"من أنتِ يا هناء ؟
سألتها يوماً فقالت: أنا حمامة الأيك، نشوة الحب ، و أنشودة المطر،
بل أنتِ ذبحة القلب يا هناء و وجع الروح و غصة العمر! "
هو ليسَ أكثرَ من لقاءٍ ضَمَّنا
أو ساعةٍ فيها الزمانُ يَجودْ
زَخَّاتُ عِشقِكِ فوقَ أرضِ مَشاعري
خَلقَتْ وُجودًا لم يَكنْ مَوجودْ
حلَّ الهَوى يومًا بقلبي
بعدَها أدركْتُ أني في الهوَى مَوعودْ
البحثُ في عينيكِ أصعبُ مُشكلةْ
إن تُهتُ يومًا فيهِما
مَن ذا سَيضمنُ أنني سأعودْ ؟
-عبد العزيز جويدة
الإنسان هو مخلوق غريب. إنه مخلوق يمكنه أن يعاني من الشعور بالذنب حتى لو لم يفعل شيئًا خاطئًا، يمكنه حتى أن يحب من لا يحبه."
دوستويفسكي - الإخوة كارامازوف
محاولة تفسير كل شيء منطقيا وعلمياً ما تزال هي الأخرى حلماً بعيد المنال، فالعلم "لا ينفع الإنسان عند نزول المصيبة" كما قال باسكال
"
إن الشك هنا لا يعتبر نسقا فلسفياً يقدم إجابات لكل أسئلة الوجود، إنما هو "موقف"، وموقف محايد أيضا، إن الشاك الحقيقي لا ينفي أي فكر أو عقيدة كما لا يثبتها أيضاً، إنه أقصى درجات الإحباط، يرى بيرون أننا لا نعرف شيئا ولن نعرف شيئا، وأن الأسئلة الوجودية الكبرى ستبقى معلقة، دون إجابات.
يستدل الشكيون هنا بأن العقل ليس مصدراً موثوقاً للحقيقة، فالعقل مثلاً يقول إن الشمس تدور حول الأرض، في ما أصبح من المتفق عليه أن هذه المعلومة خاطئة، وفي الكثير من الإشكاليات المنطقية يستطيع العقل أن يثبت الشيء، ويثبت عكسه بنفس الكفاءة.ويرى كانط مثلاً أننا لا يمكن أن نعرف الأشياء على حقيقتها إطلاقا، نحن محكومون بتجاربنا ومحيطنا وحواسنا، لذلك تختلف مثلاً نظرة الماليزي الحداثي عن الشيعي عن المتصوف للإسلام، وبالتالي سوف لن يمكننا تعريف إسلام معياري، الإسلامي الأصلي أو الحقيقي؛ هي كلها تفسيرات، تتغير حسب الأشخاص والظروف. فمحاولتنا لفهم كل شيء، والإجابة على كل شيء ما هي إلا محاولة بائسة للهروب من قدرنا المحتوم؛ وهو البحث في الآراء المتناقضة دون الوصول لإجابة. ومن أبرز الشكيين: بروكلي ودافيد هيوم وبيرون المؤسس طبعاً. عندهم باختصار "الموضوع عبثي".
نحن الوحيدون جداً ، نحن أبناء حزن كافكا وفلسفة نيتشه واكتئاب دوستويفسكي ، نحن الكتابات الحزينة ، نحن الخطوط التي رسمها فان جوخ قبل انتحاره ، نحن الكلمات الأخيرة لداليدا قبل انتحارها ، نحن الرعشة الأخيرة لغاندي قبل اغتياله ، نحن قاطنوا العشوائيات الفقيرة من الحب المزينة بالكذب والنفاق نحن الساهرون حتى السادسة صباحاً ..
نحن أصحاب الأدمغة العتيقة التي تفشل المهدئات في سكونها ، أولئك الذين يتعكر مزاجهم بكلمة عابرة أصحاب المزاج المتغير بشكل متواصل و نوبات البكاء و الحزن المفاجئ ..
نحن الذين لا يهتم أحد بنا فلم نعد نهتم لـ أمر أحد ، نحن أصحاب الأسئلة الوجودية التي لا إجابة لها ، من اعتادوا الصمت في أشد المواقف التي تستدعي الحديث ، نحن من لا تؤخذ كلماتنا على محمل الجد أبداً ، نحن من نخلق الحجج لنعتذر عن حضور الحفلات والتجمعات ، نحن أصدقاء الجميع و لا صديق لنا ، نحنا أولئك الذين اتخذوا الموسيقى رفيقاً لهم ...
من رواية (كل الطرق لا تؤدي إلى روما)
كم مرةٌ جلست وسط مجموعة من البشر تتحدث معهم وفي داخلك تردد أنا لا أنتمي إلى هنا، أنا لا أنتمي إلى هنا !.."
- فيودور دوستويفسكي
لا أعرف إن كنت أقتل أيامي أم أن أيامي تقتلني، في الحالتين هناك جريمة تحدث ."
- فيودور دوستويفسكي
منفصلة عن النار ، وأنتِ الشُعلة ،
أحبكِ بلغة القلب وحده ،
لأنكِ سياج العصيان ، ورايتكِ نافرة عن لغة الطاعة
الى الذين لم يجدوا من يعطف عليهم ..
الى الذين دخلوا الحانات في هذه الليلة .. لِ غرض النسيان ..
الى الذين حُبست دمعتهم بَعيونهم وغير قادرين على البكاء ..
الى الذين تشتاقهم أغاني الفرح ..
الى الذين لم تسعفهم الحياة ..
الى الذين يحاكون الرب عند الليل .. بنظراتهم الى السماء !
الى الذين تبصق السعادة في وجههم دوماً ..
قُبلة حنينة جداً
على بطن ايديكم ..
قُبلة من مُكتئب .. !
بيروت ٣ نيسان ١٩٦٧
يا غادة :
" امس فقط وصلتني رسالتك التي تقول أولها غسان ويأتي توقيعك في آخرها وبين هذين القلبين الساميين فراغ ثقيل ورهيب يملؤه البياض: أبغض الألوان إليّ.
وفكرت أن أملأ ذلك الفراغ أن أكتب عنك لنفسي شيئاً . أن أجيب على هذا السؤال الذي طرحته ورقتك البيضاء في وجهي : ما الذي أريد أن تقوله لي ؟ قلت : سأكتب ( أنا لكَ ) ولكن ذلك - حتى - ذلك لم يكن يكفي . قلت ساكتب : ( أحبك وأريد أن...) أريد ماذا ؟ وعدت فقرأت رسائلك جميعاً وأنا أرتجف.. آه يا غادة أيتها الشقية التي لم ترتطم إلا بالشقيّ!
دونك أنا في عبث. أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيراً بجريمة لم يرتكبها وهو في طوق المشنقة ، لكي يبرر لنفسه نهاية لا يريدها .
انا أعرف أنك لن تعودي إلى هنا كنت أعرف منذ البدء تماماً حين كنتِ بذكائك الذي يخونك حين تكذبين ."
- رسائل غسّان إلى غادة السمّان
"يحدث أن تمر بك فترة صمت، لا مزيد من الكلام، لا مزيد من الشعور، لا مزيد من الأشخاص".
- فيودور دوستويفسكي | painting by owen gent
"إنهم لن يفهموا شيئا حتى يفقدوا كل شيء .. يجب أن يفقدوا كل شيء وأن يتألموا وأن يبكوا بدموع من دم .. عندها فقط يمكن لهم أن يصبحوا ناضجين"
— ألبرتو مورافيا، الشوشارية