كَم نادىٰ أسيرٌ ربَّهُ في ظُلمةِ السجن نداءً خفيًّا، وكلُّ الناسِ غافلةٌ عنه، وما كان اللّٰهُ بغافلٍ!
Читать полностью…انتهك حكم عائلة الأسد كرامة الشعب السوري وآدميته بأن أخضعه لحكم العائلة واستباح لأجل ذلك الناس في دمائهم وأعمارهم وأموالهم وكراماتهم؛ وفعل ذلك متغطّيًا باسم فلسطين والعروبة؛ فلا هو ارتقى إلى ما تستوجبه عدالة القضية الفلسطينية من عدالة في الحكم، ولا هو استثمر الفرص العديدة ليكون على قدر ما تتطلبه القضية الفلسطينية من مبادرة في المواجهة، ولا هو كان عروبيًّا وقد جعل من العروبة خرقة لستر عورة عائلة صغيرة استبدت بالبلد وبالناس، ولا هو اعتبر وتبصّر ووفّر على شعبه هذه الآلام المفجعة وعلى نفسه هذه النهاية المخزية.
وقد كان ثمن الحفاظ عليه انقسامًا أهليًّا وحربًا طائفية في معركة أكلت الأخضر واليابس ولم يستفد منها أحد، حتى النظام الذي هندس كلّ سياساته للحفاظ على حكم العائلة قد سقط وسقطت معه العائلة، وقد كان يمكن توفير كلّ هذه الآلام، وكان يمكن لحلفاء النظام توفير سمعتهم وأموالهم ودماءهم، بتسوية تضع حقّ الناس ومظلوميتهم وكرامتهم فوق أيّ اعتبار آخر، وأن يخرج النظام منتصرًا بتواضعه لشعبه واغتنامه للفرصة، ولكن أبى الله، أن يكون ثمن جرائم 60 سنة إلا بهذا النحو الذي يسترد فيه الناس كراماتهم، ويجبون فيه نتيجة نضال العقود الطويلة.
سقط النظام ليس فقط لأنّ التوازنات التي خدمته سقطت، ولكن أيضًا لأنّ شعبه أراد سقوطه. هل ستُترك سوريا دون محاولات تخريب؟! لا. هل هناك مخاوف؟ نعم. لكن هذه حقبة كان لا بدّ لها أن تنتهي، والنظام الذي تآكل كان لا بدّ أن يسقط، وسنن الله وقوانين التاريخ كان لا بدّ لها أن تتجلى، والله تعالى القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير.
*لو استقصى الإنسان عند كل أمرٍ يُفرحه المُنغِصات المُحتملة لن يبقى له ما يُفرحه
*وهذا ليس من الدين ولا من الحكمة والفِطنة كما يتوهّم كثير من الناس فيستدعون عند كل فرحة ما يُذهبُها
ويحسبون من يفرح غافلا عما يتوقعونه هم!
ويشغولون فِكرهم بكل الاحتمالات والتحليلات ولا يُعطون أنفسهم أي فرصة للفرحة بالموجود المُتحقق
ولو كان كذلك لما بقي في الحياة الدنيا قطُّ أمرٌ يُفرَح به
لأنه ما من فرحة إلا ويعقبها تعب أو مشكلات أو مصائب أو فقْد …هكذا الدنيا
وأكثر تلك الوساوس تكون من الشيطان الذي يريد أن يحزُن الذين آمنوا ويُخوفهم أولياءَه
*والحق أن تُعطي كل أمر حقه فتفرحُ بما يستحق الفرح
وتستبشر بما جعله الله بُشرى
وتسأل الله الهدى والتوفيق والسداد وتستعينه لما تستقبل من أمرك ويتوكّل على ربّه
فالمؤمن ليس كالكافر في نظره وحساباته
المؤمن يرجو من الله ما لا يرجوه الكافر
*ولو عدّدنا أوجه الفرح والبشرى فيما نحن فيه لوجدنا كثيرة كثيرة لمن وفقه اللهُ
لو لم يكن فيها إلا فكاك الأسرى رجالا ونساء واطفالا
وخزي الظالمين المجرمين لكن حقيقا بأن تفرح به فرحة عظيمة
فاللهم أتمم لنا فرحنا واجعله نصرا مباركا يُرضيك
ومكّن للصالحين المصلحين
على الله توكلنا
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم
الكيماوي
البراميل المتفجرة
مجزرة حي التضامن
التهجير
المخيمات
تفرقهم في البلاد
السجون!!!
