك جريمة عظيمة أم غير ذلك.
هذه مناصحة منا لك حتى يعلم الناس بوضوح فكرك ومنهجك، ولكي ترد أنت على ما يسميه بعض محبيك بأنها اتهامات لا تصح.
وحتى لا نأخذ من وقتك فلا نحتاج إلى أي تفصيل، بل إلى بيان واضح فقط لموقفك من فكر المقدسي وتكفيره للفصائل.
أنت موجود بفضل الله حي ترزق ولديك منبرك، لا تدع الناس بين متهم _كما يقول محبوك_ وبين مدافع عنك.
ومن حق الناس عليك وأنت شخصية معروفة أن تكون واضحاً معهم.
والسلام.
#مناصحة_القنيبي
شهادتي في أستاذي الدكتور طارق السويدان، وتعقيب على منشوراته الأخيرة:
بدايةً يجب أن أقدم بأني أرى الدكتور طارق من أعلام الأمة ورموزها وأنه من الأشخاص القلائل الذين لهم فضل عظيم على جيل من المسلمين المتدينين الحريصين على خدمة أمتهم، وأنه لطالما أشعل همماً، وصحّح مفاهيماً، وأنه قضى نصف قرنٍ من حياته في الدعوة إلى دين الله، وأنه ألّف فيها عشرات الكتب وأعطى مئات أو آلاف الحلقات المرئية والمسموعة في مجالات شتى تنهض بالأمة.
وأنه كتب مختصراً في العقيدة الإسلامية قبل أكثر من أربعين سنةً وقد أطلعه على عدد من كبار العلماء ووافقوه عليه ولعل أشهرهم الشيخ ابن باز رحمه الله، وهو كثيراً ما يؤكد على أنه ثابت على العقيدة التي كتبها.
وأنه أسس من المشاريع ما تضيق عنه الأعمار،
وأنه وقف مع ثورات الربيع العربي من بداياتها وعمل لها وأوذي بسبب ذلك من منعٍ لدخول عدة بلدان إلى إساءاتٍ لشخصه ومنعٍ لنتاجه وفصلٍ له من قناة رسالة الفضائية التي كان يديرها.
فأسأل الله أن يبارك له في صحته، وفي عمره، وفي عمله، وأن يتقبل منه وأن يعفو عنه.
هذا التقديم مهم جداً حتى يتم استقبال كلامي بالشكل الصحيح، بعد كل هذا أقول إني - نعم - أختلف مع الدكتور طارق في أشياء كثيرة لا أرى داعياً لذكرها، لكنها لا تطعن في أخلاق الرجل ولا في دينه وعقيدته بل هي أمور يسوغ فيها الخلاف.
ما عرفنا يوماً الدكتور طارق تكلم بإساءة أو قلة أدب مع أحد، بل من جميل صنعه أنه دعا في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة هذا لمن أساء له، وهذا والله خلق عال.
ولا عرفناه يوماً وقف مع الطغاة، ولا وقف ضد حقوق الشعب وحرياتها، ولا تطرّف يوماً مع الغلاة والخوارج، ولا فعل خارقاً من خوارق المروءة حاشاه.
بالنسبة للمنشورين اللذين نشرهما مؤخراً وسبّبا ضجة كبيرة،:
ذكر الدكتور في كل منشور آية كريمة مع كلمات قليلة منه، الآية في المنشور الأول كانت:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
والآية في المنشور الثاني كانت: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ.
وسأل فيه عن الفرق بين كلمة (يبتغ) ، و ( يتخذ).
فهم الكثيرون أن الدكتور طارق يقصد أن اليهود والنصارى يدخلون الجنة حتى لو كذّبوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه يكفيهم أن يؤمنوا بالله واليوم الآخر.
مع أن الدكتور طارق ما قال ذلك أبداً، ولا يجوز التعجل في الحكم عليه كما لا تجوز قلة أدب الكثيرين في ردة فعلهم التي وصلت درجات بشعة.
ثم نشر الدكتور توضيحاً للأمر أزال اللبس عند البعض، لكني أرى أنه لم يزل تماماً عند الكثيرين فأحببت أن أوضح.
عندما تساءل الدكتور في منشور:
هل هناك فرق بين:
١- ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً
٢- ومن يتخذ غير الإسلام ديناً؟!
فأنا فهمت منه أنه يوضح للناس رأيه، فما هو الفرق بين العبارتين:
أنْ أتخذ ديناً غير الإسلام فهذا له أسباب كثيرة كأن يكون الإسلام لم يبلغني أصلاً فكيف أتخذه.
أما أن أبتغي غير الإسلام ديناً فهذا يعني أنني رفضته وابتغيت غيره، والله أعلم.
ثم زاد التوضيح في منشور لاحق، فقال:
(أما اليهود والنصارى وغيرهم الذين وحدوا الله تعالى وآمنوا باليوم الآخر وعملوا الصالحات فلهم الجنة كما ذكرت في منشور سابق
بشرط أنهم لم يرفضوا الإسلام بعد أن تم شرحه لهم شرحاً صحيحاً).
ولمزيد من توضيح المسألة نقول:
الأصل فيمن لم تبلغه دعوة الإسلام أنه لا يعذب في النار، يقول تعالى: وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولاً.
السؤال الآن: هؤلاء الذين لم تبلغهم دعوة الإسلام، هل يدخلون الجنة، تقول الآية: أن من آمن منهم بالله واليوم الآخر يدخل الجنة.
أي أن اليهود والنصارى الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ولم تبلغهم دعوة الإسلام فماتوا على هذا يدخلون الجنة.
