أَلِمِثْلِ ذا تَبْكِي - خُذِلْتَ- وَإِنَّما
يُبْكىٰ عَلىٰ الزَّهْراءِ وَهْيَ قَتِيلُ
يُبْكىٰ عَلىٰ خَيْرِ النّساءِ ومَنْ لَهَا
نَسَبٌ وَ فَضْلٌ ما دَناهُ رَسُولُ!
بِنْتُ النَّبِيِّ وَ أُمُّهُ وَ لِآلِهِ
نَبْعٌ أَطابَ وَ لِلْوَصَيِّ حَلِيلُ
وَيْلِِي عَلَيْها وَهْيَ تُحْرَقُ دارُها
وَ حَمِيُّها بِوَصِيَّةٍ مَكْبُولُ!
(الشاعر عقيل العميدي العراقي)
قال أخونا النبيل تميم البرغوثي:
فقُل سنّةٌ مَهمَا أَرَدتَّ وشِيعَةٌ
فمَا مُسلمٌ مَن كان بالظُّلمِ راضِيَا
فأجريتُ البيتَ على لساني أتذوقه مختبِرًا فما أطاق لساني هذا القُربَ وهذه العادية بالمعنى وإنْ كان يعبِّر به عن واقعٍ يريده، وما وجدتني إلا قائلًا:
فقُل سنّةٌ مَهمَا أَرَدتَّ وشِيعَةٌ
فمَا مُسلمٌ مَن كان ( بالذُّلِّ ) راضِيَا
فأصاب ما في نفسي من جعل العزة هي دين المسلم كان مَا كان، وأحسَب ارتقى به درجةً في شرف المعنى الشعري.
ابو قيس محمد رشيد
أَغِثْنِي أَغِثْنِي يَــــابْنَ آمِنَةٍ وَجُدْ
عَلَيَّ بِلُطْفٍ مِنْكَ مِنْ قَبْلِ أنْ أَُخْزَى
فَإنّكَ تُرْجَى فِـي الخُطُوبِ وَإنَّنِي
لأرْجُو مِنَ الدّارَيْنِ فِي حُبِّكُمْ عِزّا
- الحِرْزِيّ، مُتَوَسِّلًا بالنَّبِيِّ الأَعْظَمْ (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ)
ثَلاثٌ لَهُ بِالطفِّ إمَّا ذكرتُها
أبيتُ عَليهَا كالذِي مَسَّهُ خَبلُ
فأوَّلُها في مسرحِ الخيلِ أن يُرَى
لِأضلاعِهِ من بعدِ مَصرعهِ سَحلُ
وَبالسهمِ ثَانِيهَا، ولم يُروَ مِن ظمىً
على صدرِهِ كالطيرِ أن يُذبَحَ الطفلُ
وأفدَحُها أن يعلوَ الشمرُ صدرهُ
وجنباهُ مِن قيديهمَا الرُّمحُ والركلُ
بدر الدريع
أكو يحَجون من الصبُح لل اليل
و حَرام ان چَان تفهَم شِنهو يحَجون
وأكو سَاكت وحَلكة مخيط خياط
و حَچيه شكد حَلو ب نَضرات العَيون
وَهَل في تَمادي الدَمعِ رَجعٌ لِذاهِبٍ
إِذا فاتَ أَو تَجدِيدُ عَهدٍ لِداثِرِ؟
البحتري
لَم يَبقَ شَيءٌ سِوَى صَمتٍ يُسَامِرُنَا
وَطَيفِ ذِكرَى يَزُورُ القَلبَ أَحيَانَا..
- فاروق جويدة
لَيتَ شِعرِي هذا العَناءُ لِمَنْ
هذِهِ الدُّنيا مَا بِها غَيرَ الشَجَنْ
قَلْبًا قَاتَلَتهُ النَّائِباتُ بِشِدَّةٍ
حَتّىٰ شَيَّعَتهُ المَشَاعِرُ وَاِندَفَنْ
وَطَرْفًا كَانَ لِلأَنامِ مُبتَهِجَاً
فَلَمّا نَابَهُ ما صَارَ فِي القَلبِ ضَنْ
فَصَارَ كَالسَّيفِ المُهَنَّدِ فِي الحُرو
بِ وكَالعَقلِ إِنْ هُوَ فَطَنْ
وَلُبَّاً كَابَد كُلَّ الصِّعابِ بِجُرأَةٍ
فجَالَ العَنَتُ فيهِ بِأضنَى المِحَنْ
فَيا حَسرَةً عَلى الشَّبابِ فَما
خِلتُ أنَّ الشَّبابَ بِأَكْمَلِهِ شَجًى
-المُغتَمُّ
ما سرتُ مِيلًا ولا جاوزتُ مرحلةً
إلَّا وذِكركِ يٙثني دائمًا عُنُقي
ولا ذكرتُكِ إلَّا بِتُّ مُرتٙفِقًا
أرعى النُّجومٙ كأنَّ الموتٙ مُعتٙنِقي
وأخاف من ثقلي عليك فأنثني
عن طرق بابك، والفؤاد مولَّهُ
ضدّان شوقُك وافتعالُ كرامةٍ
نخفي الهوى، والحبّ يعرف أهلهُ
قَد يُنعِمُ اللَهُ بِالبَلوى وَإِن عَظُمَت
وَيَبتَلي اللَهُ بَعضَ القَومِ بِالنِعَمِ
— أبو تمام
.
