٩- الاختراق اليهودي للكنيسة من خلال الرهبنة، حيث اعتلى عرشها ستة بابوات من اليهود.
١٠- تبني مبدأ الحق الإلهي في الحكم، وتسليم حكم القدس لملك يهودي، وهي النظرية اليهوديّة، التي لا تجيز تولي الحكم في غير نسل داوود خاصة، واليهود عامة.
. ......
الإجرامي، ودورها الإرهابي، وانحطاط ممارساتها وسلوكياتها التآمرية التجسسية، وخطرها الوجودي اللامتناهي، على الشعب والملك معا، خاصة وأنها لا تعترف للمجتمع بانتماء، ولا تدين للملك بولاء، حيث ولاؤها وانتماؤها لراعيها اليهودي فقط.
ولذلك بقيت المجتمعات في حالة ترقب حذر، وطالما لامست تلك الخطورة الشعور الجمعي، في مراحل تاريخية مختلفة، وكلما بلغ التهديد الوجودي اليهودي، مستويات إرهابية تسلطية متقدمة، انتفض الغضب والانتقام الشعبي، لإسقاط حظوة ومكانة اليهودي، صانع المال والإجرام، حيث لا تعصمه حصانته الملكية، من ثأر الجماهير الشعبية الغاضبة، ولا تحميه جماعاته الإجرامية المتوحشة، وكانت الشعوب تقتص لنفسها وتثأر لكرامتها، التي بالغ المرابي اليهودي في امتهانها، وقد شهدت مختلف بلدان أوروبا، ثورات شعبية وأعمال عنف وتهجير قسري لليهود، جزاء جرائمهم ومجازرهم بحق الشعوب، كما لم يسلم المرابي اليهودي وجماعاته الوظيفية ومواطنيه، من انتقام وسطوة وغضب الملك نفسه، الذي يسارع إلى إسقاط المركز السلطوي اليهودي، قبل أن يصبح هو ضحيته، وفي كلا الموقفين الرسمي والشعبي، من الحضور اليهودي، ما يؤكد حقيقة خطر الوجود اليهودي، على المجتمعات البشرية عامة، التي لم تسلم منها، عبر مراحلها التاريخية المتعاقبة، ولذلك لا غرابة إن تعرض اليهود، لعمليات التنكيل والقمع والتهجير، في معظم بلدان أوروبا، منذ منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، فما ذلك إلا رد فعل طبيعي إزاء جرائمهم وفسادهم وإجرامهم اللامتناهي، وعنصريتهم وكراهيتهم الشديدة، لكل من ليس يهوديا، بينما كان وضعهم في البلدان الإسلامية، أفضل بكثير، رغم أدوارهم الخبيثة، واختراقهم المجتمع والسلطة على السواء، سواء في ظل الدولة العثمانية، أو ما قبلها وما بعدها، حيث تمكنوا من أعلى مراكز القرار، وأداروا حكم البلاد والعباد سرا وعلانية، وعاثوا في المسلمين فسادا، وحصلوا على ما لم يحلموا به، من الحظوة والمكانة والحرية، ولعل موسى بن ميمون أوضح شاهد على ذلك.
#سقط_مورم_على_منتفخ
المحرقة الأخيرة لمرتزقة الكيان الصهيوني
إبراهيم محمد الهمداني
انعكس وضع حكومة الفنادق المتردي، على جمهورها المقاتل في الميدان، وأصبح الضابط السعودي أو الإماراتي، هو سيد الموقف وصاحب الكلمة الأخيرة، التي يجب أن يخضع لها القادة العسكريون، كما الأفراد سواء بسواء، ولم تكن كرامة المرتزق هي – فقط – التي انتهكت، في عقر داره، ولم تكن قيمته – فحسب – هي التي أُهدرت، على أرضه، وبين أهله، وهو ما جعل بعض المخدوعين والمغرر بهم، ممن بقي لديهم قليل من الغيرة والحمية، يلوذون بحمى صنعاء الحرية والكرامة، طالبين عفو الكرام، باسم الأخوة في الله والدين والدم والوطن، وهو ما كان لهم فوق ما يسعه خيالهم، ليدفع من تبقى منهم الثمن غاليا، حيث أصبحوا موضع شك وتخوين مسبق، من القيادة السعودية الإماراتية المشتركة، التي لم تر فيهم غير قذارة الارتزاق، وانحطاط الدور الخياني، فمن لم يكن أهلا لثقة وطنه، لا يمكن أن يحظى بثقة المحتل السعودي والإماراتي، ومن باع وطنه، وهان عليه أهله وأخوته، سهل عليه بيع كل شيء، وكان ما سوى ذلك أهون عليه.
هنالك – فقط – فتح النظام السعودي عينيه، على سقوطه المدوي، في مستنقع ورطته الكبرى المزدوجة؛ فتعويله على المرتزقة، في تحقيق نصر، عجز هو عن بلوغه، لا يختلف عن ركونه على حماية أمريكا، التي عجزت عن حماية نفسها، أمام ضربات الجيش اليمني، كما أن هروبه إلى أحضان التطبيع، مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وتمكينه من السيطرة على بلاد الحرمين، لن يمنحه حصانة من المساءلة والعقاب، ولن يحفظ له جميلا، عند شر البرية، من اليهود والنصارى، الذين لا يرون فيه، غير بقرة حلوب، تُذبح عندما يجف ضرعها.
وخلاصة القول إن ما عجزت أمريكا الصهيونية وأخواتها، عن تحقيقه وبلوغه منا، بكل ما تمتلك من إمكانات القوة والهيمنة، لن تبلغه منا بعملائها (السعودي والإماراتي)، مهما بلغت أموالهم، ومهما اجتهدت مخططاتهم، مادمنا محصنين بإغلاق سفاراتهم، ولم ننجر نحو وساطتهم ووعودهم، كما أن المعركة، التي هُزِمت فيها حاملات الطائرات، وأقوى الأساطيل الحربية الغربية، لن ينتصر فيها قطعان المرتزقة الأغبياء، في الساحل الغربي أو مأرب أو غيرها، ومهما تميز العفافيش بغيض الانتقام، أو تلظى الدواعش بجحيم الحقد، ومهما رفعوا من العناوين المذهبية والمناطقية، فلن يزيدهم ذلك إلا سقوطا وانحطاطا وابتذالا، وعزلة ورفضا ومقتا، حتى من حاضنتهم الشعبية، التي تبرأت منهم، واستنكفت أن يجمعها بهم انتماء أو ولاء، بعدما أعلنوا عن تماهيهم المطلق، مع المشروع الصهيوني الإسرائيلي، وتأييدهم عدوانه وجرائمه، بحق أبناء قطاع غزة، وتخليهم عن قضية المسلمين الكبرى ومقدساتهم، وتحركهم بأمر أمريكا وإسرائيل، لمواجهة كل من يقف في وجه الكيان الغاصب، وسعيهم لعرقلة عمليات الإسناد المشرفة، التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية، نصرة لغزة خاصة وفلسطين عامة، إذ لم يعد خافيا على أحد، قبح وانحطاط المرتزقة (من الدواعش والعفافيش)، الذين طالما تنافسوا على خدمة المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي، وطالما سارعوا إلى إعلان رغبتهم الأكيدة، في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وتمكينه من رقاب وأرض المسلمين، ومثلما أن الكفر ملة واحدة، كذلك العمالة والخيانة والارتزاق، نهج واحد وعقيدة واحدة، وأيديولوجيا واحدة في كل زمان ومكان، ولذلك يمكن القول إن الحرب القادمة، ستكون محرقتهم الأخيرة، الممهدة لزوال الكيان الصهيوني الغاصب، وحلفائه من قوى الاستكبار الاستعمارية العالمية.
"سقط مورم على منتفخ"
سقوط شركاء الجرائم على متوالية الهزائم
إبراهيم محمد الهمداني
طالما سعى تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي الإجرامي، إلى تبرير عدوانه على اليمن، بمبررات وذرائع شتى، محاولا إضفاء المشروعية على موقفه العدائي، بمزاعم دعم الحكومة الشرعية تارة، وقطع أذرع النفوذ الإيراني في المنطقة تارة أخرى، والحد من تهديد جماعة "أنصارالله"، على دول الجوار، وخاصة السعودية، تارة ثالثة، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية، التي بلغت حد التفاهة والسقوط، كاشفة عن السبب الحقيقي لذلك العدوان الإجرامي، كونه رغبة أمريكية إسرائيلية محضة، لخدمة أهدافهما التسلطية، واستعادة هيمنة السفارة ووصاية السفير، وإعادة اليمن إلى حضن التبعية الأمريكية الإسرائيلية، ورغم ذلك الانكشاف الفاضح، إلا أن مرتزقة تحالف العدوان – من دواعش حزب الإصلاح وعفافيش حزب المؤتمر – استمروا في ترديد تلك الذرائع الزائفة، دون حياء أو خجل، غير متحرجين من إعلان تحالفهم مع أمريكا، ومن خلفها الكيان الإسرائيلي الغاصب، عدو الدين والأمة الإسلامية، مؤكدين تماهيهم الكامل، مع أبجديات ومبادئ المشروع الصهيوني، نكاية بأنصار الله ومشروعهم القرآني، متبنين مقولات الناطق الرسمي، باسم جيش الاحتلال، افيخاي أدرعي، المعبرة عن موقف إسرائيل العدائي، تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وعموم شيعة آل البيت، أينما كانوا، بوصفهم أشد خطرا على الإسلام والمسلمين، من اليهود والنصارى.
سقط تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي، في اليمن، وسقط معه مرتزقته، وسارع كل منهم، بإلقاء وزر الهزيمة، على صاحبه؛ فالمرتزقة متهمون – من قِبل أسيادهم – بسرقة الدعم المالي، المخصص للجبهات، وتحويله إلى أرصدتهم وحساباتهم الخاصة، والمطالبة بالمزيد من الدعم المالي والعسكري، دون تحقيق أي تقدم يذكر، في المقابل، لم يحاول المرتزقة تبرأة أنفسهم من تلك التهمة، بل ردوها بمثلها، أو أكثر منها، فقالوا إن قيادة التحالف، لم تقدم لهم الدعم المالي الكافي، وسلبتهم حق اتخاذ القرار الميداني، وجعلته من نصيب الضباط الإماراتيين والسعوديين، الذين قادوا المعارك – بلا خبرة – من غرف النوم، وتسببوا في حدوث أخزى الهزائم، والتضحية بمئات المقاتلين، على مذبح غرور الأنا المتعالية السعوإماراتية.
أصبحت نظرية المؤامرة، هي سيدة الموقف، في تفكير الطرفين، فالمرتزقة رأوا أنفسهم ضحية مؤامرة دولية/ عالمية، تهدف إلى التخلص من "الأخوان المسلمين" في اليمن، كما في مختلف بلدان العالم، من خلال الزج بهم في الصفوف الأمامية، وتوريطهم في حروب عبثية لانهائية، ليواجهوا مصيرهم المحتوم، على يد أعدائهم أو بنيران صديقة، من طيران التحالف، بدليل وقوع ذلك عدة مرات، علاوة على استبعادهم من مواقع القيادة، وصناعة القرار العسكري الميداني، والتعامل معهم بوصفهم مجاميع وظيفية ﻤأجورة، من مقاولي وتجار الحروب، بالإضافة إلى عدم إشراكهم في القرار السياسي/ المفاوضات، إلا في حدود ما يجمل صورة الممول السعودي، الراعي الرسمي للعدوان، وما يخدم موقف ومصالح، سيد الحرب الصهيوأمريكي.
كذلك حضرت نظرية المؤامرة، في منظور النظام السعودي – قائد تحالف العدوان – الذي رأى أنه وقع في الفخ، وتورط في حربه على اليمن مرتين، في وقت واحد؛ الأولى:- حين ناصب الشعب اليمني العداء ابتداءً، وأعلن عليه الحرب الشعواء والحصار المطبق، وارتكب بحقه أبشع المجازر، وعمليات الإبادة الجماعية الوحشية، دون موجب حقيقي لذلك، ليصبح بذلك الموقف الإجرامي المشين، في مقام العدو الأول للشعب اليمني، وموضع غضبه وثأره وانتقامه.
