الأسرة الصالحة هي الملجأ الآمن والمحضن الدافئ للأبناء، ففيها تغرس فيهم جميع الصفات الطيبة ..
ولكن حتى تؤتي هذه الأسرة ثمارها لابد أن يكون المؤسس على قدر من الوعي والعلم بما يؤسسه وآلية التأسيس، مع إدراك الزوجة للغاية التي يسعى إليها ويعملان على تحقيقها، وإلا تبدّد الجهد ولم يحصل المقصود.
من أهم الصفات التي يجب أن تربي أبناءك عليها:
الصبر
القناعة
الشجاعة
الكرم
الأمانة
الصدق
هذه الصفات مهمة جدا تربية الأبناء عليها منذ الصغر ويكون ذلك بالتدرج، حتى تصبح من صفاتهم البارزة.
وتعليم هذه الصفات علم بحد ذاته، يتطلب بصيرة وفقهًا، وتواصيا بالأفكار التربوية الملهمة.
#تربية_الأبناء
دين النَّسويَّة
النّسوية (Féministe) دينٌ أرضي استفاض في العقد الأخير بين العربيات المشركات، قائم على الكفر بشرع الله فيما يتعلق بأحكام المرأة.
وينقسم هذا الدِّين إلى قسمين:
القسم الأول: النّسوية العلمانية، وهؤلاء يُبارزون اللهَ سبحانه في أحكامه بكل جرأة، ويرَون أن الأديان تدعو إلى ظلم المرأة واحتقارها، وعلى المرأة أن تتحرر من هذه القيود والأغلال! وهم ملاحدة دهريون، وخطاباتهم من أبرز وسائل الإلحاد الناعم.
القسم الثاني: ما يسمونه: (النسوية المتأسلمة!) وهؤلاء يُحرّفون النصوص الشرعية ويتلاعبون بها لتستقيم مع كفرهم، ويطعنون في كل حكم فيه تفضيل للرجل على المرأة، وأمرٌ بطاعة الزوجة لزوجها، ومبدأ القوامة ونحو ذلك، وخلاصة مذهبهم تطويع الوحي ليتوافق مع مبادئ وقواعد القسم الأول الملاحدة، وحالهم كحال اليهود في تبديل أحكام الله ونسبتها إلى شرعه.
وهذا القسم هو الأكثر انتشارا في دول الشرك العربية، وله دعاته من الرجال والنساء يُسمع لقولهم وعلى كلامهم طلاوة تغتر به الجاهلات، وهم أشد تحريفا لهذا الجانب من الشرع.
ولم يُقصِّر النظام العالمي الكـافر في الترويج لهذا المذهب في الديار العربية، فيتم الدعوة إليه في المدارس والبرامج التلفزيونية والأفلام والمسلسلات بدعاية مكثفة شديدة، بل إنه يُفرض فرضا على بعض الحكومات الضعيفة والتي ما يزال شعبها محافظا وعلى شيء من الفطرة السليمة في هذا الجانب؛ كاليمن مثلا.
#هدم_دين_النسوية
الفرق بين المرأة الصالحة والمرأة السيداوية !
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة » [ رواه مسلم ]
لابد للمرأة الصالحة في هذا العصر أن تكون لها صفات تميزها عن المرأة السيداوية (نسبة إلى معاهدة سيداو) ومن أبرز تلك الصفات ما يلي:
- طاعة الزوج واعتباره سيد البيت ومعاملته على هذا الأساس، قال تعالى: " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله "، عن ابن عباس: "قانتات" ، مطيعات ". والمرأة السيداوية ترى الرجل مساويا لها وندًّا، وتعتبر طاعة الزوج مهانة واحتقارا لها، وضعْ تحت طاعة الزوج عشرة خطوط، فالعقيدة النّسوية الكافرة تحارب هذا المبدأ بكل قوة.
- المرأة الصالحة ترى بيتها مملكتها التي تسعى للاعتناء بها وبذل كل جهدها للحفاظ عليها وتجتهد للارتقاء بالبيت إلى ما يرضي الله عزوجل في نفسها وأبنائها، أما المرأة السيداوية فتعتبر البيت سجنا يُقيد حريتها ويقتل إبداعها، وتربية الأبناء تضيّع زهرة شبابها.
