#اهل_الضلالة
من جرائم عبدالملك: وأخطر عمل قام به عبدالملك توليته للسفّاك المعروف الحجّاج بن يوسف الثقفي، فقد عهد باُمور المسلمين إلى هذا الانسان الممسوخ الذي اشتهر بقساوته وشهوته في إراقة الدماء
لقد منحه عبدالملك صلاحيات واسعة النطاق، فجعله يتصرف في اُمور الدولة حسب رغباته التي لم تكن تخضع إلاّ لمنطق البطش والاستبداد، وقد أمعن هذا الأثيم في النكاية بالناس، وقهرهم وإذلالهم، وقد خلق في البلاد الخاضعة لنفوذه جواً من الأزمات السياسية التي لا عهد للناس بمثلها
ونقم علماء المسلمين وخيارهم على الحجاج ، وكان عمر بن عبدالعزيز من الناقمين على الحجاج، والساخطين عليه، حتى قال فيه: «لو جاءت كل اُمة بخبيثها ، وجئنا بالحجاج لغلبناهم»
وقال عاصم: «ما بقيت لله عزّ وجل حرمة إلاّ وقد ارتكبها الحجاج
وقال طاووس: «عجبت لمن يسمي الحجاج مؤمناً»
وقال ابن عماد الحنبلي عنه: «سنة خمس وتسعين فيها أراح الله العباد والبلاد بموت الحجاج بن يوسف الثقفي في ليلة مباركة على الاُمة... كان لا يصبر عن سفك الدماء وانه اكبر لذّاته وله مقحمات عظام»
ولما أراد الحج ولّى على العراق شخصاً اسمه محمد، وقد خطب بين الناس فقال لهم: إني قد استعملت عليكم محمداً، وقد أوصيته فيكم خلاف وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالأنصار فانه قد أوصى أن يقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، وقد أوصيته أن لا يقبل من محسنكم، ولا يتجاوز عن مسيئكم...»
وقال الدميري: «كان الحجاج لا يصبر عن سفك الدماء، وكان يخبر عن نفسه أ نّ اكبرَ لذّاته إراقته للدماء، وارتكاب امور لا يقدر عليها غيره»
وقد بالغ في قتل الناس بغير حق، فقد كان عدد من قتلهم صبراً ـ سوى من قتل في حروبه ـ مائة وعشرين ألفاً وقيل مائة وثلاثين ألفاً
وقد اعترف رسمياً بسفكه للدماء بغير حق فقد قال: «والله ما أعلم اليوم رجلاً على ظهر الأرض هو أجرأ على دم مني»
وأنكر عليه عبدالملك إسرافه في ذلك إلا أنه لم يُعنَ به
وقد وضع سيفه في رقاب القرّاء والعبّاد لأنهم أيدوا ثورة ابن الأشعث، وكان من جملة من قتلهم صبراً سعيد بن جبير أحد أبرز علماء الكوفة وزهادها، ولمّا بلغ الحسن البصري نبأ قتله قال: والله لقد مات سعيد بن جبير يوم مات وأهل الأرض من مشرقها الى مغربها محتاجون لعلمه
وحكم جماعة من أعلام المسلمين بكفره وإلحاده، منهم سعيد بن جبير النخعي، ومجاهد، وعاصم بن أبي النجود، والشعبي وغيرهم
وذلك لأنّ الحجاج قد استهان بالنبى العظيم (صلى الله عليه وآله) حتى فضّل عبدالملك ابن مروان عليه وذلك حين خاطب الله تعالى أمام الناس قائلاً: «أرسولك أفضل ـ يعني النبي ـ أم خليفتك ـ يعني عبدالملك؟
وكان ينقم ويسخر من الذين يزورون قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويقول: «تبّاً لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية، هـلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبدالملك، ألا يعلمون أ نّ خليفة المرء خير من رسوله؟!
وحفل حكم هذا الخبيث بالجرائم والموبقات فقد نكّل بشيعة آل البيت (عليهم السلام) وأذاع فيهم القتل، وأشاع في بيوتهم الثكل والحزن والحداد، في الوقت الذي كان عبدالملك قد كتب اليه: «جنبني دماء بني عبدالمطلب فليس فيها شفاء من الحرب، وإني رأيت آل بني حرب قد سُلبوا ملكهم لمّا قتلوا الحسين بن علي»
ولكن الحجاج قد تعرض للعلويين وشيعتهم فانطلقت يده في الفتك بهم وسفك دمائهم حتى أن الرجل كان أحب اليه أن يقال له زنديق من أن يقال له من شيعة علي
وقال المؤرخون: إن خير وسيلة للتقرب الى الحجاج كانت انتقاص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عنده فقد أقبل إليه بعض المرتزقة من أوغاد الناس وأجلافهم وهو رافع عقيرته قائلاً: «أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني عليّاً، وإني فقير بائس، وأنا الى صلة الأمير محتاج...»
فسرّ الحجاج بذلك وقال: «للطف ما توسلت به، فقد وليتك موضع كذا»
وعلى أي حال فقد أصبح أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في عهد هذا الجلاد طعمة للسيوف والرماح، إذ نكّل بهم وقتلهم ولاحقهم تحت كل حجر ومدر وأودع الكثيرين منهم السجون، وأثار جوّاً من الارهاب، لم نشهد له مثيلاً حتى في أيام الطاغية زياد بن أبيه وابنه عبيد الله
وامتُحنت الكوفة في أيام هذا الجبار كأشد ما تكون المحنة، فقد أخذ يقتل على الظنة والتهمة، وخطب في الكوفة خطاباً قاسياً، لم يحمد الله فيه، ولم يثن عليه، ولم يصلّ على النبي (صلى الله عليه وآله) وكان من جملة ما قال فيه:
«يا أهل العراق، يا أهل الشقاق ، والنفاق، والمراق، ومساوئ الاخلاق ان امير المؤمنين ـ يعني عبدالملك ـ فتل كنانته فعجمها عوداً عوداً، فوجدني من أمرّها عوداً، وأصعبها كسراً، فرماكم بي، وانه قلدني عليكم سوطاً وسيفاً، فسقط السوط وبقي السيف
ثم قال: إني والله لأرى أبصاراً طامحة، وأعناقاً متطاولة، ورؤوساً قد أينعت، وحان قطافها، وإني أنا صاحبها كأني أنظر الى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى ثم أنشد:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني
#في_روضة_الحديث
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ما من عبد يقرأ {قل إنما أنا بشر مثلكم} إلى آخر السورة إلا كان له نوراً من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نوراً إلى بيت المقدس
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: مَن قرأ هذه الآية عند منامه {قل إنما أنا بشر مثلكم} إلى آخرها سطع له نور إلى المسجد الحرام، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يُصبح
بحار الانوار ج82 ص282
/channel/hikma313
#آداب_وسنن
إن الإسراف هو صرف المال زيادة على ما ينبغي، وأما التبذير فهو صرفه فيما لا ينبغي
ومعه، فيكون معنى عدم الإسراف في تعدد الأثواب هو فيما لو كان تعددها لا يزيد عما يليق بشأن الفرد، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) - وقد سُئل عن عشرة أقمصة هل ذلك من السرف: «لا، ولكن ذلك أبقى لثيابه، ولكن السرف أن تلبس ثوب صونك في المكان القذر»
وهذه مسألة تختلف بحسب الوضع المادي والاجتماعي لكل شخص وهذا يعني أنه لو كان من شأن شخص أن يكون له خمسة أثواب فهذا لا يُعد إسرافاً ولكنه لو اشترى عشرة أثواب فهذا يُعد إسرافاً
ويترتب على الإسراف الخُمس فيما زاد على المؤونة اللائقة لذلك لا بد من الالتفات الى ذلك ومراجعة الرسالة العملية للمرجع الذي يقلده الفرد في ذلك
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس فيما أصلح البدن إسراف... إنما الإسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن»
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سُئل عن تفسير الآية {والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا} -: «مَن أعطى في غير حق فقد أسرف، ومَن منع من حق فقد قتّر»
وفي معنى التبذير: عن الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: {ولا تبذّر تبذيراً}: «مَن أنفق شيئاً في غير
طاعة الله فهو مبذّر...»
