❞
«سئل إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: بم يتمُّ الورع؟ فقال: بتسوية كل الخلق من قلبك، واشتغالك عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلبٍ ذليل لربٍّ جليل، فكِّر في ذنبك، وتب إلى ربك، يثبت الورع في قلبك»..
#أعمال_القلوب
❝
❞
يقول ابن القيم -رحمه الله-: «ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربَّه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه، وفي فعله، قال تعالى: ﴿فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ فَلَو صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيرًا لَهُم﴾ [محمد: ٢١]، فسعادته في صدق العزيمة، وصدق الفعل، فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة، وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور، ومَن صدَق الله في جميع أموره: صنع الله له فوق ما يصنع لغيره».
#أعمال_القلوب
❝
نستكمل معكم -بإذن الله- خلال هذه الأيّام العشر المباركة سلسلة #أعمال_القلوب والتي بدأناها في شهر رمضان المبارك 🤍
فكونوا معنا ✅
الساعة آتية وكلُّ آت قريب!
«ليس المهم أن نعرف متى تقوم الساعة، ولكن المهم أن يعرف الإنسان ماذا قدم لنفسه إذا قامت الساعة؟
فهذا هو الأمر المهم؛ لأنه يحصل بذلك الثواب، وقد جاء عن أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- أنه قال: "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".
وكل يوم يمضي من عمر الإنسان يقربه من النهاية، ويقربه من الأجل، ويقربه من الموت، وبعد الموت لا يجد الإنسان إلا ما قدَّم، ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧-٨]».
[شرح سنن أبي داود، عبد المحسن العباد (٤٩٠/٣)]
"بلِّغوا عنّي ولو آية"
«في الحديث من الفقه: أن العالم واجب عليه تبليغ العلم لمن لم يبلغه، وتبيينه لمن لا يفهمه، وهو الميثاق الذي أخذه الله، عزَّ وجلَّ على العلماء ليُبيننَّهُ للناس ولا يكتمونه».
[شرح صحيح البخاري، لابن بطال (١٥٠/١)]
باب ما جاء في لباس رسول الله ﷺ
عن قَيلَة بنت مَخرَمة -رضي الله عنها- قالت: «رأيتُ النبيَّ ﷺ وعليه أسمالُ مُلَيَّتَينِ كانتا بزَعْفَرانٍ، وقد نفضَتْه».
أسمال: جمع سَمْل وهو الثوب الخَلِق.
مُلَيَّتَين: مثنى مُلَيَّة وهو تصغير مُلاءة وهو الثوب الذي لم يضم بعضه إلى بعضه بخيط.
#الشمائل_المحمدية
قرينان مضمونان!
«قال ابن القيم -رحمه الله-: فَرِّغ خاطركَ للهَمّ بما أُمرت به، ولا تُشغله بما ضُمن لك؛ فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان؛ فما دام الأجل باقيًا؛ كان الرزق آتيًا، وإذا سدّ عليك بحكمته طريقًا من طرقه؛ فتح لك برحمته طريقًا أنفع لك منه».
[الفوائد، ابن القيم (١/ ٧٩)]
حسن العهد من الإيمان 🤍
«قال عطاء الخرساني -رحمه الله-:
تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاثٍ، فإن كانوا مرضى فعودوهم، وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم، وإن كانوا نسوا فذكّروهم»..
[حلية الأولياء، أبو نعيم (١٩٨/٥)]
قطعة من العذاب
«قال ﷺ إنه قطعة من العذاب؛ لأن المسافر مشغول البال، ولا يأكل ويشرب كطعامه وشربه العادي في أيامه العادية، وكذلك في النوم، فإذا كان كذلك فليرجع الإنسان إلى الراحة، إلى أهله وبلده؛ ليقوم على أهله بالرعاية، فإقامة الإنسان في أهله أفضل من سفره، فلا ينبغي أن يغيب عن أهله إلا بقدر الحاجة، هذا هو الأفضل».
