☜ نختار لك أيها الخطيب المبارك أفضل الخطب والكتب الموثوقة والمميزة من خطب علماء ودعاة أهل السنة والجماعة على منهج السلف الصالح في حالة وجود أخطاء أو ملاحظات لاتبخلوا علينا بالنصح جزاكم الله خيرا ☜للتواصل @hat222_bot 💻موسوعة الخطيب @hat22_bot
اُتْرُكُوا الْحَسَدَ ، فَإِنَّهُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ .
اُتْرُكُوا الْحَسَدَ وَاتَرُكُوا الْهَمَّ الَّذِي يَعْتَرِيكُمْ بِسَبَبِ حَسَدِكُمْ .
رَاقِبُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَعْتَرِضُوا عَلَى قِسْمَةِ اللَّهِ ،
فَإِنَّ الْحَسَدَ اعْتِرَاضٌ عَلَى مَا وَهَبَ اللَّهُ، وَاعْتِرَاضٌ عَلَى مَا قَدَّرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
وَلِلَّهِ ذَرَّ مَنْ قَالَ :
أيا حاسداً لي على نِعْمَةٍ ***
أَتَدْرِي عَلَى مَنْ أَسَأْتَ الْأَدَبَ ؟!
أسأت على الله في حكمه ***
لِأَنَّكَ لَمْ تَرْضَ لِي بِمَا قَدْ وَهَبَ
فأخزاك ربيّ بأن زادني ***
وسدّ عليك وجوه الطلب
الْحَاسِدُ... مُعْتَرِضٌ عَلَى اللَّهِ ، فَيَا
أَيُّهَا الْحُسَادُ :
لَا تَعْتَرِضُوا عَلَى اللَّهِ بِأَمْرِهِ،
وَلَا تَعْتَرِضُوا عَلَى اللَّهِ فِي حُكْمِهِ،
وَلَا تَعْتَرِضُوا عَلَى اللَّهِ فِي شَرْعِهِ .
فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهِبُ لِمَنْ يَشَاءُ ذُكُورًا وَإِنَاثًا وَيُعْطِي مَنْ يَشَاءُ سُلَطةً وَعِلْمًا .
فَسَلِّمُوا لِلَّهِ فِي قَدْرِهِ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ . إِذَا عَلِمْتُمْ عَنْ خَيْرٍ نَالَ إِنْسَانًا مِنْ النَّاسِ ، قُولُوا : " بَارَكَ اللَّهُ لَهُ " ، قُولُوا : " زَادَهُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " .
كَمَا قَالَ اللَّهُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَنَّتَيْنِ : ﴿ وَلَوۡلَآ إِذۡ دَخَلۡتَ جَنَّتَكَ قُلۡتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالٗا وَوَلَدٗا ﴾ [الكهف - ٣۹]
وَتَأَمَّلُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ :« مَنْ رَأَى مِنْ أَخِيهِ خَيْرًا فَلْيَبْرُكَ لَهُ» ،
قُلْ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ ،
قُلْ : زَادَكَ اللَّهُ مِنْ فضله ،
سَيُبَارِكُ اللَّهُ لِأَخِيكَ وَسَيَرْزُقُكَ اللَّهُ مِثْلَ مَا دَعَوْتَ " .
فَاتَرُكْ الْحَسَدَ وَلَا تَمْرَض ،
نَفْسُكَ وَلَا تُمَرِض قَلْبَكَ ،
فَإِنَّ الْحَسَدَ مَرَضٌ خَطِيرٌ وَدَاء وَبِيلٌ .
يَنْبَغِي عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نُعَالِجَ أَنْفُسَنَا مِنْهُ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ . اَللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، رُدْ شَرَّ الْحَسَّادِ فِي نُحُورِهِمْ ، وَادْفَعْ عَنَّا بِرَحْمَتِكَ أَعْيُنَهُمْ وَشُرُورَهُمْ برحمتك يا أرحم الراحمين.
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
اللَّهُمَّ يَا حَي يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ،
أَغِثْ قُلُوبَنَا بِالْإِيمَانِ
وَأَغِثْ أَرْضَنَا بِالْأَمطارِ
وَأَغِثْ أَوْطَانَنَا بِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ وَالِاسْتِقْرَارِ .
اللَّهُمَّ انصر أخوانا الْمُجَاهِدِينَ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ . اللَّهُمَّ ثْبِتْ أَقْدَامَهُمْ ، اللَّهُمَّ وَحِّدْ صَفَّهُمْ ، وَصَوِّبْ رَمْيَهُمْ ، وَسَدِّدْ رَأْيَهُمْ ،
اللهم أطعمهم جائعهم، وأروِ ظمآنهم واكسو عاريهم،
اللهم آوي مشرَّدهم. اللهم سخر لهم في قلوب عبادك، اللهم أنزل لهم نصرًا من عندك، نصرًا يقوم به الدين، وتفرح به قلوب المؤمنين، ويردُّ به كيدُ المُعتدين من اليهوديين والنصارى واللبراليين برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله، إن الله أمر بأمرٍ بدأ فيه بنفسه وأثنى بملائكته المُسبِّحة بقدسه وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنِّه وإنسه تعظيمًا وتكريمًا وتشريفًا لنبيه. فقال: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ﴾ [الأحزاب - ٥٦]
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
وَيَقُولُ الْإِمَامُ بْنُ حِبَّانَ : " الْوَاجِبُ عَلَى الْعَاقِلِ مُجَانَبَةُ الْحَسَدِ عَلَى الْأَحْوَالِ كُلِّهَا " .
وَيَقُولُ أَيْضًا أعني ابْنِ حِبَّانَ : " الْحَاسِدُ لَا تَهْدَأُ رُوحُهُ ، وَلَا يَسْتَرِيحُ بَدَنُهُ إِلَّا عِنْدَ زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنْ أَخِيهِ " .
اَلْحَاسِدُ لَا تَهْدَأُ رُوحُهُ ، لِأَنَّ رُوحَهُ خَبِيثَةٌ ،
قَدْ تَلَوَّثَتْ بِالْحَسَدِ ،
قَدْ تَلَوَّثَتْ بِالْبَغْضَاءِ ،
قَدْ تَلَوَّثَتْ بِالْكُرْهِ ،
قَدْ تَلَوَّثَتْ بِالْانَانِيَّةِ ،
فَأَصْبَحَ لَا تُهْدَأُ رُّوحُهُ وَلَا يَسْتَرِيحُ بَدَنُهُ حَتَّى تَزُولَ النِّعْمَةُ عَنْ أَخِيهِ .
وَيَقُولُ ابْنُ حِبَّانَ أَيْضًا : " الْحَسَدُ مِنْ أَخْلَاقِ اللِّئَامِ ، وَتَرْكُهُ مِنْ أَفْعَالِ الْكِرَام ".
وَيَقُولُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله : " مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ" ،
كُلُّ النَّاسِ فِيهِمْ الْحَسَدُ .
قَالَ : " مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ ، لَكِنَّ الْكَرِيمَ يُخْفِيهِ ، وَاللَّئِيمَ يُبْدِيهِ ".
اللَّئِيمُ يُبْدِي الْحَسَدَ،
امَّا الْكَرِيمُ طَيِّبُ النَّفْسِ ،
حَسَنُ السِّيرَةِ،
سَلِيمُ الْقَلْبِ،
يُخْفِي حَسَدَهُ فِي نَفْسِهِ وَيَرْضَى بقسمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَكُونُ لَئِيمًا .
"مَا خَلَى جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ لَكِنَّ الْكَرِيمَ يُخْفِيهِ وَاللَّئِيمَ يُبْدِيهِ" .
وَيَقُولُ الِامَامُ ابْنُ حِبَّانَ: "ولكلِّ حريق مطفئٌ، ونار الحسد لا تطفأ ".
قَلْبُهُ مُشْتَعِلٌ،
قَلْبُهُ خَبِيث.
عُقُوبَةٌ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِهِ النَّارَ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضََ بِقِسْمَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وَيَقُولُ أَيْضًا: " بِئْسَ الشِّعَارُ لِلْمَرْءِ الْحَسَدُ لِأَنَّهُ يُورِثُ الْكَمَدَ وَيُورِثُ الْحُزْنَ وَهُوَ دَاءٌ لَا شِفَاءَ لَهُ".
مَنْ بُلِيَ بِالْحَسَدِ فَاسْأَلْوا اللَّهَ لَهُ الْعَافِيَةَ فَإِنَّهُ لَنْ يُعَافِيَهُ مِنْهُ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وَيَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "يُشفِيكِ مِنْ الْحَاسِدِ أَنَّهُ يَغْتَمُّ وَقْتَ سُرُورِكَ"
عِنْدَمَا تَكُونُ أَنْتَ فِي فَرَحٍ،
عِنْدَمَا تَكُونُ أَنْتَ فِي نِعْمَةٍ،
عِنْدَمَا تُرْزَقُ أَنْتَ بِمَالٍ ،
أَنْتَ فِي سُرُورٍ وَفِي فَرَحٍ، وَهُوَ فِي حُزْنٍ وَهُوَ فِي غَمٍّ وَهُوَ فِي هَمٍّ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْحَسَدِ وَأَهْلِهِ.
وَيَقُولُ القرطبي رَحِمَهُ اللَّهُ:" الْحَسَدُ مَذْمُومٌ وَصَاحِبُهُ مَغْمُومٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ".
وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«دبَّ فيكم داءُ الأمَمِ قبلَكم الحسَدُ والبغضاءُ هيَ الحالِقَةُ لا أقولُ تحلِقُ الشَّعَرَ ولكن حالقُة الدِّينَ..».
وَيَقُولُ الْإِمَامُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: " الْحَسَدُ مَرَضٌ مِنْ أَمْرَاضِ النُّفُوسِ وَهُوَ مَرَضٌ غَالِبٌ لَا يَخْلُصُ مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيلُ "، وَالْقَلِيلُ هُمْ الَّذِينَ عَافَاهُمْ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ مَرَضِ الْحَسَدِ، وَسَلَّمَهُمْ اللَّهُ مِنْ مَرَضِ الْكِبْرِ، وَالْغُرُورِ، فَرَضُّوا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ عِبَادِهِ.
وقال الإمام الفقيه أبو اللَّيثِ السَّمَرْقَنديُّ رحمه الله: (ليس شيءٌ من الشَّرِّ أضَرَّ من الحَسَدِ؛ لأنَّه يَصِلُ إلى الحاسِدِ خمسُ عُقوباتٍ قَبلَ أن يَصِلَ حسده إلى المحسودِ مكروهٌ؛
أوَّلُها: غَمٌّ لا ينقَطِعُ.
والثَّانيةُ: مصيبةٌ لا يؤجَرُ عليها.
والثَّالثةُ: مَذَمَّةٌ لا يُحمَدُ بها.
والرَّابعةُ: يَسخَطُ عليه الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
والخامسةُ: تُغلَقُ عليه أبوابُ التَّوفيقِ) .
ولله در الْجَاحِظِ رحمه الله اذْ يَقُولُ: كَلَامًا جَمِيلًا حَوْلَ الْحَسَدِ مَنْ تَأَمَّلَهُ وَتَدَبَّرَهُ قَادَهُ ذَلِكَ الَى تَرْكِ الْحَسَدِ.
يَقُولُ الْجَاحِظُ: (ومتى رأيتَ الحاسِد يُصَوِّبُ إليك رأيًا إن كنتَ مُصيبًا،أو يُرشِدُك إلى صوابٍ إن كنتَ مُخطِئًا، أو أفصَحَ لك بالخيرِ في غَيبتِه عنك، أو قصَر من غيبتِه لك؟ فهو الكَلْبُ الكَلِبُ ، والنَّمْرُ النَّمِرُ ، والسُّمُّ القَشِبُ ، والفَحلُ القَتِمُ ، والسَّيلُ العَرِمُ ،إن مَلَك قتَلَ وسبى، وإن مُلِك عصى وبغى. حياتُك موتُه، وموتُك عُرسُه وسُرورُه، يُصَدِّقُ عليك كُلَّ شاهدِ زُورٍ، ويُكَذِّبُ فيك كُلَّ عَدلٍ مَرضيٍّ، لا يحِبُّ مِن النَّاسِ إلَّا مَن يُبغِضُك، ولا يُبغِضُ إلَّا من يحِبُّك، عدوُّك بِطانةً وصديقُك علانيةً، أحسَنُ ما تكونُ عندَه حالًا أقَلَّ ما تكونُ مالًا، وأكثَرَ ما تكونُ عيالًا، وأعظَمَ ما تكونُ ضَلالًا.