- عنه (عليه السلام): «وقد سأله أبو بصير عن قوله {لا تبذّر تبذيراً}: بذل الرجل ماله ويقعد ليس له مال
قال: فيكون تبذير في حلال؟
قال: نعم»
/channel/hikma313
#في_روضة_اهل_البيت
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله فتح هذا الدين بعلي، وإذا قُتل فسد الدين ولا يُصلحه إلا المهدي)
وعن علي كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الأئمة من ولدي فمَن أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله جل وعلا) (انتهى كتاب مودة القربى)
قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) إثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان، علم أن مراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز
ولكونهم غير بني هاشم، لان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (كلهم من بني هاشم) في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم الآية {قل لا أسألكم عليه أجرأ إلا المودة في القربى} وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند الله، وكان علومهم عن آبائهم متصلاً بجدهم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالوراثة واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق
ويؤيد هذا المعنى أي أن مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته ويشهده ويرجحه حديث الثقلين، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيرها
وأما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (كلهم تجتمع عليه الأمة) في رواية عن جابر بن سمرة فمراده (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الأمة تجتمع على الاقرار بامامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي (رضي الله عنهم)
وفي نهج البلاغة من خطبة علي (كرم الله وجهه):
﴿أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يُستعطى الهدى، وبنا يُستجلى العمى، وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته، ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف، ولا أعرف من المنكر...﴾
ينابيع المودة ج3 ص292
/channel/hikma313
#في_روضة_الامام_الهادي
#شبهات_وردود
• أجوبته (عليه السلام) ليحيى بن أكثم عن مسائله
...قال (عليه السلام): اكتب إليه
قلت: وما أكتب؟
قال (عليه السلام): اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وأنت فألهمك الله الرشد أتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنّتك لتجد إلى الطعن سبيلاً إن قصرنا فيها، والله يكافيك على نيتك وقد شرحنا مسائلك فأصغِ إليها سمعك وذلل لها فهمك واشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجة والسلام
سألت: عن قول الله جل وعز: {قال الذي عنده علم من الكتاب} فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان (عليه السلام) عن معرفة ما عرف آصف لكنه (صلوات الله عليه) أحب أن يُعرّف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان (عليه السلام) أودعه عند آصف بأمر الله، ففهمه ذلك لئلا يُختلف عليه في إمامته ودلالته كما فهم سليمان (عليه السلام) في حياة داوود (عليه السلام) لتعرف نبوته وإمامته من بعده لتأكد الحجة على الخلق
وأما سجود يعقوب (عليه السلام) وولده فكان طاعة لله ومحبة ليوسف (عليه السلام) كما أن السجود من الملائكة لآدم (عليه السلام) لم يكن لآدم (عليه السلام) وإنما كان ذلك طاعة لله ومحبة منهم لآدم (عليه السلام)، فسجود يعقوب (عليه السلام) وولده ويوسف (عليه السلام) معهم كان شكراً لله باجتماع شملهم، ألم تره يقول في شكره ذلك الوقت: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث} إلى آخر الآية
وأما قوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب} فإن المخاطب به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن في شك مما انزل إليه ولكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث الله نبياً من الملائكة؟
إذ لم يفرق بين نبيه وبيننا في الاستغناء عن المآكل والمشارب والمشي في الأسواق، فأوحى الله إلى نبيه {فاسأل الذين يقرؤون الكتاب} بمحضر الجهلة، هل بعث الله رسولاً قبلك إلا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة
وإنما قال: {فإن كنت في شك} ولم يكن شك ولكن للنصفة كما قال: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللة على الكاذبين} ولو قال: عليكم لم يجيبوا إلى المباهلة، وقد علم الله أن نبيه يؤدي عنه رسالاته وما هو من الكاذبين، فكذلك عرف النبي أنه صادق فيما يقول ولكن أحب أن ينصف من نفسه
وأما قوله: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} فهو كذلك لو أن أشجار الدنيا أقلام والبحر يمده سبعة أبحر وانفجرت الأرض عيوناً لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله وهي عين الكبريت وعين النمر وعين البرهوت وعين طبرية وحمة ماسبذان وحمة إفريقية يدعى لسنان وعين بحرون
ونحن كلمات الله التي لا تنفد ولا تدرك فضائلنا
وأما الجنة فإن فيها من المآكل والمشارب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأباح الله ذلك كله لآدم (عليه السلام) والشجرة التي نهى الله عنها آدم (عليه السلام) وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد عهد إليهما أن لا ينظر إلى من فضل الله على خلائقه بعين الحسد فنسي ونظر بعين الحسد ولم يجد له عزماً
وأما قوله: {أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً أي يولد له ذكور ويولد له إناث، يقال لكل اثنين مقرنين زوجان كل واحد منهما زوج، ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما لبست به على نفسك تطلب الرخص لارتكاب المآثم {ومن يفعل ذلك يلقَ أثاماً * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً} إن لم يتب
يتبع . . .
