elham_b10 | Unsorted

Telegram-канал elham_b10 - كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

5

مــــــن وحـــــي وطـــنـــي وروح الـــــهــــدى @Alh2am_bot

Subscribe to a channel

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

جماليات الصورة وبلاغة المعجم في قصيدة “عيد المولد النبوي” للشاعر/ عبدالسلام المتميز

https://althawrah.ye/archives/904404

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

المعرفية المتناقضة، والأعلام القيادية المشوهة المنحرفة، وهو ما أدى إلى بروز مظاهر الصراع، بين أنظمة العمالة وبداية صحوة الضمير الجمعي، الذي يجب أن يكسر رهاب المعنى، ليرى أن فهمه الفطري المتحقق، لقول خالقه جل وعلا:- (جاهد الكفار)، هو الوسيلة الأمثل والأنسب، لمواجهة الأعداء، وقطع شرورهم وعدوانهم.
تكرر الاقتباس القرآني، لنص الأمر الإلهي، في قوله تعالى:- (اغلظ عليهم) أربع مرات متتالية، تحمل في تواليها، مستويات تحليلية تصاعدية، من المعنى المباشر، بوصفه "بيانٌ فهمه سلسٌ"، سهل التصور، ممكن التحقيق، إلى معنى المعنى، في مرجعية الأمر "يقول الله"، وعمق الدلالة المتضمنة حكمة الله تعالى، التي يجب أن نتوقف عند بيانها، لأنه "كافٍ لكل سوي"، وصولا إلى ما وراء المعنى وباطن الدلالة، المترتبة عن تكرار "اغلظ عليهم"، للمرة الثالثة والمرة الرابعة، اللتان ترسمان بدلالتيهما الغائيتين، المعللتين باللام، مشهدية الصراع المتحركة، التي تصل بين "لينهوا عن تجبرهم"، والنتيجة المترتبة عليها، "ليحيا العالم الأخوي"، بكل ما تحمله مدلولات "تجبرهم"، الذي يكاد يقضي على كل مظاهر الإخاء والتعايش، مقابل مدلولات الفعل المعلل "ليحيا"، في استمرارية تنامي صور الحياة والنماء والخير، وما يشير إليه "العالم الأخوي"، كفاعل إيجابي فعلي، في تحقيق الانسجام والتوائم والتكامل، وعمق الروابط الأخوية، الحاملة لكل مبادئ العدالة والمساواة والندية، والاحترام المتبادل بين جميع أبناء المجتمع الإنساني، ترجمة لمعنى قول أمير المؤمنين علي عليه السلام، في بيان طريقة التعامل مع الناس، على قاعدة (أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
وعند هذا المستوى من النضج والرقي، المتحقق للمجتمع الإنساني، تجسد حركة "الصبح حرا في مدائنه"، أبهى مشاهد الحرية والكرامة، وهو يتمشى ويتنقل بين المدن، ويقابله في تجسيد مظاهر الخير والأمان، القروي في أقصى المناطق النائية، وقد عمها الأمان والسعادة والاستقرار، بالتساوي بين الحضر والأرياف، فلا هيمنة لمدينة، ولا تهميش لبادية.

فما أحط وأشقى أمةً هجرت
هداه حتى أماتت دورها الحيوي
صورة مشهدية متحركة، تعكس كمَّا هائلا من الجمود والشقاء والانحطاط والسقوط، ليصبح الإعراض عن هدى الله وطاعة نبيه، والتخبط في الضلال والانحراف، جالبا للشقاء والغياب الحتمي، والحياة في مضمون موت قسري، وعبثية الوجود التائه.

وأين من ذبحوا أبناء أمتهم
وجردوا الأب من إحساسه الأبوي

دواعش لبني الإسلام غلظتهم
لكن صوتهم ضد اليهود طُوي
يأتي الاستفهام الاستنكاري، عن دور تلك الجماعات التكفيرية الوهابية المسلحة، التي برزت على المشهد السياسي والاجتماعي، تمارس الذبح والقتل والسحل والإجرام، بحق عموم المسلمين، بدعوى إقامة الدين، والانتصار لشريعة سيد المرسلين، معلنة رغبتها الجهاد في فلسطين، ولكن ما إن اشتعلت الحرب العدوانية الإسرائيلية، على إخواننا في قطاع غزة، وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى غاب دورهم، وتلاشى حضورهم، وتحولت غلظتهم ضد المسلمين الموحدين، إلى مداهنة وملاطفة لليهود، وانسجاما وتوافقا مع موقفهم المعادي لفصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، حيث سارعت الجماعات التكفيرية الوهابية، إلى تكفيرها وتبديعها، وتحميلها مسؤولية الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الإسرائيلية، بحق قطاع غزة.

أليس إيغال إسرائيل في دمنا
يكفي لنخرج من تمزيقنا الفئوي

متى يكون جهاد المسلمين متى؟
إن لم يكن ضد هذا المجرم الدموي
تتوالى حجج المتكلم الساطعة، التي تصدم المتلقي بحقائق الواقع المزري، وتعيد عقله إلى مسار التفكير الصحيح، بما يمكّنه من القيام بدوره الريادي، الذي استخلفه الله تعالى من أجله، ويأتي الاستفهام بالهمزة قبل النفي، ليلزم المتلقي بالإجابة ب بلى، إن ذلك كافٍ وأكثر، لكي تتحد الصفوف، وتجتمع الفرق، وتذوب الاختلافات، والخلافات والصراعات المذهبية والسياسية، التي أفرزها التدين على طريقة "الوحل الأموي" المنحرف القذر، والعودة إلى المسمى الإسلامي الجامع.
ويأتي التساؤل المرير مرة أخرى، ليقيم آخر بلاغات الاحتجاج، من خلال "متى"، التي كررت دلالتها الزمانية، المستفهمة عن مدى إمكانية حصول فعل الجهاد، في الزمن الراهن، ضد هذا العدو، المتطرف في عدوانه وإجرامه وتوحشه، وهذه الصورة في مشهديتها المتحركة، تتفاعل فيها دلالات المجرم/ الإجرام الدموي، المسرف في القتل والتوحش والإجرام، يقابله في الطرف الآخر من المشهد، صورة "المسلمين" في جمودها وثباتها، المقيد بحلم ميلاد الزمن المأمول، الذي أصبح ضرورة وجودية، لتحقيق فاعلية الصراع الحتمي.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

بحب (طه) نظمنا كل واقعنا
من قبل ينظم مدحا فيه حرفُ روي

نقول (لبيك) تصنيعا به انبهرت
تقنية العصر من صاروخنا اليدوي
تتجاوز عاطفة الحب - كقيمة شعورية - المستوى العاطفي الذاتي، إلى مستوى تمثيل النموذج والقدوة، وتجسيد مشاعر الحب سلوكيا، في الواقع الميداني الفعلي، لتصل ترجمة (حب طه)، في الاهتداء والاقتداء، إلى إنتاج نظام حياتي شامل، بوصفه أولوية تنفيذية قصوى، قبل نماذج التعبير الشعري، التي جاءت تالية للتعبير عن مدى الحب لهذا النبي العظيم.
ولذلك طالما يترافق القول والفعل، في سياق الحب النبوي، فقول (لبيك) يرافقه – وينبثق عنه – تصنيع حربي، وإعداد عسكري، بهت منه الذي كفر، وأذهل العالم، رغم بساطة الإمكانيات، ومحدودية القدرات، ليرتسم مشهد الصراع، بكل أبعاده ومستوياته، في أقصى توتره المتصاعد، بين "تقنية العصر"، بكل ما تمتلكه من قدرات وإمكانات هائلة، وأموال طائلة، وتقنيات متقدمة، و"صاروخنا" في حضوره المفرد، "اليدوي" في تأكيد بساطته وبدائيته، وشتان ما بين عصر الآلة والتقنية، وعصر التصنيع اليدوي البدائي، ولكن رغم كل ذلك، فقد أثبت هذا الأخير كفاءته وقوته وفاعليته، التي شلت كل التقنيات المتطورة، وفاقت كل الآلات والمصانع، وكسرت كل حسابات القوى العالمية، وأرست قواعد جديدة في ميادين الصراع والمواجهة الحتمية، حتى انعكس الصراع على المستوى الحياتي، بين تقنية فاشلة، وجهود ذاتية ناجحة، وبين حضارة زائفة، وقيم أصيلة.

والعرب إبداعها في صنع فرقتها
من مذهب الفقه حتى المذهب النحوي

وأمة الصمت للحكام عابدةٌ
منذ استقت دينها من وحلها الأموي
إن أوليات الانحراف، التي أصابت الأمة الإسلامية، ما زالت تداعياتها وآثارها، حاضرة في صميم بنية تكوين الأمة، ضعفا وهوانا وذلا واستلابا، سواء للحكام أو للأعداء، ولن يرتفع ذلك البلاء والسقوط والخذلان، عن هذه الأمة، مادامت مستمرة في السير على نهج الوحل الأموي، الذي جعلته مرجعا أساسا لدينها، ولم تجن منه سوى المزيد من الفرقة والاختلاف، وتشتيت وحدة المسلمين، وتحويل بوصلة العداء عن العدو الإسرائيلي والأمريكي الاستعماري، إلى داخل الساحة الإسلامية، واستثمار مشاريع التفرقة، من مذهب الفقه، حتى المذهب النحوي، بما يخدم مصالح ومشاريع أعداء الأمة الإسلامية.
وهل بسنة (طه) يدعي صلة
من طوعوا أمة (الهادي) لكل (غوي)

وهل سنهدى إلى النهج السواء بمن
يبغونه عوجا في الناس غير سوى
تعود مشاهد الصراع إلى أوج توهجها واحتدامها، من خلال تكرار بنية الاستفهام الاستنكاري التقريري، وأيضا من خلال لعبة التضاد والجناس، والتلاعب بمفردات اللغة على أكثر من مستوى، بما يخلق فضاءات دلالية واسعة، حيث يجدد التساؤل إطلاق سخريته، من أولئك الذين يدعون صلة برسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويزعمون انتماءهم لهذا الدين، بينما دعواهم ساقطة، وانتماؤهم كاذب، وهم الذين خالفوا الرسول الكريم، نصا وروحا، نهجا ومنهجا، وهو الذي جاء لتحرير البشرية، وتحقيق كرامتهم، وإخراجهم من عبودية الطغاة المستكبرين، إلى شرف عبادة الله تعالى وحده، بينما عمل أولئك المدعون صلة به، أو انتماء لسنته، على تدجين الناس، وإخضاعهم لحكام الجور والضلال، ليرسم التضاد الأيديولوجي والوظيفي، بين مدلولات وتمثلات كلمتي "الهادي"، في سياقها المعرفي الإيجابي، و"كل غوي" في سياقها الإفسادي السلبي، مشاهد ذلك الصراع وتوتراته.
ويبلغ الاستفهام الاستنكاري ذروة تهكمه وسخريته، وإنكاره وتشنيعه على أولئك الذين يرتجون الهداية إلى النهج السواء/ السوي، على يد أضل وأشقى الخلق، الذين "يبغونه عوجا في الناس غير سوى"، يطلبون الطريق الأعوج، والنهج غير السوي علنا، فكيف يرتجى منهم خير، أو يؤمل فيهم صلاح، ولذلك فإن هؤلاء وأمثالهم، من المحال والمستبعد، أن تتحقق على أيديهم هداية، أو أدنى خير للبشرية، مهما ادعوا ذلك، ومهما طبل لهم المطبلون.

وهل سيُرغمُ عصرَ الأقوياءِ على
احترامِ أمتِنا تثقيفُنا الرخوي
إن من انحرفوا بالأمة الإسلامية، عن طريق الهدى الى شعاب الضلال، ومن زعموا أنهم سيقودون الناس إلى النهج السوي، رغم اعوجاج سبلهم، وانحراف توجهاتهم، لا يمكن لكل ذي فطرة سليمة، وعقل راجح أن يركن إليهم، أو يثق بهم أو يسلم لهم، مهما كانت المغريات أو التهديدات، وهؤلاء يمثلون القيادة الشيطانية، من أعلام الباطل وأئمة الضلال، ولهم منهج ثقافي رخوي، يطوعون الأمة من خلاله، ويسقطونها في الاستلاب والتبعية المطلقة، لأسيادهم من اليهود والنصارى، ولهذا جاء الاستفهام هنا "هل"، دالا على الإنكار ثم التهكم والسخرية، وصولا إلى المبالغة في استبعاد حصول المُستفهم عنه، وتحقيق إقرار المتلقي بالجواب، الذي يريده المتكلم، وهو النفي المطلق طبعا، لأنه من البديهي أن الثقافة الرخوة الهشة، لن تصنع أمة عظيمة متمكنة، لديها من أسباب القوة، ما يرغم أعداءها (عصر الأقوياء)، على احترامها، وكف شرهم عنها.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

جماليات الصورة وبلاغة المعجم
في قصيدة "عيد المولد النبوي"
للشاعر/ عبدالسلام المتميز

