الأمّة كالشجرة 🌳
«في هذا الحديث من الفقه أن الأمة على شبيه الشجرة، وصلاح كل أصل منها سببٌ لصلاح من بعده؛ فالإمام راع لجميع الأمة، وهو مسؤولٌ عن رعيته، وهذا السؤال يتناول كل ما يقتضي السؤال عنه من أمر دينه ودنياه، والرجل مسؤول عن رعيته من تعليم أهله ما يجب عليهم تعلُّمه وصونهم عن البِذلة، ومن تربية الأطفال».
[الإفصاح، لابن هبيرة (١٩/٤)].
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «لَا يَمْشِينَّ أَحَدُكُمْ في نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُنْعِلْهُما جميعًا، أو لِيُحْفِهِما جَمِيعًا».
ليُحفِهما: أن يمشي بقدميه حافيتين.
#الشمائل_المحمدية
حظوة العلم!
«من أدرك العلم لم يضره ما فاته بعد إدراكه؛ إذ هو أفضل الحظوظ والعطايا، ومن فاته العلم لم ينفعه ما حصل له من الحظوظ، بل يكون وبالًا عليه وسببًا لهلاكه.
وفي هذا قال بعض السلف:
أي شيء أدرك من فاته العلم؟!
وأي شيء فات من أدرك العلم؟!»..
[مفتاح دار السعادة، ابن القيم (٣٤٤/١)]
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن عمرو بن حريث -رضي الله عنه- قال: رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ يصلِّي في نعلَينِ مَخْصوفتَينِ.
مخصوفتين: مخروزتين، بأن يضم بعض أجزاء النعل إلى بعض.
#الشمائل_المحمدية
الغنى قرين الرضا!
«غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره، علمًا بأن الذي عند الله خير وأبقى»
[فتح الباري، ابن حجر (٢٧٢/١١)]
قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَیۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة:١٩٧]
قال السعدي -رحمه الله-:
«أما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه، في دنياه وأخراه، فهو زاد التقوى الذي هو زادٌ إلى دار القرار، وهو الموصل لأكمل لذَّة، وأجل نعيم دائم أبدًا، ومن ترك هذا الزاد فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين».
[تيسير الكريم الرحمن، عبدالرحمن السعدي (٩٢)]
الحنينُ إلى الحبيب ﷺ
«كانت الجمادات تتصدع من ألم مفارقة الرسول ﷺ، فكيف بقلوب المؤمنين؟
وكان الحسن -رحمه الله- إذا حدَّث بهذا الحديث بكى، وقال: "هذه خشبةٌ تحن إلى رسول الله ﷺ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه"»..
[لطائف المعارف، ابن رجب (٢٠٠)]
درع المسلم!
«الإيمان قوة عاصمة عن الدنيا، دافعة إلى المكرمات، ومن ثمّ فإن الله عندما يدعو عباده إلى خير أو ينفرهم من شر، يجعل ذلك مقتضى الإيمان المستقر في قلوبهم، وما أكثر ما يقول في كتابه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا﴾، ثم يذكر-بعدُ- ما يكلفهم به: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾»
[خلق المسلم، محمد الغزالي (١٠)]
من عظيم شأنه ﷻ..
قال يحيى بن معاذ -رحمه الله-:
«إذا بسط فضله لم يبق لأحد سيئة، وإذا جاء عدله لم يبق لأحد حسنة».
[المحجة في سير الدلجة، ابن رجب (٣٩٩/٤-٤٠٠)]
لُبّ الصدق!
قال الجنيد -رحمه الله-:
«حقيقة الصدق أَن تصدق فِي مواطن لا ينجيك منها إلا الكذب».
[الرسالة القشيرية (٣٦٥/٢)]
عيد المسلمين 🤍
«في الحديث دليلٌ على أن الجمعة فرض من الله واجب علينا، كما كان على من قبلنا، فإن الله فرض عليهم تعظيم يوم الجمعة، واتخاذه عيدًا ومجمعًا لذكر الله وعبادته، فبدلوه بغيره من الأيام، وهدانا الله لهُ، فدل ذلك على أنه مفروض علينا تعظيمه، واتخاذه عيدًا؛ لذكر الله والاجتماع فيه لعبادته، وهذا من أدل دليلٍ على أن شهود الجمعة فرض على هذه الأمة»..
[فتح الباري، ابن رجب (٧٢/٨)]
الأحقُّ من سَبق!