تحف العقول ص478
/channel/hikma313
#في_روضة_العقائد
وأشار (عليه السلام) إلى وجودهم الاستثنائي، باشتراكهم مع الناس وامتيازهم عنهم، وما به اشتراكهم وما به اختصاصهم بقوله (عليه السلام): (غير مشاركين للناس- على مشاركتهم في الخلق والتركيب- في شيء من أحوالهم)
وأشار (عليه السلام) بقوله: (صفوته من خلقه) إلى اصطفاء النبي من سائر الخلق، ليتمكّن بتلك الخلقة الصافية من نيل مقام الوساطة بين الخالق والمخلوق، وأداء مهمّة الرابط بين العالي والداني
وما ألطف كلمة «التعبير» التي أتى بها في قوله: «يعبّرون عنه» ليوضّح منزلة النبي، وأنه كاللسان المبيّن ما في الضمير، ينطق عن الله تعالى، ويبلّغ ما يريده إلى خلقه، وهذه المنزلة لازمة لقداسة النبي ومستلزمة لعصمته كما بيّن (عليه السلام) الدليل على لزوم المعجزة لإثبات النبوّة بقوله: «يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته وجواز عدالته»، وبما أنّ منشأ النبوّة حكمة الحكيم على الإطلاق، وثمرتها الحكمة أيضاً {قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَة}، {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة} فقد اهتمّ (عليه السلام) بامتياز حكمة الأنبياء النظرية والعملية عن الحكمة البشرية الناتجة عن الفكر الإنساني، وأن حكمتهم بما أنّها تعبير عنه تعالى، بمقتضى قوله (عليه السلام):
(ويعبرون عنه) وأنّها (من عند الحكيم العليم) فهي صافية من كدورة الأوهام، وأنّ النبي سراج منير لم يتّخذ نور علمه من التعليم
والتربية البشرية، بل بارتباطه بنور السماوات والأرض {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نار}
قال (عليه السلام): «حكماء مؤدّبين بالحكمة»، ثمّ بعد فصل قليل قال: «مؤيّدين من عند الحكيم العليم بالحكمة» ليبيّن (عليه السلام) أنّ حكمة الأنبياء- حدوثاً وبقاء- من عند العليم الذي أحاط بكل شيء والحكيم الذي أتقن صنع كل شيء، وأنّها تمتاز عن الفكر البشري امتياز ما عند الله تعالى على ما عند الناس
ويظهر من جملة «وكان ذلك الصانع حكيماً» ومن وصف الأنبياء بأنّهم «حكماء مؤدّبين بالحكمة مبعوثين بها» أنّ العلّة الفاعلية والعلّة الغائية للنبوّة هي الحكمة، والحدّ الوسط بين المبدأ والمنتهى أيضاً هي الحكمة {يُسَبِّحُ للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِين}
وهناك مباحث ثمينة ودقائق عميقة أخرى في إشارات كلام الإمام (عليه السلام) ولطائفه، لا يتّسع لها المجال
مقدمة في أصول الدين ص65
#الشيخ_الوحيد
/channel/hikma313
#في_روضة_المهدي
عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة
قلت: وكم تكملة الحلقة؟
قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم يهزّ الراية ويسير بها فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها، وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بها جبرئيل يوم بدر
ثم قال: يا أبا محمد، ما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير
قلت: فمن أي شيء هي؟
قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام)، فلم تزل عند علي (عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم (عليه السلام)، فإذا هو قام نشرها فلم يبقَ أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهراً وورائها شهراً وعن يمينها شهراً وعن يسارها شهراً
ثم قال: يا أبا محمد، إنه يخرج موتوراً غضبان أسفاً لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان عليه يوم أحد، وعمامته السحاب، ودرعه درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) السابغة، وسيفه سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذو الفقار، يُجرّد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجاً، فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء سرّاق الله، ثم يتناول قريشاً فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يُعطيها إلا السيف، ولا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يُقرأ كتابان، كتاب بالبصرة وكتاب بالكوفة بالبراءة من علي (عليه السلام)
الغيبة (للنعماني) ص318
/channel/hikma313
#قبسات
رابعاً المحاسبة: أي يُحاسب نفسه في كل ليلة أو بعد الانتهاء من العمل الذي قام به هل أخطأ في جانب منه وماذا عمل في يومه في طاعة الله عزّ وجلّ فيطلب المزيد وما عمله من المعاصي يقرّر أن يتوب ولا يفعل ذلك مستقبلاً
ينقل أنه كان هناك عالماً صالحاً يقول: رأيت مرتاضاً اسمه فتح علي فقال لي: ماذا تدرس؟
فقلت له: كذا
فقال لي: وهل تمارس الرياضة الروحية؟
فقلت له: لا
فقال لي: تعال إلى بيتي حتى أعلمك هذه الرياضة فذهبت إليه للبيت وعلمني رياضة الأربعين يوم (والمراد من هذه الرياضة هو الامتناع عن أكل أشياء معينة ويمارس رياضة روحية محددة)
يقول هذا العالم: ولما رجعت إلى البيت قال لي عمي: أين كنت؟
قلت له: كنت عند الملا فتح علي وأعطاني منهج الرياضة الروحية
فقال لي عمي: أنا أعطيك أسلوب آخر للرياضة واترك ثلث الرياضة للآخرين
فقلت له: ما هي تلك الرياضة؟
قال لي عمي: في كل ليلة عند النوم تأخذ السبحة بيدك وتفكر كم ذنب عملت هذا اليوم؟ كم فكرة سوء؟ كم نظرة سوء؟ كم كذبة؟ وهكذا في كل ليلة إلى أربعين ليلة فإذا وجدت نفسك ليلة الأربعين تبحث عن ذنب واحد فلا تجده تشكر الله على ذلك وتُصمّم أن يكون كل عملك لله
الاخلاق والآداب الاسلامية ص13
عبد الله الهاشمي
/channel/hikma313
#قبسات
• العلاقة بين الذنوب والبلاء في الروايات الإسلامية
إنّ قِسماً ملحوظاً على الأقل من المصائب والبلايا التي تُصيب المجتمعات الإنسانية ذات صيغة جزائية وقصاص للذنوب : وكنموذج على ذلك :
1 - عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (إن الله تعالى إذا غضب على أمّةٍ، ثم لم يُنزل بها العذاب أغلى أسعارها وقصّر أعمارها ولم تربح تجارتها ولم تغزُر أنهارها ولم تُزكّ ثمارها وسلّط عليها شرارها وحبس عليها أمطارها)
2 - ورد في حديثٍ آخر عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (كلما احدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)
3 - في رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (مَن يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار)
4 - وعنه أيضاً (عليه السلام): (إنّ الرجُل ليُذنب الذنب فيُحرمُ صلاة الليل وإنّ عمل الشّر أسرع في صاحبه من السكّين في اللحم)
يُمكن لهذه الأحاديث أن تكون شاهداً على هذا البحث بخصوص العلاقة الطبيعيّة بين الذنب والحوادث المرة
نفحات القرآن ج4 ص362
/channel/hikma313
#محاضرة
الطريق الثالث: أن الكتب عرضت على الأئمة أن هذه الكتب كتب الحديث عرضت على الأئمة فأمضوا بعضها ورفضوا البعض الآخر كتب يونس أبن عبد الرحمن روى النجاشي بسند صحيح عن أبي هاشم داوود أبن قاسم الجعفري «رحمه الله» قال عرضت على أبي محمد صاحب العسكر من هو أبي محمد صاحب العسكر يعني «الإمام العسكري» كتاب «يوم وليلة» كتاب أسمه يوم وليلة ليونس فقال تصنيف من هذا؟
فقلت تصنيف يونس ومولى آل يقطين قال أعطاه الله بكل حرف نور يوم القيامة يعني أمضى الكتاب صحح الكتاب، وعرض كتاب الحلبي عبيد الله أبن علي أبن شعبة الحلبي وكان وجهاً وكبيراً في الشيعة آن ذاك عرض على الصادق
فصحح ثم قال أترى لهؤلاء «يعني للمذاهب الأخرى» مثل هذا؟
«يعني هذا كتاب عظيم» ليس لأبناء المذاهب الأخرى مثله
هذه الطرق الذي مارسها الأئمة في تنقية الحديث وغربلة الحديث قطعت مشوار كبير في تنقيح الأحاديث الواردة عنهم وعن النبي هذه مرحلة الأئمة
المرحلة الثانية: مرحلة الغيبة الصغرى: يعني مرحلة سفراء الأئمة «صلوات الله عليهم أجمعين» ماذا كان يصنع السفراء؟!