فَمِنْهُمْ غَنِيٌّ وَمِنْهُمْ فَقِيرٌ ، وَمِنْهُمْ ذُو سُلْطَانٍ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ مِنْ الرَّعِيَّةِ .
فَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ حُرِمَ مِنْ الرِّزْقِ أَنْ يَحْسُدَ صَاحِبَ الرِّزْقِ ،
وَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ حُرِمَ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَحْسُدَ صَاحِبَ الْعِلْمِ ،
وَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ حُرِمَ مِنْ السُّلْطَةِ أَنْ يَحْسُدَ صَاحِبَ الْمَنْصِبِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَنْ يُغَيِّرَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئاً، قَدْرُ الله نافذ على كل حال.
سواء رضي أو كره،
سواء أحب أو سخط،
فإن ذلك لا يغير من قدر الله شيئا.
ولهذا لما حسد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا أنه ليس ذو سلطانٍ وليس ذو جاه وليس عظيماً في قومه، رد الله عز وجل عليهم بقوله: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ .
فالله سبحانه وتعالى يردُ عليهم بقوله: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ ۚ ﴾.
لَا يقسمون رحمة الله ولا يتصرفون في ملك الله فالمُلك ملك الله والأمر أمرُ الله نافذٌ لا محالة.
والْحَسَدُ عباد الله: أن يتمنى الرجل زوال النعمة عن أخيه المسلم،
وهذا مرضٌ في النفوس، أجلكم الله وعافكم من، هذا المرض،
أيها الأحباب: إذا انتشر في النفس، وجب على من وجد ذلك في نفسه أن يعالجها، وأن يسعى في معالجتها معالجةً سريعة، لأنه أشبه ما يكون بالسرطان، يُوشُكُ أَنْ يَفْتِكَ بِالْجَسَدِ كُلِّهِ ، فَيُصْبِحُ الْحَاسِدَ مريضاً شكلاً ومضموناً وقلباً وقالباً.
وينبغي على من وجد ذلك في نفسه أن يسعى في المعالجة وأن يسعى في العناية والرعاية لقلبه، فيسلم لأقدار الله عز وجل ويرضى بحكمة الله وأمره ونهيه.
والحسد:أيها الأحباب؛ أول ذنب عُصيَ اللهُ عز وجل به.
وَلِهَذَا يَقُولُ الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " الْحَسَدُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصَيَ اللَّهُ بِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَأَوَّلُ ذَنْبٍ عُصَيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي الْأَرْضِ " .
فَأَمَّا الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، فَحَسَدُ إبْلِيسَ لِآدَمَ ، وَأَمَّا الَّذِي فِي الْأَرْضِ ، فَقَتَلَ قَابِيلُ لِهَابِيلَ .
الَّذِي فِي السَّمَاءِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَخَلَقَهُ ﴿مِّن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ ﴾ ثم بعد ذلك كونهُ وشكَّله ثم أمر الملائكة أن تسجد لآدم تكريماً لهُ فحسده على ذلك إبليس اللعين، وقَالَ: ﴿ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ ﴾ .
لنعلم من هذا أن الحسد منشأهُ الكبر والتعالي والغرور .
فالمتكبر يحسد،
والمغرور يحسد،
والمتعالي يحسد .
﴿ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞمِّنۡهُ ﴾ُ وهذه الكلمة منتشرة في كثير من الأباليس من الإنس والجن إذا رأى أن الله عز وجل أسدى نعمةٍ لعبد من العباد ﴿ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞمِّنۡهُ ﴾ُ،
أنا أعلم منه،
أنا أكبر منه،
أنا أفقه منه،
أنا أعلم منه،
أنا أعلى منه،
أنا العربي وهو الوضيع،
أنا صاحب الوجاهة،
وهو المواطن العادي،
إلى غير ذلك من الكلمات الإبليسية التي تصدر من الحُسٌَاد .
﴿ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ ﴾ .
وأما الذي في الأرض: فقتل قابيل لهابيل، وذلك أن الله عز وجل أمرهم أن يقرِّبوا قُرۡبَانٗا ﴿ فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ﴾،
انظروا إلى أي درجة يصل الحسد لدرجة قبول الأعمال ولدرجة هبة الله عز وجل الذي لا يتدخل فيها مخلوق بشري،
﴿ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ فحسده على أن الله عز وجل قبل منه قربانَه، ورد على ذلك قربانَه.
فالله عز وجل قبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل.
فحصل عند ذلك الحسد، فمرضت نفسه ،
وساء طبعه،
ودنت أخلاقه.
ففكر نتيجة الحسد إلى سفك دم أخيه، فكان أول من عصى الله عز وجل في الأرض،
وأول من سفك الدم الحرام،
وأول من استباح الدماء.
فاستحق عقوبة الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا فَإِنَّ عَلَى بن آدم الْأَوَّلِ كَفِّلٌ مِن دَمِهَا".
لأنه أول من قتل وجرٌَه إلى القتل حسدُه وبغيُه ،
وجرٌَه إلى القتل استسلامه لرغبات نفسه الأمارة بالسوء، فقاده الحسد إلى أن يقتل.
ولا غرابة عباد الله فإن الإنسان إذا سلم قلبه للحسد فعل ما هو أشد من ذلك
أخذ المال وانتهك العِرض .
يصل إلى سفك الدم، وإن كان هذا الدم دم قريب، أو دم حبيب، فقتل قابيل أخاه .
*القناعة الكنز المفقود*
*📲 خطبة الجمعة لشيخنا الفاضل / أبي عبداللطيف #عبدالرحمن_بن_العلامة_محمد_بن_عبدالوهاب_الوصابي_العبدلي رحمه الله*
📆 بتأريخ: 8/ ربيع الآخرة/ 1446هـ
✍ألقيت -بمسجد السنة-بالحديدة-اليمن-مسجد العلامة الوصابي -رحمة الله تغشاه في قبره، ويوم حشره-
الخطبة مقطع صوتي على التليجرام:
/channel/all_new_sunna/1919
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41486
••┈┈┈••┈┈•••┈┈••••┈┈┈••┈┈••
#أحوال_القلوب
أخيتي الصابرة
لفضيلة الشيخ #عبد_الرزاق_بن_عبد_المحسن_البدر حفظه الله تعالى
📗 رابط للتحميل:
/channel/hat2222/41479
🌐 رابط آخر للتحميل:
https://al-badr.net/download/ebook/ukhayati-ash-shobiroh.pdf
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
#عبدالرزاق_البدر
#المرأة #عبادات
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسُّطِه فيها بين طرفَي الإفراط والتّفريط، فيحمله على خُلُق الجود والسّخاء الذي هو توسُّطٌ بين الإمساك والإسراف والتبذير، وعلى خُلق الحياء الذي هو توسُّطٌ بين الذُّلِّ والقِحَة، وعلى خُلق الشّجاعة الذي هو توسُّطٌ بين الجُبْن والتّهوُّر، وعلى خُلق الحِلم الذي هو توسُّطٌ بين الغضب والمَهانة وسقوط النّفس، ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة"( ).
وقيل: حسنُ الخُلق: بذلُ الجميل، وكفُّ القبيح، وقيل: التّخلِّي من الرّذائل، والتّحلِّي بالفضائل( ).
وقد قال أحدهم كما في روضةِ العُقَلاء:
إن المكارم أبواب مصنفة … فالعقل أولها والصمت ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها … والجود خامسها والصدق ساديها
والصبر سابعها والشكر ثامنها … واللين تاسعها والصدق عاشيها( )
ومما يدلُّ على أهميةِ مجاهدةِ النفسِ على حسنِ الخلق: أنَّ الشخصَ قد تكثرُ عنده الطاعاتُ ونوافلُ العبادات، لكنه يُفسِدُها بسوءِ خلُقِه، بسلاطةِ لسانه وتعدِّيه على الآخرين، فتذهب حسناتُه هدرًا، ولذلك رُويَ في الأثر: "سُوءُ الْخُلُقٍ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ" ( ).
هذا وإن هناك أحوالًا ومواطنَ يَظهرُ فيها جوهرُ الشخصِ ومعدِنُه، ويتبينُ فيها أسوأُ ما عنده أو أحسنُه، فينبغي لكلِّ مسلمٍ أن يتفقدَ أحوالَه في بعض المواطن التي يتبين فيها حسن الخلق من سيئ الخلق.
ومن تلك المواطن: حينما يكون الشخص في بيتِه، بين أولاده وبقيةِ أُسرَْتِه، فعليه أن ينظرَ كيف تعامله مع أهله وأولاده؛ لأنَّ الرجل قد يتخلقُ بالأخلاق الحسنة مع الناس في الخارجِ لرجاءِ مدحٍ أو خوفِ ذمٍّ وقَدْح، أما في بيتِه فتذهبُ عنه هذه الاعتباراتُ والخواطر، فيتعامل مع أهله وأولاده بما لا يليق ولا ينبغي، ولذلك قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" ( ).
ومن تلك المواطنِ التي يظهرُ فيها حقيقةُ خُلُقِ الشخصِ: أنْ ينظرَ كيف تعامله مع الضعفاء والمساكين، الذين لا يرجو منهم نوالًا ولا مدحًا، ولا يخشى منهم عقابًا ولا قدحًا، فإذا كان تعامله معهم حسَنًا فيُرجى أنْ يكون من ذوي الأخلاق الحسنة الفاضلة.
ومن المواطن التي ينبغي للمسلم أن يقيسَ فيها نفسَه وأخلاقَه أيضًا: عند الغضب، لأنَّ الشخصَ في وقتِ الرضا يستطيعُ أنْ يتخلَّقَ بالأخلاقِ الحسنةِ الفاضلة، وأن يتكلم بالكلمات الطيبة، لكنه إذا غضب خرج عن طَورِه، وتجاوز الحدود المسموحةَ المشروعةَ، ولذلك حثَّ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم المسلمَ على أن يُمسِكَ نفسَه عن الغضب، وجعل ضبطَ النفسِ وكفَّها عن الغضب من أسبابِ دخولِ الجنة، كما جاء عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، أنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَغْضَبْ ، وَلَكَ الْجَنَّةُ" ( ).
وفي الدعاء الصحيح عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: "وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى" ( ).وهذا عزيز جدًا، وهو أن الِإنسانَ لا يقولُ سِوى الحقِّ سواء غَضِبَ أو رضي، فإن أكثرَ الناس إذا غَضِبَ لا يَتوقَّفُ فيما يقول"( ).
ومن المواطنِ التي ينبغي للمسلمِ أنْ يقيس فيها حسنَ خلقِه من سوئه: إذا كان في مكانِ وظيفتِه وعملِه، لا سيّما إنْ كان قد تبوأَ منصبًا عاليًا ومنزله سامية ووظيفة مرموقة، فكثير من الناس تكون أخلاقُه حسنة، فإذا فتح اللهُ عليه وابتُلي بمنصب معين أو بشيء من أمور الدنيا وزاد ماله تغيَّرَ على القريبِ والبعيدِ، وتحوَّلتْ أخلاقُه من حَسنَةٍ إلى سيئةٍ، أو من سيئةٍ إلى أسوأ، وهذا العطاء قد يكون ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى، فينبغي للمسلم أنْ لا يغترَّ ولا يتغيَّر، وأن يتواضعَ ولا يتكبَّر.
وعلينا - أيها الأحبة - أنْ نُجاهدَ أنفسَنا على الأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، فإنَّ هذا مما يرضاه الله ويحبه، وهو مما ينفع العبدَ المسلم في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة، وإذا جاهد المسلمُ نفسَه واستمر على ذلك زمنًا بعد زمن؛ صار حُسن الخلق من الأمور السهلة عليه.
