#قبسات
💠 الدنيا اختبار وامتحان 💠
إنّ هذه الحياة بالنسبة إلى الإنسان إنما هي دار اختبار وامتحان، فهي مدة قصيرة من مجموع حياته الخالدة أوجدت لهذه الغاية على حدّ فرصة المتعلم في طول السنة في أن يجدّ ويدرس أو يتساهل ويلعب، فيحصل على درجته من النجاح والفشل في نهاية السنة ليكافأ بالارتقاء أو يجازى بالرسوب
فكل ما يتمتع به المرء من نعم أو يبتلى به من عوارض ظروف أوجدها الله سبحانه وتعالى ليختبر بها مقدار مراعاته لنداء الحكمة وصوت العقل واقتضاء الضمير، فليس في نعمه سبحانه دلالة على كرامته ولا في ابتلاءاته دلالة على إهانته، بل أراد الله تعالى بالإنعام عليه اختبار مدى شكره عليها، أو اغتراره بها وإهماله لما وجب عليه فيها، كما أراد سبحانه بابتلائه اختبار مدى صبره عليه وثباته على مبادئه معه
فمن تلقى حياته الدنيا هذه بأزيد من ذلك وانهمك فيها فقد اغتر بها وجهل حقيقتها
أصول تزكية النفس ص82
#السيد_محمد_باقر_السيستاني
/channel/hikma313
#مقتطفات
لما ثبت أن كمال العلم إنما هو بالعمل تبين أنه ليس في العلوم بعد المعرفة أشرف من علم الفقه؛ لأن مدخليته في العمل أقوى مما سواه، إذ به تُعرَف أوامر الله تعالى فتُمتَثَل، ونَواهيهِ فتُجتَنَب، ولأن معلومه -أعني: أحكام الله تعالى- أشرف المعلومات بعد ما ذكر، ومع ذلك، فهو الناظم لأمور المعاش وبه يتم كمال نوع الإنسان
معالم الدين ص22
الشيخ حسن بن زين الدين العاملي
/channel/hikma313
#مهدويات
قد يسأل السائل: لماذا يستعرض القرآن الكريم هنا بدء غيبة النبي يوسف عن ذويه وأهله، بل غيبته حتى عن أبيه النبيّ يعقوب (عليه السلام)، الذي هو نبي من الأنبياء وإمام من الأئمّة كما ذكر ذلك القرآن الكريم: (وجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا)، إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فيعقوب مع كونه نبيّاً من أنبياء الله غُيّب عنه ابنه النبي يوسف !!
إذن غيبة حجّة من حجج الله قد تحصل حتى عن الخاصّة فضلاً عن عامّة الناس، فإذا تأكّد الخطر المحدق بولي الله الذي وُعد أن يكون مصلحاً متمكّناً في الأرض يدبّر ويدير الإصلاح في الأرض، هذا الولي والحجّة لله قد يُغيّب استتاراً أمنيّاً من الله حراسة له وضمانة له، حتى عن خاصّته وذويه، فضلاً عن العامّة، ولا تكون غيبته مبطلة لحجّته ولا تبطل تلك البشارة التي وعدَ بها لتُنفّذ على يديه من قِبَل الله عز وجل
الامام المهدي والظواهر القرآنية ص66
#الشيخ_محمد_السند
/channel/hikma313
#مواقف
انظر إلى العمق وبعد النظر في التضحية من أجل المبدئية وخدمة الإسلام في هذه الحادثة، التي قد يحسن إثباتها خدمة للتاريخ وللحقيقة المظلومة
وهي ما حدثنا به الحجة آية الله الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي (قدس سره)، فقد ذكر أنه لما بدا من المرحوم الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) التهيؤ للثورة ضد الاستعمار البريطاني في العراق المعروفة بثورة العشرين
سافر عمه الشيخ عبد الحسن بن المرحوم الشيخ راضي من النجف الأشرف إلى كربلاء، فاجتمع بالشيخ وقال له: كيف تعتمد على الناس في الجهاد، وإعلان الثورة ضد الإنكليز؟! أما رأيت الخيانات، والتخاذل، والعجز عن مقاومة الإنكليز في الجهاد؟! أو ما أشبه ذلك
فقال (طاب ثراه) ما محصله: ﴿لا يخفى عليَّ ذلك، ولكني أُريد أن أُوقع بين العراقيين والإنكليز الدم، ليبقى الإنكليز مبغوضاً عندهم فلا يسلبهم دينهم﴾
وأقدم على الثورة، ولم نجنِ من ثمرتها إلا ما أراد (قدس سره) من استحكام البغضاء بين المستعمر الكافر والناس
المرجعية الدينية ص109
#السيد_الحكيم
/channel/hikma313
#في_روضة_الزواج
《ازدياد الزنا》
قد لا نبالغ إذا ما ذهبنا بالقول بأنّ السبب الرئيسي وراء تفشّي الزنا وازدياده في بعض البلاد الإسلامية يعزو إلى مشكلة العزوبة
نعم، إنّ العديد من العزّاب عندما يجدون أنّهم لا يستطيعون تفريغ طاقاتهم الجنسية بشكل مشروع، يلجأون إلى الزنا المحرّم الذي شدّد الإسلام على حرمته أكثر من مرّة، فقد قال تعالى: {وَلاَتَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}
وقال سبحانه: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين}
وقال تعالى: {الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إلاَ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَيَنْكِحُهَا إِلاَ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين}
وفي الحديث القدسي: «لا أنيل رحمتي مَن يعرضني للأيمان الكاذبة ولا أدني مني يوم القيامة من كان زانياً»
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار ، فيقطر قطرة من فرجه فيتأذّى أهل جهنّم من نتنها، فيقول أهل جهنّم للخزّان: ما هذه الرائحة المنتنة التي قد آذتنا؟
فيقال لهم: هذه رائحة زان»
وعن أبي جعفر (عليه السلام)قال: قال «في الزنا خمس خصال، يذهب بماء الوجه ويورث الفقر وينقص العمر ويسخط الرحمن ويُخلّد في النار نعوذ بالله من النار»
وقال «يا علي، في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث منها في الآخرة، فأمّا التي في الدنيا: فيذهب بالبهاء، ويعجّل الفناء، ويقطع الرزق، وأمّا التي في الآخرة: فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار»
وقال «مَن فجر بامرأة ولها بعل، تفجر من فرجهما من صديد وادياً مسيرة خمسمائة عام يتأذّى به أهل النار من نتن ريحهما، وكانا من أشدّ الناس عذاباً»
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المناهي قال: «ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه ومات مصراً عليه فتح الله له في قبره ثلاثمائة باب يخرج منها حيات وعقارب وثعبان من النار فهو يحرق إلى يوم القيامة، وإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار، ألا وإن الله حرم الحرام وحدّ الحدود فما أحد أغير من الله عز وجل، ومن غِيرته حرم الفواحش»
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لن يعمل ابن آدم عملاً أعظم عند الله عز وجل من رجل قتل نبياً، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عز وجل قبلة لعباده، أو أفرغ ماءه في امرأة حراماً»...
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة أهب الله ريحاً منتنة، يتأذى بها أهل الجمع حتى إذا همت أن تمسك بأنفاس الناس، ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟
فيقولون: لا، وقد آذتنا وبلغت منا كل المبلغ
قال: فيقال: هذه ريح فروج الزناة الذين لقوا الله بالزناء ثم لم يتوبوا فالعنوهم لعنهم الله
قال: فلا يبقى في الموقف أحد إلا قال: اللهم العن الزناة»
يتبع ....