كانوا أيضاً يمشون على طريق غربلة الحديث وتنقيح الحديث بعدة طرق:
1 - الطريق الأول: التحذير من الكذابين: صدر من السفراء التحذير من أحمد أبن بلال العبرتاري أحمد أبن هلال كان عالم لكن بان كذبه لما بان كذبه تصدى السفراء لتنبيه الناس على كذبه وأن لا تؤخذ منه الرواية
2 - الطريق الثاني: أن السفراء كانون يصححون الكتب أنقل لك هذه الرواية روى الشيخ الطوسي في كتاب «الغيبة» بسنده لما عمل محمد أبن علي الشلمغاني كتاب «التكليف» ألّف كتاب اسمه كتاب «التكليف» قال الشيخ، مَن هو الشيخ؟
يعني «أبا القاسم الحسين أبن روح» رضي الله عنه السفير الثالث لمّا سمع بالكتاب قال: (أطلبوه إليّ لأنظره)
السفراء لم يكونوا جالسين فقط يفتون بل كانوا يراقبون أي كتاب يصدر في عالم الشيعة آن ذاك يطلبونه أطلبوه إليّ لأنظره فجاءوا به فقرأه من أوله إلى آخره أتبع الكتاب ثم قال: (لا يوجد فيه شيء إلا وقد روي عن الأئمة إلا موضعَين فإنه كذب عليهم فيها) يعني نص على المواضع هذا موضعان كذب لم يصدر من الأئمة البقية صدر من الأئمة الطاهرين «صلوات الله عليهم أجمعين» فهذا شاهد على أن مرحلة السفراء كانت امتداد لمرحلة الأئمة «صلوات الله عليهم» في تنقيح الروايات وغربلتها وتنزيها من حديث الموضوع
#السيد_منير_الخباز
/channel/hikma313
#الصوفية
محاربة العلماء والحوزات الشيعية للعرفاء أمر واضح لا خفاء فيه ولكن هؤلاء العرفاء حاولوا أن يُظهروا محاربة العلماء لهم هي محاربة للأخلاق وتزكية النفس والتقرّب إلى الله تعالى
ولم يكشِفوا المستور ويعترفوا صريحاً أن العلماء لم يكن لهم عداء للأخلاق والتقرّب إلى الله وإنما عداؤهم للتصوّف وما يحمل من معتقدات لا يرتضيها الدين
وإليك بعض نصوص العرفاء في ذلك:
يقول #ابن_عربي : (ما خلق الله أشقّ ولا أشدّ من علماء الرسوم [يقصد الفقهاء] على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي الذين منحهم أسراره في خلقه وفهمهم معاني كتابه وإشارات خطابه فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام) [١]
يقول #الخميني: (يزعم بعض علماء الظاهر [الفقهاء] أن العلوم العقلية والباطنية والمعارف الإلهية من الكفر والزندقة، ويُعاندون طلابها وعلمائها) [٢]
يقول محمد حسين الطهراني: (لقد أبعدت حوزة النجف السيد حسن المسقطي ولم تعلم هذه الحوزة الضائعة المتحيّرة أي جوهر ثمين فقدت وأي رجل توحيد وأي شخصية إلهية وأي أسطوانة عِلم وسند فضيلة أضاعت) [٣]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] الفتوحات المكية ج1 ص279
[٢] الأربعون حديثاً ص419
[٣] الروح المجرد ص115
/channel/hikma313
#تأريخ
• 27 جمادى الأولى/ وفاة عبد المطلب
في الثامنة من عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رحل جده العظيم عبد المطلب بن هاشم إلى ربه
والجدير بالذكر أن العلامة المجلسي قال في مرآة العقول: «إن عمره الشريف كان عند رحلة جده ٨ سنوات وشهرين وعشرة أيام»
فإذا كانت السنة قمرية، فرحلته في ٢٧ جمادي الأولى
وإذا كانت شمسية، فهي في ٢٧ شعبان تقريباً
وقيل: إن رحلته في ١٠ ربيع الأول
قال الصادق (عليه السلام) «يُحشر عبد المطّلب أمة واحدة، عليه سيماء الأنبياء وهيبة
الملوك»
تقويم الشيعة ص203
/channel/hikma313
#مقتطفات
• رؤيا الاموات في المنام
قال الشيخ الطوسي في مصباحه: ومَن أراد رؤيا ميت في منامه فليقل [في منامه]: ((اللهم أنت الحي الذي لا يُوصف، والايمان يُعرف منه، منك بدأت الأشياء وإليك تعود فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه، وما أدبر منها لم يكن له ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، فأسألك بلا إله إلا أنت، وأسألك ببسم الله الرحمن الرحيم وبحق حبيبك محمد (صلى الله عليه وآله) سيد النبيين، وبحق علي خير الوصيين، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين، وبحق الحسن والحسين الذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة أجمعين أن تصلي على محمد وآله وأهل بيته، وأن تُريني ميتي في الحال التي هو فيها)) فإنك تراه إن شاء الله تعالى
ومقتضى إطلاق صدر الخبر أن يكون للداعي إذا عمل بهذه النسخة أن يبدّل آخر الدعاء بما يناسب رؤية الامام الحي والنبي الحي بل الظاهر أن يكون له ذلك إن أراد رؤية كل واحد من الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) حياً كان أو ميتاً