حافظْ على الخُلُقِ الجميلِ ومُرْبه … ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه … بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ ( )
ومن وفَّقَه الله لُحسنِ الخلق فلا يَضرُّه ما فاته من الدنيا، إذ قد حاز على ما يَصلُحُ به دينُه وتستقيمُ له دنياه، كما في حديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ" ( ).
وحُسنُ الخلق سببٌ للنجاةِ من النار، كما دلَّ عليه حديثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ"( )، ولا شكَّ أنَّ كلَّ عاقلٍ يسلكُ ما استطاعَ من الأسبابِ التي تَقي منَ النار، أعاذني اللهُ وإياكم منها.
وإنَّ صاحبَ الأخلاقِ الحسنةِ ممن يحبهُمُ الله، ويَجعلُ لهم القبولَ بين العباد، فربُّنا سبحانه يحبُّ معاليَ الأخلاق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يُحِبُّ مَعالِيَ الأَخْلاقِ ويَكْرَهُ سَفْسافَها" ( )، وحُسْنُ الخلق بِذرُ اكتسابِ المحبة، كما أنَّ سوءَ الخلق بِذْرُ استجلابِ البغضةِ، ومَنْ حسَّنَ خُلقَه صان عِرضَه، ومن ساء خلقُه هَتَكَ عرضَه، لأنَّ سوءَ الخلقِ يورثُ الضغائن، والضغائنُ إذا تمكَّنتْ في القلوبِ أورثتْ العداوةَ، والعداوةُ إذا ظهرتْ من غير صاحبِ الدين أهوتْ بصاحبِها إلى النار إلا أن يتداركه المولى بتفضُّلٍ منه وعفو، وعَن الزهري قَالَ: وهل يُنتَفعُ من السيءِ الخلقِ بشيء؟
للخيرِ أهلٌ لا تزالُ … وجوهٌهم تدعو إليهِ
طوبى لمن جرتِ الأمورُ … الصالحاتُ على يديهِ
مالم يضقْ خُلُقُ الفتى … فالأرضُ واسعةٌ عَلَيْهِ" ( ).
وبسببِ أخلاقِهِمُ الفاضلةِ فإنَّ الناس يَرجون خيرَهم ويأمنون شرَّهم، وتلك خيريةٌ مشهودٌ لها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا. قَالَ: "خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ" ( ).
وقال بعضُ السلف: الواجبُ على العاقلِ أنْ يتحبَّبَ إلى الناسِ بلزومِ حُسْنِ الخلُقِ وتركِ سوءِ الخلق؛ لأنَّ الخلقَ الحسنَ يُذيبُ الخطايا كما تذيب الشمسُ الجليد، وإنَّ الخلقَ السيءَ ليُفسدُ العملَ كما يفسد الخلُّ العسلَ، وقد تكونُ في الرجلِ أخلاقٌ كثيرةٌ صالحةٌ كلُّها وخُلُقٌ سيءٌ فيُفسِدُ الخلقُ السيءُ الأخلاقَ الصالحةَ كلَّها" ( ).
وعِلاوةً على ما سبقَ فإنَّ حُسْنَ الخلُقِ من أسبابِ البركةِ في الأعمار، والصلاحِ في الأحوالِ والديار، كما في حديث عائشة رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ" ( ).
وفي الخُلُقِ الحَسَنِ مجامِعُ الخير، وقد سمَّاه النبيُّ صلى الله عليه بالبر، كما في حديثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ" ( ). وكان ابنُ عمرَ رضي الله عنه يقول: "البرّ شيء هيّن: وجه طليق وكلام ليّن" ( ).
هذا وإنَّ لاكتسابِ حُسنِ الخلُق أسبابًا، ينبغي للمسلمِ أنْ يسلُكَها وأنْ يحرصَ عليها حتى يكونَ من ذوي الأخلاق الحسنة، ومنها:
الدعاء، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ربَّه أنْ يُحسن خلقه بألفاظ مختلفة، ومنها حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي" ( ).
ومنها ما رواه مسلم عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، - وفيه _، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ"( ).
ولقد كان السلفُ يحرصون على الدعاءِ بحُسن الخلقِ ويُكثرون منه، فمن ذلك ما رواه أحمدُ في كتابِ الزُّهدِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: بَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ ليْلَةَ يُصَلِّي فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي، حَتَّى أَصْبَحَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا كَانَ دُعَاؤُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ إِلَّا فِي حُسْنِ الْخُلُقِ قَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جمعة مكتوبة بعنوان:
الخُلُقُ الحسن
فضلُه، وأسبابُ اكتسابه
لفضلية الشيخ: #عبدالرزاق_الربيعي
✹للمزيد| اشترك بقناة ملتقى الخطب المكتوبة على التليجرام أو الوتس:
➷/channel/hat2222
✹ وتس :
➷https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
التصنيف: #التربية_والأخلاق
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
الحمدُ للهِ البارئِ الخلَّاق، الوهَّابِ الفتَّاحِ الرزَّاق، المبتدئِ بالنعمِ قبل الاستحقاق، أَحمدُه حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه يملأُ الأرضينَ والسبعَ الطِّبَاق.
وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، أمرَ بحُسْنِ الخلُق ودعا إليه، ونهى عن سوءِ الخلُق وتوعَّد عليه، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه، فضَّلَه اللهُ على جميعِ الخلقِ على الإطلاق، وبعثَه ليُتمِّمَ صالحَ الأخلاق، إلى الجنِّ والإنس في جميعِ الآفاق، فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آلِه وأصحابِه أهلِ المودةِ والوِفاق، الموصوفين بكثرةِ الطاعةِ والإنفاق، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ التَّلاقِ، صلاةً دائمةً متجددةً في الليلِ والنهارِ والعشيِّ والإشراق، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ في الأقوالِ والأعمالِ والنيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
أيها المسلمون: لقد حثَّ اللهُ في القرآنِ الكريمِ على تزكيةِ النفوسِ، ووعدَ من يسعى في تحقيقِ ذلك بالفلاح، قال سبحانه وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [سورة الشمس:9]، وقال عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} [سورة الأعلى:14].
وأخبر اللهُ أنَّ من صفاتِ المتقين: البعدَ عما يُنافي مكارمَ الأخلاق، قال سبحانه: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين (134)} [سورة آل عمران:133-134]، وأمر اللهُ بما يقتضيه حسنُ الخلق، قال سبحانه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} [سورة الأعراف:199].
وأمرَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم بحُسْنِ الخلق ووصَّى به كثيراً، فمن ذلك قوله لأبي ذر: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" ( ).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي. قَالَ: "اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي. قَالَ: "إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي. قَالَ: "اسْتَقِمْ وَلْتُحَسِّنْ خُلُقَكَ" ( ).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهَا؟". قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا تَجَمَّلَ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا" ( ).
وإنَّ حُسنَ الخلُق علامةٌ على كمالِ الإيمان وحُسنِ الإسلام، ولذلك قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا" ( )، وعن عكرمة قال: "لكلِّ شيءٍ أساسٌ، وأساسُ الإسلامِ الخلقُ الحسن" ( ).
وأصحابُ الأخلاقِ الحسنةِ مشهودٌ لهم بالخيريةِ كما روى مسلمٌ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا" ( ).
وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: "ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ وَاللِّسَانِ الصَّادِقِ" قُلْنَا: أَمَّا اللِّسَانُ الصَّادِقُ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ وَلَا بَغْيٌ"، قُلْنَا: فَمَنْ عَلَى إِثْرِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَشْنَأُ الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ"، قُلْنَا: فَمَنْ عَلَى أَثَرِهِ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ" ( ). فالخُلقُ الحسَنُ سببٌ للدخولِ في الخيريةِ المحمودة التي ينبغي أن يسعى للدخول فيها كل مسلم.
#خطبة_عيد_الأضحى المبارك من #دار_الحديث_بمعبر حرسها الله
*« تميز المسلم بتمسكه بالحق »*
*🎧رابط الصوتية علـﮯ القناة↙️
/channel/ahctt/15846
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41467
👈ومن السنة إذا خرج المسلم من طريق أن يرجع من طريق آخر ، كما جاء ذلك عن أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب -رضي الله عنه- وجاء أيضاً عن غيره ، فإذا لم يستطع أن يذهب من طريق، ويرجع من أخرى ، فلا مانع أن يذهب من طريق ويرجع منها،
ولهذا من👈 السنة أن يحرج المسلمون مكبرين رافعي أصواتهم بالتكبير يرفعون أصواتهم بالتكبير ، وأن يتذكروا وهم في ساحة المصلى عند أن ينظروا إلى الجموع ، يتذكروا موقفهم بين يدي الجبار يوم القيامة ، وعند أن ينظر المسلم إلى المسلمين ، وهم متفاضلون بالأحوال والملابس وغيرها، يذكر تفضيل رب العالمين يوم القيامة لعباده على قدر أعمالهم ، وعلى قدر صلاحهم ، واستقامتهم
👈ومن السنة إخوة الإيمان: في يوم النَّحرِ من السنة أن يتقرب المسلمون بالضحايا إلى رب العالمين -سبحانه وتعالى- فالذبيحة يوم النَّحرِ من القربات إلى رب العالمين ، ومن الطاعات ،
ولهذا👈الذَبَحَ يبدأ من بعد صلاة العيد، وينتهي في آخر أيام التشريق على الراجح من كلام العلماء ، من كلام العلماء👈ولكن الأفضل: أن يُذبح يوم النحر فمن فاته ذلك جاز أن يذَبَحَ أول يوم التشريق ، أو الثاني من أيام التشريق ، أو الثالث، كلما تقدم كان أفضل .
وينبغي على المسلمين أن يحيوا أيام التشريق ، بذكر الله رب العالمين، كما في حديث الذي رواه الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ).
فينبغي وهذا معناه أنه لا يجوز لمسلم أن يصوم أيامُ التشريق إلا إذا كان حاجاً متمتعاً ولم يجد هدياً ولم يكن قد صام قبل ذلك ، جاز له أن يصوم أيام التشريق ،
أما بقية المسلمين في كل مكان، فلا يجوز لهم أن يصوموا لأن أيام التشريق من أيام العيد التي قال: عنها النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يوم الفطر ، ويوم النحر ، وأيامُ التشريقِ،
ـ،عيدِ أَهْلِ الإسلامِ ، عيدِ أَهْلِ الإسلامِ،ـ
وهي أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ وذكر الله _عز وجل.
ولهذا يُسن للمسلمين أن يوسعوا على أسرهم بالمطعم والمشرب👈ولكن بدون إسراف بدون إسراف ، ولا تبذير، لأن الله -عز وجل- قال في كتاب: *{كُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ ﴾ [٧:٣١] - الأعراف*
وقالَ: سبحانه وتعالى في كتابة الكريم *{ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (٢٧)}*
نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يوفقنا وإياكم للعمل بكتابه وبسنة رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعيننا على فعل الخيرات،
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
✹للمزيد| اشترك بقناة ملتقى الخطب المكتوبة على التليجرام أو الوتس:
➷/channel/hat2222
✹ وتس :
➷https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
فَاذَا منْ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ السَّاعَاتِ الْيَسِيرَةِ الْمُتَبَقِّيَةِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ انْ نَجْتَهِدَ فِي الدُّعَاءِ . وَانْ نَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ مَا نُرِيدُ . نَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ لِانْفُسِنَا . وَنَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ لِاخْوَانِنَا وَاوْلَادِنَا وَاهْلِينَا . وَنَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَامَتِنَا وَانْ يَدْفَعَ عَنْهَا الشَّرَّ وَمَا حَلَّ بِهَا مِنْ الْبَلَاءِ .