والثانية:- حين اعتمد على المرتزقة المحليين، في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، من سيده الصهيوأمريكي، ظنا منه أنه سينجح بهم في إتمامها، بأقل كلفة وأدنى جهد، من خلال توظيف قوة المال السعودي، بالإضافة إلى استغلال حالة الحقد والعداء، في قلوب الإصلاحيين والمؤتمريين، الذين يرون أن إسقاط أنصار الله "الحوثيين" في صنعاء، هو ثأرهم الشخصي وانتقامهم الخاص، وبذلك يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، ويخرج النظام السعودي من دائرة اللوم والانتقام، بحجة أن الحرب كانت يمنية يمنية، وأن اليمني هو من قتل اليمني، في ظل انتقال السعودي إلى دور الوسيط، والأخ الأكبر الراعي للمفاوضات اليمنية، الساعي بالصلح بين الأخوة الأعداء.
لكن عواصف الميدان اليمني، جاءت بما لا تشتهي سفن الأحلام السعودية، وأربكت كل الحسابات، وأسقطت كل الرهانات، وبدا أن صمود الشعب اليمني، أكبر من أن تكسره أعتى القوى العالمية، وأن الاعتماد على المرتزقة المحليين، في حسم هذه المعركة، لصالح المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي، لا يعدو كونه ضربا من المحال، يتطلب لتحقيقه صبر أيوب، وعمر نوح، وملك سليمان، الأمر الذي جعل أموال وكنوز وخزائن سلمان، تقبض يدها، بعد أن كانت أبوابها مشرعة على مصراعيها، أمام المرتزقة، خاصة بعدما اكتشف النظام السعودي، أن حياة الرفاهية، ونعيم فنادق الرياض، قد أفسد قادة مرتزقته، وفتح أعينهم على
استعماري، مقطوع الأواصر والصلات، متحلل تماما من كل القيم والمبادئ والأخلاق، وفي حاضنة مجتمعية ساقطة مثله تماما، لكي يؤدي المهمة الاستعمارية، ويخدم مشروع الهيمنة اليهودي الصهيوني، أكبر مدة من الزمن، وكان ذلك النموذج الإجرامي المتفرد، هو الولايات المتحدة الأمريكية الارهابية، أو ما يمكن تسميته "أمريكا الصهيونية"، ذات المنشأ الإجرامي الشيطاني المحض، والعقيدة التوحشية الصهيونية المتطرفة، والنزعة الانتقامية الاستكبارية، على مذهب حروب الإبادة الجماعية الشاملة، واستراتيجية الأرض المحروقة، وهو ما جسده ذلك الكيان الإجرامي اللقيط، ومازال حتى الآن.
Читать полностью…#شهيد_الإسلام_والإنسانية
ويعود نصر الله منتصرا
يهدي كعادته لنا نصرا
ويطمئن الأبطال مبتسما
ولهم يزف الخير والبشرى
لبيك نصر الله قد هتفوا
حتى انهمى في بأسهم صبرا
عادوا ب حتما منك تحملهم
ولأنت روح العودة الكبرى
#جمعة_مباركة_للبنان_ومع_غزة_حتى_النصر_والاحتلال_إلى_زوال
#نحن_لا_نهزم
#إبراهيم_محمد_الهمداني
الوحشية، بحق السكان الأصليين، وهكذا نشأت الولايات المتحدة الأمريكية، لتحمل راية الاستكبار العالمي، وتجعل من الأسطول الأبيض، ركيزة قوتها العسكرية العالمية، وهكذا فرض رعاة البقر سيطرتهم وهيمنتهم، على جميع شعوب وبلدان العالم، وكان يكفي أن تتحرك مدمرة أو حاملة طائرات أمريكية، إلى شواطئ بلد ما، لتفرض نفوذها وهيمنتها وتسلطها، وكان رعب الأسطول يجري في مفاصل كل أصحاب القرار.
جلست الولايات المتحدة الأمريكية، على عرش الهيمنة العالمية، لا عن سابقة مجد، ولا مكرمة من أخلاق، وإنما قادت العالم بعقلية اللصوص، وانحطاط المجرمين، ولم يكن في رصيد "راعي البقر" الأمريكي، غير أرقام مهولة من الجرائم والمجازر والانتهاكات، وهو أبعد ما يكون عن أي مظهر أو قيمة حضارية تذكر، وحين وصلت سياسة الجنون الاستعماري الأمريكي الغربي إلى اليمن، كانت نهاية هيمنة الأسطول، حيث سقطت قوته المرعبة، على أيدي أبناء القوات المسلحة اليمنية، التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور، وحاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن، وعدد من المدمرات والسفن الحربية، التي عجزت عن حماية نفسها، ناهيك عن حماية سفن ربيبتها دويلة الكيان الإسرائيلي الغاصب، أو حماية حلفائها من منافقي الأعراب، وبهذا سقط جنون الهيمنة العالمية، وسقط إرث الأسطول الاستكباري إلى الأبد.
الإرثُ الاستعماري الغربي.. من مجد الأسطول إلى لعنة الزوال
https://www.almasirahnews.com/141759/
نتنياهو.. شمشون الأحمق
بلا ظفائر بين حمارين
إبراهيم محمد الهمداني
تقول الأسطورة إن شمشون بن منوح اليهودي، قد أثار غضب ملك الفلسطينيين، نظرا لانتهاكه قانون حظر دخول اليهود إلى غزة، وجرأته على طلب يد دليلة (ابنة غزة المقدسة) للزواج، فأصدر الملك أمرا بالقبض عليه ومعاقبته، وحين كان الجنود يلاحقونه، لم يفكر شمشون سوى في الهرب، محاولا عدم الاشتباك معهم، لكنهم - ذات مرة - أدركوه وحاصروه، إلى جوار صخرة ملساء شاهقة، يستحيل تسلقها، وعندما أحاط به الجنود، لم يجد بدا من المواجهة، لكنه لا يحمل سلاحا، فتلفت حوله بحثا عن عصى أو حجر، يدافع بها عن نفسه، فرأى فك حمار مغروسا في منتصف الصخرة، فقفز إليه وانتزعه بقوة، وبدأ يضرب به الجنود الفلسطينيين، مسقطا في كل ضربة العشرات، ولم تغرب شمس ذلك اليوم، إلا وقد أردى المئات منهم قتلى، بينما فر البقية إلى الملك، حاملين خبر هزيمتهم النكراء، أمام شخص يهودي وضيع أعزل، وصمهم بعار الموت بضربة فك حمار - وليس بسيف أو عصى أو ما شابه - إمعانا في إذلالهم واحتقارهم.
ومرة أخرى يحضر "فك الحمار"، بوصفه مصدر الحياة، والمنقذ للبطل اليهودي شمشون، من الموت المحقق، بعد أن كاد يموت عطشا، حيث جرى الماء متدفقا، من فك الحمار، الذي كان يحمله معه، حتى أنه تفاجأ من هذه المعجزة، التي تعللها الأسطورة اليهودية، بأن نبي الله إبراهيم - عليه السلام - هو من ثبت فك الحمار هذا، في الصخرة الملساء، وهو من باركه، ليبقى طريا وقويا ومعجزا، إلى أن يأتي البطل اليهودي المخلِّص شمشون، ليكون له مصدر قوة ونسغ حياة، وبرهان ساطع على قداسة "بطل وحمار إسرائيل".
إن تصورات العقلية اليهودية، المسكونة بحلم القوة والهيمنة، المشبعة بوهم الخرافات والأساطير، الغارقة في التحريف والانحراف والإجرام، قد انعكست على سلوكياتها الإفسادية، وخبث نفسيتها الحاقدة، وطبيعة أدوارها التآمرية الانتقامية، لينضم إليها في ذلك المسار المنحرف، طائفة المنافقين ومرضى القلوب، في كل زمان ومكان، لتمثل العلاقة الجدلية بين اليهود والمنافقين، طبيعة الترابط الوثيق والتلازم الحضوري بينهما، كما هو الحال في عصرنا الراهن، حيث برز الدور الإسرائيلي اليهودي الإجرامي، بإسناد ودعم وحماية منافقي العرب، وفي مقدمتهم قائد التطبيع، محمد بن سلمان، وصنوه الصهيوني الإماراتي محمد بن زايد، وبقية قطيع التطبيع، الحكام في مصر والأردن والمغرب، الذين سخروا ثرواتهم ومقدراتهم، وإمكاناتهم العسكرية ومجالهم الجوي، لخدمة الكيان الإسرائيلي الغاصب، في عدوانه الإجرامي على قطاع غزة وجنوب لبنان، وحرب الإبادة الجماعية الوحشية الشاملة، بحق المدنيين من النازحين، وتدمير البنية التحتية والمربعات السكنية، وتحويلها إلى كومات ركام، وعمليات الاغتيالات الإجرامية، التي طالت عشرات القادة المجاهدين العظماء، في فصائل ومحور الجهاد والمقاومة.
لم يكن نتنياهو "شمشون العصر"، أقل حمقا وسفها وطيشا، من سلفه الأسطوري، وطالما اعتقد نتنياهو الخلاص اليهودي على يديه، حتى أنه تقمص الدور والشخصية، واستبدل "فك الحمار"، بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، وبتفجيرات البيجر ووسائل الاتصال المدنية، ليقضي على مئات المدنيين، ويمسح عائلات بأكملها، من السجل المدني، بضغطة زر واحدة، كما اعتمد استراتيجية الأرض المحروقة، لتحقيق مشروع التهجير والحصار والتجويع، كما فعل سلفه، حين أحرق حقول القمح الخاصة بأهالي غزة، ورغم تفوق "شمشون العصر"، على قدوته الأسطوري، بعمليات الاغتيالات الدنيئة الوحشية، إلا أنه لم يحظ بنشوة النصر المؤقت، ولذة إرغام غزة على تزويجه من ابنتها العزيزة "دليلة"، لكن عاما كاملا من الجرائم والهزائم، لم يمنع نتنياهو "شمشون الأحمق"، من الاستمرار في تمثيل دور البطل المنتصر، المزهو بعد كل عملية إبادة جماعية أو اغتيال.
ربما عجز نتنياهو "شمشون الأقرع"، عن استيعاب عاقبة هزيمة سلفه، وانتقام غزة منه، بعد أن قصت ظفائره، وسمَّلت عينيه، وسلبته بركة وقوة "فك حمار إسرائيل"، ومنحته دور "حمار طاحونة غزة"، لينعم "حمار غزة" بإجازة مفتوحة، بعد إسناد وظيفته المهينة المرهقة، إلى "حمار إسرائيل الأعمى"، وبذلك غرق البطل اليهودي، عاجزا ذليلا، في رمال غزة، يجر ثقل وخزي طاحونتها طوال اليوم، نيابة عن حمارها الوطني، على أمل أن تنمو ظفائره ذات يوم، لكي يستعيد قوته وينتقم، وهو ما لن يتحقق لشمشون الأحمق، الغارق في محيطات الهزائم النكراء، من غزة إلى لبنان إلى العراق إلى اليمن إلى إيران، ليس لأنه لم يملك قوة "فك الحمار"، وإنما لأنه لم يستوعب حقيقة التحولات، ورفض قبول هزائمه، واستمر في الهروب إلى الأمام، وإدارة الحرب بحمق وغباء "عقلية الحمار"، بلا أمل في نمو أدنى ظفائر، ينتشل بقوتها حضوره الغارق في مستنقع الهزائم، المثقل بعار الجرائم والانتهاكات الفظيعة والإبادةالجماعية، وحتمية النهاية المخزية، كونه لا يملك رأسا صالحة لإنبات أدنى فكرة أو طريقة، يتفادى بها "لعنة غزة"،
الضامن لاستمرار تقاسم المصالح والهيمنة، ولذلك فإن الموت بقنابل حلف الناتو، لا يختلف عن الاستلاب لتحالف البريكس، ما دمنا نحن الضحية، وميدان ممارسة الهيمنة الإمبريالية، في كلا الحالتين.
.....
