كأنَّهُ برزخٌ ما بينَ بحرَينِ
هِلالُ شعبانَ لَمَّا لاحَ للعينِ
ثنّت حسينًا بعبّاسٍ منازِلُهُ
فأُنزلَ السَّعدُ فيها ضَيفَ ليلينِ
- بدر الدريع
مَتَى يَقُومُ وَلِيُّ الأمرِ مِن مُضَرٍ
فَيَنجَلِي بِمُحَيّاهُ دُجَى الغمَمِ
الحُجّةُ الخَلفُ المَهدِيُّ مَن خَتَمَ..
اللهُ الإمَامَةَ فِيهِ خَيرَ مُختَتَمِ
بَاقرُ البغداديّ رحمه الله
ولقد ندِمتُ على تفرُّقَ شملِنا
دهرًا وفاض الدمعُ من أجفاني
ونذرتُ إن عاد الزمان يلّمُنا
لاعدتُ أذكُرَ فُرقةً بلساني
سَلامٌ عَلى الدُنيا فَما هِيَ راحَةً
إِذا لَم يَكُن شَملي وَشَملُكُم مَعا
كَأَنّا خُلِقنا لِلنَوى وَكَأَنَّما
حَرامٌ عَلى الأَيامِ أَن نَتَجَمَّعا
- الصمة القشيري
الجَواهرّي في رثاء زوجته
بالرُوحِ رُدِّي عَليهَا إنّها صَِلةٌ
بيَنَ المُحِبينَ مَاذا يَنفعُ الجَسدُ
خَلِيلَيَّ إنْ ضَنُّوا بِلَيلى فَقَرِّبَا
لِيَ النَّعْشَ وَالأكفَانَ وَاسْتَغفِرا لِيَا
فَإِنَّكَ كَاللَيــلِ الَّـذي هُـوَ مُـدرِكي
وَإِن خِلتُ أَنَّ المُنتَأى عَنكَ واسِعُ
النابغة الذبياني
يا مَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَحزونِ
أَمسى تَذَكَّرَ رَيّا أُمَّ هارونِ
أَمسى تَذَكَّرَها مِن بَعدِ ما شَحَطَت
وَالدَهرُ ذو غِلظَةٍ حينًا وَذو لينِ
فَإِن يَكُن حُبُّها أَمسى لَنا شَجنًا
وأَصبَحَ الرَأيُ مِنها لا يُؤاتيني
فَقَد غَنَينا وَشَملُ الدَهرِ يَجمَعُنا
أُطيعُ رَيّا وَرَيّا لا تُعاصيني
تَرمي الوُشاةُ فَلا تُخطي مَقاتِلَهُم
بِصادِقٍ مِن صَفاءِ الوُدِّ مَكنونِ
-خفاف بن ندبة السلمي
أنا ذا أمامَكَ ماثلاً متَجبِّراً
أطأ الطُغاة بشسعِ نعليَ عازبا
آليتُ أقْتَحمَ الطُغاةَ مُصَرِّحاً
إذ لم أُعَوَّدْ أنْ أكونَ الرّائبا
وغرَسْتُ رجلي في سعير عَذابِهِمْ
وثَبَتُّ حيثُ أرى الدعيَّ الهاربا
وتركتُ للمشتفِّ من أسآرِهِمْ
أن يستمنَّ على الضّروعِ الحالبا
ما خِلتُ أَنَّ الدَّهرَ مِن عاداتِهِ
تُروى الكِلابُ بِهِ ويَظمى الضَّيغَمُ
مِثلُ اِبن فاطِمَةٍ يَبيتُ مُشَرَّدًا
ويَزيدُ فِي لَذّاتِهِ مُتَنَعِّمُ!
يَرقى مَنابِرَ أَحمَدٍ مُتَأَمِّرًا
فِي المُسلِمينَ ولَيسَ يُنكِرُ مُسلِمُ
ويُضَيَّقُ الدُّنيا عَلى اِبنِ مُحَمَّدٍ
حَتّى تَقاذَفَهُ الفَضاءُ الأَعظَمُ
خَرَجَ الحُسَينُ مِنَ المَدينَةِ خائِفًا
كَخُروجِ مُوسى خائِفًا يَتَكَتَّمُ
-السَّيّد جَعفر الحِلّي
كَم مِن حَديثٍ في الفُؤادِ مُكَبَّلٍ
وَكَم مِن سُؤالٍ في اللِّسانِ أَسيرُ
وَكَم مِن دُموعٍ في المَآقي حَبيسَةٍ
تَكادُ مِنَ الكِتمانِ فينا تَغورُ
وهَممْتُ أنْ أشْكو الهُمومَ لصَاحبِي
فذكرتُ أنَّك مِنْ وَريدِي أقربُ
عَبدٌ أنا والحُزن يَعصِرُ خَافِقي
ضمِّد جِراحِي إنَّني لكَ أهربُ
الجِسْمُ في بَلَدٍ والرُّوْحُ في بَلَدِ
يا وَحْشةَ الرُّوْحِ بَلْ يا غُرْبَةَ الْجَسَدِ
أُفَكِّرُ في الدُنيا وَأَبحَثُ في الوَرى
وَعَينِيَ ما بَينَ النُجومِ تَجولُ
-إيليا أبو ماضي
فيختــــمُ مروانٌ برســـــمِ خليفةٍ
ويأمرُ فِي جيشِ الفتوحاتِ خالِدُ !
وأنتَ حبيسُ الدارِ بالحَلقِ غُصةٌ
تبوحُ بها طورًا وطورًا تُخالِـــــدُ
فإنْ أنتَ تُخفيها فما ثَمَّ مُدرِكٌ
وإن أنت تُبديها فما ثَمَّ فائِـــدُ
بدر الدريع
أَدهَى الْمَصَائِبِ غَدْرٌ قَبْلَهُ ثِقَةٌ
وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ
قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ
لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً
فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمْثَالِي
محمود البارودي
وما همَّني مِن بعدِ قولي مُعقِّباً
أكان عليهِ مادِحًا أو مُذَمِّما
فَلستُ الذي تُغريه في الخَلقِ كثرةٌ
ولَستُ الذي إن قلَّ صَحبٌ تبرَّما!
لَعَمرُكَ مَا الأبصَارُ تَنفعُ أَهلَهَا
إِذا لَم تَكُن للمُبصِرِينَ بَصَائرُ
أبو فراس الحمداني
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