#في_روضة_الحديث_وشرحه
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه تبع جنازة فسمع رجلاً يضحك فقال (عليه السلام) (كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون...)
يقول الشيخ محمد باقر الكمرهاي:
...الضحك خاصة لنوع الانسان، وينشأ عن سرور صاعد على القلب من تأثّر ناش عن نيل محبوب، أو تعجّب بالغ عن مشاهدة مناظر طيّبة، ويعرض هذه الحالة للأطفال والمجانين أكثر من غيرهما، حتى عدّ كثرة الضحك نوعاً من الجنون، لأنّه يدلّ على غفلة
واغترار، تغلب على التفكر والاعتبار، والتوجّه إلى المبدء
والمعاد
ومشاهدة مظاهر الموت من أوعظ المناظر وأهمّها للعبرة والتفكر في العواقب، وبهذا الاعتبار كان كثرة الضحك مكروها وممقوتاً عند الشرع والعقلاء الحكماء وخصوصاً في موارد تعدّ للتوجّه إلى المبدء أو المعاد، كالمساجد
والمقابر وعند الجنائز، وفي تشييع الأموات
مضافاً إلى أنّ الضحك خلف الجنازة نوع هتك للميّت وقلّة مبالاة بصاحب المصيبة وأولياء الميّت المقروحي الأكباد والمحروقي القلوب
وهذا الرجل قد بالغ في ضحكه حتى أسمعه أمير المؤمنين عليه السلام فشرع في إرشاده وموعظته بهذه الجمل العاتبة القارعة، ونبّهه على سوء عمله، كأنه لا يعتقد بالموت ولا يعترف بالحق، وكأنّ الميّت مسافر يودّع أحبّاءه ثم يرجع إليهم عن قريب [١]!!
يقول الشيخ محمد تقي التستري:
«قول المصنّف» «وتبع عليه السلام جنازة فسمع رجلاً يضحك» عن الصادق (عليه السلام) (كم ممّن كثر ضحكه لاغياً، يكثر يوم القيامة بكاؤه، وكم ممّن كثر بكاؤه على ذنبه خائفاً يكثر يوم القيامة في الجنّة ضحكه وسروره)...
«وكأنّ الذي نرى من الأموات سفر» بالفتح فالسكون، جمع سفر من (سفر): خرج إلى السفر
«عمّا قليل إلينا راجعون» في الكافي عن الصادق (عليه السلام): (عجب لقوم حبس أوّلهم عن آخرهم ثمّ نودي فيهم بالرحيل وهم يلعبون) [٢]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] تكملة منهاج البراعة ج21 ص361
[٢] بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة ج11 ص323
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مَن زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوّار الله، وكان حقيقاً على الله أن يُكرم زائره
بحار الانوار ج72 ص364
/channel/hikma313
#مطبوعات
من الفوارق المهمة جدا في بنية كتاب الكافي، وكتاب صحيح البخاري أن الكليني يتسلسل تسلسلا منطقيا علميا في بناء كتابه، على خلاف ما نجده عند البخاري، فالكليني مثلا وضع كتاب التوحيد بعد كتاب العقل وكتاب فضل العلم، فالعقل مدار التكليف، فهو أولا، وبيان فضل العلم مقدمة مهمة للحث على التعلم والسعي في التحصيل، فهو ثانيا، ثم بعد هذين الكتابين يعقد الكليني كتاب التوحيد..
بينما جاء كتاب التوحيد في آخر صحيح البخاري، فالبخاري قدم كتاب الحيض والصيد والبيع على كتاب التوحيد.. مع أن المسلمين قاطبة قد اتفقت كلمتهم على أن أول ما يجب معرفته هو التوحيد، وما بُعث نبي إلا لهداية الناس للتوحيد قبل كل شيء..
هذا، وقد اضطروا للبحث عن تبرير ينفع في الجواب عن علة تأخير البخاري لكتاب التوحيد حتى جعله آخر كتاب، فقالوا مثلا: ختم البخاري كتابه بالتوحيد لأنه آخر ما يجب أن يختم المرء به حياته.. وعبارات أخرى من هذا القبيل، وهو تبرير ضعيف، فالتوحيد أصل الأصول، ومن غيره لا تنفع صلاة ولا صوم، وكان يجب أن يبدأ به كتابه كما فعل الكليني،،
- قال ابن الجوزي في (أحكام النساء): معرفة الله أول واجب..
- وقال ابن حمدان في (المعتمد): أول ما يجب على المكلف معرفة الله..
- وقال ابن النجار في (الكوكب المنير): معرفته جل وعلا أول واجب..
ونصوص أخرى كثيرة تجري في هذا الفلك، فلذلك كان الكليني دقيقا عارفا خبيرا، فجعل كتاب التوحيد بعد كتابي العقل وفضل العلم..
أما عدد أحاديث كتاب التوحيد:
فهي في صحيح البخاري من غير تكرار: ٢٩ حديثا بحسب الألباني، و ١١ حديثا بحسب ابن حجر، و ٨ أحاديث بحسب الشثري.. في مقابل أكثر من ٦٠ حديثا صحيحا في الكافي بحسب علم مصطلح الحديث.. مضافا إلى أن باقي الأحاديث الضعيفة سندا هي في أكثرها صحيحة المضامين لموافقتها للعقل والنقل...
فهذا حال الكتابين في مسائل التوحيد..
ابو الحسن الهجري
/channel/hikma313
#سؤال_وجواب
س2: ما هو الحدُّ الشرعي الواجب للحجاب؟ / هل العباءة تعتبر فرضاً واجباً أو مستحباً؟ / ما حكم لُبس الحجاب الملوَّن؟ /..
ج: ولماذا السؤال عن الحدِّ الشرعي الدقيق؟ لماذا الالتزام بأقل قدرٍ ممكن منه؟ أليس الحجابُ صوناً وحمايةً وحفاظاً، صوناً من العقول المريضة، وحمايةً دون العيونِ الجائعة، وحفظاً من تلوُّثِ الاختلاطِ، ليبقى قلبُ الفتاةِ والفتى، طاهِراً من كُلِّ ريبةٍ، نقياً من كُلِّ شائبة.
ألا نقرأ قوله تعالى: (ذلكَ أطهرُ لقلوبكم وقلوبِهِنّ)؟
فلماذا التقليل منه؟
وغالباً ما أقول لطلبة الجامعات، هل أنَّكم تدرسون للحصول على الدرجة الكاملة والتفوُّق، أم لمجرد النجاح ولو بقرارٍ ومساعدةٍ من أستاذ وإدارة؟ قطعاً تدرسون للدرجة الكاملة والتفوُّق، فما بالكم حين يصل الأمر الى الدين، أو إلى الالتزام، أو الى مكارم الأخلاق، يكون البحث عن اسقاط الفرض فقط؟!
أو تعلم لماذا؟
لأننا لم نتيقَّن أن الأوامر الدينية في مصلحتنا دنيا وآخرة، فنبحث عن اسقاط الفرض فقط، أما حين نوقن بفائدتها نلتزم بكاملها، وننادي (هل من مزيد)؟!
فالحجاب مثالاً، فمن عرفت حكمته، واستشعرت قيمته، اجتهدت في أن تستر جسدها، وتتحجب في أخلاقها وكلامها وتصرُّفاتها أيضا.
وإن لم تعرف ذلك،بحثت أولاً عن الالتزام بأقل قدر ممكن فيه، ثم يتطوَّر أن تجعله زينةً، ولا بأس حينها ببعض المكياج قليلاً كان او كثيرا، ولا ضرر – عندها- أن لو أخرجت بعض خصلاتِ الشعر جلباً للأنظار! وهكذا.
