هوّن علي فلستُ أقوى أدمُعك
إني عجِزتُ عن الضنى أن أرفعك
يا عاجزاً يرجو معونةَ عاجزٍ
أقصى عطاء القلب أن أبقى معك
مازلت تبحثُ في دروبِ وصالنا ؟
أتظن بالوعود الكاذبةِ أسرتني
لا تبتغي عطفاً بظلِ سحابتي
كلا ولو عاد الحنينُ وجئتني
أو تحسبن الشوق بات معذبي
لا والذي أغراك حين هجرتني
غيري على كفِ الوصال حملتهُ
وأنا الوفي الحر غدراً خُنتني
فأرحل ودعني أستعيدُ ملامحي
ودع الزمان يُريك كيف أضعتني
" قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ
ماذا فَعَلتِ بِناسِكٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ
حَتى وقفتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي علَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ
لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ "
"ها قد بكى ، لله ما يبكيهِ
لله ما من ضعفه يُخفيهِ
كان الأسى يجتالُ حول فؤادهِ
فيدسُّه في الصدرِ لا يبديهِ
متماسكٌ ! أو هكذا يبدو لهم
والدمعُ يحبسُهُ فلا يُجريهِ
والآن دَكْدَكَتِ العواصف صبرهُ
والصمتُ باتَ كخِنجرٍ يُدميهِ
ها قد هوى ، وبكى بدمعٍ حارقٍ
متوسلًا لأُفول ما يُشقيهِ
خلّوه إذ يبكي ويَشْرِقُ بالبُكا
فإلى متى والدّمعُ يُحبس فيهِ؟
فلترحموا ذُلَّ العزيز وغادورا
فشهودُ هذا الضعفِ لا يرضيهِ
لا تهزموهُ بنظرةٍ ، لا تُشفقوا
كانت هزيمةُ نفسهِ تكفيه"
"قريبٌ أنتَ يا ربِّي وإنِّي
لَيَحدونِي لِبابِكَ حُسنُ ظَنِّي
حَملتُ إليكَ بين يديَّ قلبي
وأعظمُ ما أريدُ رضاكَ عَنِّي
صلاة الوتر
أَأَقولُ مُشتَاقٌ إليهِ وَداخِلي
حَشدٌ مِن التَّوبيخِ والكَلِماتِ؟
وأَضمُّ حُزنًا لا أَطيقُ بَقاءَهُ
حتَّى نَكونَ مَعًا وأَرضِي ذَاتي؟
﴿ قَد أُوتيِتَ سُؤلكَ يا مُوسَى ﴾
ياربّ قُلها لنا أيضًا لدعواتنا وأمنياتنا
وأحلامنا وانتظارنا ولكل ما في قلوبنا .
-صلاة الضحى
"أَحِنُّ إِلى دَهرٍ مضى غير عَائِدِ
حزينٌ على ذكرى حبيبٍ مُعَانِدِ
وَأَرقُبُ مِنهُ الوَصلَ بعد قَطِيعَةٍ
وما لي على الأَحزَانِ مِن رِفْدِ رافد
وأَبكي وَحِيدًا في ليالِ مواجع
وَقَومِيَ حَولِي بين سَاهٍ وَرَاقِدِ"
"للهِ دُرُّ جَمِيلَةٍ أحبَبتُهَا
فيهَا منَ الأوصَافِ مَا لم يُوصفِ
أرجَفتُ حينَ رَأيتُهَا عَجبًا لهَا
مَا كُنتُ قبلَ لقَائهَا بالمُرجَفِ
وَتَعطَّفَت بالحُسنِ تُبدِي زِينَةً
يا حُسنَ زِينتِهَا وَحُسنَ المِعطَف
فكأنَّهَا في طُهرهَا أبنَةُ مَريمٍ
وكأنَّهَا في حُسنهَا أبنَةُ يُوسفِ"
تاهَت عيوني في بحور عيونِها
وأختَار قلبي أن يغوص فيغرقَ
أوَّاهُ من رِمشٍ أحاط بعينها
سهمٌ توغَلَ في الوَريد فَمزقَ
العَينُ بحرّ والهيامُ قواربٌ
والشرع واجبها بأن تتمزقَ
حَتى إذا ركب الفؤادُ هيامه
شَاء الإلهُ بأن نغوص فنغرقَ
"ورفعتُ كفي والمطالبُ جمّةُ
لكن ربي واسعُ الرحماتِ
حارت شفاهي أيّهم أبدا بها
فبدأتُ معتذرًا عن الزّلات"
نُجالسُ الليلَ والأفكارُ تسرُقنا
نُخاطب النجمَ حينًا كي يُسلينا
أماتَ الحُب ؟ أم مُتنا بهِ ألمًا ؟
وهذا الشوقُ هل للحبِّ يهدينا؟
وهل للوعدِ حقٌ قد يعودُ بهِ
عناقُ الدفءِ أو ذِكرىٰ تلاقينا ؟
"لا أرتضي ودًا إذا هو لم يدمْ
عند الجفاءِ وقلّةِ الإنصاف
إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ
وَلَوْ أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ
ماكُلُّ مافَوقَ البَسيطَةِ كافِيًا
فَإِذا قَنِعتَ فَكُلُّ شَيءٍ كافِ"
عيناكِ نهرٌ والجفونُ ضفافٌ
وأنا المتيّمُ و الهوى أصنافُ
يغفو البنفسجُ في كوى أحداقِها
وعلى الضّفافِ يعرّشُ الصفصافُ
وأنا المحاصرُ من عساكرِ رمشِها
أنّى اتجهتُ تردّني الأطيافُ
كيف الهروبُ وليس ليْ مِنْ مخرجٍ
في كل زاوية بها سيّاف
ابحرت في عينيك دون درايةٍ
كيف العبورُ وخانني المجدافُ
وسهرنا في مساءٍ مُقمرٍ
سألتني: أيُّ شيءٍ أعجبك؟
قلتُ لا الكونُ ولا أنجمهُ
زينةُ اللّيلِ هنا أنِّي مَعك