🗞 هي النفسية القائمة لدينا الآن في الدنيا أمام الخطورات الشديدة علينا كأمة، والخطورة العظيمة على ديننا كدين نؤمن به ونعتز به.. أليس هناك خطورة محدقة؟ أليس هناك تهديدات صريحة؟ لكن هؤلاء كانوا أسلافنا على هذا النحو لا يبصرون ولا يسمعون إلا يوم القيامة، نحن هكذا.. وإذا كنا هكذا في الدنيا فسنكون هكذا في الآخرة
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 {ربنا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية12) أليست هذه العبارة عبارة الخاضع؟ عبارة الخاشع؟ عبارة المتأدب؟ عبارة من عرف أن الله ربه؟
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 إذا كنت تريد أن تصنع خوفا في نفوس الناس، وخشية من الله، خوفًا وخشية إيجابية لا سلبية معها إطلاقًا.. ركز على ما ركز عليه القرآن الكريم على اليوم الآخر على الحديث عن اليوم الآخر عن تفاصيله، عن أهواله، عن شدائده، عن النار، عن الجنة
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 أن هذا أسلوب يترك أثرا سيئا جدًا جدًا يتخالف مع منهجية القرآن، ويخالف ما يريد القرآن منا
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 ليس هو في حد ذاته ما يجب أن يخيف باعتباره حدثا، ليكن خوفك هو من الرجوع إلى الله إلى اليوم الآخر، في اليوم الآخر يوم القيامة
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 سترى كل شيء أمامك، سترى أدلته كافية وفوق الكافية، في كل شأن من شؤون الدين، في كل شأن من شؤون الدين.. متى ما آمنت بهذه. لكن إذا اتخذت هذا الموقف المسبق كما اتخذه هؤلاء {بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} فهم يصرحون برفضهم لكن بأسلوب آخر، بأسلوب الاستبعاد وكأن القضية لا دليل عليها
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 إذًا يجب أن نكفر بكل تشريع ليس من قبل الله. هذا هو ما يجب على الإنسان أن يؤمن بأن التشريع هو لله وحده، أن الهداية هي لله وحده، من الله وحده {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى}
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 كلنا بنو البشر مجمعون على أننا بحاجة إلى تشريعات، ودساتير، ولوائح، وأنظمة على مستوى الشعب الواحد، ثم على مستوى المجموعة الواحدة الآسيوية أو العربية، ثم على مستوى الدول كلها، القانون الدولي أليس هذا حاصل؟
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 كيف لا يتولى شأنك وأنت أنت المخلوق في هذه الدنيا الذي إذا استقمت ستستقيم الحياة كلها، وإذا فسدت ستفسد الحياة كلها {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي} من؟ البقر، أو الحمير، أو الطيور، أو مَن؟ مَن مِن المخلوقات هذه الكثيرة جدًا في هذا العالم الذي ظهر الفساد في البر والبحر على يده؟ إنهم الناس {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 كيف تنظر إلى الله هذه النظرة الغريبة.. تريد منه أن يدبر شؤون المخلوقات من حولك ثم لا يتدخل في شؤونك كما يقال الآن: [الدين لا علاقة له بالحياة] أليس هذا ما يقال؟ علماء الدين لا علاقة لهم بالحياة.. لا علاقة لهم بشؤون الأمة.. لا علاقة لهم بحكم الأمة
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 إنزال القرآن من عند الله مجرد ممارسة هواية أن له رغبة كأي رغبة عند أحدنا أن يؤلف كتابًا، ليضع اسمه على الصفحة الأولى وعلى غلاف الكتاب، تأليف فلان بن فلان.. هو الحق ونزل بالحق
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
ثم انظر في القرآن الكريم تجد أن خطابه معك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله.. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: من الآية245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: من الآية16) يتحدث مع الناس بمنطق لطيف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسان أمام الله.. لماذا؟ كم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
نحن من نرى أنفسنا أذلاء أمام أشخاص يذلون أنفسهم لأمريكا وإسرائيل، نبدو أعزاء أمام الله سبحانه وتعالى، ونبدو كبارًا في مواجهة الله سبحانه وتعالى.. نبدو كبارًا ونتحدى ونرفض وكم هو الفارق بين الله وبين أولئك الذين نذلل أنفسنا لهم، ونطوع أنفسنا لهم.. أليس الفارق كبيرًا؟ أليسوا هم في واقعهم إنما هم عبيد أذلاء لله، وقد يكون الكثير منهم في قائمة {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44).
