قِفا نبكِ لا ذِكرىٰ حَبيبٍ وَمَنزِلِ
وَلا باللّوىٰ بَينَ الدَّخولِ فَحَومَلِ
ولكنَّما نَبكي لفاطِمَ كيفَ لا
نَحارُ لَها رَسماً يَلوحُ لمُجتَلي
- بدر الدريع
وفيكِ من الجمال دلالُ طفلٍ
وحيدٍ، بعد عُقمِ الوالدينِ
وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدِّ، قوسا حاجبينِ
وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفلٍ نام بين الرضعتينِ
ختمتُ بكِ القصيدة فاقرئيني
كـ "بسمِ اللهِ"بين السورتينِ
فَيالَكَ مِـن ذِي حـاجَةٍ حِيـلَ دُونَهــا
ومـا كـلُّ ما يَهْـــوَى امــرؤٌ هـو نائلُـهْ
لعَمْــــرِي لَمَــوتٌ لا عقــوبـةَ بعــدَه
لِذِي البَثِّ أَشْفَى مِن هَوًى لا يُزايِلُهْ
(طرفة بن العبد)
-------
حِيل دونها : حُجِبَ عن تحصيلها.
البث : الشوق والشكوى لا نهاية لهما.
لا يُزايله : لا يُفارِقه.
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
- ابو الطيب
يا لَيْلَةَ الوَصْلِ هَلْ تُحْكِينَ أَسْرَارِي
حِينَ الْقَمَرُ سَاهَرَ وَالنَّجْمُ فِي الْمَسَارِي
فَاقْتَرَبَتْ مِنِّي حَبِيبَتِي وَفِي يَدِهَا
رَاحَةُ الْعِطْرِ تَفُوحُ كَالنَّدَى فِي الْأَزْهَارِ
قَالَتْ: أَيَا قَلْبِي الَّذِي بَاتَ فِي وَلَهٍ
هَلْ مَا زِلْتَ تَذْكُرُ حُبِّي وَهَوَانِي؟
قُلْتُ: وَكَيْفَ أَنْسَى جَمَالَكِ يَا مَلَكِي
وَعَيْنَاكِ تَسْبِي الرُّوحَ وَالْفُؤَادَ فِي أَسْرَارِ
لَيْتَ اللَّيَالِي تُطِيلُ مِنْ لِقَائِنَا
وَتُخْبِرُ النَّاسَ كَيْفَ الْحُبُّ يَحْيَا بِنَارِي
أَمَا تَتَّقُونَ اللهَ فِي قَتْلِ عَاشِقٍ
يَبِيتُ يُرَاعِي النَّجْمَ وَالنَّاسُ نُوَّمُ
فَبِاللهِ يَا قَوْمِي إِذَا مِتُّ فَاكْتُبُوا
عَلَى لَوْحِ قَبْرِي: إِنَّ هَذَا مُتَيَّمُ
لَعَلَّ فَتًى مِثْلِي أَضَرَّ بِهِ الْهَوَى
إِذَا مَا رَأَى قَبْرِي عَلَيَّ يُسَلِّمُ
فُؤادُكَ خَفّاقٌ ، وَبَرقُكَ خافِقُ
وَأَعياكَ في الدُنيا خَليلٌ مُوافِقُ
تَخَيَّر؛ فَإِمّا وَحدَةٌ مِثلُ مَيتَةٍ
وَإِمّا جَليسٌ في الحَياةِ مُنافِقُ
- أبُو العَلاءِ المَعَرِّي
أرسلَ الشَّيخ باقِر الجَدي إلى أحدِ الفُضلاءِ والأدباءِ أبياتاً سمّاها -حفظه الله- بالـ"التلغيز الرشيق"، فقالَ فيها:
ما حَيرَةٌ رُدِّدَتْ في الصَّدرِ قَلَّبَها
مِن الرِّجالِ حَميدٌ غيرُ مَذمومِ
للأُنسِ مِنها سَميرٌ غَيرُ مُنقَطِعٍ
لِلهَمِّ مِنها عبوسٌ جِدُّ مَهمومِ
يُعافُها الغِرُّ إن تَرمي مَقاتِلَهُ
ولِلطَّبينِ بِها طِبٌّ لِمَحمومِ
تُعطيكَ مِن نَفْسها ما كُنتَ آخِذَهُ
حتّىٰ الثِّيابِ وَما أضحىٰ بِمَكتومِ
باقر
فأجابَهُ الأديبُ الفاضِلُ الألمَعيّ والناقِدُ الفَذ، السيِّد محمَّد العَمْدي -حفظه الله-:
هِيَ الدُّخينَةُ -يا مَولايَ- قَلَّبَها
في صَدرِه كلُّ ذي غمٍّ وَمَهمومِ
تَنَفَّسُ اثنينِ في أنفاسِها، وَلَها
مِن بعدِ هاذاكَ عشقٌ غيرُ مَكظومِ
لَسْباتُها الجَمرُ يَحكيها وَليسَ لَها
مِن كيِّها غيرُ رَسمٍ غيرِ مَرسومِ
يالَيتها مثلُ ما في هذِهِ استَعَرَت
أيضاً بهٰذيكَ تُورىٰ لا بِيَحمومِ
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ
وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي
- عنترة بن شداد
طافَ الهَوى بِعِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
حَتّى إِذا مَرَّ بي مِن بَينِهِم وَقَفا
إِذا جَحَدتُ الهَوى يَوماً لِأَدفِنَهُ
في الصَدرِ نَمَّ عَلَيَّ الدَمعُ مُعتَرِفا
لَم أَلقَ ذا صِفَةٍ لِلحُبِّ يَنعَتُهُ
إِلّا وَجَدتُ الَّذي بي فَوقَ ما وَصَفا
وَمَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
بِمَا يَكُونُ فَعُقْبَى أَمْرِهِ؛ نَدَمُ!
