كل شيء تبتكره هو تمثيل لشيءٍ آخر، ومن هذا المنطلق فكل ما تبتكره يكون مُفعماً بالمجاز .
Читать полностью…الأمر مرهون دائماً بحقيقة الإنسان الأولى يا صديقي، المجبول على العطاء سيُعطي مهما كان فقيراً، والمُحب سيجد أسباباً للحب مهما بدا الأمر مُستحيلاً، و سيبحث المُزارع دائماً عن أرضٍ خصبة ليزرعها، والكاتب عن كلمة تُثير شجنه، والمسافر عن مدن جديدة تستحق منه عناء الوصول .
Читать полностью…هنالك فكرة قائلة أن الإنسان إما أن يقرأ ليهرب من شيء ما، أو ليجد شيئاً ما، لا أرى فرقاً بين الإثنين، إننا نجد أنفسنا خلال عملية الهروب هذهِ، الأمر لا يتعلّق بمكاننا الآن، بل بالمكان الذي نريد الوصول إليه، وكما تساءل أحدهم ذات مره قائلاً : (ألا يوجد مخرج من العقل؟) منذُ أن قرأت هذا السؤال في مُراهقتي وأنا مُهتم بفهمه أولاً وبالبحث عن إجابته ثانياً، إن كان هنالك مخرج لا يمّر بالموت، فإنه بالتأكيد سيمّر بالكلمات، وبدلاً من الخروج من العقل تماماً، تسمح لنا الكلمات بالخروج من عقل، لتمنحنا لبنات بناء عقل جديد، مُشابه لسابقه ولكن بصورةٍ أفضل، قريب من سابقه ولكن بأسس أكثر متانة، وبمنظر مُطل أجمل بمراحل مما كان عليه .
Читать полностью…أن تبدأ من جديد، لا يعني أبداً أنك فشلت في المرة الأولى، لا يعني أبداً أنك لم تكن صادقاً في المرة الأولى، أن تعيش من جديد، لا يعني أنك لم تعش في المرة الأولى، صحيح أن المرة الأولى تكون فيها المشاعر أكثر اندفاعاً وصدقاً، لكن هذا لا يعني أن مشاعر المرة الثانية كاذبة، هي مشاعر أكثر هدوءاً، أكثر عقلانية، أكثر دراسة، واكثر اقتناعاً بتفاصيل وحجج ودلائل، المرة الأولى هي التجربة التي تسير فيها الطريق بأعين مُغمضة، إن تعرّضت فيها للوجع، ستتعلم في المرة التي بعدها أن ما من قصة تُغمض فيها عينيك ستوصلك لوجهتك ..
المرة الأولى تكون إما حُب كبير، و إما درس أكبر!
مُرعبة فكرة أن البعض يعيش حياة لا تليق به، لا ينتمي إليها ولا لكلّ ما يحدث فيها، لكنهُ صابر على مضض أن مُجرّد التفكير في هذهِ الفكرة يُثير رعبه وقلقه، فما بالك لو أن هناك حقاً من يعيشها ويقضي جُل عمره فيها .
Читать полностью…المشكلة مع الأشخاص الذين يُبالون بأشياء متعددة أكثر مما يجب، هي أنهُ ليس لديهم شيء أكثر جدارة وقيمة يكرّسون اهتمامهم له، إذا وجدت نفسك، على نحو مُتكرر كثيراً تمنح اهتماماً أكثر مما يجب لأشياء ثانوية تُسبب لك الإنزعاج، فإن من المُحتمل كثيراً أنك تعيش حياة فقيرة ليس فيها ما يستحق اهتماماً حقيقياً، هذهِ هي مشكلتك الحقيقية، إن مشكلتك الحقيقية ليست في الأشياء الثانوية بل في عدم وجود شيء يستحق الإهتمام في حياتك، قرأت ذات مرة كلاماً لأحدهم يقول فيه : إنهُ إذا لم يكن لدى الشخص مُشكلات، فإن عقله يبحث تلقائياً عن طريقة لإختراعها .
Читать полностью…أظن أنني عُجنت بالمُحاولات، أنا الذي ما كنتُ أُقدّر قيمة الأشياء إلا لو كنت في سبيل قطفها جرحت يدي، لكنني مُتعب وأريد أن أقول الآن، أن هذا يكفي، وأن الغنائم ما كانت بمقدار تلك الحروب، وقدماي لا تُريدان أن تحملاني إلا لمكانٍ أضع رأسي فيه ولا أفكر .
Читать полностью…أُريد أن أتخفّف من الحياة لكي تصير الحياة مُمكنة، أُريد أن أتخفّف من الحياة لكي أحيا، أريد أن أقول لهذا العالم كن أقل، كن أخف، كن أبسط، أريد أن أطالب بحقوقنا نحن المُرهقين بالعيش والمنشغلين بفهم العالم ومنطقة خباله، أُريد أن أُطالب بحقنا في أن نرقص كالأغبياء، وأن نلعب لعبة الكراسي، وأن نتصعلك في الأسواق بلا جدوى، يجب أن ندافع عن التوافه التي تكاد تنقرض في هذا العالم المختنق بجديته، يجب أن نُدافع عن الأغنيات العبثية، والقصائد العشوائية التي نكتشفها عن طريق الصدفة وتتصدر قائمتنا المُفضلة، وعندما نمضي قرابة الساعة في اختيار كوب قهوة، فهذا ليس مضيعة للوقت، نحتاج أن نُدافع عن حقنا بإجتراح الفوضى، جرب أن ترسم وجهاً يمد لسانه، يسخر من تجهّم الأفكار وثقلها، يجب أن نُدافع عن سخافة الحياة لأنها ما فتأت تنأى وتصير أكثر تعذراً للعيش فيها، تريد أن تقبض على الحياة بيديك؟ أطلقها حرة ودعها تركض في جنبات المكان مثل قطة شوارع، دع الحياة تحيا فيك قبل أن تقتلنا جميع الأشياء التي تمنعنا من فعل ذلك .
Читать полностью…بطريقةٍ غامضة، كانت توقعاتي دائماً في محلها، وإحساسي صائب، وشعوري الأول لا يخيب، حتى في المرات التي تمنيت فيها أن يخيب، كان كل شيء حولي يثبت لي مدى صدق احساسي وتوقعي .
Читать полностью…أُحدّق في خيوط الضوء المُعلّق في الفضاء الصامت، مُكافحاً من أجل رؤية ما في قلبي، ماذا كنت أُريد؟ وماذا أراد الآخرون مني؟ لكني لم أجد الأجوبة أبداً .
أحياناً أكون على شفا الوصول وأحاول الإمساك بخيوط الضوء، لكن أصابعي لا تُلامس شيئاً، فأتوه في الفراغ ولا أستطيع الوصول .
أنا أيضاً لا أُريد أن أكون بهذا الحزن، لكننا لا نختار مشاعرنا، ولا يسعنا تغييرها، إنها ملتصقة بي، كروحي، كشخصيتي، كهويتي، إنها جزء مني، وأنا أتقبّل كل جزءٍ مني مهما كان، ولا يهمني إن كان يعجب الآخرين أم لا، يكفي أن أكون مُتعايشاً مع ذاتي، راضياً بكل تقلباتها الشعورية، بعيداً كل البُعد عن قمع ما أشعر به .
Читать полностью…إن السكون هو الشيء الوحيد في هذا العالم الذي ليس له شكل، ولكن بحسب ذلك، لن يكون شيئاً حقاً، كما لو كان ليس من هذا العالم .
Читать полностью…عندما تكتشف أن سعادتك لا تعتمد على نتائج الآخرين، بل تأتي بكل بساطة نتيجة لتركيزك المُتعمّد على نفسك، فستجد أخيراً الحرية التي هي أقوى رغباتك، مع هذا الفهم سيأتي أيضاً كل ما سبق ورغبت فيه، أو كل ما سوف ترغب فيه يوماً، إن السيطرة على الطريقة التي تشعر بها، وعلى استجابتك للأشياء، أو على استجابتك للآخرين، أو استجابتك للمواقف، ليست مفتاح سعادتك الدائمة وحسب، بل مفتاح كل ما ترغب فيه، إنه أمر يستحق منك كل مجهود تبذله في سبيل تحقيقه .
Читать полностью…ان كل ما حولنا يبدأ من أنفسنا أولاً، كل ما يُؤذينا يستمد قدرته على الأذى من ضعفنا، وهشاشتنا واهتمامنا بمصدره، اننا بحاجة الى الكثير من التغافل لنعبر جسر الحياة، لنجتاز الناس وأحكامهم، فإن تخاذلت خطواتنا واستسلمت سقطنا، وجرفتنا تيارات الحياة الى القاع، حيث لا شيء سوى الخراب فقط .
Читать полностью…يخطر ببالي كثيراً هذا السؤال :
ماذا من المُمكن أن نفعل كي نعود؟
أجلس مكاني قليلاً لأتأمل سُخرية القدر الذي جعلنا ندخل حيثيات موضوع لم نكن نتوقع عيشه أبداً، أضحك قليلاً على الوضع الذي أصبحنا عليه، ثم أقوم من مكاني لأجيب نفسي الجواب الذي سيحسم جدل العودة بيننا، و أقول: قد تعلمت في الآونة الأخيرة أن المرء منّا مهما جادل عقله، ومبادئه، وحكم قلبه ومشاعره، لن يجد سعادته في موضع ضياعها، لأن الكسر لا يُجبر بإعتذار، والليل الطويل المليء بدموع الوجع لن يُنسى بحضن، والرحيل لا يُنسى بحديثٍ عابر ..
ماذا من المُمكن أن نفعل كي نعود؟ ألا نعود أصلاً، يكفي ما ضاع من العمر على قصة لم تكن تستحق كل هذا الوجع عليها .
عندما تُصاب علاقة بين اثنين بالعطب، فإن كل شيء يمكن أن يُؤول بشكل سيء، لأن الكلام يصير لا يُحملُ على معناه وما هو في ذاته فقط، بل يُنصت إليه من أول كلمة بإعتباره صكّ اتهام.
Читать полностью…ليس على كل أحد أن يجرّك حيث أراد، لست مجبراً أن تُشارك فى كل نزال تُدعى إليه، ولا كل حوار يُفتح لك بابه، لا تخض معارك تافهة وإن وثقت بتحقيق النصر فيها، ثمّة نصر تخسر فيه نفسك وهذهِ بحد ذاتها خسارة لا يُرممها النصر الذي حققته مهما بدا ساطعاً لك، وثمّة انسحابات لها طعم الفتوحات، فعندما تربح نفسك تكون قد سطرّت نصراً، بغض النظر عما بدا لك في تلك اللحظة بأنهُ هزيمة سطحية مؤقتة! قمّة الذكاء أحياناً أن تُخفي ذكاءك، وقمّة الفهم أحياناً أن تتظاهر بأنك لم تفهم .
Читать полностью…أدركنا منذُ زمن طويل أنهُ لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة، ألا نأخذه على محمل الجد .
Читать полностью…إن القيمة الذاتية المرتفعة، والقيمة الذاتية المُتدنية، تبدوان مختلفتين عند النظر إليهما من الخارج، لكنهما وجهان لعملة واحدة مزيفة، فسواءً كنت ترى أنك أفضل من بقية الناس، أو أسوأ من بقية الناس، فإن الأمر نفسه يظّل صحيحاً: أنت تتخيل نفسك شيئاً خاصاً، شيئاً مُنفصلاً عن بقية العالم، فالشخص الذي يكون مُقتنعاً بأنه يستحق مُعاملة خاصة لأنه شخص عظيم ليس مُختلفاً كثيراً عن شخص يرى أنه يستحق معاملة خاصة لأنه سيء ووضيع، إنهما شخصان نرجسيان يظن كل منهما أنهُ حالة خاصة، ويظن كل من هذين الاثنين أن العالم يقبل استثناءهما، وأنهُ يجب أن يستجيب لقيمهما ومشاعرهما بصرف النظر عن قيم الآخرين ومشاعرهم، وهذا وهم واستثناء خاطئ يُربك صاحبه ويضعه في متاهة لا يستطيع الخروج منها .
Читать полностью…في الحقيقة نحنُ لا نقفُ على أقدامنا، نحنُ نقف على قلوبنا، لذلك الكلمة الطيبة ترفعنا إلى السماء كالطيور، والكلمة السيئة تدفننا في الأرض كالموتى، لم تكن الكلمة الطيبة صدقة عبثاً، بعض الكلمات تُعيد روحك من حافة السقوط، لذلك أحسنوا اختيار كلماتكم، فأثرها يدوم في القلوب طويلاً .
Читать полностью…لا شيء يُعذب الإنسان مثل انطفاء الشغف،
كأنما انطفأت النجوم في سماء روحه،
فغدت الليالي سوداء، لا ضوء فيها،
ولا همسات عابرة تثير في قلبه الحنين.
منذ زمن طويل، أعيش في فراغٍ قاتم،
أفتقد تلك الشرارة التي كانت تُشعل الأمل،
كأنني عابر في صحراء جرداء،
تبتلعني رمالها دون رحمة،
وأنا أبحث عن سرابٍ قد يُعيد لي الحياة.
أشتاق إلى تلك اللحظات التي كنتُ فيها طائرًا،
أُحلّق في فضاء الأفكار،
أُثير عواطفي،
وأشعر بتلك الحيوية المُفرطة
التي تجعلني أرقص مع الرياح،
وأن أكتشف كل زاويةٍ جديدة،
دون خوف من السقوط.
أين ذهبت تلك المرونة،
تلك العذوبة التي كانت تُعانق قلبي؟
أرى نفسي الآن كغيمةٍ محملةٍ بالأحزان،
تتجول في سماءٍ مُلبدّة،
تبحث عن مطرٍ يُعيد لها الألوان،
لكنها تبقى عالقة،
تسقط ببطء،
دون أن تُحسّن من حالتها.
أحتاج إلى شغفٍ يُعيد لي الروح،
إلى شيءٍ يُشعل في قلبي نارًا،
تُدفئني في ليالي الوحدة،
وتزرع في داخلي الأمل من جديد،
لأستطيع القفز من جديد،
والخطو بخفّة،
في دروب الحياة،
دون أن أخشى السقوط .
تُوجد أحاسيس هي بذاتها منامات، تحتلّ مثل الضباب كلّ مساحات الروح، لا تدعنا نفكر، لا تدعنا نعمل، تحُولُ بيننا وبين أن نكون ما نُريد .
Читать полностью…أكتب لك اليوم بدافع ضرورة شعورية ـ توق مؤلم إلى أن أتحدث معك - بكلماتٍ أُخرى ليس لديّ أي شيء محدد أقوله، سوى هذا : أنا اليوم في قاع اكتئاب لا قاع له، تُعبّر عبثية هذهِ الجملة عن حالتي، هذا هو واحد من تلك الأيام التي لم يكن لي فيها مستقبل قط، يوجد حاضر راكد فقط، يحوطه جدار كبير من القلق .
Читать полностью…