فمغزى الجواب: إنَّ الالتزام بالقدر الأقل بالنسبة للحجاب، يؤدي في الغالب الى التقليل منه وصولاً الى الحرام، كالتبرُّج، او اظهار بعض الشعر، أو الملابس الضيِّقة غير الساترة والمظهرة للمفاتن، وهي محرَّمة.
#السيد_محسن_المدرسي
/channel/hikma313
#في_روضة_السيدة_نرجس
وإننا إذا تأملنا النقاط السابقة في مبحث (الاختيار الإلهي)، ولاحظنا سلسلة المواصفات النموذجية التي تحلت بها السيدة نرجس زال عنا بعض الاستغراب
وإذا ما تأملنا في موقف السيدة حكيمة ـ أخت الإمام الهادي (عليه السلام) ـ وذلك الإجلال والإكبار الفريد الذي خصت به السيدة نرجس حتى أنها صرحت لها، بأن عليها أن تخدم السيدة نرجس (عليها السلام) ولها المنة عليها بذلك أيضاً، كما صرحت أيضاً بأنها سيدتها ولم يكتف الإمام العسكري (عليه السلام) بـ (تقرير) ذلك فحسب، بل إنه عند ما سمع من عمته السيدة حكيمة هذه الكلمات قال لها: (جزاك الله يا عمة). هذا الحدث قد سبق ولادة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بسويعات
[وإليك ـ هذا المقطع التاريخي ـ كما ترويه السيدة حكيمة (عليها السلام) بنفسها، قالت: (فجئتُ ـ أي إلى دار الإمام العسكري (عليه السلام) ـ فلما سلّمت وجلست جاءت (نرجس) تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي وسيدة أهلي كيف أمسيت؟
فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمة؟
وفي رواية أخرى: فجاءتني نرجس تخلع خفي فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي، والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد (عليه السلام) ذلك فقال: جزاك الله ـ يا عمة ـ خيراً
▪بل إننا نجد فوق ذلك في التاريخ، فلقد انكبت السيدة حكيمة عليها السلام على يدي السيدة نرجس عليها السلام تقبلهما! فها هي السيدة حكيمة (عليها السلام) تصرخ قائلة: (فقلت: يا سيدي ـ الإمام العسكري (عليه السلام) ـ ممن يكون هذا الولد العظيم؟
فقال (عليه السلام) لي: من نرجس يا عمة؟
فقلت له: يا سيدي ما في جواريك أحب إليّ منها، وقمت ودخلت إليها وكنت إذا دخلت فعلت بي كما تفعل ـ أي كعادتها في احترامي ـ فانكببت على يديها، فقبّلتها ومنعتها ما كانت تفعله، فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها)
▫فقالت السيدة نرجس: فديتك، فقلت لها: أنا فداك وجميع العالمين!، فأنكرت ذلك، فقلت لها: لا تنكرين ما فعلت
🔸وإذا لاحظنا المكانة السامية جداً التي كانت تمتلكها السيدة حكيمة (عليها السلام)، ولاحظنا هذا الإجلال الفريد الذي تعاملت على ضوئه مع السيدة نرجس (عليها السلام) منذ ليلة ١٥ شعبان، زالت عنا بعض آثار تلك الدهشة، فلقد كانت السيدة حكيمة بعد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) هي إحدى السفراء القلائل جداً بين الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وبين الناس، وكانت منزلتها وعظمتها وجلالتها وقدرها كالنور على شاهق الطور
ـ كما صرح به العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في مزار البحار ـ وكانت هي التي عهد إليها الإمام (عليه السلام) بتربية السيدة نرجس عند حلولها دار الإمام، وهي في حوالي الرابعة عشر من العمر، ومع كل ذلك تقول للسيدة نرجس: (بل أنت سيدتي وسيدة أهلي)، (بل أنت سيدتي ومولاتي)، (بل أنا أخدمك على بصري)، و(أنا فداك وجميع العالمين)
السيدة نرجس مدرسة الأجيال ص36
السيد مرتضى الشيرازي
/channel/hikma313
#فقهيات
...ومنهم [أي من الغلاة] من ينسب إليه الاعتراف بألوهيته سبحانه إلا أنه يعتقد أن الأمور الراجعة إلى التشريع والتكوين كلها بيد أمير المؤمنين أو أحدهم (عليهم السلام)، فيرى أنه المحيي والمميت وأنه الخالق والرازق وأنه الذي أيد الأنبياء السالفين ستراً وأيد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) جهراً
واعتقادهم هذا وإن كان باطلاً واقعاً وعلى خلاف الواقع حقاً، حيث إن الكتاب العزيز يدل على أن الأمور الراجعة إلى التكوين والتشريع كلها بيد الله سبحانه، إلا أنه ليس مما له موضوعية في الحكم بكفر الملتزم به
نعم، الاعتقاد بذلك عقيدة التفويض لأن معناه أن الله سبحانه كبعض السلاطين والملوك قد عزل نفسه عما يرجع إلى تدبير مملكته وفوض الأمور الراجعة إليها إلى أحد وزرائه، وهذا كثيراً ما يتراءى في الأشعار المنظومة بالعربية أو الفارسية، حيث ترى أن الشاعر يسند إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بعضاً من هذه الأمور
وعليه فهذا الاعتقاد إنكار للضروري، فإن الأمور الراجعة إلى التكوين والتشريع مختصة بذات الواجب تعالى، فيبتني كفر هذه الطائفة على ما قدمناه من أن إنكار الضروري هل يستتبع الكفر مطلقاً أو أنه إنما يوجب الكفر فيها إذا رجع إلى تكذيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما إذا كان عالماً بأن ما ينكره ثبت بالضرورة من الدين؟
فنحكم بكفرهم على الأول وأما على الثاني فنفصل بين من اعتقد بذلك لشبهة حصلت له بسبب ما ورد في بعض الأدعية وغيرها مما ظاهره أنهم (عليهم السلام) مفوضون في تلك الأمور من غير أن يعلم باختصاصها الله سبحانه، وبين من اعتقد بذلك مع العلم بأن ما يعتقده مما ثبت خلافه بالضرورة من الدين بالحكم بكفره في الصورة الثانية دون الأولى
التنقيح في شرح العروة الوثقى ج3 ص68
#السيد_الخوئي
/channel/hikma313
#في_روضة_القران
《القرآن بين التزكية والتعليم》
للقرآن هدفان أساسيان إذا عرفناهما عرفنا بعض الجوانب الغامضة منه وهما تزكية النفس وتعليمهم ولقد أشار الكتاب إلى هدفيه هذين في قوله سبحانه {هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}
فالآيات القرآنية التي تتلى على الأميين تهدف تزكيتهم ثم تعليمهم الكتاب والحكمة
فما هو الفرق بين (التزكية) و(التعليم) ؟
وكيف أن القرآن يجمع بينهما مرة واحدة ؟
التزكية هي تنظيف النفس البشرية من رواسبها الجاهلية سواء كانت من نوع الافكار الباطلة او المعتقدات الفاسدة او الاخلاق السيئة
التزكية هي تربية الانسان المتكامل الذي يفجر طاقاته العقلية والجسدية جميعاً باتجاه الخير والحق
وكلمة التزكية مشتقة من الزكاة، وهي الطهارة وأساس التزكية تقوية الارادة البشرية وتحكيم حس التحرر من الأهواء والشهوات وتحكيمه في سلوكه
ولا تهدف التزكية أكثر من تطهير البشر وتنظيفهم، بينما التعليم يهدف إضافة المعارف الجديدة للانسان لدفع عجلة البشر الى الامام وهو يعتمد على طاقة العقل الكامنة فيه
فالعلاقة بين التزكية والتعليم تشبه الى حد بعيد العلاقة بين تنظيف ماكنة السيارة وبين وضع الوقود فيها إذ التنظيف يغسل المواد الضارة والوقود يضيف مواد جديدة
فوقود الانسانية في مسيرتها الحضارية هو العلم ولكن هذا الوقود لا ينفع من دون تنظيف ماكنة الانسان من الاخلاق الفاسدة والافكار الباطلة
من هنا تكمل عملية التزكية عملية التعليم وتأتي الواحدة تتمة للأخرى
بحوث في القرآن الحكيم ص18
#المرجع_المدرسي
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه ويُسمّي ويُسمّون في أول الطعام ويحمدون الله عزّ وجلّ في آخره فترتفع المائدة حتى يُغفَر لهم
الكافي الشريف ج6 ص296
/channel/hikma313
#مقتبسات
ونكتفي بتسجيل بعض الملاحظات:
(1) زعمت توراتهم أنّ الله تعالى نهى آدم وحوّاء عن معرفة الحسن والقبيح، مع أنّ الله تعالى خلق الإنسان ووهبه العقل ليعرف به الحسن والقبيح، والخير والشر، فكيف يعقل أن ينهى عن معرفتهما!