كيف نزوج العازبات ص28
#المجدد_الشيرازي_الثاني
/channel/hikma313
#في_روضة_الزيارة
《تذكرة وإنذار》
إن لزيارة العظماء والقديسين، أصحاب الرسالات آثاراً إيجابية تعود تارة إلى الزائر وأخرى إلى المزور
أما الأولى: فلأن الزيارة صلة بين الكامل ومن يروم الكمال، فالدوام على مواصلته محاولة للتخلق بأخلاقه واتباع منهجه وتجديد العهد معه، ولذلك لا تجد إنساناً وقف أمام قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وزاره إلا ويتأثر بشخصه وشخصيته، وإن كان التأثر قليلاً مؤقتاً، فزيارتهم تقترن غالباً بذرف الدموع، والعطف والحنان على المزور، وهي لا تنفك عن تحول نفسي وأخلاقي وحب وود لهم، وبالتالي شعوره بقربه منهم ومشاطرته لأهدافهم، إلى غير ذلك من الآثار الإيجابية التي تعود على الزائر...
أما الثانية: أعني الآثار الإيجابية التي تعود إلى المزور فهذا هو المقصود في بياننا، وهو أن زيارة العظماء هي تخليد لذكراهم، وتجسيد لرسالاتهم في الأذهان، وبالتالي تكون سبباً لبقائهم أحياء في كل عصر، وقرن، لا يتسرب إلى وجودهم ورسالاتهم وبطولاتهم أدنى ريب وشك، فبذلك يتجلى المزور في كل زمان حيّاً في القلوب وفي المجتمع، كما لو كان موجوداً بشخصه في زمن الزائر، فكأن الزيارة استمرار لبقائهم في القلوب تجلي الصدأ عنها
وتتجلى صحة وجودهم للخلف كما تجلت للسلف وتكون بمنزلة الدليل على وجودهم ورسالاتهم وبطولاتهم
فلو حذفنا الزيارة من قاموس حياتنا وتركنا مزارهم وأقفلنا أبواب بيوتهم ولم نهتم بآثارهم طوال قرون، فقد جعلنا آثارهم في مهب الفناء والتدمير، وبالنتيجة التشكيك في أصل وجودهم وبعثهم، وبالتالي تصبح تلك الشخصيات بعد قرون أساطير تاريخية للخلق، فيتلقون النبي والإمام بل الأنبياء كلهم قصصاً تاريخية نسجتها يد الخيال، كما هو الحال في كثير من القصص التاريخية التي أصبحت تروى على ألسن الأطفال وفي المنتديات
إن الإنسان الغربي يتمتع في حياته بكل ما هو غربي إلا الدين والمذهب، فإن مذهبه شرقي، لأن المسيح وليد الشرق ومبعوثه سبحانه إلى أرض فلسطين وغيرها وبما أن الغربي لا يجد أثراً ملموساً للمسيح في حياته فمثلاً ليس له قبر حتى يُزار ولا لأمه قبر حتى يُنسب إليها، ولا لكتابه صورة صحيحة يؤمن به، ولا لتلاميذه وحوارييه آثار ملموسة، فلذلك صارت الديانة المسيحية أسطورة تاريخية في نظر الغرب
وشبابه المثقفين بعد ألفي عام وإن كان الشيوخ والعجائز يؤمنون به إيماناً تقليدياً لا علمياً، فالجدد منهم مسيحيون في هوياتهم الشخصية لا في هوياتهم العقلية والفكرية، ومما أثر في ذلك هو فقدان كل أثر ملموس عن سيدنا المسيح في حياتنا البشرية، ولولا أن القرآن الكريم جاء بذكره ورسالته ومواقفه لكان الشك متسربا إلى أذهاننا وأفكارنا
وهذا بخلاف ما لو كان له أثر ملموس يُزار بين آونة وأخرى، وتُشد الرحال إليه عندئذ لكانت الديانة المسيحية حيّة نابضة بلا شك وريب
الزيارة في الكتاب والسنة ص83
الشيخ جعفر السبحاني
/channel/hikma313
#شذرات
*قيمة العقل*
🔹قيمة العقل الأساسية أنه يُرشدك إلى الحقائق المستقبلية، ويجعلك تتجنّب المشكلات والصعوبات قبل وقوعها، والرشيد حقاً هو: الذي يتنبّأ بالمستقبل، بينما الغبي حقاً هو الذي لا يعترف إلا بالواقع الحاضر
🔹فإذا قيل: إن هذا الجدار يريد أن ينقض، اتّكأ عليه وقال: إنني لم أهدم الجدار، وحين ينهدم الجدار سأقوم عنه، ولكن إذا انهدم الجدار هل يبقى له اختيار؟ كلا
🔹كذلك المؤمنون والكفار، أولئك يعقلون المستقبل ويتنبؤون به، ويعملون وفق الرشاد الذي يهديهم إليه العقل، بينما هؤلاء ينتظرون وقوع الحقائق وحضورها عندهم
🔹وهذا ما يسمّيه القرآن بالتأويل، أي عاقبة الأمر وما يؤول إليه، وبعد التأويل وحضور المستقبل لا ينفع العلم به شيئاً، إذ آنئذ حتى الحمار يراه {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نُردّ فنعمل غير الذي كنّا نعمل}
🔹إن انتظار الشفيع أو العودة إلى الماضي هو نوع من الغباء أيضاً إذ كيف يبني الله الحكيم الجزاء على أساس عمل الآخرين، وليس على أساس عمل الشخص ذاته مباشرة أو غير مباشرة؟! وكيف يعود الماضي؟!
من هدى القرآن ج3 ص47
#المرجع_المدرسي
/channel/hikma313
💡ملاحظة: من عفة اللسان هو عدم التعميم في الحكم، فكثيراً ما نجد أُناساً يُعمِّمون الأحكام على بعض الأصناف من الناس أو على بعض الشعوب، فتجد شخصاً يقول: (كل أعضاء البرلمان سارقون)، أو آخر يقول: (الشعب الفلاني كلهم أغبياء)، وثالث يقول: (العشيرة الفلانية كلها همج رعاع)
والحال أن هذا الحكم فيه ظلم كبير لكثير من الأفراد، وليكن الحكم على نحو الجزئية، التي تصدق ولو بفرد واحد، أو يكون الحكم على الأكثرية مع التأكد من صحة إطلاقه على الأكثرية..