بل في كتاب تسهيل الدواء، بعد ذكر الدعاء المذكور، وذكر مشايخنا (رضوان الله عليهم) أن مَن أراد أن يرى أحداً من الأنبياء أو أئمة الهدى (صلوات الله عليهم) فليقرأ الدعاء المذكور إلى قوله أن تصلي على محمد وآل محمد ثم يقول:
((أن تريني فلاناً)) ويقرأ بعده سورة والشمس، والليل، والقدر، والجحد، والاخلاص والمعوذتين، ثم يقرأ مائه مرة سورة التوحيد فكل مَن أراده يراه ويسأل عنه ما أراده، ويُجيبه إن شاء الله
بحار الانوار ج53 ص329
/channel/hikma313
#قرآنيات
الثاني ـ وذهب بعض المفسّرين إلى عصمة اولي الأمر ورفضوا النظرية السابقة وبما أن الناس بصورة عامة غير معصومين فلذلك يكون المراد باولي الأمر مجموع الامّة الإسلامية، وبديهي أن الامّة الإسلامية معصومة من الخطأ فلا يمكن أن يقع جميع المسلمين في وادي الضلالة والخطأ رغم أن كل فرد غير معصوم، وعلى هذا الأساس فكما أن إطاعة الله ورسوله واجبة فكذلك يجب اتباع الامّة الإسلامية أيضاً
ولكن نقول في مقام الجواب على هذه النظرية: كيف يمكن تحصيل رأي جميع أفراد الامّة الإسلامية؟
ألا يجب تحصيل جميع آراء ونظريات المسلمين؟ وإذا لم يجب تحصيل رأي كل فرد من المسلمين وانتخب المسلمون وكلاء ونوّاب عنهم وقلنا بكفاية اتفاق وإجماع هؤلاء الوكلاء والنوّاب للُامّة الإسلامية فإنه يقال: هل يمكن أن يحصل اتفاق في آراء هؤلاء الوكلاء للُامّة الإسلامية؟
إنّ الغالب هو عدم إمكانية تحصيل الاتفاق في الآراء حتى لوكلاء ونوّاب الامّة الإسلامية، فلو قيل إنّ اتفاق الآراء غير لازم بل المعيار هو الأكثرية، فكلما رأت أكثرية النوّاب للُامّة الإسلامية في مسألة معيّنة الحلّ بصورة معيّنة فيجب اتباعهم بعنوانهم اولي الأمر، فهل أن معنى اولي الأمر يصدق حقيقةً على أكثرية النوّاب والوكلاء للُامّة الإسلامية؟
آيات الولاية في القرآن ص82
/channel/hikma313
#في_روضة_الاخلاق
❇️ الدعامة الإلهية ❇️
من المعلوم أنّ ما ذكر من الدعامات والأسس لا يخلو من واقعية على مستوى دفع الإنسان نحو الفضائل الأخلاقية ولكن وكما أشرنا إليه سابقاً أنها لا تخلو ولا تسلم من الخطأ والإنحراف مثل دعامة الإنتفاع والإستغلال التي تأخذ طريقها في أي وقت وزمان فتارة تسير مع الأخلاق واخرى تعارضها
والبعض الآخر من الدعامات له قدرة محدودة في تحريك الإنسان ومشوبة بالنقص والقصور ولربّما أخطأت واشتبهت
والدافع الوحيد الخالي عن الخطأ والإشتباه والعاري من كل نقص في دائرة المسائل الأخلاقية هو الدافع الإلهي الذي يكون مصدره الله تعالى، والوحي في إطار التعاليم الدينية
وهنا لا تعتبر الفضائل الأخلاقية وسيلة للإنتفاع والإستغلال، ولا هي وسيلة للرفاه الإجتماعي وإن كانت الأخلاق قطعاً وسيلة للرفاه والعمران والهدوء وتؤمّن المنافع الماديّة أيضاً
فالأصالة هنا للدوافع الروحية والمعنوية أو بعبارة اخرى أنّ الذات الإلهية المنزّهة والتي هي الكمال المطلق، ومطلق الكمال، وجميع صفاته الجمالية والجلالية تكون هي المحور الأصلي للمسألة وكل إنسان يسعى في المضي قدماً للوصول إلى الكمال المطلق ويتحرّك في حياته المعنوية من موقع تفعيل نور أسماء الصفات الإلهية في نفسه ليشبهه ويتقرٍب إليه أكثر وأكثر يومًا بعد يوم وإن كانت ذاته المقدسة منزهّة عن الشبيه الحقيقي، ويصل إلى الكمال المطلق فلا حدّ للكمال هناك
وبذلك يعيش بكل وجوده حالة الإستغراق من الحب لله تعالى والكمال المطلق، وتُنير وجوده وباطنه، أنوار وصفات الذات المقدّسة بحيث يطلب الكمال والرقي في الدرجات العليا في كل لحظة فلا يتقيّد بالمنافع المادية ولا يطلب الأخلاق للشخصية والإحترام ولا يكون هدفه الضمير وحده بل لديه هدف أسمى وأعلى من كل تلك الامور
فلا يأخذ معلوماته من العقل والوجدان فقط، بل يستعين بالوَحي أيضاً ليميّز في ظله القيم الحقيقية من الكاذبة وليمشي بخطى ثابتة مع إيمان ويقين كاملين في هذا الطريق، والقرآن الكريم، هو خير دليل في هذا المضمار ويُصرّح القرآن الكريم بأنّ الأعمال الأخلاقية هي وليدة الإيمان بالله واليوم الآخر، ودائمًا ما يردف العمل الصالح بالإيمان، وعرّف العمل الصالح، بالثمرة لشجرة الإيمان
يتبع . . .