فنذلل أنفسنا لمن هم أضل من الأنعام ولا نذلل أنفسنا لله سبحانه وتعالى، وتذليل أنفسنا له هي الكرامة، هي العزة.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة:13). هناك في الوسط أشياء كثيرة جدا بين {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} وبين {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} لا تعني العبارة بأنه كان بإمكاني أن أهدي كل شخص.. ولكن سبق مني يمين أن أعذبهم وسأعذبهم.. لا.. ليست القضية على هذا النحو.
لقد هدى الهداية الكافية، وتوعد هنا في الدنيا أولئك الذين قدم إليهم هداه {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: من الآية24) {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول لعلكم ترحمونَ} (النساء: من الآية59) ألم يكرر حديثه مع الناس وهو يهديهم؟ وفي نفس الوقت قال إذا ما سرتم في طريق الشيطان إذا ما اتبعتم الشيطان فإني قد أقسمت {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة: من الآية13) ممن تبع الشيطان {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأعراف: من الآية18) أقسم أن يملأ جهنم من أين؟ ممن تبع الشيطان، ممن أعرض عن الهدى، ممن أعرض عن ذكر الله، ممن رفض الإذعان والتسليم لله سبحانه وتعالى.
سبق القول منه ليس كما يقول الواحد منا: [لا بأس والله إنه حقيقة لكن قد زلت كلمة مني ما عاد سبر إلا كذا.. تريد أفجر] لا.. قد سبق القول في الدنيا، أنه سيملأ جهنم ممن يتبعون الشيطان وقد علمنا طريقة الشيطان وحذرنا من الشيطان.. ألم يقل إنه لكم عدو فاتخذوه عدوا {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر:6) لقد سبق كل شيء منه، وعده هو لا يمكن أن يتخلف، وسيرى هؤلاء أيضا الذين وقفوا منكسين لرؤوسهم ويقولون هذا الكلام سيرون أنفسهم عندما يساقون إلى جهنم أنه لا عذر لهم إطلاقا، وأنهم جديرون بأن يساقوا إلى جهنم.. {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} (الأنعام: من الآية30) {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (السجدة: من الآية14).
ليست كلمة زلة مني وضحت في الدنيا كل شيء، وهداي كان شاملا لكل شيء وعلى أبين ما يمكن أن يكون الخطاب معكم أنتم من كنتم تتناسون.. إذًا {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} يومكم هـذا ما هـو؟ يوم القيامة.. {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} (السجدة: من الآية14) كنتم في الدنيا ناسين لهذا اليوم لا تحسبون حسابه ينذركم المنذرون عن خطورة هذا اليوم، ويبيّنون لكم طريق النجاة في ذلك اليوم، فكنتم تنسون كل شيء، وتتناسون كل شيء.. إذًا فذوقوا أثر نسيانكم {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} (السجدة: من الآية14) وإن كنتم تنكسون رؤوسكم بين يدي وتقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} لا سماع لكلامكم هذا، أنتم منسيون أنتم متروكون؛ لأنكم أنتم من نسيتم أنفسكم.. هكذا يعني الكلام من الله سبحانه وتعالى فيما نفهم.
أنظر إلى القرآن الكريم أنه من الله، وتعرف على الله سترى كلمات هذا القرآن مهمة وتراها كاملة، وترى فيها البيان، وترى فيها التوضيح الذي يوصل إلى درجة اليقين في كل شيء، ولكن لا أتعامل معه على أنه خطاب من الله هذا ما يحصل لدى الكثير منا.