أوْصَى النّبِيّ، فَقََالَ قَائِلُهُم:
قَدْ ظَلّ يَهْجرُ سَيّدُ البَشَرِ
وَرَوُوا أبَا بَكرٍ أصَابَ وَلَم
يَهْجرْ وَقَدْ أوصَى إلى عُمَرِ
- الدّيلميّ
.
أوصَى النّبِيُّ، أمِيرَ النّحلِ دِونَهُمَا
وَخَالفَاهُ لأمرٍ عِندَهُ اشتَوَرَا
وَقَالَ: هَاتُوا كِتَابًا لا تَضِلّوا بِهِ
بَعدِي فَقَالُوا: رَسُولُ اللهِ قَد هَجَرَا
- الدّيلمي
ألا أبلِغَنْ مِنّي سلاماً مُبَجَّلا
وشوقاً على الأفلاكِ أضحى مُجَلجِلا
على خيرِ خَلقِ اللهِ طه أبي الهُدى
وَمَن شرَّفَ التُّربَ البقيعَ وَفضَّلا
ألا إنّني المُشتاقُ في شَمِّ تُربةٍ
لَها في الغَرييَنِ التُرابُ تَمَثَّلا
فَصِرتُ إذا ما الوَجدُ هَزَّ أضالِعي
أزورُ أميرَ المؤمنينَ أبا العُلا
باقر الجدي
فإنْ أنسَ لا أنسى على الخِيفِ وِقفَتي
وَجيبيَ مقدودٌ ورأسيَ حاسِرُ
عشيَّةَ قد مالوا فأجمعتُ للنَوى
جَحافلَ شوقٍ عزَّرَتها شَواجِرُ
بدر الدريع
شَتّانَ بينَ فؤادٍ حشوُهُ وَلَهٌ
وبينِ جلدِ حَشاهُ اللهوُ حينَ حَشا
- محمَّد الحِرزي
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
-الحلاج
غِبتُم فَماليَ من أُنسٍ لغَيبَتِكم
سوَى التّعلّلِ بالتّذكارِ وَالأمَلِ
أحتالُ في النَّومِ كَي ألقَى خيالكمُ
إنَّ المُحِبَّ لمُحتاجٌ إلى الحِيَلِ!
أَسِيرُ وَمَا أَدْرِي إِلَى أَيْنَ يَنْتَهِي
بِيَ السَّيْــرُ لَكِنِّي تَلَقَّفُنِي السُّبْلُ
فَلا تَـــــسْأَلَنِّي عَنْ هَوَايَ فَإِنَّنِي
وَرَبِّكَ أَدْرِي كَيْفَ زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ
البارودي
"خِيامُك بيتُ الله"
رفيقاكَ يومَ الحربِ بـأسٌ وصارمُ
وفـي السلمِ محرابٌ وذِكرٌ ملازِم
يمينُـك كـهـفُ البائسينَ ومفـزعٌ
وتفـزعُ يومَ الرَوعِ منهُا الضراغمُ
أبـا الفضـلِ يـا أنت الوجودُ بكلِّـهِ
فإنـك مبديٍ فـي الامـور وخـاتِـمُ
سخاءُك غاظَ الحاسدينَ محيطُهُ
يُرى البحرُ من حُسّـادِهِ والغمائمُ
إذا شاحت الدنيا على الحر أو جَفَتْ
فـخـيركَ مـوصولٌ وفضُـلـكَ دائِـمُ
خـيامُـكَ بيـتُ الله والـكـعـبـة التـي
ذُرى المجد طافت حولها والمكارمُ
قـواعدُها فـتـيـانُ (آلِ مـحـمـدٍ)
وسمـرُ الـقـنـا أركـانُـها و الصوارمُ
شياطينُ سـفيانٍ تنـادت لـهدمِـها
فأوسـعتَهُم رجماً و سيفُكَ راجِمُ
نشرتَ لواءَ الحمدِ والسيفُ دونه
ذوو البأسِ تخشى وقعَهُ والأعاظمُ
لأنـتَ إمـامُ الحـربِ بـل و نبـيـهـا
لـخُمٍّ بَـدَتْ عـنـد الفـراتِ علائِـمُ
فبلَّـغتَ عن وحي الحسينِ رسالةً