*اسْأَلْ اللَّهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ انْ يُوَفِّقْنِي وَايَّاكُمْ وَجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ الْمُبَارَكَةِ لِدَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ . اللَّهُمَّ فَرِّجْ هِمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ . وَنَفِسْ كُرَّ الْمَكْرُوبِينَ وَاقْضِي الدَّيْنَ عَنْ الْمَدِينِينَ . وَاشْفِي مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ وَعَافِي مُبْتَلَانَا . وَمُبْتَلَى الْمُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِك يَا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا الَّا غَفَرْتَهُ . وَلَا هَمًّا الَّا فَرَّجْتُهُ . وَلَا دَيْنًا الَّا قَضَيْتَهُ . وَلَا مَرِيضًا الَّا شَفَيْتُهُ وَلَا مُبْتَلًّا الَّا عَافَيَتْهُ وَلَا حَاجَةٌ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ . الَّا قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ لَا تُفَرِّقْ جَمْعَنَا الَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ . وَعَمَلٍ صَالِحٍ مُتَقَبَّلٍ مَبْرُورٍ . اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ هَذَا اخْرَ عَهْدِنَا بِعَرَفَاتٍ . اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ هَذَا عَهْدَنَا بِيَوْمِ عَرَفَةَ . اللَّهُمَّ عِيدْهُ عَلَيْنَا سِنِينَ عَدِيدَةً . وَاعْوَامًا مَدِيدَةً عَلَى الْخَيْرِ وَالْعَافِيَةِ مِنْكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا انْكَ انْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . . وَتَبْ عَلَيْنَا انْكِ انْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . وَصَلَّى اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ*
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
*فَضْلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ*
*_كلمة نافعة_*
*🔘 للشيخ الفاضل الجليل : #أسامة_بن_زيد_الخوخي حفظه الله*
*بعد صلاة الظهر*
*🗓️ 9 ذي الحجة 1442هـ*
*🗂️ التصنيف: #فضائل_الأعمال*
#كلمة_نافعه_عن_فضل_يوم_عرفة
*🔸قناة الشيخ أسامة الخوخي تليجرام:*
/channel/Osamaalkhokhi
✍🏻فرغها إخوانكم القائمون على مجموعات الشيخ حفظه الله
الْحَمْدَللّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ أَمَّا بَعْدُ
إِخْوَانِي فِي اللَّهِ إِنَّ مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي خَلْقِهِ أَنَّهُ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ *((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ))* فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُفَضِّلُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا يَشَاءُ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الْخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأُمُورِ فِي آخِرِهَا
فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شَرَعَ الْأَدْيَانَ وَجَعَلَ خَيْرَ الْأَدْيَانِ هُوَ آخِرَهَا أَلَا وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ *((وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ))*
وَهَكَذَا أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَجَعَلَ خَيْرَ الرُّسُلِ هُوَ آخِرَهَا وَخَاتَمَهَا مُحَمَّدٌ ﷺ *((مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا))* فَهُوَ أَفْضَلَ الرُّسُلِ وَهُوَ أَكْرَمُ الرُّسُلِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وَهَكَذَا أَنْزَلَ الْكُتُبَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَجَعَلَ خَيْرَ الْكُتُبِ وَأَفْضَلَ الْكُتُبِ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ الَّذِي هُوَ آخِرُهَا مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
وَهَكَذَا جَعَلَ خَيْرَ الْأُمَمِ وَأَفْضَلَ الْأُمَمِ وَأَشْرَفَ الْأُمَمِ أُمَّةُ ﷺ قَالَ أَنْتُمْ الْمُوفُونَ لِسَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ أَكْرَمُهَا وَأَفْضَلُهَا عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلِهَذَا يَقُولُ النَّبِيُّﷺ نَحْنُ الْآخَرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ الْآخَرُونَ أَيْ فِي الْأُمَمِ مِنْ حَيْثُ التَّرْتِيبُ وَالسَّابِقُونَ أَيْ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ الْأُمَمِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ النَّبِيُّ ﷺ تَدْخُلُ أُمَّتُهُ
وَهَكَذَا إِخْوَانِي فِي اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَيْرَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَجَعَلَ خَيْرَ أَيَّامِ وَلَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرَةَ مِنْهَا الَّتِي كَانَ يَعْتَكِفُ فِيهَا النَّبِيُّ ﷺ وَجَعَلَ فِيهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ الَّتِي كَمَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ *((خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ))*
وَهَكَذَا أَيْضًا إِخْوَانِي فِي اللَّهِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرَهُ فِي آخِرِهِ فَإِنَّ فِي آخِرِهِ سَاعَةً هِيَ سَاعَةُ اسْتِجَابَةٍ لَا يَدْعُو فِيهَا الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ مِنْح الْأَشْيَاءِ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهُ
وَهَكَذَا هَذِهِ الْعَشْرُ الْمُبَارَكَةُ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرَهَا فِي آخِرِهَا فَخَتَمَهَا بِهَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ ثُمَّ بِيَوْمِ غَدٍ الَّذِي هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ عَرَفَةَ كَمَا سَمِعْتُمْ *(( صِيَامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ذُنُوبَهُ سَنَتَيْنِ سَنَةً مَاضِيَةً وَسَنَةً مُسْتَقْبَلَةً ))* وَيَوْمُ عَرَفَةَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَنْزِلُ فِيهِ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيَكُونُ النُّزُولُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ أَيْ فِي آخِرِ الْيَوْمِ فَآخِرُ هَذَا الْيَوْمِ خَيْرٌ مِنْ أَوَّلِهِ
كَمَا أَنَّ سَائِرَ الْأَيَّامِ آخِرُهَا خَيْرٌ مِنْ أَوَّلِهَا فَصَلَاةُ الْعَصْرِ التِي هِيَ الصَّلَاةُ الْوُسْطَى الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا حَافِظُوا عَلَى الصَّلَاةِ وَصَلَاةُ الْوُسْطَى هِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ تَكُونُ هِيَ فِي آخِرِ النَّهَارِ
وَهَكَذَا اللَّيْلُ خَيْرُهُ فِي آخِرِهِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى *((وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ))* فَوَقْتُ السِّحْرِ هُوَ أَفْضَلُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي يَتَنَزَّلُ فِيهِ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهَكَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ خَيْرُهُ فِي آخِرِهِ
💥 غداً يوم عرفة وهو يوم الدعاء والتضرع الى الله
وخير الدعاء هو ماثبت على رسولنا الكريم ﷺ الذي اوتي جوامع الكلم
👇🏼 مرفق لكم هذا الملف الذي جمع كثيراً من الادعية النبوية العظيمة
للمزيد إضغظ على ⬇️
#الأدعية #الأذكار
وعلى المسلم والمسلمة في هذه الأيام المباركة أن يَعْفُوَ عَنْ مَنْ ظَلَمَهُ وَيَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ ، وَيُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ ، فَهَذِهِ دُنْيَا زَائِلَةٌ ، يَعْلَمُ أَنَّهَا زَائِلَةٌ مِنْ خِلَالِ زَوَالِ اَلْأَيَّامِ ، وَمُرُورِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ ، فَهِيَ ذَاهِبَةٌ لَا مَحَالَةَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَّقَى اَللَّهَ رَبَّهُ وَأَنْ يُصْلِحَ عَمَلُهُ
اللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكُمْ بِالْحُسْنَى اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتَّقْوَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى
اللَّهُمَّ لَا تَدع لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دِينًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا مَرِيضًا إِلَّا شَفَيْتَهُ وَلَا مُبْتَلًى إِلَّا عَافِيَتَهُ
اللَّهُمَّ أَعِزْ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ،
اللَّهُمَّ أَعِزْ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَذِلْ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ،
اللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ كِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاخْذلْ مَنْ خَذَلَ كِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنْ الرَّاشِدِينَ، وَاجْعَلْ خَيْرَ زَمَانِنَا آخِرَهُ، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمه، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
📌 عبر قناتنا على الوتس :
→https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
🌐⇲ قناتنا ⇲على التليجرام 📥
→ /channel/hat2222
🌐⇲ قناتنا ⇲ ْعلىَ الفيسبوك 📥
→https://m.facebook.com/hat2222/
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
📲 *انشروا هذا العلم*
*✅ قال ابن الجوزي رحمه الله : " من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم "{ التذكرة (٥٥) }*
✅ *وقال ابن المبارك رحمه الله: " لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم" { تهذيب الكمال(٢٠/١٦) }*
*اسأل الله ان ينفع بها الإسلام والمسلمين*
•┈•┈•⊰✿⊱•┈•┈•-
وأفرَحُ ما يكونُ بك أقرَبَ ما تكونُ بالمصيبةِ عَهدًا، أو أبعَدَ ما تكونُ من النَّاسِ حمدًا، فإذا كان الأمرُ على هذا فمُجاورةُ الموتى، ومخالطةُ الزَّمْنى ، والاجتنانُ بالجُدرانِ، ومَصرُ المُصرانِ، وأكلُ القُردانِ: أهوَنُ من معاشرتِه والاتِّصالِ بحَبْلِه!) .
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَةِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ قُلَّتُ ماسَمِعْتُمْ فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغفورُ الرَّحِيمُ
الخطبـة لثانيــة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِي وَالشُّكْرُ لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِه.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلى رِضَانُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَبِيرًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ عِبَادَ اللَّهِ: جَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (لا تعادوا نِعَمَ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ. قيل: ومَن يعادي نِعَمَ اللَّهِ؟ قال: الذين يحسُدون النَّاسَ على ما آتاهم اللَّهُ مِن فضلِه) .
الَّذِينَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ يُعَادُونَ نِعَمَ اللَّهَ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَمَا سَمِعْتُمْ لَمْ يَرْضَوْا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ وَلَمَّا كَانَ الْحَاسِدُ كَذَلِكَ شَرَعَ اللَّهُ لِعِبَادِهِ أَنْ يَسْتَعِيذُوا مِنْ شَرِّهِ .
فَقَالَ سُبْحَانَهُ : ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ .
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْقي الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ب« أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ. وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ »
قَالَ : " فَلَمَّا أُنْزِلَتْ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْقِيهِمَا بِهِمَا ، أَيْ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ،
ب : ﴿ قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾
وَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : ﴿ أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء - ٥٤].
﴿ أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ ﴾؟!
وَالْحَسَدُ ، أَيُّهَا الْأَحْبَابُ: خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْيَهُودِ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم ﴾.
:﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم ﴾ ،
لَا يُرِيدُونَ لَكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم ﴾،
لَا يُرِيدُونَ لَكُمْ أَنْ تُصَدِّقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم ﴾،
لَا يُرِيدُونَ لَكُ خَيْرًا لَا يُرِيدُونَ لَكُمْ رَفْعًة لَا يُرِيدُونَ لَكُمْ نَفْعًا.
﴿ وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [البقرة - ١۰۹].
﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ﴾،
عِنْدَ ذَلِكَ يَعْرِفُ الْحَاسِدُ قُبْحَ حَسَدِهِ وَيَعْرِفُ الْمَاكِرُ قَدْرَ مَكْرِهِ .
أَيُّهَا الْأَحْبَابُ الْكِرَامُ:
رِسَالَةٌ إِلَى الَّذِينَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ ، لَنْ تَجْنُوا مِنْ الْحَسَدِ إِلَّا الْحَسَرَاتِ ، لَنْ تَجْنُوا مِنْ الْحَسَدِ إلَّا الْغيبةَ وَالنَّمِيمَةَ وَالْبَغْيَ وَالْعُدْوَانَ .
لَنْ يُغَيِّرَ اللَّهُ قَدْرَهُ لِأَجْلِكُمْ .
مَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا سَيَأْتِيهِ ،
وَإِنْ رَغِمَت أنُوفَكُمْ ،
مَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مَالًا سَيَأْتِيهِ ، وَإِنْ وَقَفْتُمْ سَدًّا مَنِيعًا،
مِنْ رِزْقِهِ اللَّهُ عِلْمًا سَيَنَالُهُ ،
وَإِنْ شَرِقْت بِذَلِكَ أُنُوفَكُمْ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَارْحَمُوا أَنْفُسَكُمْ .