تأتي ورقة خطاب من الرئيس أمر إلى أهل منطقة فيتعاملون مع تلك الورقة بكل جد واهتمام ويجتمعون ويتشاورون كيف يعملون من أجل تنفيذها، أو من أجل درء الخطر والتهديد الذي فيها عن أنفسهم، أليس هذا هو ما يحصل؟
لكنا هنا بالنسبة للقرآن الكريم لا يحرك فينا شعرة ولا نتجمع لنعرف كيف ننفذ ما فيه حتى ندرأ عن أنفسنا الخطورة التي تحدث عنها وهو يختلف عن أوامر الآخرين.
قد يأتيك أمر من الرئيس فيه تهديد مبهم وأنت الذي ستفكر وتبحث عن كيف تدفع عن نفسك ذلك الخطر، أما القرآن فقد تولى هو لأنه من الله الرحمن الرحيم، الحديث عن الخطر ثم إرشادك إلى كيف تقي نفسك منه، ثم يعطيك جائزة عظيمة وأنت تتحرك في درء ذلك الخطر عن نفسك في الدنيا هنا وفي الآخرة.. أليس هذا هو أكمل من أي بيانات أخرى أو من أي أوامر أخرى تأتينا من عند الآخرين.
تلك البيانات وتلك الأوامر التي تهز مشاعرنا وتجعلنا نجتمع ونتشاور كيف نصنع وكيف نعمل في تنفيذها، أو في الدرء عن أنفسنا خطورتها والتهديد الذي فيها، لو يقول لك شخص: [اترك هذه الورقة.. ستقول هذا أمر من الرئيس وليس كلام فاضي].. أليس أي شخص سيقول هكذا؟ هل نحن نقول هذه العبارة مع القرآن الكريم هذا {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الواقعة:80) هل نحن نقول هذه؟ بل ندرسه دَرْوَسَه، لا نستشعر من أين نزل ولا ماذا يريد. تلاوة لا تقدم ولا تؤخر.
ثم يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (السجدة: من الآية13) ماذا كان ينتظر أولئك الناس؟ ما هو الهدى الذي كانوا ينتظرونه؟ أن يساقوا سوقا رغما عنهم وقسرًا إلى كل قضية فيها أجر كبير لهم، إلى كل عمل فيه مصلحة لهم، إلى كل عمل فيه درء للعذاب عن أنفسهم.. أن يساقوا سوقا بالعصا، يمسك الإنسان بمقدمة رأسه فيساق غصبا عنه إلى الصلاة، ثم يساق غصبا عنه إلى ميادين الجهاد، ثم ترفع يده غصبا عنه ويضرب غصبا عنه، يضرب بها الآخرين غصبا عنه.. هل كنت تنتظر حركة من هذا النوع؟ هذا ما لا يمكن.. هذا ما لا يمكن.
لقد جاء الهدى على أعلى مستوياته، وجاء الهدى في أبين آياته وأحكمها وأكثرها تفصيلا ووضوحا، أي هدى كنت تنتظره؟ كان بالإمكان أن نهديك هذا النوع من الهدى، كما يفسرون هذه الآية: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يقولون على طريقة القسر والإلجاء، أن يمسكك بإذنك إلى المسجد ويضعك بين الماء تتوضأ غصبا عنك، ويرفعك غصبا عنك وتصلي غصبا عنك، وأربعة أو خمسة ملائكة بأيديهم سياط يضربونك ووراءك أينما ذهبت.
لكن هذا ليس هدى، أنت حينئذ لست إنسانا. إنك إنسان لك درجتك ولك كرامتك.. ماذا سيكون الإنسان حينئذ إذا كان على هذا النحو، ماذا يقال له؟ قد يقال له: حمار!! هل كنت تريد في الدنيا هذه أن تساق كما يساق الحمار؟ إن الله قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الإسراء: من الآية70) حملك في البر على هذه الدواب، وهداك هداية توفر لك الكرامة وفيها كرامتك، وتحركك فيها وأنت تطبق أي شيء منها هو كرامة لك وعز لك، في حياتك وأنت تتناول طعامك وشرابك بشكل تكون فيه مكرمًا، أنت واقف منتصب القامة تصل بطعامك عن طريق يدك إلى فمك، لكن تلك الحيوانات الأخرى التي سخرت لك هي من تتناول طعامها بفمها.