وأمّا هداية القرآن فهي: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ}
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُون}
والآيات القرآنية في الترغيب في العلم والمعرفة والتعقل والتفكّر والتدبّر أكثر من أن تذكر في هذا المختصر
لقد خلق الله الإنسان للاستباق إلى الخيرات وأمره بها، وللاجتناب عن الشرور ونهاه عنها، والغرض من هذا التكوين والتشريع لا يتحقّق إلا بمعرفة الخير والشر، والأمر بذي المقدمة والنهي عن المقدمة مع انتهائهما إلى اجتماع النقيضين كيف يصدر عن سفيه، فضلاً عن الحكيم على الإطلاق؟!
(2) وزعمت توراتهم أنّ الله تعالى قال لآدم وحوّاء: إذا أكلتما من شجرة المعرفة تموتان، فأكلا منها فلم يموتا
فإن كان الله بزعمهم لا يعلم أنّهما لا يموتان، فهو جاهل
وإن كان يعلم فهو كاذب! وكيف يليق بالجاهل والكاذب أن يسمّى بالإله؟
والأعجب من ذلك أنّ الحيّة ترشد آدم وحوّاء إلى الأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ، وتكشف لهما كذب الإله (المزعوم لهم) وخداعه
وهذه نماذج من هداية القرآن في علم الله تعالى: {يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ}
{لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ}
{إِنَّما إِلهُكُمُ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}
(3) كيف يكون الموجود المحدود- الذي يضيّع آدم بين أشجار الجنة، وتحول الأشجار دون رؤيته له، ويناديه: أين أنت؟!
حتى يعرف مكانه من صوته!- جديرا بأن يكون إله العالمين، وعالم السرّ والخفيّات، والمحيط بالأرض والسماء، وخالق الكون والمكان؟!
وأمّا نموذج هداية القرآن فهكذا: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِين}
(4) بينما يعلّم القرآن الناس توحيد الله وتنزيهه ويقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}، فإنّ التوراة تعلّم الناس الشرك بالله تعالى، وتشبّهه بمخلوقاته! حيث تقول: «وقال الربّ الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منّا عارفاً الخير والشر...»
(5) نسبت توراتهم إلى اللّه تعالى أنه ندم على خلق آدم، فكان جاهلاً بعاقبة خلقه له! فكيف يصحّ لكتاب سماوي جاء لهداية البشر إلى ربّهم، أن ينسب إلى الله تعالى الجهل المستلزم لمحدودية الذات وتركّب الحقّ المتعال من نور العلم وظلمة الجهل، الموجب لاتصاف الخالق بصفة المخلوق
وهداية القرآن هكذا: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، {إذ ﻗﺎل رﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ إﻧﻲ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻷرض ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻗﺎﻟﻮا أﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻴﻬﺎ وﻳﺴﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪﻙ ﻭﻧﻘﺪﺱ ﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ}
مقدمة في أصول الدين ص78
#الشيخ_الوحيد
/channel/hikma313
#توصيات
عن الامام الرضا (عليه السلام): أيها الناس اتقوا الله في نعم الله عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه، واعلموا أنكم لا تشكرون الله عز وجل بشيء بعد الايمان بالله، وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد رسول الله أحب إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبرتهم إلى جنان ربهم، فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله تبارك وتعالى
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل الله تعالى عليه إن تأمّله وعمل عليه قيل: يا رسول الله هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل قد نجا ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى وسيمحو الله عنه السيئات، ويُبدّلها له حسنات، إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته، وهو لا يشعر فسترها عليه ولم يُخبره بها مخافة أن يخجل ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك الحساب، فاستجاب الله له فيه فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن
فاتصل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذا الرجل فتاب وأناب وأقبل على طاعة الله عزّ وجلّ فلم يأتِ عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة، فوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم
بحار الانوار ج49 ص182
/channel/hikma313
#عقائديات
قد ورد أن أهل الجنة لا يندمون على شيء من أمور الدنيا، إلا على ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله سبحانه فيها وأنه ليس نفس بر ولا فاجر إلا وتلوم نفسها يوم القيامة، إن كانت عملت خيراً قالت هلا ازددت حتى أنال مرتبة أعلى من مرتبتي، وإن عملت سوءاً قالت يا ليتني لم أفعل حتى لا أعذّب، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: «كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك»
وورد أن من أفضل الطاعات حفظ الأوقات، وأن مَن ضيّع أيام حرثه ندم أيام حصاده فالله الله بني في عمرك فلا تُضيّعه فيما لا ينفعك بعد الموت، وورد أن العاقل مَن يعمل في يومه لغده قبل أن يخرج الامر من يده، وأن الكيّس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق مَن اتبع نفسه هواها وتمنّى على الله المغفرة
مرآة الرشاد ص29
الشيخ عبد الله المامقاني
/channel/hikma313
#مقتبسات
🌿 مستقبل البشرية في القرآن (٢)
2⃣ استقرار رسالة الله في الأرض وإشاعة الأمن
🔸 لقد وعد القرآن الكريم بأنّ الإسلام سيعمّ المعمورة بأسرها وأنّ النصر النهائي حليف المسلمين، ولكنّ هذا الوعد الإلهي ـ الذي لا بدّ أن يقع يوماً ما ـ لم يتحقّق حتى هذه اللحظة، ولكن الروايات الشريفة تؤكد أنّ هذا الوعد الإلهي القطعي سيتحقّق في ظروف خاصة وفي دورة تاريخية أُخرى وهي التي يمسك فيها زمام الأُمور كلّها آخر وصي من أوصياء الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ألا وهو الحجة بن الحسن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وحينئذ سيملأ الأرض ـ شرقاً وغرباً ـ قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً
يقول تعالى مشيراً إلى هذا الوعد الإلهي الحق: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولهُ بِالهُدى وَدِين الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون}
وفي آية أُخرى إشارة إلى نفس هذا المضمون ولكن بعبارة أُخرى حيث عبّرت الآية عن تلك الحقيقة بأنّ نور الله سبحانه لن يطفأ أبداً مهما حاولوا ذلك فقال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون}
3⃣ انتصار الأنبياء
لقد بذل الأنبياء والرسل(عليهم السلام) جهوداً حثيثة ومساعي جبارة وجهاداً عظيماً في طريق نشر رسالتهم الإلهية، ولكن وبسبب الكثير من المحاولات المضادة لم يتمكّنوا من بسط تلك الرسالة على جميع أنحاء المعمورة وفي جميع أرجاء العالم، ومن بين تلك الأسباب المانعة هي أنّهم قد واجهوا في كلّ عصر الكثير من المعاندين والمخالفين الذين تصدّوا لهذه الرسالة الإلهية الحقة فكانوا مانعاً أساسياً في طريق الأنبياء(عليهم السلام) لتحقيق هدفهم المقدّس
ولكنّ القرآن الكريم يؤكد أنّ هذه المواجهة والمعارضة من قبل أصحاب الباطل ما هي إلا مواجهة مؤقتة ستؤول إلى الاندثار والانهزام، وأنّ هذا الجدار الذي بناه الطغاة وأصحاب الباطل سينهار حتماً ـ يوماً ما ـ وأنّ رسالة الأنبياء وأولياء الله هي التي ستحكم الأرض وتعمّ العالم بأسره
ولقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة في آيات متعدّدة منها: {إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيَوم يَقُومُ الأَشهاد}
وفي آية أُخرى أكّد القرآن الكريم أنّ المشيئة الإلهية قد تعلّقت بأنّ النصر سيكون حليف الأنبياء ورسالتهم، حيث قال سبحانه: {وَلَقَدْسَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنا المُرْسَلين * إنّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورون * وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الغالِبُون}
وقال سبحانه في آية أُخرى: {كَتَبَ اللّهُ لأَغْلَبَنَّ أَنَا وَرُسُلي}
الفكر الخالد في بيان العقائد ج2 ص91
الشيخ جعفر السبحاني
/channel/hikma313
#في_روضة_المهدي
في حديث اللوح، عن الامام الصادق (عليه السلام):... يخرج منه [الحسن العسكري] ذو الاسمين علي، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلان والخافقان، وهو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً
بشارة المصطفى ص284
/channel/hikma313
العفة، وأحمر الشفاه
هي سافرة لكنَّها شريفة.