الأخلاق في القرآن ج1 ص68
/channel/hikma313
💢جواب السؤال الثاني: كيف أكون صالحاً؟(25)
💎 تكملة الملاحظة الثالثة: أدبيات النفقة:
💠 4 / أن تكون النفقة بلا منة، قال تعالى (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم)
ويقول الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعاءه: (وأجرِ على يدي الخير للناس ولا تُمحقه بالمن…)
💠 5 / أن تكون سرية مهما أمكن، فإنها أرجى للإخلاص، وأحفظ لماء وجه السائل، إلا إذا قصد من إظهارها تشجيع الغير على الاقتداء به، أو لأمر آخر مشروع
💠 6 / وخير الصدقة ما كانت ابتداءً، فقد ورد عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال: يا ابن رسول الله أنا من مواليكم أهل البيت، وبيني وبينكم شقة بعيدة وقد قل ذات يدي، ولا أقدر أن أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني
قال: فنظر أبو عبد الله (عليه السلام) يميناً وشمالاً وقال: ألا تسمعون ما يقول أخوكم؟
إنما المعروف ابتداءً، فأما ما أعطيت بعد ما سأل، فإنما هو مكافاة لما بذل لك من ماء وجهه
💧ثم قال: فيبيت ليلته متأرّقاً متململاً بين اليأس والرجاء لا يدري أين يتوجه بحاجته، فيعزم على القصد إليك، فأتاك وقلبه يجب وفرائصه ترتعد، وقد نزل دمه في وجهه، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد، أم بسرور النجح؟!
فأن أعطيته رأيت أنك قد وصلته، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبياً لما يتجشم من مسألته إياك، أعظم مما ناله من معروفك
قال: فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم، ودفعوها إليه
/channel/hikma313
#في_روضة_التربية
✴️الجانب الثالث: الجانب الاجتماعي (2)
🔹المفردة الأولى: العلاقة مع الصاحب والصديق
يعتبر موضوع الصديق من المواضيع الاجتماعية التي فرضت نفسها بقوة الواقع، فهناك أمور لو أردنا البحث عن دليل لها فإنها لا تحتاج إلى أكثر من النظر إلى نفس الواقع، ولو نظرنا إلى حياتنا اليومية بجميع مراحلها لوجدنا أن الصديق أمر فرض نفسه على أرض الواقع، ولا نحتاج معه إلى دليل يثبت ضرورة الصداقة والصحبة في حياتنا الاجتماعية، ولأهمية هذا الموضوع، نجد أن الإمام السجاد قد أبرز حقوقه ببيان واضح
فقال: «وأما حق الصاحب فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلاً وإلا فلا أقل من الانصاف وأن تكرمه كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأته ولا تقصر به عما يستحق من المودة تلزم نفسك نصيحته وحياطته ومعاضدته عليه طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما لا يهم به من معصية ربه، ثم تكون [عليه] رحمة ولا تكون عليه عذاباً ولا قوة إلا بالله»
فحق الصاحب أن تصحبه بالفضل ما استطعت إليه سبيلاً، وإلا، أي إذا لم تتمكن أن تتعامل معه بالفضل، فلا أقل من الإنصاف، بأن تُحِبّ له ما تحبُّ لنفسك، وتكره له ما تكره لها، وأن تحفظه كما يحفظك وأن تكرمه كما يكرمك وأن لا يسبقك فيما بينك وبينه إلى مكرمة فإن سبقك كافأته...
وسنذكر عدة محاور للوصول إلى هدف معين:
المحور الأول: مميزات علاقة الصداقة: تحدثنا في ما سبق عن أنّ للإنسان علاقات متعددة، منها عامودية -كالعلاقة مع الله، مع الدين والشريعة، والنّبي، والإمام، وما يترتب على هذه العلاقات من حقوق- وهناك علاقات أفقية: الأسرة، النسب، اللون، القومية...
من ضمن هذه العلاقات الأفقية التي تربط الإنسان بأبناء جنسه هي: علاقة الصداقة، وتمتاز هذه العلاقة عن باقي العلاقات بعدة مميزات منها
يتبع . . .
/channel/hikma313
#مواقف
سأل حمران بن أعين رحمه الله يحيى بن أكثم عن قول النبي (صلى الله عليه وآله) حيث أخذ بيد علي (عليه السلام) وأقامه للناس، فقال: (مَن كنت مولاه فعلي مولاه) أبأمر من الله تعالى ذلك، أم برأيه؟
فسكت عنه حتى انصرف، فقيل له في ذلك
فقال: إن قلت: برأيه نصبه للناس خالفت قول الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}، وإن قلت: بأمر الله ثبتت إقامته
قال: فلِمَ خالفوه واتخذوا وليّاً غيره؟
قال العوني:
فما ترك النبي الناس شورى * بلا هـــادٍ ولا علــمٍ مقيـــم
ولكن سوّل الشيطان أمـــراً * فأودى بالسوام وبالمسيــمِ
مواقف الشيعة ج3 ص9
/channel/hikma313
#تأريخ
《للذكر مثل حظ الانثيين》
ومن جملة العلماء الذين أرسل قاسم الوفود للقائهم والدي قدم الوفد من بغداد وكان برئاسة عبد المجيد كمونة عضو مجلس السيادة وكان معه ثلاثة ضباط برتب رفيعة طلبوا اللقاء بوالدي ولما كان والدي مريضاً يعاني من آلام في صدره فقد أوكل اللقاء إليّ
قلت لهم: تفضلوا ما هو طلبكم؟
ابتدأ عبد المجيد كمونة حديثه: نحن جئنا إليكم لنتعرف على رأيكم ماذا حل بالناس حتى غيروا موقفهم تجاه الحكومة؟
ماذا جرى للشعب حتى تحول موقفهم من الحب إلى الكره والبغضاء للدولة وللزعيم
قلت: في البدء أحبوا عبد الكريم قاسم ظناً منهم بأنه سيجري تغييراً في شؤون البلاد وأنه سيقوم بإصلاح الأوضاع لكنه لم يفعل هذه الإصلاحات فقط بل أضاف إليها مفاسد جديدة
بدت علامات التعجب على الوفد على الخصوص عبد المجيد كمونه ثم وجّه نظراته إليّ وقال وما هي تلك المفاسد الجديدة؟
بدأت أتحدث بإسهاب وبحضور الوالد
قلت إحدى هذه المفاسد قانون الأحوال الشخصية القرآن الكريم يقول (للذكر مثل حظ الأنثيين) بينما يقول هذا القانون للذكر مثل حظ الأنثى في الإرث ليست هناك أية مساواة بين الذكر والأنثى لا مساواة في العقل ولا في العاطفة ولا في الخلقة
أجل هناك مساحة من المساواة وهي تكاد تكون محصورة في بعض الأمور وقد لاحظ الإسلام هذا الأمر
