سيدي يا بقية الله.
ما هو حالك في هذه الأيام؟
ما هو حال قلبك؟
ما هو حال عينيك؟
كيف تمر المصيبة عليك؟
وكيف تعيش معها؟
اذا ضمأت هل ستشرب الماء؟
أم أن الماء يجب أن يمتزج بدموعك قبل أن تشربه؟
اذا أرهقك التعب وحرارة الجو، هل ستريح بدنك؟
أم ستتذكر الصريع على رمضاء كربلاء لثلاثة أيام؟
كيف تواسي الحسين بعياله وأهله المقتولين المسبيين، وأنت لا عيال ولا أهل عندك؟
كيف تواسي الحسين بصحبه المجزرين؟
وأنت وحيداً لا صاحب ولا معين؟
كيف تواسي الحسين الذي فتت السهم المثلث قلبه، وقلبك مفتت من الألم طوال السنين والقرون؟
مجلس الليلة الخامسة - مسلم بن عقيل.
رابط البث:
https://www.youtube.com/live/XXcN91B2FoI?si=9h9OsAt1ezZwjj6Q
ستبدأ في التاسعة والنصف إن شاء الله.
مجلس الليلة الرابعة - عدد أصحاب الحسين، وعمر بن سعد.
رابط البث: https://www.youtube.com/live/mz5b76mzbgM?si=LmKCRJggmo35z1jG
سيبدأ في التاسعة والنصف إن شاء الله
مجلس الليلة الثالثة: تكملة المسيرة الحسينية.
رابط البث المباشر:
https://www.youtube.com/live/FNnr0vdkLjk?si=fGbkg04tafdKUgvK
سنبدأ إن شاء الله في ساعة 9 والنصف
مجلس الليلة الثانية: المسيرة الحسينية.
رابط البث المباشر: https://www.youtube.com/live/nyetGr7jLoU?si=FcMLha0vjKTJv7py
سنبدأ إن شاء الله في ساعة 9 وثلث
سيدي، أيها السلطان المغيب.
إن الله تعالى كره لكم مجاورتنا، فنزعكم من بين أظهرنا، وأعمانا عنكم، بسبب ظلمنا وجورنا وإسرافنا على أنفسنا..
ففترة غيبتك سيدي هي فترة عقوبة، فترة بلاء ومصيبة بلينا بها بما كسبت أيدينا.
لكن، كما يبدو سيدي إننا لا نزال في غيبوبة، لأننا قد تنعمنا وطاب عيشنا بفراقك وغيبتك، إعتدنا عليها وإرتحنا بها، وقد غفلنا عن كونها عقوبة لنا.
نعمل كل شيء، ونخطط في كل شيء، لحالة ولظرف غيبتك فقط، ولم نخطط يوماً أو نعمل أو نفكر لما سنكون عليه عند ظهورك، لم نحسب ولم نعد لوضعنا عند ظهور والحياة معك كيف سنكون، كل ما يهمنا وكل ما نعمل له هو حالنا في غيبتك فقط.
تمر بنا الكوارث، والمحن، والمصائب، ولا زلنا متنعمين بالحياة دونك…
فمتى سنعرف ان الحياة لا تطيب ولا تكتمل بغيابك يا عين الحياة؟
متى سنستفيق؟
ما هي لذة الذنب إن كان ثمنه حجب أعيننا عن بقية الله؟
وأي راحة في معصية تبعدنا عن صاحب زماننا؟
بل كيف يستطيب لنا العيش بشيء ومهدينا غائب؟
وأي شهوة تستحق أن نضحي لأجلها بلحظة مع بقية الله؟
وأي لذة يمكن أن نتنعم فيها في قبال لذة النظر الى نور الله في أرضه؟
سيدي يا بقية الله.
مهما طالت ظلمة الأيام بغيابك،
فلا بد أن تشرق يوماً بظهورك،
وسيجتمع أنصارك وتقيموا دولة العدل الإلهية ولن يضركم تخاذل أحد عنكم، لأن الله معكم ولا فاقة بكم لغيره!