- المرأة الصالحة هيّنة لينة متبعلة لزوجها، حيية عفيفة مع غيره، أما السيداوية فهي ناشز مع زوجها، سلفع سليطة مع الأجانب. وأقبح النساء السلفع كما يروى عن عمر رضي الله عنه.
هذه أهم الصفات الفارقة بينهما، وإذا نظرت في حال مدارس الطاغوت وإعلام المشركين تجد أن من أهم ما يدعون إليه تطبيق معاهدة سيداو الكافرة، ومحاربة الصفات التي دعا إليها الإسلام.
والمرأة المتأثرة بهذه المعاهدة بسبب الإعلام أو التعليم - حتى وإن كانت جاهلة ببنودها - لا يمكن للرجل السوي أن يعيش معها بحال، والكلام هنا مع الرجل كامل الرجولة، أما ناقص الرجولة أو عديمها فغير معني بموضوعنا.
وخذ مني نصيحة لن تندم عليها بإذن الله: إذا وجدت امرأة بإحدى هذه الصفات القبيحة فإما أن تُصحح مفاهيمها وتستجيب، أو غيّر عتبة بابك ولو كانت شبيهة سارة في الجمال!
#المرأة_الصالحة
#هدم_دين_النسوية
يبحث بعض الإخوة الثقات عن زوجات ولم يجدوا .. ما الحل؟
الحل الأنسب يكون دائما في الشرع المنزل، فقد كان سادات المؤمنين يعرضون بناتهم على من يرون فيه الصلاح والاستقامة؛ فقد عرض أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ابنته على أصحابه، وفعل ذلك سعيد بن المسيب مع تلميذه، بل عرضت النساء بناتهن على الصالحين، والأمثلة كثيرة.
فلو اتبع المسلمون هذا المنهج لحصل المقصود؛ فيسعى الأخ أو الأخت أيضا لعرض ابنته أو أخته أو قريبته على من يرضى دينه وخلقه من المسلمين أو يسأل عن الصالحين فيزوِّجهم، ويحتسب في ذلك إعفاف أخيه المسلم وتفريج كربة من كربه واختيار الزوج الصالح لموليته.
وإنِّي لأحسب أن اختيار الأخ المناسب لموليتك وعرضها عليه أفضل من أن يكلمك في شأنها من لا تعرف عنه شيئا، فتتجشم السؤال عنه والبحث عمَّن يزكيه، وقد لا تصل إلى ما يرضيك أو يطمئنك من حاله على عكس من تعرفه وتعرف صلاحه، وقديما قيل: ما حكّ جلدك مثل ظفرك.
ومن العادات الجاهلية المنتشرة في الناس أن يستنكف المسلم أو المسلمة من عرض بناتهم للزواج ويرون فيه تنقيصا من مكانتهم.. فيا أخي وأختي: هل أنتم أكرم وأشرف من صحابة رسول الله ﷺ وصالحي الأمة من السلف وقد عرضوا بناتهم ومن تحت أيديهم على الصالحين؟!
ولا بأس أيضا أن تعرض الأخت نفسها على من ترى فيه الخير والصلاح فقد فعلت ذلك شريفات النساء من الرعيل الأول، فعن ثابت البناني قال: " كنت عند أنس وعنده ابنة له قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها؟! واسوأتاه! واسوأتاه!
قال [أنس]: هي خيرٌ منك: رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضَت عليه نفسها " [صحيح البخاري].
ولكن ننبه إلى أمر مهم: وهو أن الأفضل للأخت أن تجعل واسطة بينها وبين من رغبت فيه من المسلمين، فإن كان له بها حاجة شرعوا في إجراءات الزواج، وإن كان غير ذلك انتهى الأمر، وهذا تجنبا للفتنة وحفظًا لعفّة الأخت.
وفَّق الله المسلمين لما فيه الخير.