تماماً كما فعل القرآن الكريم: {وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِين}
▫️ الجهة الثالثة: عفة الفرج: كثيرة هي غرائز الإنسان التي بها عاش علىٰ هذه الأرض، وهي مختلفة من حيث القوَّة والضعف، وكونها ضرورية جدّاً أو بين بين
ولكن ليس هناك أهمّ ولا أخطر ولا أقوىٰ من الغريزة الجنسية لديه، فهي عندما تبدأ بالظهور عند الإنسان فإنها تجرُّ معها الكثير من التغيُّرات الفسيولوجية والنفسية، بل والعقلية عليه
ولو لم تُقيّد من البداية وتُكبَّل فإنَّها ستكون أشبه بسيارة بلا مكابح تنزل من جبل وسائقها يضغط دوّاسة البنزين بكل قوّته
وقد تساهل بعض الناس في تقييدها وكبحها، إن في أنفسهم أو في مَن هم مسؤولون عنهم
🔅فتجد الأب يسمح لولده بالخروج إلى أماكن الريبة
🔅 ولا يعارض أن تلبس ابنته ملابس زاهية وملفتة للأنظار
🔅 وقد يتسامح البعض في مقاربة أهله على مسمع - وربما منظر - من أولاده بحجة أنهم صغار، وغيرها من التصرفات
لا بد على الفرد العفيف أن يُهيّء المصدّات القوية والترسانات الضخمة التي تقي من مصارع التهتّك، والتي تحفظ للمؤمن عفّته خصوصاً وإننا في زمن صار كثير من الناس يعتبر العفيف متخلِّفاً، والعفيفة معقّدة ومريضة نفسياً
وأنّ العفو علامة فارقة تستدعي العرض على طبيب نفسـي يعالج العفيف حتى يتمكّن من أن يزيل تلك الصفة منه، ليستوي مع أبناء جلدته، ويكون معهم سواءً وإمّعة
الاستخفاف بالدين ص217
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
/channel/hikma313
#في_روضة_التربية
الجانب الثالث: الجانب الاجتماعي (8)
المحور الرابع: كيف أختبر الصديق؟
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان، فقال: الاخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة: فأما إخوان الثقة: فهم الكف والجناح، والاهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة، فابذل له مالك وبدنك، وصاف من صافاه، وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، و حلاوة اللسان»
فالإمام علي (عليه السلام) يذكر إخوان المكاشرة وينهى عن كثرة مصاحبتهم
إن الأدبيات الدينية والعقل يرشداننا إلى ضرورة اختيار الصديق قبل الثقة به، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «لا تثق بالصديق قبل الخبرة»
وعنه (عليه السلام): «لا ترغبن في مودة مَن لا تكشفه» هذا، وتوجد طرق أرشدتنا لها الروايات الشريفة لاختبار الصديق -الذي بعضنا يفضله حتى على أهله ويسعى جاهداً لقضاء حوائجه وإرضائه- منها:
1⃣ الأموال: إما بإظهار العوز لنرى هل يبادر لستر العوز، أو عن طريق ائتمانه على مبلغ من المال، لمعرفة تأديته للأمانة
وما أجمل ما روي في هذا المجال من أنَّه أُهدي لرجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) رأس شاة مشوي، فقال: إنّ أخي فلاناً وعياله أحوج إلىٰ هذا حقّاً، فبعث إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى واحد حتى تداولوا بها سبعة أبيات حتَّىٰ رجعت إلى الأول فنزل: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُون﴾
2⃣ الغضب: إن للغضب تأثيراً كبيراً على السلوك الإنساني، وهو في العادة يكشف عن بواطن الإنسان وما يُحاول إخفاءه في الظروف المواتية، فإذا ما غضب، وتحرر من قيود الظروف المحيطة، وأبرز ما يُخفيه، أمكنك حينها أن تعرف حقيقة توجهه إليك، مما يعني أنه يمكن اختبار الصديق عن طريق تعمّد إيصاله لمرحلة الغضب، حتى إنّ الروايات تذكر أن تعمل على أن تغضبه ثلاث مرات، وإذا وجدته لا يتكلم عنك بسوء، فهو نِعْم الصديق
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبْه، فإن ثبت لك على المودة فهو أخوك، وإلا فلا»
وعنه (عليه السلام): «لا تعتدّ بمودة أحد حتى تغضبه ثلاث مرات»
وعنه (عليه السلام) لبعض أصحابه: «من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات، فلم يقل فيك شرًا، فاتخذه لنفسك صديقاً»
3⃣ عند ذهاب القدرة: صاحب السلطة والجاه يكون له الكثير من الأصدقاء، أما عند ذهاب جاهه وقدرته، فربما لا يبقى معه إلا القليل، وربما لا أحد، فيمكنك أن تختبر من يدّعون صداقتك بأن تدّعي مثلاً أو تُطهر لهم أن ما عندك من قدرة أو جاه أو مال قد ذهب منك ولم يعد بيدك منه شيء، وانظرهم حينها، واحكم بنفسك، وربما يكون حينها حقاً ما قيل: ما أكثر الإخوان حين تعدهم لكنهم في النائبات قليلُ
/channel/hikma313
س: ما هو حكم الحب بين شخصين، والحب صادق من طرفين؟
ج: استشارتني فتاةٌ قبل فترة طويلة، في أمر شابٍ عرض عليها أن ترتبط به أيام الدراسة الجامعية، على وعدِ أن يتزوَّجها بعد التخرُّج، وكان يقسم عليها بأيمانٍ مغلَّظة صدق نيته.
فقلت لها: أو تعلمين ماذا يُسمَّى المهر الذي يقدِّمه الرجل للمرأة في اللغة العربية؟ إنَّه يسمى صداقاً.
فليس المهر ثمنٌ يدفع لشراء المرأة، فالمراة انسان لها كرامتها، فلا تحدد بثمن، بل المهر (صداق) أي علامة صدق الرجل في تقدمه، أي أنَّه يبيِّن صدقه في أنَّه جادٌ في زواجه، يطلب بذلك صون نفسه وحفظ كرامة الفتاة.
أما الكلمات والوعود، فما أيسرها؟!
فقلت لها: إن كان صادقاً، فليتقدَّم للزواج منك، بأن يخبر أهله، ويجلب رضاهم، ثم يخطبك من أهلك، وصورة الخطبة كما هو عندنا، أن يأتي بكبار قومه، وأصحاب الشأن و(الأجاويد) من عشيرته، فيضمن أمامهم وأمام كبار قومه وأهلك صدقه.. عند ذلك ان كنت راغبة به، فاقبلي به بعد موافقة أهلك أيضا.
وإن تعذَّر لك بأنَّه غير مستعد الان وما شابه، فاتركيه الى حين أن يستعد، وإيّاك الدخول في متاهات العلاقات والكلمات الرقيقة، والتأثر بقصص ليلى وابن الملوَّح وما شابهها، فان ذلك من شَرَك ابليس، ولا يقبله العقلاء أيضا.
ماذا لو تغيَّر رأيه فيما بعد؟ ما الذي يضمن استمراره، مجرد الكلام؟!
انتهى.
أقول: بالنسبة الى سؤالكم، فأقول ما قلته لتلك الفتاة، فشخصياً لا اعلم ماذا يعني (الحب الصادق)، هل له علامة غير التقدم للزواج بصورة رسمية، وبذل المال، والتعهد أمام الأهل والأقرباء، أم أنَّه يكفي فيه بعض الكلمات والمراسلات والهدايا في اعيادٍ غربية او شرقية؟!
وأزداد عجباً كل يوم من فتياتٍ عاقلات، يرخصن انفسهن أمام شبابٍ مثلهن، بمجرد دعاوي حُبٍّ واعجابٍ، وكلماتٍ معسَّلة.
ولا أعلم ماذا أطلق على شابٍ يدعّي حب فتاة، ثم يفضِّل أن يواعدها سِراً، دون أن يتحمل – كرجلٍ- عناء الزواج منها عاجلاً غير آجل؟! أو على الأقل التقدم لخطبتها وإن تأجل الزواج حيناً لظروفٍ قاهرة.
ثم إنَّ ما تشعرون به لا يسمى بالضرورة حُباً، بل هو رغبة، فقد تكون نابعة من حالة عقلائية، وقد تكون نابعة من حالة عاطفية تتغير بمرور الزمن، من طرفٍ او من طرفين، وتلك الرغبة لا يمكن أن يبنى عليها حياة اسرية،
وربما تكوني قد أسأت الاختيار، فلذا يحتاج الى استشارة الأهل وقبولهما أيضا.
فوصيتي لكما:
ترك التواصل، والتواعد – ان وجد-، والمضي بالإجراءات الرسمية لموضوع الزواج، بعد التأكد من سلامة الاختيار، و وجود المواصفات اللازمة لحياة أسرية مستدامة سعيدة، وذلك يكون باستشارة الأهل وأخذ قبولهما، وسائر الخطوات الصحيحة.
وهذا علامة (الحب الصادق) كما تزعمون.
فإن حصل فبها ونعمت، وإلا فالسعادة غير متوقفة على شخصٍ واحد – كما ذكرت في تفصيلٍ راجعوه في محله-
وأقول ما أقوله دائما:
طريقُ الحلال، صعبُ في البداية، لكن يُعقبه راحة طويلة وسعادة
اما طريقُ الحرام، فسهل جميلُ في البداية، لكنَّه يعقبه ندمٌ ولو بعد حين.