ولو أمعنا النظر إلى المجتمع الغربي الذي أعلن منذ فترة مساواة المرأة بالرجل تكشف لنا عدم تساويهما
ففي المجال الاقتصادي فإن تحمل الرجل هو أكثر من تحمل المرأة لذا نجد إن تسعة وتسعين بالمائة من التجار هم من الرجال في المجتمعات الغربية علماً بأن القوانين لا تمنع المرأة من التصدي لهذا النشاط
وأيضاً عندما ننظر إلى رؤساء الدول والحكومات سنجد أن تسعة وتسعين من هؤلاء الرؤساء هم من الرجال وليسو من النساء مع أن قانون تلك البلاد يسمح للمرأة بأن ترشح نفسها للإنتخابات
والشيء نفسه مع تفاوت طفيف عندما نأتي إلى منصب الوزارة ومنصب السفارة وما أشبه ذلك فإن هذه الوظائف هي بمثابة تحميل المرأة ما هو أكثر من طاقتها
مثلها حينئذ مثل السيارة الصغيرة الـتي نحملها المواد الإنشائية وهي لا تستطيع أن تتحمل ذلك وإنما خصصت لنقل المسافرين
ومثلها أيضاً مثل الشاحنة الكبيرة التي نستخدمها لنقل المسافرين من بلد لآخر وهي خصصت لنقل المواد الإنشائية
وقد أجرى الله سبحانه وتعالى حكمته على عباده وجعل لكل عضو في المجتمع وظيفة كما أنه جعل لكل عضو من بدن الإنسان وظيفة معينة فللعين وظيفة البصر وللأذن وظيفة السمع وللفم وظيفة وهكذا فلا يمكن للعين أن تؤدّي وظيفة الفم ولا للفم أن يؤدي مهمة الأذن وهذا بحث طويل
ونحن قد بحثنا معهم هذا الموضوع فلم يك لهم أي جواب لأنهم كانوا في الواقع بعيدين عن الثقافة الإسلامية ومتأثرين بالحضارة الغربية فيعتقدون أن كل ما يفعله الغرب صحيح ولو لم يقبله عقلاؤهم
وقلت أيضاً أنتم منعتم تنفيذ (قانون الناس مسلطون على أموالهم وعلى أنفسهم) الذي أعلنه الرسول صلى الله عليه وآله لقد ألغيتموه واستبدلتموه بقانون ما يسمى بالإصلاح الزراعي الذي أجاز لكم تقسيم أراضي الملاكين وتوزيعها على الفلاحين مع أن تلك الأراضي كانت لهم وليس من حقكم إعـطاؤها للغير وكان باستطاعتكم إعطاؤهم الأراضي الموات والبائرة وهي كثيرة جداً
أما كان من الأفضل أن تعطوا هؤلاء الفلاحين من تلك الأراضي الموات ليزرعوها فالمياه متوفرة ولا توجد للفلاحين مشكلة من هذا الجانب
وقد نتج عن هذه السياسة الخاطئة التي نفذتموها تخريب الزراعة فـي العراق لأن هـؤلاء الفلاحين لا يستطيعون إدارة المحصول ولا يعـرفون تسويقه ولا يعرفون قيمة تلك الأراضي فكانت الحصيلة تركهم أرضهم وهجرتهم إلى المدن
لقـد ضيعتم زراعة الأرض وضيعتم الفـلاح وترك الفلاحون مزارعهم وهاجروا إلى المدن وهذا هو نتيجة الإصلاح الزراعي
أصبح العراق يستورد الحنطة والشعير بعد أن كان يصدرهما فقانون الإصلاح الزراعي قانون باطل
وكل العلماء سنة وشيعة أفتوا ببطلانه وأنتم تعرفون سبب بطلانه ومع ذلك لا زلتم تصرون على تطبيقه وتنادون بتنفيذه
ومن الأمور الأخرى التي قمتم بها وانقلبت لغير صالحكم منحكم الحرية المطلقة للحزب الشيوعي ليقوم بما يشاء دون محاسبة ودون أي رادع في مقابل حظركم لبقية الأحزاب عن النشاط السياسي
لقد قلدتم الغرب فـي منح الحزب الشيوعي حرية العمل السياسي لكنكم لم تقلدوه في منح الحرية للأحزاب الأخرى وطنية كانت أو إسلامية لتكون في تنافس مستمر إنكم حظرتم على الأحزاب الأخرى وأجزتم الحزب الشيوعي، علماً أن من المفترض عليكم أن تعطوا لجميع الأحزاب حرية العمل والنشاط مع ملاحظة ما عندنا من أمور كثيرة على شرعية الحزب الشيوعي من تناقضه مع الدين والقيم والأخلاق والفطرة فالحزب الشيوعي هو بالضد مع الخالق البارئ وبالضد مع المخلوق وبالضد مع الحرية وبالضد مع الفطرة البشرية وبالضد مع أماني الشعب وتطلعاته
يتبع
تلك الايام ص115
#المجدد_الشيرازي_الثاني
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
عن الامام الرضا (عليه السلام) قال: فضل خبز الشعير على البُر كفضلنا على الناس، وما من نبي إلا وقد دعا لأكل الشعير وبارك عليه، وما دخل جوفاً إلا وأخرج كل داء فيه، وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار، أبى الله تعالى أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيراً
الكافي الشريف ج6 ص304
/channel/hikma313
#في_روضة_الفقه
س/ ما حد الجهر والاخفات في قراءة الفاتحة والسورة اثناء الصلاة ؟
الجواب
السيد السيستاني
وأما اتصاف التكلم بالجهر والاخفات فالمناط فيه أيضاً الصدق العرفي لاسماع من بجانبه وعدمه ولا ظهور جوهر الصوت وعدمه فلا يصدق الاخفات على ما يشبه كلام المبحوح وإن كان لا يظهر جوهر الصوت فيه ولا يجوز الافراط في الجهر كالصياح في القراءة حال الصلاة
منهاج الصالحين م٦٢٠
ــــــــــــــــــــــــ
السيد الحكيم
الظاهر أن المرجع فيهما إلى العرف
منهاج الصالحين م٢١٢
ــــــــــــــــــــــــ
الشيخ الوحيد
مناط الجهر والإخفات الصدق العرفي، لإسماع من بجانبه وعدمه، ولا يصدق الإخفات على ما يشبهه كلام المبحوح، وإن كان لا يظهر جوهر الصوت فيه، ولا يجوز الإفراط في الجهر كالصياح، والاقوى في الإخفات أن يسمع نفسه تحقيقاً، أو تقديراً، كما إذا كان أصم، أو كان هناك مانع من سماعه
منهاج الصالحين م٦٢٠
ــــــــــــــــــــــــ
السيد صادق الشيرازي
إذا رفع صوته بالحمد والسورة أكثر من المتعارف كما لو قرأهما بصياح عال بطلت صلاته
المسائل الاسلامية م١٠٦٥
ــــــــــــــــــــــــ
السيد الخوئي
مناط الجهر والإخفات الصدق العرفي، لإسماع من بجانبه وعدمه، ولا يصدق الإخفات على ما يشبهه كلام المبحوح، وإن كان لا يظهر جوهر الصوت فيه، ولا يجوز الإفراط في الجهر كالصياح، والأحوط في الإخفات أن يسمع نفسه تحقيقاً، أو تقديراً، كما إذا كان أصم، أو كان هناك مانع من سماعه
منهاج الصالحين م٦٢٠
ــــــــــــــــــــــــ
