فَوَجدي بِسَلمى مِثلُ وَجدِ مُرَقِّشٍ
بِأَسماءَ إِذ لا تَستَفيقُ عَواذِلُه
قَضى نَحبَهُ وَجداً عَلَيها مُرَقِّشٌ
وَعُلَّقتُ مِن سَلمى خَبالاً أُماطِلُه
لَعَمري لَمَوتٌ لا عُقوبَةَ بَعدَهُ
لِذي البَثِّ أَشفى مِن هَوىً لا يُزايِلُه
طرفة بن العبد
ما كان في ماضي الزَّمانِ مُحَرَّمًا
لِلنَّاسِ في هذا الزَّمَانِ مُبَاحُ
صاغوا نُعُوتَ فضائلٍ لِعُيُوبِهِمْ
فَتَعَذَّرَ التَّمْيِيزُ والإِصلاَحُ
فالفَتْكُ فَنٌّ وَالخِداعُ سياسَةٌ
وغِنَى اللُّصُوصِ بَرَاعةٌ ونجاحُ
والعُرْيُ ظُرْفٌ والفسادُ تَمَدُّنٌ
والكِذبُ لُطْفٌ وَالرِّيَاءُ صَلاَحُ
الشاعر
أحمد شوقي
وما الحُسْنُ إلا ما يكون طبيعةً
بلا جُهدِ مُحْتالٍ ولا كسْبِ كاسِبِ
- لسان الدين الأندلسي
ما هَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُمُ
إِلّا وَجَدتُ لَها بَردًا عَلى الكَبِدِ
بشار بن برد
فَيا لكَ مِن ذي حاجَةٍ حيلَ دونَها
وما كُلُّ ما يَهوى امرُؤٌ هُوَ نائِلُهْ
- طرفة بن العبد
فَقُلْتُ لَهَا يَا عَزَّ كُلُّ مُصِيْبَةٍ
إِذَا وُطِّنَتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ
وَلَمْ يَلْقَ إِنْسَانٌ مِنَ الحُبِّ مَيْعَةً
تَعُمُّ وَلَا عَمْيَاءَ إِلَّا تَجَلَّتِ
فَإِنْ سَأَلَ الوَاشُوْنَ فِيمَ صَرَمْتَهَا
فَقُلْ نَفْسُ حُرٍّ سُلِّيَتْ فَتَسَلَّتِ
وأمضي وحيداً في طرائقِ غربتي
فدربي طويلٌ و الدُّروبُ عواثرُ
أُصبِّرُ نفسي والنّفوسُ ودائعُ
وأذكُرُ صحبي والصِّحابُ نَوادرُ
وأغِيبُ .. لكنِّيْ أَمُدُّ حِبَالِيْ
خَوفاً عَلَيكَ ورَغبةً لِوَصَالِي
نَحْنُ انتَهَينَا مُذْ وَضَعْنَا نُقْطَةً
بَعْضُ النُّقَاطِ تَكُونُ للإِكْمَالِ
زُرنِيْ إِذَا بَلَغَ اشْتِيَاقُكَ حَدَّهُ
أَوْ دَعْ خَيَالَكَ كَيْ يَزُورَ خَيَالِيْ
عُوتِبَ المُتَنَبّي في تَركِهِ مَديح أَهل البَيت عَليهِمُ السّلام سيَّما أمير المُؤمِنين عَليهِ السَّلام فَقال:
وتَرَكتُ مَدحي للوَصيِّ تَعَمُّدًا
إِذ كانَ نُورًا مُستَطيلًا شامِلا
وإذا اِستَطالَ الشَّيءُ قامَ بِنَفسِهِ
وصِفاتُ ضَوءِ الشَّمسِ تَذهَبُ باطِلا
.
ليـس العفيف مَـن تـركَ الإثمَ لعجزٍ وعـدمِ
استطاعة؛ إنّـما العفيف مَن أمكنَتْهُ الفرصة
فكفّ عن محارمِ الله، ثم لم يستشعرِ النّدم.
قال أعرابيٌّ:
خَـلَـوْتُ بـها لـيلًا، وثالِـثُنا الـتُّقى
ولـستُ عـلى ذاكَ العـفافِ بـنادِمِ
ومثله قول الطّغرائيّ:
بِتُّ وبات التُّقى يَقظانَ يحرُسُها
ودينُنا في الهوى: قـولٌ ولا عملُ
ونظيره قول ابن معتوق:
وبِـتْنا كِـلانا في العَـفافةِ والتُّقى
أنا يـوسُـفٌ وهي الكريمةُ مَـريمُ
وقال الشّريف المُرتضى:
عَففتُ وقد قَدرتُ، وليس شيءٌ
بـأجـمـلَ مِـن عـفـافِ الـقـادريـنَا
.
وَما إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِن
رَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابا
أبو فراس الحمداني
هُنَّ القَواريرُ، رِفقاً بالقَواريرِ
وهُنَّ لو كُنتَ تَدري كالأزاهيرِ
هُنَّ الفَراشاتُ أَلواناً وهَفهَفةً
فهل يُطِقنَ احتمَالاً للأَعاصيرِ؟
فإنْ نَظرنَ مَنحنَ القَلبَ راحتَه
وإن نَطَقنَ فإيقاعُ المزاميرِ
يَغرسنَ في البيتِ أَزهارَ الحنانِ فما
جَزاؤهنَّ سُوى حُبٍّ وتَقديرِ
( وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا * وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا * )
Читать полностью…أَأُقيمُ بَعدَكَ بِالمَدينَةِ بَينَهُم
يا لَهفَ نَفسي لَيتَني لَم أولَدِ
- حسّان بن ثابت بعد وفاة النبي ﷺ.