إبراهيم محمد الهمداني

إذا كان الشعر قفل أوله مفتاحه، فإن العنوان/ عتبة النص، هو ذلك المفتاح اللغوي/ الدلالي، الذي يجب أن لا يفارق ذهن المتلقي، في مسار عملية القراءة والتحليل، بداية بتفكيك بنية العنوان، وقراءتها في تشكل عناصرها الصغرى، (عيد + المولد + النبوي)، تركيبيا ودلاليا؛ فكلمة "عيدُ"، في الوضع النحوي، خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، و"المولدِ"، مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جرة الكسرة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، و"النبويِّ"، مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، ومنه نصل إلى المستوى الدلالي، لبنية العنوان، المتشكلة في المركب الاسمي، المبدوء بكلمة "عيدُ"، في صيغة النكرة، وهي أقرب إلى المعرفة – حتى في وضعها المفرد – نظرا لشهرتها المناسباتية بين الناس، ودلالتها على السعادة والفرحة والابتهاج، بوصفها طقوسا فرائحية جمعية، مرتبطة بالعودة الزمنية المتكررة الثابتة، لمناسبة بعينها، وهذه هي الدلالة العرفية أو التواضعية، لكلمة "عيد" في العرف المجتمعي، لكنها في النص – موضوع الدراسة – تتجاوز ذلك المعطى الدلالي التواضعي، إلى محمولات المعطى الدلالي الوضعي/ التركيبي، في مدلولات التركيب المتضايف، حيث قامت الإضافة الأولى، "عيدُ المولدِ"، بنسبة النكرة (عيد)، إلى المعرفة (المولد)، لتفيد التعريف بالعيد أكثر، وتربط الطقوس الفرائحية، بالطقوس الدينية، التي تحملها مدلولات المولد، كمناسبة مرتبطة في العرف الجمعي، بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما أفادت الإضافة الثانية، "المولد النبوي"، معنى التخصيص والتعيين، وأن المقصود بالمولد، هو ذلك الحدث المعروف بنسبته إلى صاحبه، في مقامه "النبوي" الخاص، لا يدخل فيه غيره ولا يشاركه سواه.
رغم بساطة العنوان – في بنيته التركيبية المتضايفة – وتلقائيته، وسهولة فك شفراته، إلا أن أعماق تلك البساطة والسهولة، قد اكتظت بالغموض والحيرة، والتساؤلات المفتوحة على الأنساق المعرفية الكبرى، حيث يصبح "عيد المولد النبوي"، محتشدا بضجيج تساؤلات ملحة، يثيرها غموض الماهية، وجهل الكيفية، وعجز إدراك الغاية، مثل:- ماذا عنه؟ ماذا بشأنه؟ ماذا يراد منه؟، كيف هو؟ هل من جديد عنه؟؟؟، إلى غير ذلك من التساؤلات اللانهائية، التي تربط المناسبة، "عيد المولد النبوي"، بسياقاتها؛ الاجتماعية والثقافية والدينية والتاريخية والسياسية والفكرية، وصولا إلى سياقها الإنساني العام، في اتساعه وشموليته المطلقة، الأمر الذي يجعل المتلقي، ينتقل من البحث عن الكيفية، التي قيل بها النص، إلى ماهية المعنى المراد فهمه، ثم أخيرا؛ إلى المسكوت عنه، الذي لم يقله النص.
يجمع "عيد المولد النبوي"، بين طقوس الاحتفال المناسباتية في العيد، وفرحة الذكرى المتجددة، في حدث المولد وبشاراته، واختصاص قداسته، في تموضع مقامه النبوي، الأمر الذي يجعل هذه المناسبة، تحتل مكانة عالية جدا، في الوجدان الجمعي الإسلامي عموما، واليمني خصوصا، على كافة المستويات والأصعدة الحياتية.
يستهل الشاعر قصيدته، بقوله:-

بالسعد أشرق عيد المولد النبوي
وعاد بالنصر في ميعاده السنوي
تجتمع الروافد الدلالية، الكامنة في محمولات "السعد" و"أشرق" و"عيد" و"المولد النبوي"، لتصب في نهر صور ومشاهد، طقوس الفرحة الغامرة، والسعادة الباذخة، المرتبطة بقداسة مقام النبوة، بما تحمله من مدلولات الهدى والاستقامة، والفرحة (بفضل الله وبرحمته)، ممثلة بمقام الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لتعود تلك المناسبة العظيمة، على المحتفلين بها، نصرا وعزا وكرامة، كل عام.
ولا تقف خيرات إحياء هذه المناسبة، على المنتمين إليها، بفضل استحقاق النصر الإلهي الدائم فقط، وإنما تتجلى عظمة هباتها، بما وحدت من القلوب، وجمعت من الأشتات، تحت أعظم وأقدس رباط جمعي، هو رباط الأخوة الإيمانية.

نأتي بذكراه أمواجا يمانية
قد وحد المصطفى وجدانها الأخوي

فكم يداوي اسم (طه) من مواجعنا
وكم يُدوّي بسمع المجرمين دوي
تتجاوز (كم) في هذا السياق دلالتها الاستفهامية، إلى دلالات الكثرة العددية، المبالغة في تكرار الحدث وتداعياته ونتائجه، ويرسم مشهد "اسم طه"، موقفين متناقضين تمام التناقض، حيث أصبح في أولهما بلسما شافيا، "يداوي" باستمرار لانهائي، انطلاقا من راهنيته في الزمن الحاضر، وتضمنه الزمن الماضي، وانطلاقه إلى الزمن المستقبل المفتوح، بما يستوعب من جموع المفعول به "مواجعنا"، سواء من حيث الكثرة العددية، من ناحية، او من حيث تكرار حدوث الفعل، من ناحية ثانية، بينما تحول "اسم طه"، في ثانيهما خوفا وهلعا ورعبا، "يدوّي بسمع المجرمين دوي"، بما تحمله دلالات الفعل المزلزل، في راهنيته الزمنية، المتضمنة للماضي، والممتدة من الحاضر إلى المستقبل المفتوح، تسندها مدلولات

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

لواء الرسول الأعظم
يقود معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

إبراهيم محمد الهمداني

طالما حاولت قوى الشر والطغيان، من اليهود والنصارى، إبعاد المسلمين عن نبيهم، وفصلهم عن نهجه وسيرته، وتقديمه في صورة باهتة، غاية في السذاجة والسطحية، وإظهاره في مقام النقص والسهو والخطأ، مستعينين في ذلك بعملائهم من الأنظمة الحاكمة، منذ نظام الحكم الأموي، وصولا إلى أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق، في السعودية ودول الخليج والمغرب، وطوق فلسطين المحتلة، في ظل سيادة الفكر الوهابي التكفيري، الذي تخصص في نسف عصمة وقداسة الرسول الأعظم - محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وينقذهم من ظلمات الشقاء، ونير العبودية للطاغوت، وليهديهم إلى الصراط المستقيم.
إن إحياء هذه المناسبة العظيمة، واستشعار أهميتها وقداستها، يجب أن يتجاوز شكليات الطقوس الاحتفالية التقليدية، التي قد نؤديها في المناسبات الاعتيادية، إلى مستويات متقدمة أكثر، يتجلى فيها إحساسنا الكبير، بعظمة وقداسة ومكانة شخصية النبي الأكرم - محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم - واستحضارنا لمقامه العظيم عند الله، وعظمة دوره ومهمته، وأن نجعله في موضع النموذج الأرقى والقدوة العليا، في جميع جوانب حياتنا، كونه يمثل أرقى مظاهر الكمال البشري، ويجسد الكمال الإنساني المطلق، الذي حَمِدَ اللهُ صفاتَه، وأثنى على كماله، وأشاد بجماله وبجلاله، وشكر له سعيه وصبره وثباته وجهاده، ولذلك عرَّفنا به في محكم الذكر، بصفته "رسول الله" و"رسوله"، مضافا إلى الذات الإلهية المقدسة، وسماه في موضع آخر "فضل الله" و"رحمته"، التي غمر الله بها عباده، وفضله الذي تفضَّل به على البشرية، وأمرنا في ذات السياق، أن نفرح بهذه الرحمة، وهذا الفضل الإلهي العظيم، في صيغة الأمر الإلهي الملزم، في قوله تعالى "فليفرحوا"، ليصبح الاحتفال والفرح والسعادة، "بفضل الله وبرحمته"، تكليفا شرعيا ملزما واجب الأداء، بوصفه فرض عين - في صميم التدين - على كل مسلم ومسلمة.
إن من أجل وأعظم نعم الله علينا، أن عصمنا بتوليه وتولي رسوله وأعلام دينه، وشرفنا بانتمائنا الإيماني الأصيل، وهويتنا الإيمانية المباركة، التي جسد فيها شعبنا اليمني العظيم، ارتباطه العميق والمتين، بهذا الدين العظيم، والنبي الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في مقام اقتفاء نهجه، والسير على طريقه، والاقتداء بسيرته، والتزام أعلام الهدى، من آل بيته الأطهار، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
إننا ونحن نعيش هذه التحولات التاريخية الكبرى، والصراعات والحروب على مختلف الجبهات، وقد تحزبت علينا أحزاب الباطل، وتألبت ضدنا قوى الشر والطغيان، من اليهود والنصارى وأوليائهم وحلفائهم وعملائهم، وقد اجتمع لقتلنا وإبادتنا طواغيت الأرض وأولياء الشيطان، نعيش أخطر مراحل الصراع الوجودي الحتمي، بين حزب الشيطان أمريكا وإسرائيل ومن معهم، وحزب الله من مجاهدي فصائل ومحور الجهاد والمقاومة، ولم يعد خافيا على أحد، حجم الاستهداف الشيطاني، الذي تعرضت له الأمة الإسلامية، وأصابها في صميم تدينها، ونال من جوهر معتقدها، فزعزع إيمانَها وزلزل إسلامها، بصور مشوهة كسرت كل مبادئ القداسة، واكتفت من الدين بالشكليات والقشور، فسقطت فريسة سهلة لأعدائها، رغم تعدادها الهائل.
ولو نظرنا إلى واقعنا اليوم، ومن حولنا الشعوب العربية والإسلامية، في إطار قضيتنا الكبرى، ومعركتنا المصيرية، ضد العدو الإسرائيلي الغاصب، والأمريكي المتعجرف الصلف، والأوروبي الاستعماري المجرم، وقمنا بتحديد مواقعنا - ملياري مسلم - على جغرافيا دعم وإسناد ونصرة إخواننا المستضعفين في غزة، والدفاع عن كل المقدسات، استجابة لأمر الله تعالى، فإننا لن نجد من تلك الجموع المليونية البشرية العائلة، سوى ثلة قليلة من المؤمنين الصادقين، يتقدمهم أبطال مجاهدي الفصائل الفلسطينية، في حماس وعزالدين القسام، ويساندهم جموع من رجال حركات المقاومة الإسلامية، المؤمنين المرابطين على طول خط جبهات محور القدس والجهاد، الممتد من لبنان إلى العراق واليمن وإيران، وهؤلاء في مجموعهم يشكلون نسبة ضئيلة جدا، في مجموع أمة الملياري مسلم، وهو ما يجعلنا نتساءل:- لماذا لم يتحرك إلا هؤلاء القلة القليلة، بينما تنكرت الكثرة الغالبة لدينها ومقدساتها وقضيتها المركزية، وسقطت في مستنقع الهروب والصمت، إن لم تتحول إلى العمالة في صف العدو الإسرائيلي وحلفائه، كما هو حال أنظمة العمالة والتطبيع، الحاكمة في جغرافيا الطوق الفلسطيني، بالإضافة إلى الأنظمة العميلة في السعودية ودول الخليج، وبناء على هذه المعطيات المخزية، يمكننا القول إن الرسول الأعظم - محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان ومازال وسيظل، حصن هذه الأمة الإسلامية، ومصدر قوتها وعزتها وكرامتها وسيادتها، وأول أسباب استحقاقها النصر على عدو الله وعدوها، والشاهد على ذلك، قد أثبته الواقع

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

أين الراتب يا موسى

إبراهيم محمد الهمداني


بنو إسرائيل صبروا على فرعون يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويسومهم سوء العذاب، لكنهم لم يصبروا مع موسى على طعام واحد، المسألة ليست مسألة حق من حقوقهم وإنما هي مسألة نفسيات خبيثة.
كذلك قضية الراتب ومقولة أين الراتب يا حوثي، بينما كان الصمت هو سيد الموقف على مدى تسعة أعوام، منذ بداية العدوان، رغم أن الثروات والمرتبات بيد حكومة المرتزقة والسعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا.
وحين فرض الجيش اليمني قرار منع تصدير النفط، إلا مقابل صرف المرتبات، ارتفعت أبواق بني إسرائيل هذه الأمة بالعويل، أين الراتب يا حوثي؟، ولماذا لم تسلموا الرواتب، واين رواتب المعلمين، والمعلمون يموتون جوعا، وكأن المعلمين وحدهم هم أصحاب المرتبات، من بين جميع موظفي الدولة، وكأنهم وحدهم من يموتون جوعا، أما بقية فئات المجتمع اليمني، فهم يعيشون في النعيم، وكأن عوائد الثروات النفطية قد سُلمت للبنك المركزي في صنعاء، بينما الحكومة أو أنصار الله أو الحوثي، هم من امتنعوا عن التسليم.
بشرنا السيد القائد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، بحكومة تغيير وبناء، وقال في كلمته أن معيار هذه الحكومة، هو خدمة الناس، وأن من يثبت تقاعسه أو تخاذله أو تفريطه، فسيتم استبداله فورا، أي أن سماحة السيد القائد، هو الرقيب على سير عمل هذه الحكومة، وهو الضامن لجودة أدائها، غير أن نفسية "لن نصبر على طعام واحد"، لم يسلموا تسليما مطلقا، ولم يعرفوا للقائد قدره، ولم يعجبهم أن تكون في صنعاء، حكومة تغيير وبناء حقيقي، فانبرت أبواقهم بالاتهامات والتخوين المسبق، والدعوة إلى الاقتداء بالرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه، بينما هم لم يرضوا عن الصماد، ولن يرضوا عن المشاط.
لم نسمع من حماة الحق ورعاة الفضيلة أولئك، منشورا أو حتى كلمة واحدة، تدين العدوان الصهيوسعوأمريكي، وتطالبه رفع يده عن ثرواتنا، وكف فساد مرتزقته في حكومة الفنادق، كما لم نسمع صوتا واحدا، يقول أين الراتب يا رشاد العليمي، لماذا لا يخرج الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني من أرضنا، يا حكومة الفنادق.
لم نسمع ولم نر، ولن نسمع ولن نرى شيئا من هذا القبيل، لأن المشغل الخارجي سيغضب عليهم، وأوامره واضحة إليهم، بالحديث عن الشفافية والموازنة، ومقدار المبالغ التي يتم جمعها، وكذا وكذا، بما يفيد مخططات تحالف العدوان، والأمم المتحدة الأمريكية وأخواتها، كما حصل في حادثة تسريب الموازنة من مجلس النواب، إلى الأمم المتحدة سابقا، وعواقب ذلك على الشعب وعلى الحكومة السابقة.
الشعب بأكمله يطالب بالراتب ويطالب بكافة حقوقه، وليس فقط المعلمون.
الشعب بأكمله يطالب بتحرير أرض الوطن كاملة.
الشعب بأكمله يطالب بثرواته.
الشعب بأكمله يطالب برفع وصاية البنك الأهلي السعودي، والبنوك الإماراتية، عن ثرواتنا وخيراتنا.
الشعب بأكمله يطالب بإنهاء العدوان ومعالجة ملفاته.
الشعب بأكمله يموت حصارا وأمراضا، ويطالب بفتح كافة المطارات والموانئ والمنافذ اليمنية، دون قيد أو شرط كحق إنساني، لا تنازل عنه، ولا تفاوض عليه.
الشعب اليمني بأكمله يريد الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
الشعب اليمني الحر الكريم، ضحى من أجل حريته وكرامته وعزته، ورفعته بين الشعوب، وهاهو اليوم يتصدر أشرف المواقف، ويقدم أغلى التضحيات، في موقفه الإيماني الأصيل، والإنساني المشرف إلى جانب إخوانه المستضعفين الفلسطينيين، وانتصاره لله ولرسوله ولدينه، وإن القائد الحكيم والعلم المجاهد الرباني، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، الذي قاد الشعب اليمني في صموده ومواجهته قوى الكفر والشرك والنفاق والطغيان، وبلغ به أعلى مراتب الكرامة، والحرية والشرف الإنساني، لكفيل بضبط أداء الحكومة، وتوجيه وإرشاد المسؤولين، إلى ما فيه خدمة هذا الشعب العظيم، وتحقيق كل ما يصبو إليه، وتلك هي ثقتنا ويقيننا بهذا القائد العلم، الذي أنعم الله به علينا، وأقل ما يجب علينا في مقام شكر النعمة، هو التسليم المطلق والطاعة، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الطيب، ويمتاز طرفي معادلة الصراع، بين حدي الحق والباطل، وتصبح المواجهة حتمية ومصيرية، لا مجال لأي هدنة أو حلول وسطية فيها، ولا يمكن إيقافها إلّا بالحسم المطلق، أي أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً مفتوحاً، ومعركة واسعة النطاق، شاملة لكل فضاءات العمران والحياة، بين معسكري الحق والباطل، حيث تُغلق فيها أبواب المفاوضات الترقيعية، والهدن الزائفة، والاتفاقيات الكاذبة، ليشهد العالم - في أيام معدودة وميادين متعددة - أعنف وأقسى ضربة ضد الباطل، لأن إعلان الجهاد، معناه انتهاء وقت إقامة الحجة، وانقضاء زمن الفرصة الأخيرة، وكذلك ستكون نهاية بني إسرائيل، لكنها لن تكون نهاية التاريخ، كما روَّج لذلك فكرهم المريض، ونفسيتهم المصابة بعقدة النقص المركبة، وإنما ستكون فاتحة لسيادة الحق والعدل والسعادة، والخير والصلاح والفلاح، وفي نفس الوقت، لن تغلق أبواب عودة المواجهة المتوقعة، وستبقى معادلة الصراع الحتمي، مرهونة بمدى عودة بني إسرائيل، إلى صدارة المشهد، بأجرامهم وعلوهم مرة أخرى، عندها سيكون الله تعالى لهم بالمرصاد، خاصة بعد رفضهم عرض الفرصة الأخيرة من رحمته، لتكون نهايتهم الحتمية، متحققة في قوله تعالى:- "وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً". صدق الله العلي العظيم.