مَحْمُود البَارُودِيُّ
أفتدي ارتباك عيونٍ وهي تقتلني
كالنار تأكل حقلًا وهي ترتعشُ
وفي يدي نقشوا همي وما قدروا
أن يقرأوا خطهم من هولِ ما نقشوا
مهما أصح وجعًا لا يسمعوا وأنا
أُصغِ لصوتِ رموش العينِ إن رمشوا
وأول الحب لا يُنبي بآخره
كغولةٍ طفلةٍ في خدها نَمَشُ
كم دون وصلِك من جيش وطاغيةٍ
تقول أبرهةٌ والفيلُ والحبشُ
يا دهرُ لي عندك ثأر سأدركه
حتى ونابُك في ضلعي ينتهشُ
لولا الشدائدُ لم يسمع بنا أحدٌ
والسبعُ كالهِرِّ لولا الجوعُ والعطشُ
تميم البرغوثي
لَستُ الَّذي يَرتجي النّاسَ وَصلا
ولا مَن إذا هَجَــروا يَأْلــمُ
أنا البَدرُ ، ما ضرَّني في لَيالِيَّ
سُحْــبٌ تُغادِرُ أو أَنجُــمُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيْتُكَ بِدْعَةً
لقد كنتُ أرْجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
- المتنبي
يَا ليْت أنَّا إذَا اشتَقنَا لِمَن رَحَلُوا
نَغْفوا فيَأتُونَنا في الحَال زُوّارَا
أَقَمْتُمْ غَرَامِي فِي الْهَوَى وَقَعَدْتُمُ
وَأَسْهَرْتُمُ جَفْنِي الْقَرِيحَ وَنِمْتُمُ
وَعَاهَدْتُمُونِي أَنَّكُمْ لَنْ تُمَاطِلُوا
فَلَمَّا أَخَذْتُمْ بِالْقِيَادِ غَدَرْتُمُ
عَشِقْتُكُمُ طِفْلًا وَلَمْ أَدْرِ مَا الْهَوَى
فَلَا تَقْتُلُونِي إِنَّنِي مُتَظَلِّمُ
وَلَو قَلَّدوا الموصىٰ إِلَيهِ زِمامَها
لَزُمَّت بِمَأمونٍ مِنَ العَثَراتِ
أَخا خاتِمَ الرُسلِ المُصَفّى مِنَ القَذى
وَمُفتَرِسَ الأَبطالِ في الغَمَراتِ
فَإِن جَحَدوا كانَ الغَديرُ شَهيدَهُ
وَبَدرٌ وَأُحدٌ شامِخُ الهَضَباتِ
- دِعبِل بن علي الخُزاعي (٢٤٨ هـ)
إنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبِّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
وَلَمّا اِلتَقَينا بِالثَنِيَّةِ أَومَضَت
مَخافَةَ عَينِ الكاشِحِ المُتَنَمِّمِ
أَشارَت بِطَرفِ العَينِ خَشيَةَ أَهلِها
إِشارَةَ مَحزونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ
فَأَيقَنتُ أَنَّ الطَرفَ قَد قالَ مَرحَباً
وَأَهلاً وَسَهلاً بِالحَبيبِ المُتَيَّمِ
نَهْجُ العُلا يُنْضِي الرِّكابَ، وكُلُّنا:
كَسْلانُ دُونَ المَجْدِ، أو مُتكاسِلُ
- أبو العلاء
صَفحَتُنا الجَديدة، بَعدَ أَن قامَ أَحَدُهم بِالإِبلاغ عَن صَفحَتِنا القَديمَةِ وتَهكيرِها، ولَيسَ هَذا بِالجَديد، والحَمدُ للهِ دائِمًا.
https://www.instagram.com/al_zkhrof1?igsh=MWo1bnQzM2pqMW55MA==
وسَأكونُ شاكِرًا لِمَنْ يُعينُنا عَلى نَشرِها لِتُقِرَّ الأَعيُنَ مِنْ جَديد ♥️.