في زحمة المتراكضين، أضعت آخر خطواتي، وبقيت وحدي في الطريق، مُشتت الخطوات، أبحث عن خطاي المستحيلة .
Читать полностью…الآن، عرفت فعلاً ما الذي يعنيه الألم، الألم ليس في تلقّي الضرب حتى الإغماء، وليس في انغراز قطعة من الزجاج في إحدى قدميك تستوجب نقلك إلى المستشفى لرتق جرحك، الألم هو هذا الشيء الذي يحطم قلبك، الألم هو الموت من دون القدرة على البوح بأسرارنا لأي كائن، إنه ألم يشلّ ذراعيك، وفكرك، ويجعلك غير قادر على إدارة رأسك على المخدة وغير قادر على النوم .
Читать полностью…لا توجد بداخلي شحنة حياة حقيقية، هذا هو الشيء الذي أفتقده كثيراً، أشعر أنني لستُ سوى رعشة من الضجر، عندما أُحاول أن أفعل شيئاً، أرغب في أن أقوم بشيء، وأصاب بتلك الرعشة، شخص آخر ربما لا يُلقي بالاً برعشةٍ مثل هذه، وينساها على الفور، أما أنا فأحملها طويلاً في قلبي .
Читать полностью…في هذهِ الغرفة وجدتني أنسحب إلى هناك، إلى تلك البقعة المُتوارية في كل شخص، بقعة الصمت والإنطواء، فراغ غامق اللون يخص المرء ولا يعني أحداً غيره، ألوذ به عندما يكون الخارج عبثياً أو غير مفهوم، كأن هناك ستارة سريّة تحت تصرفي، أشدها عند الحاجة، فأحجب العالم الخارجي عن عالمي، أشدها بسرعة وبشكل تلقائي عندما تستعصي ملاحظاتي وأفكاري على الإنكشاف بكامل وضوحها، عندما يكون حجبها هو الطريقة الوحيدة لصيانتها، لم أنشغل بشيء هنا ولم أنشغل بأحد، ورغم ذلك أشعر بأسى بالغ يعتريني ولا أعرف سببه .
Читать полностью…إن السكون هو الشيء الوحيد في هذا العالم الذي ليس له شكل، ولكن بحسب ذلك، لن يكون شيئاً حقاً، كما لو كان ليس من هذا العالم .
Читать полностью…عندما تكتشف أن سعادتك لا تعتمد على نتائج الآخرين، بل تأتي بكل بساطة نتيجة لتركيزك المُتعمّد على نفسك، فستجد أخيراً الحرية التي هي أقوى رغباتك، مع هذا الفهم سيأتي أيضاً كل ما سبق ورغبت فيه، أو كل ما سوف ترغب فيه يوماً، إن السيطرة على الطريقة التي تشعر بها، وعلى استجابتك للأشياء، أو على استجابتك للآخرين، أو استجابتك للمواقف، ليست مفتاح سعادتك الدائمة وحسب، بل مفتاح كل ما ترغب فيه، إنه أمر يستحق منك كل مجهود تبذله في سبيل تحقيقه .
Читать полностью…ان كل ما حولنا يبدأ من أنفسنا أولاً، كل ما يُؤذينا يستمد قدرته على الأذى من ضعفنا، وهشاشتنا واهتمامنا بمصدره، اننا بحاجة الى الكثير من التغافل لنعبر جسر الحياة، لنجتاز الناس وأحكامهم، فإن تخاذلت خطواتنا واستسلمت سقطنا، وجرفتنا تيارات الحياة الى القاع، حيث لا شيء سوى الخراب فقط .
Читать полностью…يخطر ببالي كثيراً هذا السؤال :
ماذا من المُمكن أن نفعل كي نعود؟
أجلس مكاني قليلاً لأتأمل سُخرية القدر الذي جعلنا ندخل حيثيات موضوع لم نكن نتوقع عيشه أبداً، أضحك قليلاً على الوضع الذي أصبحنا عليه، ثم أقوم من مكاني لأجيب نفسي الجواب الذي سيحسم جدل العودة بيننا، و أقول: قد تعلمت في الآونة الأخيرة أن المرء منّا مهما جادل عقله، ومبادئه، وحكم قلبه ومشاعره، لن يجد سعادته في موضع ضياعها، لأن الكسر لا يُجبر بإعتذار، والليل الطويل المليء بدموع الوجع لن يُنسى بحضن، والرحيل لا يُنسى بحديثٍ عابر ..
