أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا
إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا
“إِني أطيل حديثنا إذ يبتدي
وأنا بطَبعي لا أطيلُ كلامِي
خير الكلام أقله في مذهبي
إلا حديثك ملجئي وسلامي”
ما سِرتُ إلا وطَيفٌ منكِ يصْحَبُني
سُرىً أمامي وتأوِيبًا على أثري
لو حَطّ رَحليَ فَوْقَ النجمِ رافِعُه
وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري
صل بخدي خديك تلق عجيبًا
من معانٍ يحارُ فيها الضميرُ
فبخديك للربيع رياضٌ
وبخديَّ للدموع غديرُ.
لو لم تكن هذي جهنّمُ يا أبي
فلمَ الجميعُ على الجميعِ زبانية؟
ها قد تدثرنا بغير ثيابنا
وثيابُ هذا الغيرِ دوماً عارية
ماضونَ والماضي على أكتافنا
مستسلمونَ لكلّ ريحٍ عاتية
ما هكذا كنّا نُريدُ حياتنا
لكنّها كُتبت علينا دامية..
أقبلتَ يا عيدُ فانحلت أساريرُ
وأشرقت من مُحياكَ التباشيرُ
سكبتَ في القلبِ أُنسًا فانتشى طربًا
ونشوةُ القلب تُبديها التعابيرُ
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
لبيك ربي وإن لم أكن بين الزحام مُلبيًا
لبيك ربي وإن لم أكن بين الحجيج ساعيًا
لبيك ربي وإن لم أكن بين عبادك داعيًا
لبيك ربي وإن لم أكن بين الجموع لعفوك طالبًا
لبيك ربي فأغفر جميع ذنوبي دقها وجلها
لِماذا أُحبُّك رغمَ اعتِرافي
بأنَّ هوانا مُحالٌ .. مُحالْ ؟
ورغمَ اعترافي بأنَّك وَهمٌ
وأنك صُبحٌ سريعُ الزَّوال
ورغمَ اعترافي بأنك طَيفٌ
وأنك في العِشقِ بعضُ الخَيال
لو أنَّنِي قُلتُ بَيتاً في محاسنها
لكان أشْعَرَ بيتٍ قِيل في الغزلِ
لقال كلُ بليغٍ حين يسمعه
تالله أبلغُ من ذا البيتُ لم يُقَلِ!
"إذا طلعت شمسُ النهار ذكرتُها
وأحدثُ ذكراها إذا الشمسُ تغربُ
وإنَّ الذي يبغي رضايَ بذِكْرِها
إليَّ، وإعجابي بها، يتحبَّبُ
إذا خَلجَتْ عينيَّ أقولُ لعلَّها
لرُؤْيتها تهتاجُ عَينيَّ وتَضرِبُ
إذا خَدرتْ رجلي أبوحُ بذِكْرها
ليَذْهب عَن رِجلي الخُدورُ فيَذهبُ"