اتَّقُوا اللَّهَ وَارْحَمُوا أَنْفُسَكُمْ وَعَالِجُوا قُلُوبَكُمْ وَصِفُوا نُفُوسَكُمْ وَحَسِّنُوا أَخْلَاقَكُمْ .
ومثل ذلك حصل مع يوسف -عليه الصلاة والسلام -
كان أبوه يحبه ،
كان أبوه يكرمه،
كان أبوه يقربهُ إليه ،
فحسده إخوانه على هذه المحبة لنعلم أن الحسد لا يكون فقط في المال.
الحاسدُ متربصٌ، عدو كل نعمة
إن أعطاك الله مالاً حسدك عليه ،
إن أعطاك الله محبة في قلوب الخلق حسدك عليها،
إن أعطاك الله ديناً وتقوى حسدك عليه ،
إِنْ أَعْطَاكَ اللَّهُ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً حَسَدَكَ عَلَيْهَا،
إِنْ أَعْطَاكَ اللَّهُ بَيْتًا وَاسِعًا حَسَدَكَ عَلَيْهَا
إِنْ أَعْطَاكَ اللَّهُ خِلْقَةً حَسَنَةً حَسَدَكَ عَلَيْهَا.
وَلَا يُرْضِيهِ إلَّا زَوَالُ النِّعمة فَهُوَ شَرُّ النَّاسِ وَأَحْقَرُ النَّاسِ وَأَبْغَضُ النَّاسِ .
وَمَا أَحْسَنَ مَنْ قَالَ : " اَلْعَيْنُ حَقٌّ وَذُو اَلْأَرْزَاقِ مَحْسُودٌ " .
فَذُو اَلْأَرْزَاقِ مَحْسُودٌ .
وَلِهَذَا يَقُولُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " إِذَا أَظْهَرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ ، فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ حَاسِدٍ " .
الْعَيْنُ حَقٌّ وَذُو الْأَرْزَاقِ مَحْسُودٌ
وَالْحَاسِدُونَ لَهُ قُلُوبُهُمْ سُودٌ
فُلَانٌ يَسْكُنُ بَيْتًا لَا مَثِيلَ لَهُ
فُلَانٌ قَدْ جَاءَهُ بِالْأَمْسِ مَوْلُودٌ .
وَهَكَذَا كُلُّ حَاسِدٍ يَحْسُدُكَ عَلَى نِعْمَةٍ مِنْ النِّعَمِ وَعَلَى فَضِيلَةٍ مِنْ الْفَضَائِلِ .
ولهذا يقول ابن رجب عليه رحمة الله: "الْحَسَدُ طَبْعٌ مَرْكُوزٌ فِي النُّفُوسِ". .
وذلك أن الإنسان لا يريد أن يُسْبِقُهُ أَحَدٌ إِلَى شَيْئٍ مِنْ الْفَضَائِلِ .
﴿لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٞ لِّلسَّآئِلِينَ إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴾ [يوسف - ۸].
انظروا إلى الحسد، كيف فكر لهم حسدهم، وقادهم حسدهم، إلى هذه المقولات الآثمة، لدرجة أن الصغير يخطِّئُ الكبير، والجاهل يخطِّئُ العالم، والمواطن العادي يخطئ ذا السلطان.
﴿ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴾ [يوسف - ۸].
لنعلم أن الحاسد لا يتحكم في الأحكام التي يطلقها على الناس قد يخطئ صاحب الرأي السديد وقد ينتقد صاحب العلم وصاحب المكانة وصاحب الرفعة.
فليس من حق الولد أن يحكم على أبيه بالضلال، إلا إذا دخله الحسد،
وليس من حق الجاهل أن يحكم على المتعلم بالجهل والتخلف إلا إذا دخله الحسد .
﴿ إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴾ [يوسف - ۸]
فَلَيْسَ فِي ضَلَالٍ فَقَطْ ، وَإِنَّمَا ضَلَالٌ مُبِينٌ . وَهَكَذَا هِيَ أَحْكَامُ الْحَاسِدِينَ عَلَى النَّاسِ ، يُطْلِقُونَهَا جَوْرًا وَظُلْمًا وَبَغْيًا وَعُدْوَانًا ، ارِّضَاءً لِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ .
هَلْ وَقَفَ الْأَمْرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ ، لِدَرَجَةِ تَخْطِيئِ الْوَالِدِ ، أَوْ لِدَرَجَةِ تَخْطِيئِ النَّبِيِّ ، أَوْ لِدَرَجَةِ تَخَطِيئِ الرَّسُولِ؟
"لا"
﴿ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ ﴾".
هذا هو حل الحاسدين،
زوال النعمة،
وغياب النعمة،
وذهاب النعمة.
ودمار النعمة عن المحسود.
﴿ ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ ﴾ [يوسف - ۹] .
هذا هو نتيجة الحسد، أن يرتكب الحاسد ما حرم الله من سفك الدماء والإعتداء على الأرواح، وقطيعة الرحم، واستحلال الأموال، وهتك الأعراض، واغِتصاب الحقوق، إلى غير ذلك من الأمور التي قد يصل الحاسد إليها.
وَلِهَذَا يَقُولُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " مَا رَأَيْتُ مَظْلُومًا أَشْبَهَ بِظَالِمٍ ،مِنْ الْحَاسِدِ ، " .
هُوَ ظَالِمٌ وَمَظْلُومٌ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ ، ظَلَمَ أَخَاهُ ،
ظَلَمَ جَارَهُ ،
ظَلَمَ صَدِيقَهُ ،
ظَلَمَ قَرِيبَهُ ،
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ، لِأَنَّهُ مُعْتَرِضٌ عَلَى قِسْمَةِ اللَّهِ، وَمُعْتَرِضٌ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
قَالَ : " مَا رَأَيْتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنْ حَاسِدٍ ، نَفَسٌ دَائِمٌ وَحُزْنٌ لَازِمٌ وَعِبْرَةٌ لَا تَنْقَطِعُ " .
أَنْظَرُوا مَا أَحْسَنَ هَذَا الْكَلَامَ ، مَا رَأَيْتُ مَظْلُومًا أَشْبَهَ بِظَالِمٍ مِنْ حَاسِدٍ ، نَفَسٌ دَائِم ، نَفْسُهُ وَتَأَوُّهُهُ وَحَسْرَتُهُ عَلَى الْمَحْسُودِ ، لَا تَنْقَطِعُ ، يُفَكِّرُ فِيهِ فِي اللَّيْلِ وَيُفَكِّرُ فِيهِ فِي النَّهَارِ .
قَالَ : " وَحُزْنٌ لَازِمٌ "
لِأَنَّ الْحُزْنَ يَلْزَمُهُ ، هَذِهِ عُقُوبَاتٌ مِنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الْحَاسِدِ .
قَالَ : " وَعِبْرَةٌ لَا تَنْقَطِعُ "
بِسَبَبِ حَسَدِهِ .
*🔥« الحسد خلق اللئام ويبتعد عنه الكرام »*
*📝خطبة الجمعة للداعية /أبي ماهر #عبدالله_بن_سالم_الزخيم حفظه الله*
*🕌ألقيت في قرية الهديمه
#مسجد_أبو_بكر_الصديق*
*📆بتاريخ ٢٧محرم ١٤٤٦هـ*
*📠الخطبة بصيغه pdf⇲على التيليغرام :*
╰┈➢ /channel/hat2222/41494
*📝 للمزيد تابعونا«ملتقى الخطب المكتوبة» ⇲على التيليغرام :
╰┈➢ /channel/hat2222
📨رابط قناة ملتقى الخطب على الوتس :
╰┈➢ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
#الأخلاق_المذمومة #أخلاق_وحقوق
•••━═══ ❁✿❁ ══━•••
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ تَعَالَى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إلَيْهِ . الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى. اللهم لك الحمدُ مِلْءَ السَّمواتِ ومِلْءَ الأرضِ ومِلْءَ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بعدُ.
سُبْحَانُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، أَنْتَ أَهْلُ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ ، وَكُلُّنَا لِلَّهِ عَبْدٌ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَا إلَهَ غَيْرُهُ وَلَا رَبَّ سِوَاهُ ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إلَهٌ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، يَعْلَمُ مَا كَانَ وَيَعْلَمُ مَا يَكُونُ وَيَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ أن لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ .
مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ .
أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَعَظِيمَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ ، خَيْرُ الْبَرِّيَّةِ وَأَزْكَى الْبَشَرِيَّةِ ، الشَّافِعُ وَالْمُشَفَّعُ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَلَا فَخْرَ ، وَحَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ .
فصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَصَحَابَتِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ ، وَزَوْجَاتِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَاقْتَفَى آثَارَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:٧٠-٧١]* .
ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أجارني الله واياكُمْ وَجَمِيعَ عِبَادِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْبِدَعِ وَالضَّلَالَةِ وَالنَّارِ ، إنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ .
أَمَّا بَعْدُ :
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ عِبَادَ اللَّهِ :
إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَرَّمَ مِنْ الْأَخْلَاقِ كُلَّ هَيِّنٍ وَسفْسافٍ ، وَأَمَرَ الْعِبَادَ أَنْ يَكُونُوا عَلَى الْأَخْلَاقِ الْعَالِيَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ الْكَرِيمَةِ ، وَحَذَّرَ مِنْ دَنَاءَةِ الْأَخْلَاقِ وَخِسَّةِ الطَّبْعِ .
أَلَا وَإِنْ ثَمَّتَ خُلُقٍ سَيِّئٍ يَنْتَشِرُ بَيْنَ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ ، حَذَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ ، وَحَذَّرَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَّتِهِ الْمُطَهَّرَةِ ، وَحَذَّرَ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُصْلِحُونَ وَالنَّاصِحُونَ .
أَلَا وَهُوَ دَاءُ الْحَسَدِ يَا عِبَادَ اللَّهِ .
هَذَا الْخُلُقُ الذَّمِيمُ الَّذِي لَا يَصدُرُ إِلَّا عَنْ شَخْصٍ ذَمِيمٍ ، لِأَنَّ كَرِيمَ النَّفْسِ يَنْأَى بِنَفْسِهِ عَنْ الْحَسَدِ . وَلِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَدْ قَسَّمَ الْأَرْزَاقَ بَيْنَ عِبَادِهِ .
💥مؤلفات_الشيخ_محمد_الإمام
كتاب_ذنوب_الخلوات
/channel/olmaalsalf/55103
كتاب_التحذير_من_الجدال_بالباطل
/channel/olmaalsalf/55105
كتاب_الوجة_الآخر_لمنظمات_الإغاثة
/channel/olmaalsalf/55107
كتاب_تنوير_العقول_في_الفرق_بين_النبي_والرسول
/channel/olmaalsalf/55109
كتاب_الإبانة_عن_كيفية_التعامل_مع_الخلاف_ببن_أهل_السنة_والجماعة
/channel/olmaalsalf/55111
كتاب_بهجة_الناظرين_في_صبر_المرسلين_والصديقين
/channel/olmaalsalf/55114
كتاب_أحوال_المؤمنين_الرضية_في_الحياة_البرزخية
/channel/olmaalsalf/55116
كتاب_معركة_الحجاب_الأولى_الثانية_الثالثة.
