طول الوقت احنا بناخد قرارات، سواء في حياتنا الشخصية أو في شغلنا، ونتائج هذه القرارات تحدد إلى حد كبير شكل حياتنا الآن وفي المستقبل، نحن دائما نهتم بالقرارات المصيرية فقط ونعطيها وقت واهتمام ونشعر أنها هي التي تشكل وتستطيع أن تغير شكل حياتنا ونخشى أن نتخذ القرار الخطأ، لكن الحقيقة أن القرارات الصغيرة اليومية لها تأثير كبير على حياتنا ومستقبلنا، وفي كثير من الأحيان تكون القرارات الصغيرة هي من تشكل حاضرنا ومستقبلنا.
خليني اديك مثال، انهارده الخميس و الساعة السادسة، انتهى يوم العمل لكن مازال أمامك الكثير من العمل المطلوب منك، مديرك مهتم بإنهاء المشروع في أقرب وقت ويعتمد عليك، أنت تعرف أن إنجاز هذا الجزء في غايه الاهميه ويضمن لك ترقيه طال انتظارها، المدام والأولاد في البيت في انتظارك كما وعدتهم بعد إلحاح شديد على مدار الاسبوع لتذهبوا إلى السينما، السؤال تسهر تخلص الشغل ولا تروح علشان تلحق ميعادك مع الاولاد؟!، قرار في الحقيقة يبدو غير مؤثر في حياتك، وايا كان قراراك فلن تخسر الوظيفة أو علاقتك بأولادك ،
يشبه هذا مع الفارق لما تقرر تزود شويه في المحشي وتحبس بسبوسه وكنافه، غالبا الكان صباع محشي لن يؤثر في وزنك، أو على الأقل لن يستطيع الميزان أن يشعر بالفارق، لكن لو كل مرة عملت كده اكيد وزنك وصحتك هتتاثر.
لا يوجد عاقل يقول "انا كل مرة هختار بين البيت والشغل هختار الشغل، أو انا كل مرة هختار أكل غير صحي"، لكن أغلب القرارات الصغيرة هي التي تشكل حياتك.
قرار انك تروح الجيم كل يوم أو أنك تقرأ كل يوم أو تقضي وقت مع أولادك كل يوم وتاكل أكل صحي كل يوم أو اي قرار يبدو صغير كل يوم لكن اذا جمعته على مدار عشر سنوات فقط تجد انه أثره أكبر بكثير من قرار اختيار وظيفة أو شراء شقة أو عربية أو الدخول في مشروع أو أيا من القرارات التي نعتبرها مصيرية و لا نعيرها الكثير من الوقت والاهتمام.
قارن بين عشر سنوات تمارس فيها الرياضة بانتظام مقابل ١ عشر سنوات تاكل اكل غير صحي، عشر سنوات تقضي وقت يومي جيد مع اولادك مقابل عشر سنوات بيشوفوك في الويك اند بالعافيه، عشر سنوات قرأت فيهم ٢٠٠ كتاب مثلا مقابل ٢٠٠ مسلسل.
المشكله انك لو سالت اي شخص عن أولوياته في الحياة غالبا سوف يذكر أشياء على رأسها أسرته وصحته، لكن في القرارات اليومية غالبا سوف ينشغل عن اولوياته بأمور أقل أهمية، لأننا نظن أن القرارات اليوميه البسيطه غير مؤثره وهذا يجعلنا لا نفكر فيها ونتصرف على أساس ما نشعر به في اللحظة، ودائما بدون تفكير سوف نختار الاريح وليس الأفضل.
اقترح مراجعة أولوياتك دائما وعلى أساسها نظم حياتك واتخذ قرارات عامه تغنيك عن القرارات اليومية، مثلا
-أيا كانت الظروف سوف أغادر العمل الساعه ٦:٣٠ ولن أعمل في الاجازه
-الجيم يوم الاحد والثلاثاء الساعه ٧م أيا كانت الظروف
-سوف أزور عائلتي كل يوم جمعة قبل الصلاة
-سوف أقرأ نصف ساعة قبل الذهاب للعمل
تحديد مواعيد ثابتة ثم بناء حياتك حولها يقلل من الحاجة إلى اتخاذ قرارات يومية كثيرة تحت ضغط الحياة ينتهي الأمر أن أغلبها ليس متوافق مع أولوياتك وأهدافك في الحياة