هذه هي المسألة ببساطة، لم يخالف الدكتور معلوماً من الدين بالضرورة، ولا غيّر في عقيدة المسلمين، ولا أدخل الكافرين إلى الجنة.
_________________________________________________
بعد هذا البيان أريد أن أقول: غفر الله للدكتور طارق، كان وكنّا في غنىً عن هذه الزوبعة ولعله خطأٌ في التقدير.
طريقة عرض الآيتين والسؤال عنهما والتفكر فيهما ثم تبيان الرأي طريقةٌ جميلة مفيدة لو كانت في لقاء تدريبي أو محاضرة خاصة بحيث يكون الكلام جميعه متصلاً والحضور معروفون.
أما أن تكتب منشوارت عامة على الفيسبوك فيطير الناس بها قبل أن يفهموها وتدور الظنون في رؤوسهم، وكلٌّ يفسر الكلام على حسب فهمه أو هواه فهذا قد يكون فيه فتنة، يقول عبد الله بن مسعود:
مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ، إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً.
______________________________________________
تأملات في سورة الطارق 1:
تفسير يخرج من بين الصلب والترائب:
لطالما كانت آيتان في سورة الطارق من أكثر -أو ربما أكثر- الآيات التي حيّرتني في القرآن الكريم وما وجدت تفسيراً شافياً لها، وهما:
(خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب).
الإشكال هو:
التفسير الأشهر هو أن هذا الماء الدافق هو إما ماء الرجل فقط أو هو اجتماع ماء الرجل بماء المرأة، وأن ماء الرجل يخرج من الصلب وهو الظهر وماء المرأة يخرج من الترائب وهي الصدر.
ولا يوجد خلاف اليوم على أن ماء الرجل ( أي المنيّ) يخرج من الخصيتين وليس من الظهر، وأن ماء المرأة يخرج من المبيضين وليس من الصدر.
كما أن الآية لا تقول: يخرج من الصلب والترائب بل من (بين)هما!
ولذلك كان هذا الإشكال من شبهات الملحدين الشهيرة التي يوجهونها للمسلمين لإظهار تعارض القرآن مع الحقائق العلمية.
ثم ظهر من يرد على هذه الشبهة فوصل به التكلف درجة غير مقبولة فأظهر أن هذه الآيات تحتوي إعجازاً علمياً ولعلك لو بحثت على محركات البحث عن تفسير ( يخرج من بين الصلب والترائب) لوجدت الكثير من المواد التي تتحدث عن الإعجاز العلمي في هذه الآيات، وملخص قولهم هو:
أن الخصيتين عند الذكر والمبيضين عند الأنثى تتشكلان من نفس الخلايا الجنينية وهذه الخلايا في المرحلة الجنينية يكون مكانها في منطقة بين الصدر والعمود الفقري.
وهذا التفسير فيه تكلف واضح فالآية لا تتحدث عن المنشأ الجنيني للمناطق التي يكون الخروج منها، بل تتحدث عن مكان الخروج.
فأن نقول نعم الماء يخرج من الخصيتين لكن أين كانت الخصيتان في المرحلة الجنينية؟ في منطقة بين الصدر والظهر !
هذا تعسف في التفسير فضلاً عن أن يكون دليلاً على الإعجاز.
وأشكلت عليّ هذه الآية طويلاً وسألت عنها الكثيرين وبحثت كثيراً ولم أهتد إلى جواب.
ثم حصل مرة أني كنت أتصفح الفيسبوك فوجدت مقطعاً لداعية لا أعرفه في نقاش مع شخص آخر يتحدثان بالإنجليزية (لسوء الحظ لم أحفظ المقطع) وكان الحديث عن هذه الآية، ومع أن المقطع طويل - نصف ساعة - إلا أن خلاصته في كلمتين هما:
كلمة (يخرج) في الآية لا تعود على الماء بل تعود على الإنسان!
وكم تمنيت طيلة استماعي للمقطع أن يقول ما المقصود إذاً بالصلب والترائب هنا لكنه لم يفعل.
كانت التفسير صادماً بالنسبة لي ولعله كذلك لك الآن!
تمهل وأعد قراءة الآيات لترى أن التفسير وجيه، يقول تعالى:
فلينظر الإنسان ممّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب، إنه على رجعه لقادر.
الحديث في الآيات الأربعة كله يدور عن الإنسان، والضمير في قوله تعالى: إنه على رجعه لقادر يعود أيضاً على الإنسان وليس على الماء الدافق، وبالتالي لدينا احتمالان وجيهان:
أن يعود الضمير على الماء، أو يعود على الإنسان، وسياق الآيات يؤيد الاحتمال الثاني كما سأبين في مكان لاحق إن شاء الله.
ثم وجدت في تفسير القرطبي قولاً باحتمالية التفسيرين حيث جاء فيه:
((من جعل المني يخرج من بين صلب الرجل وترائبه ، فالضمير في (يخرج ) للماء . ومن جعله من بين صلب الرجل وترائب المرأة ، فالضمير للإنسان )).
ولكن بقي إشكال آخر وهو الصلب والترائب!
فالتفسير المذكور في القرطبي القائل بأن الضمير يعود على الإنسان يرفع إشكالية أن يخرج الماء من بين الصلب والترائب، ثم يدفعنا للتساؤل:
كيف يخرج الإنسان من بين الصلب والترائب!
وما ذكره القرطبي بأنه يخرج - أي الإنسان - من بين صلب الرجل وترائب المرأة فيه أيضاً إشكال، فالآية لم تقل:
يخرج من الصلب والترائب، بل قال: من بين!
أي يخرج من مكان أو أماكن موجودة بين الصلب والترائب، وليس يخرج منها.