فاسلكوا طريق الحلال الصحيح، واطلبوا من الله السعادة في الدارين.
ولو وسوس لكما ابليس، تذَّكراً وعد الله تعالى:
(ومن يتقِّ الله، يجعل له من أمْرِه يُسرا)
اسأل الله لكما ذلك، ولجميع من يقرأ هذه الكتابة ذلك
#السيد_محسن_المدرسي
/channel/hikma313
كل هؤلاء وهم كثيرون في مجتمعاتنا وآخرون غيرهم يمكن اعتبارهم نماذج جديدة يكررون موقفاً مشابهاً لموقف (الجد بن قيس)
وهم مثله تماماً يردّدون (تبريرات) كثيراً ما تلبس بـ (غطاء ديني) ولكن ليسمعوا قول الله تعالى {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}
هذه كانت بعض النماذج السريعة حول (الفهم الواقعي) للقصص القرآنية وهنالك نماذج أخرى كثيرة مثلاً: قصة آدم قصة موسى وفرعون قصة يوسف قصة مؤمن آل فرعون قصة (صاحب الجنتين) وقصة أصحاب الكهف
وبإمكان القرّاء الكرام أن يقوموا بـ (الفهم الواقعي) لها، مستعينين في ذلك بروايات الأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) وبالتفكير المنطقي السليم
كيف نفهم القرآن ص171
#المقدس_الشيرازي
/channel/hikma313
#استفتاءات
سؤال ١٧٤٠: بعض الرواديد للقصائد الحسينية، يستعينون بألحان الأغاني لأهل الفسوق، وينظمون القصيدة على نفس الوزن تماما، هل يجوز ذلك، وهل يجوز أم يحرم سماع هذه القصائد لمن يعرف أنها لحن الأغنية الفلانية تماما، وكيف لو كان علمه عن طريق سماع بعض الأشخاص بأن هذه القصيدة تشبه الأغنية الفلانية؟
التبريزي: لا يجوز ذلك له، ولا لغيره الاستماع إليه، والله العالم
صراط النجاة ج2 ص562
#الميرزا_جواد_التبريزي
/channel/hikma313
#مهدويات
روى المفيد في الإرشاد بهذا اللفظ، قال: روى أبو الجارود، عن أبي جعفر - في حديث طويل - إنه (إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يُدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب) وهذا الخبر يُشير إلى تكرر هذه الظاهرة واستمرارها في الوسط الشيعي إلى عام الظهور، وأن أصحاب هذا التيار البتري التوفيقي التلفيقي يعتمدون المسحة العلمية، ويتضرعون بالمبررات الفقهية لهذا المنهج
ونداؤهم وخطابهم القائم ببني فاطمة إشارة إلى نهج فاطمة في الإنكار على مسار السقيفة، والبراءة من الانحراف، فكأن الميزان المائز لهم رفض التبري من أعداء فاطمة، كما أنهم في بداية أمرهم أنكروا البراءة من الشيخين وأظهروا البراءة من أعدائهما، فالتفت إليهم زيد بن علي في محضر أخيه الباقر (عليه السلام) وقال لهم: (أتتبرؤون من فاطمة؟!
بترتم أمرنا يبتركم الله
فيومئذ سموا البترية)
فعدم المعاداة مع الشيخين يأول إلى معاداة فاطمة؛ ولذلك يخاطبون الحجة ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا فيك. أي: لا حاجة لنا في النهج الفاطمي الذي ينطلق من البراءة لأعداء آل محمد
التوحيد في المشهد الحسيني ص328
#الشيخ_محمد_السند
/channel/hikma313
#في_روضة_الاخلاق
• من خدع الشيطان للنفوس
يقوم الإنسان أحياناً بتتبع عيوب الآخرين بذرائع مختلفة، فيضخم عيوبهم الصغيرة ويسند إليهم عيباً غير موجود فيهم بل يصوّر امتيازاتهم وكمالاتهم عيوباً ونقاطهم الايجابية ضعفاً
وقد لا ينتبه الإنسان أحياناً لماذا هو حساس تجاه الآخرين إلى هذا المستوى أو يظن أن له دافعاً صحيحاً في هذه الممارسات بأن يكون عمله بهدف أداء الواجب الشرعي مثلاً، أو يضعف الآخرين كي لا يتعرض الإسلام للخطر ولا يتضرر المسلمون، ويهدر كرامتهم كي لا يقع زمام المجتمع بأيديهم ولا يُهدّد الإسلام والمسلمون
ولكنه إذا قام بشيء من التحليل الداخلي لذاته انتبه إلى هذه الحقيقة وهي أن الحسد للآخرين هو الذي دفعه إلى هذا النوع من الأعمال المغلوطة والمذمومة، إلا إنّ النفس بكيدها وتزويرها العجيب والمعقد تخفي الحسد والأفعال المشوبة بالحسد تحت هذه الأغطية الخفية وتبديها بهذا اللون والبريق كي يمارس الإنسان هذه الأفعال بكل يسر ويكون قادراً على تبرير أفعاله القبيحة تجاه الآخرين
الأخلاق في القرآن الكريم ج3 ص238
/channel/hikma313
#في_روضة_العقائد
يعتقد كل من يقرّ بوجود الله (سبحانه) بالمعاد إذ لا يمكن فيما يبدو أن نجد إنساناً يؤمن بالمبدأ ويُنكر المعاد
وبشأن إثبات أصل المعاد فقد جاؤوا بأدلّة كثيرة نعرض منها ما يلي :
1- هدفية الخلق
يتمثّل الدليل الأول لإثبات المعاد بوجود الغاية من خلق الوجود (ومنه الإنسان)، ولازم ذلك أن يكون وجود العالم عبثاً من دون المعاد تماماً كما نرى في عالم الأطفال حينما يُبادر الطفل لصرف ساعات طويلة من وقته، يبذل فيها الجهود الكبيرة لبناء بيت صغير من الخشب أو الطين ثم يقوم في نهاية المطاف وبعد أن يتمّ تشييد البيت واتمامه يقوم بتخريبه وتهديمه برفسةٍ من رجله لتضيع بهذه الرفسة جهود يومه عبثاً
وربّما كانت المقارنة بين المشهدين غير دقيقة ذلك أن الطفل الذي يرفس برجله البيت الذي صرف في بنائه ساعات طويلة من الجهد والاعتناء إنّما يفعل ذلك بهدف اللعب وبذلك نجد أنّ عمل الطفل وإن كان عبثياً بظاهره إلاّ أنهُ يستهدف تحقيق غاية، وهي اللعب. أمّا إذا افترضنا عدم وجود "المعاد" فإنّ الصورة ستبدو أسوأ، إذ سيظهر عالم الوجود وكأنّه مخلوق عبثاً وباطلاً من دون أن يكون ثمّة هدف لوجوده، أو غاية يسعى لتحقيقها
لذلك تفضي الغاية المفترضة لوجود هذا العالم بضرورة المعاد واليوم لآخر لكي تنتفي العبثية ولا يكون الهدف من الخلق عبثاً وباطلاً
ثم إنّ عالم الوجود برمّته يحكي حقيقة أنَّ وراء هذا العالم مدبّراً حكيماً وهذه الحقيقة شاخصة للجميع واضحة للعيان وإلا فكيف نصدّق أنّ الانسان المخلوق من نطفة المخلوقة بدورها من تراب يعيش حياته بكل ما يُرافقها من مشقّة وأذىً وألم، من دون أن تكون لوجوده غاية ولحياته هدف وعاقبة ينقلب إليها؟
وكيف نتعقّل أنّ كل شيء ينتهي بالموت ومع الموت بحيث تبدو كل أشواط الحياة بدون ثمرةٍ وغاية؟
وكيف نستطيع أصلاً أن نوجّه فلسفة الخلق والوجود والغاية منهما؟
يعبّر القرآن الكريم عن هذه الحقيقة بقوله تعالى ﴿أفَحَسِبْتُمْ أنّما خَلَقْنَاكُم عَبَثاً وَأنّكُمْ إلَينَا تُرجَعُون﴾
وكذلك قوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرضَ وَمَا بَيْنَهُما بَاطِلاً ذَلكَ ظَنُّ الَّذينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ للَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾
والآية واضحة في أنّ من لا يتصوّر أنّ للخلق هدفاً وغاية ومآلاً، هو الكافر الذي لا يعتقد ب"المبدأ"، وإلاّ فلو كان مؤمناً بالمبدأ لاعتقد بالمعاد حتماً وضرورة
ويؤكّد القرآن الكريم في آيات أخرى، أنه لو لم يكن مآل الخلق الى المعاد واليوم الآخر، وأنّه لو لم يكن مُنتهى كلّ شيء في مسيرة عالم الوجود إلى الله (سبحانه) للَزم أن يكون الخلق عبثاً، ولمّا كان العبث والباطل مستحيلي الصدور عن الله (سبحانه) لأنّه خالق العقل، ولا يصدر منه (سبحانه) غير المعقول، لذلك وجب أن يكون "المعاد" لكي لا يكون الوجود عبثاً وباطلاً
دروس في أصول العقيدةالإسلامية
/channel/hikma313
#في_روضة_الامام_الصادق
• في أحوال مولانا أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)
روي أنه سعي بأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عند المصور، بأنه بعث مولاه المعلى ابن خنيس بجباية الأموال من شيعته، وأنه كان يمد بها محمد بن عبد الله، فكاد المنصور أن يأكل كفه على جعفر غيظاً، وكتب إلى عمه داوود [بن علي]، وهو إذ ذاك أمير المدينة، أن يسير إليه جعفر بن محمد عليهما السلام، ولا يرخص له في التلوم والمقام
