زُرْ خَيْرَ قَبْرٍ بالعِراقِ يُزارُ
وَاعصِ الحِمارَ فَمَنْ نَهاكَ حِمارُ
-دعبل الخزاعي
وَتَحْسَبُهُ قَدْ وُقِّرَتْ جُلَساؤهُ
وَما وُقِّرَتْ جُلَّاسُهُ بَلْ مآدِبُهْ
إذا قامَ قامَتْ كالرِّماحِ وُفودُهُ
وَإنْ سارَ سارَتْ كالغَمامِ رَكائِبُهْ
وَإنْ مَرَّ يَمرُرْ كالنَّسيمِ لَطافَةً
علىٰ أنَّهُ مِلْءُ العُيونِ لَواحِبُهْ
عَجِبْتُ لَهُ وَالسُّمُّ خالَطَ رِيقَهُ
أما حِيلَ شَهْداً وَهيَ شَهْدٌ مَراضِبُهْ
وَلِلجَسَدِ المُصفَرِّ بِالسُّقْمِ ثَوبُهُ
أما عَرقَتْ فَاحْمَرَّ طِيباً مَخاضِبُهْ
أهِيلا علىٰ أرضِ البَقيعِ مَدامِعي
أهيلا نَفيساً مُقْلَتايَ حَقائِبُهْ
- بدر الدريع
ما خِلْتُنِي أَلْجا إِلى صَبْرٍ عَلَى
زَمَنٍ بِتَفْريقِ الأَحِبَّةِ مُولَعِ
ابن الخياط
وَقَد ضَمَّنا وَشكُ التَلاقِي وَلَفَّنا
عِناقٌ عَلى أَعناقِنا ثَمَّ ضَيِّقُ
فَلَم تَرَ إِلّا مُخبِراً عَن صَبابَةٍ
بِشَكوى وَإِلّا عَبرَةً تَتَرَقرَقُ
فَأَحسِن بِنا وَالدَمعُ بِالدَمعِ واشِجٌ
تَمازُجُهُ وَالخَدُّ بِالخَدِّ مُلصَقُ
وَمِن قُبَلٍ قَبلَ التَشاكي وَبَعدَهُ
نَكادُ لَها مِن شِدَّةِ الوَجدِ نَشرَقُ
فَلَو فَهِمَ النَاسُ التَلاقِي وَحُسنَهُ
لَحُبِّبَ مِن أَجلِ التَلاقي التَفَرُّقُ
البحتري.
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بِدُموعِهِ
مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ
المتنبي
أحِنُّ إلى الحبيب ولستُ أدري
أيحدثُ مثلُ هذا في الهيامِ ؟
يطوفُ خيالُهُ ويَعِنُّ دومًا
فأنطقُ باسمِهِ بينَ الكلامِ !
ويفتضحُ الهَـوى ويشيعُ سرِّي
على أنيِّ كتومٌ فـي الغرامِ
الحُرُّ يَصبِرُ ما أطاقَ تصَبُّرًا
في كُلِّ آوِنَــةٍ وكُلِّ زَمــانِ
ويَذوبُ بِالكِتمانِ إلّا أنّــهُ
أحوالُهُ تُنبي عَنِ الكِتمانِ
- أبو فراس الحمداني
مِنَ (العِراقِ) مِنَ الأرضِ التي ائْتَلَفَتْ
و(الشَّامِ) ألْفاً فما مَلاَّ و لا افْتَرَقا
فَإِن تَدعُني لِلشَرِّ أُسرِع وَإِن تُهِب
بِصُلحي فَقَد أَبقَيتُ لِلصُلحِ مَوضِعا
- البحتري
بَعدَ أن تُوفّي السّيّد مَهدِيّ القزوِينيّ رَثاهُ السّيّد حَيدرُ الحِلّيّ بِمَرثِيّة عَجيبةٍ:
أظُبا الرّدى انصَلتِي وهَاكِ وَريدِي
ذَهَبَ الزّمَانُ بِعدَّتِي وعَدِيدِي
وأنَا الفِداءُ لِمَن نَشَأتُ بِظلِّهِ
والدّهرُ يَرمُقنِي بِعينِ حَسودِ
ومَضَتْ بِنخوَة هَاشمٍ وإبائِها
فَطوتهُما والصّبرَ فِي مَلحُودِ
وكَانَ القزويِنيُّ يَعدّ السّيّدَ حيدرَ أكبرَ شَاعرٍ طَالِبيّ بِمعنَى أنّهُ يُقدّمهُ عَلى الشّريفِ الرّضيّ رحمهُم اللهُ.