#الزواج
فوائد الزواج عند البلوغ
لا شك أن الزواج عند البلوغ فيه فوائد كثيرة جليلة للشاب والفتاة والمسلمين عموما، نذكر بعضا منها:
- بالزواج عند البلوغ فيه إرغامٌ للنظام العالمي الكـافر الذي يسعى لنشر الرذيلة وإلجاء الناس إلى الفواحش عن طريق فرض تأخير الزواج عبر قوانينهم الطـاغوتية.
- ويحصل به العوض عن العلاقات المحرمة التي تؤدي إلى الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط ونحو ذلك، فإن ثورة الشهوة أشدّ ما تكون عند البلوغ.
- تكثير لنسل المسلمين وتحقيق لمباهاة النبي ﷺ، فبالزواج المبكر يتحقق إنجاب أكبر عدد من الأبناء.
- بالزواج عند البلوغ يكون الشاب والفتاة في حماية من شرور (المراهقة) وطيشها، فأكثر المشاكل التي تقع في هذه الفترة سببها عدم الزواج وإخراج الشهوة العارمة عبر طريقها المشروع.
- اعتياد الشاب على تحمل المسؤولية من صغره ومواجهة متاعب الحياة، فيكتسب صلابة وعزم الرجال مبكرا.
- يتحقق به تبادل المشاعر الجميلة الصادقة بين الزوج الشاب وزوجته الفتاة، وأصدق المشاعر ما كانت عند البلوغ، فيعتاد كلٌّ منهما على الآخر وتتكون شخصيتهما مع بعض ويحصل الانسجام التام.
- نسبة استمرارية الزواج عند البلوغ تكون أكبر لأسباب؛ منها قلة الخلاف بين الزوجين في هذا السن، وكذلك شدة تعلق الصغار ببعض مقارنة بالكبار.
- الزواج عند البلوغ فيه استقرار نفسي للشاب والفتاة، ويساعد كثيرا على التركيز في حفظ كتاب الله وطلب العلم ونحو ذلك.
- الزواج عند البلوغ أضحى ضرورة ملحة للشباب والفتيات في هذا العصر خاصة مع انتشار فتن الشهوات بشكل كبير جدا.
ولا ريب أن من زوَّج أبناءه أو أحد رعيته عند البلوغ سيقف على مصالح ومنافع أكثر مما ذكرناها، وبَرَكةُ هذا الزواج لا يعرفها إلا من جرَّب.
وفَّق الله المسلمين لإحياء هذه السنة.
#الزواج_عند_البلوغ
#الزواج
الإعداد الواجب على المرأة المسلمة
أمر الله تعالى المسلمين بالإعداد لمواجهة الكفار، والإعداد منه ما يكون عسكريا ومنه ما يكون علميا، ونوع يجب على الرجال حصرا كالقتال، ونوع آخر تشارك فيه المرأة ولها دور كبير فيه.
والإعداد الذي يجب على المسلمة هو إعداد عددي ونوعي؛ بمعنى أن المرأة المسلمة ينبغي أن يكون همها في هذه الحياة ومشروعها الكبير الذي تسعى إليه هو إنجاب الكثير من الأبناء كما جاء الترغيب فيه في النص: « تزوَّجوا الودود الولود »، والولود صيغة مبالغة؛ يعني تلد كثيرا وذلك لزيادة عدد المسلمين، والإعداد المعنوي بأن تنشئ أبناءها على محبة الله ورسوله ونصرة دينه والبذل في سبيل الله، فهذا أعظم مشروع في الحياة للمسلمة العاقلة.
ولما عَلِم الكفار هذا الدور العظيم للمرأة المسلمة وعظيم مكانتها لنصرة الدين بذلوا الغالي والنفيس لإفسادها وحرف فطرتها عن هذه الغاية، وذلك بنشر الأفكار النَّسويَّة التي ترى قعود المرأة في بيتها لتحقيق هذه الغاية الجليلة مهانة في حقها وتضييع لحياتها!! حتى صارت النظرة للمرأة الفاضلة المنشئة للأجيال نظرة دونية عند جموع المشركات، ولن يضر ذلك من سَمَت نفسها وارتفعت عن سفاسف الأفكار وعرفت الغاية من خلق الخلق.