/channel/olmaalsalf/55118
كتاب_مطلب_الكرام_في_بيان_بوائق_دعوة_المساوة
/channel/olmaalsalf/55120
كتاب_مختصر_إعلام_النبلاء_بأحكام_ميراث_النساء
/channel/olmaalsalf/55122
كتاب_المؤامرة_الكبرى_على_المرأة_المسلمة
/channel/olmaalsalf/55124
كتاب_الرياضة_النسوية_مجمع_المنكرات_الظاهر_والخفية
/channel/olmaalsalf/55126
كتاب_الإيضاحات_الموثقة_في_بيان_بوائق_دعوة_المساواة_المطلقة
/channel/olmaalsalf/55128
كتاب_الأخطاء_المتعددة_في_حج_المرأة_المتبرجة
/channel/olmaalsalf/55130
كتاب_إرشاد_الأخيار_إلى_حكم_نكاح_الشغار
/channel/olmaalsalf/55132
كتاب_كسب_الحلال_عمل_الأبطال
/channel/olmaalsalf/55134
كتاب_جريمة_الاعتداء_على_المصالح_العامة
/channel/olmaalsalf/55136
كتاب_السيف_اليماني_على_من_أباح_الأغاني
/channel/olmaalsalf/55138
كتاب_إجابة_الشيخ_الإمام_عن_أربعين_سؤالا_في_الصيام
/channel/olmaalsalf/55140
كتاب_التوضيح_والتحقيق_لمسائل_قطع_الطريق
/channel/olmaalsalf/55142
كتاب_التنبيه_الحسن_في_موقف_المسلم_من_الفتن
/channel/olmaalsalf/55144
إنقاذ_المسلمين_من_وسوسة_الجن_والشياطين
/channel/olmaalsalf/55146
كتاب_البرهان_على_تحريم_التناكح_بين_الإنس_والجان
/channel/olmaalsalf/55148
الإيضاح_والتبيين_لما_صح_مما_لم_يصح_من_الأحاديث_والآثار_والهواتف_في_الجن_والشياطين
/channel/olmaalsalf/55150
كتاب_إرشاد_الناظر_إلى_معرفة_علامات_الساحر
/channel/olmaalsalf/55152
أحكام_التعامل_مع_الجن_وآداب_الرقى_الشرعية
/channel/olmaalsalf/55154
كتاب_نقض_النظريات_الكونية
/channel/olmaalsalf/55156
كتاب_تنوير_الظلمات_بكشف_مفاسد_وشبهات_الانتخابات_طبعة_مزيدة_ومنقحة
/channel/olmaalsalf/55158
كتاب_تأثير_الأموال_في_نفوذ_التنصير_بين_المسلمين
/channel/olmaalsalf/55160
كتاب_المؤامرة_الغربية_على_اللغة العربية
/channel/olmaalsalf/55162
الإفادة_السنية_عن_حقيقة_الجندر_والدولة_المدنية
/channel/olmaalsalf/55164
كتاب_تبصير_الحيارى_بموقف_القرضاوي_من_اليهود_والنصارى
/channel/olmaalsalf/55166
كتاب_بداية_الانحراف_ونهايته
/channel/olmaalsalf/55168
كتاب_الكشف_المبين_عن_أصناف_المبدلين
/channel/olmaalsalf/55172
كتاب_السم_الزعاف_في_عقيدة_السقاف
/channel/olmaalsalf/55174
كتاب_الذل_والصغار_على_من_قبل_من_المسلمين_مساعدة_الكفار
/channel/olmaalsalf/55176
الحزب_الاشتراكي_اليمني_في_ربع_قرن
/channel/olmaalsalf/55178
الاختصار_لبيان_ما_في_طريق_الحجوري_من_أضرار
/channel/olmaalsalf/55180
كتاب_آل_البيت_صفوة_الأحساب_وأشرف_الأنساب
/channel/olmaalsalf/55182
إعانة_الأماجد_ببيان_حال_عمرو_خالد
/channel/olmaalsalf/55184
مجموعة_ردود_عقدية_وعلمية
/channel/olmaalsalf/55186
الذم_والعتاب_لمن_قدس_المشاهد_والقباب
/channel/olmaalsalf/55188
تحذير_الأتقياء_من_عبادة_قبور_الأنبياء_والأولياء
/channel/olmaalsalf/55190
تحذير_المسلمين_من_الغلو_في_قبور_الصالحين
/channel/olmaalsalf/55192
خطب_الشيخ_محمد_بن_عبد_الله_الإمام
/channel/olmaalsalf/55194
الله_يعاملك_كما_تعامل_عباده_للشيخ_محمد_الإمام
/channel/olmaalsalf/106583
كتاب_رفع__العلم_للشيخ_محمد_الإمام
/channel/olmaalsalf/106585
حسن_الأدب_يطفئ_غضب_الرب_للشيخ_محمد_الإمام
/channel/olmaalsalf/106587
إزهاق_دعوة_المساواة_المطلقة_بضوابط_وقواعد_شرعية_محققة
/channel/olmaalsalf/125982
وقيل لابن المبارك رحمه الله: ما خَيْرُ ما أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: غَرِيزَةُ عَقْلٍ فِيهِ. قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: أَدَبٌ حَسَنٌ. قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: أَخٌ صَالِحٌ يَسْتَشِيرُهُ. قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: صَمْتٌ طَوِيلٌ. قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟ قَالَ: مَوْتٌ عَاجِلٌ" ( ).
وعن عبد الله بن طاووس، قال: قال لي أبي: يا بُني صاحبِ العقلاءَ تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحبِ الجُهَّالَ فتنسبْ إليهم وإنْ لمْ تكنْ منهم، واعلمْ أنَّ لكلِّ شيءٍ غايةٌ، وغاية المرءِ حسنُ خلُقِهِ" ( ).
هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الأئمة المهديين، والخلفاء المَرْضِيِّين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم يا رب العالمين.
اللهم اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرف عنّا سيئ الأخلاق لا يصرفُ عنَّا سيئها إلا أنت، اللهم جنِّبنا منكراتِ الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهم انصرْ من نصرَ الدين، واخذلْ من يخذلِ المسلمين، اللهم أنْجِ المستضعفين من المؤمنين في فلسطين، اللهم كن لهم نصيرًا وظهيرًا ومُعينا ومؤيدًا، اللهم فرَّجْ كربهم ونفسْ عنهم ما هم فيه برحمتك وقوَّتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم عليك باليهود المعتدين، اللهم عليك باليهودِ المعتدين، اللهم أنزلْ عليهم بأسَك الذي لا تردُّه عن القومِ المجرمين، اللهم توفَّنَا مُسلمين وألحقنا بالصالحين، واغفرْ لنا ولوالدينا أجمعين.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَّامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180].
للانضمام إلى مجموعة (خطبة جمعة مكتوبة ومسموعة) على الواتس:
https://chat.whatsapp.com/Fy6rL44eqMxEgdsZ3Fkw1S
أو قناتي على تيليجرام:
/channel/abdulrazzaqalrabeei
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
✹للمزيد| اشترك بقناة ملتقى الخطب المكتوبة على التليجرام أو الوتس:
➷/channel/hat2222
✹ وتس :
➷https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ"( ).
ومن أسبابِ اكتسابِ حُسنِ الخلق: الترويضُ والتعوّدُ ومجاهدةُ النفس على ذلك، والتحلي بالصبر، قال عليه الصلاة والسلام: "وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"( ).
فبالمجاهدةِ والتعودِ تصيرُ الأخلاقُ سجيّةً وطبيعة، وإذَا عَانَى المرءُ تَهْذِيبَ نَفْسِهِ تَظَاهَرَ بِالتَّخَلُّقِ دُونَ الْخُلُقِ، ثُمَّ بِالْعَادَةِ يَصِيرُ كَالْخُلُقِ، قَالَ أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ:
فَلَمْ أَجِدْ الْأَخْلَاقَ إلَّا تَخَلُّقًا … وَلَمْ أَجِدْ الْأَفْضَالَ إلَّا تَفَضُّلَا ( )
ومن أسبابِ اكتسابِ حُسْنِ الخُلُق: اختيارُ الرُّفقَةِ الصالحةِ الحسنة، التي تُعينُ على الخير وتحضُّ عليه، فالمسلمُ اللبيبُ ينتقي الجليس الصالح الذي يجدُ عنده الأخلاق الفاضلة والصفاتِ الحميدة، فهو يعينه على أن يكون من ذوي الأخلاق الحسنة، وابتعدْ – سلَّمك الله - عن أصحابِ الأخلاقِ الرديئةِ، والصفاتِ الدنيئةِ، الذين يُوقِعون من يُجالِسُهم فيما لا تحمدُ عقباه، قال عليه الصلاة والسلام: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ"( ).
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
فَصَاحِبْ تَقِيًّا عَالِمًا تَنْتَفِعْ بِهِ … فَصُحْبَةُ أَهْلِ الْخَيْرِ تُرْجَى وَتُطْلَبُ
وَإِيَّاكَ وَالْفُسَّاقَ لَا تَصْحَبَنَّهُمْ … فَقُرْبُهُمْ يُعْدِي وَهَذَا مُجَرَّبُ
فَإِنَّا رَأَيْنَا الْمَرْءَ يَسْرِقُ طَبْعَهُ … مِنْ الْإِلْفِ ثُمَّ الشَّرُّ لِلنَّاسِ أَغْلَبُ ( )
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: إذا خالطتَ فخالطْ حسنَ الخُلُق؛ فإنه لا يدعو إلا إلى خير وصاحبه منه في راحة، ولا تخالطْ سيءَ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر وصاحبه منه في عناء، ولأنْ يصحبني فاجرٌ حسَنُ الخلقِ أحبّ إليَّ من أن يصحبني قارئٌ سيء الخلق، إن الفاسقَ إذا كان حسنَ الخلق عاشَ بعقلِه وخفَّ على الناسِ وأحبوه، وإنَّ العابد إذا كان سيء الخلق ثقُل على الناس ومقتوه" ( ).
ومن أعظم أسباب اكتساب الخلق الحسن: أن يتذكَّر المسلمُ أنه يُريدُ ثوابَ الله ونيلَ مرضاتِه والظفَرَ بجنتِه، فمنْ جعلَ هذا على بالِه هانَ عليه ما يلقى، وسهل عليه أن يتجاوزَ عن كل كلمة أو فِعلة يلقاها من الناس، بل يدفعُ بالتي هي أحسن، وليتذكر المسلم أن حُسن الخلق من أعظم أسباب دخول الجنة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: "تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ"( ). أقول ما سمعتم وأستغفرُ اللهَ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً لَا يَنْفَدْ، أَفْضَلَ مَا يَنبْغِي أَنْ يُحْمَدَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى أَفْضَلِ المُصْطَفَيْنَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَعَبَّدَ.
أَمَّا بَعْدُ: فلقائلٍ أنْ يقول: ما حدُّ الخُلُقِ الحسَنِ الذي لا يُعذر مسلمٌ بتركه؟
والجوابُ على ذلك: أنَّ العلماءَ ذكروا للخُلُقِ حدًّا أعلى وأدنى، فأدنى درجاتِ حُسن الخلقِ أنْ يكفَّ المسلمُ شرَّه عن الناسِ، فيكف لسانَه ويده عن أذية الآخرين، "فأَدْنَاهُ تَرْكُ أَذَاهُمْ، وَأَعْلَاهُ: الْإِحْسَانُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ"( )، فأعلى درجاتِ حُسنِ الخلقِ أنْ يصبرَ على أذيَّتِهِم، بل ويُحسن إلى من أساء إليه منهم.
وأمَّا ما بين ذلك فقد تنوّعَتِ الأقوالُ وتعددتِ التعاريف، منها جوابُ الحسنِ البصري لما قيل له: مَا حُسْنُ الْخُلُقِ؟ قَالَ: بَذْلُ النَّدَى وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ" ( ).
وقال ابن القيم رحمه الله: وحسنُ الخُلق يقوم على أربعة أركانٍ لا يُتصوَّر قيامُ ساقِه إلّا عليها: الصّبر، والعفّة، والشّجاعة، والعدل.
فالصّبر: يحمله على الاحتمال، وكَظْمِ الغيظ، وكفِّ الأذى، والحِلْمِ والأناة والرِّفق، وعدمِ الطَّيش والعَجَلة.
والعفّة: تحمله على اجتناب الرّذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كلِّ خيرٍ، وتمنعه من الفُحش، والبخل والكذب والغيبة والنّميمة.
والشّجاعة: تحمله على عزّة النّفس، وإيثارِ معالي الأخلاق والشِّيَم، وعلى البذل والنّدى الذي هو شجاعة النّفس وقوّتها على إخراج المحبوب ومفارقتِه، وتحمله على كظْم الغيظ والحِلم، فإنّه بقوّة نفسه وشجاعتها أمسكَ عِنانَها، وكبَحَها بلجامها عن التسرُّع والبَطْش، كما قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ليس الشّديدُ بالصُّرَعة، إنّما الشّديد الذي يملك نفسَه عند الغضب»، وهذه حقيقة الشّجاعة، وهي مَلَكةٌ يقتدر بها على قَهْر خصمه.