كـما بـلَّـغ المـختـارُ واللهُ عاصِـمُ
وآيـاتُ نـصـرٍ بالطـفوفِ تنـزَّلـتْ
عليـكَ ، بـأنَّ الفتـحَ لاشـكَ قـادِمُ
وها أنت عباسٌ إذا الحربِ ألهِبَتْ
و ثـغـرُكَ للـنصـر المـؤزرِ بـاسـمُ
فسجَّرتها شـعواءَ ذاكٍ جحيـمُها
تُرينا شواءَ الطيرِ ، والرمحُ جاحمُ
فاللـموتِ أمـرٌ في يديـكَ مـودَعٌ
بأسرارِ غيبِ الحربِ بأسُكَ عالـمٌ
رفعتَ حساماً فيهِ أمرٌ أن اقدِمي
فجِئنَ بهِم صوبَ الهلاكِ الصلادِمُ
فأرديـتَ فرسـاناً فـررنَ خيولُـهُم
و بادَرنَ فـي إنـقاذِهِنَّ الهزائِـمُ
و تتـرى السـرايا يـممتْكَ لعلها
تخـطُّ ثبـاتاً فـي الوغى وتُصادِمُ
فخـيَّرتَـها بيـنَ الهـدى أو كريـهةٍ
تطـيح الايادي عندها والجماجمُ
وَلَجتَ قتـالاً يُرهبُ الوحشَ وقعُهُ
ومن صخْبـهِ رعـباً تـفرُّ الضـياغِمُ
وحـيداً وأشـباحُ المنايا تهـافَـتتْ
تُـواري ضفافَ النهرِ والنهرُ واجِمُ
مشـيتَ إزاءَ النـهرِ مشـيةَ حـيدرٍ
غداةَ (ابـنِ وِدٍ) جاءهُ وهـو نـاقِـمُ
فـأكرمـه بسـمِ الـمُهـيمنِ ضربـةً
وليسَتْ سوى عَـمرو ابنِ ودٍ تلائمُ
وأنت كـذا لـلـطـفِّ كـنـتَ كريمَهُ
وقـد أخفقَت عـمّا وهـبتَ الأكارمُ
سناءك والتكوير والشمس والضحى
و طــه و نـــوحٌ و الـبـروجُ تـوائـمُ
وجسمك فوق الأرض سورة فصلت
وبيـضُ الـضبا للشارحين مـعاجمُ
عليك سلام ( الله ) مـا رفَّ طـائرٌ
وما حرَّكَتْ غصنَ الوجود نسائم
جابر الكاظمي
هَيَّجَ القَلبَ مَغانٍ وَصَيَر
دارِساتٌ قَد عَلاهُنَّ الشَجَر
وَرِياحُ الصَيفِ قَد أَزرَت بِها
تَنسِجُ التُربَ فُنوناً وَالمَطَر
ظِلتُ فيها ذاتَ يَومٍ واقِفاً
أَسأَلُ المَنزِلَ هَل فيهِ خَبَر
لِالَّتي قالَت لِأَترابٍ لَها
قَد خَلَونا فَتَمَنَّينَ بِنا
إِذ خَلَونا اليَومَ نُبدي ما نُسِر
فَعَرَفنَ الشَوقَ في مُقلَتِها
وَحَبابُ الشَوقِ يُبديهِ النَظَر
قُلنَ يَستَرضينَها مُنيَتُنا
لَو أَتانا اليَومَ في سِرٍّ عُمَر
بَينَما يَذكُرنَني أَبصَرنَني
دونَ قَيدِ المَيلِ يَعدو بي الأَغَر
قالَتِ الكُبرى أَتَعرِفنَ الفَتى
قالَتِ الوُسطى نَعَم هَذا عُمَر
قالَتِ الصُغرى وَقَد تَيَّمتُها
قَد عَرَفناهُ وَهَل يَخفى القَمَر
ذا حَبيبٌ لَم يَعَرِّج دونَنا
ساقَهُ الحَينُ إِلَينا وَالقَدَر
وَرُضابُ المِسكِ مِن أَثوابِهِ
مَرمَرَ الماءَ عَلَيهِ فَنَضَر
قَد أَتانا ما تَمَنَّينا وَقَد
غُيِّبَ الأَبرامُ عَنّا وَالقَذَر
-عمرو ابن ربيعة
عَجِبْتُ لَهُ والسُّمُّ خَالَطَ رِيقَهُ
أَمَا حِيْلَ شَهْداً وهيَ شَهْدٌ مَرَاضِبُهْ
بدر الدريع