فيجب عليك أختي المسلمة أن تحملي همّ هذا الدِّين، ولتحتسبي الأجر الجزيل بإنجاب الأبناء وتربيتهم على عظائم الأمور ونصرة دين الله، ولتجعلي هذا الأمر من أعظم أعمالك التي تتقربين بها إلى الله عزوجل، واحذري أن يؤتى الإسلام من قِبلك.. كوني خير ناصرة لهذا الدِّين بما أقدرك الله على عمله والبذل فيه.
#المرأة_الصالحة
#تربية_الأبناء
حث الأبناء على طلب العلم من أهله
عن ابن طاوس، قال:
" قال لي أبي [ طاوس بن كيسان رحمه الله ] :
إذا قدمت مكة فجالس عمرو بن دينار، فإن أُذنيه كانتا قمعا للعلماء " .
[ حلية الأولياء ]
قوله: " قمعا للعلماء " ؛ أي: أكثر السماع منهم.
#تربية_الأبناء
الأساسُ المتين لبناء الأسرة المسلمة هو: « المرأة الصالحة »
فبصلاحها يصلح البيت ويقوى بناؤه، وبفسادها يضيع المشروع.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة » [ رواه مسلم ]
والمرأة الصالحة ما جمعت بين أمرين:
- عقيدة سليمة راسخة.
- وأخلاق رفيعة فاضلة.
قال الناظم في فضل تعدد الزوجات:
لم يَعرف الصَّحابةُ التَّوحِيدا
إلَّا الذي سَلُّـوا لَهُ الحَدِيـدَا
فَاستَكثَرُوا مِن النِّساءِ والوَلَدْ
وَمَا اكتفى بـامرأةٍ مِنهُم أَحَد
وَهَكَذَا مِن بَعدِهِم مَن تَبِعَا
وَتَــابِعٌ لِتَــابـعٍ ذاك وَعَـى
حَتَّى غَزَتنَا عَادَةُ النَّصَارَى
وأُخِـذَ الأَزْواجُ كَالأُسَــارى
وَظَهَرَ المسيَــارُ وَالمسـفَارُ
واقتُحمت على الزنـا الأسوار
وَاحْتَكَرَتْ كُلُّ عَجُوزٍ بَعْلَهَا
تَـمْلِكُـهُ كَأَنَّـهُ حَـرْثٌ لَهَـــا
فَحَرَمتهُ مِن حَــلالِ رَبِّهِ
وَألْجَــأَتْهُ لِاخْتِصَـاءِ إِربِهِ
فاسمَع أخِي وصيَّة المختار
كي ما يُباهي ملأ الأخيــــار
وخُذْ حديثًا ثَابِتًا وَضَّاءَا
أَفضلُهُـمْ أَكْثَرُهُمْ نِسَــاءَا
وَانْظُرْ أَخِي لِقَولِهِ مَا طَابَا
هَلْ تَدخُلُ الوَاحِدَةُ الخِطَابَا
أمْ أنّها استِثْنَاءُ ذَاكَ الأصلِ
خُصَّ بِهَا مَن خَافَ نَقْصَ العَدْلِ
وصَاحِبُ الزوجَةِ إن حاضَت يَحيضُ
أو نفست أو مرضت فهو مَرِيض
وصــاحَبُ الثِّنتَين في نَارَينِ
وذو الثَّــلاث ذا قَريـرُ عَينِ
ومَـنْ يُرَبِّع يتربَّع في النَّعيـم
وذَلك الفضلُ مِنَ اللَّهِ العظيم
#تعدد_الزوجات
آثار في الحث على النِّكاح
قال عبد الله بن مسعود: " لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يوما، ولي طول النكاح فيهن، لتزوجت مخافة الفتنة ".
وقال ابن عباس لسعيد بن جبير : " تزوَّجْ، فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء ".
وقال إبراهيم بن ميسرة: " قال لي طاوس: لتَنكحنَّ، أو لأقولنَّ لك ما قال عمر لأبي الزوائد: ما يمنعك عن النِّكاح إلا عجزٌ أو فجور ".