السيد الصدر
مناط الجهر والإخفات الصدق العرفي، لإسماع من بجانبه وعدمه، والظاهر انطباقه على ظهور جوهر الصوت وعدمه دون غير ذلك الضوابط التي قالوها
واما الصوت المشابه لكلام المبحوح فقد يكون جهراً وقد يكون إخفاتاً فيتبع كلا منها حكمه والاحوط استحباب في الاخفات أن يسمع نفسه تحقيقاً او تقديراً كما اذا كان اصم او كان هناك مانع عن سماعه
منهج الصالحين ج١ م٧٩٥
ــــــــــــــــــــــــ
السيد محمد الشيرازي
إذا رفع صوته بالحمد والسورة أكثر من المتعارف كما لو قرأهما بصياح عال بطلت صلاته
منتخب المسائل الاسلامية ص١١٤
ــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: لا يجوز التصرف بمحتوى الاستفتاء يرسل من غير تغيير
/channel/hikma313
#في_روضة_الانبياء
{ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون * قال يا قوم لِمَ تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون * قالوا اطّيرنا بك وبمَن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون}
(بيان) اجمال من قصة صالح النبي (عليه السلام) وقومه، وجانب الانذار في الآيات يغلب على جانب التبشير كما تقدمت الإشارة إليه
قوله تعالى: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً} إلى قوله {يختصمون} الاختصام والتخاصم التنازع وتوصيف التثنية بالجمع أعني قوله: {فريقان} بقوله: {يختصمون} لكون المراد بالفريقين مجموع الأمة و {إذا} فجائية
والمعنى: وأقسم لقد أرسلنا إلى قوم ثمود أخاهم ونسيبهم صالحاً وكان المرجو أن يجتمعوا على الايمان لكن فاجأهم أن تفرّقوا فريقين مؤمن وكافر يختصمون ويتنازعون في الحق كل يقول: الحق معي، ولعل المراد باختصامهم ما حكاه الله عنهم في موضع آخر بقوله: {قال الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمَن آمن منهم أتعلمون ان صالحاً مرسل من ربه قالوا إنّا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنّا بالذي آمنتم به كافرون} الأعراف: ٧٦
ومن هنا يظهر ان أحد الفريقين جمع من المستضعفين آمنوا به والآخر المستكبرون وباقي المستضعفين ممن اتبعوا كبارهم
قوله تعالى: {قال يا قوم لِمَ تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة} الخ الاستعجال بالسيئة قبل الحسنة المبادرة إلى سؤال العذاب قبل الرحمة التي سببها الايمان والاستغفار
وبه يظهر أن صالحاً (عليه السلام) إنما وبخهم بقوله هذا بعد ما عقروا الناقة وقالوا له: {يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين} فيكون قوله: {لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون} تحضيضاً إلى الايمان والتوبة لعل الله يرحمهم فيرفع عنهم ما وعدهم من العذاب وعداً غير مكذوب
قوله تعالى: {قالوا اطّيرنا بك وبمَن معك قال طائركم عند الله} الخ التطيّر هو التشأّم، وكانوا يتشأّمون كثيراً بالطير ولذا سمّوا التشأم تطيّراً ونصيب الانسان من الشر طائراً كما قيل
فقولهم خطاباً لصالح: {اطّيرنا بك وبمَن معك} أي تشأّمنا بك وبمَن معك ممَن آمن بك ولزمك لما أن قيامك بالدعوة وإيمانهم بك قارن ما ابتلينا به من المحن والبلايا فلسنا نؤمن بك
وقوله خطابا للقوم: {طائركم عند الله} أي نصيبكم من الشر وهو الذي تستوجبه أعمالكم من العذاب عند الله سبحانه
ولذا أضرب عن قوله: {طائركم عند الله} بقوله: {بل أنتم قوم تفتنون} أي تختبرون بالخير والشر ليمتاز مؤمنكم من كافركم ومطيعكم من عاصيكم
ومعنى الآية: قال القوم: تطيّرنا بك يا صالح وبمَن معك فلن نؤمن ولن نستغفر قال صالح: طائركم الذي فيه نصيبكم من الشر عند الله وهو كتاب أعمالكم ولست أنا ومن معي ذوي أثر فيكم حتى نسوق إليكم هذه الابتلاءات بل أنتم قوم تُختبرون وتُمتحنون بهذه الأمور ليمتاز مؤمنكم من كافركم ومطيعكم من عاصيكم
الميزان في تفسير القرآن ج15 ص372
/channel/hikma313
#شذرات
《المبادرة إلى تحقيق الأهداف》
«يا أبا ذر، إيّاك والتسويف بأملك، فإنّك بيومك ولستَ بما بعده. فإنْ يكن غدٌ لك، فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإنْ لمْ يكنْ غدٌ لك، لم تندم على ما فرّطتَ في اليوم
يا أبا ذر، كم مِن مستقبلٍ يوماً لا يستكمله، ومنتظرٍ غداً لا يبلغه!!»
يوجّه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الصحابي الجليل أباذر بأن يعمل وكأنّه يعيش في آخر يوم من حياته، بحيث لو عاش في غد لا يستولي عليه الندم في كونه ترك فرضاً أو عبادة فاتته في الأمس، أو عملاً صالحاً بعينه لم يمارسه، أو ارتكب معصية بحق الله تعالى أو أذى بحق إنسان صدر منه
وقد ذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) الأماني ههنا من باب المثال، والغرض هو أن يتأمّل الإنسان في حياته وأن يكون قصير الأمل، لأنّه لا يدري هل سيعيش غداً؟
لقد مضى على رحيل أبي ذر حوالي (1400) عام، لكن اسمه ووصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ما يزالان خالدين في الأذهان
لقد التزم أبو ذر بوصيّة سيّده ومولاه، فأصبح اسمه لامعاً مشرقاً في كتب التأريخ والتفسير والثقافة
لقد رحل أبو ذر وانتهت حقبته، وجاء الدور إلى أُناسٍ آخرين، فما هي مدى وكمّية استفادة هؤلاء من ثروة أعمارهم وفرصهم في الحياة؟
يا أبا ذر ص47
#المرجع_الشيرازي
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
عن الامام الباقر (عليه السلام): تقول ثلاث مرات إذا نظرتَ إلى المبتلى من غير أن تُسمعه: «الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به، ولو شاء فعل»
قال: مَن قال ذلك لم يُصبه ذلك البلاء أبداً
الكافي الشريف ج2 ص97
/channel/hikma313