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يقول بأنه حين يعيش فترة الشقاء في الدنيا سيعوضه الله في الآخرة، فما العلاقة بين الدنيا والآخرة من هذه الناحية؟
🔸 – من الذي يتحرك في جبهة الباطل؟ ومن الذي ينفق عليها؟ وماذا ينبغي علينا حيال ذلك؟
🔸 – ما الذي نحتاج إليه حتى نسمع ونبصر ونعي ونتيقن في الدنيا؟
🔸 – {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} من هو الذي على بينة، ومن هو الشاهد؟
🔸 – كيف أتى الهدى والبيان من الله تعالى؟ وهل من لوازم كمال التوضيح للهدى أن يؤتي الله كل نفس هداها؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء سنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} (طـه:125) كنت بصيرا بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} (طـه: من الآية126) كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع.. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه: من الآية126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جدا؟! كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جدا. يربط بين العمل في الدنيا وبين العمل في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الذي يغيب عن أذهاننا كثيرا ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع.. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى ما نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه.. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا.. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة.. هي سبب الندامة.. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحا لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـال صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة مصلحة في الحيـاة لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: من الآية227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح.. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل.. ما الفارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحًا؟ إذًا فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: من الآية104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون.. وهكذا.. الأعمال شكليتها واحدة لكن هناك أعمال صالحة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحة فيما إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: من الآية37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح؛ لأنه في مصلحتك أنت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها؛ لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🗞 هل سيقدم للإنسان شيء آخر فيما لو عاد إلى الدنيا؟ لا. أم أنه اكتشف في الآخرة شيئا آخر من وسائل الهداية بواسطتها أيقن وأبصر وسمع؟
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 انظر إلى الجنة ستراها جديرة بأن تبذل من أجلها نفسك عدة مرات فتحيا من جديد ثم تقتل من جديد ولو في كل معركة
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 التربية القرآنية هي التربية التي أخرجت ذلك الرجل الذي كان يقول: ((والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)) لكنه كان وهو يتذكر اليوم الآخر، كان يتخشب جسمه خوفا من الله، وخوفًا من اليوم الآخر
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 ليعرف أولئك الذين يتحدثون مع الناس ويرشدون الناس أنهم كم يغلطون، كم يرتكبون من خطأ جسيم عندما يتحدثون مع الناس عن تخويفهم بالموت نفسه، ثم يذكرون لهم أهوال القبر وعذاب القبر وكلاما في النعش
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 الموت نحن نجده هنا في القرآن الكريم وبمناسبة ذكره هنا ليس من الوسائل التي يأتي التخويف بها للناس، ليس من وسائل التخويف إطلاقا داخل القرآن الكريم؛ ولهذا لا تجد الحديث عن الموت إلا خاطفا وبسرعة ينتقل إلى اليوم الآخر؛ لأنه اليوم الشديد الأهوال
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 لماذا لا نستخدم كلمة: [دين الله شريعة الله] أو أن شريعة الله، ودين الله هي قاصرة عن أن تحتوي أو تشتمل على ما تشتمل عليه القوانين. هذا ما يوحي به ترديدنا الكثير لكلمة [قانون ودساتير] ونحوها. وهذا هو ما يمهد لإبعاد الناس عن القرآن، لإبعاد الناس عن الإسلام
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 إذًا فنحن شهدنا على أنفسنا بما يريد الله منا أن نعترف به له، فلماذا ننكره إذا كان من جانب الله ونراه ضروريًا إذا ما كان من جانبنا؟ الله الذي يدبر الشؤون لمخلوقاته الواسعة على هذا النحو الواسع
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 أليس الله هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض؟ وهو الذي خلقنا وبدأ خلقنا من طين كما قال هنا: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} الذي أحسن كل شيء خلقه أليس بإمكانه أن يدبر شؤون ما خلقه على أحسن تقويم؟
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 إذًا فاعلم بأنك أنت المخلوق الذي لا بد من أن تسلم كل شؤونك لإلهك ليدبرها هو. أم أنك ترى نفسك أكبر من خلق السماوات والأرض!