لكن أنا وأمثالي يا سيدي، كيف بنا ومن لنا؟
كيف إن أدركنا الموت قبل ظهورك؟
ما حالنا وما مآلنا وقد قضينا عمرنا في الظلمات!
تعصف بنا الفتن يميناً شمالاً، نتقدم تارة ونتراجع أخرى، لا مفزع ولا أمل لنا في الظلمات الا نورك الغائب!
سيدي وإلهي.
قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.
سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
لقد قُدر للشيعة أن لا تكون لهم راحة وسعادة حقيقية قبل ظهور الحجة، وكما قال الله تعالى في حديث اللوح عن الإمام الحجة:
"سيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنة في نسائهم، أولئك أوليائي حقا… ".
فلم تقدر لنا راحة ولا سعادة حقيقية في الغيبة بشيء من الدنيا وما فيها، بل أنها ستكون فترة مؤلمة ومليئة بالمحن والبلاءات والآلآم.
وكل ذلك، لن ينجلي إلا بظهور الحجة، وما سواه، هي مجرد أفراح وهمية زائلة لا واقع لها.
سيدي، يا إمام الإنس والجان.
قسماً بمن خلق الإنس والجان.
نفقتدك ونحتاجك بقدر أنفاس الإنس والجان.
سيدي، يا من لولاك لما نزلت النعم ولا جرت الأنهار.
قسماً بمن أنزل النعم وأجرى الأنهار.
أرواحنا في غيابك بحزن ودمار.
سيدي، يا من ولايتك للإيمان ميزان.
قسماً بمن جعل ولايتك شرط للإيمان.
الحياة بغيابك مَّجمَع للفتن وألآلآم.
سيدي، يا صاحب الزمان.
يقال أن الأيام الجميلة ذات الرخاء تمضي بسرعة دون أن نشعر بها.
وأن الأيام السيئة والعسيرة تمضي ببطء شديد، وتكون ثقيلة على القلب والروح.
سيدي، فكيف لو كانت هذه الأيام هي أيام غيبتك، فما أعسرها وأشدها!
وكيف لو طالت لألف من السنين، فما أطولها وأبعدها!
سيدي، إن كان للقلب روح فقد أعتصرت وذابت لطول الغياب!
سيدي، يا أمنية الشائقين.
ماذا أقول عن حاجتنا لك وضرنا بغيابك، وأنت ترى وتسمع شدة الفتن بنا وكثرة عدونا وقلة عددنا؟
وماذا أقول عن شوقنا لك، وأنت ترى شدة تعلقنا بالدنيا وقلة ذكرنا لك؟
سيدي، كل شيء فينا يفتقدك، كل شيء فينا يحتاجك، كل شيء فينا مسه الضر لبعدك، وبكل ما فينا نعرض عنك ونهجرك!!!!
عجباً لنا، ما أقل حياءنا وأسوا حالنا!
" يا من دعوته.. وحيداً فكثرني، وغائباً فردني، ومقلاً فأغناني، ومنتصراً فنصرني".
لنتخيل هذه الكلمات من دعاء الإمام الحسين في عرفة على لسان صاحب الزمان!
وحيداً فكثرني!
غائباً فردني!
اللهم كثر عدته ورده من غيبته رداً عاجلاً!
يا بقية الله، مع تعدد الولائج، فنصرتي معدة لكم لا لغيركم.
ومع تعدد الأهواء، فهواي لكم لا لسواكم.
ومع تشتت الولاءات، فولائي لكم لا لغيركم.
واليوم، وكل يوم، معكم معكم، في كل قول ورأي، لا أحيد عنكم، وإن زالت الجبال الرواسي من أماكنها.
مجلس الليلة السادسة - أصحاب الحسين.
