قد أسَرتِ القلبَ بحُسنٍ يوسُفيٍّ
و إني لعينيكِ لَمِن المُغرمينا
و لها ثغرٌ إذا بهِ تَبسَّمت
جَعلت كُفارَ قُريشٍ .. مُهتدينا"
وبِيْ شَوقٌ إلىٰ عَينَيكِ جِدًّا
كشَوقِ الزَّارعِينَ إلىٰ السَّحابِ
وشَوقِ الرَّاحلينَ بأرضِ قفرٍ
إلىٰ نبعِ الحقيقةِ لا السرابِ
وشَوقِ الماكثينَ بقُطبِ أرضٍ
إلىٰ شَمسٍ أطالتْ في الغيابِ
وشَوقِ التَّائهِ الحَيرانِ طِفلًا
إلىٰ أهْلِيهِ أو بعضِ الصِّحابِ
أمُر على الأبواب مِن غَير حاجةٍ
لعلِّي أراكُم أو أرى من يراكُمُ
ويجمعنا الدَّهرُ الذي حالَ بيننا
ويحظى بكُم قلبي وعينِي تراكُمُ
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا
فَيا ليته لمَّا سَقَاني سَقَاكمُ
فيَا ليت قَاضِي الحبِّ يَحكُم بَينَنَا
وَدَاعيَ الهوَى لَمَّا دَعاني دعاكمُ
يُغريك هذا النور بي؟ لا تقترب
نارٌ أنا في موطنٍ رثٍ خَرِب
لو كنتَ تحسبُني بلادًا إنّنِي
مَنفَى إذا منْهُ اقتربتَ ستغترب
أوْ كنت تحسبُني هدوءًا ما أنا
إلا الهياج فلو دنوت ستضطربㅤ
"هل يغرفُ البحرُ مِن عينيكِ سيّدتي؟
سُبحانَ من صَوَّر البحرينِ باريكِ
أم يسلبُ الوردُ من خدَّيكِ حُمرتَهُ
و الفُلُّ يخجلُ يومًا لو يُباريكِ
و الفجرُ مِن وجهِكِ الوضَّاءِ مُنبثقٌ
و الليلُ قطعةُ سِحرٍ مِن لياليكِ"
"تُحبين القصائد؟ ذاك فَضلٌ
وتَشكُركِ القصائد والشعور
تُحبين العطور؟ إذًا عرفنا
لِماذا الوردَ تَغمرهُ العطور
تُحبين الورد؟ لقد فَهِمنا
على أشكالها تقع الطيور"
"ولدت بقلب مثقوب ، قال الطبيب لأمي: سينغلق من تلقاء نفسه عند البلوغ..
أنا الآن على مشارف الأربعين وكل الذين أحببتهم هربوا من ثقب في قلبي"
- مزمل أزادي
فلما تلاقينا وقد طال صدَّنا
صمتنا كثيرًا والعيون نواطقُ
فكم مِن كلامٍ ظلّ في القلب كامنًا؟
وكم مِن عيونٍ بالكلام سوابقُ؟
وإذا سُئلت عن الهلال فقل لهم
هو فرحة الأيام للأجيالِ
قلّب بطرفك في السماء وحُسنها
هل زانت الدُنيا بغير هلالِ
اوكُلما جِئتكَ حاملًا لِمودتِي
أشعَلتَ نارًا فِي الحَشاءِ أحرَقتنِي ؟
اوكُلما أنْوِي التَّقربَ بَاكيًا
أفرَغتَ فِي قَلبِي الرَّصاصِ قتَلتنِي ؟
اوكُلما جِئتكَ صَابرًا مُتجّلدًا
صوَّبتَ سَهمكَ للفُؤادِ طَعنتَنِي ؟
هَل أنتَ حقًا مَن حَبانِي حُبهُ ؟
أتسَتردُ اليومَ ما أعطَيتَنِي ؟
"صباحكَ بين أضلاعي حنـونٌ
كوقعِ الغيثِ في فصلِ الجفافِ
صباح الخيرِ للدنيا جميـعًا
وصبحكَ عن جميعِ الناسِ كافِ"
ما بال السُّوء مِنك يأتيني
ألستُ من شرعتُ له بساتيني
ما بالك متقَلب بين وقتِ وحينِ
صرختُ مِنك ولم تسمَع أنينِ
فكُل نداءات العالم تجمعت بِي لتقول:
لا تخشني وإنما اخشِ اللهُ فيني
"متألّم ممّا أنا متألّم ؟
حارَ السؤالُ و أطرقَ المستفهمُ
ماذا أحسّ وآه حزني بعضُهُ
يشكو فأعرفُهُ و بعضٌ مبهمُ
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي
من حرقةِ الأعماقِ ما لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري و بي
أضعاف ما أدري و ما أتوهّمُ
و كأنّ روحي شعلة مجنونة
تطغى فتضرمني بما تتضرّم
و كأنّ قلبي في الضلوع جنازة
أمشي بها وحدي و كلّي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا
فكأنّها في كلّ جارحة فم"
ألا يامن سكنتَ القلب كيفَ تهجرهُ
كأنك يومًا لم تكن وسط وجداني
ألا يامن قطعت الوعد كيفَ تخلفهُ
وتمضي لا مبالٍ بحجم أحزاني
سألتك بالذي بالحقِ أوجدكَ
هل أنت حقًا كما قلت تهواني ؟
أتذكُرُ أول الأيام لما
تلاقينا وكيف جرى الكلامُ؟
أتذكر ساعةً فيها ابتدأنا
وابتدا فينا الغرامُ؟
أتذكر كم رسمنا من خيالٍ
وأحلامٍ وكم ضحكَ الظلامُ؟
وكم نطقت ضمائرنا بشيء
يغلفُهُ حياءٌ وابتسام؟
سلامًا يا حبيبي لست أنسى
فنسيان الهوى عندي حرام