إِن هبَّت الريحُ من جَنوبٍ
يَهُبُّ حُزني من الشَّمال
وكلُّ ريحٍ لها سُكونٌ
إلّا الأسى هاجَه المَلال
وأنا الذي سكن المدينة مُكْرهًا
ومشى إلى الآتي بقلبٍ دامِ
يُصغي إلى الدُّنيا السَّخيفة راغمًا
ويعيشُ مثل الناس بالأوهامِ
وَعَلَيْكَ أَنْ تَمْشِي بِلاَ طُرُقٍ
وَرَاءً أو أَمَامًا أو جُنُوبًا أو شَمَالْ
وَتُحَرِّكَ الْخُطُوَاتُ بِالْمِيزَانِ
حِينَ يَشَاءُ مَنْ وَهَبُوكَ قَيْدَكْ
لِيُزَيِّنُوكَ وَيَأْخُذُوكَ إِلَى الْمَعَارِضِ
كَي يَرَى الزُوِّارُ مَجْدَكْ
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكْ!
ولستُ بهيّابٍ لمن لا يهابُني
ولستُ أرى للمرء ما لا يَرى ليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مَودتي
وأن تَنأ عني، تلقني عَنكَ نَائيا
ودّعتُهُ عِنْدَ الغروبِ مُلوِّحًا
من يومِها كلُ الزمانِ غروبُ
من يومِها كفَّي تلوّح وحدَها
خانت مشاعرَها خُطىً ودروبُ
يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعنا جوارٌ دائمًا
لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي
باتتْ تعاطيني كؤوسَ حديثها
وتُشَنِّفُ الأسماعَ بالألحانِ
بتنا على رغمِ الحسودِ بغبطةٍ
وبفرحةٍ ومسرَّةٍ وأمانِ
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما
أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تَهْوَى وَتَطْمَعُ أَنْ تَفِرَّ مِنَ الْهَوَى
كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد
بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد
وَحْدِي
أُرَاوِدُ نَْفسِيَ الثَكْلَى
فَتَأبَى أَنْ تُسَاعِدْنِي عَلَى نَفْسِي
وَوَحْدِي..كُنْتُ وَحْدِي،
عِنْدَمَا قَاوَمْتُ وَحْدِي،
وَحْدَةُ الرُّوحِ الْأَخِيرَةُ..
ﻳَﻈُﻦُّ ﺃَﻥَّ ﻓُﺆﺍﺩﻱ ﻏَﻴﺮَ ﻣُﻠﺘَﻬِﺐ
ٍ ﻭَﺃَﻥَّ ﺩَﻣﻊَ ﺟُﻔﻮﻧﻲ ﻏَﻴﺮُ ﻣُﻨﺴَﻜِﺐِ
ﻓَﻠَﻴﺖَ ﻃﺎﻟِﻌَﺔَ ﺍﻟﺸَﻤﺴَﻴﻦِ ﻏﺎﺋِﺒَﺔٌ
ﻭَﻟَﻴﺖَ ﻏﺎﺋِﺒَﺔَ ﺍﻟﺸَﻤﺴَﻴﻦِ ﻟَﻢ ﺗَﻐِﺐِ
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً
وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي
وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ
يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري
فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