ماذا من المُمكن أن نفعل كي نعود؟ ألا نعود أصلاً، يكفي ما ضاع من العمر على قصة لم تكن تستحق كل هذا الوجع عليها .
عندما تُصاب علاقة بين اثنين بالعطب، فإن كل شيء يمكن أن يُؤول بشكل سيء، لأن الكلام يصير لا يُحملُ على معناه وما هو في ذاته فقط، بل يُنصت إليه من أول كلمة بإعتباره صكّ اتهام.
Читать полностью…ليس على كل أحد أن يجرّك حيث أراد، لست مجبراً أن تُشارك فى كل نزال تُدعى إليه، ولا كل حوار يُفتح لك بابه، لا تخض معارك تافهة وإن وثقت بتحقيق النصر فيها، ثمّة نصر تخسر فيه نفسك وهذهِ بحد ذاتها خسارة لا يُرممها النصر الذي حققته مهما بدا ساطعاً لك، وثمّة انسحابات لها طعم الفتوحات، فعندما تربح نفسك تكون قد سطرّت نصراً، بغض النظر عما بدا لك في تلك اللحظة بأنهُ هزيمة سطحية مؤقتة! قمّة الذكاء أحياناً أن تُخفي ذكاءك، وقمّة الفهم أحياناً أن تتظاهر بأنك لم تفهم .
Читать полностью…لكنني كافحت بإستمرار حتى لا أكون جاداً، الجدّية لا تعني مقاربة الحقيقة مهما كانت غامضة، لكن الموت كان واقعة حقيقية، جدية، مهما كانت نظرتك له، أخذ هذا التناقض بخناقي، وجعلني أضيع في دوائر لا تنتهي .
Читать полностью…يجذبني دائماً الصامتين الذين يسكتون كلما أرادوا شرح ما يودون قوله، الهادئين الذين يجلسون في آخر الصف وسط الضجة والأصوات العالية، اللامرئيين الذين لا ينتبه لهم أحد وكأنهم غير موجودين "كالأشباح” مثلاً، الخجولين الذين لا يعرفون كيف يبدؤون بصنع حديثٍ ما، الذين يرتبكون كلما حاولوا التقرّب من شخصٍ ما، العاديين الذين لا يعرفون شيئاً غير انهم عاديين فقط، البسيطين الذين يفرحون بأبسط التفاصيل وأدقها، الباردين الذين يُخبؤون وراء كل هذا البرود سببًا ما، الهاربين من المكان واللامكان، الذين إتخذوا الهروب هو الحل، الضائعين الذين يرون انهم غارقين في مسمى "الضياع” ، الفارغين الذين يواجهون أيامهم بالفراغ وفعل اللاشيء، المُملين الذين يقولون هكذا لأنفسهم دائماً الا أن أحاديثهم هي الأفضل، البائسين الذين أستبدلوا الأمل بذلك القطار في نهاية النفق، المجهولين الذين دائماً بلا هوية، الذين يجهلون حتى أين تكون وجهتهم، الغريبين الذين يشعرون أينما ذهبوا بالغربة، والذين سيبقى شعورهم هكذا للأبد، كنتم دائماً أنتم، وستظلون أنتم بعيداً عن صخب العالم وزيفه .
Читать полностью…كانت حياتي مُكتظة بمعارك الآخرين، مُثقلة بشقاء أكبر بكثير ممّا يستحق جسدي الهش ووجهي المُتعب، لقد أردت أن أُشيحه عن الناس وأبقى وحيداً، ولكن هذا لم يُسلّمني من مكر الحياة وشرورها، كنتُ مجبراً على الخروج إلى الدنيا لأضمن قوتي أمام الجميع، ولم أحظى يوماً بيدٍ تمُد المساعدة لي مجاناً .
