كنتَ الطَّبيبَ إذا ما الدَّاءُ حَلَّ بِنا
واليومَ مَن بِدَواءِ الوَصلِ يَشْفِينا ؟
كنتَ المَلاذَ إذا ما الحُزنُ أرهَقَنا
واليومَ أمسىٰ عظيمُ الحُزنِ يبكِينا !
وَيلٌ لِمَن باتَ يَنسىٰ العَهْدَ، يَخذلُنا
يَنسىٰ المواثيقَ ، يَنسى كَلَّ ماضِينا !
جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَبًا
أخفي جِراحاتي وراءَ ثيابي
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفـِقُ عمرَهُ
في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
"اخوي ومحزمي لـ الدهر لا مال
قدومٍ ليا كبرت الأمور يتنطحها
ولا جاء موقفٍ يبحث خفا الرجال
يشمر يدينه محزمي ما يبطحها".
"عربيةٌ كالبدرِ تُعجبُ من رأى
ويلاهُ إن هيَ أبصرت لَا ترحمُ
فتنتك بالطَّرَف الكحيل للحظةٍ
قد كنت فِيها ضائعا لا تعلمُ
فكأنما رمت السهام بطرفها
خدَّاعة من حُسنها لا تسلمُ."
هبني من الود والأشواق صافيها
ومن فنون الهوىٰ جُدْ لي بحاليها
ومدَّ كأس الآماني هاتها عَجِلاً
وبعد واحدة جُدْ لي بثانيها
أدرْ من الشوق أقداحا بلا عددٍ
وتالِ حبك ظمأى الروح فارويه
لن أكتفي منك شربا لن أمل وما
يروى فؤادي ولو طالت لياليها
ومَكثتُ حين لقائها مُتسائلًا
هل يقدرُ الشعراءُ وصف كمالها؟
فَتَبَسّمَتْ بخجلةٍ من نظرتي
فكانت البسمات لي كجوابها
ببسمةٍ قد أثبتت ليَّ عجزهُم
فكيفَ باستِحضارِ كلّ خصالها
سُبحان من سوّى الجَمال بوجهِهَا
وتقاسم الباقون ثُلثَ جمالِها
"وكن رزينًا طويلَ الصمت ذا فكرٍ
فإن نطقت فلا تكثر من الخطبِ
ولا تجبْ سائلًا من غير ترويةٍ
وبالذي لم تسل عنه فلا تُجبِ"
إنَّ الصلاة على النبي غنيمة
من حازها حاز الكرامة وامتلك
فُز بالصلاة على النبي مُرددًا
صلى عليه الله ما دار الفلك ﷺ .
وقَرَأتُ فِي عَينِ المَلِيحَةِ جُملَةً
إِعرَابُهَا يَا أَنتَ إِنَّكَ مَوطِنِي
لَا تُفصِحِي بِالقَولِ إنَّ عُيُونَنَا
فِي البَوحِ أَفصَحُ مِن كَلَامِ الأَلسُنِ
" ابيك تعرف أن الناس اجناس
ولا كل من ينطق احبك يحبك
بعض البشر يغرك بصدق الاحساس
وبعض البشر ساكت وقلبه يحبك ".
يتحيرُ الشعراءُ إن سمعوا به
في حسنِ صنعتِهِ وفي تأليفِهِ
فكأنه في قربه من فهمهم
ونُكولهم في العجز عن ترصيفِهِ
شجرٌ بدا للعين حسنُ نباتِهِ
ونأى عن الأيدي جنى مقطوفِهِ
فدعِ الصبا فلقد عداك زمانُهُ
وازهد فعمرك ولى منه الأطيبُ
ذَهَبَ الشبابُ فما له من عودةٍ
وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ
وفيكِ من الجمالِ دلالُ طفلٍ
وحيدٍ ، بعد عُقم الوالدين
وفيكِ من الجلال مشيبُ شيخٍ
توضّأ بالدموعِ لركعتين
وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدّ ، قوسا حاجبين
وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفلٍ نام بين الرضعتين
ختمتُ بكِ القصيدة فاقرئيني
كـ "بسمِ اللهِ"بين السورتين