.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

ثأرُ الله

إبراهيم محمدالهمداني


طافت بقدسِكَ بكرةً وأصيلا
وإليكَ حجَ ضياؤها تبجيلا

وعلى صعيدك - ياحسينُ - مشاعرٌ
والكون في "لبيك" بات نزيلا

"لبيك" يانُسُكَ الكمالِ... طهارةٌ
لبَّتكَ عرفاناً وأقومَ قيلا

"لبيك" يا نوراً تقدسَ سرُهُ
يمحو الظلامَ ويُزهقُ التظليلا

"لبيك" ياسبط النبي... تسابقت
ترجو نداك الكائناتُ ظليلا

لبيك... كيف بيوم نحرك أهدروا
حُرَمَ النبيِّ.. وأمعنوا التنكيلا

هل باسم دين الله - سبطُ نبيه -
أضحى غريباً في الطفوف قتيلا

أم باسم هندٍ قد وصلتَ بذبحه
- من كبدِ حمزةَ - يا دعيُّ فصولا

* * ***

"أنا من حسينٍ"... قالها من نطقُهُ
وحيٌ... وأصدقُ من تحدث قيلا

"وحسينُ مني" فيه نورُ محمدٍ
وبه تجسَّدَ جدُّهُ تمثيلا

ومقامُه بعد الوصيِّ... كلاهما
قولٌ تنزَّل في الأنام ثقيلا

"أنا من حسينٍ" فيضُ نورِ مكارمٍ
"وحسين مني" فاشهدوه مثيلا

لحمي أكلتم...في كؤوسِكِمُ دمي
صدري وطأتم...تطلبون ذحولا

ركز الدعيُّ ابن الدعي سفاهة...
والموتُ أرغبُ للكرام سبيلا

ولبدر اقتص الدعيّ بكربلا
وشفى لأشياخ الضلال غليلا

وتطيب جدته- البغيُّ - ببغيه
نفساً...ويُشبعُ حقدها تدليلا

ثملتْ كؤوس البغي من أحقادهم
ولهم أقام وليمةً ومقيلا

وأدار نخبَ الذبحِ في أحفاده
ليكون نهجاً بعده ودليلاً

* * ***

هيهاتَ منا يا ابنُ هندَ مذلةً
أظننتَ بغيَكَ يدحضُ التنزيلاً

أنَّى لطرفكَ في بلوغ شواهقٍ
عنها تراجع خائباً وذليلاً

حاشا لنور الله - يا أشقى الورى -
مهما تحاول أن يصير كليلا

وحسين فرقان يهيمنُ نورُهُ
ليصدّق التوراة والإنجيلا

* * ***

* يا حمرةَ الراياتِ أيُّ فضيلةٍ
لمن اعتلاها العابرون طويلا

بل أيَّ مجدٍ يافتى آباؤه
بنزاعهم حُشِروا إليه قبيلا

كل يرى في ماء وجهِك ماءَهُ
فاختر لهندٍ ياابنُ هندَ خليلا

كزياد جاء يزيدُ لعنةَ فاسقٍ
فأقمت في مجهولك المجهولا

وتكاثرت لغة الفجورِ وأوردت
للطهرِ معنىً منكراً ودخيلا *

* * ***

يا كربلا الطفِّ إن بكربـــــــلا
"مرانَ" من وجعِ الحسينِ فضولا

فهنا حُسينُك يا حسينُ مصدقٌ
هيهاتَ...لا يرضى سواك بديلا

خرج (ابنُ بدر الدين) لا أشراً ولا
بطــراً... يُرتلُ روحَـه ترتيــــلا

يمضي وفي"هيهات"... مثلُك رأسُهُ
يهمي عليهم بالزوال رحيـــلا

ضاقت قلوب الظالمين... وأنبتت
رعباً... وأمطرها الشقا سجيلا

وهناك (حزبُ الله) يحكي قائداً
شهماً شجاعاً ملهماً ونبيلا

في فتيةٍ وهبوا الحسين نفوسَهم
لم يرغبوا عن قدسِهم تحويلا

* * ***

لم يُمحَ ذكرُكَ يا حسينُ... فهاهنا
"هيهاتَ" تُشعلُ في الكرام فتيلا

فيها "حُسينُ العصرِ" فَسَّرَ نهجَهُ
وبها (أبو جبريلَ) صارَ كفيلا

وبها أقام الوحيَ... أضحى نورُهُ
قرآنَها والذكرَ والتأويلا

في فتيةٍ نسفوا حشودَ تحالفٍ
خزياً تسرمدَ في الطغاةِ وبيلا

هم فتيةُ الكهفِ الذين بربهم
يذرون أسرابَ الطغاةِ مهيلا

فيهم (أبو جبريلَ) عصمةُ أمرهم
يتقلدون ولائَهُ إكليلا

من ( حسبُنا اللهُ) استمدوا نصرَهُم
وكفى بربك ناصراً ووكيلا

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الإرهابُ الإجرامي.. نحوَ رؤية مغايرة لمفهوم الإرهاب

https://www.almasirahnews.com/134325/

الإرهاب الإجرامي
نحو رؤية مغايرة لمفهوم الإرهاب

إبراهيم محمد الهمداني

"الإرهاب الإجرامي"؛ مصطلح جديد في عالم الهيمنة والجريمة الدولية المنظمة، أطلقه سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، في توصيف ما يقوم به الكيان الإسرائيلي الغاصب، بحق أبناء قطاع غزة والضفة الغربية، من حرب إبادة جماعية شاملة، لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
في إطلالته الأسبوعية كل خميس، لاستعراض مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة، أطل سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، بتاريخ الخميس 4 يونيو 2024م، متحدثا عن مستجدات الأحداث في غزة والضفة، حيث بلغ عدد الشهداء والجرحى أكثر من مائة وخمسين ألف إنسان، على مدى ما يقرب من عشرة أشهر إلا ثلاثة أيام، مستنكرا صمت معظم الأنظمة العربية، إزاء جرائم العدو الإسرائيلي، الذي يتعامل مع الآخرين، بوصفهم "حيوانات بشرية"، ويمارسون بحقهم أبشع الجرائم، ولا يتورعون عن دهس امرأة مسنة بجنازير الدبابات، ويرسلون الكلاب البوليسية المتوحشة، لتنهش لحم امرأة مسنة أخرى، حتى الموت، وغيرها من الجرائم الأشد قبحا وبشاعة، بحق النساء والأطفال.
كل ذلك وغيره - كما يقول سماحة السيد القائد - لم يحرك في الأنظمة العربية ساكنا، التي مازالت تصنف المجاهدين في غزة والضفة، ومجاهدي حزب الله، بأنهم جماعات إرهابية، تماشيا مع أهداف ومصالح ومقولات، الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، ومن في فلكهما، وهذا أمر مشين بحق تلك الأنظمة العميلة، التي تغض الطرف، عما يحصل لأبناء قطاع غزة، من "إرهاب إجرامي" غير مسبوق.
يقدم مصطلح "الإرهاب الإجرامي" - في شقيه؛ المعرفي والإجرائي الواقعي - توصيفا دقيقا، وتشخيصا شاملا، لطبيعة المشهد الدموي الوحشي، الذي يرسمه الكيان الإسرائيلي المجرم، بدماء وأشلاء أبناء قطاع غزة، على مدى عشرة أشهر، إلا ثلاثة أيام، إلى يومنا هذا.
فإذا كان مصطلح "الإرهاب"، يحمل معاني التخويف والفزع، ضمن أنساق التهديد والوعيد، او ما في حكمهما، من التلويح والتهديد باستخدام القوة، لإرغام الآخر على الخضوع والاستسلام، دون اللجوء إلى استخدام القوة غالبا، وبذلك تكسب القوى المهيمنة، حرب السيطرة المطلقة، دون خوض المعركة، كما هو حال أمريكا، حين تلوح بأساطيلها البحرية، لترهب معظم شعوب العالم، وترغمهم على قبول تسلطها عليهم، والإرهاب في هذا السياق، يعد مرضا نفسيا، وضطرابا سلوكيا، وفعلا منافيا لطبيعة العلاقة الثنائية بين الأنا والآخر، القائمة على الندية والاحترام المتبادل، والحرية والتعايش السلمي.
فإن مصطلح "الإجرام"، يشير إلى مستوى متقدم، من الاضطراب السلوكي، المتجسد في صورة الإقدام المتعمد، على اقتراف الإثم أو الذنب أو الجناية، في حال من الإصرار والتكبر والغطرسة، ولذلك طُبِعَ ما اقترفه من فعل، بطابع الجريمة القبيح، بما تنطوي عليه من خطورة كبيرة، على حياة المجتمع الإنساني.
وبذلك يصبح مصطلح "الإرهاب الإجرامي"، هو التوصيف الدقيق والشامل، الذي يشخص ويعرف صورة الهيمنة الإمبريالية، في تجسدها الأمريكي الإسرائيلي الشيطاني المحض، الجامع بين سلوك الإرهاب، المتمثل في قبح التهديد والتخويف، وإرهاب الناس في عين وجودهم، من جانب، وفعل الإجرام، المتمثل في بشاعة اقتراف الجريمة، وشناعة الإقدام على الجناية بحق الآخرين، بكل صلف وغطرسة واستكبار، من جانب آخر، وبذلك يمكن القول إن "الإرهاب الإجرامي"، هو استراتيجية تحقيق الهيمنة الإمبريالية الشيطانية، باستخدام ممكنات رعب القوة وفعلها، ضد المجتمع الإنساني بأكمله، مع سبق الإصرار والاستكبار والغطرسة.
وهو ما ينطبق - نصا وروحا - على صورة "الإرهاب الإجرامي" الإسرائيلي، بحق أبناء فلسطين عموما، وأهالي قطاع غزة والضفة، على وجه الخصوص، حيث تُرتكب بحقهم أبشع الجرائم والانتهاكات الفظيعة، وعمليات الإبادة الجماعية الوحشية، بالقصف والتدمير والتجويع، ومختلف أساليب القتل والتنكيل والتوحش، والتفاخر بقنص الأطفال، وسحق أجساد المسنين، والمعاقين حركيا والمعتقلين المدنيين، تحت جنازير الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية، بكل صلف وعنجهية وفرعنة واستكبار، على مرأى ومسمع من العالم.
وبعد إشادته بصمود أهالي غزة ومجاهديها، وفاعلية عمليات محور الإسناد وأهميتها، أشار السيد القائد - يحفظه الله - في ختام كلمته، إلى طبيعة هذه المعركة المصيرية، القائمة بين محور الخير وقوى الشر والاستكبار، وأهمية الدور والمسؤولية، المترتبة على أساس المواجهة الجماعية، ووحدة الصف الإسلامي، وضرورة التحرك من منطلق الواجب الديني والإنساني، وأن يحرص الإنسان المسلم على شيئين:-

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

اليمن يقتلع العين الثالثة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية (2)