وبقي الإشكال عندي مع كثير من محاولة التفكير فيه حتى ظهر لي فيه رأي أرجو أن أكون قد وفقت فيه وهو:
الآية تتحدث هنا عن خروج الإنسان من هذا الوجود المادي، أي خروج نفسه من جسمه.
وسياق الآيات يخدم ذلك، الآية التي قبلها تتحدث عن خلقه وقدومه إلى هذه الوجود، ثم هذه الآية تتحدث عن خروجه منه، ثم الآية التي تليها تتحدث عن رجوعه إلى الحياة وبعثه يوم القيامة (إنه على رجعه لقادر).
فما هي الصلب والترائب؟
الآية تتحدث عن خروج النفس من الجسم، وتقول أن الخروج يكون من بين الصلب والترائب أي من مكان بين الظهر والصدر، ولا يوجد نص آخر يقول بمكان خروج النفس من الجسد.
وما يزيد من وجاهة هذا التفسير هو اللحاق، فالآية التي تليها تتحدث عن إرجاع الإنسان إلى الحياة بعد خروجه منها، إي إرجاع النفس إلى الجسد بعد خروجها منه، أما لو كان الحديث عن ماء الرجل ولا ذكر للموت فكيف يأتي قوله: إنه على رجعه لقادر! وهو لم يتحدث أصلاً عن خروجه أي موته.
كما أنه هنالك لفتة جميلة يمكن أن يلتفت إليها في هاتين الآيتين:
لم تكن حادثة نقل المومياوات في مصر مزعجة بقدر ما كان فرح الكثير من المصريين بذلك غريباً ومزعجاً.
وازداد الأمر غرابة عندما قام بعض المثقفين والدعاة بتمجيد هذا الفعل وتمجيد الفراعنة!
بل وصل الأمر ببعضهم ليدعي أن الفراعنة كانوا موحدين!
وأن أسماء الآلهة في عصرهم إنما هي مجاز يقصد به التعبير عن صفات الله عز وجل.
قالوا: لكل زمان رجال،
ويبدو أن لكل زمان مجانينه أيضاً.
حماس وإيران:
من أصعب الأمور على النفس في هذه الأيام أن بعض الثوار السوريين لا يستطيعون أن يفرحوا بالانتصارات الأخيرة في فلسطين والتي تحققت بفضل رباط وثبات المقدسيين وبفضل حسن قيادة حماس للمعركة والإعداد الطويل المسبق وبفضل الدعم الكبير الذي قام به أبناء الأمة الأحرار في شتى أقطارها من اعتصامات ومشاركات ودعاء وغير ذلك من أشكال الدعم كالمال والتواصل.
لكن فرحة الكثير من الأحرار اختفت في لحظة وتحولت إلى غصة في حلوقهم وحنق في نفوسهم بعد أن قام بعض القادة في حماس مثل إسماعيل هنية وأبو عبيدة بشكر إيران على دعم الحركة بالمال والسلاح.
وبرأيي أن هؤلاء الأحرار معذورون في ذلك، فما لاقيناه كشعوب عربية مسلمة من إيران كان عظيماً جداً، إيران ليست داعمة لنظام الأسد المجرم بل هي شريكته في الإجرام، هي عدو أصيل لنا يفوق عداوتنا لروسيا ولغيرها من الدول التي دعمت نظام الأسد.
عدواتنا معها تاريخية، دينية، مجتمعية، وخطرها عظيم لأنها لا تكتفي بتحقيق مصالح اقتصادية أو جيوسياسية في سورية بل تتغلغل في المجتمع السوري، وتجنّس الإيرانيين، وتنشر التشيع ، وخطر ذلك كبير مديد.
ولا أشك في أن الأحرار في سورية بعمومهم يحبون حماس في دواخلهم، لكن التصريحات التي خرجت مؤخراً من قادتها بل وخرجت مثيلاتها في فترات سابقة وأشد منها، كتسمية المجرم قاسم سليماني بشهيد القدس، جعلت السوريين لا يستطيعون أن يستوعبوا كيف تكون حماس قوة سنّية مجاهدة من هذه الأمة وهي في نفس الوقت تثني على إحدى أشد الدول المعادية لها.
لذلك أحب أن أشير إلى عدة نقاط ربما يجهلها البعض أو ينساها آخرون وهي:
_ كل قوة تحرر لا يمكن أن توجد وتستمر في عملها بدون وجود حليف إقليمي يدعمها ويساندها، والحليف الإقليمي لحماس هو إيران، ولطالما قال قادتها لو أننا وجدنا دعماً لنا من محيطنا العربي والإسلامي لما ذهبنا إلى غيره، لكن للأسف جميع الدول خذلت حماس حتى اضطرتها إلى التحالف مع إيران.
_ تحالف حماس مع إيران تحالف سياسي عسكري في ملفٍ واحدٍ محددٍ وواضح، وليس تحالفاً عميقاً في كل الأمور، فحماس لم تقدم أي خدمةٍ لإيران (سياسية أو عسكرية) في مشروعها التوسعي في الدول العربية.
_ يظهر لنا كمراقبين خارجيين أن الاتفاق بين حماس وإيران له خطوط عريضة هي:
تلتزم إيران بتقديم الدعم لحماس على صعيد السياسة والمال والسلاح والتقنية، مقابل أن تعتبر حماس إيران في المواقف الرسمية داعماً لها ويتجلى ذلك بشكرها والثناء عليها وأمور من هذا القبيل.
ومن الواضح لنا أن الأمر لا يتعدى ذلك.