صحيح، أنَّها متبرِّجة متزيِّنة، لكنها عفيفة..
خطابٌ متكرِّر يستخدم للتطبيع مع منكراتٍ تصل حتى السفور.
مشكلة هذا الخطاب، أنَّه يعرِّف الشرف أو العِفَّة، بأدنى درجاته.
فالشرف لا يخدشه سوى ارتكاب الفاحشة!
وهذا أمرٌ غريب حقاً
فالعفة ليست مفهوماً ضمن نطاق الصفر والواحد
يعني إما أن يكون أو لا يكون
بل فيه درجاتٌ مختلفة.
فلذا تكون فتاةٌ أشرف من أخرى، وامرأة أعف من اختها.
ففي أيِّ عَرضٍ للجسدِ للأجنبي، فقدانٌ لبعض العفة، وفي ستره حفظُ ذلك البعض.
وفي التزيُّن للناظر الأجنبي، و ظهور بعض خصلاتِ الشعر، أو التبرُّج فقدانُ بعضِ العفة، وفي تركه حفظ ذلك البعض.
والتبرُّج درجات، وفي كل درجةٍ منه تلوُّثٌ يفقد من العفة بقدره.. ولو كان بقدر أحمر شفاه.
وفي ترقيق الصوت واضافة محسِّناتٍ صوتية عند الحديث مع الرجال، فقدانُ بعض العفة، وفي تركه حفظ ذلك البعض.
وفي الاختلاط بالرجال، والميوعة والتقهقه، فقدانُ بعض العفة، وفي تركه حفظ ذلك البعض.
وفي صداقة الرجال، والعلاقاتِ المحرَّمة دون الفاحشة فقدان بعض العفة، وفي تركه حفظ ذلك البعض.
أما في الفاحشة، فقدانُ كُلِّ العفة.
فمن أرادت حفظ عفّتها، صانته بجمع كُلِّ صوره، وزادت عليه احتياطاً.
ومن المهم ألا تتعايش الفتاة، مع فِعلٍ يفقدها بعض عفتها أو حياءَها، ولا تتأثر بضغط المحيط الاجتماعي او الدراسي او الأسري
بل تسعى دائماً لصونِ عفتها، والحفاظ على هذه الجوهرة الغالية، لتكتب عفيفةً 100%
وجزاؤها كما في الحديث الشريف:
(كادَ العفيفُ أن يكون ملكاً من الملائكة)
#السيد_محسن_المدرسي
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
عن الامام الصادق (عليه السلام): مَن زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبّلة، وقُضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة
كامل الزيارات ص319
/channel/hikma313
#في_روضة_الامام_السجاد
وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) كثيراً ما يستشهد بآيات من القرآن ويستدل بها ، وعندما يجد مناسبة يُعرّج على تطبيق ذلك على الحالة الاجتماعية المتردّية التي كان يعيشها المسلمون
ففي الخبر: إنه (عليه السلام) كان يذكر حال مَن مسخهم الله قردة من بني إسرائيل، ويحكي قصتهم (المذكورة في القرآن) فلمّا بلغ آخرها، قال: «إن الله تعالى مسخ أولئك القوم، لاصطيادهم السمك فكيف ترى عند الله عزّ وجلّ يكون حال من قتل أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهتك حريمه؟
إن الله تعالى، وإن لم يمسخهم في الدنيا، فإن المُعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ»
إن تصدي الإمام زين العابدين (عليه السلام) لهذه القضايا، لا شك أنه أكثر من مجرد تعليم وتفسير للقرآن، بل هو تطبيق له على الحياة المعاصرة، وتحريك للأفكار ضد الوضع الفاسد الذي تعيشه الأمة، ولا ريب أن ذلك يعتبره الحكام تحدّياً سياسيّاً يُحاسبون عليه
ومن فلتات التاريخ أنه خلّد لنا من التراث صفحة من القرآن الكريم، منسوبة كتابتها إلى خط الإمام زين العابدين (عليه السلام)
والعجيب أن هذه الصفحة تبدأ بقوله تعالى: {القربى، واليتامى، والمساكين وابن السبيل}، وتنتهي بآيات الجهاد: قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا}
جهاد الامام السجاد ص87
السيد محمد رضا الجلالي
/channel/hikma313
#في_روضة_الزيارة
#شبهات_وردود
هناك بعض الإثارات والتشكيكات التي قد يثيرها المخالفون الطائفيون حول بعض عبارات الزيارة المذكورة، وربما تأثر بها على مستوى السؤال أو التردد بعض أتباع أهل البيت عليهم السلام، ونرى من اللازم الإشارة لها
فإن هناك إثارة تقول بأنه جاء في هذه الزيارة بعض الكلمات المشيرة إلى الشرك مثل: (بكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض) يتساءل هؤلاء هل يحتاج الله لهم؟
وألا يعد هذا شركاً بالله تعالى المستغني عن كافة عباده؟
وهكذا الفقرة التي تقول (إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم)
والحال أن القرآن يخالف ذلك بقول الله تعالى {إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم}
والجواب: على ذلك بالنقض والحل، أما النقض فنحن نقول لهم: لو حذفنا هذه العبارات
هل تقبلون باقي الزيارة؟ وباقي الصفات؟
وبالطبع فإن هؤلاء المخالفين لا يقبلون أي حرف من الزيارة بل لا يرون مشروعية للزيارة لا في قصد القبر وشد الرحال إليه، ولا في مخاطبة صاحب القبر...