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 يجب أن ترى نفسك أيها الإنسان باعتبار أنك المخلوق الرئيسي في هذا الكون، في هذا العالم، الذي سُخر له هذا العالم بكله، أن تنظر إلى نفسك بأنك أحوج إلى ربك من أي مخلوق آخر في أن يتولى تدبير شؤونك ويهديك
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
🗞 القرآن كتاب حكيم بشكل يقطع المتأمل له أنه نزل من عند من يعلم السر في السموات والأرض، من عند الله
📌 من ملزمة (معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر) للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah
{فَذُوقُوا} يقول لمن؟ لأولئك الذين هم ناكسوا رؤوسهم عند ربهم {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} يقول لهم: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة:14). بأعمالكم أنتم يا من تقولون نريد أن نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، كنتم تعملون الأعمال السيئة، وكانت قائمة الأعمال الصالحة أمامكم واضحة، فكنتم من تنصرفون عنها، وتذوبون في تلك الأعمال الباطلة القبيحة الشريرة التي أوصلتكم إلى هذه العاقبة السيئة.. {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14). الله لا يظلم أحدًا. لا يظلم الناس مثقال ذرة لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهذا العذاب هو بأعمالكم أنتم، وأعمالكم التي كنتم تنطلقون فيها بكل جراءة.
أوليس الناس في هذه الدنيا في الباطل ينطلقون في الأعمال الباطلة برغبة؟ وينفقون أموالهم في الباطل، ويتحركون في الباطل، بل يلومون من يتحرك بالحق أليس كذلك؟ هل أحد هنا في الدنيا يكره الناس على الباطل؟ هم من ينطلقون في أعمال الباطل برغبتهم وبشوقهم ويبذلون من أجله نفوسهم وأموالهم.
هذه آثار أعمالك تلك التي كنت في الدنيا لا تكره عليها من جانب أحد، وكنت في الدنيا أيضا قد حذرت من عواقبها.
إذًا هي تلك الأعمال التي أضعتها، التي لم تكن تنساق إليها إلا كرهًا ومجاملة، لم تكن تنطلق فيها إلا بتثاقل، إلا بتحيل وتملص، هي الأعمال التي ستطالب بها يوم القيامة.
أوليس الناس هنا في الدنيا كل من تحرك ليرشد الناس لينذر الناس تلمس من الناس تثاقل نحو الأعمال الصالحة؟ أوليس الناس هكذا؟ يتثاقلون ويتباطئون، بينما هو يقول إن المفترض هو أن الناس يتسابقون نحو الأعمال الصالحة، ويسارعون إليها، لكن الأعمال الباطلة كلمة واحدة، واتجهوا إليها.. أليس كذلك؟
أليس الناس ينطلقون في الأعمال الباطلة دون توجيه ودون إرشاد؟ بل يكتفي الشيطان وأولياء الشيطان بوسوسة وأنت ستنطلق أوتوماتيكيا وبكل رغبة.
الشيطان يوسوس لكن الله هنا يصدر آياته ويملأها إنذارًا، ويملأها هداية، وتتكرر على مسامع عباده دائمًا، فلا ينطلقون، لا ينطلقون في أداء الأعمال التي ترشد إليها كما ينطلقون في الأعمال التي يوسوس لها الشيطان وسوسة!