_ ومن الأدلة على أنه لا يتعدى ذلك أمور عديدة منها:
= تحالف حماس مع إيران عمره عقود، ومع ذلك لا يوجد حتى اليوم حوزة شيعية أو حسينية واحدة في غزة، بل لا يوجد شيعي واحد في غزة.
وهذا يعني أن الاتفاق لا يسمح لإيران بنشر التشيع في غزة نهائياً، كما هو الحال في عدة بلدان عربية تتوسع فيها إيران كسورية ولبنان والعراق واليمن.
= لا توجد أية شخصية من قيادة حماس تقيم على الأراضي الإيرانية، ولا يوجد لديها أية مؤسسات هناك، على عكس ما عليه الحال في تركيا وقطر ولبنان وغيرها من الدول، وهذا مؤشر على أن العلاقة بين الطرفين لها محددات لا تتجاوزها.
= حماس لا ترسل أية بعثات تعليمية لطلابها إلى إيران ليدرسوا هناك، كما تفعل مع تركيا وماليزيا وإندونيسيا مثلاً، أي أن الاتفاق السياسي العسكري المحدد بهذا الملف لا ينتج عنه أي تبادل ثقافي.
= يعلم أهل غزة جيداً أن نشر التشيع محظور تماماً كسائر الأفكار المنحرفة، بل يعتبر من أشدها، ويعاقب من يفعل ذلك.
= المجتمع الغزي على الرغم من عقود من تحالف حماس يعلم خبثها وخطرها، ويعلم انحراف الشيعة وهذا يدرس في معاهدهم ومساجدهم.
= أعرف عدة أخوة من حركة حماس على درجات قيادية مختلفة، لم أسمع منهم يوماً في مجلس خاص أو عام أي ثناء على إيران أو دفاع عنها، بل هذا مقتصر على المواقف الرسمية بموجب الاتفاق.
_ ترى حماس أن التعامل مع إيران من باب الاضطرار، فكما يجوز للمشفق من الموت أن يأكل لحم الميتة، فهي ترى أن قطع علاقتها مع إيران - في هذه المرحلة على الأقل _ هو تهديد وجودي لها.
_ كمراقبين خارجيين نرى أن بعض التصريحات التي تخرج من قادة حماس تتجاوز حد الاضطرار، بل تخرج من أكل لحم الميتة إلى إقامة حفل شواء عليه، لكننا لا نستطيع أن نجزم بذلك، فقد يكون هذا الحد من التصريحات هو المطلوب تماماً، كما قد يكون ذلك خطأً من بعض القيادات، لا يستطيع أن يحكم بذلك إلا المطلع على أسرار التواصل.
_ جميع الأحرار العقلاء في أمتنا لو خيرتهم بين:
أن تشكر حماس إيران في بعض تصريحاتها، أو أن يقفل عليها الطوق تماماً وتمنع عنها المساعدات الإيرانية من أسلحة ومواد تصنيع، لتسقط غزة بعد ذلك بيد إسرائيل وتستباح كلها وتكسر أكبر شوكة للفلسطينيين في تاريخ جهادهم، لاختاروا الخيار الأول.
الله أكبر
جمعة نصر للأمة الإسلامية
والله إن التمكين للإسلام وأهله قادم وقريب فلا تحرم نفسك من أن تكون من صناعه.
نصر عظيم في يوم عظيم لمكان عظيم
وما بعده مختلف تماماً عما قبله
معادلة الصراع اختلفت بعد هذا النصر، وبعض النقاط الاستراتيجية تم تثبيتها لتكون في وضع اللاعودة.
سأضع مقالاً لمحمد اسوم أعجبني جداً يتحدث عن أوجه الانتصار في هذه المعركة:
يتساءل البعض اين الانتصار؟؟؟
سنعتبر بالفعل انه لا يستطيع قراءة نتائج الحرب ونشرح له ما يلي :
1_ سقوط اعلان القدس عاصمة لاسرا. ئيل عمليا... ووضعها كليا تحت حماية المقا. ومة وبالتالي لاول مرة يشعر المقدسيون ان هناك من يحميهم ومن يمنع عنهم التهجير.
2_ فشل القبة الحريدية التي كلفت اسرا. ئيل مئات الملايين من الدولارات بحيث انها تدعي قدرتها على التصدي ل90٪ من الصوا. ريخ
لكن واقعيا تبين ان فعاليتها لا تتجاوز ال40% وانها غير قادرة على حماية الاسرا. ئيليين
3_ قدرة المقا. ومة على الوصول بضربا. تها الى كل المدن وهذا يعني ان الامن الذي كانت تنعم به اغلب المدن صار من الماضي.
4_ فشل (النتن يا هو) في تدمير شبكة انفاق غ. ز. ة ومنصاتها...وفشله الذريع في استخدام سلاحه السري في القضاء على الاف المقا. تلين
5_ فرض معادلة جديدة علىى قاعدة (ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون)
لقد حاصرت غ. ز. ة الكي. ا. ن الغا. صب فاغلقت موانئه ومطاراته ومدارسه واجبرت مواطنيه على المبيت في الملاجئ وفرضت حظر تجول عليهم
واستهدفت قواعده الجوية ومنصات الغاز والنفط والكهرباء وغيرها
وخسارته المادية تقدر بمليارات الدولارات...
ولاول مرة قتلاه بالعشرات وجرحاه بالمئات....