[شرح رياض الصالحين، ابن عثيمين (٤/ ٦٢٢)]
فحوى التوفيق
«قال ابن القيم -رحمه الله-:
أجمع العارفون بالله أن:
التوفيق: أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك.
والخذلان: أن يُخلِّي بينك وبينها»
[مدارج السالكين، ابن القيم (٢٥/٢)]
الصلاة.. الصلاة!
«كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يكتب إلى الآفاق: "إنَّ مِنْ أهمِّ أموركم عندي الصَّلاة؛ فمَنْ حفظها حفظ ديْنَه، ومن ضيَّعَها فهو لِما سواها أضْيع، ولاحظَّ في الإسلام لمن تَرَك الصَّلاة".
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: فكُلُّ مستخِفٍّ بالصَّلاة مستهينٍ بها فهو مستخفٌّ بالإسلام، مستهينٌ به!
وإنَّما حظُّهم من الإسلام على قدر حظِّهم من الصَّلاة، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصَّلاة.
فاعْرف نفسك يا عبد الله، واحْذر أنْ تَلْقَى الله ولا قدر للإسلام عندك؛ فإنَّ قَدْر الإسلام في قلبك كقَدْر الصَّلاة في قلبك».
[الصلاة، ابن القيم (١٦)]
باب ما جاء في لباس رسول الله ﷺ
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ ﷺ خرج وهو متكئٌ على أسامةَ بنِ زيدٍ، عليه ثوبٌ قِطرِيٌّ قد توشَّح به، فصلَّى بهم.
الثوب القِطري: نوع من البرود اليمانية، لها خطوط مُقلَّمة.
توشّح به: وضعه على عاتقيه.
#الشمائل_المحمدية
وصيّة 📃
«قال أحد السلف واعظًا صاحبه: "احذر نفسك على نفسك، فإني رأيت هموم المؤمنين في الدنيا لا تنقضي، وأيم الله لئن لم تأتِ الآخرة المؤمن بالسرور؛ لقد اجتمع عليه الأمران: هم الدنيا، وشقاء الآخرة"».
[محاسبة النفس، ابن أبي الدنيا (١٠٨)]
رحمته وسعت كل شيء
«قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
اللهمّ إن لم أكن أهلًا أن أبلغ رحمتك، فإنّ رحمتك أهلٌ أن تبلغني، رحمتك وسعت كل شيءٍ، وأنا شيءٌ فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهمّ إنّك خلقت قومًا فأطاعوك فيما أمرتهم، وعملوا في الّذي خلقتهم له، فرحمتك إيّاهم كانت قبل طاعتهم لك، يا أرحمن الرّاحمين.»
[حلية الأولياء، أبو نعيم (٢٩٨/٥)]
ما هو أشد من الموت!
«إضاعة الوقت أشدُّ من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموتُ يقطعك عن الدنيا وأهلها»..
[الفوائد، ابن القيم، (٤٤/١)]
❞
ورد الورع في سنّة رسول الله ﷺ، فعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «خيرُ دِينِكم الورَعُ» [الجامع الصحيح]
#أعمال_القلوب
❝
❞
ورد الصدق في كتاب الله في مواطن كثيرة منها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]
#أعمال_القلوب
❝
المؤمن الكيّس من إذا قرأ تأمّل، وإذا ذُكّر تذكّر، وإذا شُحث انتهض وشمّر وسعى مُقبلًا إلى ربّه سبحانه راجيًا أن ترجح يمينه بالزاد والتقوى وحُسن القبول..
بين يديكم من الوحيين والمأثور ما يأنس به المؤمن ويُقوّي عزائِمه فاستعينوا بِه، واحتسبوا الأجر في نشره 🤍
ٰ
الهمة وقود العمل!
«قال الحسن -رحمه الله-:
رحم الله عبدًا وقف عند همه؛ فإن أحدًا لا يعمل حتى يَهمّ، فإن كان لله عز وجل مضى، وإن كان لغير الله أمسك».
