الحنين وجع لا يحن إلى وجع
هو الوجع الذي يسبه الهواء النقي
القادم من أعالي جبال البعيدة
وجع البحث عن فرح سابق
لكنه وجع من نوع صحي
لأنه يذكرنا بأننا مرضى بالأمل، وعاطفيون ..
— محمود درويش
ثَمَرٌ على وشك السقوط عن الشجرْ
تلك النهايةُ و البدايةُ أو كلامٌ للسفرْ.
في آخر السردابِ ينكسرُ الفضاءُ و يتَّسعْ.
لا نستطيع البحثِ عن شيء وعن قولٍ يُحَرِّر حائطاً
فينا. وتنفتح الشوارعُ كي نَمُرّ.
ظلاَّن ينفصلانِ عنَّا, ثم ينتشرانِ ليلا لا يُحَسُّ ولا يُرى
مَنْ يستطيعُ الحب بعدك؟ من سيشفى من جراح الملح
بعدَكَ في زواج البحرِ و الليلِ استدار القلبُ نحوك.....
— محمود درويش
الهدفُ يخّتلفُ من دربٍ إلى دربْ، لكِن الدُروبَ وعِرة، والمؤونةُ مِنَ العُمِر قليلة.
— محمود درويش
إرتكبت من الأخطاء ما يدفعني, لأصلاحها,
الى العمل الأضافي في مسودة الأيمان
بالمستقبل, من لم يخطئ بالماضي لا
يحتاج الى هذا الأيمان...
— محمود درويش
أترك الجانب الآخر من حياتي, حيث يريد الإقامة. وأتبع ما تبقّى من حياتي بحثاً عن الجانب الآخر منها....
— محمود درويش
عبثاً أرمِّم داخلي, هذا المساء, بخارجي... لا ذئب يعوي في البراري كي يسامرني, ولا قمر ينام على الصنوبرة الوحيدة قرب نافذتي....
— محمود درويش
في أول الحبِّ تنهمرُ عليكَ المطالعُ، زرقاءَ زرقاءَ. و في أوج الحب تحياه، و ينساكَ و تنساهُ و يُنْسيكَ المطالع. و في آخر الحب تطيلُ النظر إلى الساعة. و في الغياب تعثر المطالع على المواجع المترسبة في خُلوّ الغرفة من كأس النبيذ الثانية، و من شال أزرق، فتمتلىء القصيدة بما ينقصها. و حين تكملها بنقصانٍ مفتوح على أخرى، تبرأ من ذكرى و من ندم و لا يصدأُ فيك الذهب. كأن الكتابة، كالحب، بنتُ السحابة إن أمْسَكْتَ بها ذابَت. و كأنَّ العبارة لا تتحفّز إلاَّ لتعويض خسارة. فتتجلّى صورة الحب هناك: في غياب كثيف الحضور.....
— محمود درويش
أتذوق حروف أسمك,حرفاً حرفاً,
كفواكه موسيقية. ولا أشرب الماء معها لأحفاظ على
مذاق الدراق وعلى عطش حواسي ...
وأغبط خيالي يحتضنك ويسكنك ويقبّلك
ويدللك ويطويك ويرخيك ويدنيك ويقصيك
ويرفعك وينزلك ويخضعك ويخضع لك,
ويفعل ما لا أفعل...
— محمود درويش
قد مررنا مثلما مرَّ سوانا
واشتهينا كسوانا وافترقنا كسوانا
ربما نرجع للشيء الذي شرَّدنا بعد قليلْ
ربما نرجع، لكنْ حُلُمي إياهُ يأتي عكسَ حُلْمي
كلما قلت وجدت الشيء مرَّتْ نحلةٌ حبلى بشَهْدٍ، فرأيت
أنَّ حُلْمي عَكْسُ حلمي
لم يعد في وُسْع هذا القلب أن يصرخَ أكثرْ
السماويُّ ترابيٌّ, فمتْ يا حبُّ فينا نتحرَّرْ
من نجوم لا تغطينا ولا توقد فينا نرجسهْ
النهايات هي الحُلم الذي يشبه حُلْماً قد حدثْ
النهايات هي المرأةُ والفكرةُ إذ تفترقانِ
والنهاياتُ هي الفكرةُ والمرأةُ إذ تنتظرانِ
عند أبواب الحكايهْ
هل أُسميكِ النهايهْ
أم أُسميكِ البدايهْ؟
— محمود درويش
أتباطأ في إحتساء قهوتي لأحافظ على صحبة مفترضة مع ما حولي, فليس للغريب إلا اختراع أُلفة ما مع مكان ما ..
— محمود درويش
في الرَّحيل الْكبير أُحبك أَكْثَرَ، عَمّا قَليلْ
تُقْفلين الْمدينة. لأقلب لي في يديْك، وَلَا
دَرْب يَحْمِلُني، في الرَّحيل الْكبير، أَحبك أَكْثرْ
لا حليب لرُمّان شُرْفَتنا بعد صَدْرِكِ. خفَّ النَّخيلْ
خَفَّ وَزْنُ التَّلال، وخَفّتْ شوارِعُنا في الأَصيلْ
خَفتَّ الأَرْضُ إِذْ وَدَّعَتْ أَرْضها. خَفَّت الْكَلِمَاتْ
والْحِكاياتُ خفَّت على دَرَج اللَّيْلِ. لكنَّ قلْبي ثقيلْ
فاتْرُكيهِ هُنا حوْل بيْتك يعوى وَيَبْكي الزَّمان الْجميلْ
ليْس لي وَطنٌ غَيْرُهُ، في الرَّحيل أُحبُّك أُكْثَرْ....