Читать полностью…كل شيء تبتكره هو تمثيل لشيءٍ آخر، ومن هذا المنطلق فكل ما تبتكره يكون مُفعماً بالمجاز .
Читать полностью…الأمر مرهون دائماً بحقيقة الإنسان الأولى يا صديقي، المجبول على العطاء سيُعطي مهما كان فقيراً، والمُحب سيجد أسباباً للحب مهما بدا الأمر مُستحيلاً، و سيبحث المُزارع دائماً عن أرضٍ خصبة ليزرعها، والكاتب عن كلمة تُثير شجنه، والمسافر عن مدن جديدة تستحق منه عناء الوصول .
Читать полностью…هنالك فكرة قائلة أن الإنسان إما أن يقرأ ليهرب من شيء ما، أو ليجد شيئاً ما، لا أرى فرقاً بين الإثنين، إننا نجد أنفسنا خلال عملية الهروب هذهِ، الأمر لا يتعلّق بمكاننا الآن، بل بالمكان الذي نريد الوصول إليه، وكما تساءل أحدهم ذات مره قائلاً : (ألا يوجد مخرج من العقل؟) منذُ أن قرأت هذا السؤال في مُراهقتي وأنا مُهتم بفهمه أولاً وبالبحث عن إجابته ثانياً، إن كان هنالك مخرج لا يمّر بالموت، فإنه بالتأكيد سيمّر بالكلمات، وبدلاً من الخروج من العقل تماماً، تسمح لنا الكلمات بالخروج من عقل، لتمنحنا لبنات بناء عقل جديد، مُشابه لسابقه ولكن بصورةٍ أفضل، قريب من سابقه ولكن بأسس أكثر متانة، وبمنظر مُطل أجمل بمراحل مما كان عليه .
Читать полностью…أن تبدأ من جديد، لا يعني أبداً أنك فشلت في المرة الأولى، لا يعني أبداً أنك لم تكن صادقاً في المرة الأولى، أن تعيش من جديد، لا يعني أنك لم تعش في المرة الأولى، صحيح أن المرة الأولى تكون فيها المشاعر أكثر اندفاعاً وصدقاً، لكن هذا لا يعني أن مشاعر المرة الثانية كاذبة، هي مشاعر أكثر هدوءاً، أكثر عقلانية، أكثر دراسة، واكثر اقتناعاً بتفاصيل وحجج ودلائل، المرة الأولى هي التجربة التي تسير فيها الطريق بأعين مُغمضة، إن تعرّضت فيها للوجع، ستتعلم في المرة التي بعدها أن ما من قصة تُغمض فيها عينيك ستوصلك لوجهتك ..
المرة الأولى تكون إما حُب كبير، و إما درس أكبر!
مُرعبة فكرة أن البعض يعيش حياة لا تليق به، لا ينتمي إليها ولا لكلّ ما يحدث فيها، لكنهُ صابر على مضض أن مُجرّد التفكير في هذهِ الفكرة يُثير رعبه وقلقه، فما بالك لو أن هناك حقاً من يعيشها ويقضي جُل عمره فيها .
Читать полностью…المشكلة مع الأشخاص الذين يُبالون بأشياء متعددة أكثر مما يجب، هي أنهُ ليس لديهم شيء أكثر جدارة وقيمة يكرّسون اهتمامهم له، إذا وجدت نفسك، على نحو مُتكرر كثيراً تمنح اهتماماً أكثر مما يجب لأشياء ثانوية تُسبب لك الإنزعاج، فإن من المُحتمل كثيراً أنك تعيش حياة فقيرة ليس فيها ما يستحق اهتماماً حقيقياً، هذهِ هي مشكلتك الحقيقية، إن مشكلتك الحقيقية ليست في الأشياء الثانوية بل في عدم وجود شيء يستحق الإهتمام في حياتك، قرأت ذات مرة كلاماً لأحدهم يقول فيه : إنهُ إذا لم يكن لدى الشخص مُشكلات، فإن عقله يبحث تلقائياً عن طريقة لإختراعها .
Читать полностью…