[شعب الإيمان، البيهقي (٥/ ٤٥٨)]
وهن المعصية وقوة الطاعة!
«لمّا هُزم الروم أمام المسلمين، قال هرقل ملك الروم لجنوده: "ما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم؟
فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب ونظلم ونأمر بما يسخط الله وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض.
قال: أنت صدقتني».
[تاريخ دمشق, ابن عساكر (٢/ ٩٧)]
أخلص في عبادتك 🤍
«يفهم من هذا الحديث: اشتراط الإخلاص في جميع العبادات؛ لقوله تعالى: ﴿وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ حُنَفاءَ﴾ [البينة: ٥]، فالمخلص في عباداته هو الذي يخلصها من شوائب الشرك والرياء، وذلك لا يتأتى له إلا بأن يكون الباعث له على عملها قصد التقرب إلى الله تعالى، وابتغاء ما عنده، أما إذا كان الباعث عليها غير ذلك من أعراض الدنيا؛ فلا يكون عبادة، بل يكون مصيبة موبقة لصاحبها، فإما كفر، وهو: الشرك الأكبر، وإما رياء، وهو: الشرك الأصغر».
[المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (٧٤٢/٣)]
بضعفائكم!
«إن ما يتحقق للأمة من مصالح وما يتنزل عليها من ألطاف الله -تبارك وتعالى- لا يحصل بمجرد حذق ومهارة الماهرين، وإنما بهؤلاء الضعفاء من الخاملين المساكين الذين لا شأن لهم في نظر كثير من الناس، هؤلاء الذين لا يكون ضعفهم اختياريًّا -بمعنى يركنون إلى الكسل، فهذا مذموم، وهذا من أسباب ضعف الأمة-، وإنما من كان ضعيفًا فلم يعطه الله عز وجل قوة، ففيه ضعف في خلقته، فيه ضعف في رأيه، فيه ضعف في عقله، مسكين من هؤلاء المساكين، فمثل هؤلاء يكونون من أسباب قوة الأمة وتمكينها، وسببًا للرزق وسببًا أيضاً للنصر.
فلا يحقر الإنسان هؤلاء ويعرف قدرهم، وأن هؤلاء قد يكونون عند الله عز وجل بمنزلة، فيتواضع لهم، ويوفي حقوقهم، ويدنيهم ويقربهم ويحبهم ويُكْبرهم»..
[شرح رياض الصالحين، د. خالد السبت]
باب ما جاء في لباس رسول الله ﷺ
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كانَ أحَبُّ الثِّيَابِ إلى النبيِّ ﷺ يَلْبَسُه الحِبَرَةَ».
الحِبَرة: ثياب من القطن أو الكتّان.
مُحبَّرة: أي مُزيَّنة بتخطيط فيه نوع من التزيين.
#الشمائل_المحمدية
بشِّر ولا تُكدِّر!
«أن التبشير مطلوب فيما يسرّ من أمر الدين والدنيا، فينبغي للإنسان إدخال السرور على إخوانه المسلمين ما أمكن بالقول أو بالفعل؛ ليحصل له بذلك خيرٌ كثيرٌ وراحة وطمأنينة قلب وانشراح صدر.
وعليه، فلا ينبغي أن يدخل السوء على المسلم، ولهذا يروى عن النبي ﷺ: "لا يحدثني أحدٌ عن أحد بشيء، فإني أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصّدر"؛ لأنه إذا ذكر عندك رجلٌ بسوءٍ؛ فسيكون في قلبك عليه شيءٌ ولو أحسن معاملتك، لكن إذا كنت تعامله وأنت لا تعلم عن سيئاته، ولا محذور في أن تتعامل معه؛ كان هذا طيبًا، وربما يقبل منك النصيحة أكثر، والنفوس ينفر بعضها من بعضٍ قبل الأجسام، وهذه مسائل دقيقةٌ تظهر للعاقل بالتأمّل»..