المنافقون أليسوا يؤثرون في الناس أكثر مما يؤثر المصلحون؟ لأننا نحن لم نتهيب من الأعمال الباطلة، ولم نروض أنفسنا على الرغبة في الأعمال الصالحة، وعلى الانطلاق فيها من خلال معرفتنا لآثار هذه، وآثار تلك فننطلق في الأعمال الباطلة ونتثاقل في الأعمال الصالحة، ثم يوم القيامة ستكتشف المسألة أننا سنذوق وبال أعمالنا.
هل ستبقى لأحد منا حجة على الله سبحانه وتعالى إذا ما قيل له: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؟؟ سترى نفسك أنت أنه [والله فعلا. فقد كنا ننطلق في هذه الأعمال التي جرتنا إلى هذه العاقبة السيئة ولا نرضى نتوقف، ولا نسمع من ينذرنا، ولا نتوقف إذا ما انطلق أحد من الناس يحذرنا عواقبها، ولا نقبل على الأعمال الصالحة التي نحن الآن نبحث عنها].
{فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} سترى أنت نفسك أنه لا حجة لك على الله سبحانه وتعالى؛ لأنه قال لك: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ومن منا سيرى نفسه أنه كان في الدنيا يكره على الباطل؟ ثقلت عليك الأعمال فقيل لك: ذق بما كنت تعمل تلك الأعمال التي كنت تنطلق فيها برغبتك واختيارك، وتنساق من تلقاء نفسك.. هل سترى أن لك عذرًا؟ وأنت من كنت تعمل تلك الأعمال على هذا النحو.
لا تتصور بأنها {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أنني كنت في الدنيا أكره على هذه الأعمال، لو كنت تكره لما حسبت عليك، أوليس هذا ملغي في التشريع؟ أن ما أكرهت عليه، كثير من الأشياء التي تكره عليها لا تؤاخذ عليها، كثير من الأشياء تكره عليها لا تعد نافذة لو أكرهت على أن تبيع مبيعا معينًا، أو أكرهت على أن تطلق زوجتك. لا ينفذ، أليس هذا من رحمة الله؟
إذًا فهذه الأعمال بما كنتم تعملون، هي الأعمال التي كنا لا أحد يوقفنا عن الانطلاق فيها، ولا نصغي لأحد يطلب منا أن نرفضها وأن نتركها، وأن ننطلق في الأعمال الصالحة {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا هنا في الدنيا، أن يجعلنا ممن يبصرون ويسمعون، وأن يجعلنا من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأن ينجينا من جهنم، وأن ينجي كل واحد منا من أن يكون ممن يقول هذه الكلمة: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}، وأن يزيدنا يقينًا في الدنيا، وبصيرة في الدنيا، ونحن ما نزال في هذه الدنيا نستطيع أن نعمل، ونستطيع أن ننطلق على هداه، إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
[#الله_أكبر
#الموت_لأمريكا
#الموت_لإسرائيل
#اللعنة_على_اليهود
#النصر_للإسلام ]
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف يمكن أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك؟
🔸 – كيف كانت الدعوة الإلهية لنا في مجال الإنفاق متسقة مع تكريمه لنا؟
🔸 – كم هو الفارق بين تعامل الله معنا وبين تعامل أولئك الذين نذلل أنفسنا لهم من الطغاة والشياطين؟
🔸 – يقول الله تعالى: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، كيف يمكن أن نفهم هذه الآية في سياق يتفق مع ما علمناه من رحمته وعدله سبحانه وتعالى؟
🔸 – جرت العادة على أن المنافقين يؤثرون في الناس أكثر مما يؤثر المصلحون، وينطلق الناس في الباطل بمجرد وسوسة بسيطة من الشيطان بينما يتثاقلون في التوجه إلى الحق مع تكرار الإنذار والهداية الواضحة من الله، فما تفسير ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (12 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثاني_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/2/2002م
اليمن - صعدة
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق أنت الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريما لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذًا فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: من الآية44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار.. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط.. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق.. ننطلق نتلمس آثار الكرامة في كل جانب من جوانب هدايته لنا.. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة.. أليست العزة هي للمؤمنين؟ إذًا فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) العزة للمؤمنين.. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة بعد كل شخص منهم.. ليست هذه عزة.