(لمّا قرأت رواية يسمعون حسيسها لأيمن العتوم وبعضًا من رواية القوقعة لمصطفى خليفة عن السجون السورية والتعذيب فيها، أقسم أني مرضت ولا تزال أطياف المعذَّبين تطاردني وصرخاتهم تؤرقني) فقط من قراءةٍ!!
حسرات السوريين على ديارهم وبلادهم وأهلهم!
غرق قوارب الهجرة!
﴿فلا تحسبنَّ اللّٰهَ مُخلِفَ وعدِهِ رُسُلَهُ إنَّ اللّٰهَ عَزيزٌ ذو انتقام﴾
مغبونٌ مَن لا يعتبر!
ستكثر المقاطع المتعلقة بالسجون والأسرى المحررين؛ فتأملوها جيدا، وتتبعوا قصصهم وأحوالهم وفرحهم وقلقهم؛ لتروا قصة أعظم تجبر وطغيان في العصر الحديث، وتروا قوة الله ونصره إذا جاء كيف يكون.
وإذا شعرتم بهم وعرفتم أحوالهم فاعلموا أن هناك عشرات الآلاف مثلهم من المسجونين ظلما وعدوانا في كثير من الدول، والله المستعان.
——-
تحرير الأسيرات من سجن صيدنايا
لعلَّ مَن يشاهد هذا اللقاءَ يزدادُ إيمانًا بأنَّ لُطفَ اللّٰهِ يكمنُ في كثيرٍ من الأحيانِ بين طيّاتِ البلاءِ الشديد..
﴿إنَّ ربِّي لطِيفٌ لِما يشاء﴾ .. آمَنَّا.
هذا المُسعِف؛ تفاجأ أن الشهيدةَ أمه!
وإني لأخجلُ أن أنقلَ هذا الوجعَ كخبرٍ، سيتبعه أخبارٌ ربمَّا أشدّ وجعًا وفجيعةً!
هذا المفؤودُ المكلومُ المحرومُ الفاقد، يحتاجُ مَن يبقىٰ معهُ عند مصيبته.. لكنَّ الحربَ تأبىٰ!
رضيَ اللّٰهُ عن نساءِ غزَّةَ، الرَّاضياتِ عن ربِّهنَّ، المُجاهِداتِ بصبرِهِنَّ، المربياتِ لِخَيرِ عبادِ اللّٰه.
Читать полностью…يا جماعة الخير كفى حزناً ويأساً،
أحسنوا الظنّ بالله وتفاءلوا واغرسوا والله يُنمّي ويبارك..
لو لم يكن نصرٌ غير تحرير الأسرىٰ لكفىٰ به، ونِعم النصر، ونِعم الجهاد، ونِعمَ الوفاء!
الحمد لله.
انا ارى ما يحدث في صيدنايا ويملؤني الحزن
ولكن جدي سجن في تدمر ثمان سنوات، وخال أخي 17 سنة، الذي حدث في صيدنايا لم يبلغ ما حدث في تدمر
ليقرأ القارئ القوقعة وليقرأ يسمعون حسيسها صفحات تقرأها وتبكي تقرأها وتبكي
يعني مشهد من المشاهد يملؤون الأرض رذاذ الزجاج ثم يأمرون العجوز أن يفترش ببطنه الارض ثم يدعون ابنه أن يجلس على ظهر أبيه العجوز ثم يجبرون الابن الثاني أن يسحب أباه وابنه جالس عليه ليمزق الزجاج جلده
هذا المشهد لا يوجد كاتب فيلم رعب يستطيع أن يتخيله فضلا أن يكتبه.
