أنا الأسى المعتّق في قبو دواخلكِ المشمس ،
وخيط الطفولة الذي يلتفُ حول منارة صوتكِ .
أنا الابتسامة التي لا تكاد أن تُلمح ، وأنتِ تقرئين هذه القصيدة !
وسطَ هذا الخراب العاصف ، الذي يجتاح بلداً
بأكمله ، أنتِ الجوهرةُ ، التي يفورُ لمعانُ جمالِها
بين سطور كل جملة ، ليجعل الأملَ عالقاً في
صِنارة الكتابة ، مثلَ سمكة !
وأقصر، مما أصل إليكِ
أقل مما يمكن لتلاقي جسدينا
نمَّضي وهنٌ في هذه الحياة،
وأعود إليكِ هالكًا
حتى تأويني ذراعيكِ.
في مرحلةٍ ما من حياتك ستفضل أن يُساء فهمك
على أن تكتب اجابة طويلة تبرر فيها موقفك.
غمازتيها
شاماتِها
والندوب التي تعتلي جسدُها
كانت آيات من الرحمن
نُسجت بأصابعها
كأن مطلع ضحكتها
أمسية عاشقين.
لاتقلقي حبيبتي
لدي القدرة
على محبتكِ
وأنا منهكًا
مليئًا بالخدوش،
لدي القدرة على
معاشرتكِ وأنتِ كاذبة أيضًا،
فليس لدي القدرة
على العيش دونكِ.
لقد كان صوتكِ
المجيء الواحد للعالم
يحتلُ صدري
يجعلني أُحلق في الآفاق
كأنه تراتيلُ قرآن تتلى
على صدور قومٍ ليشفو.
كنتُ بحاجة لقبلة
تُنسيني مرارة غيابكَ،
بحاجة لأصافحك مرةً أخرى
فوق طاولة النسيان
ثم أنني لن أُسلِمُك
ليدِ الغياب.
-يديكَ حصانةُ المرء
اليدُ التي أشتد بها أزري
-يديك منفى هذِه الوحدة
تأخذني من وحدتي إلى الإزدحام
-يديك تمشط هذا التعب الذي يحتويني
تهَّدهدني تنسيني عناءات الأمس
-بلمسة يديك تجتاحُني
رغبةً في التعَري حتى من جلدي
لأوَّلد من جديد،
-يديك سكينَتي الدائمة التي أبحثُ عنها.
و لقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
و لقيتها ديمًا لأيامي سقَت
شطرًا يُتمِّم شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت
أنصتي لي مثلما ينصتُ
الطفلُ للمطر،
وأهطلي بي كما لو أنني
أرضُكِ القاحِلة
أمتزجي بي كأننا توحدنا
في قُبلةٍ واحدة
عانقيني كالذي ينسى
رائحتهُ فوق قميصُكِ.
لنجلس الآن
في المقعد المجاور للشاطئ
أو أمام حديقة ممتلئه بضجيج الأطفال
أن نجلس أمام المارة على الرصيف
مثلُ ايُ عاشقين
ترابط الأيادي والنظرات المطولة
كلا ! أريد أن أسدل تعبي فوق كتفيك
بلمسَّة من يديك تُمشط عني هذا التعب.