جَمال الفتى في قلبه وفعالهِ
ولا فضلَ في لونٍ ولا فخر في دمِ
فَكم من لئيمٍ لونهُ لونُ قطنةٍ
وكم من كريمٍ لونهُ لونُ أسحمِ
وتسألني .. أتعشقني
تخيّـل .. إنها تسأل
بربك كيف أسمعها
ألا من نفسها تخجل؟
ألم تقرأ بأشعاري
بأني قتيلها الأول؟
وأني دون عينيها
ضياع ضائع أعزل
ألم تلمح بكف الشمس
مكتوبًا لها مرسل؟
ألم تلمح بعرض البحر
ديوانًا بها منزل؟
وَكُل مُناي أن أنساك حقًا
وأن أمحوكَ مِن نَصّي وشِعري
ولَكِن كُلمَا خَطّيتُ سَطْرًا
وَجَدتُكَ مُلهِمي وإمامَ فِكرِي
يا ناعِسَ الطرفِ لا تَهتمَّ للبشرِ
إنَّ الأنامَ لهذا الحُسنِ حُسّادُ
مهما أقلَّوا فإِنَّ الحُسنَ مُكتملٌ
إنّ المحاسِن في لحْظيْكِ عُبّادُ
إني عرفتُ من النساءِ قبائلًا
لكنْ كرسمكِ لم تجد ألواني
أرجوكِ باسمِ الحُبِّ.. لا تتغيَّري
إنّي عشِقتُ نقاءكِ الرباني
"وصديقتي من مثلُها؟
أُنسُ الحياةِ وَحُلْوُها
قلبٌ نديٌّ طيِّبٌ
عقلٌ، سديدٌ رأيُها
في حينِ تُبصِرُ زلّتي
تحنو عليّ بنصحِها
أو حينَ تَخْبو بَسمتي
تأتي إليّ تُعيدُها
قد أخبروني مرةً:
محظوظةٌ أنتِ بِها"
@h_gd3 ❤️
" طلعَ الصباحُ ونورُ وجهكِ غائبٌ
فكأنما صبحي بلا إشراقِ
الدفء أنتِ أيا مُناي وصبوتي
والكونُ دونكِ فاقدٌ لمذاقِ .."
أَبهَى قَصائدِ شِعرِي قلتُها فِيكِ
و أَطيَبُ الشَّهدِ شَهدٌ كانَ مِن فِيكِ
أَزهَى زُهورِ الهوى تِلْكَ التي نَبَتَت
في حِضنِ قلبيَ ترويها مراويكِ
يا أيها المطرُ الرقيق
أنعشت روحي والطريق
ورأيتُ كل الزهرِ غنَّى
راقصًا فاض الرحيقْ
أتضوع العبق الجميلَ
أضم أكتاف الرفيقْ
والبسمةُ البيضاءُ تنعشني
وتذهبُ كل ضيقْ
أحبهُ لست أدري ما أحبُ بهِ
حتى خطاياه ماعادت خطاياه
الحبُّ في الأرضِ بعضٌ من تخيُّلِنا
لو لم نجدهُ عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول لهُ لو جاء يسألني
إن كنت أهواه إني ألفُ أهواه
- نزار قباني
أغمضْ عيونك بالتأمّل ساعةً
وتخيّل الدنيا بدون بناتِ
لا أمّ تحضن بالحنان وليدها
والدار خاوية بلا أخواتِ
لا بنتَ منسدلٌ بصدرك شَعْرها
لا قلب لا أحضان لا نبضاتِ
لا شِعْرَ يكتب في عيون جميلة
لا حبَّ لا أشواق لا لهفاتِ
ما أوحش الدنيا بدون بناتنا
كيف الحياة تكون دون حياةِ؟
إني عرفتُ من النساءِ قبائلاً
لكنْ كرسمكِ لم تجد ألواني
من أيِّ نافذةٍ دخلتِ عواطفي
ونشرتِ هذا الطُهرَ في بُستاني
أمِنَ العوائقِ نحنُ نُخفي حُبّنا؟
ويل الخريفِ من الربيعِ الداني!
قد كنتُ أكفرُ بالهوى وبأهلهِ
أنتِ التي أرجعتِ لي إيماني
وتَقُولُ أكْرههُ وثمَّةَ بحَّةٌ
تُخْفِي حَدِيثاً آخَراً في صَوْتِها
لمْ تستَطِعْ نِسْيَانهُ فكأنّهَا
كَانَتْ تمُوتُ وتَسْتَلِذُّ بِمَوْتِها.
- محمد إبراهيم
حسناءُ باهرةُ المحاسنِ عيبُها
أن اكتمال جمالها جبّارُ
لمّا بدت هتف الزمانُ مكبرًا
ثم انحنت لجلالها الأزهارُ
ورمى الهواءُ المستفزُّ لثامَها
فتلألأت مِن وجهها الأنوارُ
هذي الجميلةُ في مساء ظهورِها
جعلت عيونَ الناظرين تحارُ
الوقتُ ليلٌ غير أن ضياءها
أوحىٰ لهم أن الزمان نهارُ
تطاولَ بي سُهادُ الليل حتى
رستْ عينايَ في بحر السُّهادِ
وباتتْ تُمطرُ العبَرات عيني
وعينُ الدمع تنبعُ من فؤادي
وَقَد تُسمِعُ اللَيثَ الجِحاشُ نَهيقَها
وَتُعلي إِلى البَدرِ النِباحَ كِلابُ
إِذا راقَ حُسنُ الرَوضِ أَو فاحَ طيبُهُ
فَما ضَرُّهُ أَن طَنَّ فيهِ ذُبابُ
باقٍ لصوتي بضعُ أنفاسٍ ، ولا
أدري غدًا إنْ ماتَ، كيف أنادي
عودي، فإنَّ الموتَ يفرضُ نفسَهُ
ويقودُ نحوَ المهلكاتِ جِيادي
إن لم تعودي، كيف أُكمِلُ رحلتي
نحوي، ومن سيعيدُني لرَشادي؟
إنْ لم تعودي، أينَ ترقدُ جبهتي
وبأيِّ ماءٍ يستحمُّ فؤادي
إن لم تعودي، من سيعرفُ من أنا؟
وبأيِّ تاريخٍ مضى ميلادي
إن لم تعودي لن تعيشَ قصيدتي
حتى يرى أحفادُها أحفادي
أنتِ البلادُ، متى تكونُ بعيدةً
لا أستريحُ ولا أُريحُ جَوادي
سأظلُّ أنزفُ من دمي شعرًا إلى
أنْ أستعيدَ هويتي وبلادي
يا أُمها إنِّيْ أتيتُكِ ذَاهِلاً
قَد صَابَنيْ مِنْ حُسنِها خَطبٌ جَلَل
فَلتصدُقِيني القَولَ إنِّي حَائرٌ
بشرٌ أهيْ؟ أمْ أنَها أصفى العَسَل؟
أمْ أنها جَائتْ إليْكِ مِنَ السَّما؟
حُوريَّةٌ هيَّ؟ أمْ مَلاكٌ قد نَزل؟