فبعث إليه داوود بكتاب المنصور، وقال له: اعمل في المسير إلى أمير المؤمنين في غد، ولا تتأخر
قال صفوان الجمال: وكنت يومئذ بالمدينة فأنفذ إليَّ أبو عبد الله (عليه السلام) فصرت إليه، فقال لي: تعهد راحلتنا فانا غادون في غد إن شاء الله إلى العراق، ونهض من وقته وأنا معه إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)، وكان ذلك بين الأولى والعصر فركع فيه ركعات، ثم رفع يديه ودعا بدعاء، قال صفوان:
سألته (عليه السلام) أن يعيد الدعاء عليَّ فأعاده وكتبته، فلما أصبح أبو عبد الله (عليه السلام) رحلت له الناقة وسار متوجهاً إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر، وأقبل حتى استأذن فأذن له وقربه وأدناه، ثم أسند قصة الرافع على أبي عبد الله (عليه السلام)
ونحن نوردها برواية الشيخ الكليني، فروى مسنداً عن صفوان الجمال قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) الحملة الثانية إلى الكوفة، وأبو جعفر المنصور بها، فلما أشرف (عليه السلام) على الهاشمية - مدينة أبي جعر - أخرج رجله من غرز الرجل، ثم نزل ودعا ببغلة شهباء ولبس ثياباً بيضاً وتكة بيضاء
فلما دخل عليه قال له أبو جعفر: لقد تشبهت بالأنبياء !!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وأنى تبعدني من الأنبياء ؟
قال: لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر نخلها ويسبي ذريتها !!
فقال: ولِمَ ذاك يا أمير المؤمنين؟
فقال: رُفع إليَّ أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال
فقال: والله ما كان
فقال: لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي !!
فقال: أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف !!
أنه مَن لم يرضَ بالله فليس من الله في شيء؟
فقال: أتتفقه عليَّ ؟
فقال وأنى تبعدني من التفقه وأنا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) !!
قال: فإني أجمع بينك وبين مَن سعى بك
قال: فافعل
قال: فجاء الرجل الذي سعى به فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا، قال: فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا ويلك تبجّل الله تعالى فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل: برئت من حول الله وقوته والجأت إلى حولي وقوتي
فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتى وقع ميتاً
قال له أبو جعفر: لا أصدق بعدها عليك أبداً !!
وأحسن جائزته وردّه
الانوار البهية ص161
/channel/hikma313
#في_روضة_القصص
《قُتل أصحاب الأخدود》
قال: كان سببهم أن الذي هيّج الحبشة على غزوة اليمن ذانواس وهو آخر من ملك من حمير تهوّد واجتمعت معه حمير على اليهودية، وسمى نفسه يوسف وأقام على ذلك حيناً من الدهر، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية، وكانوا على دين عيسى (عليه السلام) وعلى حكم الإنجيل
ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، حمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها، واختاروا القتل
فخدّ لهم خدوداً وجمع فيها الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قُتل بالسيف ومثّل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفاً وأفلت رجل منهم يدعى دوس على فرس له وركضه واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذونواس إلى ضيعة في جنوده
فقال الله: {قُتل أصحاب الأخدود} إلى قوله: {العزيز الحميد}
بحار الانوار ج14 ص438
/channel/hikma313
#استفتاءات
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (أدام الله بقاءك): خطيبٌ عندنا يصعد المنبر فيقول ما مضمونه:
(مروان بن الحكم صعد على منبر رسول الله وصار يشتم علي بن أبي طالب فخرجت كفّان مكتوب عليهما: يا مروان أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك؟! أتشتم من خلقك؟!، هذه العظمة ليست إلا لأناس، ليست إلا لأناس)
وكلمات هذا الخطيب التي من هذا النوع كثيرة جدًا، ويغتنمها الوهابيون للتشنيع على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فما رأي سماحتكم بهذا الأمر؟
الجواب: باسمه تعالى
هذا كلامٌ باطلٌ لا يقوله أحد من علماء الشيعة ولا يعتقده حتى جُهَّالهم وإنما هو كلام الغلاة خذلهم الله
٦ / رمضان المبارك / ١٤٢٣
الختم: لجنة استفتاء مكتب
سماحة آية الله العظمى
#السيد_السيستاني - قم
/channel/hikma313
#في_روضة_العقائد
2- العدالة الالهية: العدالة، هي الدليل الثاني من أدلّة إثبات المعاد
إنّ مقتضى عدل الله سبحانه أن يكون للناس يومٌ يجتمعون فيه، فيجزى كلّ ذي عملٍ بعمله. ويلزم من انكار ذلك تصوّر صدور الظلم منه (سبحانه)، أي أنّ من ينكر المعاد والحساب والجزاء يكون كمن يقول بصدور الظلم عنه (سبحانه)
وبذلك لا يتسق القول بعدم وجود المعاد مع القول بالعدل الالهي: ثم إنه مع انكار المعاد ليبقى الانسان في حيرة من هذه الأسئلة، إذ من يا ترى يقتصّ من الحكّام الظلمة الذين يهرقون دماء الأبرياء بالألوف، وينتهكون أعراض النساء، ويهدرون وينهبون ثروات المسلمين وما حباهم الله به من خيرات؟
ومن يُذيقهم وبال ما كسبت أيديهم؟ وهل يمكن الاقتصاص من هؤلاء في الحياة الدنيا وحسب؟
وإذا حُكِمَ على هؤلاء في الدنيا بالاعدام والموت ولو مئات المرّات قصاصاً لما جنت أيديهم، فهل يُكافىء ذلك دماء الأبرياء وظُلاماتهم وآلامهم؟
إذن، لا سبيل في اقتصاص الحق من الظالمين، والانتصاف للمظلومين، سوى وجود "المعاد"
ثم لما كان مقتضى العدل الالهي مجازاة الإنسان بدقّة، خيراً فعل أم شرّاً، فسيكون تحقّق العدل الإلهي غيرَ متيسِّر إلاّ بوجود المعاد ويوم الجزاء
يقول تعالى: ﴿يومئذٍ يصدرُ الناس أشتاتاً ليُرَوْا أعمالُهم* فمن يعملْ مثقال ذرّةٍ خيراً يرَه* ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يرهُ﴾
وبمقتضى الآيات الكريمة، فإنّ عدم مجازاة الإنسان يوم القيامة على ذرّة من أعمال الخير أو الشرّ التي يقوم بها، سيعدّ مغايراً للعدالة الإلهية
وإذا أردنا أنْ ننتقل في معالجة هذا البُعد إلى زاوية أخرى، فسنجد أنّ المجاهد في سبيل الله، الذي ترك لذّات الدنيا وشهواتها ليقاتل العدوّ، لا يمكن أنْ يستوي في حساب العدل الإلهي مع القاعد، بل هو أعلى منه درجة في الدنيا وفي الآخرة، فالمجاهد يعيش في الدنيا وقرينه النور وصفاء القلب، مكلّلاً بالعطايا والمواهب المعنوية، أمّا في الآخرة، فسينال السعادة الأبدية وينزل في الجنّة برفقة الأنبياء والصدّيقين والأولياء
والسؤال المثار هنا هو: ما هو وجه العدالة في مكافأة من لا يحمل همّ الإيمان، ولا يهتمّ بصراع الإسلام والكفر، ومجازاته مجازاة المجاهد؟
لذلك جاء الخطاب الإلهي يميِّز بين الاثنين، وهو يزفّ البشرى لمن يُدافع عن حريم الإسلام ومقدّساته، ويدافع عن قيم الإنسانية، ويعيش الحياة جهاداً وحماساً ليصنع مآثر الخُلد، إذ يقول سبحانه فيه: ﴿يَا أيَّتُها النَّفسُ المُطمَئنّة * ارْجِعِي إلى رَبِّك رَاضِيةً مَرضيّةً * فَادخُلِي فِي عِبادِي * وَادْخُلِي جَنّتي﴾، وقال تعالى: ﴿وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾
يتبع ...