أو لم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافرًا! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضا، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون؛ لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى.. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعمله.. انظر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب.
أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطة.. بتلك الطريقة بتعذيبك بالقيود وبالكهرباء وبوسائل أخرى.. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكون هدايته للآخرين على هذا النحو؛ لأنه الكريم وهو العزيز هو من يريد أن يكون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها.. هو كرامتها.. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال.. هنا إهانة.. هنا قهر. أما من جانب الله سبحانه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
أو لم يكن المجرمون هم ممن ينفقون كثيرا؟ كانوا ينفقون كثيرا، رأوا أن إنفاقهم ذلك كله لم يكن عملا صالحًا أبدًا، هم من كانوا يتعبون كثيرا من أجل الوصول إلى أهداف معينة، من أجل تحقيق أشياء معينة لديهم اكتشفوها أنها لم تكن أعمالا صالحة.. أليس هذا هو ما سيحصل؟ أي أنهم لم يكونوا في الدنيا ليس لديهم أي عمل، كان هناك أعمال.. أوليست الدنيا كلها مليئة بالبشر العاملين؟ كلهم عاملون كلهم يتحركون.. أليس كذلك؟ الناس كلهم يتحركون وكلهم يعملون. من هو الذي هو نائم في هذه الدنيا؟ كل الناس شغالين فيها. لكن هناك أعمال صالحة هي ضائعة، هي.. هي التي سنكتشف أنها كانت هي المهمة في الدنيا، وأنها هي التي كانت نجاتنا متوقفة عليها، هذا ما سيكتشفه الناس.
فلماذا لا نعمل على اكتشاف الأعمال الصالحة الآن في الدنيا، كل خطاب القرآن هو ليوحي لنا إذًا هنا في الدنيا فاعملوا كذا، إذًا هنا في الدنيا ابصروا واسمعوا، إذًا هنا في الدنيا اكتشفوا الأعمال الصالحة لتنطلقوا في أدائها، ليس مجرد إخبار عما سيحصل من أولئك لمجرد قصة؛ إنه يقول لنا: أبصروا واسمعوا وابحثوا عن الأعمال الصالحة وأنتم هنا في الدنيا حتى لا تكونوا ممن يقول هذا القول في اليوم الآخر {إِنَّا مُوقِنُونَ} يقين مثل الشمس.
القرآن يصنع اليقين، أحداث الحياة والنظرة إليها من خلال القرآن تصنع اليقين.. اليقين. الإمام علي صلوات الله عليه الذي حصل على اليقين من خلال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومن خلال القرآن الكريم، كان يقول: ((والله لو كشف لي الغطاء ما ازدت يقينا)).
وعندما يقول أعمالًا صالحة وعندما يقولون: {إِنَّا مُوقِنُونَ} هل يعني ذلك أن الله قصر هنا في الدنيا فلم يبين الأعمال الصالحة ما هي؟ أو قصر في هدايته للناس هنا في الدنيا فلم يكن بين أيديهم ما يوصلهم إلى درجة اليقين؟ وإنما في القيامة هناك أبان لهم الأعمال الصالحة، وهناك أوصلهم إلى درجة اليقين.. لا.. لو كان الأمر هكذا ما جاز على الله سبحانه وتعالى أن يقصر هنا في الدنيا في هديه للناس، وفي تبيين طرق الأعمال الصالحة تقصيرًا لا يمكن أن يفهموه، ثم يأتي يوم القيامة فيقول كان باقي وباقي، ونحن لم نعلم بها، ولم يكن في هديك ما يرشدك إليها.. أليست هذه حجة للناس على الله؟ سنقول بالتأكيد لكن نحن لم نرشد إليها، ونحن لم نعلمها في الدنيا إطلاقا.