وقال أحمد رحمه الله في رواية المروذي: " ليست العزبة - أي: عدم النكاح - من أمر الإسلام في شيء ".
وقال: " من دعاك إلى غير التزويج، فقد دعاك إلى غير الإسلام، ولو تزوج بشر كان قد تم أمره " .
#الزواج
قال الإمام الشعبي:
" علَّم المغيرة بن شعبة ابنه عروة رعاية الغنم، ثم علمه رعاية الإبل، ثم قال:
أجسلوه في مجالسكم حتى يتعلم منكم، ويسمع حديثكم.
ثم دعاه إليه وزوَّجه أربعًا " .
[ تاريخ أبي زرعة ١٩٩١ ]
الزواج عند البلوغ
الزواج المبكر - عند البلوغ - هو السُّنَّة وعليه عمل السلف، ومعنى ذلك أن الشاب إذا بلغ سن الخامسة عشر ونحوها أن يُزوَّج من فتاة في سنه، وقد كان هذا الأمر شائعا في القرون الماضية إلى زمن قريب حتى غزت الناس عادات النصارى فأخَّروا الزواج، وإن بقيت بعض المناطق - على قِلتها - محافظة على هذه العادة الطيبة كبعض مناطق الشام واليمن ..
- قال الله تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ﴾ [ النساء ٦ ]
عن ابن عباس ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ﴾ قال: " عند الحُلُم " .
وعن مجاهد في قوله: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ﴾ " حتى إذا احتلموا " .
وقال ابن زيد في قوله ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ﴾ قال: " الحُلُم " .
[ تفسير الطبري ]
في هذه الآية بيّـن لنـا الله عزوجل سن الزواج وهو: البلوغ والحُلُم، فالطفل إذا بلغ واحتلم فقد صار في سن الزواج فعلى وليِّه أن يزوجه، وليس تأخير الزواج من أمر الإسلام في شيء، بل هو خلاف كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الحاثّـة على تزويج الشباب، وخلاف عمل سلفنا.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: « زوِّجوا أبناءكم إذا بلغوا لا تحملوا آثامهم » [مناقب عمر لابن الجوزي]
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: « من رزقه الله ولدًا فليُحسن اسمه وتأديبه، فإذا بَلغ فليزوجه » [العيال، لابن أبي الدنيا]
وقال قتادة: « كان يقال: إذا بلغ الغلام فلم يزوِّجه أبوه فأصاب فاحشةً؛ أثِمَ الأب » [العيال، لابن أبي الدنيا]
وقال سفيان الثوري: « كان يقال: حقُّ الولد على والده أن يُحسن اسمه، وأن يُزوِّجه إذا بَلَغ، وأن يحججه، وأن يُحسنَ أدبه » [العيال، لابن أبي الدنيا]
فينبغي للمسلمين أن يُحيوا هذه السنة بعد اندراسها في هذا العصر بسبب دعوات التغريب ومحاربة الزواج المبكر وسياسة النظام العالمي المحاربة لهذه الفضيلة، فإن الشاب أو الشابة يكونان عند بلوغهما أشد شهوة، فمن الإحسان إلى الأبنـاء تزويجهم في هذا السن وتجنيبهم الفتنة خاصة في هذا العصر الذي يتعرض فيه الشاب إلى سيل عارم من فتن الشهوات، وربما يحدث لهم بسبب ذلك الانتكاس والانحراف عن دين الله.