«من سبق إلى موضعٍ مباح في مسجد أو غيره، لصلاة أو غيرها من الطاعات فهو أحقُّ به، ويحرم على غيره أن يقيمه منه، وليس الحديث خاصًّا بموضع الطاعة بل يشمل من سبق إلى موضع مخصوص لتجارة أو حرفة أو غيرهما فيكون أحق بهذا المكان، وليس لغيره أن يجلس فيه»..
[منحة العلام في شرح بلوغ المرام، عبد الله الفوزان (١٠/ ٣٠)]
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن قتادة: قلتُ لأنس بن مالك: كيف كان نعل رسول الله ﷺ؟ قال: لهما قِبالان.
القِبالان: مثنّى قِبال، وهو الزمام والسير الذي يعقد فيه الشسع الذي يكون بين إصبعي الرِّجل.
#الشمائل_المحمدية
باب ما جاء في خُفِّ رسول الله ﷺ
عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: أَهْدَى دِحْيَةُ للنَّبيِّ ﷺ خُفَّيْنِ فلَبِسَهُما، -وقالَ إسرائيلُ: عَنْ جابِرٍ، عَنْ عامِرٍ: وجُبَّةً،- يلبَسُهُما حتَّى تخرَّقَا لا يَدْرِي النَّبيُّ ﷺ أذَكِيٌّ هُما أمْ لا.
أذكيٌّ: لا يدري أهو متخذ من حيوان مذبوح بتذكية شرعية أم لا.
#الشمائل_المحمدية
ليكن كلامك واضحًا
«ينبغي للإنسان أن لا يكون كلامه متداخلًا بحيث يخفى على السامع؛ لأن المقصود من الكلام هو إفهام المخاطب، وكلما كان أقرب إلى الإفهام كان أولى وأحسن، ثم ينبغي له أن يستشعر في هذا أنه متبع لرسول الله ﷺ حتى يحصل له بذلك الأجر، وإفهام أخيه المسلم، وهكذا في جميع السنن اجعل على بالك أنك متبع فيها لرسول ﷺ يتحقق لك الاتباع»..
[شرح رياض الصالحين، ابن عثيمين (٤/ ٦٧)]
أدومها وإن قل!
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
«إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداومًا على طاعة الله عز وجل فبغاك وبغاك، فرآك مداومًا مَلَّكَ ورفضك، وإذا رآك مرةً هكذا ومرةً هكذا طمع فيك».
[المحجة في سير الدلجة، ابن رجب (٤٠٩/٤)]
غُفران للذنب بلا تعب!
«من أراد أن تُحطَّ عنه ذنوبه من غير تعب، فليغتنم ملازمة مصَّلاه بعد الصلاة؛ ليستكثر من دعاء الملائكة، واستغفارهم له، فهو مرجوٌّ إجَابَته».
[ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، لمحمد علي الأثيوبي (٩/٢٣٠)]
علاقة المعرفة بالرضا
قال الفضيل-رحمه الله-:
«أحق الناس بالرضا عن الله، أهل المعرفة بالله»
[حلية الأولياء، أبو نعيم (١٠٤/٨)]
وعدكَ بالإجابة، فهلَّا سألته؟
«إن من كان مطلبه خطيرًا عظيمًا كسؤال المغفرة والنجاة من النار ودخول الجنة ورضى الله تعالى عنه لجدير أن يستوعب جميع عمره بالطلب والسؤال، فكيف لا يسهُل على طالب مثل ذلك سؤالٌ في يوم واحد!، كما قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: "إن طلب حاجةٍ في يومٍ يسير"»..
[طرح التثريب، للعراقي (٣/ ٢١٤)]
من آداب الشُرب 🥛
«"ولا يتنفس في الإناء" بمعنى أنه يشرب في أنفاس، وقد ذكر بعض أهل العلم أن الماء يتغير بالنَفس، تتغير رائحته، يتغير طعمه بالنفس، وهذا واردٌ في الأمراض.
وقد قرأت قديمًا أنه وجد في بعض النواحي أمراض تنتشر بين أهل تلك الناحية فلما نظروا وجدوا العلة أن الواحد منهم يشرب، ثم بعد ذلك لا يترك الإناء حتى يرتوي فيتنفس فيه المرة بعد المرة، فكانت تنتقل الأمراض بينهم بهذا!
ومعلوم أن من الأمراض ما ينتقل عن طريق النفس -بإذن الله عز وجل- كالإنفلونزا ونحو ذلك».
[شرح رياض الصالحين، د. خالد السبت]
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن عبيد بن جريج أنه قال لابن عمر -رضي الله عنه-: رأيتك تلبس النعال السِّبتِيَّة، قال: إني رأيت رسول الله ﷺ يلبس النعال التي ليس فيها شعر، ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها.