مرجعية الإرهاب الإجرامي
من وضع سيف يهوذا في يد المسيح
إبراهيم محمد الهمداني
ارتبط السلوك الإجرامي - عبر التاريخ - بالوجود اليهودي/ الإسرائيلي، ارتباطا تلازميا جدليا، فلا يكاد يحضر اليهودي في مكان، إلا وعصفت به نيران الحروب والصراعات، ولا تكاد تخلو حرب شاملة، أو عملية إبادة جماعية، من بصمات عقيدة الإجرام اليهودي، سواء من خلال الفعل المباشر، أو التدخل غير المباشر، الأمر الذي جعلهم موضع كراهية المجتمعات، كونهم أعداء الإنسانية، ومصدر الشر المطلق، بإجماع الشعوب البشرية قاطبة.
يمكن القول إن عقيدة الإبادة وأيديولوجيا الإرهاب الإجرامي، التي يمثلها الكيان الإسرائيلي الغاصب اليوم، قد تشكلت من اجتماع مرجعيتين متناقضتين تمام التناقض؛ تتمثل أولاهما في المرجعية الدينية التوراتية (المحرفة)، المتضمنة نصوص (العنف المقدس)، التي تبيح لليهودي الآخرين الأغيار مطلقا، كونهم حيوانات بشرية، لا أكثر، وهو ما أكدته أحداث وشخصيات السردية التاريخية، التي اجتهد في تنميقها ونمذجتها المخيال اليهودي، ودمجها في بنية النص التوراتي (المقدس)، بوصفها التمثيل الفعلي لشخصية البطل اليهودي الجبار، الذي اختاره إله إسرائيل (رب الجنود)، قائدا لشعبه ومعاركه ضد أعدائه.
وبإضافة ذلك التاريخ القومي الأسطوري، إلى أسفار التوراة، امتزج الديني المحرف بالتاريخي الأسطوري، وتم دمجهما في سياق أيديولوجي واحد، اكتسب طابع القداسة الدينية، والهوية التاريخية القومية معا.
بينما تمثلت ثاني المرجعيتين، في فكر الصهيونية العلمانية، ومرتكزات أيديولوجيا العنف والإجرام، التي استندت عليها رؤيتها الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية، إذ لم تتوقف عند مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، بل ذهبت إلى ضرورة إبادة ومحو هذا الشعب، وتنظيف الأرض من تلك المخلوقات الطفيلية، تمهيدا لإقامة وطن قومي لليهود، أسوة بغيرهم من القوميات والشعوب، وقد نفذت عصابات "الهاجناه" الصهيونية الإجرامية، أبشع المجازر الجماعية، وعمليات القتل والإبادة والتهجير، بحق الفلسطينيين العزل، وهكذا قامت دويلة الكيان الإسرائيلي المحتل، على رصيد تراكمي هائل، من المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، التي غطت كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية، على مدى ما يقارب قرن من الزمان، أسفر عن أقبح وأبشع مؤامرة عبر التاريخ، حملها قادة القوى الاستعمارية (الأباء المؤسسون) فكرة ومشروعا، وتلقفتها الأجيال من بعدهم عملا وتنفيذا، حيث تكاتفت جهودهم وتكاملت إسهاماتهم، في تمكين اليهود من وطنهم القومي، وكأنه دين في أعناقهم جميعا، تسابقوا في الوفاء به لليهود، رغم تباين أيديولوجياتهم، واختلاف توجهاتهم، وتعارض مواقفهم، فقد ذابت كل الخلافات والعداوات بينهم، والعجيب في الأمر أن الكيان اليهودي الوظيفي، قد بلغ من الإفساد الفكري والقيمي، أنه عمم ثقافته وعقيدته وفكره الإجرامي، وتصوراته العدائية الانتقامية، على جميع الشعوب المسيحية، التي كانت تؤمن بثقافة المحبة وسلام المسيح، وحملوا جميعا سيف يهوذا، وعقيدة انتقام رب الجنود.
بعد عام من ثورة الطوفان..
كيف سقط "شمشون" العصر، في فخ سلفه الأسطوري
إبراهيم محمد الهمداني
مما لا شك فيه أن توقيت عملية طوفان الأقصى، كان ذا أهمية بالغة، وحساسية كبيرة جدا، لأنها عكست حالة متقدمة جدا، من التفوق الاستراتيجي والاستخباري والعسكري، وأرست معادلة جديدة، غير مسبوقة في الصراع، ومواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب، وعلاوة على ذلك، فقد كان عامل السبق الزمني - واستراتيجية المبادرة والمباغتة - أحد أهم أسباب نجاحها، وتحقق انتصارها وبقائها واستمرارها، بهذا العنفوان والقوة والقدرة والمرونة، حتى أصبحت عصية على الاجتثاث والمحو، وقد اجتمعت عليها أعتى القوى الاستعمارية العالمية، بكل إمكاناتها الوحشية والتدمير ية والإجرامية، على مدى عام كامل، لتغرق - ومعها ربيبتها إسرائيل - في رمال غزة، تطوقها أغلال هزيمتها الأبدية.
قبل عملية طوفان الأقصى، كانت القوى الاستعمارية العالمية، قد منحت الكيان الإسرائيلي الغاصب، دور البطولة، في مسرحية صناعة الشرق الأوسط الجديد، وكان المخرج الأمريكي، يلقن "البطل اليهودي"، الكلمات الأخيرة في خطاب النصر، ويضع اللمسات الفنية الأخيرة، على إطلالة نتنياهو "شمشون العصر"، الذي فضَّلَ ممارسة الانتقام والتدمير والقتل والإبادة الجماعية، على طريقة مخلص إسرائيل، البطل "شمشون" اليهودي الأسطوري، الذي احتفت أسفار التوراة، بتخليد أسطورته، بوصفه بطلا من أبطال الخلاص اليهودي.
إن أهمية وخطورة مشروع إبادة ومحو المقاومة، في أبعادها الثلاثة (الزمان والمكان والإنسان)، تحتم على القوى الاستعمارية الكبرى، اختيار بطلها (الإسرائيلي/ اليهودي) حامل المشروع، بعناية فائقة، وفق أعلى المواصفات والمعايير، لتصبح شخصية رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو - المرشح الأول، لتنفيذ هذا المشروع الإمبريالي، التسلطي الإحلالي الغاصب، فعلاوة على ما تمتلكه هذه الشخصية، من رصيد إجرامي توحشي وتدميري استعماري سابق، فإن نزعتها العنصرية العدائية، وتوقها لممارسة العنف والتوحش، على طريقة المخلص المتعالي، أوضح وأكبر من أن تستر قبحها، شعارات إنسانية مزعومة، أو تفوق حضاري زائف.
ولأن الموهبة وحدها لا تكفي - كما يقال - فقد رأت القوى الاستعمارية، أن تلك المؤهلات والخبرات الإجرامية، لم تكن مقنعة لتحقيق التفرد، ولا كافية للقيام بالدور المستقبلي، الذي يتطلب شخصية يهودية فارقة، هي شخصية "اليهودي الجريء"، الذي يمتلك الجرأة للتنكيل بأعدائه، دون أن يرف له جفن، والقدرة على قتل عشرات الآلاف منهم، بضربة واحدة، والشجاعة على مواجهتهم وحيدا أعزلا، دون أدنى تهيب أو خوف، غير أن "اليهودي الجريء"، المتباهي بقوته الإلهية، قد سقط في عقوبة التيه، ولعنة الخذلان والضلال، وأغلال الذلة والمسكنة والغضب، والاحتقار والمسخ إلى قردة وخنازير، ولذلك كانت محاولات استعادة اليهودي الجريء، من أعماق هذا الكم الهائل، من مستنقعات الانحطاط، والعار والذل والقبح والجبن، ومساوئ الأخلاق، بمثابة الإنجاز الخارق للعادة، لأن الوضعية العامة لليهود، كانت هي الضعة والذل والاحتقار دائما، ولإخراجها من تلك الوضعية المنحطة، يجب مراعاة أمرين؛الأول:- تحفيز خبث وعنصرية وعدوانية وإجرام النفس اليهودية، وشحنها إلى أقصى درجات الغيظ والحقد، والثاني:- تمكين تلك النفس سلطويا، ودعمها وإسنادها بالقوة العسكرية اللازمة.
ذلك ما فعلته الماسونية العالمية - بواسطة قوى الاستكبار العالمي - في عملية إعادة بناء شخصية نتنياهو، وإخراج اليهودي الجريء/ شمشون العصر من داخله، وهو ما وافق هوى في أعماقه، وهو المفتون بحكايات ونبوءات الخلاص، في الموروث الديني والتاريخي اليهودي، المشغوف بأسطورة المخلص شمشون، الغارق في تفاصيل شخصية البطل اليهودي، المتشبع بكل كلمة في سردية الخلاص، منطلقا من محاكاة شخصية شمشون الأسطوري، إلى تقليد سلوكياتها وتصرفاتها وحضورها وسكناتها وحركاتها، تقليدا حرفيا مرآويا، حتى وصل به الأمر، إلى تسمية نفسه "مخلص اليهود"، و"مخلص إسرائيل"، و"شمشون العصر"، معلنا خروج "اليهودي الجريء"، ليلعب دور الخلاص المزعوم، على طريقة سلفه القاتل المثالي، شمشون اليهودي، وبينما كان نتنياهو يتهيأ للقيام بذلك الدور القيادي التسلطي، حيث يقضي على جميع أعدائه، في عملية خاطفة قاتلة، ويضع بقية شعوب العالم، بين قوسي خضوع مهين، وخيار تبعية مذلة، وبينما كان يتهيأ للظهور، على مسرح الأحداث السياسية الإقليمية - بعد نجاحه في تجارب الأداء خلف الكواليس - متباهيا بقوته العسكرية والتكنولوجية، وإسناد رعاته في الغرب الاستعماري، جاءت عملية السابع من أكتوبر 2023م، متقدمة عليه خطوات كبيرة، من الجرأة والشجاعة والتخطيط والإنجاز، وصعدت فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، على مسرح الأحداث الإقليمية والعالمية، الذي كان مهيأً لشمشون العصر، وقد تلقى صفعات مدوية، بكفي المقاومة الباسلة، من خلف الستار، ليسقط مبهوتا، غير قادر على استيعاب، حقيقة ما يحدث، وقد
إسرائيل والغرب الاستعماري
فاتورة جنون العشاء الأخير
إبراهيم محمد الهمداني
سقطت كل تموضعات الهيمنة الإمبريالية، من الكيان الإسرائيلي المحتل، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأخواتها في أوروبا الإمبريالية، وأصبحت تلك القوى مجرد أوراق ذاوية، متساقطة في خريفها الحتمي.
سقطت أساطير القوة، والتفوق العسكري البحري والجوي الأمريكي، وسقطت مزاعم التفوق الحضاري، وأقنعة السمو والرقي الإنساني الأوروبي، كما تهاوت عنجهية الكيان المدلل، المغرم بهواية ممارسة التوحش والإجرام، والمولع بإراقة الدماء وحروب الإبادة الشاملة، دون أن يجرؤ أحد على منعه.
رغم مرور عام كامل، لم تستطع أقوى الترسانات العسكرية، وأحدث المنظمات التكنولوجية، أن تجتث قوة وفاعلية، فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، ومازالت هذه الأخيرة، تلحق بأعتى جيوش الإمبريالية، أخزى وأنكى الهزائم، رغم الفوارق الهائلة بينهما، على كافة المستويات، ورغم ذلك فإن الفعل المقاوم اليوم، لم يعد ما كانه بالأمس، سواء في غزة أو في الضاحية اللبنانية، علاوة على ظهور جبهات جهاد وإسناد جدیدة، في العراق واليمن وإيران، الأمر الذي جعل الغرب الإمبريالي، يتخلى عن وقاره المصطنع، وعطف أبويته المزعومة، ويقفز إلى حلبة الصراع والمواجهة، معلنا موقفه الاستعماري وشراكته الإجرامية، وهمجيته ونزعته التوحشيه، الموغلة في دماء وأشلاء المدنيين الأبرياء العزل، في قطاع غزة وعموم فلسطين والضاحية الجنوبية، واليمن والعراق وأفغانستان، و..... و...... إلخ.