إبراهيم محمد الهمداني

لم تعد عين وصاية السفارات الأجنبية، قادرة على رؤية مسارات تسلطها وتسلطها وهيمنتها، كما عميت عين الترسانة الحربية الكبرى، عن الاستمرار في ممارسة هواية القتل والإرهاب والعربدة، وفي ظل الهزائم السياسية والعسكرية، التي لم تجد قوى الإمبريالية سبيلا لتفاديها، لجأت أنظار العداء الأمريكي الإسرائيلي، نحو العين الثالثة، وكثفت الجهود - مع شركائها - في توسيع شبكات التجسس والتخريب التابعة لها، في اليمن، وتزويدها بالمهارات والخبرات والتقنيات اللازمة، وتمكينها من ممارسة مهامهما العدائية - بحق اليمن أرضا وإنسانا - تحت غطاء صفاتهم الوظيفية، وأعمالهم في السفارة الأمريكية، أو تحت مظلة الأعمال الإغاثية والإنسانية، التابعة لمنظمات دولية وأممية، من شأنها تسهيل مهام وتحركات عملائها، وحمايتهم برداء حصانتها الدولية والأممية، ليكونوا بمنأى عن الملاحقة أو الاستجواب.
لكن الأجهزة الأمنية اليمنية، أسقطت أوهام الحصانة الاستعمارية، وكشفت الكثير من شبكات التجسس، التابعة لقوى الهيمنة والاستعمار، أو لعملائها في المنطقة، ونجحت العيون الساهرة اليمنية، في اقتلاع العين الثالثة للهيمنة الإمبريالية عامة، ممثلة في شبكات جواسيس وعملاء أجهزة المخابرات العالمية، وقد توالت الإنجازات العظيمة، في الجانب الأمني الشامل، بالتوازي مع الانتصارات السياسية، والضربات العسكرية النوعية المسددة.
أعلنت الأجهزة الأمنية – في صنعاء بتاريخ الاثنين ٤ ذي الحجة ١٤٤٥ الموافق ١٠ يونيو ٢٠٢٤م – عن إنجاز أمني نوعي استراتيجي، ربما أمكن القول إنه يوازي في أهميته وعظمته، قيمة وعظمة ثورة ال ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م، بوصفه إضافة استراتيجية لها، واستكمالا لمهمتها ودورها العظيم، وقد تمثل ذلك الإنجاز الأمني الكبير، في إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، قامت بأدوار تجسسية وتخريبية، في مؤسسات رسمية وغير رسمية، على مدى عقود لصالح العدو – كما جاء في البيان – "من خلال عناصرها المرتبطين بشكل مباشر، بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال CIA"، [والموساد الإسرائيلي]، حيث قامت الاستخبارات الأمريكية بتجنيد العناصر الرئيسيين في الشبكة التجسسية، "وعملت على تدريبهم استخباراتيا، وتزويدهم بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة، تمكنهم من تنفيذ أنشطتهم التجسسية والتخريبية، في الجمهورية اليمنية، وتسهل من نقلهم للمعلومات، إلى ضباط أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، بشكل سري".
وللبيان بقية. نكتفي هنا بما أوردناه، للإشارة إلى عظمة هذا الانتصار الأمني الكبير، وأهميته في استكمال اجتثاث أذرع الوصاية الاستعمارية، وكل وسائلها وأدواتها، بعد خروج سفارة الإجرام الأمريكية، من صنعاء عام ٢٠١٥م، وفضح حقيقة الدور التدميري الهدام، الذي كانت تمارسه بشكل مباشر، ثم بشكل غير مباشر، عبر شبكاتها وعملائها، وأن دورها العدائي بحق الشعوب، هو ذاته في مختلف بلدان العالم، والبلد الذي تفقده أمريكا سياسيا أو عسكريا، سرعان ما تستعيده استخباريا، بواسطة شبكات جواسيسها الواسعة.
بالإضافة إلى ذلك، تكمن أهمية وتفرد هذا الإنجاز الأمني، في شمولية دور هذه الشبكة، واتساع نطاق استهدافاتها، التي شملت جميع مجالات وشؤون الحياة، بلا استثناء، من قِبل جواسيس على مستوى عال من التدريب والتأهيل والإمكانيات، استطاعوا على مدى عقود من الزمن، التأثير على مراكز صناعة القرار، السياسي والسيادي في اليمن، واختراق مؤسسات رسمية وغير رسمية، وتنفيذ مشاريع الفساد والإفساد والتدمير الشامل، في جميع نواحي حياة المجتمع اليمني، يضاف إلى ذلك ارتباطهم المباشر، بأقوى أجهزة الاستخبارات العالمية، الأمريكية والإسرائيلية، وعملهم تحت مظلة المنظمات والشعارات الإنسانية، وهو ما لم يحد من جراءة الأجهزة الأمنية اليمنية، في القبض عليهم، وبث اعترافاتهم والتحقيقات معهم، على مختلف وسائل وقنوات الإعلام والتواصل، دون تردد أو خوف من أمريكا، وأخواتها وربيبتها إسرائيل، وهو ما لم يتجرأ على فعله، أي جهاز أمني على مستوى المنطقة والعالم.
وكعادتها سارعت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إعلان براءتهم، رغم اعترافاتهم المعلنة، وطالبت بالإفراج عنهم، رغم عدم مشروعية طلبها، لتدينهم – بذلك – وتشهد على عمالتهم، وخيانتهم للأمة والدين، وبمجرد أن يقول الشعب كلمته فيهم، ستسارع بالتخلي عنهم، كما هي عادتها مع كل عملائها.
إن جوانب تميز وتفرد هذا الإنجاز الأمني كثيرة، وأكبر من أن يحيط بها مقال واحد، بل هي بحاجة إلى دراسة معمقة، لأن حقيقة إسقاط #شبكة_التجسس_الأمريكية_الإسرائيلية، لا يتوقف عند معنى القدرة على كبح جماحها الإجرامي، والحد من تداعيات مشاريعها الكارثية، على حياة أبناء الشعب اليمني، وإنما هو إسقاط – أيضا – لفعل الهيمنة والتسلط، وكسر لقاعدة الوصاية الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية، إلى الأبد – إن شاء الله تعالى – دون رجعة،

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

اليمن يقتلع العين الثالثة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية (1)

إبراهيم محمد الهمداني

عملت الولايات المتحدة الأمريكية، على مدى قرنين من الزمان، على إرساء قواعد دورها الإمبريالي، وتغذية مقومات الهيمنة والتسلط الاستبداد، وفرض التبعية المطلقة، على جميع شعوب العالم، وإرغامهم على الخضوع لها، والاعتراف بسيادتها، كونها وريثه المشروع الاستعماري البريطاني، بلا منافس، وبذلك مضت في فرض هيمنتها، بوصفها قدرا لا مناص عنه، فبلغت حالة متقدمة من الفرعنة والاستكبار، ومارست أقبح وأحط وأصلف أشكال الوصاية الاستعمارية، بحق الشعوب، التي أصبحت رهينة قرار السفير الأمريكي، صاحب الحق المطلق في تقرير مصائرها، وصياغة سياساتها ورسم مستقبلها، دون الرجوع إليها، أو مراعاة مصالحها وخصوصياتها، وإنما وفقا لمقتضيات المصالح الأمريكية الاستعمارية، فأصبحت السفارة هي الوسيط الفعلي، بين البيت الأبيض والأنظمة الحاكمة، والسفير هو المشرف الأول، على جدية الأنظمة، في تنفيذ أوامر وتوجيهات، البيت الأبيض، أولا بأول.
كانت ثنائية الحضور الأمريكي الإسرائيلي - ضمنيا أو علنيا - أمرا لا خلاف عليه، ولا تكاد تخلو سفارة أمريكية، من تمثيل دبلوماسي إسرائيلي، يشارك في صناعة القرار، ويشترك في المصالح والوصاية، وقد يحظى بنصيب أكبر من النفوذ والهيمنة، مما يجعل شريكه الأمريكي، تابعا له وأجيراً لديه، وهو ما يؤكد صحة موقف ورؤية، الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، في هذا السياق، بما حمله معنى كلامه، عن التلازم الوجودي والوظيفي، بين أمريكا وإسرائيل، وأنهما وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإن من رضي بأمريكا اليوم، سيرضى بإسرائيل غدا، وهو ما تحقق على أرض الواقع بالفعل.

كانت الهيمنة والوصاية الخارجية، على القرار السياسي الوطني، هي العين الأولى، التي اقتلعها أبناء الشعب اليمني، من وجه الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، من خلال ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، التي ترجمت انتصار الشعب لحريته وسيادته واستقلاله، في أبهى مشهد ثوري شعبي حضاري، لا مثيل له إطلاقا، بشهادة العدو والصديق، ولم يكن فيما قدمته وجسدته، من طروحات فكرية وسياسية وأخلاقية، ما يدينها أو يقدح في مشروعيتها ونجاحها مطلقا، كونها نابعة من مشروع قرآني كامل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا ما انعكس على سلوك القوى الاستعمارية وعملائها، الذين لم يتورعوا عن إعلان رفضهم وانزعاجهم، وعدائهم الصارخ لإرادة الشعب وثورته، وهو ما عبرت عنه تصريحات الساسة والمسئولين الصهاينة والأمريكان، الذين أكدوا أن نجاح ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، واستعادة الشعب لسيادته، وسقوط عملائهم في الداخل، يعد ضربة قاضية لوجودهم، وخطرا كبيرا على مصالحهم.
لم يكن أمام أولئك الحمقى الإمبرياليون، إلا الانتقال إلى مستوى عدائي متقدم، تجاه الشعب اليمني وثورته، فأعلنوا من واشنطن، عبر البوق الوظيفي السعودي، عن الحرب العدوانية الشاملة على اليمن، الذي كسر طوق الوصاية الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية، ولم يعد أمامهم من سبيل لإعادته إلى حظيرة القطيع، إلا تلك الحرب الكونية الوحشية، والحصار الظالم المطبق، وحرب الإبادة الإجرامية الشاملة، التي تحالفت فيها، أكثر من ١٥ دولة، في مقدمتها أمريكا وإسرائيل، تحت مسمى "التحالف العربي"، بقيادة السعودية وأخواتها، من أدوات العمالة والنفاق والتطبيع.
وأمام أبشع حرب عدوانية كونية، شهدتها البشرية عبر تاريخها، استطاع الشعب اليمني، إسقاط كل رهانات القوى الاستعمارية، وكانت معادلات الصمود والرد والردع، على مدى أكثر من تسعة أعوام، كفيلة بقلب موازين القوى، ليصبح ال ٢٦ من مارس ٢٠١٥م، هو المحطة التالية، لتأكيد هوية ال ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م، حيث اقتلع الشعب اليمني، العين الثانية للإمبريالية الأمريكية الإسرائيلية، ممثلة في هيمنة القوة التدميرية، والترسانة العسكرية الفتاكة، لتسقط رهانات قوى الاستكبار العالمي، مجللة بذل وعار الهزائم النكراء المتوالية، ابتداء من فعل الصمود والمواجهة، ثم الضربات الموجعة والرد والردع، وصولا إلى كسر أساطير القوة العظمى، وأوهام التفوق والاستعلاء الاستعماري، وبمقدار سقوط أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مستنقع الهزائم الساحقة اللامتناهية، على يد ثلة من المجاهدين في قطاع غزة، سقطت أسطورة أسياد البحار، وقوة الأساطيل البحرية الأمريكية، التي عجزت عن حماية نفسها، أمام ضربات صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية، ناهيك عن حماية سفن ربيبتها دويلة الكيان الصهيوني، ولم تكفِ قوة أساطيل الغرب مجتمعة، لردع أو ثني الشعب اليمني، عن موقفه الإيماني والإنساني المشرف، في إسناد إخوانه المستضعفين في غزة، وبذلك سقطت أساطير القوة الأولى عالميا، وعادت الأساطيل مسطولة، من هول ما رأت، والمدمِرات مدمَرات، بفعل ما ذاقت، والبوارج في ليل البحار مسارج، ووضعت الحاملات حملها، وفرت مذعورة بإصابات قاتلة، وفضلت معظم السفن المستهدفة الغرق، على أن

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

التطبيع، قبل أن توقع عليه رسميا، فكان حضورها الشكلي، عبارة عن تحصيل حاصل، في ظل رفض وسخط واستنكار شعوبها.
وبذلك تسقط مشروعية التمثيل الرسمي، في أي اتفاقية أو معاهدة، ما دام مخالفا لإرادة الشعب، وتصبح تلك الاتفاقيات، فاقدة المعنى والقيمة، وغير ملزمة للشعوب.
يمكن القول إن مشروع التطبيع، قد سقط مقدما، وقد فقد قوة سلطته التشريعية، حين خسر قوة سلطته التنفيذية، ممثلة بما سمي "التحالف العربي"، بقيادة السعودية، بوصفه المكون العسكري، الضامن لتمرير مشروع التطبيع، ولم يكن قيامه بالعدوان على اليمن، إلا تنفيذا للمهام الموكلة إليه، في قمع الأصوات الرافضة للتطبيع، ولا يخرج عن ذلك، ما قامت به قوات "درع الجزيرة"، من جرائم وانتهاكات، بحق المدنيين العزل، من أبناء بعض شعوب الخليج العربي، المنددين بمواقف أنظمتهم الحاكمة، الخائنة لله تعالى وللدين ولجميع المسلمين.
وبسقوط تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي في اليمن، سقطت آخر أحلام التطبيع، وسقطت معها كل صفقات القرن المخزية، وكانت تسعة أعوام من الصمود الأسطوري اليمني، كفيلة بإفقاد "صفقة القرن"، كل عوامل قوتها، وقطع ممكنات استمرارها، وتحويلها إلى لعنة أبدية، على جبين القوى الاستعمارية، بعد أن سقط جناحها العسكري، (التحالف العربي)، ممرغا بالهزائم الساحقة، والانكسارات المذلة، والسقوط المهين، على أيدي أبناء الجيش اليمني الأبطال، وقيادته الثورية الربانية، والقيادة السياسية الحكيمة، ويمكن القول إن موقف اليمن البطولي، من العدوان على غزة، وإعلان تبني إسناد مجاهدي الفصائل الفلسطينية، وما تمخضت عنه العمليات البرية والبحرية، للقوات المسلحة اليمنية، كان آخر مسمار، في نعش الهيمنة الإمبريالية، ومشروعها الاستعماري.

ج– على المستوى العالمي.
من خلال:- 
* التسويق الإعلامي لدويلة الكيان الإسرائيلي، بوصفها صاحبة مشروع حضاري إنساني، وتقديمها من منطلق كونها، النموذج الأرقى والأجدر، بقيادة دول وشعوب الإقليم خاصة، على امتداد "جغرافية الوطن العربي كاملة"، لتصبح بعد ذلك، من كبار رواد المشهد السياسي العالمي، وأبرز أصحاب الحضور والنفوذ، في المحافل الدولية، وأهم مشرعي مفردات السياسة العالمية، المسارعين إلى إحلال السلام، والتدخل لإنهاء الحروب والنزاعات، التي قد تندلع بين مختلف بلدان العالم، وقد ظهرت بوادر هذا الدور، في قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، (بنيامين نتنياهو) بالوساطة، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

* تحقيق القدر الأكبر من التعاطف العالمي، مع مأساة اليهود، فيما يسمى "الهولوكست"، والزعم بتعرضهم لعمليات إبادة عرقية، ولذلك يجب إنصافهم ومراعاتهم وتعويضهم، ودعمهم  والالتفاف حول قضيتهم، وتمكينهم من إقامة دولتهم الخاصة.

