Telegram-канал h7ssfjr - حِصّة رِزق الله | هذّبَ القُرآن شبابَها: Unsorted

حِصّة رِزق الله | هذّبَ القُرآن شبابَها

22 Jun 2024 00:12

"فُتَّ قلبي حين فَقَدت، ضاق صدري حين حُرِمت، سالَ دمعي حين تعثرت، حارَ عقلي عند الاختبار، نَسيتُ الاصطبار، حاولتُ فَهم المسألة، بحثت عن الحكمة، لم أجد جوابًا لكلّ سؤال!
لذلك تعلّمت؛ أنّ كلّ شِدّة، أعَدَّت بِي العُدّة، وأنّ شعور الجراح لا يضيع، وأجر التسليم لا يرحل، والإمداد في ميدان الصّبر لِمَن صَدَق، وأن أحلامنا وإن أحاطَ بها اليأس ماتت، وإن ارتدت ثوب الخوف فاتَت، لذلك كان «التسليم» حجر الزّاوية، لنصل لمنزلة الصبر والرضا والشكر.
وحفرتُ في قلبي اليقين أنّ كُل ما مَرّ من صعوبات وآلام، هو خير لقادمٍ يُعَدّ، كل ابتلاء صَقَلَ بي شيئًا مختلفًا لم أكن لأصل للغاية لولاه، أحيانًا نحتاج أن نقف قليلًا عند «عافية الألم»! تلك اللحظة التي ظَنَنتَ أنّها لن تَمُرّ، وبعد مرورها عَرَفتَ رحمة الله فيك! حتى لو أخذتْ جزءًا من قلبك أو حتى صحتك، تأكد تمامًا أنّ كلّ جرحٍ يؤلمك، كلّ ضربة توجعك، كلّ لحظة ألم تَشُدّ عليك، كلّها تَصنَعُك.
وتعلّمت أن انطفاء الرّوح عجزٌ مبكّر، والاستسلام للحزن بداية الموت، وطاعة النفس لليأس فقدٌ للإرادة، والرضوخ للألم قَيدٌ لا فكاك منه، لذلك انتبه! على السائر ترتيب قلبه، وأن يراقب تدبير ولطف الله فيه، ثم لا ينتظر يدًا تُمَدّ، ولا حَبلًا يُشَدّ، حتى يُخرجه مما سَجن نفسه فيه، فيكفيك أنك بين يدي الله ستقف يومًا، فمن أجل ذاك اللقاء استعد لتسعد.!
فيا كل لحظةٍ نَزَفنا بها صَمتًا، يا كلّ فكرةٍ باتتَ عند حافة الطّريق، يا كلّ احتياجٍ فقدنا به الصَّديق، يا كلّ يومٍ صعبٍ تجاوزناه، وكلّ درسٍ تعلّمناه، وكلّ ارتجافٍ بَدَّدناه، وكلّ تَرَدُّدٍ باليقين قطعناه، لا بأس لنثبت ولا نَمَّل الصبر والدعاء فهناك جنة.
وسَلّ الصابرين كيف كانوا؟ أليس يعيشون بيننا والرّوح في الآخرة هناك تنسيهم مرارة ابتلاء الدنيا هنا ؟ أليس سلوانهم أن الله يرى ويجُزي الصابرين خيرا؟
وشعارهم ماكان يردده رسولنا ﷺ:
"اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة"🤍