كانت القضية الفلسطينية - وما زالت - الجرح الغائر، في جسد الأمة العربية والإسلامية، غير أن خروج صورة المعركة وطبيعة المواجهة، من ضيق التصور القومي الخاص، إلى فضاء الواجب الديني، الملزم لجميع المسلمين، قد أعاد لها قوتها وزخمها الحقيقي، وأعادها إلى سياق الاستجابة للأمر الإلهي، وأصبحت المسألة أكبر من مصير مشترك، عرقيا أو قوميا أو جغرافيا، لتشمل المصير الحياتي، والمصير الأخروي معا.
مما لا شك فيه أن وعد الله حق، وسنته ثابتة مؤكدة، لا تتبدل ولا تتغير، وفي كل زمان وفي كل مكان، لا بد أن يعلو جبروت فرعون، لتسقطه عصى موسى، ورغم إمكانات القوة والهيمنة الاستكبارية، في تموضعها المادي، إلا أن أبسط الأدوات (العصى)، وأقل الإمكانيات (ضرب البحر)، كفيلة بمشيئة الله بإسقاط أعتى القوى، وطي أزمنة الهيمنة والطغيان، إلى الأبد.
إن المارد الذي انطلق من عقاله، في السابع من أكتوبر 2023م، لا يمكن أن ينكسر، بعد عام كامل من عنفوانه، والطوفان الذي مازال يعصف بأعتى القوى، على مدار عام كامل، لا يمكن أن ينطفئ، بحيلة سياسية أو مؤامرة عالمية، كما أن ما عجزت قوى الاستكبار الإمبريالية العالمية، أن تقضي عليه مجتمعة، على مدى عام كامل، هي أعجز من أن تنال منه، مثقال ذرة بعد ذلك، مهما راهنت على عامل الزمن.
كان صدور أقل تصريح، عن أصغر ضابط أمريكي، كافيا لأن يقلب العالم، رأسا على عقب، وكانت مجزرة واحدة بحق الفلسطينيين، كافية لفرض الاستسلام، على شروط العدو، وكانت تكاليف العمليات الاستشهادية، باهظة التنكيل والقمع والإبادة، بحق المدنيين الأبرياء، لكن الوضع اليوم قد تغير، ولم يعد لحاملات الطائرات الأمريكية، أي قيمة وجودية، بعد أن عجزت عن حماية نفسها، أمام الصواريخ الباليستية والمسيرات اليمنية، ولم يعد للمجازر والإبادة والتوحش، أي أثر إرهابي، لردع المجاهدين الفلسطينيين واللبنانيين، عن خيار الجهاد والمقاومة، والسباق الجمعي في ميادين التضحية والكرامة، ولم تعد العمليات الاستشهادية، باهظة الثمن أو عبثية الجدوى، كما أن الاغتيالات الإجرامية الإسرائيلية، لم ثؤثر على موقف الجهاد والإسناد، أو تضعفه تكتيكيا أو عسكريا أو ميدانيا، وهو ما أثبت مرة أخرى، الكفاءة العالية والأداء المتفوق، لدى فصائل الجهاد والإسناد، التي مازالت تضرب بكل قوة وفاعلية، في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد اختارت أهدافها بدقة وعناية، في ظل امتلاكها زمام المعركة، وقدرتها على تحقيق النصر، بخطوات ثابتة ومدروسة.
لم يعد من مصلحة إسرائيل وأمريكا وأخواتهما، ارتكاب المزيد من المجازر، والقتل والتدمير والإبادة، لأنها أصبحت بلا فاعلية ولا جدوى، ولم يعد في جعبة القوى الاستعمارية والاستكبار، غير الزوال الحتمي، والسقوط الكبير المدوي، وحتى الرهان على عامل الزمن، لن يخدم تلك الكيانات الوظيفية الإجرامية، التي تآكلت من الداخل تماما، وفقدت شرط التفوق العسكري، وعامل البقاء الاقتصادي، الذي يتهاوى بشكل متسارع، تزامنا مع السقوط القيمي والأخلاقي والإنساني الشامل.
.
بالإضافة إلى العمليات النوعية الفعالة، التي بلغت عمق الكيان الإسرائيلي الغاصب، واستهداف مدينة يافا، المسماه إسرائيليا "تل أبيب"، بالطيران المسير والصاروخ الفرط صوتي، الذي قطع مسافة 2040 كيلومتر، في زمن قياسي جدا، لم يتجاوز أحد عشرة دقيقة ونصف الدقيقة، في سرعة تفوق سرعة الصوت، مخترقا كل أنظمة الدفاع الجوي المتعددة، وهو ما يعد هزيمة نكراء ساحقة، ليس فقط للكيان الإسرائيلي المحتل، بل ولرعاته وشركائه أمريكا وأوروبا، بكل ما يمتلكونه من ترسانة أسلحة متطورة، ومنظومات دفاع جوي متقدمة جدا، الأمر الذي جعل قوى الاستكبار العالمي، تعيد حساباتها ألف مرة، وتعلن عجزها وفشلها وهزيمتها، أمام التفوق العسكري والتكنولوجي اليمني، خاصة وقد بلغ التصنيع الحربي اليمني، من امتلاك التقنية والتطوير والتصنيع، ما جعله متقدما عليها عشرات السنين.
ببركة ثورة ال 21 من سبتمبر، امتلك الشعب اليمني القرار، وامتلك القوة بالله ومن الله، وخرج من عدوان وحصار عالمي، لمدة عشر سنوات، مجللا بأكاليل النصر، ومحاطا بهالات الإعجاب والتقدير، وهو يتدفق عطاءً وإيثارا، رغم خصاصة الحاجة، وخساسة العدوان والحصار، لتصبح عمليات الجيش اليمني، في إسناد غزة، في قلب المشهد ومركز الحدث، ومحل اهتمام ودراسة وتحليل، كبريات مراكز ومؤسسات صناعة القرار في العالم، التي عجزت تأويلاتها المادية، وتفسيراتها النفعية البراجماتية، عن فهم واستيعاب حقيقة الموقف الإيماني والإنساني، الذي خطه هذا الشعب العظيم، في ظل ثورته الشعبية الخالصة، تحت قيادة هذا القائد القرآني الكريم، الذي جسد المشروع القرآني الحضاري، وأرسى دعائمه ومرتكزاته، لينقل الشعب اليمني من هوامش الإقصاء والإلغاء، إلى مصاف الريادة العالمية والارتقاء الحضاري.
.......
في عشريتها الأولى..
ثورة ال 21 من سبتمبر
إرادة الشعب العصية على الاحتواء والمحو
إبراهيم محمد الهمداني
استطاعت ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، الحفاظ على هويتها وطبيعة دورها، بوصفها الناطق الأمين الصادق، عن إرادة الشعب اليمني، وضميره الجمعي العام، لتصبح أول ثورة تحررية عربية، تكسر طوق التبعية الإمبريالية، وترفض كل أشكال الوصاية الاستعمارية، متجاوزة كل محاولات الاحتواء والتدجين الأمريكي الغربي، واستراتيجيات التدخل الإمبريالي السافر، تحت قناع الحقوق والحريات أو إحلال السلام، أو حماية الشعب من بطش النظام، ومساندة الشعوب في تقرير المصير، وغيرها من الأقنعة والحجج والذرائع، التي اعتمدتها (الأمم المتحدة) الاستعمارية - عبر شرعية منظمتها الإرهابية المزعومة - في ممارسة وظيفتها الاستعمارية الاستبدادية التسلطية، في ثوبها الحداثي المنمق بالشعارات الإنسانية، المطرز بمغريات وهم التفوق الحضاري، وهو ما لم تسلم منه معظم - إن لم نقل كل - الانتفاضات والثورات التحررية الشعبية، على امتداد جغرافيا ما يسمى العالم الثالث، على مدى قرنين من الزمان، حتى أصبح حضور أمريكا وأخواتها، في حياة الشعوب المستضعفة، قدرا لا مفر منه، واحتياج (سياسي) لا غنى عنه، في تموضعه الأبوي البطريركي، وصيغة سلطته المرجعية المطلقة، وصولا إلى تقرير مستقبل ومصير الشعوب، بما يخدم مصالح ومشاريع الهيمنة الأمريكية الاستعمارية.
سقطت ثورة 11 فبراير، اليمنية الشعبية السلمية - كغيرها من ثورات الربيع العربي 2011م - في دائرة الاحتواء الاستعماري، الذي أعاد إنتاج النظام الحاكم، في نموذج أكثر ديكتاتورية وعمالة وانحطاطا، على مبدأ المحاصصة وتقاسم الكعكعة، بين فرقاء العمل السياسي، الذين تسابقوا على خدمة، ونيل رضى البيت الأبيض، وتنافست القوى السياسية، في التضحية بالشعب، على مذبح المصالح الأمريكية الاستعمارية، وتسريع انهيار وتدمير كل مقومات الحياة، لجميع أبناء الشعب اليمني، حتى وصل الاضطراب الأمني والتفكك المجتمعي والاختلال الإداري، إلى مراحل متقدمة وغير مسبوقة، من التحلل والسقوط.
لذلك كانت ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، هي فعل الضرورة القصوى، لإنقاذ الشعب اليمني من النهاية المأساوية، التي رسمها الإجرام الأمريكي، وسعى لتنفيذها العملاء النافذون علنا، بكل جرأة وقبح وصلف، دون وضع أدنى اعتبار لمشاعر وموقف الشعب، الذي كانت ثورة ال 21 من سبتمبر، آخر نوافذ الخلاص - بالنسبة له - من الموت المحقق، لذلك سارعت الجماهير الشعبية الغفيرة، إلى الاحتشاد في ميادين ثورتها المباركة، غير متهيبة من المواجهة المصيرية، مهما كانت عواقبها، أو مترددة عن التضحية، مهما عظمت أثمانها، ولسان حالها يتمثل قول الشاعر:-
"إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها".
نجحت ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، في تجاوز كل العوائق والمؤامرات، رغم شراسة وضراوة أعدائها، المتكالبين في رسم وتنفيذ مشاريع ومخططات القضاء عليها، التي انتقلت من مرحلة التدجين والاحتواء، إلى مرحلة الاستهداف والاعتداء، لكنها كانت الصخرة الصماء، التي تحطمت عليها استراتيجيات الهيمنة الاستكبارية، والحصن المنيع، الذي حفظ للشعب حريته وعزته وكرامته، وكل حقوقه الإنسانية، الأمر الذي أفشل كل محاولات الاحتواء والتدجين والتشويه والاستهداف المباشر، بحق الشعب وثورته وقيادته، من قبل أمريكا وأخواتها وعملائها المحليين والإقليميين، وكل أعداء الشعب اليمني، الذين باركوا ثورته - 21 سبتمبر 2014م - وأشادوا بعظمة أخلاقها المتعالية على الجراح، وإنسانية مسارها المتسامح، وشمولية نهجها ورؤيتها السياسية، التي جسدها "اتفاق السلم والسراكة"، وتميز منظورها للتعايش السلمي، وغير ذلك من إيجابياتها، التي أذهلت العالم، بما فيه القوى الاستعمارية العالمية، ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة، التي سرعان ما انقلبت على موقفها الإيجابي السالف، واستعادت دورها الاستعماري، ونزعتها الاستبدادية التسلطية، ورغبتها في فرض هيمنتها وتسلطها، بمختلف الوسائل والطرق، وصولا إلى شن حروب الإبادة الشاملة، والمجازر الجماعية الوحشية، مباشرة أو عن طريق العملاء.
.. ..
المرابي اليهودي.. اتساع توظيف المخزون الإجرامي في الحروب الصليبية
إبراهيم محمد الهمداني
إن الغموض والسرية، التي اكتنفت تاريخ الجماعات الإجرامية الوظيفية، في مختلف أصقاع العالم، يعكس حقيقة دورها المنحط، ومهامها القذرة، وطبيعتها التوحشية الإجرامية، المنافية لكل القيم والمبادئ والأعراف الدينية والإنسانية، وهو ما يجعلها محل رفض واستنكار ونقمة المجتمع، رغم قبوله الضمني بها - كأمر واقع - وحصانتها الملكية المطلقة، إلا أنها ظلت قيد التخفي والكتمان الشديد، ولم يحدث أن ظهر أعضاؤها علنا، إلا وقد غطوا وجوههم بالأقنعة، معتمدين في عملياتهم الإجرامية، على عنصر المفاجأة والمباغتة، والهجوم الخاطف، خوفا من أن يُعرفوا، فيصبحوا عرضة للثأر والانتقام الشخصي، من ذوي ضحاياهم، علاوة على خشيتهم من غضب ونقمة المجتمع، ليقينهم بدورهم السلبي الهدام، لبنيته القيمية والأخلاقية، نظرا لانحطاطهم المركب، الجامع قبح الجرأة على ارتكاب الجريمة، بالإضافة إلى رذيلة الارتزاق منها.