جزاكم اللّٰه خيرًا يا أهلنا السوريين، علقتم قلوبنا باللّٰه، وأوثقتم عرىٰ الإيمان فيها، وأجريتم بحول الله وفضله ومنته على ألسنتا حمد الله وشكرَهُ.
عوضكم الله
جبركم الله
ثبّتكم الله.
وأنت ترى الآن ما تمتلئ به الصفحات من أشكال الكفر والإجرام الذي عانى منه إخواننا في سوريا، تفكر في هذا النظام الدولي السافل الذي مكَّن لهؤلاء المجرمين طوال أكثر من خمسين عاماً ثم يأتي ليُنَظِّر على أمة الإسلام في حقوق المرأة وحقوق الطفل وليُعَيِّرهم بشريعة الله!
وتفكر معها في سفالة القومجية الذين يدافعون عن هؤلاء المجرمين ويتباكون على "الممانعة والعروبة والقومية" في ظل عائلة "الأسد"!
كم تعاني البشرية بعيداً عن هيمنة الإسلام..
ولا حُرمتم من اكتمال فرحة يا أهل الشام.
الحمد للّٰه علىٰ لُطفِ اللّٰه الغالب.
يملؤني الآن قولُ أمنا عائشة رضي الله عنها: واللهِ لا أحمدُ إلا اللّٰهَ عزَّ وجلّ.
يا أحبابَنا في غزة..
هذا لسان حال إخوانكم في كل مكان وليس في الكويت فحسب..
قلوب إخوانكم تقطر دمًا لحالكم،
وألسنتهم تلهج بالدعاء لكم،
وأرواحهم تهفو لليوم الذي تجتمع فيه الأمة لندك حصون الصها.ينة الأوغاد..
(إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا)
"أحضِرهُ، ولعلَّكَ لا تدركني!!“
فما أحضرَهُ، وما أدركَهُ.. وفي كُلِّ أخذةِ فَقدٍ سَوطُ عذابٍ من الحقيقةِ التي تخنقُ الخيالَ، حينَ يقول: ليتني!..
.
هل ينالك العذاب الأليم إذا "عجزت" عن نصرة إخوانك؟
ذكرت الآية شرطا للنجاة من العذاب لمن كانت حاله كذلك من العاجزين، ألا وهو: (إذا نصحوا لله ورسوله).
- يقول السعدي: "فهؤلاء ليس عليهم حَرَجٌ، بشرط أن ينصحوا لله ورسوله؛ بأن يكونوا صادقي الإيمان، وأن يكون من نيَّتهم وعزمهم أنهم لو قدروا لجاهدوا، وأن يفعلوا ما يقدِرون عليه من الحثِّ والترغيب والتَّشجيع على الجهاد."
- ويقول البقاعي: "فإنهم حِينَئِذٍ مُحْسِنُونَ في نُصْحِهِمُ الَّذِي مِنهُ تَحَسُّرُهم عَلى القُعُودِ عَلى هَذا الوَجْهِ وعَزْمُهم عَلى الخُرُوجِ مَتى قَدَرُوا"
ويظهر ذلك الصدق في تلك الدموع التي سجلتها الآية التالية: { تَوَلَّوا۟ وَّأَعیُنُهُمۡ تَفِیضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا یَجِدُوا۟ مَا یُنفِقُونَ }.. فهم لم يفرحوا بسقوط الواجب عنهم، بل تمنوا -بكل صدقٍ- لو تغير ظرفهم واستطاعوا القيام به..
فكم بين عاجزٍ وعاجز!
نحنُ مَدينونَ لكلِّ مَن يُحيىَ فينا هَمًّا، وَيبعثُ
فينَا هِمَّةً، ويأبىٰ لَنا إلَّا أن نكونَ للّٰه.
نحن مَدينونَ لكلِّ عالِمٍ صادق، ومُرَبٍّ أمين، ومُصلِحٍ علىٰ نورٍ من اللّٰهِ وهُدًى.
لا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللّٰه.
حتىٰ الحزن.. يحتاجُ قوةً؛ كيلا يكونَ وَهَنًا وَتَولٍّ!!