ولا في ذكر هذه العبارات ولا غيرها فكل ذلك عندهم هو أمر مبتدع! لقد رفضوا زيارة قبر الرسول المصطفى أفتراهم يقبلون بزيارة أبنائه الأوصياء؟
وأما الحل: فالجواب عن الإشكال الأول: هو بأن يقال: إنه جرت سنة الله سبحانه في خلقه أن يدبر الكون من خلال وسائط (ملائكة، قوانين، ومخلوقات) لا عجزًا منه ولا استعانة وإنما هذا أبلغ في إظهار قدرته وعظمته
فإن الله سبحانه وهو المحيي والمميت، يقدر على إماتة كل خلقه وإحيائهم، لكنه مع ذلك أوكل الأمر إلى أحد ملائكته وهو اسرافيل وأوكل إليه نفختين في الصور إحداهما تميت والأخرى تحيي! {ونُفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}
وهكذا في إماتة الخلق بالتدريج كما هو في الدنيا فتارة يقول {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}
وفي نفس الوقت يقول سبحانه {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون}
إن جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل ورضوان خازن الجنان ومالك خازن النيران والكرام الكاتبين المراقبين للإنسان والحفظة الذين يحفظونه بأمر الله وإذنه
بل (وعلى أحد تفسيري) الصافات والزاجرات والتاليات والمرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات والملقيات
كل هذه إنما هي جنود الله {ونا يعلم جنود ربك إلا هو} بها يدبر الكون، لا أنها هي التي تدبر، وإنما بها
بل حتى القوانين الطبيعية فإنه {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} ولكن هذا إنما يتم بنظام وضعه الخالق سبحانه وأجرى الكون على أساسه، فلا الكواكب يصدم بعضها بعضا ولا يبتعد بعضها عن البعض الآخر وإنما هي مجذوبة لبعضها بنظام.. به تبقى الكواكب والأفلاك
فبهذا النظام وهو خلق الله يدير الله الكون. بالجاذبية وهي (من جند الله) يحفظ ما على الأرض فلا يطير في الهواء، وتستقر الأرضيات فيها، وبالماء يكون كل شيء حيًّا وهو خلق من خلق الله فهل عجز الله سبحانه حتى يحتاج لكل تلك الملائكة والمخلوقات؟
أو أنه شريكة له في ربوبيته وألوهيته؟
كلا. وإنما هي من مظاهر عظمته وقدرته. فعلى ضعفها وقلتها وذلتها وعبوديتها أودع فيها شيئا من قدرته فصارت هكذا
ونفس الكلام يقال بالنسبة للمعصومين عليهم السلام، فهم لا يشاركون الله في شيء وإنما أجرى فيهم سره، وأودع فيهم شيئًا من قوته وعظمته، فبذلك حفظت الأرض إذ لولاهم لساخت بأهلها، وبهم رُزِق الورى
أترى أن الجاذبية وهي قانون.. تحفظ الأرض بإذن الله وأمره، بينما لا يحفظها من الفناء والعذاب وجودُ رسول الله صلى الله عليه وآله؟
وإذا ثبت بالنسبة للرسول صلى الله عليه وآله فقد ثبت في أوصيائه وولده
وأما الجواب عن السؤال الثاني: فإننا لو التزمنا بأن الله سبحانه يباشر حساب الخلق وأنه يعودون إليه ويؤوبون له، بالمعنى الظاهري الحرفي فإن ذلك يلزم منه التجسيم وحصول الله في جهة دون سائر الجهات، كما تقول ارجع إلى فلان وخذ حسابك منه! وهذا لا يقول به المسلمون الواعون. وإنما المشبهة والمجسمة
فإذن يلزم أن يعنون بعنوان غير هذا. وهو أن مرجع الناس ومصائرهم إلى ربهم، وأنهم مهما تهربوا في هذه الدنيا من الحساب فإن لهم يوما لا يستطيعون الفرار منه. وهذا على وزن {ألا إلى الله تصير الامور} {وإليه يُرجَعُ الأمر كله}
فإيابهم إلى الله ومرجعهم له، وحسابهم يكون منه، ولكن ليس بالضرورة أن يكون بشكل مباشر بل الملائكة تارة تأتي بالكتب، وأخرى تتولى سوق الجاحدين إلى جهنم، وثالثة تقدم هؤلاء وتؤخر أولئك، وهكذا الحال بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة فإنه وهم يسقون الناجين من حوض الكوثر ويذودون عصاة الخلق عنه كما تذاد غريبة الابل. وكل ذلك إنما يتم بأمر الله وإذنه
النقي الناصح الإمام علي بن محمد الهادي ص42
الشيخ فوزي آل سيف
/channel/hikma313
#في_روضة_الاخلاق
🔸ما ذكرناه آنفًا حول دعامة الأخلاق، من وجهة نظر الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يعني إنكار الدور الفعّال، للعقل الفطري في تعميق المسائل الأخلاقية، فالضمير والوجدان في الحقيقة، هو رسول الله في أعماق البشر، ومن جهة أخرى له الأثر الكبير في تحكيم المباني الأخلاقية، بشرط أن يصاحبها عنصر الإيمان، وتتخلّص من حجب الأنانية وهوى النفس
وأكّد القرآن الكريم، على هذه المسألة مرّات عديدة، ففي الآية 100 من سورة يونس، يقول الله تعالى {ويَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعقِلُون}
وفي الآية 22 من سورة الأنفال، نقرأ {إنّ شرّ الدَّوابِ عِندَ اللهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعقِلُون}
ويقول الله سبحانه، عن الّذين يستهزئون بالصلاة، في سورة المائدة الآية 58 {اتّخذوها هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُون}
وهكذا يتبيّن من خلال ما ذُكر آنفًا، خلاصة رؤية القرآن المجيد للمسائل الأخلاقية
الأخلاق في القرآن ج1 ص73
/channel/hikma313
#في_روضة_التفسير
{وإذأَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِين} [آل عمران ٨١]
هنا ثلاث نقاط لابد أن ننتبه لها:
1 - هل هذه الآية مقصورة على بشارة الأنبياء السابقين وميثاقهم بالنسبة لنبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)، أم أنها تشمل كل نبي يبعث بعد نبي قبله؟
يظهر من الآية أنها تعبر عن مسألة عامة، وإن كان خاتم الأنبياء مصداقها البارز كما أن هذا المعنى الواسع يتسق مع روح مفاهيم القرآن لذلك إذا ما رأينا في بعض الأخبار أن المقصود هو نبي الإسلام الكريم، فما ذلك إلا من قبيل تفسير الآية وتطبيقها على أجلى مصاديقها، وليس لأن المعنى جاء على سبيل الحصر
ينقل الفخر الرازي في تفسيره عن الإمام علي (عليه السلام) قال: ﴿إن الله تعالى ما بعث آدم (عليه السلام) ومن بعده من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا أخذ عليهم العهد لئن بعث محمد عليه الصلاة والسلام وهو حي، ليؤمنن به ولينصرنه﴾
2 - بعد أخذ مضمون الآية بنظر الاعتبار، يبرز هذا السؤال: أيمكن أن يظهر نبي من أولى العزم في زمان نبي آخر من أولي العزم حتى يتبعه؟
يمكن القول في جواب هذا السؤال: إن الميثاق لم يؤخذ من الأنبياء وحدهم، بل ومن أتباعهم أيضاً كما قلنا في تفسير الآية، والواقع أن القصد من أخذ الميثاق من الأنبياء وأخذه من أممهم والأجيال التي تولد بعدهم وتدرك عصر النبي التالي
كما أن الأنبياء أنفسهم يؤمنون أيضاً إذا أدركوا فرضاً عهد الأنبياء التالين
أي أن أنبياء الله لا ينفصلون إطلاقاً في أهدافهم وفي دعوتهم ولا صراع أو خلاف بينهم
3 - والقول الأخير بشأن هذه الآية هو أنها وإن تكن بخصوص الأنبياء، فهي تصدق طبعاً بحق خلفائهم أيضاً، إذ أن خلفائهم الصادقين لا ينفكون عنهم، وهم جميعاً يسعون لتحقيق هدف واحد
ولذلك كان الأنبياء يعينون خلفائهم، ويبشرون الناس بهم ويدعونهم إلى الإيمان بهم وشد أزرهم
ولئن وجدنا بعض الروايات الواردة في تفاسيرنا لهذه الآية وكتب أحاديثنا بشأن نزول عبارة {ولتنصرنه} في علي (عليه السلام) وأنها تشمل قضية الولاية، إنما هو إشارة إلى هذا المعنى
ولا بد أن نشير إلى أن هذه الآية من حيث تركيبها النحوي كانت موضع بحث بين المفسرين ورجال الأدب
تفسير الامثل ج2 ص575
/channel/hikma313
#اهل_الضلالة
#الصوفية
ولا يمكن رفع اليد عن الكتاب والسُنّة أو تأويلها على خلاف العقل والنقل والأخذ بهذه الأقاويل الفاسدة الكاذبة الموهومة المستخرجة من أوهام #ابن_عربي وأمثاله ممّن سمّوهم بالعرفاء، فإنّ العارف الحقيقي مَن كان عارفاً بالكتاب والسُنّة معتقداً بما نطقا به، لا من أوّل الآيات والآثار من غير مجوّز عقلي أو شرعي على مذهبه ومسلكه
مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة ج5 ص392
السيد محمد تقي النقوي
/channel/hikma313
#محاضرة
الشرط السادس: أن لا يكون في الرواية تقطيع، كيف أن لا يكون في الرواية تقطيع؟
الرواة عن الائمة
عندما يدخل الراوي على الإمام يطرح عدة أسئلة لا يكتفي سؤال واحد فيخرج من الإمام وهو يحمل أجوبة متعددة قام بعض علماء الحديث منهم الشيخ الحر العاملي صاحب «وسائل الشيعة» بتقطيع الأحاديث، كيف يقطعونها؟
يقولون هذه الرواية يوجد فيها خمسة أسئلة فيها خمسة أجوبة سؤال يتعلق بالصلاة سؤال يتعلق بالصوم سؤال يتعلق بالحذف فأنا أقطعها أضع السؤال المرتبط بالصلاة في باب الصلاة أضع السؤال المرتبط بالصوم في باب الصوم أضع السؤال المتعلق بالحج في باب الحج هذا يسمى «تقطيع الروايات» الفقيه عندما يأتي إلى الروايات يدرسها هل هي مقطعة أم غير مقطعة؟
أنظر مدى دقة الفقهاء ومدى حرصهم على الاستنباط هل الرواية فيها تقطيع أم لا؟
يراجع كل المصادر حتى يتأكد أن الرواية خالية من التقطيع أم مشتملة على التقطيع؟!