* تصنيف كل من يعارض – أو يرفض أو يقف ضد – المشروع الصهيوني الإمبريالي، بالعداء للسامية، ثم اتهامه بالإرهاب، وتهديد الأمن والسلم والتعايش العالمي، وبالتالي استهدافه عسكريا، من قبل أمريكا وحلفائها في مجلس الأمن الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة.

يمكن القول إن التحولات السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي عصفت بالمنطقة العربية والعالم، منذ بداية العدوان الصهيوسعوأمريكي على اليمن، وحتى الآن، وما تمخضت عنه من تغييرات جذرية، في موازين القوى، ومعادلات الصراع، قد أسقطت كل مشاريع الهيمنة والاستكبار، وأفقدت دويلة الكيان الإسرائيلي المحتل، مثلث قوتها وبقائها، فلا قوتها العسكرية والاستخبارية، استطاعت النجاة من طوفان الهزائم النكراء، ولا قوتها الاقتصادية والتنموية، حفظت ماء وجهها، وهي تتسول دعم ومساعدات، رعاتها الاستعماريين في أمريكا وأوروبا، معلنة انهيار اقتصادها، إلى أدنى المستويات، ولا حضورها السياسي الدولي، وشبكة علاقاتها الدبلوماسية، الممتدة من الشرق إلى الغرب، بدعم كامل من القوى الكبرى، استطاع مواراة قبح جرائمها الوحشية، وفضاعة عمليات الإبادة الجماعية، بحق المدنيين الأبرياء العزل، وبسقوطها القيمي والأخلاقي، فقدت آخر أسباب التعاطف معها، سواء كان ذلك التعاطف، بفعل الانبهار والإعجاب، أو من باب الانتصار لمظلوميتها، أو خوفا من أن الاتهام بمعاداة السامية.
وبذات القدر والكيفية والأسباب، فقدت الأنظمة الاستعمارية، الداعمة والمؤيدة والمشاركة، لإسرائيل في عدوانها وجرائمها، على أهالي قطاع غزة، شروط قوتها بقائها، وسقطت احتمالات حصولها، على فرصة أخيرة، لممارسة أقل مظاهر الوجود، في المنطقة، إلى درجة الصفر المطلق، خاصة بعد سقوطها من الداخل، بفعل المظاهرات الطالبية والشعبية، التي ملأت ساحات الجامعات والساحات العامة، في مختلف جامعات ومدن أمريكا وأوروبا، تنديدا بسياسة ومواقف حكوماتها، المنتهكة لكل المبادئ والقيم والقوانين والحقوق، التي طالما ادعت تبنيها وحمايتها، من خلال شراكتها الفعلية ودعمها المطلق، لجيش الكيان الإسرائيلي، في  قتل وحصار وإبادة، شعب بأكمله، دون مراعاة لأدنى الضوابط الأخلاقية أو الإنسانية، وإلى جانب ما يعبر عنه،

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

إلى الخسائر الباهظة، الناتجة عن استهداف قوى محور الجهاد والمقاومة في سوريا والعراق، وكذلك نفقات نقل أكثر من 130 ألف مستوطن إسرائيلي، من الحدود الشمالية، مع حزب الله في لبنان، إلى الداخل المحتل.
كما أن عمليات الجيش اليمني، وضرباته البرية والبحرية، في مسارها التصاعدي، قد أصابت الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل، وفرضت عليه حصارا خانقا، بعدم مرور سفنه، أو السفن المرتبطة به، أو المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من باب المندب أو البحرين العربي والأحمر، ثم منعها من العبور من الرجاء الصالح، في القرن الأفريقي، وها هو قرار المنع اليمني، يصل في مرحلته الرابعة، إلى البحر الأبيض المتوسط، والتهديد باستهداف سفن وشركات النقل، التي تتعامل مع هذا الكيان الإجرامي، وتقوم بتزويده بالسلاح والغذاء.
وبذلك تراجعت نسبة التعاملات التجارية، مع ارتفاع الأسعار، والغلاء المعيشي العام، وزيادة الطلب على المواد الغذائية، وارتفاع كلفة المستورد منها، إلى أكثر من الضعف، وغير ذلك من مظاهر تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، التي حملت معها بوادر الهجرة العكسية للمستوطنين.
إذن.. بعدما فقد الكيان الصهيوني الإسرائيلي، شرط الوجود الاقتصادي، ترى ماذا بقي في جعبة رهاناته، من أجل البقاء، وما مدى قدرة الإنعاش الاقتصادي، الأمريكي الأوروبي، على إمداده بقوة الصمود والاستمرار، خاصة وأن اقتصادات تلك الدول الإمبريالية، نفسها تعاني من أزمات اقتصادية تراكمية حادة؟

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

معادلة التحرير والنصر، في سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وبسقوط الشرط الأمني والعسكري، أصبح احتمال بقاء واستمرار كيان "إسرائيل" الوظيفي، في خانة "الصفر الوجودي"، ولم يعد في قائمة خياراته المتاحة، ما يمكنه المناورة خلالها، أو تأجيل زواله المحتوم بها، ولو إلى أجل قريب، لأن كل ما تبقى في جعبته، لا يعدو أحد أمرين أحلاهما مرٌّ؛ فما بين الدخول في هدنة، على شروط الفصائل في حركة حماس، أو الإصرار على استمرار حرب فاشلة، ليس أمام دويلة "إسرائيل"، إلا اختيار صنف الهزيمة، ونوع السقوط المفضل لديها، سواء أكان في صورة الهزيمة المعلنة، والسقوط الحتمي العاجل، عبر توقيع هدنة مذلة، على شروط حماس، أو كان في قالب الهزيمة الضمنية، والسقوط الحتمي بالتقسيط المرعب، من خلال إطالة أمد الحرب، والإمعان في ممارسة أبشع صور الإجرام والقتل والتدمير، بحق قطاع غزة أرضا وإنسانا، خاصة في ظل تنامي فعل الجهاد والمقاومة، في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.

سقوط الكيان الوظيفي بفقد شروط بقائه (1) https://worldofculture2020.com/?p=105471

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

أعيدت ... برنامج حواري تنموي. الحلقة الثالثة

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

إن تحي أمةُ طه نهجه انتصرت
فالنصر من بركات المولد النبوي
تقدم الجملة الشرطية في البيت السابق، صورة الإجابة الفعلية، المتحققة على أرض الواقع، وطريقة تنفيذها، التي لا تخرج عن ما بين فعل الشرط وجوابه، كون سبيل نصر هذه الأمة، مرهون بمدى إحيائها والتزامها نهج نبيها، لأنه الحصانة الوحيدة لها، والحصن الذي فيه عزتها ومنعتها وقوتها، وهو الضامن لتحقق وحدتها، والتفافها حول نهجه القويم، وتبدأ بشارات النصر الإلهي، من إعادة اتصال الأمة بنبيها ودينها، وإظهار محبتها وإجلالها وإعزازها له، واحتفائها بسيرته العطرة، واحتفالها وفرحتها به في كل مناسبة تخصه، وخاصة ذكرى ميلاده الشريف، "فالنصر من بركات المولد النبوي"، الذي "عاد بالنصر في ميعاده السنوي"، حيث تتعانق وتتعالق البدايات بالنهايات، على المستوى النصي بالتوازي مع المستوى الواقعي، وهو ما يعطي النص فاعلية دلالية كبيرة، وحضورا يتجاوز حدود الزمن والجغرافيا.
استطاع الشاعر إعادة إنتاج أساسيات الخطاب الديني والإنساني، في فضاء إبداعي مفعم بالشعرية، غاية في التميز والإبداع، سواء من حيث توظيف مفردات اللغة، بمهارة وتمكن منقطع النظير، أو من حيث القافية الأكثر من متفردة، بحداثيتها وبساطتها وعمقها، أو من حيث توظيف الاقتباسات والإحالات الدلالية بأنواعها؛ الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والتاريخية، بما تحمله من دلالات ومضامين، ورسائل قيمية وإنسانية، تخاطب العقل والوجدان الجمعي، وتستنهض كل قواه الفاعلة، علاوة على حيوية النص وديناميته المتصاعدة، دلاليا وتصويريا وفاعلية دائمة، ورغم قصور هذه القراءة المتواضعة، عن بلوغ شواهق الإبداع النصي، إلا أنه يمكن القول – بكل ثقة – إن هذا النص يعد إضافة نوعية، في مكتبة الشعر الجهادي المقاوم، على مستوى الإقليم والعالم، في مثالية صدقه الشعوري، وإنسانية مضامين خطابه الشعري، ورقي لغته في سهولتها الممتنعة.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

ولذلك لابد لتحقيق نهضة الأمة وقوتها ومنعتها، أن يكون لديها أعلام حق يقودونها، ومنهج قرآني يسيرها، وبدون هذين الشرطين، لن تفلح ولن تنتصر أبدا.

شرُّ المسيئين للمختار من زعموا
أن السكوت على الطغيان عنه رُوي

باسم التدين أو باسم التحضر لم
يسلم لنا فهمنا الفطري والعفوي
تظاهر طغاة (الوحل الأموي) مع فقهاء السلطان عبيد الدنيا، واغتالوا في أعماق الوجدان الجمعي للأمة، روح الدين الحنيف، وجوهر الملة السمحاء، الذي جاء به الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومنذ ذلك الحين، ضُرِبتْ علاقة الأمة بنبيها، وفصلت عن كتابها، وجهلت ربها خالقها ومالك أمرها، وكان لفقهاء البلاط الدور الكبير، في تزييف المفاهيم والانحراف بالأمة، لأنهم هم من طوعوها وأخضعوها، للطغاة الغواة المستكبرين، من أئمة الجور والضلال، بحجة أن ذلك من الدين، وأنه روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه قال:- (أطع الأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك و.......)، وحرَّموا وجرموا الخروج على الوالي الظالم، ليعطلوا بذلك جوهر الدين الإسلامي، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا كانوا شر المسيئين للمختار، بافترائهم الكذب عليه، ومخالفة وتزييف نهجه.
لم يعد "التدين" يمثل النقيض لعلمانية "التحضر"، ولم يعد العقل ساحة لصراعهما المزعوم، لأن كلا منهما قد أصبح جزءا لا يتجزأ من صاحبه، ولا فرق بين تدين محرف أو تحضر علماني، مادام يجمعهما مبدأ الانحراف والانحلال، وتوحدهما غاية استهداف العقل والروح، واغتيال "فهمنا الفطري والعفوي"، وبهذا يمكن القول إن التدين المنحرف، المستقى من الوحل الأموي، وما تلاه وصولا إلى المستنقع الوهابي، قد سهل مهمة انصياع الأمة، لمشاريع "التحضر" الحداثية الهدامة، وهو ما نجد شواهده ماثلة، في حالة المجتمع السعودي، الذي انقلب من وضع التدين المتشدد المتزمت، إلى وضع الترفيه والانفلات والانحلال المطلق.

فقوله (جاهد الكفار) يفهمه
العالمُ الفذُّ والأمي والبدوي

(اغلظ عليهم) بيانٌ فهمه سلسٌ
دون التعمق في قاموسنا اللغوي

(اغلظ عليهم) يقول الله، وهو بهم
أدرى، وتبيينه كافٍ لكل سوي

(اغلظ عليهم) ليُنهوا عن تجبرهم
(اغلظ عليهم) ليحيا العالم الأخوي

ليمشي الصبح حرا في مدائنه
ولا يخاف الردى في القرية القروي
ربما كان اغتيال الخطاب الديني، على مستوى التلقي، أحد أهم أهداف مشروع الانحراف السياسي الأموي، فبواسطته تم تجميد عملية الفهم الجمعي، وردم منافذ العقل والتفكير، وتقديم قراءات للخطاب الديني – على أساس نفعي بحت – في سياق واحدية المنظور المهيمن، في تموضعه السلطوي الوظيفي، وقد أنتجت تلك القراءات النفعية، خطابا دينيا تراكميا هائلا، مترهلا محشوا بالتشوهات والتناقضات، مفعما بالاختلافات اللانهائية، التي أصبحت ساحة مفتوحة للاشتغال العقلي، وبيئة خصبة للصراع الفكري، وتكريس الفرقة والشتات والاختلاف، الذي لم يتوقف عند قضية النصب على التوهم والاشتغال في النحو، أو أحكام الحيض والنفاس في الفقه، أو التعصب للحقيقة ونفي المجاز عند الفقهاء والبلاغيين الأصوليين، أو القول بالجبر والاختيار عند المعتزلة والمتكلمين، بل وصل إلى مستويات متقدمة، وبلغ الصراع الفكري ذروته، عند قضية علاقة اللفظ بالمعنى، هل هي إلزامية أم اعتباطية، لينتج عنه اختلافات أكثر حدة وتطرفا، رغم أن قوله تعالى:- (وعلم آدم الأسماء كلها)، كافٍ للإقرار بواحدية نظرية المعرفة، في مصدرها ومنتجها، لكن غلبة الأهواء والمصالح، قد حكمت المنتج المعرفي والفكري الديني، وأنتجت خطابا دينيا وظيفيا، يمسخ المعنى الحقيقي، ويقيم المعاني المموهة، ويقذف بالعقل في متاهات مظلمة، الأمر الذي يجعله يتحاشى التفكير في أبسط المعاني، كي لا يقع ضحية المعنى الغائب والتشتت الدلالي.
لذلك كان من الضرورة بمكان، إحياء أبجديات التفكير الأساسية، والعودة بالعقل إلى مدار التلقي الجامع، الذي تلتقي عنده مدارك الاستيعاب الجمعي، ومستويات الأفهام المختلفة، من "العالم الفذ" إلى "الأمي والبدوي"، الذين لا يمكن أن يختلفوا، في فهم قوله تعالى:- (جاهد الكفار)، في سياق الأمر الصريح، والكيفية المفهومة الواضحة، بما يترتب على ذلك، من ضرورة اتخاذ موقف العداء، تجاه الكفار ومن في فلكهم، وإخلاص فعل الجهاد لله تعالى وفي سبيله، ليعطي ثماره العظيمة، وأولها استحقاق النصر والتأييد الإلهي، أو نيل الشهادة والفوز العظيم.
يأتي ذكر الجهاد في هذا النص، بوصفه أبرز أبجديات الخطاب الديني، الذي لا غنى للمسلمين عنه، خاصة في وضعنا الحاضر، وقد طغى الكيان الإسرائيلي الغاصب، في عدوانه الظالم، على إخواننا المستضعفين في غزة، وعموم فلسطين المحتلة، على مدى ما يقرب من عام، مرتكبا أبشع الجرائم والانتهاكات الفظيعة، وحرب الإبادة الجماعية الوحشية الشاملة، بدعم وإسناد رسمي أمريكي بريطاني أوروبي، في ظل صمت وتواطؤ عربي إسلامي مخزٍ، ناتج عن تدجين العقل الجمعي، وفصله عن حقيقة تدينه، بالنماذج

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الفعل المطلق "دوي"، تأكيدا لصورة الكثرة العددية في "المجرمين"، والمبالغة التكرارية لاستمرار حدوث الفعل.
تعكس الصورة الأولى، عظمة الانتماء والتماهي، بهذا الرسول الكريم، الذي أصبح اسمه دواء وذكره شفاء، بينما تعكس الصورة الثانية، عمق العداء والكراهية، للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من قبل المجرمين والكافرين، ليتحول الصراع بين الولاء والعداء، من المستوى الداخلي النفسي، إلى المستوى الكتابي والدلالي، في التلاعب اللفظي والتشكيل الكتابي، بين كلمتي "يداوي" و"يدوّي"، وما توحي به دلالات الثنائيات المتناقضة، من حركية الصراع الدائم، وتصاعد مشهديته المستمرة.