فإذا هلَلْتَ فأنتَ أكملُ ما أرى
وإذا احتجبْتَ فأنتَ عنديَ كاملُ
يا مَنْ لَهُ كُتبَ الهوى ولأجلِهِ
أدمنتُ موتاً ما حوتْهُ جنادلُ
أشكو إليكَ الحبَّ فارْحَمْ عاشقاً
إنْ ماتَ مقتولاً فأنتَ القاتِلُ
نظْرتُ بمُقلةٍ غطَّى عليها
مِن الدمعِ الضليلِ بها حِجاب
وقلتُ وما أُحيرُ سوى عِتابٍ
ولستُ بعارفٍ لِمَنِ العتاب
أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُدودٌ
وما اختَلفَ الطريقُ ولا التراب
ولا افترقَتْ وجوهٌ عن وجوهٍ
ولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب
فيا داري إذا ضاقَت ديارٌ
ويا صَحبيْ إذا قلَّ الصِحاب
-محمد مهدي الجواهري
كان عنترة يجمع التناقض والازدواجية في قصيدة واحدة، فتارة تجده ذاك الشاعر الرقيق الذي يذرف دمعه على عبلة ولا يقوى على فراقها كما قوله:
قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها
فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها
دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِها
وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها
دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه
وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها
ما بالُ عَينِكَ لا تَمُلُّ مِنَ البُكا
رَمَدٌ بِعَينِكَ أَم جَفاكَ كَراها
يا صاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً
في دارِ عَبلَةَ سائِلاً مَغناها
أَم كَيفَ تَسأَلُ دِمنَةً عادِيَّةً
سَفَتِ الجُنوبِ دِمانَها وَثَراها
يا عَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم
وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها
يا عَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ
فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها
وتارة أخرى يكون ذاك الفارس الصنديد المتلهف للقتل والحضور في ساحات الوغى كما قوله:
يا عَبلَ كَم مِن فارِسٍ خَلَّيتَهُ
في وَسطِ رابِيَةٍ يَعُدُّ حَصاها
يا عَبلَ كَم مِن حُرَّةٍ خَلَّيتُها
تَبكي وَتَنعى بَعلَها وَأَخاها
يا عَبلَ كَم مِن مُهرَةٍ غادَرتُها
مِن بَعدِ صاحِبِها تَجُرُّ خُطاها
يا عَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً
سَبعينَ أَلفاً ما رَهِبتُ لِقاها
وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ
وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها.
نَظَرَ أَبو نُواسٍ إِلى الإِمامِ الرِّضا عَلَيهِ السَّلام ذاتَ يَومٍ وقَد خَرَجَ عَلى بَغلَةٍ لَه، فَسَلَّمَ عَليه، وقال:
يا اِبنَ رَسولِ الله، قَد قُلتُ فِيكَ أَبياتًا أُحِبُّ أَن تَسْمَعَها مِنّي
فَقالَ عَليهِ السّلام: هات، فَأَنشَأَ يَقول:
مُطَهَّرونَ نَقِيّاتٌ ثِيابُهُمُ
تَجْري الصَّلاةُ عَلَيهِمْ أَينَما ذُكِروا
مَن لَمْ يَكُن عَلَويًّا حِينَ تَنسبُهُ
فَما لَهُ في قَديمِ الدَّهرِ مُفتَخَرُ
فَاللهُ لَمّا بَرا خَلْقًا فَأَتقَنَهُ
صَفّاكُمُ، واِصطَفاكُمْ أَيُّها البَشَرُ
فَأَنتُمُ المَلَأُ الأَعلى وعِندَكُمُ
عِلْمُ الكِتابِ، وما جاءَتْ بِهِ السّوَرُ
فَقالَ لَهُ الإمامُ الرِّضا عَليهِ السَّلام: قَد جِئتَنا بِأَبياتٍ ما سَبَقَكَ إِلَيها أَحَد، وأَمَرَ لَهُ بِثلاثِمئةِ دِينار، وأَمَرَ أَنْ تُساقَ لَهُ البَغْلَة.
قال شمس الدين التبريزي
الناس صنفان، من أراد منهم هجرك وجد في ثُقْب الباب مخرجًا، ومن أراد ودك، ثقب في الصخرة مدخلاً.
أَيا عَزَّ صادي القَلبَ حَتّى يَوَدَّني
فُؤادُكِ أَو رُدّي عَلَيَّ فُؤادِيا
أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني
إِلى مَيِّتٍ في قَبرِهِ لَبَكى لِيا
أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني
إِلى راهِبٍ في ديرِهِ لَرَثى لِيا
أَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني
إِلى جَبَلٍ صَعبِ الذُرى لانحنى لِيا
وَيا عَزَّ لَو أَشكو الَّذي قَد أَصابَني
إِلى مُوثَقٍ في قَيدِهِ لَعَدا لِيا
كثير عزة