كُوني غُروبًا
يشتهي ألمي
حدّ النّزيف
مُكَمَّمًا ثَمِلا
كُوني؛
شِغَاف الليلِ متّزنًا
يجري على شرْيانِه وَجلا
كُوني إيابًا، لايُخَالجهُ
إلا وتِين الشِّعْرِ إنْ هطَلا !
الوقت ما بيني وبين غدِيْ
أضمُومةٌ
تستعطِفُ الأجَلا
والوقت !
في نبضي مسافـتُهُ
لن تَستكيْن لنابت رحَلا !
"هو الفراق إذًا ما كنت أعرِفهُ
لا شيءَ يُشبِههُ في شِدَّةِ الألمِ
كل الجِراحِ إذا داويتَها بَرِئت
إلا الفِراقُ فجُرحٌ غيرُ مُلتئمِ".
بعد إيمانٍ طويلٍ بالوَهج سيعلّمك الانطفاء أن البقاء مصيدة الشعور، ويعلّمك الاحتراق كيف تأخذ الأشياء حجمًا أكبر ممّا تستحق لمجرّد أنّنا نظرنا إليها بعين الرّغبة، وستعلّمك هزيمة الرماد أن لا تكون حطبًا في مِحرَقة أحدٍ أبدًا.
؛
"عيناكِ لو تدرينَ ما عيناكِ
كوْنانِ لكن دونمَا أفلاكِ
هل تقبلينَ أعيش دمعاً فيهما؟
وإذا بكيتِ تُعيدُني كفّاكِ؟"
أَتَظنُّ أَنك قدْ تَنَالُ بقربِنا
يا ويحَ قَلبكَ قدْ دَخلتَ بحربِنَا
ما خَابَ ظنُّكَ أنَّ قَلبيَ فَارغٌ
لكِنْ وربِي لنْ تَنالَ وصَالَنا
أتذكر أمي قالت لي :
الشخص الخطأ سيجدك في سلام ويتركك في حالة يرثى لها ، والشخص الصحيح سيجدك في حالة يرثى لها ويقودك إلى السلام .
أنتِ الوحيدةُ إن سمعتُ حديثها
ما همّني الأخطاءُ و الإعرابُ
أخطأتِ لكن لا أُدققُ في الهوى
وإذا رفعتِ " الحالَ " قلتُ: صوابُ!
مَا نَفْعُ شِعرِي لَيْتَ شِعْريَ يُعدَمُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ الَّذي قَدْ يَسْمَعُ!
أأنت على عهد المحبة ماكث
أم أنت لذاك العهد ناسٍ وناكث
أم اخترت خلا غيرنا بعد بيننا
لودك أم قد غيرتك الحوادث
أقطع أميالًا خارج المنزل
وحين أعود
تُقابلني الفكرة ذاتها
التي وددتُ أن تضيع مني وأنا في الطريق .
سيأتي يوم وتجد من يضحي
من أجل ابتسامة يرسمها على وجهك
فلا تغلق أبواب قلبك
فليس كل من يدقها ينوي جرحها
شكاني الصَّبرُ والآمالُ مِنّي..
ونَجمُ اللّيلِ حتّى غابَ عَنّي
وما جُرمي سِوى بالحُلمِ أنّي..
صَغيرُ العُمرِ أَرهَقَني التَّمَنّي!
صَدَّت مُراغِمَةً وَصَدَّ مُراغِماً
وَكِلاهُما مِمّا يُعالِجُ مُتعَبُ
راجِع أَحَبَّتُكَ الَّذينَ هَجَرتَهُم
إِنَّ المُتَيَّمَ قَلَّ ما يَتَجَنَّبُ
- الأحنف
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
أبو الطيب المتنبي
سَلامٌ عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي
وَمَن لا يَراني مَوضِعاً لِكَلامِ
- ابو تمام (رحمه الله)