لماذا تأتي هنا في يوم القيامة وتوضح لنا الأشياء بشكل واضح وجلي جدًا؟ وفي الدنيا كان هناك تقصير من جانبك في كتبك ومن جانب رسلك. لا يجوز على الله سبحانه وتعالى. هنا في الدنيا بين، وكلمنا في القرآن الكريم عدة مرات أنه بيان.. كتاب مبين.. مبين.. ألسنا نسمع هذه الفقرة تتكرر كثيرا في القرآن الكريم؟ ومن أين تحصل على درجة اليقين في الأشياء؟ أليس من التبيين، لكن أنت الذي علمت نفسك ألا توقن إلا عندما تضرب في رأسك عندما تحس بالضربة توقن.. وهكذا نحن في الدنيا وهؤلاء أسلافنا كعرب الذين حكى الله عنهم أنهم قد يقولون هكذا. هم من لم يوقنوا ولم يسمحوا لأنفسهم أن يتغلغل إلى أعماقها اليقين من خلال التبيين الواضح، لم يوقنوا إلا عندما ضربوا في رؤوسهم، فأصبحت رؤوسهم منكسة {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}. اليقين هنا متوفر في الدنيا في أعلى درجاته.
والإمام علي هو الشاهد في كل شيء لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وللقرآن ((والله لو كشف لي الغطاء - أي القيامة ورأيت جنة ونارا ورأيت كل شيء - ما ازددت يقينًا)). اليقين توفر لدي من خلال القرآن الكريم والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
هو الشاهد لرسول الله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} (هود: من الآية17) الرسول هو كان على بينة من ربه وهو يتحرك، ويبلّغ، ويربي ويعلم، ويتلوه ويتبعه شاهد منه. الإمام علي هو كان الشاهد الوحيد، الشاهد الكامل في كل مناحي التبليغ للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه لم يحصل من جانبه تقصير، والرسول هو كان يتحرك بحركة القرآن.
والقرآن هو متوفر بين أيدينا.. لكنا نحن من لا نسمح لأنفسنا أن توقن، وهكذا نحن في الدنيا، وسيكون من هذه نفسيته في الدنيا سيكون هكذا في الآخرة. {إِنَّا مُوقِنُونَ} في الآخرة تجلى كل شيء.. لكنه هنا في الدنيا تجلى كل شيء.
الحديث عن الجنة والنار بالشكل التفصيلي، الحديث عن النار، عن عذابها وشدته، عن طعامها، عن شرابها، عن لباس أهلها، عن صراخهم فيها، ألم يتحدث عنه القرآن في أجلى صورة؟ وبطريقة فنية عجيبة تكاد أن ترى ذلك المشهد من خلال حديثه عنه، فتوقن، الجنة كذلك، أهوال القيامة، أهوال ذلك اليوم كذلك جاءت بالتفصيل داخل هذا القرآن.. لكن أنت من لا تصغي لهذا القرآن ابتداء من أن تفهم أنه من عند الله؛ ولهذا تكرر كثيرا في القرآن {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (السجدة:2)، من الله، ألم يتكرر هكذا في أكثر السور؟
يتهددنا اليهود ويتهددنا النصارى ونرى ضرباتهم، ونرى عجزنا أمام ضرباتهم ونرى واقعنا أمام واقعهم، ثم أيضًا على الرغم من هذا كله لا نبصر، ولا نسمع، ماذا سنقول بعد؟ نرجع إلى أين؟ {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا} سيكون رجوعنا عندما نضرب كما يرجع عرفات كما يرجع الفلسطينيون.. أليسوا يرجعون إلى أمريكا، يريدون السلام منها ويستجدون السلام منها، بل كل زعماء العرب هكذا.. يرجعون إلى أمريكا، ويسمونها راعية السلام، وهي الشيطان الأكبر، وهي المثيرة للحروب في العالم.
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
للاشتراك في خدمة #ملزمة_الأسبوع :
http://telegram.me/malzamah