شكَّلت الحروب الصليبية، نقلة نوعية في تاريخ الجماعات الوظيفية، ومحطة مغايرة كمَّاً وكيفاً، في مسار صناعة الإجرام والتوحش، الذي انتقل من المستوى المحلي/ الداخل المسيحي، إلى المستوى العالمي/ المسيحي الإسلامي، ومن الفاعل الفردي/ المرابي اليهودي، إلى الفاعل المؤسسي، المؤسسة الدينية/ الكنيسة الأم، وكل فروعها في العالم، وجميع القائمين عليها، ابتداء من بابا الفاتيكان، وصولا إلى أصغر متدين مسيحي، ليشهد العالم - بذلك - أكبر عملية شحن طائفي، وأكبر مشروع استثماري يهودي، لمخزون سجون أوروبا، بموجب فتوى من بابا الفاتيكان(اليهودي)، تحث نزلاء السجون، في جميع بلدان أوروبا، على الالتحاق بالحملة الصليبية، لتمنحهم علاوة على صكوك الغفران، لقب (قديس)، سواء قُتلوا أو انتصروا، وفرصة حياة جديدة، في الأراضي المقدسة.
وبذلك المستوى من الانقلاب المفاهيمي العميق، أصبح المجرم الأوروبي قديسا، وأصبح فعله الإجرامي عملا مقدسا، وقُدمت الجماعات الوظيفية الإرهابية، بوصفها كيانات ارتزاقية مشروعة، وكانت جماعة (فرسان الهيكل)، في تموضعها العسكري الديني، ودورها الموغل في الإجرام، وممارسة حرب الإبادة والمجازر الجماعية، تمثل دور بطولة الكيان المتوحش، في الحروب الصليبية، وتقدم الشاهد الواضح، على حقيقة الدور اليهودي، في التأسيس لمفهوم وصورة الجماعات الوظيفية الإجرامية، في صيغتها المقدسة، وطابعها العلني، وطبيعتها الإجرامية، وتوحشها المقدس، وفقا لأيديولوجيا دينية يهودية، تقوم على الإرهاب والتكفير والعنصرية والعداء للآخر مطلقا، وهو ما يخالف طبيعة وأصل الفكر الديني المسيحي، القائم على التسامح والإخاء والتعايش الإنساني، ويكشف عمق الدور اليهودي، وخطورة ممارسته التحريف الممنهج، للمعتقدات والقيم الدينية والأخلاقية المسيحية، وتسخيرها لخدمة أطماع ومشاريع اليهود الإجرامية الإفسادية، ولأن الكنيسة المسيحية لم تنكر ذلك، ولم تتبرأ منه، فقد بقيت كل جرائم الجماعات الوظيفية (المسيحية اليهودية)، التي مورست بحق المسلمين، في كل الحروب الصليبية، وصمة عار أبدية، في جبين الكنيسة والتاريخ والدين المسيحي، وفي المقابل أسقط التاريخ، عن تلك الجماعات الوظيفية الإجرامية، وفي مقدمتها جماعة (فرسان الهيكل)، كل مزاعم التدين والقداسة الكهنوتية، التي ما زال اللوبي اليهودي الصهيوني، يقدمها لجماعاته الإرهابية الاستيطانية الوظيفية، وما زال يستغل ممكناتها التكفيرية والعنصرية والتطرف، في إنتاج حلفائه من الغرب الاستعماري، ومنافقي الأعراب المنحطين.
وفيما يلي أهم مظاهر الصيغة اليهوديّة في الحروب الصليبية:-
١- إنها تمثل إرادة الله تعالى، وهو من أمر بها، ومشارك فيها إلى جانبهم.
٢- نزعة الأنا المتعالية في خطاب الحرب الموجه إلى “شعب الله المختار” و”الرب يريدها”.
٣- منح صكوك الغفران والعفو من الضرائب وإلغاء المحكوميات عن المجرمين المشاركين في الحرب.
٤- تكفير الآخر “المسلم” مطلقاً ووصفه بأقبح وأشنع الأوصاف وإباحة دمه وماله وعرضه، وجعل قتله “قربة إلى الله تعالى”، وهو ذات المنطق اليهودي في الموقف من الآخر “المسلم” خاصة.
٥- اتباع استراتيجية الحرب الخاطفة والأرض المحروقة، وممارسة الإبادة والتوحش.
٦- الغدر بالمعاهدين والتنكيل بمن استسلم، وعدم رعاية أي حرمة للمكان.
٧- الشراكة الفاعلة لفرسان الهيكل، بتمركزهم في قلب الجيش وقيادتهم المستقلة، ودورهم في صنع الانتصارات، وحظوتهم فوق الجميع شعبياً ورسمياً، ليقدموا الشاهد الحي على يهودية الكنيسة.
٨- التمويل اليهودي الخالص لهذه الحروب، والعائدات والمكاسب المادية والمعنوية، التي جناها المرابون اليهود، مقابل ذلك الدعم، في عموم بلاد أوروبا.
المرابي اليهودي..
صناعة المال والإجرام في معادلة السيطرة
إبراهيم محمد الهمداني
لم تقتصر الأنشطة التجارية، لأرباب المال اليهود، على المجالات والأنشطة التقليدية المعروفة، فعلاوة على سيطرتهم - شبه الكاملة - على الحركة الاقتصادية، في معظم بلدان العالم، واحتكارهم تجارة أهم وأغلى السلع المختلفة، وتحكم قبضتهم المالية بعمليتي الاستيراد والتصدير، فقد تفردوا - أيضا - بصناعة تجارة الإرهاب والإجرام، سواء في مجال صناعة وتصدير مختلف أنواع الأسلحة، أو في مجال صناعة وتصدير الجماعات الوظيفية الإجرامية، واستثمارها كورقة رابحة، أما بشكل جماعي علني، بوصفهم مقاولي حروب، يقومون بحسم المعارك، ضد الجيوش النظامية المعادية، من خلال عملياتهم الهجومية الخاطفة والمباغتة، التي يستطيعون تنفيذها بكفاءة وسرعة عالية، وبأقل قدر من الخسائر المادية والبشرية، وأما بشكل فردي سري، بوصفهم قتلة مأجورين، يقدمون خدمات الاغتيالات والتصفيات الجسدية، وخدمات التخلص من المنافسين، والتجسس وكشف المتآمرين والأعداء، الذين يتربصون بالملك، وكبار رجالات النظام الحاكم، وحتى كبار الإقطاعيين والمُلَّاك والتجار، الراغبين في التخلص من أعدائهم أو منافسيهم، بطريقة سرية جدا، يتعذر معها معرفة الفاعل، ناهيك عن إمكانية توجيه الاتهام، لخصومهم المعروفين أو المحتملين.
يمكن القول إن استثمار الجماعات الإجرامية، في مختلف ممالك أوروبا قديما، كان يدر على المرابي اليهودي أرباحا طائلة، تجاوزت حجم العائدات المالية الهائلة، التي اكتظت بها خزائن المرابي اليهودي، لتصل إلى أعلى مستوى - يمكن بلوغه - من المكاسب السياسية والنفوذ السلطوي، ومقومات السيطرة على مراكز صناعة القرار في المملكة، وصولا إلى رأس الهرم السلطوي (الملك)، الذي تحول إلى دمية بين يدي المرابي اليهودي، نظرا لحاجته الملحة، إلى خدماته الإجرامية والاستخبارية، من ناحية، وارتهانا لخطورة الأسرار المشتركة - بينهما - رجاء كتمانها، من ناحية ثانية، وبمقدار حاجة خزينة المملكة إلى المال اليهودي، لتجاوز أزماتها المالية، أو تمويل حروبها، أو لتغطية بذخ القصر، ونفقاته الشخصية، كانت حاجة الملك - شخصيا - إلى المرابي اليهودي، بوصفه كاتم الأسرار المخلص، والمستشار الأمين الناصح، وموضع ثقة الملك المطلقة، التي لم ينلها - فقط - مقابل خدماته الاعتيادية، أو لأنه أنقذ المملكة من الإفلاس بأمواله، أكثر من مرة، وإنما نالها بجدارة، لأنه كان الحارس الأمين على العرش، وصمام أمان بقاء الملك على كرسي مملكته، وضمان استمرار حكمه، دون أدنى خوف، من عدو أو متآمر أو منافس، الذين أسقطهم المرابي اليهودي بصمت - عبر شبكاته التجسسية داخل القصر وخارجه - بعدما كشف أمرهم للملك، في سرية بالغة.
ونظرا لهذا المستوى العالي، من التأمين السلطوي لعرش الملك، الذي عجزت عن بلوغه الأجهزة الأمنية الرسمية، بينما استطاع المرابي اليهودي تحقيقه، ليحقق من خلاله وجوده وحضوره المركزي، ولم تكن حظوته لدى ملوك أوروبا في الغرب، أو سلاطين الدولة العثمانية في الشرق، ووصوله إلى منصب الوزير الأعظم أو قطب الملك، مجرد مكرمة ملكية، أو تسامح ديمقراطي حضاري، وإنما كانت نتاج فعل الضرورة، الذي فرضته طبيعة مهمته المعقدة، ودوره بالغ الخطورة، وقدرته العالية في توظيف خبثه ومكره ودسائسه، الموروثة عبر آلاف السنين، لتكريس معادلة حضوره السلطوي المركزي، القائمة على ضرورة تحقيق التوازن الدقيق بين طرفيها؛ العلني ممثلا في سلطة المال، التي تفرضها القروض الربوية، والسري ممثلا في هيمنة القوة (الإجرامية الاستخبارية)، التي جسدتها جماعات الإرهاب الوظيفية، بما امتلكته من قدرات ومؤهلات، الاختراق والسرية والتفاني، في تنفيذ المهام الأكثر وحشية وإجراما.
ربما أمكن القول إن صناعة الجماعات الوظيفية الإرهابية السرية، كانت إحدى مهارات المرابي اليهودي، التي تكشف عن طبيعة العقلية السياسية اليهودية، في صناعة استراتيجية السيطرة على السلطة من خارجها، وجهود اليهودي المنبوذ اجتماعيا الهائلة - استنادا إلى إرث تآمري، وتجارب إجرامية تراكمية، موغلة في القدم - لفرض تموضعه التسلطي الخفي، بوصفه ضرورة واحتياجا لازما، في كل جوانب الحياة الاجتماعية، متغلغلا في جميع مفاصل الهرم السلطوي، على مرأى ومسمع الجميع، وبذلك المستوى من التواطؤ الضمني الجمعي، تم التغاضي عن صورة المرابي اليهودي خاصة، وخبث وفساد ودونية اليهودي المنبوذ عامة، وحلت محلها صورة اليهودي (المعتدل)، في الوهم الجمعي، الذي استسلم لخداع الذات، لكي يتمكن من ابتلاع قبح حضور المرابي اليهودي، في مجالس الأشراف والقادة، بعد إلباس انحطاطه، لبوس فضائل مصطنعة، على هيئة صديق وفي ناصح، حريص على مصلحة وأمن واستقرار المملكة والملك، وليس ذلك وحسب، بل نجح المرابي اليهودي المنبوذ، في انتزاع الاعتراف الرسمي والشعبي، بشرعية وجود ودور جماعته الوظيفية الإرهابية، وحصانتها المطلقة، رغم قبح طبيعتها الوحشية، ووجودها
متعة التجارة، ولذة تصاعد الأرصدة والأرباح، وأطمعهم في طلب المزيد، وكأنهم علموا أخيرا قيمة الوطن، فكرهوا أن يبيعوا أنفسهم بثمن بخس، خاصة وأنه بيع لا رجعة بعده إلى الوطن، ولا خيار لهم في انتماء لسواه، وهو ما لم يتوقعه النظام السعودي، الذي واجه مطالب حكومة الفنادق، بسلسلة إجراءات عقابية صارمة، ولم يستثن أحدا منهم، سواء من عقوبة الضرب، أو الحرمان من بعض الحقوق الأساسية، أو الحجز في الغرف لأسابيع، أو التهديد بالترحيل إلى عدن، وإسقاط الحصانة والحماية.