وبالمقابل فقد جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَلَا فِقْهٌ فِي الدِّينِ" ( )، يعني: لا يكون المنافقُ حَسَنَ الخْلق حَسَنَ الطريقة في الدين، بل يكون سيئ الخلق مفسدًا لأمور الدين، وكذلك لا يكون عالمًا بالعلوم الشرعية... وهذا الحديث يدل على عظم قَدْر حُسْنِ السَّمت والفقه في الدين، وهو أيضًا تحريض للمسلمين على حسن السَّمت، والفقه في الدين؛ لينالوا بركة وفضيلة ما لا يناله المنافقون"( ).
بل إنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم بعثه الله متمِّمًا لمكارم الأخلاق، كما في الحديث الذي رواه أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ" ( ).
والخُلُق الحسَنُ من خيرِ العطايا والمننِ التي يمتنُّ اللهُ بها على من يشاءُ من عباده، كما في حديث أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ الْأَعْرَابُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْمَرْءُ؟ قَالَ: "الْخُلُقُ الْحَسَنُ" ( ).
وإنَّ حُسْنَ الخلقِ نعمةٌ وقسمةٌ من الله عز وجل، تتفاوت بين الناس كما تتفاوتُ القسمةُ في الأرزاق، كما دلَّ عليه حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ" ( ).
وإن الرجلَ الصالحَ الذي يحبُّ نفعَ الآخرين لا يستطيعُ أنْ ينفعَ جميعَ الناسِ بمالِه ولا بجاهِه، لكنه يستطيعُ أنْ يَسَعَهُم بأخلاقهِ، كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ"( ).
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلَادٌ بأَهْلِهَا … ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ
وأخبر النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ تخلَّقَ بالأخلاقِ الحسنةِ فإنَّ ثوابَه عظيمٌ، ومنزلتَه عاليةٌ، وجزاءَه عند اللهِ كبيرٌ، فهو يحظى بِقُرْبِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، كما جاء عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونِ، الْمُتَفَيْهِقُونَ"( ).
وإنَّ حسَنَ الخُلُقِ موعودٌ بأن يتبوأَ الدرجاتِ العاليةَ من الجنة، كما في حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ" ( ).
وصاحبُ الخُلُقِ الحسنِ قد يسبقُ أهلَ النوافلِ في الطاعاتِ ممن ليس عندَهم الأخلاقَ الحسنة، كما دلَّ عليه حديثُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ، دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ" ( )، قال ابن القيم رحمه الله: أَيْ: قَائِمِ اللَّيْلِ فِي الطَّاعَةِ، وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِبُ الْخُلُقِ الْحَسَنِ هَذَا الْفَضْلَ الْعَظِيمَ لِأَنَّ الصَّائِمَ وَالْمُصَلِّيَّ فِي اللَّيْلِ يُجَاهِدَانِ أَنْفُسَهُمَا فِي مُخَالَفَةِ حَظِّهِمَا، وَأَمَّا مَنْ يَحْسُنُ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ مَعَ تَبَايُنِ طَبَائِعِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ فَكَأَنَّهُ يُجَاهِدُ نُفُوسًا كَثِيرَةً؛ فَأَدْرَكَ مَا أَدْرَكَهُ الصَّائِمُ الْقَائِمُ، فَاسْتَوَيَا فِي الدَّرَجَةِ بَلْ رُبَّمَا زَادَ"( ).
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ" ( ).
.
📀 العبادة في الهرج
*👤خطبة جمعة لشيخ : أبي عبدالرحمن #رشاد_القدسي - وفقه الله -.*
*🗓 ١٦جمادى الأولى ١٤٣٩ه*
🕌 من #مسجد_البر – شارع الأربعين – الحديدة.
*《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》:*
/channel/hat2222/41469
🖇 رابط الاستماع للمادة 👇
/channel/MASJEDALBER/660
✹للمزيد| اشترك بقناة ملتقى الخطب المكتوبة على التليجرام أو الوتس:
➷/channel/hat2222
✹ وتس :
➷https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318
#خطب_فضائل_الأعمال
ـــــــــــــــــــــــــــ
السَلٱمٌ عـَلـْيگمّ-ۈرحـْمّـٌة ٱللـّہ ﯙبُرگـّاتہ
📍هنيئا لكم هذا العيد وبارك •اللّـہ يومكم المجيد ،
أفاضى عليكم الفرحة والسرور وأدام عليكم البهجة والحبور
تقبل •اللّـہ منكم الطاعات
وأدام عليكم المسرات ،
أعاد الله علينا وعليكم ،«هذا العيد» وعلى الأمة جمعا، باليُمن ،والخير، والبركات ،والعـز، والنصـر، والتمـكين .
تقبل اللّـہ منا ومـنكم صـالح الأعـمال
*✍️ ملتقى الخطب المكتوبة*
*«كلمة نافعه عن فضل يوم عرفة ويوم النحر وعيد الأضحى»*
*🗂️ التصنيف: #فضائل_الأعمال*
#كلمة_نافعه_عن_فضل_يوم_عرفة
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
المقدمة........
روى الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصحبة وَسَلَّمَ- (صيامُ يومِ عرفةَ يكفِّرُ عامين ، أو قال أضمن على الله أن يكفرُ به ذنوب عامين ، عامٌ مضى ،وعامّ بقى،)
وروى مسلم أيضاً في رواية لمسلم عن أبي قتادة أن النبيُّ ﷺ : (سئل عن صيام يوم عرفة، فقال: أضمن على الله أن يكفر ذنوب عامين ،عام مضى وعام بقى ) فهذه ضمانة نبوية مضمونة يضمن النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصحبه وَسَلَّمَ- أن يكفر الله بصيام يوم عرفة ذنوب عامين.
كذلك أيضاً من الأعمال التي ينبغي أن يقوم بها المسلمون في يوم عرفة ، كثرة الدعاء ، وكثرة الذكر.
فقد روى الإمام الترمذي من حديث إبن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصحبه وَسَلَّمَ- (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ من قبلي لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ لَهُ الملْكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ . )
👈فالنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يُبين في هذا الحديث أن خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ،
وبهذا يُشرع للمؤمنين أن يكثروا من الدعاء يوم عرفة، وأن يكثروا من قول: ( لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ لَهُ الملْكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .)
وهكذا أيضاً إخوة الإيمان: من الأعمال التي تبدأ يوم عرفة ،
التكبير المطلق:- الذي يكبره المسلمون ويذكرون ربهم فيه من صبيحة يوم عرفة ، إلى آخر أيام التشريق ،
فقد جاء عن أمير المؤمنين، علي إبن أبي طالب -رضي الله عنه- وعن إبن مسعود -رضي الله عنه- أن الذكر يبدأ من صبيحة يوم عرفة _أي:- من فجر يوم عرفة_ ،
وهذا التكبير هو الذي يكبره المسلمون بعد الصلوات الفريضة، والنافلة، وفي الطرق ،وفي البيوت، وفي الأسواق، وفي كل مكان يملؤون الدنيا تكبير ،
هذه الشعيرة العظيمة ، التي ينبغي على المسلمين أن يحيوها وأن يعظموها،
وصيغة التكبير ما جاء عن عمر وعن إبن مسعود -رضي الله عنهما- أن صيغة التكبير ( اللَّهُ أكبرُ ، اللَّهُ أكبرُ ، اللَّهُ أكبرُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، واللَّهُ أكبرُ ،اللَّهُ أكبرُ وللَّهِ الحمدُ. )
وقد قال ربنا في كتابه الكريم: *﴿ وَاذكُرُوا اللَّهَ في أَيّامٍ مَعدوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَينِ فَلا إِثمَ عَلَيهِ﴾ [٢:٢٠٣] - البقرةء
👈والأَيّامٍ المَعدوداتٍ:- هي أَيّامٍ التشريق ، ينبغي أن يعمرها المسلمون بالتكبير وبالذكر.
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث نبيشة الهذلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- (أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشُربٍ وذِكرِ اللهِ -عز وجل-)
ولهذا قال: النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصحبة وَسَلَّمَ- قال: ( يوم الفطر ، ويوم الأضحى وأيَّامَ التَّشريقِ ، عيدِ أَهْلِ الإسلامِ ،وهي أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ ، وذكر الله ،)
ولهذا ينبغي أن نعمر هذه الأيام بالطاعات، والعبادات، والقربات،
👈ومما نستقبله عيدُ الأضحى ، وهو يوم النَّحرِ ، هذا اليوم ،
روى أبو داوود: والإمام أحمد من حديث عبد الله بن قرط -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- (أعظم الأيَّامِ عندَ اللهِ يومُ النَّحرِ ويومُ القَرِّ . وهو أول أيام التشريق. )
ــ،فهذه أعظم الأيام عند الله،ــ
وروى الإمام الترمذي: من حديث أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (سألت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصحبة وَسَلَّمَ- عن الحجُّ الأكبرُ فقَالَ يومُ النَّحرِ ،) فيومُ النَّحرِ هو يومُ الحجُّ الأكبرُ ، لأن حجاج بيت الله يعملون فيه مُعظم المناسك.
فيوم الحج الأكبر:- _ يومُ النَّحرِ _ فيه الصلاة المزدلفة، وفيه الوقوف عند المشاعر الحرام ، والدعاء، والذكر ، وفيه رمي جمرة العقبة، وفيه النحر أو الذبح ، وفيه حلق الرأس ، أو التقصير ، وفيه الطواف على البيت ، وفيه السعي ، فمُعظم مناسك الحج تفعل في يومُ النَّحرِ ، فهو يومُ الحجُّ الأكبرُ ،👈 وهو أعظم الأيام عند الله رب العالمين.
ولهذا المسلمون في سائر البلاد يخرجون يومُ النَّحرِ ، بعد صلاة الفجر متجهين إلى المصلى ، 👈ومن السنة أن يلبس الناس أحسن ما يجدون من الثياب ، وأن يتطيبون أجود ما عندهم من الطيب ، وأن يخرجوا إلى المصلى جميعاً ، ما استطاعوا ،
👈ومن السنة عند الخروج أن يخرج المسلمون صائمين من أجل أن يرجعوا إلى ضحاياهم ليأكلوا منها ،
*حَسَنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ*
*_كلمة نافعة_*
*🔘 للشيخ الفاضل الجليل : #أسامة_بن_زيد_الخوخي حفظه الله*
*🗓️ 9 ذي الحجة 1442هـ*
*🗂️ التصنيف: #فضائل_الأعمال*
#كلمة_نافعه_عن_فضل_يوم_عرفة
*🔸قناة الشيخ أسامة الخوخي تليجرام:*
/channel/Osamaalkhokhi
✍🏻فرغها إخوانكم القائمون على مجموعات الشيخ حفظه الله
*الْحَمْدَللّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ أَمَّا بَعْد*
يَقُولُ عَبْدَالِلَّهُ بْنِ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ اتَيْتُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ الَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ فَوَجَدْتهُ جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ اسْوَأُ النَّاسِ حَالًا يَا سُفْيَانُ فَقَالَ اسْوَأُ النَّاسِ حَالًا مَنْ ظَنَّ انَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُ . اسْوَءُ النَّاسِ حَالًا مَنْ ظَنَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ انَّ اللَّهَ لَايَغْفِرُ لَهُ هَذَا الْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي اكْثَرُ مَا يُعْتِقُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مِنْ النَّارِ . هَذَا الْيَوْمُ هُوَ الَّذِي يَتَجَلَّى فِيهِ الْكَرِيمُ الرَّحْمَنُ لِعِبَادِهِ فِي عَشِيَّةِ هَذَا الْيَوْمِ . وَالْعَشِيَّةِ كَمَا يَقُولُ اهْلُ الْعِلْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ . وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ *((فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ★ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ))* فَحِينَ تَظْهَرُونَ ايْ وَقْتَ الظُّهْرِ وَعَشْيًّا قَالَ الْعُلَمَاءُ ايْ وَقْتَ الْعَصْرِ . فَمِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ وَفِي هَذَا الْوَقْتِ الْمُبَارَكِ يَتَجَلَّى الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِعِبَادِهِ . وَيَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ بِالْعَفْوِ وَبِالْمَغْفِرَةِ
يَقُولُ الْفُضَيْلُ ابْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ نَظَرَ الَى اهْلِ الْمَوْقِفِ فِي عَرَفَةَ . قَالَ وَاَللَّهِ لَوْ انْطَلَقَ هَؤُلَاءِ الَى كَبِيرٍ مِنْ كِبَارِ الدُّنْيَا يَشْفَعُونَ اوْ يَسْأَلُونَ دَانِقًا لَاعْطَاهُمْ . وَاَللَّهِ انَّ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ لِلْعِبَادِ اهْوَنُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الدَّانِقِ . فَعَلَيْنَا اخْوَانِي فِي اللَّهِ انْ نُحْسِنَ الظَّنَّ بِاَللَّهِ سُبحَانهُ وَتَعَالَى
*وَانِي لَارْجُو اللَّهَ حَتَّى كَانَنِي*
*اَرَى بِجَمِيلِ الظَّنِّ مَا اللَّهُ صَانِعُ*
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ انَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي . فَلْيَظُنَّ عَبْدِي بِي مَا شَاءَ . اَنْ ظَنَنْتَ بِاللَّهِ خَيْرًا اعْطَاكَ الْخَيْرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى *((قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ))* يَا ابْنَ ادَمَ لَوْ اتَيْتَنِي بِقُرَابِ الِارْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا غَفَرْتُ لَكَ مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا اِبَالِي . فَالَلَهُ اللَّهُ عِبَادَ اللَّهِ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ الَى اللَّهِ وَسُؤَالِهِ الْعِتْقَ مِنْ النَّارِ .