أَسُعَيدَ ما ماءُ الفُراتِ وَطيبُهُ
مِنّا عَلى ظَمَإٍ وَفَقدِ شَرابِ
بِألَذَّ مِنكِ وَإن نَأَيتُ وَقَلّما
تَرعى النِساءُ أمانَةَ الغُيّابِ.
- عمر بن أبي ربيعة
فَهموا إشارات الحبيب ؛ فهَاموا
وأقامَ أمرْهُمُ الرشادُ فقاموا
وتوسَّموا بمدامعٍ مُنهلَّةٍ
تحت الدياجي ، والأنامُ نيامُ
وتَلَوْا من الذِّكرِ الحكيم ِ جوامِعًا
جُمِعَتْ لها الألبابُ والأفهامُ
ياصاحِ لو أبصرتَ ليلهمُ وقد
صَفَتِ القلوبُ وصُفَّتِ الأقدامُ
لرأيت نورَ هدايةٍ قد حَفَّهُم
فسرى السرورُ وأشرقَ الإظلامُ
فهمُ العبيدُ الخادمونَ مَليكَهم
نِعمَ العبيدُ وأفلحَ الخُدَّامُ
سَلِموا من الآفاتِ لمَّا استسلموا
فعليهمُ حتى المماتِ سلامُ
أبي العباس ابن خليل
وَمَنْ شِيَمِي حُبُّ الْوَفاءِ سَجِيَّةً
وَما خَيْرُ قَلْبٍ لا يَدُومُ لَهُ عَهْدُ
- البارودي
قد هَوّنَ الصّبرُ عِندي كلَّ نازِلَةٍ
ولَيّنَ العَزْمُ حَدَّ المَركَبِ الخشنِ
- المتنبي
ذَكَر الشّيخ جَواد شبّر فِي "أدَب الطّفِّ" أَخبَرنِي السَّيّد حيدرِ الْحِلّي قَال: رَأَيتُ فِي الْمَنَامِ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ عَليهَا السَّلَامُ فَأَتيتُ إلَيهَا مُسَلِّمًا عَليهَا مُقَبِّلًا يَديهَا فالْتَفَتَتْ إليّ وَقَالتْ:
أَنَاعِيَ قَتلَى الطَّفِّ لا زِلتَ ناعِيا
تُهِيجُ عَلَى طولِ اللَّيَالِي الْبَوَاكِيا
فَجَعَلتُ أبكِي وانتَبَهتُ وَأَنا أُرَدِّدُ هَذا البيت وَ جعلتُ أتَمَشّى وَ أنا أبكِي فَفَتحَ اللّٰهُ علَيَّ أنْ قُلتُ:
أعدْ ذِكْرَهُم فِي كَربَلا إنَّ ذِكرَهُم
طَوَى جَزَعًا طَيَّ السِّجلِ فُؤادِيا
ثّمّ أَوصى أَن تُكتبَ وتُوضَعَ مَعهُ في كَفَنِه.
مواسم..
من القصائد المهمة جداً في الشعر الشعبي الحديث
للشاعر الكبير لطيف العامري
وتعجبت ..
صافحتني وچفك بچفي برد
نصين مشطوره الشمس
واحنه كل واحد وظله
والمسافه بّين ظل چفك وچفي
بطول دمعة باچر
وضحكة أمس ..
شتثگل بروحي انحنيلك
مو مذله
العثگ طبعه يماشي سعفات الگلب
وشيثگل البرحي على چتفه
يدنگ يشيل الرطب لاينحبس
ألقصيده التنجرح تنزف عتاب
تشگگ هدوم الخجل
تصعد ثريه
ومن تشوفك تخجل وتنزل همس
والفرح كحلة عروس
انغسلت بدمع الرصاص
الشگگ هدوم العرس ..
غيّم الدخان بيّه
ومطرن بروحي الظنون
الگاع مو بس للورد تفرش جنحها
وتسجد الگطرة نده
تمد جنحها الثاني للعاگول
يكفر بالمطر لو شح عليه
ويشيل روحه الوحده ..