Читать полностью…يا الضاحية يا غزة السنوار
يا القدس هذا قول ابو جبريل
إحنا معاكم لو نطير أعشار
واسنادكم مفروض في التنزيل
وإحنا بأمره نحشد الأقطار
حاشا نمل او نرهب التهويل
حشود تشخص نحوها الأبصار
ووصفها ما يبلغه تمثيل
تفوق حجم البث في الأقمار
وفي المباشر يعجز التحليل
حشود تتجعب قوى الإعصار
متشوقين للزحف والتنكيل
معك معك يا حيدر الكرار
محال تلقى مننا تبديل
افلق بحار الكفر والأشرار
واضرب بنا الطغيان والتضليل
#إبراهيم_محمد_الهمداني
١٢/ ١٢/ ٢٠٢٤م
اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط الولايات المتحدة الإرهابية
https://althawrah.ye/archives/929369
اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط.
#الولايات_المتحدة_الإرهابية
إبراهيم محمد الهمداني
في البدء كان العار منفيا، حتى من أخلاقيات وأعراف المجرمين، وكان قطاع الطرق يأنفون من السطو على العجوز الضعيف، ويترفعون عن الانتقام من المرأة والطفل، وكان اللقطاء - مجهولي النسب - منبوذين من محيطهم الاجتماعي، حيث يتحاشاهم الجميع، ويرفضون كافة أشكال الاتصال بهم، وكانت الشعوب ترفض ولاية الابن الشرعي للملك، وترى أن تصيبه أو فرض ولايته، إهانة لها وانتقاصا من قيمتها ومكانتها، لذلك كانت تسارع إلى خلعه، غير مكترثة بالعواقب والتداعيات، ولا متهيبة من بطش الانتقام، وقد يصل بها الأمر إلى أن تدفع ثمن موقفها ذاك، باهظا من غالي دمائها وأبنائها، ذلك لأن سيادة الأدعياء على صرحاء النسب، أمر تنكره فطرة الشعوب السليمة، وترفضه قيم ومبادئ وأخلاقيات - معظم - المجتمعات البشرية، إيمانا بمبدأ عدم وفاء الدعي - غالبا - لقيم الفضيلة والأخلاق، ومرتكزات العادات والتقاليد، وأسس الأعراف والسنن المجتمعية الناظمة، الأمر الذي يجعل انتهاكه لها - من موقعه السيادي - خطرا وجوديا، يهدد بالقضاء على الحياة الإنسانية، في جميع مظاهرها وجوانبها المختلفة، وحتى في أسوأ فترات ضعف وانحطاط المجتمعات والأنظمة الحاكمة، كانت هناك ثوابت قيمية وأخلاقية، لا يجوز انتهاكها أو تخطيها، بأي حال من الأحوال، مهما كانت الدوافع والمبررات، ومن يتجرأ على اقتراف ذلك الجرم، يعرض نفسه لغضب وانتقام المجتمع، ولن ينجو من العقوبات الرادعة، ومنها التبرؤ والنفي والطرد، بالنسبة للأفراد، والمقاطعة والإدراج في قائمة العار، بالنسبة للأسر والمجتمعات، ويمكن القول إن العقوبات الجسدية والمالية - مهما بلغت وعظمت - كانت أخف وطأة وأقل حدة وتأثيرا، من عقوبات النفي والتغريب والعار، لأن أثرها المؤلم، يمتد عبر الزمن، متجاوزا مقترفيها إلى أبنائهم وأحفادهم، ومن يليهم عبر الأجيال، وهو ما يعكس هول وقبح الجريمة، وخطورة انتهاك محظورات المجتمع.
ورغم انحطاط مبادئ وغايات القوى الاستعمارية، إلا أنها قد حرصت - عبر تاريخها - على إحاطة نفسها بهالة من المثالية الزائفة، والتظاهر بمستويات معينة، من الأخلاق والقيم، وتبني ورعاية الفضيلة، وكان يسعى إلى تلميع صورته، وتجميل قبح نواياه وغاياته، بمظاهر التواضع المصطنع، ويحاول تبرير نزعته الإجرامية، بمقولات تطبيق القانون، والحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي، وكانت الشعوب تتحمل ظلم المستعمر وقسوته، مادام ملتزما بعدم انتهاك محظوراتها، ولم يكن أدعى لثورتها عليه، ولا أوجب لتسريع انتقامها منه، من تنصيب أدعيائها عليها، وتبني وحماية واحتضان منبوذيها، نظرا لخطورة تقديم الأدعياء واللقطاء، بوصفهم نماذج نجاح يقتدى بها، بما من شأنه تحطيم قيمة الفضيلة، وتكريس التهاون والتغاضي الجمعي، تجاه سلوكيات الخطيئة والانحطاط، والاستهزاء والسخرية من المحافظين على مبادئهم، وصولا إلى التحريض الضمني، على انتهاك قيم وثوابت ويقينيات المجتمع، والثورة على محظوراته، بوصفها قيودا يجب تحطيمها، وأوهاما لابد من نسفها، لتحرير العقل الجمعي، من عنصرية التحيز للفضيلة، ووضعه في موضع الحياد، بما يمكنه من الانطلاق بقوة، وتحقيق أحلامه وطموحاته، القائمة على مكاسب مادية محضة، حتى وإن كان الثمن هويته وحريته، وقيمته الوجودية والإنسانية.
ورغم عدم تكافؤ طرفي الصراع، إلا أن ضمير المجتمع الحي، وإن لم يحرز انتصارات مادية حاسمة، فقد استطاع صياغة صورة الرفض والمقاومة، وإطلاق أقوى صرخة في وجه المستكبرين، من ناحية، كما استطاع - بانكفائه على نفسه - الحفاظ على مضمون هويته العليا، ووقداسة إنسانيته، وعظمة مشروعه الحضاري، من ناحية ثانية، وفي كلا الحالين نصر قيمي وأخلاقي، للضمير الجمعي الحي، على قوى الشر والاستكبار والرذيلة، وغالبا ما كانت معاول الهدم والإجرام، تسقط في مستنقع أطماعها وجرائمها، ونظرا لهزائمها النكراء المتكررة، وتوالي سقوطها المهين، سعت تلك القوى التسلطية، إلى تغيير صورة وحامل مشروعها الاستعماري باستمرار، لعلها تحقق بذلك ما تصبو إليه، من بسط النفوذ الدائم، وسلطة مشروعها الإمبريالي، القائم على فعل القوة المطلقة، وفرض هيمنتها المتعالية، على الشعوب المستضعفة، حتى تقر بخضوعها الأبدي، لكن تعدد الذرائع، وتبديل صور الهيمنة، وتغيير أسماء حامليها، لم يجد نفعا، ولم يحقق أهداف اللوبي اليهودي، صانع ومحدث المشروع الاستعماري العالمي.
يمكن القول إن تلك النماذج الاستعمارية المتعاقبة، التي أنتجها اللوبي اليهودي، كانت تسقط بمجرد تحللها من كل القيم، وتوحشها المفرط، وانقلابها على المنظومة القيمية والأخلاقية المجتمعية، ما يجعلها محط استنكار حاضنتها الشعبية، ورفض ونقمة الشعوب المستعمرة، ولذلك رأى اللوبي اليهودي الصهيوني، ضرورة إنتاج نموذج
هذا خطاب النصر يا ابو جبريل
لك منتظر باسم الحرم والأقصى
أنت الذي ف الذكر بعد الإنجيل
وفي الزبور منصوص باسمك نصا
وانت الذي في محكمات التنزيل
يا رحمة الله فضل حاشا يحصى
إحنا الصواريخ في يدك والسجيل
واحنا عصاك ذي تفلق البحر انصا
اضرب بنا حلف الطغاة والتضليل
واسحق بنا من ظن بايتعصى
#إبراهيم_محمد_الهمداني
الإرث الاستعماري الغربي... من مجد الأسطول إلى لعنة الزوال
إبراهيم محمد الهمداني
يعد التفوق في القوة البحرية، عنصرا مهما في مثلث صناعة القوة والهيمنة، إلى جانب بناء القدرات البرية، وتطوير التكنولوجيا الجوية، وقد حظي هاجس امتلاك القوة البحرية، وتحقيق حلم التفوق البحري، باهتمام معظم الإمبراطوريات، والقوى الاستعمارية المتعاقبة عبر العصور، نظرا لما لفعل السيطرة على ممرات التجارة البحرية، وبسط النفوذ على أكبر المساحات المائية، من مردودات في نجاح مشروع الهيمنة، وتحقيق الانتصارات الكبرى، والحصول على أكبر قدر من المصالح، بأقل تكلفة وأدنى جهد، لأن من يسيطر على البحار، يسيطر على القرار العالمي، بينما من لا يملك مشروع قوة بحرية - ولو حتى في أدنى مستوياتها - لا يعدو كونه تابعا طفيليا، يعيش على هامش التاريخ، متسربلا دور الارتزاق والعبودية المطلقة، على أبواب القوى الاستعمارية المتعاقبة.
تستطيع القوة البحرية، تطبيق قاعدة التوسع وبسط النفوذ، وصناعة عمق جغرافي وديموغرافي جديد، وتكريس استراتيجياتها التسلطية الكبرى، خارج نطاق جغرافيتها السياسية، وإطار نفوذها التقليدي، نظرا لما تمتلكه من مواضعات القوة، وإمكانات صناعة الهيمنة، ولذلك يقال إن القوة البحرية - غالبا - تنتصر على القوة البرية، ولعل هذا الأمر، هو ما جعل هاجس السيطرة البحرية، هوسا مزمنا، ينتقل عبر جينات الهيمنة، من قوى الاستعمار القديم، إلى حاملة إرثها الإمبريالي، من قوى الاستعمار الجديد، لتشكل في مجموعها التراكمي، سلسلة من حلقات الهيمنة المتصلة، في تاريخ الأطماع الغربية والأوروبية، ومشاريعها السياسية التوسعية، الهادفة إلى تحقيق السيطرة العسكرية المباشرة، على المسطحات والممرات المائية، في قلب العالم، ومنطقة الوطن العربي على وجه الخصوص، الذي طالما التقت على خارطته الجيوسياسية، جرائم أسطول المستعمر القديم، الأسباني والبرتغالي، مع وحشية مدمرات المستعمر الجديد، البريطاني والأمريكي، واحتشدت على أرضه وإنسانه، الأطماع الاستعمارية العابرة للزمان والمكان.
كانت ممالك أوروبا القديمة، تعي جيدا، أهمية دور التفوق البحري، في تحقيق الهيمنة والرفاه الاقتصادي، لذلك كان الأسطول أهم عناصر صناعة قوتها، وكذلك الحال بالنسبة لإمبراطورية بريطانيا العظمى، وحاملة إرثها الاستعماري، خليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقول الأب الروحي للإمبريالية الجديدة، جورج واشنطن:- "من دون قوة بحرية لا يمكننا أن نفعل شيئا"، وبعد تشكيل ما سُمي "الأسطول الأبيض"، كان عليه أن يجوب العالم، باعثا برسائل جيوسياسية، معلنا امتلاك أمريكا زمام الهيمنة العالمية، كما عبَّر عن ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق، تيودور روزفلت، بقوله:- "لقد أصبحت أمريكا جاهزة للدور الكوني".