[القول المفيد على كتاب التوحيد، ابن عثيمين (١/ ٥٦)]
باب ما جاء في لباس رسول الله ﷺ
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا استجدَّ ثوبًا سماهُ باسمِه، عمامةً أو قميصًا أو رداءً، ثمَّ يقولُ: «اللهمَّ لك الحمدُ كما كسوتَنيهِ، أسألُكَ خيره وخير ما صُنعَ له، وأعوذُ بكَ من شرِّه، وشرِّ ما صُنِعَ لهُ».
الرداء: ما يُلبس فوق الثياب، كالجُبَّة والعباءة، وهو الثوب يستر الجزء الأعلى من الجسم فوق الإزار.
#الشمائل_المحمدية
الرُكن.. إن خانتك أركانُ!
«كان من دعاء خليفة العبدي -رحمه الله-:
قام البطَّالون وقمتُ معهم، قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك، فكم من ذي جُرم قد صفحتَ له عن جُرمه، وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه، وكم من ذي ضر كبير قد كشفت له عن ضره، فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعد ما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي عرَّفتنا من جودك وكرمك، فأنت المؤمَّل لكل خير، والمرجو عند كل نائبة».
[مختصر قيام الليل ، للمروزي (٩٩)]
إيّاك والغلول!
«من استُعمِل على شيءٍ من أمر المسلمين فالواجب عليه أن يؤدِّي القليل والكثير، المخيط وما فوقه، فما أُعطي منه أخذ، وما نُهي عنه انتهى، ومتى كتم شيئًا فهو غلولٌ يأتي به يوم القيامة.
وهكذا من كان على مال يتيمٍ، أو على أموالٍ أخرى وُكِّلَ عليها ليحذر الكتمان والغلول والخيانة، وليأتِ بالقليل والكثير، وليتَّقِ الله ولينصح، والله يقول سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها﴾ [النساء: ٥٨]»
[شرح رياض الصالحين، ابن باز]
جزاء الصابرين على البلاء
«الصبر واجب من حيث الجملة، ولكنه يتأكد بحسب الأوقات فهو في زمن الطاعون آكد منه في غيره، فإنه إذا صبر على الإقامة في البلد الذي وقع فيه الطاعون، وصبر عند موت أولاده أو أقاربه أو أصحابه، وصبر أيضا عند مصيبته بنفسه، وعلم يقينًا أن الآجال لا تقديم فيها ولا تأخير، وأن الله تعالى كتب الآجال في بطون الأمهات، كما ثبت في الحديث الصحيح: "كتب رزقه وأجله، وشقي هو أم سعيد"، فإذا صبر واحتسب لم يكن له ثواب دون الجنة، وإذا جزع ولم يصبر أثم وأتعب نفسه، ولم يردّ من قضاء الله شيئًا».
[تسلية أهل المصائب، المنبجي (١٣٤)]
حبيبتان إلى الرحمن 🤍
«هذا أعظم الثوابين؛ أن الله تعالى يحبُّهما، وإذا أحب الله العمل أحب العامل به، فهاتان الكلمتان من أسباب محبة الله للعبد، فينبغي للإنسان أن يقولهما ويكثر منهما».
[شرح رياض الصالحين، ابن عثيمين]
امتثال
«بيان سرعة امتثال النبي ﷺ لما يوحى إليه؛ فإنه لما قيل له كبِّر دفعه مباشرة إلى الأكبر.
وهنا ينبغي للإنسان إذا نُبه إلى صواب ونُبه على خطأ ألا تأخذه العزة بالإثم، بل يبادر إلى امتثال الصواب وإلى الأخذ بما ينبغي أن يكون دون استكبار؛ فإن ذلك من أسباب علوه ورفعته، ومن موجبات تميزه وانقياده للحق، فلا تأخذه العزة بالإثم، بل يبادر إلى امتثال ما هو الحق».
[شرح رياض الصالحين، خالد المصلح]