— محمود درويش
أزهارٌ صفراء توسِّع ضوء الغرفة. تنظر
إليّ أكثر مما أنظر إليها. هي أولى رسائل
الربيع . أهْدَتنِيها سيِّدةٌ لا تشغلها الحرب
عن قراءة ما تبقَّى لنا من طبيعة
متقشفة. أغبطها على التركيز الذي يحملها
إلى ما هو أبعد من حياتنا المهلهلة...
أغبطها على تطريز الوقت بإبرة وخيط
أَصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة.
أُحدِّق إلى الأزهار الصفراء ، وأُحسّ
بأنها تضيئني وتذيب عتمتي ، فأخفّ
وأشفّ وأجاريها في تبادل الشفافية .
ويُغويني مجاز التأويل : الأصفر هو
لونُ الصوت المبحوح الذي تسمعه الحاسة
السادسة. صوت مُحايدُ النَّبرِ ، صوت
عبّاد الشمس الذي لا يغيِّرُ دِينَه .
وإذا كان للغيرة – لونِهِ من فائدة ،
فهي أن ننظر إلى ما حولنا بفروسية
الخاسر، وأن نتعلم التركيز على تصحيح
أخطائنا في مسابقاتٍ شريفة !
— محمود درويش
وأنا الغريب بكلٌِ ما أوتيت من لغتي . ولو أخضعت عاطفتي بحرف الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ، وللكلمات وهي بعيدة أرض تجاوِر كوكبا أعلي . وللكلمات وهي قريبة منفي . ولا يكفي الكتاب لكي أقول : وجدت نفسي حاضرا مِلْء الغياب . وكلٌما فتٌشْت عن نفسي وجدت الآخرين . وكلٌما فتٌشْت عنْهمْ لم أجد فيهم سوي نفسي الغريبةِ ، هل أنا الفرْد الحشود
— محمود درويش
عندما لا تستطيع أن تقترب، ولا أن تبتعد، ولا تستطيع أن تنسى، ولا تستطيع أن تتجاوز، فـ أهلًا بك في المنتصف المميت، الذي لا حول لك فيه ولا قوة .
— محمود درويش
فافرح بأقصى ما استطعتَ من الهدوء لأنَّ موتاً طائشاً نسيَ الطريقَ اليكَ من فرطِ الزحامِ وأجلكْ.
— محمود درويش
سلام على من يشاطرني الانتباه إلى نشوة الضوء، ضوء الفراشة، في ليل هذا النفقسلام على من يقاسمني قدحي في كثافة ليل يفيض من المقعدين:
سلام على شبحي..
— محمود درويش
كانَ الحنينُ إلىٰ أشياءَ غامضةٍ يَنْأىٰ ويَدْنو..فَـ لا النسيانُ يقْصيني.. ولا التذكُّرُ يدْنيني.. وأنا ما زلتُ أنتظرُ .
— محمود درويش
أَيُّنا قال هذا الكلام , أَنا
أَمِ الأَجنبيَّةُ لا أَحد يستطيعُ
الرجوع إلى أَحد . تصنع الأَبديَّةُ
أَشغالها اليدويَّة من عمرنا وتُعَمِّرُ...
فليكُن الحُبُّ ضرباً من الغَيْبِ , وليكُنِ
الغيبُ ضرباً من الحُبّ . إني عجبتُ
لمن يعرفُ الحبَّ كيف يُحِبُّ ! فقد
يتعَبُ الحُب فينا من الانتظار ويمرَضُ ,
لكنَّهُ لا يَقُولُ.....
— محمود درويش
الآن, أنت اثنان, أنت ثلاثة, عشرون ,
ألفٌ, كيف تعرف في زحامك من تكون؟
الآن, كنت
الآن, سوف تكون
فاعرف من تكون... لكي تكون....
— محمود درويش
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
لا طلاقُ الحمام ولا البردُ بين اليَدَيْن
ولا الريح حول الكنيسة تُوجِعُنا....
لم يكن كافياً ما تفتَّح من شَجَر اللوز
فابتسمي يُزْهِرِ أكثرَ
بين فراشات غمازَتَيْن
وعمَّا قليلٍ لنا حاضرٌ آخَرٌ
إن نَظَرْتِ وراءك لن تبصري
غيرَ منفى وراءك:
غُرْفَةُ نومِكِ’
صفصافةُ الساحِة’
النهرُ خلف مباني الزجاج’
ومقهى مواعيدنا... كُلها’ كُلّها
تَسْتَعِدُّ لتصبح منفىً’ إذاً
فلنكن طيّبين!.....
— محمود درويش
هو الوقت يفعل ما تفعل الشمس
والريح: يصقلنا ثم يقتلنا حينما
يحمل العقل عاطفة القلب أو
عندما يبلغ القلب حكمته....
— محمود درويش
أما لآخر هذا الليل من آخر .
ماعلينا إلا أن نستعد لإستقبال ليل أشد حلكة فإن قاع هذه الهاوية ذات الشق المفتوح من طنجة إلى عدن لا نهاية له لانهاية مرئية له ولكن لمن الهاوية ياعزيزي لمن الهاوية؟
— محمود درويش
لو كان لي دربان لاخترتُ البديلَ
الثالثَ. انكشَفَ الطريقُ الأَوَّلُ,
انكشَفَ الطريقُ الآخَرُ,
انكشَفَتْ دُروبُ الهاويةْ....
— محمود درويش