تناوبت ممالك أوروبا المتعاقبة، على تمثيل دور الهيمنة، وحمل راية الإرث الاستعماري، فيما بينها، الواحدة تلو الأخرى، ولم تختلف طقوس توريث الحكم، في إطار المملكة الواحدة، بين مات الملك ويحيا الملك، عن طقوس توريث مشروع الهيمنة، وانتقال حق السيادة الاستعمارية، في إطار التعاقب الزمني والمكاني، بين صعود مملكة وسقوط أخرى، مع مراعاة اللاحق، حق ومقام السابق، والانطلاق من حيث توقف، في إطار خدمة المشروع الإمبريالي الجامع، الضامن لبقاء ومصالح الجميع، وهو ما يدحض سردية التاريخ الرسمي، ومزاعم العداء السياسي، ومشاهد الكيد والمؤامرات، بين ممالك أوروبا، في سياق تنافسها على الهيمنة، التي لم تتجاوز كونها مشاهد تمثيلية، طالما عايشنا مثيلاتها، كما هو الحال في الحرب الروسية الأوكرانية المزعومة، بهدف إيهام الضحية العربية، أنها ليست الهدف الرئيس، في قائمة الطرفين.
جرى توزيع أدوار الهيمنة، في المشروع الاستعماري، بين ملوك وممالك أوروبا، وفق خطة شيطانية محكمة، حافظت على تفوق قوة الأسطول، بما يضمن اتصال فعل الهيمنة الأوروبية، رغم تعدد الفاعلين، وبما يحقق لها مزيدا من استعباد الشعوب والأمم الأخرى، والتفرد بثرواتها الطبيعية والبشرية، واستنزاف خيراتها ومقدراتها، واستغلالها حتى الثمالة، وسلبها كل عوامل القوة والنهوض، واستخدام كل وسائل القتل والتعذيب، وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وانتهاك الكرامة الإنسانية، في كافة مظاهرها وصورها، وهكذا استمر مسلسل الاستعمار الأوروبي، حتى تحول الأسطول إلى بطل قومي، وإرث جمعي عام، وحين كانت إمبراطورية بريطانيا العظمى، آخر وريث للهيمنة، في سلالة الدم الآري الملكي النقي، لم تجد القارة العجوز من يحمل إرثها الإجرامي، فعملت بريطانيا على إنشاء وريث خارج خارطة قارة أوروبا، التي أفرغت سجونها من جميع القتلة واللصوص والمجرمين، وارسلتهم مع عائلاتهم، نحو قارة أمريكا الشمالية، وأرسلت معهم ثلاثة من الرهبان، المحكوم عليهم بقضايا مخلة بالشرف والأخلاق، وسماهم بابا الفاتيكان "رسل الرب"، ودخلوا باسم التبشير بالدين المسيحي، ليمارسوا أبشع المجازر الجماعية وحرب الإبادة
ومصيره المشؤوم، إذ لم يعد يملك خيار "شمشون الأسطوري"، ولم يعد بإمكانه هدم معبد غزة، على رؤوس اعدائه الفلسطينيين وهو معهم، لأن ساحة المعبد قد اتسعت، وأصبحت فوق طاقته، وأكبر من أن يُسقط سقفها حلفاؤه، كما أن الفلسطينيين قد خرجوا من المعبد، ولم يعد جوار "شمشون الأحمق"، مبتور الظفائر مسلوب القوة، غير حلفائه الغربيين وعملائه العرب، ولذلك عليه أن يعي حقيقة موقفه المزري، وحالته الميؤوس منها، إذ لم تعد قائمة خياراته متاحة، وليس أمامه إلا أن يعترف أنه أصبح بين حمارين أحلاهما مرُّ؛ وعليه أن ينوب عنهما معا بالتساوي، بين تداعيات اعتراف "حمار إسرائيل المهزوم" بالسقوط، وما يجب على "حمار غزة"، من الاستسلام وإيقاف الحرب، على شروط حماس والمحور، وفي حال أراد المضي مع الأسطورة إلى النهاية، في سياق الانتقام الأحمق، فعليه أن يحفظ عبارة الختام جيدا، في صيغتها الجديدة، وطبيعة الانتقام المختلفة، التي تطال الأصدقاء دون الأعداء، في خيار صفري أكثر بؤسا وفشلا، ليقول:- "عليَّ وعلى حلفائي"، إذ لم يعد بجواره سواهم، ناهيك عن أن معظمهم، قد سقطوا اقتصاديا وعسكريا، في قبضة الإسناد اليمني، ومثلث السيطرة البحرية سلفا.
...
ومصيره المشؤوم، إذ لم يعد يملك خيار "شمشون الأسطوري"، ولم يعد بإمكانه هدم معبد غزة، على رؤوس اعدائه الفلسطينيين وهو معهم، لأن ساحة المعبد قد اتسعت، وأصبحت فوق طاقته، وأكبر من أن يُسقط سقفها حلفاؤه، كما أن الفلسطينيين قد خرجوا من المعبد، ولم يعد جوار "شمشون الأحمق"، مبتور الظفائر مسلوب القوة، غير حلفائه الغربيين وعملائه العرب، ولذلك عليه أن يعي حقيقة موقفه المزري، وحالته الميؤوس منها، إذ لم تعد قائمة خياراته متاحة، وليس أمامه إلا أن يعترف أنه أصبح بين حمارين أحلاهما مرُّ؛ وعليه أن ينوب عنهما معا بالتساوي، بين تداعيات اعتراف "حمار إسرائيل المهزوم" بالسقوط، وما يجب على "حمار غزة"، من الاستسلام وإيقاف الحرب، على شروط حماس والمحور، وفي حال أراد المضي مع الأسطورة إلى النهاية، في سياق الانتقام الأحمق، فعليه أن يحفظ عبارة الختام جيدا، في صيغتها الجديدة، وطبيعة الانتقام المختلفة، التي تطال الأصدقاء دون الأعداء، في خيار صفري أكثر بؤسا وفشلا، ليقول:- "عليَّ وعلى حلفائي"، إذ لم يعد بجواره سواهم، ناهيك عن أن معظمهم، قد سقطوا اقتصاديا وعسكريا، في قبضة الإسناد اليمني، ومثلث السيطرة البحرية سلفا.
...
فلسفة الإرهاب الإجرامي وعقيدة التطرف الإمبريالي
إبراهيم محمد الهمداني
رغم التباين الشديد والتناقض الحاد، بين أيديولوجيا التدين اليهودي المتطرف/ المتشدد، وأيديولوجيا الصهيونية العلمانية الانتقامية المنحلة، إلا أنهما قد اجتمعتا على واحدية نزعة التطرف والإرهاب الإجرامي وممارسة العنف، سواء أكان في مرجعيته العنصرية الدينية، بوصفه أمرا إلهيا مقدسا، موجها إلى "شعب الله المختار" ـ شعب إسرائيل خاصة، واليهود عامة ـ يوجب عليهم ممارسة "العنف المقدس"، ضد الآخرين الأغيار "الغوييم"، بدون ضوابط أو حدود، أو كان في مرجعيته الصهيونية العلمانية العدائية، بوصفه فعل الضرورة المنطقي، الذي تفرضه طبيعة دور الكيان الوظيفي الاستيطاني، وبذلك تلاشت مكامن الصراع بين الديني والعلماني، حيث اتحدت إرادة "يهوه/ أدوناي"، مع أحلام وأطماع "هرتزل"، وأصبح "إسرائيل" صهيونيا، وأصبحت القومية "اليهوديّة"، هوية الشعب وشعار الكيان، دينيا وبراغماتيا، وبعد عشرات السنوات، من العداء والقطيعة التاريخية، انصهر تدين "إسرائيل" مع مادية "يهوذا"، على أرض فلسطين العربية، في كيان وظيفي استيطاني عنصري واحد، أسهمت الأيديولوجيا الإمبريالية ـ ممثلة في بريطانيا العظمى ـ في إنضاج ملامحه العنصرية المتعالية، من خلال إعلان "وعد بلفور"، وتهيئة البيئة الخصبة لنمو وتعاظم نزعته الاستعلائية الأنانية، تحت شعار "الحق الإلهي" و"أرض الميعاد"، وتمكينه من ممارسة أنشطته العدائية، وسلوكياته الإجرامية التوحشية، بتقديم الدعم العسكري تسليحا وتدريبا، لعصابات المستوطنين المغتصبين، وتوفير الغطاء السياسي اللازم، في منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.
يمكن القول إن سلوكيات التطرف الإسرائيلي، والعنف والإجرام والتوحش، وتنفيذ المجازر وحرب الإبادة، بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وعمليات الإذلال والقهر، واغتصاب الأرض والعرض، والسعي لاستئصال الآخر/ الفلسطيني من الوجود، كان ترجمة فعلية لحقيقة العدو الإسرائيلي، وطبيعته الإجرامية التوحشية، التي لا تقبل التعايش مع الآخرين مطلقاً، ولا ترى فيهم غير حيوانات بشرية، خلقوا لخدمة اليهودي وإيناسه، لذلك يجب عليه أن يبقي وجودهم محدودا، حسب ما تقتضيه الحاحة إلى خدماتهم، والانتفاع بهم وتسخيرهم، وما زاد عن ذلك، يجب القضاء عليه، والتخلص منه، قبل أن يصبحوا مصدر قلق وإزعاج لليهود، ولا فرق بين أن تكون عمليات إبادتهم، استجابة لأمر "رب الجنود" الدموي المتوحش، الذي قال لهم ـ حسب زعمهم ـ حين دخلوا مدينة أريحا:- "اقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم بحد السيف"، أو أن تكون تطبيقا لطروحات فلسفية وضعية، ارتكزت على مبدأ القوة، في صناعة التاريخ، كما في قول جابوتنسكي - فيلسوف العنف اليهودي - "أنت عندما تضرب الفولاذ بمطرقة، فإن الجميع يتهيبون صوت الدوي، وعندما تستعمل القفاز، فإن أحدا لا ينتبه إلى وجودك... إن الأحذية الثقيلة هي التي تصنع التاريخ"، وهو ما يؤكد ما ورد في "بروتوكولات حكماء صهيون"، بالقول:- "يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة.. والعنف والحقد هما وحدهما العاملان الرئيسيان في قوة الدولة"، وعلى ذلك الأساس، وضع "بن غوريون" حكمة الخلاص، بقوله:- "إسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بقوة السلاح"، واستلهم "موشيه دايان" - وزير الحرب الأسبق - روعة الحرب، في أنها "تكمن في إبادة الرجل الضعيف"؛ ذلك لأن "إله إسرائيل"، وآباء الصهيونية والماسونية، قد آمنوا بالحرب، بوصفها التعبير الفعلي الوحيد، لتحقيق قيمة الوجود، وبدونها لا معنى لوجودهم، وأن القوة هي السبيل الوحيد، لتحقيق الهيمنة وإخضاع الشعوب، "لأن العالم لا يشعر مع المذبوح، ولكنه يحترم الذين يحاربون"، كما يقول "بيغن"، تلميذ جابوتنسكي.
لم تعد فلسفة العنف والإرهاب الإجرامي والعنصرية، هي القاسم المشترك بين اليهودي المتدين والصهيوني العلماني، ممثلا في كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، بل قد امتدت مقولاتها، إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى أصبحت الدين الرسمي للقوى الاستعمارية في الشرق والغرب، ولا فرق بين دور أمريكا وأخواتها، وشراكتها الإجرامية الفعلية، في حرب الإبادة والمجازر الجماعية، بحق أبناء غزة ولبنان، وعمليات الاغتيالات والعربدة الإسرائيلية، ودور روسيا وأخواتها في تحالف "البريكس"، في صمتها وتغاضيها، عن كل ذلك الإجرام، وعدم اتخاذها موقفا إنسانيا، على المستوى السياسي، على الأقل، في مجلس الأمن الدولي.
لم يكن المعسكر الغربي الرأسمالي، الملاذ الآمن للشعوب العربية، من تبعية المعسكر الشرقي الاشتراكي، ولن تكون روسيا الحليف المخلِّص، من هيمنة أمريكا وعربدة إسرائيل، كما أن انتصار روسيا في أوكرانيا، لن يوقف آلة القتل والإجرام والإبادة، بحق أبناء غزة ولبنان واليمن، لأن أطماع المعسكرين واحدة، وتفانيهما في خدمة الكيان الإسرائيلي الغاصب، شاهدة على عمق ارتباطهما به، وحرصهما على استمرار دوره الوظيفي القذر، هو
تبعثرت على لسانه بقايا حوار متهالك، من مسرحية خلاص مزعوم، تعفنت خلف سردها، أوهام قوة بطل أسطوري، عجز الخيال اليهودي، عن تجميل قبح نهايته المأساوية، ودوزنة ألحان قوته المتنافرة، وتشذيب نشاز أغاني جرائمه، التي صيغت لإشباع نزعة الحقد والعداء والانتقام اليهودي، ليس إلا.