كما انها ادخلت س. لاح الجو والبحر بفعالية كبيرة
6_ الخوف الواضح وعدم التجرؤ على الدخول في معركة برية يثبت مدى جبن وهشاشة جيش الع.. دو على الارض
7_ انتفاضة اراضي ال48 ودخولهم في مواجهة مع الع.. دو انهى ما يسمى بالدولة العلمانية اليهو. دية واظهر عنصريتها وقلب كل معادلاتها وافشل كل ما فعلته من اجل مسخ هوية الفلسطينيين فيها
8_ كسرت ( ح. م. ا. S) عزلتها واعادت الثقة بها في العالم العربي والاسلامي ونفت عنها تهمة التبعية لايران والتحرك بالرريموت كونترول لتحقيق مصالحها
9_ تبين للقاصي والداني ان ح. م. ا. س تحركت انطلاقا من مبادئها لا من مصالحها كما تبين ان الاعداد العسكري الذي كانت تدعي ايران انها وراءه انما هو في جزء كبير منه نتيجة العقول الفلسطينية المبدعة التي عملت على تطويره بحيث اصبح (ابعد واقوى)
10_ سقط التطبيع..... وسقط المطبعون..... وتحولوا الى حثالة في نظر العرب والمسلمين في العالم ومهما حاولوا بعد اليوم لن يستطيعوا تسويق تطبيعهم
واهم من كل ذلك عودة اليقين الى الامة بقرب التحرير تحت راية لا اله الا الله وليس تحت اية راية اخرى.....
#الأقصى_انتصر
كل عام وانتم بخير
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
تقبل الله طاعتكم وصالح أعمالكم
واستعملنا وإياكم فيما يحب ويرضى
وأسعدكم في الدارين
وأعاد العيد على أمتنا وهي من خير إلى خير
وإلى نصر وتمكين
ما أجمل شعور الانتماء إلى أمة عظيمة!
وما أجمل العمل لها!
أربعون:
اليوم 28 رمضان 1442، أُتمّ أربعين سنة من عمري (بالسنين القمرية).
لا أخفيكم أن هذا يبثّ في داخلي رهبةً كبيرةً، لدرجة أني من بداية رمضان وأنا أعدّ هذه الأيام وأقول بقي كذا لتبلغ الأربعين، لن تبق ثلاثينياً بل ستصبح أربعينياً.
خواطر كثيرة تأتيني بهذه المناسبة، وسبب مجيء هذه الخواطر أن هذا العمر بالذات له خصوصية في الإسلام، فهو العمر الوحيد الذي وقف معه القرآن وقفة خاصة، حيث يقول تعالى:
(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
لم يقف القرآن مثل هذه الوقفة مع أي عمر آخر لا الثلاثين ولا الستين ولا السبعين، لذلك أراني أقف هذه الوقفات:
_ يأتيني الآن شعور أن عدّاد العمر التنازلي قد بدأ فكأنني في السنوات السابقة كنت أرتقي جبلاً حتى بلغت اليوم أقصاه، وسأبدأ الآن بالنزول متجهاً نحو الموت.
_ يأتيني شعور يقول لي: حان وقت العطاء والإنجازات الكبيرة، وأراني قد قصرت كثيراً في مرحلة الطلب والتلقي، فأسأل الله أن يبارك في ما بقي.
_ يراودني شعور مزعج وسؤال مقلق: ماذا أنجزت حتى الآن في حياتك!؟ ها قد مضت أربعون!
ثم يسكتني جواب مباشر: كل إنجازات نبيك صلى الله عليه وسلم العظيمة جاءت بعد الأربعين، فاستعن بالله و لا تعجز.
_ في عمر الأربعين يدخل الإنسان مرحلة جديدةً، لم تعد مسؤولاً عن نفسك بل انظر حولك، أبناؤك وبناتك كبروا وسيكبرون أكثر، مسؤولياتك تتضاعف وحسابك سيثقل فقد بلغت أشدّك!
_ أشعر أنّ الله في هذه الآية العظيمة يخاطبني كما يخاطب الأب ابنه الذي بدأ يكبر فيقول له: ها قد كبرت، فانتبه! فإن ما كان مقبولاً منك عندما كنت صغيراً لم يعد مقبولاً منك الآن، لقد كبرت اليوم، لقد بلغت أشدك!
فأشعر بجمال هذا التشريف وصعوبة هذا التكليف.
_ ألتفت حولي فأرى حفظ الله ونعمه العظيمة عليّ فأستجيب لأمره وأقول:
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
_ وخصوصية أخرى لدي في هذا اليوم لأنه 28 رمضان وليس لأني بلغت الأربعين، حيث أتذكر أخي حازم رحمه الله الذي استشهد في مثله قبل تسع سنوات مقبلاً في إحدى معارك تحرير حلب، وأتذكر دائماً قوله لي قبل أن يستشهد: لو استشهدت ستكون يا وائل أول من أشفع له بعد أمي وأبي، فأقول: أسأل الله أن يتقبله شهيداً وأن يرزقني شفاعته التي تجبر تقصيري، وأن يرزقني ما رزقه وأن يجمعني به في خير دار وقرار.
_ أربعون سنةً مضت ما أكثرها، وما أقصرها، فيا رب عفوك عمّا مضى، وعونك فيما بقي.
#أربعون
المعركة في القدس اليوم معركة مفصلية نسأل الله أن يكون ما بعدها فيه خير للأمة جمعاء.
شارك في هذه المعركة بما تستطيع،
ارم فيها بسهم،
ولو كان السهم منشوراً، دعاءً، اهتماماً، مشاركة... الخ
معركة فيها معسكر الباطل واضح وضوح الشمس وكذلك معسكر الحق.
هنيئاً هنيئاً للمرابطين في المكان المقدس والزمان المبارك
نصرهم الله وأعاننا على معونتهم.
#أنقذوا_الشيخ_جراح
آخ يا وجع القلب!