دروس في أصول العقيدة الإسلامية
/channel/hikma313
#في_روضة_الانبياء
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: عاش نوح بعد نزوله من السفينة خمسين سنة، ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: يا نوح، قد انقضت نبوتك، واستكملت أيامك، فانظر الاسم الأكبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام، فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي، فيكون نجاة فيما بين قبض النبي ومبعث النبي الآخر، ولم أكن أترك الناس بغير حجة، وداع إلي، وهاد إلى سبيلي، وعارف بأمري، فإني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هادياً أهدي به السعداء، ويكون حجة على الأشقياء»
قال: «فدفع نوح (عليه السلام) الاسم الأكبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوة إلى ابنه سام، وأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به
قال: وبشرهم نوح بهود (عليه السلام) وأمرهم باتباعه، وأن يفتحوا الوصية كل عام فينظروا فيها، ويكون عيداً لهم، كما أمرهم آدم (عليه السلام)، فظهرت الجبرية في ولد حام ويافث، فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث، وهو قول الله عز وجل: {وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} يقول: تركت على نوح دولة الجبارين، ونصر الله محمدا (صلى الله عليه وآله) بذلك»
قال: «وولد لحام: السند، والهند، والحبش، وولد لسام: العرب، والعجم، وجرت عليهم الدولة، وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم، حتى بعث الله عز وجل هوداً (عليه السلام)
البرهان في تفسير القرآن ج4 ص599
/channel/hikma313
#في_روضة_الحديث
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟
قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئاً؟
فقال: ألا أعلمك ما تقول؟
قلت: بلى
قال: تقول: (بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئاً فاجعله بارّاً تقيّاً واجعله مسلماً سويّاً ولا تجعل فيه شركا للشيطان)
قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟
قال: أما تقرأ كتاب الله عز وجل ثم ابتدأ هو {وشاركهم في الأموال والأولاد} ثم قال: إن الشيطان ليجيء حتى يقعده من المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح
قلت: بأي شيء يعرف ذلك؟
قال: بحبنا وبغضنا، فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان
الكافي الشريف ج5 ص520
/channel/hikma313
#في_روضة_الامام_الجواد
#فضائل
عن أبي هشام الجعفري قال: صليت مع أبي جعفر (عليه السلام) في مسجد المسيب وصلى بنا في موضع القبلة سواء وذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق، فدعا بماء وتهيّأ تحت السدرة فعاشت السدرة وأورقت وحملت من عامها
الكافي الشريف ج1 ص497
/channel/hikma313
#في_روضة_العلماء
#مواقف
• المرجعية العليا والحسابات الأخرى
كان العالم الكبير آية الله العظمى السيد حسين القمي رحمه الله من كبار علمائنا المجاهدين وقد أُخرج من إيران إلى العراق بسبب معارضته للنظام البهلوي الأول (رضا شاه) في قضية الحجاب
نُقل عن هذا العالم الجليل أن أحد كبار التجار جاءه في إحدى المرات وكان من الذين يقدمون له العون المالي في إدارة شؤون الحوزة العلمية
قال له: يا سيدي أطال الله عمرك هل ترجعون الناس من بعد وفاتكم في المسائل الاحتياطية إلى العالم الفلاني ؟
وكان هذا العالم أحد تلاميذ السيد القمي وقد كان الوقت آنذاك عصراً فلم يُجب السيد في الحال لعله كان يقصد التدبر في الموضوع ومدى أهليّة الرجل لتسنّم مقاليد المرجعية
والعجيب في الأمر أنه في وقت متأخر من الليل خرج السيد القمي إلى بيت ذلك التاجر حتى وصل إلى بيته وسأل عنه فقالوا: إنه نائم
فقال: أيقظوه لأني جئت إليه في عمل ضروري فخرج التاجر مستقبلاً السيد وهو متعجب من مجيء السيد في ذلك الوقت المتأخر من الليل فقال له السيد: لقد جئت لأخبرك بجواب السؤال الذي سألتنيه عصر اليوم، وهو أن المرجعية لا تكون لذلك الشخص !!
