ويكتب اللهُ خيرًا أنتَ تجهلهُ
وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النعمِ
ولو عِلمت مُراد الله من عِوضٍ
لقلتَ حمدًا إلهي واسع الكرمِ
فسلّم الأمرَ للرحمن وأرضَ بهِ
هو البصيرُ بحالِ العبد من ألمِ
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإنْ كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي
ألَم تَرَ أنّ الدهر يَعثُرُ بالفتى
ولا يستطيعُ المرءُ صَرفَ المقادِرِ
صَبرتُ فلم أجزَع ولم أكُ طائعاً
لحادثِ دَهرٍ في الحكومةِ جائرِ
يأسٌ تجاوزَ حَدَّه حتى لقد
أمسيتُ أخشى الشرَّ قبلَ حُلولهِ
وبَلُدْتُ حتى لا ألذُّ بمُفْرحٍ
حَذَرَ انتكاستهِ وخوفَ عُدولهِ
لا تَحْسَبِيْنِي عَاشِقَاً مُتَصَوِّفَاً
لا تَحْسَبِي أَنِّي نَبِيٌّ لا أُعَابْ..
دَعَوَاتُنَا مَنْسِيَّةٌ مِنْ أَلْفِ عَامٍ
في حُضُوْرِكِ تُسْتَجَابْ!
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى
قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت
وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ
كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ
أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ
أقسَمتُ باللَّهِ أنِّي لا أُكَلِّمُها
لأنَّها لا تَفِي بالعَهدِ و الذِّمَمِ
و إن أتَت تدَّعِي حُبًّا سأهجُرُها
و لن أُبَالِي بما ألقَاهُ مِن أَلَمِ
فما لَبِثتُ سوى يَومٍ ولَيْلَته
ورُحتُ أسأَلُ عن كَفَّارَةِ القَسَمِ
مَازَالَ يُؤْنِسُنِي خَيَالكِ كُلَّمَا
فَاضَتْ بِي الذِّكْرَى وَطَالَ عَنَائِي
لا تَحْسَبِي أَنِّي نَسِيتُكِ لَحْظَةً
وَلْتَسْأَلِي وجْدِي وَطُولَ بُكَائِي
وَاللهِ مَالَهَجَ اللِّسَانُ بِدَعْوَةٍ
إِلَّا ذَكَرْتُكِ فِي حُرُوفِ دُعَائي
وقائِلَةٍ لَمّا أرَدتُ وداعَها
حَبيبي أَحَقًّا أنتَ بِالبَينِ فاجِعي؟
فَيا رَبَّ لا يَصدُق حَديثٌ سَمِعتُهُ
لَقَد راعَ قَلبي ماجَرى في مَسامِعي
وقامَت وَراءَ السَترِ تَبكي حَزينَةً
وقَد نَقَبَتهُ بَينَنا بِالأصابِعِ
وأتَيتنِي في الحلمِ كيف أتَيتَني؟
من فرطِ شوقي حُزني لم أبديه
لكنّني وبصوت طيفك أكتفِي
علّ الطيُوف تواسِي ما أخفِيه
لا تيأسنَّ إذا اشْتدَّتْ بَلايَاكَ
فَفِي السماءِ إلهٌ ليسَ ينْساكَ
إِنْ يَظْلِموكَ فعينُ اللهِ ناظرةٌ
أو يَخْذلوكَ فَتِلْكَ العينُ تَرعَاك
ماقَال عيد الحب الا كاذبٌ
او جـاهِلٌ أو ذو وداد فـاسد
إن الذي في القلب أعظم قيمةً
مِن أن أحجرهُ بيومٍ واحدِ
مَا كُنْتَ يَوْماً فِي سِوى وَهْمِي حَبِيبًا
مَا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تَرَانِيَ مَا أَرَاك
كُنتَ السوادَ لِمُقلتي
يَبكي عليك الناظرُ
مَن شاءَ بعدكَ فَليَمُت
فَعَليك كنتُ أحاذرُ