الأب يحبس ابنته في قفص ويربطها بجنزير، ويكثر من ضربها، وعندما سئلت الطفلة في مقطع فيديو انتشر بعد موتها: بتحبي أبوك؟ قالت: اي.
الفيديو تم تصويره قبل فترة ولم ينشر حينها مع أن منظر الطفلة فيه يمزق القلب.
ولم يتحرك أحد لإنقاذها!
بعض سكان المخيم كانوا يعلمون بالقصة ومع ذلك لم يتحركوا!
مبررهم في ذلك أن أباها أمنيّ يعمل مع هيئة تحرير الشام.
الطفلة ظلت تنطفئ ببطء عدة أشهر حتى توفيت، وأبوها والناس كانوا يرونها تموت أمامهم!
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
فكيف بمن حبس إنساناً حتى مات، وكيف لو كان هذا الإنسان طفلة بريئة، وكيف لو كانت الطفلة ابنة القاتل!
ولو كان هذا سلوك الأمني مع ابنته فكيف يكون سلوكه مع المعتقلين ومن يقع تحت يديه!
وأولئك القتلة في المخيم، ألم يتحرك ضمير أحدهم لينشر صورة للطفلة أو منشوراً ولو باسم مزيف!
عدة أشهر ولم يجد أحد وسيلة لإنقاذ هذه الطفلة! ولم يفعل فعلاً يعبر عن بقايا إنسانيته!
ما أبشع الإنسان حين يتخلى عن إنسانيته، فيغدو مسخاً مشوهاً.
#مسوخ_بشرية
بسم الله
أضفت ميزة التعليقات على منشورات القناة،
إحدى سلبيات التيلغرام بالنسبة لي كانت عدم إتاحة المجال للتعليقات.
أهلاً بكم😊
كيف يعاقب الله الظالمين في الدنيا؟
ما هي أعظم عقوبات الدنيا شدةً ؟
لا شك أن أعظم العقوبات شدةً في الدنيا، هي عقوبة الإضلال!
فكل عقوبات الدنيا تهون إلى جانبها، مرض أو إفلاس أو تعذيب فالدنيا -مهما طالت- فهي ساعة!
أما أن يضل الله أحداً فأنّى له أن يهتدي بعد ذلك!
يقول تعالى: (ومن يضلل الله فما له من هاد).
والضلال لو كتب على أحد فقد هلك، وخسر آخرته ، وغمسة في جهنم تنسيه كل نعيم الدنيا، والعياذ بالله.
ولأن الظلم من أكبر الكبائر فقد جعل الله عقوبته الإضلال: (ويضل الله الظالمين).
ومن أصعب عقوبات الدنيا أن يسهل الله للإنسان طرق المعصية، فيجعل نفسه أكثر ميلاً إليها، وأضعف أمام الشهوات، فتكون طرق الهلاك أمامه ميسرةً ممهدةً ليمضي فيها ثم يهلك!
أتعلمون هذه العقوبة من نصيب من!؟
يقول تعالى: وأمّا من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى.
والله آيات تثير الذعر!
منذ يومين وقفت عند معنى لطيفٍ فيها وهو:
عقوبة البخل في الدنيا أن تتيسر طرق الهلاك، والبخل أن تمنع العطاء مما في يديك، فتكون مطالباً بالعطاء ثم تمتنع بخلاً.
فإذا كانت هذه هي عقوبة البخل فكيف يكون الحال مع أكل أموال الناس بالباطل!
إذا كانت هذه هي عقوبة منعك الناس من مالك، فكيف تكون عقوبة منع الناس أموالهم! بل كيف بمن يخطط ليمكر بالناس، ويأخذ أموالهم ولا ينوي سدادها، بل كيف بمن يقهر الناس في أرزاقهم فيظلمهم ليملأ خزنته!
ما هذه الظلمات المتراكمة فوق بعضها، وإلى أي ظلمات من الضلال سوف تؤدي!
لا بد أن أشير أن الآيات الأخيرة التي ذكرتها من سورة الليل تتحدث عن الكافر، ففيها: (وكذب بالحسنى) لكن يبقى الخطر أن السلوك الذي وصف الله به الكفار هنا، وأوجب عقوبتهم هو: البخل!
............................
انتبه دائماً للمعايير الإلهية في العقوبات، فالناس قد يرون فلاناً من الناس بلغ أبشع درجات الظلم والبخل وأكل أموال الناس بالباطل ومع ذلك يظهر أن الله لم يعاقبه، وقد يكون طبع عليه الضلال فلا يقوم منه أبداً!
وشخص آخر لا يلتفت إليه في الدنيا، قد كتب الله له الهداية جزاء ما عف وصبر وأعطى واتقى فيكون من الفائزين.
اللهم فاكتبنا من الفائزين المهديين.
الثورة مرحلة انتقالية
والغربة مرحلة انتقالية
و كورونا ظرف طارئ
وراحت سنين طويلة من العمر بين الحالة الطارئة والاستثنائية
وكل من ينتظر انتهاء هذه الظروف حتى يحيا حياته كما يريد
سيمضي به العمر قبل أن يبدأه.
تبيان لموقفي وختام لحديثي في الموضوع الأخير:
أرجو فعلاً أن لا أضطر إلى فتح الموضوع مرة أخرى، لأني أعتقد أن الفائدة التي أريد إيصالها من خلال جميع ما نشرت ستكتمل بما سأضعه في هذا المنشور.
ومن باب الاختصار سأذكر ما لدي في نقاط على شكل رد على أسئلة تكررت في التعليقات والرسائل:
_ ما هي الأمور التي تختلف فيها مع الدكتور طارق ولماذا لم تذكرها في منشورك؟
لكل مقامٍ مقال ومن المعيب عند الدفاع عن رجل أوذي وأسيء إليه على الملأ بأبشع العبارات أن أضع في نفس منشور الدفاع مآخذي على الرجل!