لأنه التقطيع وعدمه دخيل في الاعتماد على الرواية
مثلاُ: رواية الحسين أبن أبي العلاء قلت لأبي عبد الله: ما يحل للرجال من مال ولده نحن عندنا حكم فقهي الأب يجوز له أن يأخذ من أموال ولده وليس العكس ولا يجوز للولد أن يأخذ من مال أبيه كون الأب يعطيه الأب يجوز له أن يأخذ من مال ولده، متى يجوز له؟! وفي أي ظرف يجوز له؟!
يتحدث هنا قلت لأبي عبد الله: ما يحل للرجل من مال ولده متى يستطيع ان يأخذ من مال أولاده قال: قوته بغير سرف إذا أضطر إليه
أفترض الأب فقير ومضطر إلى القوت وليس عنده أموال يجوز له أن يأخذ من مال ولده بمقدار ما يرفع ضرورته بمقدار قوته لا يحق للولد شرعاً أن يمتنع لأن أباه مضطر إلى هذا المقدار من المال لأجل تأمين قوته يحوز له أن يأخذ «قوته بغير سرف إذا أضطر إليه قلت له وقول رسول الله
للرجال الذي أتاه فقدم إليه أباه
قصة شخص أشتكى على أبيه عند النبي
فقال له الرسول: أنت ومالك لأبيك ارجع، كيف أنت أيها الإمام الصادق (قوّته بغير سرف) النبي قال كل المال إلى الأب فهذا يعترض على الإمام الصادق يقول أنت حديثك يختلف عن حديث الرسول
الرسول يقول مال الولد كله للأب أنت ومالك لأبيك وأنت تقول ليس كل المال قوته بغير سرف إذا اضطر إليه فأنت تضع قيود والنبي لم يضع قيود !!
الإمام الصادق يشرح قال له إنما جاء بأبيه إلى النبي فقال: يا رسول الله هذا أبي قد ظلمني ميراثي من أمي ميراثي من أمي أخذه أكله فأخبره الأب قال الأب أنا لم أكله فأخبره الأب أنه أنفقه عليه وعلى نفسه
فقال رسول الله بعد أن سمع الشكوى أنت ومالك لأبيك ولم يكن عند الرجل شيء «يعني كان فقيراً» أكان رسول الله يحبس الأب لابن «يحبس الأب من أجل كلام الابن أنه ظلمه من ميراث أمه» أكان رسول الله الأب للابن
هذه الرواية لو وردتنا بدون هذا الكلام كله «يعني وردتنا مقطعة» لو وردتنا الرواية قال رسول الله «أنت ومالك لأبيك» سوف نقول يجوز للأب أن يأخذ أموال ولده لأن الرسول قال: أنت ومالك لأبيك، لكن لأن الرواية مقطعة لازم نلحظ بقية الرواية بقية فقرات الرواية فإذا قرأنا بقية فقرات الرواية اطلعنا على أن هذا الذي صدر من النبي حكم أخلاقي يعني يريد أن يؤدب الولد أنت ومالك لأبيك هذا ليس حكم شرعي حكم أخلاقي تأديبي يعني ليس من الأدب أن تشتكي على أبيك وهو فقير قد أنفق المال وهو ميراثك من أمك عليك أكان رسول الله يحبس الأب للابن
يتبع . . .
#السيد_منير_الخباز
/channel/hikma313
#في_روضة_العقائد
إنّ أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم) من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمداً وخطأً ونسياناً قبل النبوة والإمامة وبعدهما، بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى، ولم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد (قدس الله روحيهما) فإنهما جوّزا الإسهاء من الله تعالى لا السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الاحكام وقالوا: إنّ خروجهما لا يُخلّ بالإجماع لكونهما معروفي النسب
وأما السهو في غير ما يتعلق بالواجبات والمحرمات كالمباحات والمكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضاً تحقق الإجماع على عدم صدوره عنهم، واستدلوا أيضاً بكونه سبباً لنفور الخلق منهم وعدم الاعتداد بأفعالهم وأقوالهم وهو يُنافي اللطف، وبالآيات والأخبار الدالة على أنهم (عليهم السلام) لا يقولون ولا يفعلون شيئاً إلا بوحي من الله تعالى ويدل أيضاً عليه عموم ما دلّ على وجوب التأسي بهم في جميع أقوالهم وأفعالهم ولزوم متابعتهم
ويدل عليه الأخبار الدالة عليه أنهم مؤيدون بروح القدس وأنه لا يلهو ولا يسهو ولا يلعب، وقد مر في صفات الامام عن الرضا (عليه السلام) فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطأ والزلل والعثار
بحار الانوار ج25 ص350
العلامة المجلسي
/channel/hikma313
#مقتبسات
《التعصب المقيت》
يحدثنا التاريخ أن أتباع دين من الأديان لا يتخلون بسهولة عن دينهم ولا يستسلمون للأنبياء الجدد المبعوثين من قبل الله، بل يتمسكون بدينهم القديم تمسّكاً جافّاً جامداً ويدافعون عنه كأنه جزء من وجودهم، ويرون تركه إبادة لقوميتهم
لذلك يشق عليهم القبول بالدين الجديد
إن منشأ الكثير من الحروب الدينية التي وقعت على امتداد التاريخ - وهي من أفظع حوادث التاريخ - هو هذا التعصب الجاف والجمود على الأديان القديمة
غير أن قانون الارتقاء والتكامل يقول: هذه الأديان يجب أن تأتي الواحد تلو الآخر، وتتقدم بالبشرية في سيرها نحو معرفة الله والحق والعدالة والإيمان والأخلاق والإنسانية والفضيلة، حتى تصل إلى الدين النهائي، خاتم الأديان، كالطفل الذي يتدرج في مراحل الدراسة ويطويها الواحدة بعد الأخرى حتى يتخرج من الكلية والجامعة
فإذا أحب التلاميذ جو مدرستهم الابتدائية ذلك الحب الذي يربطهم بمدرستهم إلى درجة أنهم يرفضون الانتقال إلى المدرسة الثانوية، فبديهي أن لا يكون نصيب هؤلاء سوى التخلف عن ركب السائرين نحو التقدم والارتقاء
إن إصرار الآية على أخذ الميثاق والعهد المؤكد من الأنبياء والأمم الماضية نحو الأنبياء التالين لهم قد يكون من أجل اجتناب أمثال هذا التعصب والجمود والعناد
ولكن الذي يؤسف له أننا - بعد كل هذا التأكيد - ما زلنا نرى أتباع الأديان القديمة لا يسلمون بسهولة أمام الحقائق الجديدة
الامثل في تفسير كتاب الله المنزل ج2 ص566
/channel/hikma313
#عقائديات
يحب أن يُعلم أن عصاة المؤمنين يُعذّبون يوم القيامة على قدر ذنوبهم ثم ينالون الكرامة في دار المقامة، على ذلك اجتماع أهل البيت وشيعتهم بل هو من الضروريات عندهم
فالأخبار الحاكمة بنجاة أهل القبلة على ما كان من العمل ليست ناظرة إلى أن العصاة منهم لا يرون العذاب أصلاً وإنما المراد أنهم لا يُخلدّون كما يُخلّد الكفار، وبهذا لا يبقى لهم تمسك بهذه الأحاديث ونحوها، وليس لهم بما اجترحوا إلا التوبة والندم أو العذاب في جهنم على قدر ما يستحقون أو يتداركهم الله بعفوه وغفرانه وشفاعة الشافعين (عليهم السلام)
الفصول المهمة في تأليف الأمة ص28
السيد عبد الحسين شرف الدين
/channel/hikma313
#في_روضة_القران
ثانياً: الفهم التاريخي
(الفهم التاريخي) للقرآن الكريم يعني أحد أمرين:
الأول: تلقّي قصص القرآن الكريم كمجرد قصص تاريخية، الهدف منها ذاتها، من دون النفوذ إلى العبر الكامنة وراءها
هذا القسم يفهم التاريخ كأحداث مضت، ويفهم قصص القرآن كقصص أفراد غابرين، ويكتفي بهذا القدر من فهم التاريخ، دون أن يمارس مع ذلك فهماً آخر هو (الفهم العبروي)
الثاني: تلقي (القصص القرآنية) كقصص مرتبطة بـ (ذوات خاصة) و (أفراد معينين)، من دون اعتبار هذه القصص (رمزاً) و (نموذجاً حياً يتكرر في كل زمان ومكان)
فالقرآن، ذكر قصة الحاكم الطاغية (فرعون)، والوزير المداهن (هامان)، والعالم الذي كان في القمة، ثم هوى إلى الحضيض (بلعم بن باعوراء)، والشجرة الطيبة (أهل البيت)، والشجرة الخبيثة (بني أمية)، و..
كل ذلك مفهوم لدى هذا القسم، إنه يعرف التاريخ الذي مضى تماماً، ولكنه يجهل أو يتجاهل التطبيقات الحية (الواقعية) لهذه (الرموز)
إنه لا يريد أن يعرف: (فرعون) و (هامان) و (بلعم) و (أهل البيت) و (بني أمية) و..، الذين يعيشون في عصره، لأن ذلك يعني ضرب كثير من قيمه، وعلاقاته الاجتماعية، ومصالحه، ولذلك فهو يعوض عن جهله بحاضره، وبمعرفته، وبتاريخه الذي مضى، وراح
والدين يرفض كلا النوعين من (الفهم)
1 - فالقرآن يؤكد أن ما ورد فيه من قصص هي (للعبرة) فيقول: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ.. إلى أن يقول: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَار}
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ واللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأبْصَار}
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} - أي: الرسل - {عِبْرَةٌ لأُولِي الألْبَاب}
{فَأَخَذَهُ اللهُ} - أي: فرعون - {نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}
وماذا يعني الاعتبار؟!
إنه لغوياً يعني العبور من شيء إلى شيء آخر، ولهذا سمي الدمع بـ (العبرة)، لأنه ينتقل من العين إلى الخد، وسمي الجسر (معبراً) لأنه به تحصل المجاوزة، وسميت الألفاظ (عبارات) لأنها تنقل المعاني من قلب المتكلم إلى عقل المستمع. ويقال: السعيد من اعتبر بغيره، لأنه ينتقل بعقله من حال ذلك الغير إلى حال نفسه
وفي هذه الآيات تعني (العبرة)، العبور من القصة، إلى مغزاها، وتجاوز سطور التاريخ، لاستشفاف ما وراء هذه السطور
وتعني كذلك: العبور من الماضي السحيق إلى الحاضر القائم، من الحياة التي مضت، إلى الواقع الذي نعيش
يتبع . . .
كيف نفهم القرآن ص163
#المقدس_الشيرازي
/channel/hikma313
#في_روضة_الاخلاق
ولكن الموحّدين المعتقدين بالحياة الآخرة، ومحكمة العدل الإلهي في يوم القيامة، يعتقدون أنّ معطيات الأخلاق وبركاتها المعنوية، جارية حتى بعد الممات، ولو إمتدّت لآلاف السنين، وسيُثاب الإنسان عليها في الاخرى، ولذلك لا يتعاملون مع الواقع الدنيوي، من موقع الزمان الحاضر فقط، بل من موقع التفكير في الغد البعيد والحياة الخالدة
وقد جاء في الحديث المعروف عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، أنّه قال: «إذا مات المؤمن إنقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية - أي الوقف - أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له»
🔸فالإيمان بالآخرة دافع وحافز آخر، للحث على الأعمال، الأخلاقية المهمة، مثل الصدقة الجارية والآثار العلمية المفيدة وتربية الأولاد الصالحين، والحال أن لا مفهوم لهذه الامور لدى الماديين
🔸وقد قسّم... مطهري في كتاب «فلسفة الأخلاق»، الأنانيّة إلى ثلاثة أقسام (للنفس، وللعائلة، وللقوميّة)، وعدّها كلها من الأنانيّة، التي تقف في الطّرف المقابل للأخلاق، ونقل كلامًا عن «كوستاف لوبون»، في كتابه المعروف (حضارة الإسلام و العرب)، ورأينا أن ننقله هنا إكمالًا للفائدة
فقد ذكر هذا الكاتب الغربي، في معرض حديثه عن الشعوب الشرقيّة، وأنّهم لماذا وقفوا من الحضارة الغربيّة موقفًا سلبيّاً ؟
فعلّل ذلك بالقول:
▫️أولاً: لعدم القابليّة لديهم لإستقبال هذه الثقافة،
▫️وثانياً: إنّ حياتهم ومعيشتهم تختلف عن حياتنا ومعيشتنا، فحياتهم بسيطة وساذجة، بخلاف ما نحن عليه من التعقيد الحضاري في واقع الحياة، ثم يردف قائلًا: ولا يخفى مدى الظلم الذي إرتكبته الشعوب الغربية في حقهم (وهو عامل مهم آخر)
وبعدها أشار إلى الظلم الذي إرتكبه الغربيّون، في أمريكا والهند و الصين، وخصوصاً كان يؤكد على قصة الحرب المعروفة، بحرب الترياك، التي شنّها الإنجليز على شعب الصين، لأجل السيطرة عليهم، فنشروا استعمال الترياك بين الشعب، لأجل التسلّط عليهم، وليميتوا فيهم روح المقاومة، ويكسروا شوكتهم، ولكنّ الصينيين توجهوا للخدعة، وتحرّكوا للتصدي للإنجليز، الذين صوّبوا مدافعهم، وانتصروا عليهم بقوّة السلاح الفتّاك، وانتشر بين الأهالي استعمال الترياك، بحيث جاءت الإحصائيات في ذلك الزمان، أنّه في كل سنة يموت حوالي ال 600 ألف نفر، جرّاء إستعمالهم للترياك
نعم فعندما لا تقوم الأخلاق على قاعدةٍ متماسكةٍ، من الإيمان والقيم المعنويّة في واقع الإنسان، فسوف تأخذ بالذبول والتراجع، لصالح المنافع الشخصية والنوازع الدنيويّة العاجلة
الأخلاق في القرآن ج1 ص71
/channel/hikma313
#الصوفية
لما توسع العرفان الصوفي في أهل خوي ــ من مدن إيران ــ أرسل لهم الشيخ جعفر كاشف الغطاء رسالة فيها توبيخ وتهديد وتحذير بطريقة التهكم والاستهزاء، هذا نص ما جاء فيها:
(بسم الله والحمد الله والصلاة على محمد وآله، من المعترف بذنبه المقصر في طاعة ربه، أقل الأنام، كثير الذنوب والآثام، الأقل الأحقر عبد الله جعفر، إلى الإخوان الكرام والأخلاء العظام، أعاظم أهل خوي وأعيانها وأساطينها وأركانها
أما بعد: فقد صح الكلام المأثور والمثل المشهور أنه ما يُثنّى إلا وقد يُثلّث فقد حصل ثالث الأديان في بلادكم، المذهب الوهابي وبيكجان، فهنيئاً لكم على هذا الدين الجديد، والمذهب السديد، وظهور هؤلاء الأنبياء الذين يخاطبون بصفات جبار السماء، بل كانوا عين الله، وكان الله عينهم، ولا فرق بينه وبينهم !! فدقّوا الطبول، وغنّوا بالمزامير، وأظهروا العشق للطيف الخبير، وأكثروا النظر إلى الأمرد الحسان
فإنه يتحد بهم الرحيم الرحمن، ودعوا الصلاة والصيام وجميع العبادات بالتمام، فإنكم نلتم درجة الوصول، فلمَن تعبدون ؟!
