ما عالَجَ الناسُ مِثلَ الحُبِّ مِن سَقَمٍ
وَلا بَرى مِثلُهُ عَظمًا وَلا جَسَدا
ما يَلبَثُ الحُبُّ أَن تَبدو شَواهِدُهُ
مِن المُحِبِّ وَإِن لَم يُبدِهِ أَبَدا.
- الأحوص الأنصاري
مَولايَ أَشكو إِلَيكَ داءً
أَصبح قَلبي بِهِ قَريحا
إِن لَم يُرِحهُ رِضاك عَنّي
فَلست ُأَدري لَهُ مُريحا
سُخطُك قَد زادَني سَقاما
فاِبعَث إِلَيَّ الرِضى مسيحا
وَاِغفِر ذنوبي ولا تُضيِّق
عَن حَملِها صَدركَ الفسيحا
لَو صَوَّر اللَهُ لِلمَعالي
جسمًا لأصبَحتَ فيهِ روحا.
- المعتمد بن عباد
فإنْ أنا لَمْ أمْلِكْ صَديقًا فإنَّني
لِنَفْسِي صَديقٌ لا تَخيسُ عُهُودُهُ.
- البارودي
أَما وَالَّذي لَو شاءَ لَم يَخلُقُ النَوى
لَئِن غِبتَ عَن عَيني لَما غَبتَ عَن قَلبي
يُوَهِّمُنيكَ الشَوقُ حَتّى كَأَنَّني
أَناجيكَ مِن قُربٍ وَلَم يَكُ عَن قُربِ.
- القاضي الفاضل
تغزّل ابن سناء الملك في محبوبته وهي عمياء فقال:
إِنَّ الكمال أَصابَ في مَحْبُوبَتي
لما أَصابَ بِعيْنِه عَيْنيْها
زادَتْ حلاوتُها فصِرت تَخالُها
وَسْنى وقد أَسَرَ الكرَى جَفْنيْها
وكذا علمتُ وللدَّبيب حَلاوةٌ
فكأَنَّني أَبداً أَدبُّ عليها
ولئن عَدِمْت السكرَ من أَلحاظِها
فلقد وَجدْتُ السكرَ في شَفَتيها.
وَهَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ الأُمورَ
بِكَفِّ الإِلَهِ مَقاديرُها
فَلَيسَ بِآتيكَ مَنهِيُّها
وَلا قاصِرٌ عَنكَ مَأمورُها.
وَإِنِّي لَأَلقاها فَيَنطِقُ طَرفُها
لِطَرفي بِما يَخفي وَإِن لَم تَكَلَّمِ
وَتَبخَلُ عَنّي بِالسَّلامِ وَعَينُها
تُشيرُ بِهِ نَحوي وَإِن لَم تُسَلِّمِ
بِنَفسِيَ إِنسانٌ إِذا غابَ لَم أَزَل
أَلاحِظُ عَينَيهِ بِعَينِ التَوَهُّمِ
سُرورٌ وَحُزنٌ فيهِ يَعتَوِرانني
فَأَقطَعُ يَومي بِالبُكا وَالتَّبَسُّمِ.
- ابن الزيات
بِأَبي الشُموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا
اللابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
المَنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا
وَجَناتِهِنَّ الناهِباتِ الناهِبا
الناعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِياتُ
المُبدِياتُ مِنَ الدَلالِ غَرائِبا
حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِباً
فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنَّ فَوقَ تَرائِبا...
- المتنبي
ولما مررتُ بدارِ الحبيب
وقد خابَ من ساكنيها ظُنوني
حَطَت همومَ جُفُونِي بها
لأَنَّ الدموعَ همُومُ الجُفُون.
- ابن سناء الملك
باشرتُهمْ بحديثِ الوصلِ فامتَنَعوا
أسمعتُهمْ غزلًا بالكادِ قد سَمِعوا
لمَّا يأسْتُ ورمْتُ الهجرَ قلتُ لهمْ:
"ليتَ القلوبَ على أشكالها تَقعُ".
- كرم
الأغَاني الأندلسيَّة كانت شائعة فِي جميع أورُوبا، ومِنه ماذُكر عن تِلكَ الجارية الَّتي حضَرت في قصر سانشو ملِك البُشكنس وتغنَّت بهذه الأبيات:
خليليّ ما للرِّيح تأتي كأنَّما
يخالطها عند الهبوب خلوقُ
أم الريحُ جاءَت من بلادِ أحبتي
فأحسبها ريحُ الحبيبِ تسوقُ.
لا تحكمَنَّ علىٰ شـيءٍ بمَظـهَرِهِ
إنَّ الحَقائِقَ قد تُخفىٰ عنِ العَلنِ
كبَائعٍ باعَكَ التُّفاح قِشرتُـهُ
تُغريكَ لكِنْ أصيبَ اللبُّ بالعفنِ.