فانزعج التاجر وقطع العلاقة التي كانت تربطه بالسيد وصار يُشهر العداء له، وحينما قال البعض للسيد القمي: فلو كنت أخرت الجواب إلى الصباح وأخبرته لما آل الأمر إلى هذا الحال
فأجابهم: في الواقع لقد خفت أن أموت في الليل فلا يحصل الناس على رأيي الصحيح لأني عندما سألني ذلك التاجر عن ذلك العالم لم أجبه في حينه ولعل بعضاً كان يستشفِ من سكوتي الرضا، وحينما تأملت أمر هذا العالم لم أجده أفضل من غيره علماً واجتهاداً، ثم ولأن هذا التاجر تربطني به علاقة وثيقة وأنا بحاجة إليه فإن من الممكن أن يوسوس لي الشيطان في أن أحفظ مصالحي معه وأقول له غير الحق، ولذلك قررت الذهاب إليه في تلك الساعة لكي أحسم هذا الأمر
قصص وخواطر من أخلاقيات علماء الدين ص109
الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني
/channel/hikma313
#توصيات
قال علي بن الحسين (عليهما السلام) «لبعض أصحابه: قل في طلب الولد: ربِ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليّاً يرثني في حياتي ويستغفر لي بعد موتي واجعله لي خلقاً سويّاً ولا تجعل للشيطان فيه نصيباً، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم»
(سبعين مرة)
فإنه من أكثر من هذا القول رزقه الله تعالى ما تمنّى من مال وولد ومن خير الدنيا والآخرة، فإنه يقول: {استغفروا ربكم إنّه كان غفّاراً * يُرسل السماء عليكم مدراراً ويُمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهاراً}
من لا يحضره الفقيه ج3 ص474
/channel/hikma313
#مطبوعات
سبب تأليف الكتاب: رؤية الإمام (عليه السلام) في المنام وأمره ثم سنح لي أن أفرد لذلك كتاباً يشتمل على تلك الفوائد، وينظم فيه تلك الفرائد، فعاقني عن ذلك نوائب الزمان، وتوارد الأحزان، حتى تجلى لي في المنام مَن لا أقدر على وصفه بالقلم والكلام أعني مولاي وإمامي المنتظر، وحبيب قلبي المنكسر
وقال لي ببيان أبهج من وصل الحبيب، وأهيج من صوت العندليب، ما لفظه: (أين كتابرا بنويس وعربي هم بنويس ونام اورا بگذار مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم)
فانتبهت كالعطشان، وأسفت أسف اللهفان، وعزمت إطاعة أمره الأعلى وقلت كلمة الله هي العليا، ثم لم يساعدني التوفيق حتى سافرت في العام الماضي (١٣٣٠ ه) وهي السنة المتممة للثلاثين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة إلى البيت العتيق، ولما تآطم هنالك الوباء، وتلاطم اللأواء عاهدت الله جلّ جلاله وعم نواله أن يخلصني من المهالك، ويسهل لي إلى وطني المسالك، أشرع في تصنيف ذلك فمَنّ عليَّ بالسلامة مما كنت أخاف، وكم له لديَّ من المواهب والألطاف، فشرعت فيه امتثالاً لقوله عز من قائل: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم)
وقوله المطاع الأعلى (أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً)
فدونك كتاباً كجنة عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية، لها أبواب ثمانية، لنجعلها لكم تذكرة، وتعيها أذن واعية
مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ص12
الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني
/channel/hikma313
#في_روضة_القران
3 - ومن الله ننتقل إلى القيادة؟!
لقد جلس (بنو إسرائيل) في أماكنهم، وانتظروا بشكل سلبي هبوط النصر عليهم!
هذا الواقع لا نشاهده الآن؟!
كم هم أولئك الذين يجلسون في بيوتهم، ويضعون كفاً على كف، ويتحسرون على فساد الوضع، ولكنهم لا يحركون ساكناً، بل ينتظرون ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) لإصلاح هذه الأوضاع! كما انتظر بنو إسرائيل أن يحارب موسى وربّه من دونهم، واكتفوا هم بدور (المنتظر) و (المتفرج)
لقد تحول وللأسف مفهوم (انتظار الإمام المهدي) عند الكثيرين، من فكرة إيجابية تدفع الإنسان إلى البذل والعطاء، إلى (مورفين) مخدر يبرّر السكوت عن الواقع الفاسد، في انتظار الغيب المجهول القادم من وراء ستار المستقبل
وهكذا سارت أمتنا على خطى (بني إسرائيل) حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، كما تنبأ بذلك من قبل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
(2) يقول القرآن الكريم {يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرسولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَي نَجْوَاكم صدقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لكم وأطْهر} جاء في التفاسير أن بعض المسلمين أثقلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنجوى والكلام، فنزلت هذه الآية الكريمة
وفي الحديث (.. وكان الرجل إذا أراد أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه (الرسول) بما يريد، فكف الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه فتصدق علي (عليه السلام) بدينار كان له، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك..)
ثم نسخ هذا الحكم بالآية التي تليها
والسؤال الآن هو: ما هو العبرة (الحية) و (الواقعية) التي نستفيدها من هذه الآية الكريمة بالإضافة إلى كونها (فضيلة) تفرد بها الإمام علي (عليه السلام)؟!
والجواب: إن هذه القصة التي تضمنتها الآية الكريمة تكشف لنا عن نوعين من (الإيمان):
أحدهما: إيمان التضحية
وثانيهما: إيمان المصالح
في (إيمان التضحية) يكون الفرد المؤمن (جندياً تحت الطلب) أي أنه يستعد لتنفيذ كل القرارات والتضحية بكل ما يملك من مال وأهل ونفس في سبيل الله والقيم والمبادئ
أما صاحب (الإيمان المصلحي) فهو يسير في ركاب (الدين) ما دام هذا الدين لا يضر بمصالحه ولا يكلفه شيئاً أما عندما يكلفه الدين مصالحه الشخصية فهو يترك الدين ويضرب به عرض الحائط
وقد تجلى من خلال هذه القصة (إيمان التضحية) في شخص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
كما تجلى (إيمان المصالح) في أولئك الأغنياء الذين التفوا حول الرسول (صلى الله عليه وآله) وكانوا يكثرون من مناجاته والتحدث إليه، فما أن وصل الأمر إلى الإنفاق والبذل، انقطعوا عن الرسول، وتركوه وحيداً في داره!
والسؤال الآن: إلى أي طراز من هذين الطرازين ينتمي المسلمون في العهد الراهن؟!
إن واقع المسلمين الآن هو الأجدر بالإجابة على هذا السؤال!
(3) يقول القرآن الكريم {ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي ألا في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكَافِرِين}
في البداية ينبغي أن نلقي نظرة على (تنزيل) هذه الآية الكريمة ومن ثم ننتقل إلى (التأويل)
ففي تفسير القمي (لقي رسول الله صلى الله عليه وآله (الجد بن قيس) فقال له: يا أبا وهب ألا تنفر معنا في هذه الغزوة؟ (غزوة تبوك)
فقال: يا رسول الله والله إن قومي ليعلمون أنه ليس فيهم أحد أشد عجباً بالنساء، وإني أخاف إن خرجت معك أن لا أصبر إذا رأيت بنات الأصفر (أي بنات الروم)
فلا تفتني وأذن لي أن أقيم
وقال لجماعة من قومه: لا تخرجوا في الحر
فأنزل الله على رسوله في ذلك هذه الآية)
إن هذا المشهد التاريخي يمثل لنا (التبرير) بأجلى صوره وأشكاله!
إنه ليس مجرد تبرير عادي (كالتبرير بالحر والبرد وما أشبه) بل إنه تبرير (ديني) بمعنى أنه يتخذ من (الدين) ستاراً لتبرير الهروب من المسؤولية (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)!