صافحتني
أنت يل چفك نزيف سنين عمرك
وآنه من دمك رسمت أول خريطه
وتو أريد اكتب عليها
حروف .. اسمي .. بيتي .. عنواني .. قضيتي
چفك بچفي برد
وتعجبت .. !!
گبل عيني يغرگ بشاطيها دمعي
بيك غرگت بالدمع
عمري چلمه اندفن بتراب الرفوف
اقراني كلي
يل شعلتك بيّه نار
أنت تكبر بالظلام
وآنه ازغرلك شمع
والعطش ديرم شفاف سنين عمري وماشكيته
ومن لگيته أتدنه يمك
حشميت سنين عمري
يطگن ألعمرك نبع
يل خذت كل الگمر لون ومشيت
وآنه أخذت الليل لوني
الگمر لو ما لمّه ليل
بيانهار يظل يشع
أنت مني
شجره روحي وحبك يمرني مواسم
صافحتني بچف خريفك
نزعتني اوراقي كلها
وصافحتني بچف ربيعك
مات بيدي
وچفك بچفي برد
وتعجبت ..!!
ألدمعه من تنزل ضحك
تنزل رخيصه
ومن تشب بركان بظنون الندم
تنزل ضريح
لاتمد جنحك شمع
وتگول اصلبوني قضيه
ولاتحط روحك مسيح
أنت أول لافته اتشگگت من ثگل الشعار
زغرتني والحزن بيّه مشى
بكبر الضمير
بّردت أول شراره بروحي
يل مايك غطاني منين أطير ؟؟
آنه دليتك عليّه
وعلگت ورقة مصيري
بيّن چفينك رساله
ردتك تصافحني وتوصلني
لگمه الكل فقير
ردتك تصافحني وتوصلني
چلمه الكل أميرِ
صافحتني وچفك تشگگ مصيري
وچفك الثاني برد
وتعجبت .. !!!!
ومدركل بالشنصلين تجوقلـت
عفص له بالفيلطوز العقصـل
ومدحشر بالحشرمين تحشرجت
شرا فتـاه فخـر كالخزعبـل
والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت
من روكة للقعلبـوط القعطـل
تدفق في البطحاء بعد تبهطـل
وقعقع في البيداء غير مزركلِ
وسار بأركان العقيش مقرنصاً
وهام بكل القارطـات بشنكـلِ
يقول وما بال البحاط مقرطمـاً
ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ
إذا أقبل البعراط طـاح بهمـةٍ
وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ
يكاد على فرط الحطيف يبقبق
ويضرب ما بين الهماط وكندلِ
فيا أيها البغقوش لست بقاعـدٍ
ولا أنت في كل البحيص بطنبل
الليث بن فاز الغضنفري.
وَإنَّا عَلىٰ العِلَّاتِ يا ابنَ مَليكَةٍ
لَنَمْلَأُ قَلبَ اللَّيثِ رُعباً إذا صُلْنا
وَقَدْ هابَنا يَومَ البُكاءِ عَدُوُّنا
فَكيفَ إذا بالبِيضِ مُحمَرَّةً مِلْنا!؟
-أبو فاطمة الحرزي
النَّجف الأشرف ليلة التَّاسع من المحرَّم ١٤٤٥هـ
فَلا تَأمَنِ الدُنيا إِذا هِيَ أَقبَلَت
عَلَيكَ فَما زالَت تَخونُ وَتُدبِرُ
وَما لاحَ نَجمٌ لا وَلا ذَرَّ شارِقٌ
عَلى الخَلقِ إِلّا حَبلُ عُمرِكَ يَقصُرُ
فَما تَمَّ فيها الصَفوُ يَوماً لِأَهلِهِ
وَلا الرِفقُ إِلّا رَيثَما يَتَغَيَّرُ
أبو تمَّام
وَإنَّ الذي الكرارُ صاغَ شَباتَهُ
على الحقِّ سيفٌ ليسَ يَستوجِبُ الصَقْلا
وَمَن عَمُّهُ الكرّارُ مِن آلِ طالبٍ
يَرى الحَربَ عَيداً وَالمماتَ بِها سَهْلا
- عبد الرضا المهنّا
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشَباة: حَدُّ السَيف.