رابط البث:
https://www.youtube.com/live/t17cSp38OqM?si=BOg2ExNTCEPGwICO
سيبدأ في تمام الساعة التاسعة والنصف إن شاء الله.
آلهي.
قد عاد يوسف الى يعقوب بعد ان أبيضت عيناه من الحزن.
قد عاد يوسف الى أهله بعد ان مسهم الضر بغيابه.
الهي، قد انتهى بعد يوسف عن قومه بعد ان جاؤوا ببضعاة مزجاة.
آلهي.
قد تفطرت قلوبنا، وسفكت بالظلم دمائنا، وأريقت دموعنا من الحزن.
قد مسّنا الضر، والكرب، والهم والغم بغيابه.
قد جئنا ببضاعة مزجاة، وبقلوب مزجاة بالألم، وبأرواح مزجاة بالكرب، وبعيون مزجاة بحسرة الفراق.
فهلا أعدت لنا غائبنا؟
يا بقية الله.
كم عاشوراء وعاشوراء مر على قلبك؟
كم حز رؤوس وطحن أضلع وسبي نساء مر على عينك؟
كم قلوب تتلظئ عطشاً، وأضلاع مرضضة، وأصحاب مجزرة مرت بك؟
كم خيام محترقة، وأيتام مسلبة، ونساء مشردة، شاهدت عينيك؟
فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
مولاي يا صاحب الزمان، في مثل هذا اليوم قد وصل جدك الحسين إلى كربلاء، وبدأت صور كربلاء والعطش والغربة والسبي وحز الرؤوس تتجلى في ذهنك.
مولاي، لقد كان جدك الحسين يتفطر قلبه لحال الأمة والدين وأهل بيته وعياله وصحبه وما سيجري عليهم، وأنت الآن يتفطر قلباً حزناً وهماً عليهم، وعلى عدم الأخذ بثأرهم إلى الآن!
مولاي، إن لم يكتب لنا شرف نصرتك والشهادة بين يديك، فلا تحرمنا من مواساتك ومشاركتك في مصابك!
قد أقبل شهر الحزن والألم يا صاحب الزمان.
قد أقبل الشهر الذي يعصر قلبك من الحزن والألم.
قد أقبل الشهر الذي أقرح جفونكم، وأسبل دموعكم.
قد أقبل الشهر الذي إذا حل لم ير منكم ضاحكاً فيه.
فهنيئاً لمن كان في مواساتكم حقاً سيدي..
سيدي يا بقية الله..
نحن نعلم انك معنا.
نعلم انك تعيش معنا.
نعلم انك تدعو لنا.
نعلم انك ترعانا.
نعلم انك تتحسس أحوالنا.
لو تأملنا حياتنا سنرى لطفك فيها ظاهراً في امور لا تحصى..
لكن، نحن مع أنفسنا ليس معك.
ونعيش مع أهوائنا ولا نعيش معك.
وندعوا لك بلقلقة لسان فقط وليس من قلوبنا، لأننا لا زلنا لا نفكر بالعيش معك.
ونرعى مصلحتنا وشؤوننا الشخصية ولا نراعي حالك.
سيدي، تتعامل معنا على انك المحتاج لنا، ونتعامل معك على اننا مستغنين عنك.
مع ان الواقع يا سيدي انك لا تحتاج لأحد منا، ولن يضرك أحد من الخلق ولو خذلوك جميعاً، لأن الله معك ولا فاقة بك لغيره، والحق معك فلن يوحشك من قعد عنك.
ونحن الذين لا غنى لنا عنك، ولن نبقى لحظة لولا لطفك وفيضك.
سيدي، بالدماء التي سفكت على محبتك.
بالأرواح التي ازهقت على ولايتك.
بالنفوس التي اختلست على طاعتك.
سيدي، بالدموع التي جرت لفراقك.
بالقلوب التي اعتصرت ألماً لغيبتك.
بالصدور الوغرة لبعدك.
سيدي، بالضلوع المكسرة التي تنتظر سيفك.