فوق القياس ولانا للنبي فيا
دنيا الهوان خذي مقياسك المئوي
يلعب الجناس الناقص، في كلمتي "القياس" و"مقياسك"، دورا محوريا في إدارة مشهدية الصراع، بين مضامين الولاء المطلق، وحضور الانتماء المطلق، في موقف الذات المتكلمة، في تموضعها الجمعي، مقابل موقف الآخر الغائب، المسكوت عنه في النص، ليدل عليه نقيضه الإيجابي، الذي ارتبط بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ارتباطا وثيقا، بلغ حد التماهي في توليه وحبه، حتى صار بالنسبة لمحبيه "الأسوياء"، "أكسجين" رئاتهم، متغلغلا في أعماقهم، مختلطا بدمهم وكل عناصر تكوينهم، علاوة على أنه أصبح سر بقاء واستمرار حياتهم، ولا حياة لهم بعيدا عنه.

هو أكسجين رئات الأسوياء به
تنفس النور في شريانها الرئوي

وكل جين من الجينات في دمنا
مفاعل فيه تخصيب الإبا النووي

ندوس أنف القوى الكبرى ونجدعها
لأن قوة ربي فوق كل قوي
تتصاعد وتيرة الصراع وحدته، بشكل قوي ومتسارع، حيث يتحول العيد إلى معركة حامية الوطيس، ضد جحافل الباطل والإجرام، ويصبح المولد النبوي قوة نووية ربانية مدمرة، تدوس – بصيغة الفعل الجمعي الحاضر – كل القوى الكبرى، وتجدع أنفها إمعانا في إذلالها واحتقارها، اعتمادا على قوة الله تعالى، التي يمنحها أولياءه وأنصار نبيه، ليتجلى مشهد الصراع المحتدم، من المستوى اللفظي والتشكيل الكتابي، في توظيف مدلولات الجناس الناقص، بين كلمات "القوى" و"قوة" و"قوي"، وما تعكسه من حدة وتوتر الصراع العالمي.
مما لا شك فيه أن موقف اليمن المشرف، قيادة وشعبا، الداعم والمساند لفلسطين، بوصفها القضية المركزية للأمة، وعمليات الجيش اليمني البحرية والبرية، ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وأخواتهما، ما كان لها أن تكون بهذا القدر من الأثر والفاعلية، لولا هذه القيادة الربانية الحكيمة، ممثلة بسماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، الذي أعاد للشعب اليمني، هويته الإيمانية الأصيلة، وارتباطه الحقيقي بدينه، وانتماءه المتفرد بنبيه الأكرم، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الأمر الذي جعل الشعب اليمني، يقف هذا الموقف المتقدم، على مختلف الشعوب العربية والإسلامية، وجعل الجيش اليمني رقما صعبا، في معادلة الصراع العالمي، في زمن ذلت فيه معظم الأنظمة والشعوب، لقوى الهيمنة والاستكبار العالمية، التي تسمي نفسها قوى كبرى، وهنا يأتي السؤال الأكثر صدمة وإحراجا، لبقية الأنظمة والشعوب.

هل ذنبنا العز في عصر المذلة أم
أنَّا نبذنا الربا في عالم ربوي
يأتي الاستفهام الاستنكاري هنا، ليكشف عن عمق الهوة التي سقط إليها المجتمع الإنساني، وحدة صراع الثنائيات المتناقضة، التي تكاد تبتلع ما تبقى من قيم الخير والإنسانية والفضيلة، حين ساد عصر المذلة والهوان، وهيمن الربا في عالم ربوي محض، ولما أصبح الذل حالة جمعية مألوفة سائدة، تحول صاحب العز إلى صوت نشاز، ومذنب يستحق العقاب، على قاعدة (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناسٌ يتطهرون)، وبالتالي فإن من يطلب العز في زمن الهوان، ومن ينبذ ويرفض الربا في عالم ربوي، هو في منظور قوى الشر والطغيان، لا يقل جرما عن ذلك الشخص الذي ينشد الطهارة، ويسعى للحفاظ على زكاء نفسه، في مجتمع قوم لوط.

وأننا ليس في أضوائنا - وكفى -
نخضرُّ، بل في ميادين الفدا العلوي
يستمر التساؤل الاستنكاري المرير، في إلقاء دوامغ حججه، وسواطع براهينه، على أولئك الذين ساروا على طريق الانحراف الاستكباري، نهجا لا تراجع عنه، ولا خيار دونه، الذين لم يتورعوا عن انتقاد المحتفلين بمولد الرسول الأعظم، من خلال تعميم الشارات والألوان الخضراء، دلالة على النهج المحمدي المعطاء، خاصة وأن حبهم وتوليهم له، لا يتوقف عند شكليات اخضرار الأضواء، بل يتجاوز ذلك إلى مضامين الفعل، ومقامات التضحية والشهادة، "في ميادين الفدا العلوي"، المنسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، بما يمثله من امتداد حقيقي، وتجسيد صادق، لحقيقة الانتماء للدين، والارتباط المطلق بسيد الأنبياء والمرسلين.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الميداني، وصدقته أحداث ومجريات المعركة، وتجلت مصاديقه في هؤلاء المجاهدين الصادقين الصابرين، على مستوى الفصائل والمحور، الذين تولوا الله ورسوله والذين آمنوا، وتمسكوا بالرسول الأعظم نهجا ومنهجا، والتزموا سيرته ومواقفه تصديقا واقتداء، فكان من أمرهم ما كان، من صور الثبات العظيم والصمود الأسطوري، الذي أذهل العالم، وزلزل عروش الطغاة المستكبرين، والفراعنة الغاصبين المحتلين، الذين لم يعد أمامهم سوى الهزيمة، والزوال الحتمي، مهما كابروا وتصنعوا القوة والثبات.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

مستقبل الكيان الوظيفي ورعاته الإمبرياليين

إبراهيم محمد الهمداني


إن هزيمة الكيان الإسرائيلي أمام عملية طوفان الأقصى، وفشله وعجزه عن تحقيق أي من أهدافه، في عدوانه على قطاع غزة، على مدى أكثر من مئتي يوم، قد تحولت إلى خطر وجودي عليه، ينذر بسوء مصيره، وزواله الحتمي، خاصة وأن هزيمته، لم تقتصر على تمثيله الفردي، في تموضعه الوجودي الجغرافي الاستعماري، وإنما شملت تمثيله الوظيفي الاستعماري، فكانت هزيمة ساحقة، طوت في لعنتها كل القوى الاستعمارية العالمية، التي سارع قادتها - بكل قبح وصلف واستكبار - إلى المجاهرة بصهيونيتهم، وإعلان دعمهم وإسنادهم، وشراكتهم الفعلية، إلى جانب جيش الكيان الإسرائيلي، في عدوانه وجرائمه ومجازره في قطاع غزة، على كافة المستويات والأصعدة، لكن سقوط أسطورة الجيش (الإسرائيلي) الذي لا يقهر، قد أسقط معه أساطير الهيمنة والقوة الأمريكية الغربية الأوروبية، التي تجرعت ذل الهزيمة وعار السقوط في غزة، أكثر وأمرَّ مما تجرعته ربيبتها "إسرائيل"، وبالتالي يمكن القول إن شركاء العدوان الإجرامي على غزة، هم شركاء في الهزيمة والمصير المحتوم، ولن تكون صورة مستقبل وجودهم في المنطقة، أقل قتامة وسوداوية، من صورة مستقبل بقاء كيانهم الوظيفي (إسرائيل).
مما لا شك إن حتمية زوال الكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب، وانتهاء هيمنته على الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد حملت في طياتها، حتمية زوال الهيمنة الإمبريالية بأكملها، ونهاية زمن العربدة الأمريكية الغربية، من المنطقة العربية والإسلامية خصوصا، وبقية دول العالم عموما، خاصة وأن أمريكا – حاملة لواء الهيمنة الغربية – قد انكسرت سياسيا وعسكريا واستخباريا واقتصاديا، ومُنيت نخبة قواتها، وأقوى وأحدث ترسانتها العسكرية والتكنولوجية، بأخزى وأنكر وأقبح الهزائم المتوالية، التي لم تتوقف عند عجزها عن حماية ربيبتها "الكيان الإسرائيلي"، بل وصلت إلى عجزها عن حماية نفسها وقواتها وأساطيلها، حيث أصبحت مدمرات وسفن وحاملات وفرقاطات، من يسمون أنفسهم "أسياد البحار"، هائمة على وجهها فرارا، في أقاصي المحيطات، بحثا عن ملاذ آمن، ينجيها من رعب موت محقق، تترصدها وتلاحقها ويلاته وأهواله، التي ذاق جزءا منها، على يد القوات المسلحة اليمنية، في الدفاع الجوي، والدفاع الساحلي، والطيران المسير، بضرباتها القاضية المؤلمة، المستمرة نصرة لإخواننا المستضعفين في قطاع غزة، وكل الأراضي المحتلة.
لم تتورع الولايات المتحدة الأمريكية، يوما من الأيام، عن استخدام حق النقض "الفيتو"، لخدمة وتعزيز موقف وحضور هذا الكيان الإجرامي، دون خجل أو مواربة، أو وضع أدنى اعتبار لمشاعر مليار ونصف مسلم، أو يزيدون، غير مكترثة بعواقب انعكاس ذلك سلبا على حضورها السياسي، ومستقبل تحالفاتها ووجودها في المنطقة، وقد شجعها على ذلك، ضعف وانقسام وتخاذل وعمالة، الأنظمة العربية الحاكمة من جانب، ورسوخ قوة وتسلط ونفوذ، القبضة العسكرية الأمريكية الاستعمارية، على المنطقة من جانب آخر، إلى حد أن تصريح أصغر ضابط أو مسؤول أمريكي، كان كفيلا أن يقيم الدنيا ولا يقعدها، ناهيك عن رعب الفيتو الأمريكي، حين كان بمثابة حكم الإعدام، الذي لا مرد له، ولا طاقة لأحد بمخالفته، أو الاعتراض عليه.
إن سقوط عامل القوة العسكرية، قد أسقط معه عامل الهيمنة السياسية، ولم يعد للفيتو الأمريكي الإمبريالي، قيمة ولا معنى، سوى ما تكشف عنه يد الإجرام والتوحش الاستعماري، التي ترتفع مثقلة بدماء وأشلاء الضحايا الأبرياء، داعية إلى استمرار آلة الحرب والتدمير، وعمليات القتل والمجازر الجماعية والإبادة الشاملة، وهو ما يسقط عنها - بالتالي - مزاعم التفوق الحضاري، لينتهي بها الأمر إلى قبح صورة الشيخوخة الاستعمارية، الغارقة بين أضلاع مثلث السقوط، تتجرع كؤوس الذل والهوان والعار، في رحلتها الأخيرة إلى الزوال والمصير الحتمي.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

نمذجة "القاتل الإمبريالي"..
من إنسانية الصورة إلى قذارة المشروع.

إبراهيم محمد الهمداني


اعتمدت ماكينة الإعلام الإمبريالي، وأبواقها النفاقية العميلة، على الكثير من أساليب التضليل والخداع والزيف والكذب، عند تقديم الغرب الاستعماري، "القاتل الإمبريالي" الهمجي المتوحش، إلى الشعوب العربية والإسلامية، في صورة غاية في المثالية والإنسانية، بوصفه صديقا مخلصا ودودا متواضعا، لم يستنكف - رغم علو مكانته - من مصادقة شعوب العالم الثالث، والعمل على انتشالها، من مستنقعات تخلفها، وإلحاقها بركب مشروعه الحضاري، دفعة واحدة، وإذا كانت الشعوب، قد سهلت مهمة الإعلام الإمبريالي، وتواطأت ضمنيا مع سياسة حكامها العملاء، في قبول خداع صورة "القاتل المثالي"، فلأنها كانت تبحث عن أنموذج حكم مؤسسي إنساني، لم تجده في أنظمتها الحاكمة، التي سعت - بدورها - إلى إثبات فشل النموذج الإسلامي والنموذج القومي، لتفتح أنظار الشعوب على اتساعها، نحو أنموذج الحكم الرأسمالي المادي النفعي، بما يخدم مصالح ومشروع القوى الاستعمارية، في صورة مقززة من الانبطاح والخضوع والعمالة، أوصلت الشعوب إلى اليأس المطلق، من احتمال صلاح أو زوال حكامها، وبالتالي عدم جدوى الحلم، بالتغيير نحو مستقبل مشرق، لذلك مارست التواطؤ الضمني عمدا، ضد نفسها، من أجل تسهيل عملية "خداع العقل الجمعي"، وتنفيذ مشاريع الهدم المجتمعي، خطوة بخطوة، بهدف تعجيل الوصول إلى النهاية، مهما كانت نتائجها كارثية، على وجود واستقرار الكيان البشري، وتداعياتها عالية الخطورة، بحجم التهديدات الكبرى، التي تلحق بنية المجتمع البشري، في أصل تكوينها، بعد زرعها بمعطيات المشروع الحداثي الغربي، بوصفه بوابة الوصول، إلى المستقبل الحضاري المنشود، عن طريق اجتراح ثقافة الرفض والاختلاف، وتعزيز السلوكيات الأنانية والتسلطية، وتعليب المصلحة الشخصية، والنظرة المادية النفعية، كمبدأ أساس في الحياة.
علاوة على إشاعة حالة من السخط الشعبي، وتحويله إلى إعصار مدمر، في جميع الاتجاهات، وشحن الوجدان العام، بمشاعر الاستعلاء والحقد والكراهية، ونزعة العداوات والانتقامات البينية، والميل نحو الإجرام والتوحش والبهيمية، وصولا إلى تشجيع حالات التمرد والعصيان، والمجاهرة بالكفر بالله سبحانه وتعالى، ونسف كل الثوابت والمبادئ والقيم والأخلاق، واعتناق مشروع "الحداثة الغربية" نهجا وعقيدة، في سبيل الوصول إلى المشروع الحضاري الخاص، وتحقيق حلم الخلاص، القادم من الغرب، الأمر الذي جعل معظم الشعوب، تتحول إلى فريسة سهلة بين أنياب النفعية الإمبريالية، والتسلط والطغيان الاستعماري.
لم ولن تكون الأنظمة الحاكمة، هي سبيل الخلاص المنتظر، وإنما التعويل على صحوة الشعوب، التي بدأت تتنامى يوما بعد يوم، لإسقاط هذا المشروع الإمبريالي التسلطي الهدام في عقر داره.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الجهاد في معادلة الصراع العالمي
من مربع الإسناد إلى فضاء المواجهة المباشرة والتصعيد الشامل


