عَرِّجْ لِمَن بُراقُهُ قد طَوى
سبعَ السَّما للعَرشِ بل أرفَعُ
فَإنْ تَبَدّى لكَ عَن قَصدِهِ
في القبةِ الخضراءِ ما يَسطَعُ
فخَفّفِ الخطوَ فدونَ الورى
ملائكٌ في خطوِها تَخضَعُ
وَلتَخلَعِ النَّعلَينِ عَن مَشهدٍ
يكادُ لبُّ مَن بهِ يُخلَعُ
وقِفْ على البابِ الذي طالَما
جبريلُ في استئذانِهِ يَقرَعُ
فإن دَخلتَ روضةً قد سَما
في جنةِ الخلدِ لَها موضِعُ
فحييّ في رَفعِ يَديكَ الذي
شقَّ لهُ بَدرَ السَّما إصبَعُ
بدر الدريع
وَنَحنُ الصَميمُ مِن ذؤابَةِ هاشِمٍ
وَآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأَوائِلِ
وَكانَ لَنا حَوضُ السِقايَةِ فيهِم
وَنَحنُ الذُرى مِنهم وَفَوقَ الكَواهِلِ
- أبو طالب عليه السلام
إِذَا اللَّيلُ وَارَانا أَرَتنَا خِفَافُها
بِقَدحِ الحَصَى مَا لا تُرِينَا المَشاعِلُ
- أبو مُحسَّد المتنبي
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
- حسان بن ثابت (٥٤ هـ)
طُوبى لكَ إن اتّصل حبلك بحبل كَليمك، وتوطّدتْ علاقتُك به، فتدانتْ أسبابكما، واتّحدتْ أغراضكما، فما بِتَّ تجد أدنى غضاضة في بسْط مكنون فؤادك إليه، ولا تُلفي أقلّ حرجٍ عند عرضِ المُعتمِل في نفسِكَ عليه، بل ربما تحاشيت في لحظاتٍ مصارحةَ نفسك وصِدْقَك إيّاها، ولكنك لا تجد شيئًا من ذلك معه ..
Читать полностью…أَجعَلُ الحُبَّ بَينَ حِبيّ وَبَيني
قاضِياً إِنَّني بِهِ اليَومَ راضِ
فَاِجتَمَعنا فَقُلتُ يا حُبَّ نَفسي
إِنَّ عَيني قَليلَةُ الإِغتِماضِ
أَنتَ عَذَّبتَني وَأَنحَلتَ جِسمي
فَاِرحَمِ اليَومَ دائِمَ الأَمراضِ
قالَ لي لا يَحِلُّ حُكمي عَلَيها
أَنتَ أَولى بِالسُقمِ وَالإِحراضِ
قُلتُ لَمّا أَجابَني بِهَواها:
شَمَلَ الجَورُ في الهَوى كُلَّ قاضِ
- بشّار بن برد
ما زِلتُ أَستَلُّ رُوحَ الدَنِّ في لُطُفٍ
وَأَستَقي دَمَهُ مِن جَوفِ مَجرُوحِ
حَتَّى اِنثَنَيتُ وَلي رُوحَانِ في جَسَدٍ
وَالدَنُّ مُنطَرِحٌ جِسٍماً بِلا رُوحِ
- أبو نوّاس
سبحان من ألّف الضدين في خلدي
فرط الشجاعةِ في فرطٍ من الجُبُنِ
لا أتقي خزراتِ الذئب يرصدني
وأتقي نظراتِ الأدعج الشدنِ
— الجواهـري
في لَيالٍ كَتَمَت سِرَّ الهَوى
بِالدُّجى لَولا شُموسُ الغُرَرِ
مالَ نَجمُ الكأسِ فيها وهَوى
مُستَقيمَ السَّيرِ سَعدَ الأثَرِ
حِينّ لَذَّ النَومُ شَيئًا أو كَما
هَجَمَ الصُّبحُ هُجُومَ الحَرَسِ
غَارتِ الشُهبُ بِنا أو رُبَمّا
أثَّرَت فينا عُيونُ النَّرجِسِ
بالَّذي أسكَرَ مِن عَزمِ اللما
كُلُّ عَزمٍ تَحتَسيهِ وَحَبب
