Telegram-канал makanyworld - فقه النفس / مكاني: Unsorted

فقه النفس / مكاني

18 Oct 2023 20:21

#رسالة أبكتني من #رسائل أهلنا في #غزة خاصة وفي #فلسطين الحبيبة عامة

فقه النفس والحرب

تدريبات الألم
الضروريات والحاجات والتحسينات
التخفف
رفع سقف المعقولات
فقه اللحظة
أولويات الهلع

والكثير الكثير من المصطلحات التي درستها في فقه النفس

كنت قد درست مادة اقرأ ونفس مع الدكتور عبد الرحمن منذ عامين أو أكثر
وتغيرت الكثير الكثير من الأشياء في حياتي.
صراحة ولا أخفي أنني أحيانا كنت أشعر في نفسي وأقول:
دكتور عبد الرحمن مزوّدها شوي. ما بدها هالقد.
خاصّة في موضوع تدريبات الألم.

ولكن بفضل الله كنت أحاول تطبيق التدريبات قدر المستطاع.

بدأت الحرب.
وبدأت حالة الخوف والتوتر.
وبدأت أرفع سقف التوقعات
وأقول: معقول نخرج من بيتنا؟
معقول نترك كل شي ونروح؟
معقول؟ معقول؟

وسبحان الله.
وكأنّي كنت أسمعها بصوت الدكتور "آه آه معقول"

حقيبة الطوارئ
من إحدى التطبيقات التي كانت علينا والحمد لله

كنتُ قد جهّزتُ مسبقًا أنا وزوجي حقيبة الطوارئ والأوراق الرسمية

ومن اليوم الأوّل حضّرت حقيبة فيها بعض الملابس والغيارات للأولاد.

وهنا يأتي درس الحاجة وما فوق الحاجة.
ما الذي يلزمني؟ وما الذي أحتاجه فعلا؟
ولا أخفي أنني لم أطبق هذا التدريب في وقته.
ولم أدرك أهمية استيعاب فكرة أنه في يوم ما لربما أترك كل شيء ... كل شيء ... ولن أستطيع أن آخذ معي إلا حقيبة صغيرة

وتركناها عند باب المنزل
وفي نفسي كان هناك شعور أنه أكيد مش حنوصّل لها المرحلة
ولكن لازم آخذ بالأسباب وأسمع كلام الدكتور عبد الرحمن :)

بدأ القصف في كل مكان
وبدأت أنا وزوجي ننظر كيف نجعل البيت أقل أغراضا وأكثر أمانا
مع انني تخففت من الكثير من الأغراض من البيت
ولكن يبدو أنني لم أطبق الدرس جيدا وقتها
النجف ، المرايا ، الكراسي الزائدة … كلها أصبحت عبئا كبيرا علينا
وبدأنا نرفع ونرفع ونرفع ...

فقه اللحظة وربط المواقف الصعبة بذكريات جميلة ...
كنت أحاول قدر المستطاع أن أخفي مشاعر الخوف أمام أولادي
وأن أربط ذكريات الحرب بذكريات جميلة
كنا نلعب أنا وهم كثيرا ونحضّر الفطور يوميا

فقه المكان
منزلي الجميل
شرفتي الزجاجية التي تطل على حديقة المنزل
لطالما جلست فيها وشعرت أني في أجمل مكان في الدنيا
وأنه لو خيّروني بين أن أسافر اجمل بلاد العالم ما بلاقي بجمالها
ولكن كالعادة بيجي دكتور عبد الرحمن وبحكيلنا شغلات عجيبة بالنسبة لي :)
وأنه يا جماعة ما تعلقو حالكم بأي مكان
وأنا أقول: طيب ليش؟ خليني مبسوطة

بس كنت أحاول أسمع الكلام وما أقعد فيها كل شوي وما أربط سعادتي فيها

لحظات النزوح وترك كل شيء صدقا من أصعب اللحظات

الصهاينة لعنة الله عليهم بتهدّد
والمنطقة كلها بدأت تخلي وتترك كل شيء وتروح
الشوارع امتلأت
وأصوات السيارات في كل مكان
والناس بتجري في كل مكان

وكان قرار الخروج من المنزل قرار صعب جدا جدا
هل نخرج؟ هل نبقى؟ هل سنفرّ من قدر الله إلى قدر الله؟
الآيات في رأسي (أينما تكونوا يدرككم الموت)

دعَونا كثيرا
واستخرنا كثيرا
إلى ان أخرجنا من المنزل في آخر ربع ساعة من مهلة الإخلاء ...

يتبع إن كان في العمر بقية :)

.