إبراهيم محمد الهمداني


في خطابه المتلفز، على قناة المسيرة الفضائية - وعدد من القنوات الفضائية العالمية - الذي لم يتجاوز نصف ساعة من الزمن، بتاريخ الخميس 26 محرم 1446، الموافق 1 أغسطس 2024م، قدم سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تعالى - كعادته في إطلالته الأسبوعية - إحاطة شاملة ومقتضبة، لمجريات ومتغيرات وحصيلة الأحداث الميدانية والسياسية، وما تمخضت عنه تداعيات العدوان الإسرائيلي - المدعوم من الغرب وأوروبا - على أبناء قطاع غزة، مستعرضاً طبيعة المجازر الوحشية الإجرامية، وحرب الإبادة الشاملة، بحق المدنيين المستضعفين، التي عكست طبيعة العدو الإسرائيلي العنصري المتغطرس، ونزعته الإجرامية الوحشية المتأصلة، ونفسيته الحاقدة الخبيثة، وكشفت زيف الوجه الحضاري للغرب وأوروبا، وسقوطهم القيمي والأخلاقي والإنساني، وشراكتهم الفعلية في كل جرائم الكيان الوظيفي، بحق أبناء فلسطين خاصة، والعرب والمسلمين عموماً، وأنهم لا يقلون عن الكيان الغاصب، إجراماً وحقداً وعنصريةً وانحطاطاً، كما فضحت حقيقة بعض الأنظمة العربية، التي اختارت العمالة والنفاق والتطبيع، ووقفت سراً وعلانية، إلى جانب الكيان الإسرائيلي المحتل، وقدمت له كل وسائل الحماية والمساعدة والإسناد، وحالت دون تعجيل سقوطه، وكسرت الحصار الاقتصادي، الذي فرضته عليه القوات المسلحة اليمنية، وقامت بتغطية وتلبية كل احتياجاته، الغذائية والتموينية والعسكرية، عبر جسور برية وبحرية وجوية، وفي المقابل نفذت حصاراً حديدياً مطبقاً، على أبناء قطاع غزة، وأقامت الجدران الفاصلة الشاهقة دونهم، ونقاط الحراسة والمراقية المشددة عليهم، لتمنعهم - بذلك - حتى من حقهم الإنساني، في اللجوء إلى دول الجوار، هرباً من جحيم الحروب والصراعات، وهو الحق المؤكد والمكفول، في قوانين ومواثيق وأعراف واتفاقيات الأمم المتحدة.

كان مفهوم الجهاد، هو المرتكز الأساس، في كلمة سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله - حيث استطاع توظيفه، في أبعاده الدينية والتاريخية والقيمية والإنسانية - بحكمة واقتدار - وتقديمه بوصفه الحل الوحيد والأخير، وفعل الضرورة الذي لا بديل عنه، سواء في سياقه المرجعي، بوصفه أمراً إلهياً، وما يترتب عليه من الثواب والعقاب، او في سياقه الوظيفي، بوصفه نهجاً عملياً، أثبت التاريخ فاعليته ونجاحه المؤكد، أو في سياقه الواقعي، بوصفه الخيار الوحيد، والطريقة الأمثل والأنسب، لردع وكسر جموح وتوحش وإجرام، العدو الإسرائيلي الأزلي، بعد سقوط كل الخيارات، وانسداد كل الآفاق، وفشل نظريات السلم والسلام، المخدوعة بوهم السلامة، والمخدرة بأحلام المفاوضات والمعاهدات والاتفاقيات، مع عدو نكث عهوده مع الله تعالى، ولم يرع مقام أنبيائه، بل سارع إلى قتلهم ظلماً وعدواناً.

ومن خلال الربط المنطقي والتسلسلي المنهجي البديع، في الطرح والتناول، خلص السيد القائد عبدالملك الحوثي - يحفظه الله - إلى نتيجة مطلقة، تؤكد حتمية الجهاد، كونه الخيار الأول والأخير، في مواجهة عدو أزلي، والاستراتيجية الوحيدة الكفيلة بحسم الصراع الأزلي، حسب الوعود الإلهية الضامنة لذلك، ومصاديق الأحداث التاريخية الشاهدة بذلك، مؤكدا بنا لا يدع مجالا للشك، أن النهج الجهادي القرآني، هو المصداق الرئيس لحقيقة وتحقق الحتميات الثلاث.

إن إعادة ربط الأمة بربها ودينها ونبيها، وربط ماضيها بحاضرها، بذلك الأسلوب الراقي، ينعكس إيجاباً على عملية تهيئتها النفسية، ويكسبها الطمأنينة والثقة والقوة، في مواجهة عدوها، والسعي إلى قطع شره وخطره ومكره، انطلاقاً من الإيمان الراسخ واليقين المطلق، بوعد الله تعالى لعباده وجنوده، بالنصر والغلبة، على عدوه وعدوهم.

يمكن القول إن هذه الكلمة/ الخطاب السياسي، يعد بمثابة البيان التمهيدي، المؤسس لصورة المرحلة القادمة، من المعركة الكبرى، بما يعكس طبيعة التصعيد القادم، الذي سينتقل من مربع الإسناد والدعم، لفصائل الجهاد والمقاومة في فلسطين، إلى إعلان تبني المواجهة المباشرة، الفعلية الجمعية الشاملة، ودعوة كافة الشعوب العربية والإسلامية، إلى النفير العام، والجهاد في سبيل الله، كونه فرض عين، واجب على كل مسلم، استجابة لأمر الله تعالى، القائل:- "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل"، والقائل سبحانه وتعالى:- "انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"، والقائل جل وعلا:- "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، خاصة وأنه سبحانه وتعالى، قد وعد جنده بالنصر، وضمن فوز وفلاح المجاهدين في سبيله، وعلى أساس الدعوة العامة إلى الجهاد، سيكون فرز الناس في مواقفهم، بوصفه سنة إلهية لا بد منها، ليميز الله الخبيث من

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الأول:- أن يزداد وعيا وبصيرة، بطبيعة المعركة والصراع مع العدو الإسرائيلي والأمريكي، نظرا لأن الناس بحاجة إلى الوعي بالأحداث وحقيقتها، بحاجة إلى الوعي القرآني، الذي يوضح حقيقة الموقف من أعداء الأمة، من اليهود والنصارى وأوليائهم وحلفائهم، وعلى الجانب الإعلامي، أن يقدم الحقائق والمعلومات التفصيليلة للناس.
الثاني:- ينبغي على الإنسان المؤمن، الذي يدرك معنى وأهمية المسؤولية، أن يسعى ليكون عطاؤه وإسهامه وجهاده في سبيل الله تعالى، أكبر وأكثر بصورة تصاعدية، وأن لا يضعف ولا يستكين ولا يتواني، في أداء ما عليه من المسؤولية، وأن ينظر إلى كل ما يقوم به، من منطلق واجبه الجهادي، والأعمال الصالحة، التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.
لذلك ينبغي الاستمرار في التفاعل، والخروج الشعبي المليوني الأسبوعي، بوتيرة تصاعدية وإقبال كبير، في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، جهادا في سبيل الله، ونصرة وإسنادا لإخواننا المستضعفين في قطاع غزة، وتأكيدا على موقف الشعب اليمني المشرف.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

وهو ما يؤكده الارتياح الشعبي، لهذا الإنجاز الأمني العظيم، الذي تحقق بعون الله تعالى وفضله، وتعاون ويقظة ووعي أبناء الشعب اليمني المجاهد العزيز، الذي كان ولا زال السد المنيع في وجه كل المشاريع التآمرية والتخريبية، حسب البيان.

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

تدركها لحظة رعب جديدة

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

ذلك السخط الشعبي الطلابي المتصاعد، في أمريكا وأوروبا، وما يحمله من مؤشرات سقوط تلك الأنظمة، في تموضعها الاستعماري، إلى غير رجعة، فهو أيضا يعلن صحوة الضمير العالمي، الذي يستحيي من الانتصار لمحرقة مزعومة، ويغض الطرف عن محرقة ماثلة أمام عينيه، يتكرر في تفاصيلها التوحش والإجرام يوميا، على مدى أكثر من مئتي يوم.
إذن ما الذي تبقى في جعبة الكيان الإسرائيلي الغاصب، وما هي رهانات شركائه في البقاء، خاصة في ظل حتمية الهزيمة والزوال، وهل يمكن الحديث عن مستقبل لإسرائيل ما بعد الهدنة، أو مستقبل القوى الاستعمارية ما بعد الطوفان؟

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

"إسرائيل" فقدت شروط بقائها..

إبراهيم محمد الهمداني

الحلقة الثالثة
(الأخيرة)

٣– الشرط السياسي الإمبريالي..
من ممكنات الهيمنة إلى استحقاق السقوط. 

حاولت دويلة الكيان الصهيوني، تجاوز حالة المقاطعة والعزلة الجمعية، التي فرضها عليها محيطها العربي الإسلامي، فعملت على تطبيع وجودها الطارئ، واستبدال كيانها اللقيط، بدولة ذات انتماء ديني مفترى، ومواراة دورها الوظيفي الاستعماري، خلف ملصقات المشروع الحضاري، وتغليف طبيعتها العدائية، ونزعتها الوحشية الإجرامية، ونفسيتها الخبيثة الإفسادية، بالترويج لسياستها القائمة، على الأخوة والتسامح والتعايش والسلام، بهدف إيهام محيطها العربي أولا، والإسلامي ثانيا، بحسن نواياها، ورغبتها في كسر حاجز عزلتها، وتقديم نفسها صديقا ودودا، مبادرا بتجسيد التعايش، وتحقيق السلام، علها تطوي عقودا من الحروب والكراهية والانتقام، وتخلق حولها بيئة مجتمعية تتقبلها، وتقدم على إقامة علاقات ودية معها، بما يحقق كسر عزلتها السياسية، وينهي وضع المقاطعة الشعبية، وتداعياته عليها.  

غير أن نزعة الأنا الاستعمارية المتعالية، وطبيعة الدور الوظيفي الإجرامي، وخبث وانحطاط النفس اليهودية، قد انحرف بها، عن تقمص دور المثالية، ونبا بلسانها، عن لوك خطاب الفضيلة، ولم تحتمل مجرد التلفظ بها، كوسيلة مؤقتة، تبررها الغاية الكبرى، وهدف تحقيق الحضور الفاعل، والهيمنة الريادية، على الساحة السياسية الفلسطينية، ثم العربية الإقليمية، وصولا إلى صناعة السياسة العالمية، وريادة جميع الميادين والمحافل الدولية.
ويمكن تلخيص مسيرة الكيان الإسرائيلي الغاصب، في بعدها الاستعماري التصاعدي، ومسارها الوظيفي المتدرج، نحو صناعة الهيمنة، وحلم الريادة، على النحو الآتي:-

أ– على المستوى المحلي/ الداخلي.
من خلال:-
١– اختراق فصائل الجهاد والمقاومة، وبث سموم الفرقة بينها، على قاعدة "فرق تسد"، واستهداف قوة كل فصيل على حدة، وإيهام بقية الفصائل الأخرى، أنها بمنأى مما لحق بنظيرتها، ما دامت ملتزمة "الحياد" والصمت، ولكن ذلك كان مجرد خدعة استعمارية، فما إن ينتهي العدو الإسرائيلي، من القضاء على قوة فصيل فلسطيني، حتى ينتقل إلى الفصيل الآخر، وهكذا.
لكن وعي فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، بزيف وقذارة وعود وسياسة العدو الإسرائيلي، أفقده فاعلية وقدرة هذه الاستراتيجية، على خدمة مشروعه الاستعماري، واستطاعت تلك الفصائل انتهاج استراتيجية مضادة، ارتكزت على مبدأ "وحدة الساحات"، التي ظهرت بقوة، ابتداء من معركة "سيف القدس"، واستمرت وصولا إلى عملية "طوفان الأقصى"، مؤكدة واحدية الموقف والميدان، وأن اتحاد فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نابع من حقيقة الواجب الديني، وطبيعة الالتزام الإيماني، بتنفيذ الأمر الإلهي، والاتحاد في مواجهة أعداء الله، إيمانا بنصره، وإنجازا لوعده، ومن أوفى بوعده من الله.

٢– كما اعتمد الكيان الإسرائيلي الغاصب، على سياسة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لقمع وتصفية وتجفيف، كل عوامل ومقومات نجاح المقاومة، ووأد حلم الحرية والاستقلال، في أعماق الوجدان الشعبي، والنفس الجمعية، المسكونة بمشاعر الخذلان والهزيمة المسبقة، لكن هذه الاستراتيجية أيضا، بدأت تفقد فاعليتها مؤخرا، نظرا لتصاعد الغضب الشعبي العارم، في الداخل الفلسطيني، الرافض لهذا الدور الخياني المنحط، من قبل السلطة الفلسطينية، التي أصبحت – بدورها – في زاوية ضيقة من الحرج، والاستنكار الجمعي، محليا وعربيا وإقليميا، علاوة على تنامي الأصوات، الداعية إلى إسقاطها، كونها فقدت شرعيتها بممارستها هذا الدور القذر.
وكان هذا آخر مسمار، في نعش التسلط والهيمنة الإسرائيلية، على الساحة المحلية الفلسطينية.