ولا يحتاج أن نذكر المسلمين فهذا من البديهيات أن الله سبحانه هو الرزاق فهو الذي يرزق الابن وزوجه، فقد يتردد بعض النـاس - عمليا وإن كان يقر بلسانه! - بسبب ذلك ويحمل همّ رزقهم ويغفل وينسيه الشيطان أن ذلك الأمر ليس إليه وإنما هو بيد الله القائل: ﴿وَأَنكِحُوا۟ ٱلۡأَیَـٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰلِحِینَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَاۤىِٕكُمۡۚ إِن یَكُونُوا۟ فُقَرَاۤءَ یُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمࣱ﴾ [النور ٣٢]
#الزواج_عند_البلوغ
#الزواج
النية في الزواج
يحرص المسلم على رفع عداد حسناته بإقباله على طاعة الله ومراضيه، وكلما تعددت النية في العمل الواحد ازداد الأجر فيه والثواب، والزواج عبادة جليلة يُحتَسب فيه الأجر الجزيل، ونذكر بعض النيات الصالحة التي يحسن بالمسلم أن يحتسبها لتحقيق الثواب بذلك :
- التأسي بأنبياء الله ورسله، فقد كان لهم أزواج وذرية؛ كما قال تعالى: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم من سنن الأنبياء: النكاح.
- طاعة لله ورسوله في امتثال الأمر بالزواج، فقد جاءت نصوص كثيرة في الترغيب فيه؛ كقوله تعالى: " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم " ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " تزوَّجوا فإني مكاثر بكم الأمم ".
- إعفاف النفس بما أحلَّ الله عزوجل، وإعفاف المرأة المسلمة كذلك، فلا يوجد طريق عند المسلمين لقضاء الوطر إلا بالزواج أو التسري، قال عليه الصلاة والسلام: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " .
- تحصيل الثواب المترتب على جماع الزوجة، فتتعبد لله بقضاء شهوتك فيما أحل الله لك؛ قال صلى الله عليه وسلم: " وفي بُضع أحدكم صدقة - أي الجماع - قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " .
- تكثير نسل المسلمين وزيادة عددهم، فكل أمة من الأمم القوية أظهر ميزة فيها هي كثرة عددهم، وقد امتنّ الله على بعض الأمم بتكثير عددهم فقال: " واذكروا إذْ كنتم قليلًا فكثَّركم " ، وهذه النية الصالحة من أعظم مقاصد النكاح في الشرع.
- تنشئة ذرية صالحة يكون بها النفع والتمكين للإسلام والمسلمين بإذن الله، وهذا من العمل المتعدي العظيم فلك أجر صلاح أبنائك، وأجر صلاح من صلح بصلاحهم، قال عليه الصلاة والسلام: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " .
- عمران الأرض وإقامة شرع الله تعالى، فالله سبحانه خلق الخلق ليتناسلوا ويُحكِّموا شرعه في الأرض، ولو ترك المسلمون النكاح لقلَّ عددهم ولتُرِك الغزو والجهاد.
#الزواج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ففي ظل العيش في المجتمعات الجاهلية المعاصرة ومع الحرب الشعواء الموجَّهة للفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها يحتاج المسلم الحنيف إلى مبادئ وسراجٍ للطريق في كيفية بناء أسرته المسلمة ليُقيمها كما يحب الله ويجنِّب رعيته الردىٰ والفساد والانحلال المستشري في الناس، وهذه مسؤولية عظيمة يجب على المسلمين أن يَعُوا أهميتها.
وليس المقصود من الزواج هو إشباع الرغبة وصرف الشهوة في الحلال فقط، بل أهم من ذلك بناء أسرة صالحة تكون نواةً لمجتمع إسلامي منشود يسعى كل موحِّد صادق للعمل عليه، وليس المقصود أيضا من إنجاب الذرية تكثير النسل عشوائيا والتباهي بهم؛ بل المسلم يجتهد ليكونوا أبناء صالحين مصلحين ولبنةً متينة لبناء صرح الجماعة المسلمة، فليست العبرة بالكمية فقط بل الكمية مع النوعية؛ يعني تكثير للنسل كما جاء الترغيب فيه في النصوص مع الحرص والاجتهاد أن يكونوا صالحين.
ومن باب التعاون على المعروف ارتأينا فتح هذه القناة لتكون موجهةً ونافعةً للمسلمين والمسلمات فيما يُعينهم على تحقيق هذه الغاية النبيلة: بناء الأسرة المسلمة وفضح أساليب أعداء الله لحرب الفطرة السَّويَّة.
واللهَ نسأل أن ينفع بها، ويجعل عملنا خالصًا لوجهه.
/channel/lafamille_musulmane