وقفتُ ببابِكَ الميمونِ أشكو
ذنوبًا كلّما انطفأتْ تعُودُ
و أعلمُ أنّكَ الجبّارُ فاجبُرْ
بمغفرةٍ فؤادي يا ودودُ
و أشهدُ أنّكَ الرّحمنُ ربِّي
و أشهدُ أنّني العبدُ الكنودُ
قالَت أتَيتُ إليك حَتّى أسمَعَك
فاقصُص على قَلبي وقُل ماأوجَعَك
فَلَزمتُ صَمتي حينَ أصـغَت سَمعَها
قالت تحدثّ لا تَخَف إنّي معك
قَتَلوا فُؤادَكَ شَتَّـتُـوا فيهِ الهَوى
هُم فَرَّقُـوكَ وقَد أتَيتُ لأجمعَك
مِن لُطفِها ثَغري تَبَسَّم ضاحِكاً
قالَت تَبَسَّم يا فَتى ماأروَعَك!
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ
و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدةِ الأيام إنَّ لها
عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعة ٍ
فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ
وما العِشْقُ إِلا موتُ نفسٍ إِذا دَعا
فإِنَّ نفوسَ العاشقِين جوابُ
ومَنْ صَحَّ مِنْ داءِ الصَّبابَةِ قَلْبُه
رَأَى أَنَّ رأْي العَاذِلينَ صَوابُ
ياأيها الإنسانُ ماهذا القلق ؟
أو ليس ربُكَ قد تكفّل بما خلق ؟
أو ليسَ بعدَ العُسرِ يسرٌ مِثلما
بعد الليالي دائمًا يأتي الفلق
ومضت بنا أعمارنا وزعمت أني
لو رأيتك صدفةً لن أنكرك
ثم التقينا مرةً فذكرت كيف
نسيتني ونسيتُ أن أتذكرك
أو نلتقي بعد الوفاء كأننا
غرباءٌ لم نحفظ عهوداً بيننا
كُلُّ الجِراحِ ستُنسى حينَ تلتئِمُ
إلّا الجِراحِ التي يأتي بها الكَلِمُ
جُرحُ اللسانِ شديدٌ في مرارتِهِ
يزدادُ سُمًّا إذا ما خطّهُ القلمُ
فاجعل لِسانِكَ في غمدٍ ليحفَظهُ
لا يجرحنَّ فؤاداً ليس يلتئِمُ
بين الشِفاهِ وأسنانٍ لتسجِنهُ
فلا نراهُ سِوى إن كُنتَ تبتسِم
لن تفهمي معنى العَذابِ
بريشتي لن تفهميني
عَمياءُ أنتِ ألم تَريْ
قلبي تَجمعَ في عُيوني؟
ماتَ الحنينُ أتسمعينَ
ومُتّ أنتِ مع الحنينِ
لا تسأليني كيف قِصتُنَا
انْتَهتْ لا تَسأليني
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي
وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي
فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا
وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ
هنيأ لك العيد الذي انت عيدهُ
وانك من فيض البهاء تزيدهُ
وإني إذا اهداك غيري وردةُ
سأهديك قلبًا انت فيه وريدهُ
هل تذكرين وقد مال النهار بنا
كؤوس حبّ على خوف شربناها
وزورقًا من نسيج الحب دفته
وعيشة في الهوي العذري عشناها
عهود وصل كأحلام الصِبا عصفت
بها رياح النوى ماكان أحلاها
ولما بدا لي أنها لا تحبني
وأن هواها ليس عني بمُنجلي
تمنيت أن تهوى سِوايا لعلها
تذوق صَبابات الهوى فترُق لي