يَقُولُ الِامَامُ الِاوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ادْرَكْتُ اقْوَامًا يَخْتَبِئُونَ حَاجَاتِهِمْ لِيَوْمِ عَرَفَةَ . ايُّ انْسَانٍ عِنْدَهُ حَاجَةٌ فِي نَفْسِهِ يُرِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْ يَقْضِيَهَا لَهُ . يُخَبِّئُ هَذِهِ الْحَاجَةَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْيَوْمُ . حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَيَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ . يَسْأَلُهُ الصِّحَّةَ . يَسْأَلُهُ انْ يُفْرِجَ اللَّهُ هَمَّهُ وَيُنَفِّسَ كَرْبَهُ وَانْ يَشْفِيَ مَرِيضَهُ وَانْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَانْ يَمُنَّ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ وَانْ يَمُنَّ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ لَكِنْ انْظُرْ الَى غَفْلَةِ النَّاسِ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ الَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ الْمُبَارَكِ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَاكِفٌ عَلَى الْغِنَاءِ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَاكِفٌ عَلَى الْمُسَلْسَلَاتِ وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَاكِفٌ عَلَى وَاللَّهْوِ وَعَلَى الْجَوَّالَاتِ الشَّيْطَانُ يَفْرَحُ بِهَذَا . الشَّيْطَانُ لَا يَرَى فِي يَوْمٍ اتْعَسَ مَا يَكُونُ وَاشِدَّ هَمًّا وَغَمًّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ . لِكَثْرَةِ مَا يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ مِنْ الذُّنُوبِ وَيَعْفُو عَنْهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ
فَمِنْ الْآنَ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَهَكَذَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ اجْتَهِدْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَفِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَأَكْثَرْ مِنْ الدُّعَاءِ *((اللَّهُمَّ أَعْنِي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))* يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الدُّعَاءِ يَعْنِي يَدْعُوَ دُعَاءً لَيْسَ هُنَاكَ أَفْضَلُ أَحْسَنُ مِنْهُ فَلْيَقُلْ *((اللَّهُمَّ أَعْنِي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ))* وَلَمَّا جَاءَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ قَالَ سَلْ اللَّهَ الْمُعَافَاه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ثُمَّ ذَهَبَ وَرَجَعَ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ قَالَ سَلِ اللَّهَ الْمُعَافَاه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَعْنِي قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ يُعَافِيكَ اللَّهُ فِي أُمُورِ دِينِكَ وَيُعَافِيكَ اللَّهُ عَزَّ وَقُلْ فِي أُمُورِ دُنْيَاكَ هَذَا أَيْضًا مِنْ الْأَدْعِيَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُعْتَبَرُ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الْجَامِعَةِ لِخَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَحَافِظْ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ
*وَهَكَذَا تُحَافِظُ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شَرَعَ الِاسْتِغْفَارَ فِي آخِرِ كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ تَتِمُّ الصَّلَاةُ مَا أَنْ تُسْلِمَ إِلَّا وَتَقُولَ اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اسْتَغْفِرْ اللَّهَ، وَهَكَذَا حُجَّاجُ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرْ اللَّهَ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَلَى مَا قَصَّرْتَ*
وَالِاسْتِغْفَارُ سَبَبٌ جَالِبٌ لِكُلِّ خَيْرٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى *((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمَدِّدُكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلُ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلُ لَكُمْ أَنْهَارًا))* وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى *((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))* قَالَ اللَّهُ تَعَالَى *((لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))* فَالِاسْتِغْفَارُ مِنْ أَسْبَابِ الرَّحْمَةِ وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَغْفِرُ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ وَقَالَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ ﷺ وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غَفَرَ الذُّنُوبَ وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنْ الزَّحْفِ كَمَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد مِنْ حَدِيثِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ ﷺ وَالِاسْتِغْفَارُ مِنْ أَسْبَابِ سَعَادَةِ الْقَلْبِ وَمِنْ أَسْبَابِ رَاحَةِ النَّفْسِ فَنُكْثِرُ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمِنْ الدُّعَاءِ
*أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَإِحْسَانِهِ أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى اللَّهُمَّ غَفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَنْ قَوْمِ الْكَافِرِينَ اللَّهُمَّ أَعْنَا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ صَلَّي وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَجَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْرًا*
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
📝تابعونا أَخْوَانِكُمْ فِي مُلْتَقَى الْخُطَبِ الْمَكْتُوبَةِ:↓
*🪀⇲عَلـ▼ـﮯ الوتس ⇲*
*➤ https://whatsapp.com/channel/0029VaIvLT81CYoZg0cF1318 ]*
*📱 ⇲ عَلـ▼ـﮯ التِّلِجـرام ⇲*ُ
*➤ /channel/hat2222 ]*
*📱 ⇲ ْعلىَ الفيسبوك ⇲*
*➤ https://m.facebook.com/hat2222/ ]*
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
الذي ينقل وينشر خطبنا من القناة..
فهو صاحب فضل علينا
فجزاه الله خيراً
حتى وإن كان يزيل اسم القناة أو رابطها فلا بأس عليك يا أخي أهم شيء تنشر الخير وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى
*إتحاف أولي النهى بخطبتي عيدالأضحى*
ــــــ•خطبتين مفرغة•ـــــــ
وَلِهَذَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ لَا يُعْطَى الْجَزَّارُ مِنْهَا شَيْئًا : لِأَنَّهَا قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهَا لِلْجَزَّارِ كَأُجْرَةٍ ، وَلَا أَنْ يُبَاعَ مِنْهَا شَيْءٌ
فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ قال:« أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا.»
فَالْجَزَّارُ يَأْخُذُ أَجْرَهُ مِنْ شَيْءٍ آخَرَ ، وَلَا يُعْطَى مِنْ الْأُضْحِيَّةِ شَيْءٌ كَأُجْرَةٍ عَلَى عَمَلِهِ ، أَمَّا إِذَا أُعْطِيَ أَجْرَهُ ثُمَّ أُعْطِيَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ الْأُضْحِيَّةِ كَصَدَقَةٍ أَوْ كَهَدِيَّةٍ لِحَاجَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، فَلَا حَرَجَ فِي ذَلِكَ ، فَهِيَ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَا يَصِحُّ الْمُعَاوَضَةُ عَلَيْهَا.
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
* الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ : *
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اَللَّهِ : وربنا-جل وعلا- يقول:﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ ﴾
وَإِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ وَهُوَ يُؤَدِّي هَذِهِ الشَّعِيرَةَ الْعَظِيمَةَ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، ويَتَصَدَّقُ ، وَيُهْدِي مَا وَجَد إلَى ذَلِكَ سبيلًا ، وَرَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ:﴿ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ﴾ [الحج - ٢۸]
ويقول:﴿ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ ﴾[الحج - ٣٦]
وفي صحيح الإمام البخاري ومسلم من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« كُلُوا ، و ادَّخِروا ، و تَصَدَّقُوا، فإنَّ هذِهِ الأيَّامَ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ»
فإنَّ هذِهِ الأيَّامَ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ اللَّهِ -عزَّ وجلَّ- لا يجوز صيامها إلا لمن عجز عن الهدي من حجاج بيت الله الحرام، أما غيرهم من سائر المسلمين فإنه لا يجوز لهم صيامها، بل هي أيام أكل وشرب وذكر الله،
وهي أيامٌ صلة: صلة للأرحام ما أحوجك أيها المسلم: حتى تتم الفرحة أن تحسن إلى أبويك، أن تحسن إلى أرحامك، وأن تصِل أرحامك، وأن تحسن إلى جيرانك، وأن تتفقد إخوانك، كل يتفقد جاره وينظر في أحواله فلا يرضى أن يشبع وجاره جائع، كُلُوا ، و ادَّخِروا ، و تَصَدَّقُوا. فإنَّ هذِهِ الأيَّامَ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ، وذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ
يَتَوَسَّعُ الْمُسْلِمُ وَالْمُسْلِمَةُ فِيمَا أَبَاحَ اللَّهُ ، لَكِنْ عَلَيْهِ الْحَذَرُ ثُمَّ الْحَذَرُ ثُمَّ الْحَذَرُ ! ! مِنْ أَنْ يُصَابَ بِالْغَفْلَةِ، وَأَنْ يَتَهَاوَنَ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ فِي أَوْقَاتِهَا وَمَعَ الْجَمَاعَةِ .
وَكَذَلِكَ أَيْضًا : يحذر مِنْ أَنْ يقول هي أَيَّامَ عِيدٍ فَيُصَافِحَ النِّسَاءَ وَيَخْتَلِطُ بِهِنَّ ، وَيُصَافِحُ مَنْ لَيْسَتْ مِنْ مَحَارِمِهِ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأنْ يطعنَ في رأسِ أحدِكُمْ بمِخيطٍ منْ حديدٍ خيرٌ لهُ منْ أنْ يمسَّ امرأةً لا تحلُّ لهُ»
إِنَّ هَذِهِ اَلْأَيَّامَ اَلْمُبَارَكَةَ عَلَى اَلْمُسْلِمِ ، أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ ويسأله أَنْ يُعِينَهُ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ،
فهي أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ ، يُكْثِرُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ
وَيَعْلَمُ المسلم والمسلمة مُرُورَ الْأَيَّامِ وَسُرْعَةَ مُرُورِهَا ، وَمَا أَكْثَرَ الْأَعْيَادَ الَّتِي تَمُرُّ عَلَيْهِ وَتَتَوَالَى عَلَيْهِ ، فَذَلِكَ يُذَكِّرُهُ بِأَنَّ عُمْرَهُ رَاحِلٌ ، وَأَنَّ أَجَلَهُ آتٍ لَا مَحَالَةَ ، فَيَسْتَعِدُّ لِلِقَاءِ اللَّهِ،
وعليه أن يَتَدَارَكُ مَا فَاتَ مِنْ عُمُرِهِ وَمَا فَاتَ مِنْ وَقْتِهِ وَمَا ذَهَبَ عَلَيْهِ مِنْ الْخَيْرَاتِ ، فَيَسْتَعِينُ بِاللَّهِ رَبِّهِ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِبَادَةِ ، وَمِنْ أَهْلِ الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ .