إن للنفس في بعض الفترات حزنًا غامضًا لا يتصل بفائت ولا فقد ولا فُرقة، ولا بأي شيءٍ آخر مما يدبّ إلى الصدور من أكدار الحياة، فكأنه مجرىً روحي يصبّ مما لا نعلم من ينابيع الغيب .
Читать полностью…وأنا مثلك أجمّع الأمل كلما استنفدتني كآبة، وتأرجحت في خافقي قَدَمُ السكينة، أنا مثلك أهشّ حرائق الأمس علّها تغادر طين روحي، وأدّعي الثبات في رجاء أن أصفح يومًا، أو أعتاد.
Читать полностью…الفعل لا الكلام، ما يجري ولا طريقة لقوله، الذي أحسه لا الذي يقال، وليتني أنا وليت الفتى حجر، ولیت حياتي إذا أمعنت نظرها أو فسّرت معنًى سخيفاً غابت عني، وغبت عنها، شارداً في ضياء غامض ومتطفلاً على أقدار محبوبة، وليت عيوني حين رأت روحي كذبتها، وما كررت موتها في عيون غيري لو أضاعت لغة الكلام، وليت اسمي حين أنطقه يعصيني، فأصدق موتي ولا أنتبه حين ينهرني العالم، أو تناديني لهفتي على الضياع. ولیت يدي تبالغ في طاعتي وتفقد إحساسها الزائف بمخمل الأشياء، فلا تعود إلا من عناية جرح ومواساة دمعة، أو سراب، ولیت صوتي كلما سمعته لم يذكرني سوى بتعزية نفسي، ولم يستحضر وجهاً مألوفاً في كلمة غصصت بها، أو استأثرت بدفئها تحت لساني، ولیت حياتي كابوساً أستيقظ منه على صوت باب يطرق، أو على غلاظة شخص يهز كتفي نائماً في مقعد حافلة، وليت عمري مصير رعشة، خفقة جناح فراشة، طرفة عين أو أقل .
Читать полностью…ليس عندي ما أقوله، فقط أريد أن أتكلم، أن أصنع جسراً من الأصوات يوصلني بنفسي، ضفتان متباعدتان أحاول وصلهما بصوت .
Читать полностью…لم تعد الكتابة عن جرح ما كافية لوصف الشعور به كما يحدث، لقد تم إبتذال مفردة "جرح" وإستهلاك الفكرة حولها حتى بات الألم صورة معتادة وليست ذات أثر مساوٍ لفداحة الأمر، لم يعد هنالك وصف رصين أو تشبيه يلائم الجرح الذي يكتنفك، بات الألم خارج اللغة والكلام بل وفي مراتٍ عديدة تجاوز اللجوء إلى الانتهاء بالصمت، لا شيء الآن في خضم هذا الجرح بإمكانه سرد التعبير بنحوٍ لائق عن نتوء حدوثه وتفاصيل حكايته، حتى الفنون باتت باهتة الشعور لفرط تکرارها ودوران لغة الألم باردة في شرايينها، أنت في حقيقة المجابهة لهذا الشعور لا تملك وسيلة لشرح ما يلم بك، لا الصراخ مجدي ولا السكون إستطاع تقطيب جرحك، تعيش كقطرة ماء على سطح مُلتهب، تتقاذفك فكرة التلاشي والتبخر، ليس من لحظة واحدة، واحدة فقط، تهبك فرصة إنتقاء شعورك ورفضه، تتقاذفك حرائق البقاء وكثافة الغياب، تسير في رحلة لم تختر فيها جانبًا أو إتجاه، تنازعك الرغبات عن نفسها وتطوي فيك الأمنيات التي خذلها الوقت والمكان، حتى القدرة لكتابة قصة الجرح لم تسنح إليك عمرًا أو نصف لحظة، كيف لإنسان أن يحكي ما به وهو لا يجد نفسه ولا يملكها، كيف صار الحزن صعب التعبير وهو البائتُ رفيقًا لكل الأيام المختبئة في مخيلتك .
Читать полностью…أقول اليوم أنني هادنت الحب طوال حياتي، إعتدتُ فكرة وجوده القصير وتبعات وداعه، وحين جاء إليّ كاملاً إرتجفتُ مثل طير .
Читать полностью…تغيرنا بالمواقف المؤسفة، والطريقة الصعبة، وعلّمتنا الولاءات المواربة أن لا نتعكّز بكتفٍ كاذبة، ولا نسقط في وعدٍ فارغ، وكيف نؤمن بالغيث دونما بارقة، ونصدّق الأمل الذي يلوح ولا يجيء، وكيف نقبل حينًا بخطوة للوراء، ونمكث في الصمت حتى نستردّ أثمان الكلام، ونرجو أن نظل دومًا لمن يشبهنا .
Читать полностью…أريد أن أتوقف، أن أعود إلى ذاتي التي أضعتُها بين حشود الأشخاص والأفكار، أرغب في الالتقاء بي، في احتضان أجزائي التي تُرِكَت لي منّي، أن أجمعني لأنتهي في نهاية الأمر غائصًا بي، ملتفًا عليّ، تاركًا لهُم جسدي، آخذًا روحي معي .
Читать полностью…هناك بعيدًا عني تركت شخصًا كنت أحسبه أنا، أنظر نحوه الآن، بالكاد أراه، لكني أتذكره جيدًا، وهذا ما يعرقل سير هذا الهروب كله .
Читать полностью…لا أحد يعلم كم مرة لبثت ببطن اليأس، ولُفِظت تتلوّى في عراء ضعفك، ينقذك إبتهال وحيد، ولا كيف نسلت شوك الخذلان من قلبك، ورتقت فيه صدْع التجربة تلو الأخرى، وقطعت أنفاق الحيرة تحرس جذوةً من يقينٍ في مهبّ الشك، وكيف وفيت للبياض وأنت منتبذٌ في الظل، لا أحد يعلم سواك، قدّر ما تعرفه عنك .
Читать полностью…شيء ما في قصّتك موجِع، لم يكن شيئًا قلته، إنّما هو ذلك الجانب الذي تبدو عليك المكابدة وأنت تُحاول إخفاءه .
Читать полностью…مررت بلحظاتٍ وددت فيها أن أخلع عني كل شيء، أن أعرّي خاطري الذي ظل متسربلًا بالكثير من المشاعر الجيدة والسيئة، أن أترك الأشياء وأمضي نحو وجودٍ أشبه بالعدم، أن أترك الأمور تنجو أو تغرق أو تشنق نفسها أو أن تذهب نحو السعير، مررت باللحظات التي رغبت فيها أن أترك زمام الأمور، أن أتخلّى .
Читать полностью…تتداعى، كأنّ كل ما لكَ في هذا العالم في لحظةٍ لم يعد إلّا شريطاً مكروراً في ذهنكَ وذكرى حالمة أخيرة .
Читать полностью…لا الطريق طريقي، ولا الوجهة وجهتي، أحيانًا أتحاشى التعمق في مشاعري حتّى لا يزداد لدي اليقين بذلك، أقف على نهايات الأشياء، ونهايات المشاعر وأتساءل عن شعوري الحقيقي تجاه كل فعل و كل حِس يصدر مني، كل المدارات لا تتسق مع رغباتي، و كل الكيانات لا تتوحّد مع ماهيّتي، أُعيد تفتيت ذاتي، و تدمير جميع ما آمنت به روحي، تائهًا حائرًا، لا أجوبةَ لأسئلتي .
Читать полностью…أفقد شهيتي بالأشياء بسرعة مريعة و دون أن أدرك ذلك، كأن أتحدث وأشعر فجأة بأني لا أرغب بالاستمرار، أن أنتظر شيئًا لطالما حلمت به ثم أدرك أنني سئمت ذلك، أن أشعر بحاجة لرؤية أحدهم و دون أن يلحظ أحد أشعر برغبة بالانعزال طويلاً، بين أمرين أتأرجح دائمًا و مزاجي مُريب للغاية .
Читать полностью…توقفت عن المشي، أريد الآن أن أتعلم الطيران، أو أن أتقن القفز الطويل، أريد أن أصل دون أن أخوض الطريق، سئمت المسافات، سئمت الطرق التي تحملني إلى الوجهات الخاطئة، أو تعيدني إلى نفس المكان، لقد أفنيت عمري محاولاً تجاوزها، ولا نية لي بالمحاولة مجدداً، أينما أردت الذهاب وجدت أمامي المسافة، وكلما أردت شيئاً كان علي أن أقطعها، هناك دائماً مسافة بين الإستعداد والنطق، بين الرغبة والتلويح، بين النية والمغادرة، بين التردد والقرار، أجد المسافة داخلي أيضاً، وحتّى إلى نفسي، قطعت أشواطاً طويلة ولم أصل بعد، لا أود التحرك، ولا أرغب بالسير، وثمة شخص ما بجانبي، أريد أن أقول له شيئاً، لكن هناك مسافة طويلة بيني وبين البدء بالحديث، إنني أكون بالقرب من الآخرين، وكلما أردت الذهاب إليهم وجدت مسافة شاسعة تحول بيننا، أنا بعيد جداً، وأشعر بأن قدري أن أتوه في المسافات قبل أن أبلغ العالم .
Читать полностью…كل الجهد الذي أبذله مؤخرًا، أن أحاول قدر المستطاع تجاوز يومي بالسلام الممكن، وإتقاء أيٍّ من الطرق الملتوية، أحاول أن لا أضيع طريق عودتي إلى المنزل، وأن لا أنسى أبدًا كيف أفصخ رداء التعب عند عتباته .
Читать полностью…أنت معك، الآخرين يكونون معك أحياناً، ثم ينسون في أي مكان فقدوك، في أية لحظة تخلوا عنك وذهبوا، انشغلوا بأنفسهم، بأن يكونون معهم، أنت معك، ترافقك وأنت تراهم يأتون ويرحلون، لا أحد عليه أن يستمر بقربك، لا أحد يتخلى عن حياته الخاصة، أحلامه الصغيرة، ويحمل عنك أحلامك، يحققها، يقاسمك بعضها، وتصير له، تعود لك دون حلم، وحيداً، بائساً، تربت على قلبك لأنه حزين، خائف، متورط بالروتين القديم، لحظة كنت أنت مأخوذاً بأن توسع دائرة عالمك لتكون كافية بأن تحوي كل من يريد رفقتك، لحظة كنت مشغولًا بمساعدتهم، بالبقاء لديهم، معتقداً أنك لن تخسرك، لن تفرط بك، لكنهم يذهبون عندما يجدون غيرك، غيرك لم يكن أفضل منك، إنه كان قادراً على مسايرتهم، خداعهم، التصفيق لهم، وأنت معك، عائداً من حكاية، رافضاً أن تستمر في التواجد معهم، دون أن تجد في لحظة جفاف من الفرح من يكذب عليك، يخدعك، يقول لك على سبيل المسايرة: أنك أجمل شخص يمكنه أن يعيش بلا رفقة .
Читать полностью…