أما الأمور التي أختلف معه فيها فعلى رأسها طرح قضايا إشكالية عظيمة على الملأ بآراء جريئةٍ جداً، أحياناً تكون خاطئة، وأحياناً تكون صحيحة لكنها توهم معنى خاطئاً، فهذا الفعل قد يسبب فتنة أسأل الله أن يغفر له.
من ذلك مثلاً تغريدته الشهيرة: عقلي ليس للبيع، وأنه لو جاءه حديث يخالف عقله لردّه.
فهذا قد يفهم منه تقديم قناعات مسبقة على الحديث الصحيح وهذا لا يجوز طبعاً، ولا أظن أن الدكتور طارق يقصد ذلك لأنه مثلاً لا ينكر المعجزات التي لا تستطيع الكثير من العقول تصديق وقوعها.
وفي الحالتين فالتغريدة غلط، وأنا أعرف بعض الشباب الذين طاروا بهذه العبارة فصاروا يقدمون آراءهم على الأحاديث وعلى ما في كتب التراث من منطلق: عقلي ليس للبيع، والله المستعان.
_كلامك للقنيبي في هذا التوقيت يفهم منه أنه اصطفاف مع الدكتور طارق وإسقاط للرجل لأنه هاجم الدكتور طارق:
أعذر من فهم الأمر كذلك لأن التوقيت فعلاً قد يوهم به، لكن يعلم الله أني كنت أنوي الحديث عن القنيبي منذ فترة طويلة، أكثر من سنة ، ويعلم إخواني الذين ألتقي بهم فيزيائياً أنني أتحدث عن القنيبي منذ مدة طويلة بنفس الكلام الذي نشرته مؤخراً، ولكني نشرت في هذا التوقيت من باب أني وجدت الفرصة مناسبة، فما دام قد طالب الدكتور طارق بتوضيح بعض مقالاته في سنوات سابقة، فلماذا لا يقبل على نفسه أن يوضح لنا منهجه الفكري في الوقت الحالي، وليس في السنوات الفائتة.
على أني قد أكون فعلاً أسأت لفكرتي بسبب التوقيت فوصلت لبعض الناس على أنها ردة فعل عاطفية وحميّة لشخص الدكتور طارق، والأمر ليس كذلك نهائياً بل هو موقفٌ ورأيٌ قديمٌ ترددت كثيراً في طرحه ثم وجدت فرصةً مناسبة فتكلمت، والله أعلم بالسرائر.
ولو كان الأمر حميةً للدكتور طارق لرددت على كثيرين غير القنيبي وما أكثر من تكلم على الدكتور طارق بعد منشوريه.
_ لماذا تسيء للدكتور إياد وهو ينشر الخير ويقف على ثغور عظيمة؟
مشكلتي ليست مع أشخاص بل مع منهج فكري هو منهج القاعدة، ولست وحدي من لديه المشكلة مع منهج القاعدة بل أكثر المسلمين كذلك، ولذلك أنا لا أنصح بالاستماع لأي شخص ينتمي إلى هذا المنهج، بغض النظر عن كلامه وموضوعه، ومثلي في هذا كثير.
ماذا لو خرج أيمن الظواهري في سلسلة يرد فيها على الملحدين، هل تنصح أبناءك بالاستماع له!؟
ماذا لو خرج المقدسي في برنامج لترقيق القلوب، هل تنشر البرنامج على صفحتك وتقول: لكنه كلام عظيم طيب؟
_ أنت تتهم الدكتور إياد بأنه ينتمي لداعش أو للقاعدة وهو صرّح بخلاف ذلك:
هذا خلط كبير، الانتماء لمنهج فكري شيءٌ والانتماء لتنظيمٍ شيءٌ آخر تماماً، نعم الرجل صرّح منذ فترة طويلة بأنه لا ينتمي لأي تنظيم وأنا أصدقه في ذلك.
لكنه في الوقت ذاته كان في ما ينشره في سنوات الثورة الأولى مصطفاً بشكل واضح مع القاعدة.
وسأنقل لكم اقتباساً من منشور نشره مؤخراً من باب أن آتي بدليل على كلامي، وليس من باب نبش الماضي، فالرجل هو من أعاد نشر هذا الكلام اليوم، يقول فيه:
(ينبغي لإخواننا من مؤيدي النصرة أو تنظيم دولة العراق الإسلامية أن يعلموا بأن مشروع هذه الجماعات ليس الحق الصرف بينما مشروع غيرها باطل صرف).
لا أعلم ثناءاً ممكناً أعلى من هذا الثناء إلا لو كان مع الأنبياء، يقول يا جماعة القاعدة والدولة الإسلامية لستم على الحق المطلق، وبقية الجماعات - وهنا يقصد الإسلامية - ليسوا على باطل مطلق!
يعني نعم أنتم أهل الحق لكن هذا لا يعني أنكم لا تخطئون، وهم وإن كانت لديهم أخطاء كثيرة لكن هذا لا يعني أنهم ليس لديهم شيء من الحق والخير.
كما أن شيخه المقدسي هو أحد أهم منظري القاعدة.