وهو أيضاً لم يرد بصيغة عادية، بل صاحبته مختلف عوامل التأكيد من (القسم) و (إن) و (اللام) التأكيديتين، وغير ذلك، كما نلاحظ في الحديث الشريف
ولكن هذا (المنطق التبريري) ليس خاصاً على رجل تاريخي اسمه (الجد بن قيس) وكنيته (أبو وهب) وليس خاصاً بحقبة معينة، اندثرت في طيّات الماضي العتيق
إنه نموذج يتكرر في كل زمان ومكان ولكن بأنماط وصور مختلفة
فالذين يعتذرون عن تحمل مسؤوياتهم الدينية ويقضون أعمارهم في زوايا البيوت بحجة أنهم يخافون على أنفسهم من (الانزلاق) أو (الكبرياء) أو (الضلال) أو ما أشبه
والذين يرفضون الانتماء إلى جبهة الحق بحجة أن هذا الانتماء قد يعرّضهم لمطاردة السلطات والقبض عليهم وربما (انهيارهم) و (انحرافهم)
#في_روضة_الحديث
عن الحسن بن علي [العسكري] (عليهما السلام) قال: دخل علي بن محمد [الجواد] (عليهما السلام) على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت فقال له: يا عبد الله تخاف من الموت لأنك لا تعرفه، أرأيتك إذا اتسختَ وتقذّرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمتَ أن الغسل في حمام يُزيل ذلك كله، أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك؟
أوَما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك؟
قال: بلى يا ابن رسول الله
قال: فذاك الموت هو ذلك الحمام وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك فإذا أنت وردت عليه وجاوزته فقد نجوت من كل غمّ وهمّ وأذى، ووصلت إلى كل سرور وفرح
فسكن الرجل واستسلم ونشط وغمض عين نفسه ومضى لسبيله
معاني الاخبار ص290
/channel/hikma313
#كلمات_العلماء
🔻 إن ليلة الجمعة محطة لتصفية الماضي والبرمجة للمستقبل
🔻 ولا يتم ذلك من خلال قراءة سورة الجمعة فقط
🔻 بل هي محطة توقف، فالغربيون في آخر الأسبوع يوم الأحد بالنسبة لهم للراحة والبرمجة
🔻 بينما المسلمون أولى منهم بهذه الحركة فلمَ لا نحاول نحن أيضاً أن نجعل لأنفسنا ختام أسبوع نتفرغ فيه من الانشغال بمتاع الدنيا؟
المؤمن يستغل ليالي الجمعة، ويعيد برمجة حياته
فكما أن الحسنات فيها مضاعفة، المعاصي أيضاً فيها مضاعفة؛ لأنها ليلة منتسبة إلى الله عز وجل
فالأزمنة والأمكنة فرص، وفي نفس الوقت العقوبة مضاعفة
لذا ينبغي أن تكون ليلة الجمعة من أفضل الليالي
🔻 والحال هي للبعض ليلة معصيتهم، ويوم الجمعة يوم معصيتهم
🔻 لأنهم طوال الأسبوع مشغولون بالعمل، وليلة الجمعة ويوم الجمعة يوم الفراغ، فيذهب إلى الأماكن المستورة: كالمزارع، وغيرها؛ ظانّاً بأن الله عز وجل لا يراه
يجب أن نلتفت إلى أنفسنا في هذه الليالي المباركة، فالمؤمن يغتنم الفرص، لأنها تمر مرّ السحاب
روي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: (الفرص تمر مر السحاب فاغتنموها)
#الشيخ_حبيب_الكاظمي
/channel/hikma313
#اهل_الضلالة
#تأريخ
《الوليد بن عبدالملك》
واستولى الوليد بن عبد الملك على الحكم بعد هلاك أبيه في النصف من شوال سنة 86 هـ ولم تكن فيه أية صفة من صفات النبل بحيث تؤهله للخلافة، وإنما كان جباراً ظالماً وكان يغلب عليه اللحن، وقد خطب في المسجد النبوي، فقال: يا أهل المدينة ـ بالضم ـ مع أن القاعدة تقتضي نصبه لأنه منادى مضاف
وخطب يوماً فقال: يا ليتها كانت القاضية ـ وضم التاء ـ فقال عمر بن عبدالعزيز: عليك وأراحتنا منك وعاتبه أبوه على إلحانه، وقال: إنه لا يلي العرب إلا مَن يحسن كلامهم، فجمع أهل النحو ودخل بيتاً فلم يخرج منه ستة أشهر، ثم خرج منه، وهو أجهل منه يوم دخل
وطعن عمر بن عبدالعزيز في حكومته فقال: إنه ممن امتلأت الأرض به جوراً ويقول المؤرخون: إنه كان كثير النكاح والطلاق إذ يقال: إنه تزوج ثلاثاً وستين امرأة غير الإماء
وفي عهد الوليد قتل الحجاج سعيد بن جبير التابعي صبراً وكان قتله من الأحداث الجسام التي روّع بها العالم الإسلامي
وكانت مدة خلافته تسع سنين وسبعة أشهر، توفي بدير مروان سنة 96 هـ وكان عمره خمساً وأربعين سنة
ثم بويع سليمان بن عبدالملك بعهد من أبيه بعد هلاك أخيه في جمادى الآخرة سنة 96 هـ فاستلم الحكم ونكّل بآل الحجاج تنكيلاً فظيعاً، وعهد بتعذيبهم الى عبدالملك بن المهلب وعزل جميع عمّال الحجاج واطلق في يوم واحد من سجنه واحداً وثمانين ألفاً، وأمرهم أن يلحقوا بأهاليهم، ووجد في السجن ثلاثين ألفاً ممن لا ذنب لهم وثلاثين ألف امرأة وكانت هذه من مآثره وألطافه على الناس
لكنه كان مجحفاً أشد الاجحاف في جباية الخراج فقد كتب الى عامله على مصر اسامة بن زيد التنوخي رسالة جاء فيها: «احلب الدر حتى ينقطع، واحلب الدم حتى ينصرم» وقدم عليه أسامة بما جباه من الخراج، وقال له: إني ما جئتك حتى نهكت الرعية وجهدت فان رأيت أن ترفق بها وترفه عليها، وتخفف من خراجها ما تقوى به على عمارة بلادها فافعل فانه يستدرك ذلك في العام المقبل فصاح به سليمان: «هبلتك اُمك احلب الدر، فاذا انقطع فاحلب الدم»
ودلت هذه البادرة على تجرده من الرحمة والرأفة على رعيته ، فقد أمات الحركة الاقتصادية ، وأشاع الفقر والبؤس في البلاد
وكان شديد الإعجاب بنفسه، حتى أنّه لبس يوماً أفخر ثيابه وراح يقول: أنا الملك الشاب المهاب، الكريم، الوهاب، وتمثلت أمامه إحدى جواريه فقال لها: كيف ترين أمير المؤمنين؟!!
فقالت: أراه مني النفس، وقرة العين، لولا ما قال الشاعر...
فقال لها: ما قال ؟
قالت: إنه قال:
ليس فيما بدا لنا منك عيب * عابه الناس غير أنّك فاني
فكانت هذه الأبيات كالصاعقة على رأسه، فقد تبدد جبروته وإعجابه بنفسه، ولم يمكث إلا زمناً يسيراً حتى هلك وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام، وتوفي يوم الجمعة لعشر ليال بقين من صفر سنة 99 هـ
أعلام الهداية ج7 ص77
/channel/hikma313
#اصول_الفقه
الأحاديث المروية عندنا كلها خاضعة للإختبار والتمحيص والتحقيق فليس عندنا كتاب أصح الكتب بعد القرآن كما عند الجمهور من العامة كصحيح البخاري وصحيح مسلم
- قد قُسّم الأخبار عند المتأخرين من زمن العلامة الحلي وإلى يومنا هذا: إلى متواتر وآحاد
ومنها المستفيضة
والآحاد تنقسم إلى الصحيح، وهو ما رواه الإمامية العدول، والثقات
والحَسَن: وهو ما رواه الإمامية الممدوحين من دون النص على وثاقتهم
الثالث: الثقة ما رواه الثقات، من كان صادقاً ضابطاً في كلامه ونقله، وإن كان فاسد المذهب كالسكوني والنوفلي، والضعيف غير الثلاثة الأولى، وينقسم إلى أقسام كالمرسل والمرفوع والمقطوع وغيرها، فراجع
- من الأخبار ما هي متعارضة في لسانها، وقد ورد في الأخبار العلاجية لعلاج التعارض، فإنّه يقال بالجمع أولاً، فإن الجمع مهما أمكن أولى من الطرح، ثم إذا لم يمكن، فإنّه يرجع إلى المرجحات الداخلية، ثم الخارجية، ومن الأول: (خذ بأفقههما وأعدلهما)
ومن الثاني: (خذ ما وافق الكتاب، ومـا عليه الشهرة، وما كان مخالفاً للعامة، فإن الرشد في مخالفتهم)
الاضواء شرح وتفسير زيارة عاشوراء ج2 ص213
السيد عادل العلوي
/channel/hikma313