والَّذي كَحَّلَ جَفنَيكَ بِما
سَجَدَ السِحرُ لَديه واقتَرَب
والَّذي أجرى دُموعي عَندمًا
عِندما أعرَضتَ مِن غَيرِ سَبَب
ضَع على صَدريَ يُمناكَ فَما
أجدَرَ الماءَ بإطفاءِ اللَهَب
يا أُهَيلَ الحَيِّ مِن وادي الغَضا
وبِقَلبي مَسكَنٌ أنتُم بِهِ
ضاقَ عَن وَجدي بِكُم رَحبُ الفَضا
لا أُبالي شَرقَهُ مِن غَربِهِ
أحوَرُ المُقلَةِ مَعسولُ اللمى
جالَ في النَّفسِ مَجالَ النَفَسِ
سَدَّد السَهمَ فأصمى إذ رَمى
بِفؤادي نَبلَةَ المُفتِرِسِ
جادَكَ الغَيثُ إذا الغَيثُ هَمى
يا زَمانَ الوصلِ بالأندَلُسِ
لَم يَكُن وَصلُكَ إلَّا حُلُمًا
في الكَرى أو خَلسةَ المُختَلِسِ
بِكَ يُبعَثُ الجِيلُ المُحتَّمُ بَعثُهُ
وَبِكَ القِيامَةُ للطُّغَاةِ تُقَامُ
وَبِكَ العُتَاةُ سَيُحشَرون، وُجُوهُهُم
سُودٌ، وَحَشْوُ أُنُوفِهِم إرغَامُ
- الجَواهريّ، مُخاطبًا الشّهيد
كَأَنَّ إِبريقَنا وَالقَطرُ في فَمِهِ
طَيرٌ تَناوَلَ يَاقُوتاً بِمِنقَارِ
- الأعمى بشّار بن برد!!
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ الله مَأمولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسلولُ
- كعب بن زهير (٢٦ هـ)
الشاعر العربي البليغ أبو العتاهية اختصر الدنيا في 6 أبيات شعرية قائلا :
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوكِ كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
حور، وأنهار، قصور عالية
وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية
إني رأيتُ من العيونِ عجائبًا
وأراكِ أعجبَ من رأيت عُيونا
ما كنتُ أحسبُ أن طرفًا ناعسًا
قد يُورثُ العقلَ السَّليمَ جُنونا
وَاللهُ إنَّ الشوقَ فاقَ تَحمُلي
يَا شوق رِفقًا بالفؤادِ ألا تعيّ ؟
حَاوَلتُ أن أُخفي هَوَاكَ وَكُلمَا
أَخفيتَهُ فِي القَلبِ فاضَت أدمُعيّ
لو أن فيكَ من الوفاءِ بقيةً
لذَكرت أيامًا مضَت وليالِي
ووَهبتني أسمَى خِصالُك مِثلما
أنا قد وهبتُك مِن جميلِ خِصالي
كم قلتُ أنكَ خيرُ من عاشَرته
فأتيت أنت مخيبًا آمالي
أَنِزاعًا في الحُبِّ بَعدَ نُزوعِ!
وَذَهابًا في الغَيِّ بَعدَ رُجوعِ!
قَد أَرَتكَ الدُموعُ يَومَ تَوَلَّت
ظُعُنُ الحَيِّ ما وَراءَ الدُموعِ..
عَبَراتٌ مِلءُ الجُفونِ مَرَتها
حُرَقٌ في الفُؤادِ مِلءُ الضُلوعِ!!
إِن تَبِت وادِعَ الضَميرِ.. فَعِندي
نَصَبٌ مِن عَشِيَّةِ التَوديعِ!
أبو عبادة يرحمه الله
لابُدَّ لِلعُمرِ النَفيسِ مِنَ الفَنا
فَاِصرِف زَمانَكَ في الأَعَزِّ الأَفخَرِ
- عنترة بن شداد