_ وأين المشكلة في أن يكون منهجه الفكري هو منهج القاعدة؟ لماذا تحكم هذا الحكم السيء على القاعدة ثم تنسبه إليهم لتسقطه؟
إذا لم تكن هنالك مشكلة في أن يكون منهجه قاعدياً فلماذا تغضبون!؟ ولماذا ترون أن الأمر اتهامات!؟
عندما أقول أن منهجه الفكري هو منهج القاعدة فهذا من باب التوصيف فقط، وليس من باب الحكم، فإذا صحّ الوصف حكم كل فريقٍ بما يراه، فمن كان يرى أن القاعدة على حق وصواب فهذا الوصف بالنسبة لهم فيه تزكية ورفعٌ للرجل وعليهم أن يشكروني على ذلك ويطلبوا من القنيبي أن يعتز بإعلان ذلك.
نقطة أخيرة منهجية في التعامل مع أهل الفضل هي قوله صلى الله عليه وسلم: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم.
أي لو أخطأ هؤلاء فتجاوزوا ولا تدققوا طالما أنها عثرات وليس نكسات أو انحرافات خطيرة.
التعامل مع الرموز وأهل الفضل يجب أن يكون باحترام شديد حتى عندما يخطئوون، كما نحترم آباءنا.
لو أخطأ أبي، سأبقى أقول هو تاج رأسي ولو لم أتفق مع فعله، وكذلك أهل الفضل.
لا أتكلم عليهم بسوءٍ -ما لم يبدلوا- وأرى من واجبي أن أذبّ في الدفاع عنهم.
خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب.
لماذا الآية الأولى جاءت بصيغة الماضي، والثانية جاءت بصيغة المضارع، ومعلوم أن الفرق بين الصيغتين أن الماضي فعل حدث، أما المضارع فهو فعل يتكرر.
وتفسير ذلك أن الإنسان (خُلق) عندما أتى إلى هذا الوجود مرةً واحدة، فجاءت الصيغة في الماضي، أما خروج نفسه من جسمه فهو حدث متكرر فالنفس لا تخرج من الجسم عند الموت فقط بل في النوم أيضاً والأدلة على هذا كثيرة جداً، منها قوله تعالى في سورية الزمر: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حين ينام: باسمك اللهم أموت وأحيا، وحين يستيقظ: الحمد لله الذي رد إلي روحي، وغير ذلك.
فلما كان خلق الإنسان الأول مرة واحدة وخروجه من جسده مرات متكررة جاء الأول بالماضي والثاني بالمضارع.
وهنالك نقطة أخيرة تقوي هذا التفسير سأذكرها تفصيلاً إن شاء الله في منشور قادم، وهي تتحدث عن معنى (الطارق) وكيف أن السورة كلها من أولها إلى آخرها تنتقل من طارقٍ إلى آخر.
والله أعلم
#الصلب_والترائب
في الأيام الأخيرة ظهرت مجموعة من الحقائق الجديدة على يد ثلة من المثقفين المتنورين التي كانت غائبة عنا منها مثلاً:
_أشد أعداء الدين من أمثال نوال السعداوي هم ضحية للخطاب الديني ومن يفرح بموت هؤلاء هم سذج متطرفون متعصبون.
_الفراعنة مسلمون موحدون ومن يقول غير ذلك جاهل ما قرأ التاريخ.
_العرب والسنة هم أقليات في سورية والذي ينكر ذلك طائفي عنصري.
...............
أسأل الله أن يحرمنا منكم ومن تنويركم
أعلمُ ضيقَ صدركَ، فتعالَ إليّ:
مراعاة المشاعر مدرسةٌ جميلةٌ في التربية تقوم على أساسٍ يقول بأننا حين نتعب أو نحزن فإننا لا نحتاج إلى من يأتي لينصحنا ويعظنا، فنقف حينها في موقف التلميذ لذلك الحكيم الذي عركته الأيام، بل نحتاج لمن يقول لنا فقط:
أنا أشعر بك، أعلم مرارة الموقف الذي تعيشه، لست وحدك فلا تقلق.
عندما ترى طفلك يبكي لا تقل له:
لماذا تبكي، الأمر لا يستحق، كن رجلاً فالرجال لا يبكون، امسح دموعك بسرعة.
فأنت بذلك تزيد همه وحزنه.
بل قل له:
أشعر بك، وبألمك أسمعك حتى لو لم تتكلم!
شجعه على أن يتكلم معك، فالكلام يخرج الأحزان من الصدر الذي ضاق بها إلى اللسان لتنطلق فيسرّى بذلك عن الإنسان.
ثم احضن طفلك، دعه يبكي، دعه يشكو، فهذا ما يحتاجه ليرتاح!
ليس الطفل فقط من يحتاج إلى هذا التعاطف، إلى هذا السماع، إلى هذا الحضن بل نحن جميعاً كذلك.
ما أجمل الحب هنا!
ما أجمل أن يكون لديك خليلٌ يشعر بك، يواسيك، يداريك، يقول لك أنا معك، لا تحزن، لا تقلق، ابثث شكواك لي، تعال إلى حضني.
هذه المعاني تذكرتها عندما قرأت البارحة قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون)
ما أجمل هذه المواساة!
الله جل جلاله، يواسي نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات الرائعة، يقول له: يا محمد أعلم الحزن الذي يملؤك لأنهم يقولون إنك كذاب.
ثم آيةٌ أخرى عظيمة فيها من المواساة ما فيها:
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)
أعلم ضيق صدرك يا محمد بهذه الأحزان التي تملؤه فلا يكاد يتسع لها، فسبح بحمد ربك، واقترب مني كثيراً بسجودك بين يدي، وكأن هذا السجود هو الحضن الذي يحتاج إليه النبي صلى الله عليه وسلم والنجوى التي تريحه!
ما أجمل أن تكون من خاصّة الله تعالى، فيعتني بك وبمشاعرك وبتقلباتك وأحزانك وأفكارك ويقول لك كلما حزنت: أعلم ضيق صدرك، فتعال إليّ.