لا اريد أن أرى بعيني سقوط ما كتبته على الورق وعلى الجدران وعلى الهواء. لا أريد أن ارى أكثر مما رأيت من خيبات الأمل. ولعل ذلك هو ما تبقى لي من أمل: أن أحصن نفسي ضد الخيبة...
— محمود درويش
كنت أودّ إخبارك بأنّ الجّميع قدْ خذلني إلّا أنت ..ولكنّك خذلتني قبل أن اخبرك. رُبما لم يكن شيئاً مهماً بالنسبة لكِ ، لكنهُ كان قلبي ."
— محمود درويش
لا تحتقر الذين ينظرون إليك طويلاً ' قد تكون تشبه أحبابهم البعيدين أو تملك شيئا من ذكرياتهم '
فقط إبتسم فالأربعون لم يخلقوا عبثاً .
— محمود درويش
بعض الّنهاياتِ مُرّةً كالقَهوة، ولكنّها تجعلُكَ شخصاً مُستيقظاً، مُنتبهاً .
— محمود درويش
حَنيني يئنُّ إلى أي شيء ،
حَنيني يُصوّبني قاتلاً أو قتيلْ
وما زال في الدَّرْب دربٌ لِنَمشي ونمشي.
إلَى أين تأخُذُني الأسئلة
— محمود درويش
من أين أبتدي
وكل ما قيل وما يقال بعد غدْ
لا ينتهي بضمةٍ.. أو لمسةٍ من يدْ
لا يُرجعُ الغريبَ للديار
لا يُنزلُ الأمطار
لا ينُبتُ الريش على
جناح طير ضائع.. منهدّْ
من أين أبتدي
تحيةً... وقبلةً ... وبعدْ..
مازال في عيني بصر
مازال في السما قمر
وثوبي العتيق, حتى الآن , ما اندثر
تمزقت أطرافهُ
لكنني رتقتهُ... ولم يزل بخير
— محمود درويش
وَهُوُ الخفيفُ كجملةٍ بيضاءَ
موسيقيّةٍ ..
وَهُوَ الضعيف كلمح خاطرةٍ
تُطِلُّ على أَصابعنا
ونكتبها سُدَى ..
— محمود درويش
في عيد الحب ...
سأنتظرها في نفس المقهى...
وعلى نفس الطاولة
وأشعل الشمعة الوحيدة وسيجارتي...
وأطلب فنجانين القهوة...
وباقة ورد سأرتبك خائف كالعادة لن تأتي
و أتلاشى بين تفاصيل ذاكرتي...
وأسقط في وسط المنفضة المبللة
ببكاء القصيدة وأغادر بهدوء
على رؤوس أصابعي كم انا منسي...
— محمود درويش
يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ، وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ
عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ. هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ
وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن : أَنْتِ، وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ ؟
وَحُبٌ هو الحُبُّ. فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ،
وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا _ الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ
أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ ؟
وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ ؟
وَحُبٌ هو الحُبُّ، يَسْأًلُنِي : كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ
وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب، حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ
يُعَلِّمُني الحُبِّ أن لاَ أُحِبَّ، وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ.....
— محمود درويش
أوصدت البابَ ووضعتُ المفتاحَ في جيبي. أغلقتُ النوافذ وأسدلت الستائر. مسحتُ الغبار عن المرآة والمنضدة ونظارتي، وشذّبت زهور المزهرية، واخترتُ ليليات شوپان، ونزعت سلك الهاتف لئلّا تحرجني صديقتي بسؤال عما أفعله الليلة. فكيف أقول لها إني على موعد سري مع نفسي؟ هجستُ بأن الليل، كالعالم، لم يعد مكاناً آمناً... وانتظرت بلا قلق موعدي. صببتُ نبيذاً أحمر في كأسين. وفكّرتُ بلا تركيز في ما سأقول لزائرتي – نفسي. وحدستُ بطريقتها الخاصة في تعريتي ونزع أقنعتي، وبسؤالها الساخر: منذ متى لم نلتق؟ سأقول لها: منذ امتلأتِ بي وامتلأتُ بك، ولجأتِ إلى صورتي عنك، ولجأتُ إلى صورتك عني. ستسألني: لماذا إذن لم تنسَ أن تنساني سأقول لها: لئلا تسرقني المصادفات من الممكنات في طريقي إلى مجهولك. ستقول لي: لا أفهمك. سأقول: ولا أنا. لم يعد العالم مكاناً آمناً، أحتاج إليك خلاصاً... لماذا تأخرتِ عن الموعد؟ ستسألني: أي موعد سأقول لها: هذا الموعد – هل نسيتِ لكنني لا أسمع جواباً، وأتطلع إلى كأسها فلا أجدها. شربت كأسي وثملت وقلت: أنا وحدي في ثيابي. أعدتُ تشغيل الهاتف واتصلت بصديقتي متوسلاً: تعالي إليَّ. فقالت: لا أستطيع الخروج من البيت، لأنني على موعد سرّيّ مع... نفسي!
— محمود درويش
أصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض
ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة.....
— محمود درويش
حفظت قلبي كلٌه
عن ظهر قلبي : لم يعدْ متطفٌِلا
ومدلٌلا . تكْفيهِ حبٌة أسبرين لكي
يلين ويستكين . كأنٌه جاري الغريب
ولست طوْع هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب
يصْدأ كالحديدِ ، فلا يئنٌ ولا يحِنٌ
ولا يجنٌ بأوٌل المطر الإباحيٌِ الحنينِ ،
— محمود درويش
في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسَمَّيها
نضجاً , لا نكون متفائلين ولا متشائمين .
أَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها , من فرط ما التبس
علينا الأمر بين الشكل والجوهر, ودرَّبنا
الشعورَ على التفكير الهادئ قبل البوح .
للحكمة أسلوب الطبيب في النظر إلى
الجرح . وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أَين
نحن منَّا ومن الحقيقة نسأل : كم ارتكبنا
من الأخطاء ؟ وهل وصلنا إلى الحكمة
متأخرين . لسنا متأكدين من صواب
الريح , فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ
شيء متأخرين , حتى لو كان هنالك
من ينتظرنا على سفح الجبل , ويدعونا
إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين ...
لا متفائلين ولا متشائمين , لكن متأخرين
— محمود درويش
وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيره
وأنا أذكر كيف التصقتْ بي ..
وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره ..
آه .. ريتا ..
— محمود درويش
إنْ لم تكنْ هي
موجودة جسداً، فلها صورة الروح
في كلّ شيء. تقرّبني من
مدار الكواكب. تُبْعدني عن حياتي
على الأرض. لا هي موتٌ ولا
هي ليلى.
أنا هو أنتِ....
— محمود درويش