- يحيى برو
دَعِ العَينَ منّي تَسكُبُ الدّمعَ أو تَفنَى
فليس لعَين لا أراك بها مَعنَى
حَرام عليها إنْ رأيتُ بها الوَرى
ولم تكُ فيهمْ أن أُجِفَّ لها جَفْنا
لأمْحو سوادَ العَينِ بعدَك مثْلما
محا المرءُ يوماً من صَحيفتهِ لَحْنا...
- الأرجاني
مَن لِصَبٍّ أَدنى البُعادُ وَفاتَهُ
إِذ عَداهُ وَصلُ الحَبيبِ وَفاتَه
فاتَهُ مِن لِقا الأَحِبَّةِ عَيشٌ
كانَ يَخشى قَبلَ الوَفاةِ فَواتَه
كانَ ثَبتًا قَبلَ التَفَرُّقِ لَكِن
زَعزَعَت رَوعَةُ الفِراقِ ثَباتَه
سَرَّهُ جَمعُ شَملِهِ بِلِقاهُمُ
فَقَضى حادِثُ الزَمانِ شَتاتَه...
- صفي الدين الحلي
لي مقلةٌ مقروحةٌ لِفِراقكمْ
ما انفكَ بحرُ دموعِها متدَفّقَا
جُنّتْ وزالَ رقادُها مِن بعدكم
بيدِ الفراقِ فعوّذُوها بِالرُّقا.
- الهبل
وَلمَّا التَقَيْنَا لِلوَداعِ وَلِلْجَوَى
بِقَلْبِي سُكُونٌ طَالَ مِنْهُ خُفُوقُهُ
لَثمْتُ ثَناياهُ وَقبَّلْتُ فَرْقَهُ
وَقَدْ جَدَّ وَجْدٌ بِالفُؤادِ يَشُوقُهُ
فَقَدْ رَاقَنِي يَوْمَ الوَداعِ وَراعَنِي
بِحُسْنٍ وحُزْنٍ فرقُهُ وفَرِيقُهُ.
- الشاب الظريف
أَيَا لَيالِي الوصالِ عُودي
لَنا فَقَدْ عاوَدَ النَّشَاطُ
وَعارِضُ القَبْضِ قَدْ تَوَلَّى
وَجاءَ مِنْ بَعْدِهِ انْبِساطُ
باللهِ قُلْ لِي مَتَى أَرَانا
في سِلْكِ وَصْلٍ لَنا انْخِراطُ.
- محمد الشوكاني
إِنّي أُحِبُّك حُبًّا لا لِفاحِشَةٍ
وَالحُبُّ لَيسَ بِهِ في اللَهِ مِن باسِ.
- محمود الوراق
أمّا السَّماء فما فيها سوى قمرٍ
فيا مُهيمن كم في الأرض من قَمَرِ
قد كنتُ أسمع عنه قبل رؤيتهِ
ببعض ذا ليس رأيُ العَين كالخَبَرِ.
- الخبز أرزي
وَكَيفَ تَنامُ العَينُ بَعدَ فِراقِهِم
وَقَد رَحَلَ القَلبُ المشَوقُ مَعَ الرَكبِ
يَقُولونَ سَلِّ القَلبَ بَعدَ فِراقِهِم
فَقُلتُ وَهَل قَلبٌ فَيَسلو عَنِ الحُبِّ.
- الميكالي
سَلا عَن حُبِّكَ القَلبُ المَشوقُ
فَما يَصبو إِلَيكَ وَلا يَتوقُ
جَفاؤُكَ كانَ عَنكَ لَنا عَزاءً
وَفَد يُسلى عَن الوَلَدِ العُقوقُ.
- ابن وكيع
وصف ابن زيدون أول لقاء له مع ولادة بنت المستكفي فقال:
كنت في أيام الشباب وغمرة التصابي هائمًا بغادةٍ تدعى ولادة فلما قُدر اللقاء وساعد القضاء كتبت إليّ :
ترقب إذا جنَّ الظلامُ زيارتي
فإني رأيت الليلَ أكتمُ للسرِ
وبي منك لو كان بالبدر ما بدا
وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسرِ.
لَأَنسَيَنّك إن طالَ الزمانُ بنا
وكم حبيبٍ تمادى عَهدُهُ فَنُسِي...
- أبو العلاء المعرّي
ما ضَرَّكُم لَو بِطيبِ الوَصلِ حَلَيتُم
عِندي وَعَنّي وثاقَ الذُلِّ حَلَيتُم
مِن بَعدِ ما في صَميمِ القَلبِ حَلَّيتُم
قَتلى وَسفَكِ دَمي كَيفَ اِستَحَلَّيتُم.
- بلبل الغرام الحاجري
نُسَلِّمُ من بُعدِ الدِّيَارِ عَليكُمُ
عَلَى أنَّ ما بينَ القُلُوبِ قَريبُ
فإنْ خَانَ في الوِدِّ امرؤٌ فَمَودَّتي
عَليهَا لَكُمْ طُولَ الزَّمانِ رَقيبُ
فإنْ جَفَّ مَاءُ القُرْبِ بَيني وبَينكُمْ
زَمَانًا فَهَا عُودُ الوَفَاءِ رَطيبُ.
- أبو بحر الخطي