بالرؤوس المقطعة التي تترقب انتقامك.
بالجروح النازفة التي تنتظر دوائك.
سيدي، بكل مؤمن عطش للقائك.
بكل مؤمن يتلهف لطلعتك.
بكل مؤمن قد أرق الشوق عينيه.
بكل مؤمن قد سفح الإنتظار دمع عينيه.
بكل مؤمن قد أذاب البعد قلبه.
بكل مؤمن قد أذبل الفراق روحه.
أقسم عليك بكل هذا سيدي وأقول:
أما آن للفراق والبعد أن ينقضي !!؟
يا بقية الله.
إنا لنعلم شدة رأفتك بنا وحبك لنا، ورعايتك لنا، ولطفك بنا، وغوثك المستمر لنا.
ونعلم أيضاً بإن إياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وان كل امة ستدعى بامام زمانها.
لذلك يا سيدي، فإنا أحوج ما نكون إلى رأفتك ورعايتك اذا جمعنا الله للحساب تحت لوائك.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا مالت أقدامنا عن الصراط.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا خفت موازيننا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا تطايرت صحفنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ضاق بنا الحشر وساء حالنا وأمرنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ثقلت ذنوبنا وسيئاتنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا لم نجد لنا من شافعين، ولا صديق حميم.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا بقي بيننا وبين عذاب الله مسافة قليلة.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا سُئلنا عن ذنوبنا وكل لساننا عن الجواب.
السلام على رسول الله إلى الخلق أجمعين، السلام على أمير المؤمنين إلى يوم الدين، السلام على الأئمة الصالحين سادة الخلق أجمعين، السلام على خاتم الوصيين، السلام على مثمر جهود النبيين، السلام على وارث الشهداء والصديقين، السلام على محطم عروش الشياطين، السلام على قاصم شوكة المعتدين، السلام على محطم الطغاة والمستكبرين، السلام على الغائب عن العيون، السلام على الساكن في القلوب، السلام على الغريب عن الديار، السلام على الشريد في الأوطان، السلام على الطريد في البلدان، السلام على مسفوح الدموع، السلام على من أراق مهجة
عينيه بالدم الهطول لمصاب جده الحسين وعمته سبية الهاشميين، السلام على من تخفق القلوب بذكره، وترتجف الأبدان لإسمه، السلام عليك يا غائباً تملأ حياتنا حضوراً.
سيدي أن في القلب كلام وكلام، لايمكن أن نوصله إليك إلا بالبكاء الطويل، والدمع الغزير والشجن والأنين، سيدي أن الشوق يقتلنا، والغربة ترهقنا، وتكالب الأمم علينا يضعفنا، إلا أن مصيبتنا الأعظم هي غيبتك، غيبتك تفتت قلوبنا وتحرق أفئدتنا وتسفح دموعنا وتفسد علينا رقدتنا وتملأ صدورنا أنيناً وأنينا... مولاي أما أن لهذه الغيبة الكبيرة أن تنتهي أيامها! أما أن لهذه الغربة الطويلة أن تكف عنا! أما أن لنا أن نصلح أنفسنا!، أما أن لنا أن نعود، أما أن لنا أن نتوب؟، أما أن لنا أن ننوب؟، أما أن لعينيك أن يكفا عن النزيف، أما أن لغربتك وبعدك أن ينقضيا؟
ليت شعري أين أستقرت بك النوى، ليت شعري أين أستقرت بجروحك النوى، ليت شعري أين أستقرت بدموعك النوى، ليت شعري أين أستقرت بعينيك التوى، ليت شعري أين أستقرت بأوجاعك النوى، ترى أترانا نحفت بك وأنت تؤم الملأ، تُرى أترانا نحف بك وأنت جالس بيننا، تُرى
أترانا نحف بك وأنت بقربنا، تُرى أترانا نراك وترانا صباحاً ومساء، تُرى أترانا نقول -كان المهدي غائباً وقد أنتهت غيبته والحمد لله!-،
تُرى أترانا نرى الأرض طولاً وعرضاً تحت سلطانك، تُرى أترانا قد أدركنا ظهورك أيها السلطان المغيب، تُرى أترانا ندركك يا غريباً والأرض ملكه؟، ترى أترانا نرافقك يا غريباً في الديار وأنت سيدها؟
بايعناك يا أمير المؤمنين.