السِّبتية: نسبة للسِّبت، وهو جلد البقر المدبوغ. (أُزيلَ منه شعره).
#الشمائل_المحمدية
الحذر من التعجل بالإجابة!
«إياك أن تستطيل مدة الإجابة، وكن ناظرًا إلى أنه المالك، وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح، وإلى أنه يريد اختبارك، ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك، وإلى أنه يبتليك بالتأخير، لتحارب وسوسة إبليس، وكل واحدة من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله، وتوجب الشكر له، إذ أهَّلَكَ بالبلاء للالتفات إلى سؤاله، وفقرُ المضطر إلى اللَّجإ إليه غنًى كله».
[صيد الخاطر، ابن الجوزي (١٣٩)]
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن عيسى بن طهمان -رحمه الله- قال: أَخْرَجَ إلَيْنَا أَنَس بن مالك نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ لهما قِبَالَانِ، قال: فَحدَّثَني ثَابِتٌ بَعْدُ عن أَنَسٍ أنَّهُما كانتا نَعْلَا النبيِّ ﷺ.
جرداوين: لا شعر عليهما.
#الشمائل_المحمدية
أوتر ولو بركعة 🤍
«كان أبو هريرة رضي الله عنه يشتغل أول ليله باستحضاره لمحفوظاته من الأحاديث الكثيرة التي لم يسايره في حفظ مثلها أكثر الصحابة، فكان يمضي عليه جزء كبير من أول الليل، فلم يكد يطمع في استيقاظ آخره، فأمره النبي ﷺ بتقديم الوتر؛ لاشتغاله بما هو أولى»..
[ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، القاري (٣/٩٤٤)]
باب ما جاء في نعل رسول الله ﷺ
عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنه- قال: «كان لنعلِ النَّبيِّ ﷺ قِبالان مَثنيٌّ شِراكُهما».
الشِّراك: أحد سيور النعل التي على وجهها، والمعنى أن النبي ﷺ كان في نعله زمام قد جُعل فيه سيران.
#الشمائل_المحمدية
أعجب الأشياء!
«أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه!
وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب!»
[الفوائد، ابن القيم (٦٢/١)]
دعاءٌ مأثور
«كان غالب القطان -رحمه الله- يقول في دعائه:
اللهم ارحم في دار الدنيا غربتنا، وارحم لنزول الموت مصرعنا، وآنس في القبور وحشتنا، وارحم بسط أيدينا وفغر أفواهنا ومنشر وجوهنا، وارحم وقوفنا بين يديك»
[حلية الأولياء، أبو نعيم (٦/ ١٨٣)]
حافظ على جمعتك
«لو افترضنا أن شخصًا تكلف وبكَّر إلى الجمعة، وجلس ينتظر الصلاة يذكر الله -جل وعلا- ويصلي، ثم إذا جاء الإمام ودخل وشرع في الخطبة رأى شخصًا يتكلم، فقال له: أنصت، هذا أمر بالمعروف، لكن حسمًا لهذا الباب، وسدًا للتشويش وعدم الاستماع والإنصات مُنع حتى الأمر بالمعروف»..
[شرح المحرر، عبدالكريم الخضير (٤٧/ ٣)]
الإشراك بالنفس!
«الفرق بين الرياء والعجب:
أن الرياء من باب الإشراك بالخلق، وأما العجب، فإنه من باب الإشراك بالنفس؛ بحيث يلتفت إلى نفسه، وأنه بذل وقدّم وعمل، وأنه جاد بهذه الأعمال الصالحة، وبهذه الصدقات؛ فتعاظم في نفسه»..
[أعمال القلوب، خالد السبت (١/ ١٧٣-١٧٤)]
يُستجابُ لك ما دُمت راضيًا!
«تأملتُ حالةً عجيبةً، وهي أن المؤمن تنزل به النازلة، فيدعو، ويبالغ، فلا يرى أثرًا للإجابة، فإذا قارب اليأس، نظر حينئذ إلى قلبه، فإن كان راضيًا بالأقدار، غير قَنوط من فضل الله -عز وجل- فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ؛ لأن هناك يصلح الإيمان، ويهزم الشيطان، وهناك تبين مقادير الرجال!
وقد أُشير إلى هذا في قوله تعالى: ﴿حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريبٌ﴾ [البقرة: ٢١٤]»..
[صيد الخاطر، ابن الجوزي (١٣٨)]