ماذا فعلت بالذين خيبوا ظنك ، لاشيء اعتبرتهم وكأنهم لم يكونوا ومضيت ..
— محمود درويش
أَخافُ على حُلُمي من وضوح الفراشةْ
ومن بُقَعِ التوت فوق صهيل الحصان
أَخافُ عَلَيْهِ من الأب والابن والعابرينْ
على ساحل الأبيض المتوسِّط بحثاً عن الآلهة
وعن ذَهَب السابقين،
أَخاف على حُلُمي من يديَّ
ومن نجمةٍ واقفة
على كتفي في انتظار الغناء
لنا نحن أَهْلَ الليالي القديمة ، عاداتُنا
في الصعودِ إلى قَمَر القافيةْ
نُصَدِّقُ أحلامَنا ونكذِّبُ أيَّامَنا،
فأيَّامُنا لم تكن كُلُها معنا منذ جاء التتارُ،
وها هم يُعِدُّون أَنفسهم للرحيلِ
وينسون أَيَّامَنا خَلْفَهُمْ ، وسنهبط عما قليل
إلى عمرنا في الحقول . ونصنع أَعلامنا
من شراشِفَ بيضاءَ . إن كانَ لابُدَّ
من عَلَمٍ، فليكُنْ هكذا عارياً
من رُمُوزٍ تُجَعِّدُهُ... ولنكُنْ هادئين
لئلاّ نُطَيِّر أحلامَنا خلف قافلة الغرباء
لنا حُلُم واحد: أَن نَجِدْ
حُلُماً كان يحملنا
مثلما تحملُ النجمةُ الميتين!....
— محمود درويش
أيها الساهرون..
ألم تتعبوا من مراقبة الضوء في ملحنا
ومن وهج الورد في جرحنا
ألم تتعبوا أيها الساهرون
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا.
خالدون هنا. ولنا هدف واحد واحد:
أن نكون.
— محمود درويش
سأصرخُ في عُزلتي لا لكي أوقظ النائمين
ولكن لتوقظني صرختي من خيالي السجين .
— محمود درويش
أهناك ما يكفي من النسيان كي أنسى .. وأنسى
أنسى لأبتكر البداية من نهاية ما انتهى فينا...
— محمود درويش
ولا تعرف إن كنت تسكن الخريف أم هو الذي يسكنك، حتى لو تذكرت أنك الآن في خريف العمر، حيث يتقنُ العقلُ والقلب الإنصات إلى الزمن بتناغمِ التواطؤ بين المتعة والحكمة. إيقاع نبيل يرفع الجسد إلى مرتبة الانتباه لما ينقص، فيزداد امتلاء بما يفد إليه من جماليات الصحو والغيم. ويستعدُّ، كمرصدٍ جويّ، لرصد المناخ المناسب لحوار عابر: هذا النهار جميل، أليس كذلك؟
إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نحتسي القهوة معاً ؟
لرائحة القهوة أبواب تفضي إلى سفر
آخر: إلى صداقة، أو حب، أو إلى ضياع لا يؤلم...
— محمود درويش
الجميلاتُ، كلّْ الجميلاتُ، أنتِ
إذا ما اجْتَمَعْنَ ليخْتَرْنَ لي أَنبلَ القاتلات .
— محمود درويش
- أنا حبَّةُ القمح التي ماتت لكي تُخَضِرَّ ثانيةً .. وفي موتي حياةٌ ما ..
— محمود درويش
- لن يقوى أحد على إخفاء الوجع عنك، فهو مرئيٌ، ملموس، مسموع، كإنكسار المكان المدوّي.
— محمود درويش
- نحن نتاج هذا الواقع وهذا الزمن الذي تختلط فيه الانهيارات الواضحة بالولادات الغامضة، ولا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها.
— محمود درويش
وأَنا حزين يا أَبي
دُلَّني لِمَ جِئْتَ بي ...لم جئتَ بي
أَلِكَيْ أُنادي حين أَتعَبُ :
يا أَبي , يا صاحبي ؟
يا صاحبي !
مَنْ مات مَنَّا قبل صاحبِهِ...
أَنا أَم صاحبي .
—محمود درويش
للحنين أعراضٌ جانبية من بينها : إدمانُ الخيال , النظرِ إلى الوراء , والإفراط في تحويل الحاضر إلى ماضي..
— محمود درويش
هُنا ،
عند مُنْحَدَرات التلال ،
أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت ،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ ...
— محمود درويش
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود
وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ...
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا
والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
خسائرنا: من شهيدين حتى ثمانية كل يوم،
وعشرة جرحى وعشرون بيتاً وخمسون زيتونة،
بالإضافة للخلل البنيوي الذي
سيصيب القصيدة والمسرحية وللوحة الناقصة
نخزن أحزاننا في الجرار، لئلا
يراها الجنود فيحتفلوا بالحصار...
نخزنها لمواسم أخرى،
لذكرى، لشيء يفاجئنا في الطريق.
— محمود درويش
..وعابر فى بلاد الناس، لاذكرى
تركتُ فيها ولا ذكرى حملتُ لها
كأننى لم أكن فيها ولم أرها.
خرجتُ أدخل أسمائى، فبعثرها
النسيانُ، وانقسمتْ نفسى لتشهرها.
أمر بالشئ كاللاشئ .. لا أجِدُ
الشى الذى يُوجَدْ
من ألف أغنيةٍ حاولتُ أن أُولدْ
لوعدُتُ يوماً إلى نفسي فهلْ أجِدُ
النفسَ التى كانت النفسَ التى كانت؟
يا ليتنى وَلَدُ، يا ليتني وَلَدُ،
والعزفُ منفردُ
— محمود درويش
مطر ناعم في خريف بعيد
و العصافير زرقاء.. زرقاء و الأرض عيد.
لا تقولي أنا غيمة في المطار فأنا لا أريد
من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
غير منديل أمي و أسباب موت جديد .
مطر ناعم في خريف غريب
و الشبابيك بيضاء.. بيضاء
و الشمس بيّارة في المغيب
و أنا برتقال سلّيب،
فلماذا تفرين من جسدي و أنا لا أريد
من بلاد السكاكين و العندليب غير منديل أمي
و أسباب موت جديد.
مطر ناعم في خريف حزين
و المواعيد خضراء.. خضراء
— محمود درويش
وضعوا على فمه السلاسلْ
رابطوا يديه بصخرة الموتى ’
وقالوا : أنت قاتلْ !
أخذوا طعامَهُ ’ والملابسَ ’ والبيارقْ
ورموه في زنزانة الموتى ,
وقالوا : أنت سارقْ !
طردوه من كل المرافئْ
أخذوا حبيبته الصغيرة ’
ثم قالوا : أنت لاجئْ!
يا دامي العينين , والكفين !
إن الليل زائلْ
لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ
ولا زَرَدُ السلاسلْ !
— محمود درويش
لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي
أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن
الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع
المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم يعودوا ….
— محمود درويش
- لأني أحبكِ، خاصرتي نازفه وأركض من وجعي في ليالٍ يوسِّعها الخوف مما أخاف تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً تعالي تعالي ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه.
— محمود درويش
- آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبهْ وأنا لست مسافر إنني العاشق, والأرض حبيبهْ...
— محمود درويش
- هذا الخراب الذي بداخلي لم يولد معي، أقسم لكُم أيها الناس، إنه لم يولد معي، لقد كنت ناصعاً كغيمة، كزهرة.
— محمود درويش
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي
— محمود درويش