وبايعناك يا أبا عبد الله.
وبايعناك يا صاحب الزمان.
وعهداً علينا، لن تكون بيعتنا لك كبيعة الصحابة لعلي، الذين تركوه وحيداً يُغسل رسول الله!
ولن تكون كبيعة أهل الكوفة للحسين، الذين تركوه وحيداً في صحراء كربلاء!
لأن هؤلاء بايعوا الحسين لما رأوا مصلحتهم في بيعته، فلما وجدوا مصلحتهم مع غيره تركوه وخذلوه!
أما نحن، فبايعناك لأنك إمامنا مفترض الطاعة من الله تعالى، وليس لنا مصلحة إلا في طاعتك وإتباعك!
سيدي، يا بقية الله.
إلى متى ونحن نحسب سنين غيابك وبعدك عنا؟
إلى متى ونحن نشاهد عمرك الشريف يزداد في الغربة والوحدة؟
سيدي، إن كان نوح قد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسون.
فقد لبثت فينا فوق الألف سنة قرون!
سيدي، إن كان نوح قد لبث في قومه ومعه الصالحين والمؤمنين من قومه.
فأنت لبثت فينا وحيداً غريباً!
سيدي، حتى متى وإلى متى نحسب سني الفارق، ونحن لا نعلم موعد اللقاء!
أما آن لنا أن نحسب سني لم الشمل بغائبنا!
سيدي، يا سلطان الأرض.
أود أن أقول لك:
قد أخضر الجناب وأينعت الثمار، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجندة.
لكن….....
بلى سيدي، أخشى أن نكون كأهل الكوفة الذين كتبوا هكذا لجدك الحسين، ثم بدلوا ما عاهدوا عليه!
فهل نحن أصبحنا فعلاً جندُ لك مجندة؟
وأصبح رأينا لك ولا رأي لنا غيرك؟
أم أن أهوائنا لا زالت مشتتة دونك؟
وميولاتنا لا زالت خاضعة لغيرك؟
وقلوبنا لا زالت متفرقة عنك، ناسية لذكرك؟
لا بد لصباح كل عيد أن يفتتح بعبارات دعاء الندبة..
في يوم العيد ونحن نقرأ " هل من معين فاطيل معه العويل والبكاء".
في يوم العيد ونحن نقرأ " ليت شعري أين إستقرت بك النوى".
عبارات مليئة بالحزن، بالإضطراب، بالهم والغم…
كل هذا، لأنه لا عيد لنا إلا ظهورك.
كل عام وأنت عيدي يا إبن الحسن.
يا بقية الله.
إنا لنعلم شدة رأفتك بنا وحبك لنا، ورعايتك لنا، ولطفك بنا، وغوثك المستمر لنا.
ونعلم أيضاً بإن إياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وان كل امة ستدعى بامام زمانها.
لذلك يا سيدي، فإنا أحوج ما نكون إلى رأفتك ورعايتك اذا جمعنا الله للحساب تحت لوائك.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا مالت أقدامنا عن الصراط.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا خفت موازيننا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا تطايرت صحفنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ضاق بنا الحشر وساء حالنا وأمرنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ثقلت ذنوبنا وسيئاتنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا لم نجد لنا من شافعين، ولا صديق حميم.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا بقي بيننا وبين عذاب الله مسافة قليلة.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا سُئلنا عن ذنوبنا وكل لساننا عن الجواب.
سيدي وإلهي.
قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.
سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!