وأنتم مع الله متّحدون فلمَن تسجدون ؟
إنما يعبد مَن لم يبلغ الوصول إلى تلك الرتب، كمحمد (صلى الله عليه وآله) سيد العرب، أما من لم يكن في جبته غير الله فليس عليه صيام ولا صلاة !!
فالحمد لله الذي أعطاكم أنبياء متعددين وأَبان غَلَطنا في أن محمداً (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين، والشكر لله الذي بعث إليكم رسلاً لا يعرفون أصلاً ولا فرعاً، فلو سألت أكبرهم عن أفعال الشك لتحيّر، أو عن أحكام السهو لما تدبّر، أو عن بعض الفروع الفقهية لوجدتموه جاهلا بالكلية
وعلى كل حال فلكم الهناء، وقد بلغتم من معرفة الدين كل المنى، ونحن لنا عليكم حق يجب عليكم فيه الأداء، ولا يتم ذلك إلا بإرسال هؤلاء الأنبياء، ليعلمونا كما علموكم، ويفهمونا كما فهموكم، لنصل إلى بعض ما وصلتم إليه، ونقف على بعض ما وقفتم عليه (حلواى تنتنانى تا نخورى نداني) [١]
فأقسمت عليكم بالله أن تطعمونا من هذه الحلواء التي ما ذاقها الأنبياء، ولا الأوصياء، ولا العلماء من المتأخرين والقدماء، ولا وصفت أجزاؤها في كتاب منزل ولا على لسان نبي مرسل
فإما أن لا يكونوا علموها ولا وصلوا إليها ولا فهموها، أو وجدوها حلواء ميشومة، بأنواع السم مسمومة، تقتل آكليها بحرارتها، وتقطع أمعاءهم لشدة مرارتها
والله إني أُخبرتُ واختبرتُ أهل هذه الأقاويل، فوجدتهم بين مَن يسلك هذه الطريقة ليتيسر له تحصيل ملاذ الدنيا: من النظر إلى وجوه الأمرد الحسان، والتوصل إلى ضروب العصيان، وبين مَن يريد جلالة الشأن وليس من أهل العلم حتى ينال ذلك في كل مكان، فيدلّس نفسه في اسم طاعة الرحمن، وبين ناقص عقل قد امتلأ من الجهل
وإلا فكيف يخفى على الطفل الصغير فضلاً عن الكبير السيرة النبوية، والطريقة المحمدية والجادة الإمامية، حتى يشتبه عليه التدليس، وما عليه إبليس وجنود إبليس ؟!
اللهم إني أنذرت، اللهم إني أخبرت، اللهم إني وعظت، اللهم إني نصحت، فلا تؤاخذني بذنوب أهل خوي وأمثالهم يا أرحم الراحمين) [٢]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١] من الأمثال الفارسية بمعنى: مَن لم يذق لم يدرِ
[٢] مقدمة كتاب كشف الغطاء ج1 ص28
/channel/hikma313
#في_روضة_المهدي
• بين العمل وانتظار ظهور القائم
ينفتح المجال سخياً معطاءً للجواب على الشبهة المتداولة بين بعض المشككين القائلة: بإن انتظار المهدي (عليه السلام) سببٌ للتكاسل عن الإصلاح وترك العمل الاجتماعي، وإهمال معارضة الظلم والظالمين؛ اعتماداً على اليوم الموعود والإصلاح المنشود
فإن هذه الشبهة ناشئة من الجهل بالوظيفة الإسلامية والمسؤوليات الدينية الملقاة على الفرد خلال عصرنا (عصر ما قبل الظهور)
فإذا عرفنا أنَّ من أهم مسؤليات الفرد إسلامياً إصلاح نفسه وغيره، وإيجاد الإخلاص العميق في نفسه وغيره؛ توفيراً لشرط اليوم الموعود، ذلك اليوم الذي يتحقق فيه الغرض الأسمى من خلق البشرية وإيجادها
وعرفنا أيضاً: أنَّ من أعظم عوامل تنمية الإخلاص وتربية قوة الإرادة، هو مرور الأفراد في ظروف الظلم والمصاعب، لا بمعنى الإستسلام لها والخنوع أمامها أبداٌ؛ فإنَّ هذا مما يجعل الفرد ضالاً منحرفاً
وإنما بمعنى ما يوجده الظلم في نفس الفرد من إحساسٍ بواقعه الفاسد والحاجة إلى الإصلاح، والتجاوب مع آمال الآخرين وآلامهم، وما يستطيع الفرد أن يُؤدّيه في بناء هذه الآمال ودفع هذه الآلام
فيزداد خبرة ومراساً ووعياً تدريجاً وعلى طول الزمن. وبذلك فقط يستطيع أن يكون له شرف المشاركة في بناء الغد العادل المنشود
إذن، فالعمل الاجتماعي هو الذي يشارك في إيجاد شرط الظهور ورفع مستويات الإخلاص في الأمة وتمحيصه وتربيته، بنحوٍ يستحيل أن يوجد بدونه تحت تأثير الأسباب الطبيعية
ومن المعلوم أنّ الدافع الوجداني للعمل إذا اقترن بهذا الهدف الكبير الذي يمتّ إلى نفع البشر أجمعين، وإلى الغرض من أصل وجودهم، بأوثق الصلات، كان مؤثراً في دفع الفرد إلى العمل، أكثر من أي دافعٍ آخر على وجه الأرض
وواضح أنَّه لو لا الاعتراف بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) لما كان لهذا الدافع الكبير أي تأثيرٍ أو أي معنى. فمن السخيف ما قيل من أن الإعتقاد بوجود المهدي (عليه السلام) دافع على الاستحذاء [اي: الخضوع والذل] وترك العمل
الامام المهدي المنتظر ص106
#السيد_الصدر
/channel/hikma313