ربما استطاع شمشون العصر، ممارسة الانتقام والتدمير والقتل والإبادة، لفترة زمنية ما، خاصة في ظل الإسناد والشراكة الأمريكية الغربية، لكنه لن يستطيع - بعد الآن - القضاء على أعدائه بضربة واحدة، ولا وضع العالم، بين قوسي خضوع قهري، وخط تبعية مذلة، ولا إزاحة السابع من أكتوبر، من مسرد التاريخ الإنساني، ولا محو بطولات قادة وأبطال فصائل ومحور الجهاد والمقاومة، بعمليات اغتيالات متوحشة دنيئة، ولن يجني من توسيع جغرافيا المعركة، غير المزيد من الهزائم النكراء، لأن ثورة الطوفان، لن تخمدها مجازر العدوان، وعلى الكيان الإسرائيلي الوظيفي - ومن خلفه الغرب الاستعماري - أن يعي جيدا، أن الجهاد والمقاومة عقيدة إيمانية متأصلة، ومشروع نهضوي تتوارثه الأجيال، ومن المحال أن تهزمه أعتى القوى، أو تجتثه أشد الصواريخ والقنابل فتكا وتدميرا، بينما وجود هذا الكيان الوظيفي الإجرامي وحلفائه، وجود مؤقت، وزواله أمر حتمي، آتٍ لا محالة.
.
نصر الله والذين معه
إبراهيم محمد الهمداني
بوحٌ من العطر فيه النور يغتسلُ
أم شهقة الورد بالألوان تحتفلُ
أم بهجة الضوء...؟ بل من طهره شربت
حباً.. فمنه جنان الخلد تنهملُ
أعجوبة الله..، لا يأسٌ يطوف به
ولا عناءٌ ولا بؤسٌ ولا مللُ
عليه يهمي (سلامُ الله).. يلثمُهُ
همساً.. فيشرقُ فيه الحبُّ والأملُ
يفيض نصرا.. ونصرُ الله آيتُهُ
وفي بطولاته الأمجادُ تكتملُ
وفتيةٍ حوله، شعُّوا... تقرُّ بهم
عينُ الوجودِ - إذا فاضوا - وتكتحلُ
مشارقُ الشمسِ تعمى في مطالعهم
وعن مغاربهم كم يقصرُ الأزلُ
إن قال يوما - أبو هادي - لهم... وقفوا.
وإن أشارَ.. مضوا كالشهب واشتعلوا
به اكتفوا... واكتفى منهم بما زرعوا
للفجر...، لمَّا به عن غيره انشغلوا
وأمطروا قلبه حباً، وما طلبوا
سوى الخلود.. ففاضوا ثَمَّ...واكتملوا
تهفو إليه السماواتُ العُلى...وَلَكَم
تدعو بمحرابه شوقاً وتبتهلُ
يا جنة الله قد حجت ملائكةٌ
إليكَ..واسترسلت في هديهاالقبلُ
في وحي عينيكَ ألقى الله معجزةً
فما الذي عنكَ قال اللهُ والرسلُ؟!
“إسرائيلُ” والغربُ الاستعماري.. فاتورةُ جنون العشاء الأخير
https://www.almasirahnews.com/138902/
في عشريتها الأولى..
ثورة ال 21 من سبتمبر
من مكاسب النصر إلى الريادة العالمية
إبراهيم محمد الهمداني
لم تكن ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م، حدثا تاريخيا فارقا، في تاريخ اليمن الحديث فحسب، وإنما كانت منعطفا تاريخيا كبيرا، في صناعة حاضر ومستقبل المنطقة والعالم؛ فعلى مدى عشرة أعوام، استطاعت تداعيات أحداثها، الدخول مباشرة في صناعة التحولات العالمية، على كافة المستويات والأصعدة، وهو ما لم تصنعه ثورة مشابهة، أو حراك شعبي تحرري، على مستوى المنطقة بأسرها، ذلك لأنها امتلكت أهم عناصر قوتها، التي حصنتها ضد الاختراق الخارجي، وضمنت عدم انحرافها أو احتوائها، بيد القوى الاستعمارية الكبرى، التي تكسرت مشاريعها وأحلام هيمنتها، وسقطت أساطير قوتها، وشراسة إجرامها ودمويتها، تحت أقدام الصمود الشعبي الأسطوري، الذي أذهل العالم أجمع؛ ذلك لأن هذه الثورة المباركة، امتلكت كل مقومات القوة والبقاء، وإمكانات التقدم والاستمرار، من خلال وضوح منهجها القرآني، ومرجعيتها الدينية، ومنطلقاتها الإيمانية، التي ترجمتها القيادة الثورية الربانية، ممثلة في شخص السيد القائد العلم المجاهد، عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، ثم القيادة السياسية الحكيمة المساندة، بالإضافة إلى حضور الوعي الجمعي، المحصن بالثقافة القرآنية، في التفافه الشعبي الجامع حول ثورته، وتسابق جميع أبناء الشعب اليمني، بكل أطيافه ومكوناته، إلى جبهات العزة وميادين الشرف والكرامة.
لعل من أهم منجزات ثورة ال 21 من سبتمبر - وقد بلغت عامها العاشر - تحقيق السيادة واستقلال القرار اليمني، بعيدا عن إملاءات الوصاية، وتوجيهات السفارات الأجنبية، وتحقيق هذا الأمر بالذات، كان أبعد من الخيال، وكذلك تحقيق حالة الأمن والاستقرار المجتمعي، الذي بلغ أعلى مستوياته، وأرقى وأبهى مظاهره وصوره، وإحباط كل محاولات التخريب، وإقلاق الأمن والسكينة المجتمعية، وإسقاط شبكات التجسس الأمريكية الإسرائيلية، بكل جرأة واقتدار، وقطع كل أذرع العمالة والخيانة، دون تلكوء أو خوف أو تهاون، وفضح أمريكا وأخواتها، وربيبتهم إسرائيل، بلسان عملائهم وجواسيسهم، على مرأى ومسمع العالم أجمع، بالإضافة إلى إسقاط شبكات الدعارة، والمخدرات والحرب الناعمة، وعصابات النصب والاحتيال والسرقة، وجماعات داعش التكفيرية، وأعمال القتل الجماعي والتفجير والتفخيخ، ولا ننسى جهود القيادة وممثليها، في تحصين أفراد المجتمع اليمني، ضد اختراقات الحرب الناعمة، ومحاولات الاستقطاب والتخابر، والوقوع في فخ المنظمات اليهودية، المقنعة بالأعمال الإغاثية والإنسانية، وغير ذلك من مظاهر البناء المجتمعي الداخلي، التي أسهمت في تكوين قاعدة بنيوية مجتمعية عامة راسخة، ارتكزت عليها عمليات البناء الشامل، والنهضة التنموية، والتغييرات الجذرية، التي أسفرت عن تشكيل حكومة التغيير والبناء، وكانت التغييرات القضائية، أولى بشارات نضجها وفاعليتها، ولم تتوقف ثمار انتصارات ثورة ال 21 من سبتمبر، عند صورة هزيمة تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي على اليمن، أو تحصين وحدة الصف الداخلي، أو تنفيذ مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة، الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد، رضوان الله عليه، تحت شعار "يدٌ تبني ويدٌ تحمي"، وصولا إلى ما أعلنه سماحه السيد القائد يحفظه الله، في خطابه بمناسبة العيد العاشر، لهذه الثورة المباركة، أن بلدنا حقق فائضا للتصدير، في عدد من المحاصيل الزراعية، والفواكه والخضروات، رغم أنه محاصر ومحارب.
حافظت ثورة ال 21 من سبتمبر، على إنجازاتها ومكتسباتها، وانتقلت من المستوى المحلي، إلى المستوى الإقليمي ثم العالمي، وحققت الحضور السياسي والعسكري الرائد والفاعل، في المشهد السياسي الإقليمي، ومعادلة الصراع العالمي، من خلال ثباتها على نهجها الإيماني الأصيل، وهوية شعبها الإيمانية المتفردة، ودوره الإنساني الحضاري، من خلال تبني قضايا الأمة الإسلامية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، ونصرته في قضيته وقضية كل المسلمين العادلة، وما فرضته عمليات القوات المسلحة اليمنية، من معادلات السيطرة والسيادة، ومنع السفن التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وكل الشركات المتعاملة معهم، من المرور من البحر الأحمر والبحر العربي، وتنفيذ عمليات صاروخية على الموانئ، التي يسيطر عليها الكيان الغاصب، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من ميناء أم الرشراش إلى الموانئ الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، وإسقاط أسطورة أسياد البحار، حيث فرت حاملات الطائرات والأساطيل والبارجات والسفن الحربية، أمام ضربات صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية، كما سقطت أسطورة التفوق الجوي، بإسقاط عشر طائرات تجسسية مقاتلة، متعددة المهام، نوع MQ9، التي تعد فخر الصناعة الجوية الأمريكية.
يافا صباح المولد النبوي
إبراهيم محمد الهمداني
سبحان من أسرى إلى يافا بيافا.. سبَّحتْ في لجَّةِ الكلماتِ أنفاسُ المسافة.. بالمقدس علَّقتْ أنظارَها.. والقدسُ؛ عينٌ تنبشُ التاريخَ.. والأخرى بيافا تحتفي.. سبحان من أسرى.. ومن رفع المكانة للمكانْ.
سبحان من أسرى إلى يافا بيافا.. كيف مدَّ الظلَّ.. قوتُه العظيمةُ.. مجمعُ البحرين.. طغيان السفينة.. حين تخرقه وتغرقه دماءُ الأبرياءِ.. مسيَّراتٌ سبَّحتْ.. سبحان من بجلاله البركان سبَّحَ.. حين من (رأس الرجاء).. أزال هيمنة الصراعْ.
سبحان من أسرى إلى يافا بيافا.. إذ تنفَّسَ صبحُ يافا ضاحكا.. والذعر من يافا على يافا تنزَّلَ.. زاغت الأبصارُ.. أُتخمت الملاجئ.. لا مفرّ.. استوطن المستوطنات الرعبُ.. والجدرانُ والطرقات أسرى في يد الطوفان.. يافا تقتفي أثر الفرارِ.. الرعبُ يحتضنُ الجهاتِ.. تبعثرتْ أقدامُ قطعان اللصوص الغاصبين.. المتخمين حقارةً.. جبنا.. وذلَّاً.. هكذا حتى النخاعْ.
سبحان من أسرى إلى يافا.. وأسقطَ وهم يافا.. (حيتسَ والمقلاعَ) والحلفاءَ.. والحقراءَ في منظومة التطبيعِ.. أنظمة العمالة والخيانة والتفاهة والدفاعْ.
سبحان من أسرى.. وأسقط خلف يافا جوقة التهويل والتضليل والتطبيل.. أحذية التخاذل والخضوعِ.. حمير (إسرائيل).. أبواق النفاق المحضِ.. ينحدرون من سقط المتاعْ.
سبحان من أسرى.. وفي سبحان من يافا ألوفٌ.. ترقبُ الإسراءَ - تسبيحا - إلى يافا.. تؤمُ الفجرَ في أيدي رجال الله.. تتلو سورة الإسراء والفتح المبين.. لوعدها تمضي.. ونصرِ الله والفتحِ الذي... لا (القوة الكبرى) ولا لغة المجازر والتوحش والإبادةِ.. تمنعُ الإسراءَ من سبحانه.. ولأمره سجدتْ.. وأفواجا تساقط - كالهباء - المجرمونَ.. سماءُ يافا بالأذان تزينتْ.. والمولدُ النبوي - من صنعاء - باركَ غزة الأطهارِ.. أشرق في سماء القدس.. واتشحت بخضرته المدائنُ والمزارعُ والبقاعْ.
#المولد_النبوي_الشريف
#سيد_القول_والفعل
#لستم_وحدكم
#إبراهيم_محمد_الهمداني
10/9/2024
...