ب– على المستوى الإقليمي.
من خلال:-
١– الدخول في معاهدات واتفاقيات سلام، مع دول المحيط الجغرافي، مثل مصر والأردن وغيرهما، بهدف تحويل دول الطوق العربي، إلى خط دفاع أول، يضرب على الكيان الإسرائيلي المحتل، سورا منيعا شاهق الحماية، ليس – فقط – من خلال ضمان، منع وقمع أي تحرك شعبي داخلها، بل ضمان إغلاق أراضيها وبحرها وجوها، أمام أي تحرك شعبي أو رسمي، لإسناد الفعل الجهادي المقاوم، ونصرة المستضعفين الفلسطينيين، والحد من جرائم القتل والإبادة بحقهم.
غير أن التظاهرات الشعبية الحاشدة، التي انطلقت مؤخرا في تلك البلدان خاصة، قد اسقطت مشروعية تلك المعاهدات والاتفاقيات، بوصفها وصمة عار، تدين الأنظمة الحاكمة، وتوجب إسقاطها، إذا لم تسارع إلى إلغائها، نزولا عند رغبة الشعوب.

٢– السعي نحو تعميم مشروع التطبيع،  مع بقية دول الإقليم العربي، باستخدام قوة ونفوذ الغرب الاستعماري عامة، والراعي الأمريكي خاصة، الذي تبني مشروع "صفقة القرن"، في نسخها الثلاث، وحشد لها ماليا وإعلاميا وسياسيا، ما لا يتصوره الخيال، أو يستوعبه العقل، لكن نتائجها كانت صادمة، ولم تتضمن مخرجاتها، سوى بضعة أنظمة عميلة، مارست

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الغدة السرطانية "إسرائيل" فقدت شروط بقائها

إبراهيم محمد الهمداني

الحلقة الثانية:-


٢– الشرط الاقتصادي والرفاه المعيشي.


تعددت مستويات وأساليب الخطاب السياسي البريطاني، الموجه إلى يهود العالم، لدعوتهم وتشجيعهم على مغادرة بلدانهم، والاستيطان في فلسطين، نظرا لتعدد واختلاف مستويات المخاطبين، ثقافيا وفكريا واجتماعيا و.... إلخ، الأمر الذي اقتضى إنتاج خطابات ذات منطلقات وأساليب متنوعة، وهدف واحد، من أجل إقناع أكبر عدد ممكن من اليهود، سواء من خلال توظيف ممكنات الخطاب الديني، واستغلال البعد العاطفي والنفسي، ودغدغة مشاعر التدين، بحلم الخلاص في أرض الميعاد، أو من خلال حشد مدلولات الخطاب العنصري القومي، واستنهاض حلم "الأنا" اليهودية، بإقامة وطن قومي لليهود، يجمعهم – من شتاتهم – على رقعة جغرافية واحدة، ورغم تداخل تلك المنطلقات – الديني والقومي والسياسي – إلا إنها تلتقي على هدف واحد، وبالإضافة إلى ما سبق، كان هناك المنطلق الاقتصادي، الذي وظفته الخطابات الإمبريالية، لتحفيز اليهود على سرعة الاستجابة، والفوز بما تعدهم به، من صور الرفاه والعيش الرغيد، على أرض فلسطين، خاصة وأن بريطانيا – بالتعاون مع مختلف المنظمات اليهودية والصهيونية – قد عملت على بناء الكثير من المستوطنات، وتجهيز بنيتها التحتية والفوقية، لاستيعاب المستوطنين الوافدين باستمرار.

ربما أمكن القول إن الدافع الاقتصادي المعيشي، كان الإغراء الأقوى حضورا، في تحفيز الذات اليهودية – المتفانية في حب المال – على تحمل عبء ومشقة وتداعيات، احتلال واستيطان أرض فلسطين، خاصة وأن انتظام العنصر اليهودي الوظيفي، في كيان سياسي خاص مستقل، سيمنحه حق استقلال وحصانة الملكية المالية، بخلاف ما كان عليه وضعه، في معظم ممالك أوروبا، فهو في تموضعه الوجودي، لا يعدو كونه وأمواله وأولاده، جزءا من ممتلكات الملك الخاصة، وهو في دوره الوظيفي، ليس أكثر من أداة لامتصاص دماء الشعوب، وتحويلها إلى آلاف القطع الذهبية في خزينة الملك، وغالبا ما كان يعاقب – بسبب جرائمه – بمصادرة أمواله وأولاده، لصالح خزينة الملك، ولذلك كان مشروع إقامة دولة مستقلة لليهود، يعني تحقيق الاستقرار المالي، وارتفاع مستويات نمو ثروة المرابي اليهودي، بالإضافة إلى تمكين المؤسسات المالية اليهودية العالمية، بممارسة المزيد من السيطرة والتحكم، بالاقتصاد العالمي، علاوة على تحويل الشعوب النامية، بكل خيراتها وثرواتها المعدنية والنفطية والبشرية، إلى سيولة مالية ونقدية، تغذي أرصدة مؤسسات المال اليهودية.

لم تكن فلسطين مجرد "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، بل كانت الحاضنة المثلى، لتحقيق حلم السيطرة المالية الاقتصادية، وبالتالي تحقيق الهيمنة السياسية، وبسط النفوذ الاستعماري اليهودي/ الإسرائيلي، على منطقة الصراع والثروات إقليميا، ثم فرض السيطرة المطلقة، على الشعوب العربية والإسلامية، وسلبها كل مقومات القوة والنهوض، ولذلك سعت دويلة الكيان الإسرائيلي – بدعم غربي – إلى بناء اقتصاد قوي، وانتهاج مسار تنموي نهضوي متصاعد، من خلال تسخير كل إمكاناتها وقدراتها، لسرقة ونهب واستغلال خيرات وثروات الشعب الفلسطيني، من ناحية، والاستئثار بخيرات وثروات ومقدرات، الشعوب النامية المستضعفة، من ناحية ثانية.

ولكن يبدو أن أسطورة اقتصاد إسرائيل، لا تختلف عن أسطورة جيشها، فكلاهما مبني على وهم القوة والتهويل، في أحضان ماكينة الإعلام الإمبريالي، التي عجزت عن ترميم هشاشتهما، ومواراة انهيارهما المخزي، الذي شاهده، وشهده العالم أجمع، بداية من عملية "طوفان الأقصى"، ثم تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي بلغ شهره السادس، حيث بدا وكأن القوة الاقتصادية والقوة العسكرية، تخوضان سباقا محموما، في ميدان الانهيار والسقوط، وقد نتج عن سقوط الشرط الاقتصادي، من مراكز التصنيف المتقدمة عالميا، تصاعد نسبة العجز في الميزان التجاري والميزان الحكومي، وارتفاع نسبة التضخم، وزيادة الدين العام والفوائد، وارتفاع نسبة البطالة، وتسريح العمالة، وارتفاع كلفة الاستيراد، وبالتالي ارتفاع الأسعار، وغلاء المعيشة، وبغياب حلم الرفاه ورغد العيش، تضاءلت إمكانية بقاء هذا الكيان الوظيفي الاستعماري، خاصة بعد ما مُني به من خسائر اقتصادية فادحة.

أصبحت حكومة الكيان الصهيوني المحتل، قاب قوسين أو أدنى، من إعلان انهيارها الاقتصادي، وعجزها عن الاستمرار في البقاء، ناهيك عن الاستمرار في خوض الحرب، رغم ضخامة الدعم المالي المقدم لها، من قوى الاستكبار الإمبريالية (أمريكاوأخواتها)، إلا أن فاتورة خسائرها التراكمية، المتصاعدة بشكل مهول، قد قضت على حلم الرفاه المعيشي ورغد العيش، كما قضت على كل مقومات الهيمنة، واحتمالات استمرار الوجود الاستعماري، فمن نفقات الحرب المتزايدة يوميا، وتكاليف استدعاء نحو 360 ألفا، من أفراد جيش الاحتياط، إلى فاتورة عمليات استهداف المواقع العسكرية الاستراتيجية، من قبل محور الجهاد والمقاومة في لبنان، بالإضافة

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

الغدة السرطانية "إسرائيل" فقدت شروط بقائها..

إبراهيم محمد الهمداني


الحلقة الأولى:-

أثبتت عملية "طوفان الأقصى"، منذ السابع من أكتوبر عام 2023م، وما بعدها من العدوان الإسرائيلي على غزة، حتى يومنا هذا، وعلى مدى أكثر من "200" يوم، هشاشة هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب، وسقوط أساطير قوته، التي لا تقهر، وتلاشي قبضة هيمنته، التي لا فكاك منها، وغير ذلك من مزاعم القوة المطلقة، التي سوقتها منابر الإعلام الإمبريالي، وأبواقها النفاقية في المنطقة، وكرستها الأنظمة الحاكمة العميلة، بهدف تعميم الروح الانهزامية، في الوجدان الجمعي العربي الإسلامي، وبالرغم من سيادة نفسية الخضوع والانكسار، والإقرار الجمعي بالعجز والضعف، على مدى عشرات السنوات، إلا أن عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها، قد نسفت تلك التصورات والنفسيات، من أساسها جملة وتفصيلا، وانتصرت للذات العربية الإسلامية، في تموضعها الجمعي الشعبي، وصنعت معادلة صراع وجودي، لمعركة مصيرية كبرى، تقوم على وحدة القضية والمصير، انطلاقا من الواجب الديني والإنساني الثابت.
طالما عمل هذا الكيان "الإسرائيلي" اللقيط – وعمل معه الاستعمار الغربي – على تهيئة ظروف بقائه واستمراره، وشروط تمكينه من القيام بدوره الوظيفي، وهو ما كان واضحا في سلوك الراعي الاستعماري الأول البريطاني، منذ وعد بلفور، واستراتيجيات تنفيذه وتحقيقه، ثم تلاه الراعي الاستعماري الثاني الأمريكي، الذي لم تتوقف رعايته وشراكته لهذا الكيان، على مستوى التمكين السياسي فقط، أو استخدام حق النقض "الفيتو" لصالحه، بل تجاوزه – مؤخرا – إلى إعلان الشراكة الكاملة – على كافة المستويات والأصعدة – لكل جرائمه ومجازره، وحروب الإبادة الوحشية، بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزل، دون مراعاة لأبسط شعارات الغرب "الامريكي" المتحضر، الحامي للحقوق والحريات والديمقراطية والسلام وغيرها، التي طالما ادعى حمايتها، والعمل على تحقيقها بين أبناء المجتمع الإنساني.
سقط الكيان الوظيفي "الإسرائيلي"، بسقوط شروط بقائه واستمراره، وفقدانه البيئة الحاضنة، لتوسع فاعليته الإمبريالية، حتى وصلت إمكانية استعادة قوته ودوره، درجة "الصفر الوجودي"، بالتوازي مع طبيعة خسارته كل مقومات وجوده، التي كانت "دفعة واحدة"، بالإضافة إلى عجزه وفشله الساحق، عن استعادة أدنى جزء منها، على أرض الواقع، رغم دعم ومساندة القوى الإمبريالية الشامل، ورغم المجازر وحرب الإبادة والانتهاكات، وعمليات التدمير الممنهج الكارثية، إلا أن "غزة" بمجاهديها الأبطال، وصمود أهلها، قد أسقطت كل الرهانات الاستعمارية، وأعلنت زوال هذا الكيان الوظيفي، الذي خسر شروط تحقق بقائه، على النحو الآتي:-
١– الشرط الأمني والعسكري.
بما يمثله من مرتكز وجودي أساس، لا بد من توفره لتحقق وجود، أي جماعة أو طائفة أو قومية، ناهيك عن ضرورته القصوى، لقيام وبقاء كيان وظيفي استعماري، وهو ما لم يغب عن سلوك الكيان الإسرائيلي – منذ بدايات احتلاله الأولى – ورعاته الاستعماريين، الذين زودوه بالسلاح اللازم، ودربوا مجاميعه من "الهاجناة" وغيرها، على تنفيذ أبشع المذابح الجماعية، بحق الفلسطينيين العزل، في سياق عمليات الإبادة والتهجير، من أجل الاستيلاء على الأرض، وبناء المستوطنات، ويمكن القول إن الشرط الأمني والعسكري، قد لعب دورا محوريا كبيرا، في توسيع عملية الاستيطان، وفرض الوجود الصهيوني الإسرائيلي، على أرض فلسطين، كأمر حتمي واقعي، لا مناص من التسليم به، خاصة مع ذيوع أسطورة جيشه، الذي لا يقهر، على حساب هزائم الجيوش العربية، وانتشار سمعته الأمنية والمخابراتية القمعية الوحشية اللاأخلاقية، وإجهاض أي فعل مقاوم، والتنكيل بمجاهدي المقاومة، بمساعدة الخونة والعملاء والجواسيس، من الداخل الفلسطيني ودول الجوار.
يمكن القول إن ما بناه الكيان الإسرائيلي الوظيفي المحتل – بدعم رعاته الغربيين – في تعزيز الشرط الأمني والعسكري، على مدى عشرات السنوات المتوالية، قد أسقطته عملية "طوفان الأقصى"، مع إطلالة صباح سبتهم الأولى، وكانت بضع دقائق معدودة، كفيلة بإظهار سقوط الكيان "الإسرائيلي" الغاصب، وشل كل قوته وقدراته التسلطية، ليقف – على مرأى ومسمع من العالم – مرعوبا ذاهلا مسحوقا، مطوقا بعار الذل والهزيمة والعجز والفرار الجماعي، خاصة وأن قوة جيشه الأسطوري، وترسانته العسكرية الفتاكة المتطورة جدا، وأجهزته الاستخبارية الأقوى عالميا، المزودة بأحدث أنظمة الرصد والمراقبة، المسنودة بالأقمار الاصطناعية، وغيرها من الوسائل والإمكانات، قد عجزت تماما، عن مجرد التنبؤ بهذه العملية، أو طرح احتمال وقوعها، وبالتالي الحيلولة دون حدوثها، كما فشلت عملياتها العسكرية، رغم سقفها الإجرامي المفتوح، ودعمها الغربي الأمريكي اللامحدود، عن استعادة هيبة خُرقت، وهيمنة سُلبت، وعجرفة قيادة إجرامية، أخفقت في تحقيق أدنى جزء من أهدافها المعلنة، ورغم فارق التسليح الهائل، استطاعت فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، تكريس

Читать полностью…

كــــتـــابــــات/إلــــــهــــام الابــــيــــض

أعيدت ... برنامج حواري تنموي. الحلقة الثانية

Читать полностью…
Subscribe to a channel