إلهي أدقُّ الباب حبًّا وخِيفةً
وأسرد أحلامي وأحصي شواغلي
وأنتَ الذي تقضي بما شئتَ
كلما أردتُ كبيرًا عزّ عنه تضاؤلي
فما هذهِ العينان عينُ نواسك
ولا هذهِ الكفّان كفُّ بواسلِ
ولكنني أدنو .. وأرجو .. وأدّعي
لعلّ النوايا شافعاتٌ لباذلِ
أضيئي لغيري فكلُ الدروب
سواء على المقلة الشاردة
سأمضي إلى مجهل لا أؤوب
فإن عادت الجثة الباردة
فألقي على الأعين الخاويات
طيب السماء
لعلّ الرؤى الخابيات
إذا مسَّ أطرافهنّ الضياء
يخبرن عن ذلك المجهل:
عن الرّيح والغاب والجدول
أضيئي لها يا نجوم !
– بدر شاكر السياب
تَمُرُّ اللَيالي لَيلَةً إِثرَ لَيلَةٍ
وَأَحزانُ قَلبي باقِياتٍ كَما هِيا
- إيليا أبو ماضي
وإنَّا علىٰ العِلّاتِ يا بنَ مَليكَةٍ
لَنَملَؤ قلبَ اللَّيثِ رُعباً إذا صُلنا
- مُحمَّد الحِرزي
عَرِّجْ لِمَن بُراقُهُ قد طَوى
سبعَ السَّما للعَرشِ بل أرفَعُ
فَإنْ تَبَدّى لكَ عَن قَصدِهِ
في القبةِ الخضراءِ ما يَسطَعُ
فخَفّفِ الخطوَ فدونَ الورى
ملائكٌ في خطوِها تَخضَعُ
وَلتَخلَعِ النَّعلَينِ عَن مَشهدٍ
يكادُ لبُّ مَن بهِ يُخلَعُ
وقِفْ على البابِ الذي طالَما
جبريلُ في استئذانِهِ يَقرَعُ
فإن دَخلتَ روضةً قد سَما
في جنةِ الخلدِ لَها موضِعُ
فحييّ في رَفعِ يَديكَ الذي
شقَّ لهُ بَدرَ السَّما إصبَعُ
بدر الدريع
وَنَحنُ الصَميمُ مِن ذؤابَةِ هاشِمٍ
وَآلِ قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأَوائِلِ
وَكانَ لَنا حَوضُ السِقايَةِ فيهِم
وَنَحنُ الذُرى مِنهم وَفَوقَ الكَواهِلِ
- أبو طالب عليه السلام
إِذَا اللَّيلُ وَارَانا أَرَتنَا خِفَافُها
بِقَدحِ الحَصَى مَا لا تُرِينَا المَشاعِلُ
- أبو مُحسَّد المتنبي
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
- حسان بن ثابت (٥٤ هـ)
تِكلهُم غَلط چانت عشرتي وياه
وتحطني بقائِمة سوء اختيارك
لذلك انسحب من النقاشات
شفت دموعي متغير قرارك!
واعوفك للزمن تلويك ألايام
بظلك باجر يبين انكسارك
تظن الذكريات تعوفك بخير ؟
محطه تمرها يوميه بقرارك
وتذكرني بشكو شلونك بالوجوه
ويصفه الندم عنوان بشعارك
وتتمنى لو واحد يحس بيك
وتحن لعنادي من چنه نتعارك
ويشب كلبك
لحد ما يصبح رماد
وتجي معتذر
و أقبل باعتذارك ..
ضــوءٌ منَ النَّــارِ والظَّلمــاءُ عــاكفةٌ
وظُلمةٌ منْ دُخَانٍ في ضُحًى شَحِبِ
- أبو تمام
وإنْ فَخَرت يَوماً فإنَّ مُحَمَّداً
هو المُصطفى مِن سِرِّها وَكريمُها
- أبو طالب
٢٨ رَبيعُ الأوَّل ١٤٤٦
نسيرُ خلف ركاب النجبِ ذا عرجٍ
مؤملًا كشفَ ما لاقيتُ من عوجِ
فإن لحقتُ بهم من بعد ما سَبَقوا
فكم لربِّ الورى في ذاك من فرجِ
وإن بقيت بظهرِ الأرضِ منقطعًا
فما على عرجٍ في ذاك من حرجِ
فإنّا مَعشرٌ دَمنا مُباحٌ
إذا مَدَّت لَنا العَلياءُ كفّا
لِوجهِ اللهِ نُثكِلُ كلَّ أمٍّ
ونَسقي عِزَّنا الأبناءَ صِرفا
- مُحمَّد الحِرزي
في لَيالٍ كَتَمَت سِرَّ الهَوى
بِالدُّجى لَولا شُموسُ الغُرَرِ
مالَ نَجمُ الكأسِ فيها وهَوى
مُستَقيمَ السَّيرِ سَعدَ الأثَرِ
حِينّ لَذَّ النَومُ شَيئًا أو كَما
هَجَمَ الصُّبحُ هُجُومَ الحَرَسِ
غَارتِ الشُهبُ بِنا أو رُبَمّا
أثَّرَت فينا عُيونُ النَّرجِسِ
بالَّذي أسكَرَ مِن عَزمِ اللما
كُلُّ عَزمٍ تَحتَسيهِ وَحَبب
والَّذي كَحَّلَ جَفنَيكَ بِما
سَجَدَ السِحرُ لَديه واقتَرَب
والَّذي أجرى دُموعي عَندمًا
عِندما أعرَضتَ مِن غَيرِ سَبَب
ضَع على صَدريَ يُمناكَ فَما
أجدَرَ الماءَ بإطفاءِ اللَهَب
يا أُهَيلَ الحَيِّ مِن وادي الغَضا
وبِقَلبي مَسكَنٌ أنتُم بِهِ
ضاقَ عَن وَجدي بِكُم رَحبُ الفَضا
لا أُبالي شَرقَهُ مِن غَربِهِ
أحوَرُ المُقلَةِ مَعسولُ اللمى
جالَ في النَّفسِ مَجالَ النَفَسِ
سَدَّد السَهمَ فأصمى إذ رَمى
بِفؤادي نَبلَةَ المُفتِرِسِ
جادَكَ الغَيثُ إذا الغَيثُ هَمى
يا زَمانَ الوصلِ بالأندَلُسِ
لَم يَكُن وَصلُكَ إلَّا حُلُمًا
في الكَرى أو خَلسةَ المُختَلِسِ
بِكَ يُبعَثُ الجِيلُ المُحتَّمُ بَعثُهُ
وَبِكَ القِيامَةُ للطُّغَاةِ تُقَامُ
وَبِكَ العُتَاةُ سَيُحشَرون، وُجُوهُهُم
سُودٌ، وَحَشْوُ أُنُوفِهِم إرغَامُ
- الجَواهريّ، مُخاطبًا الشّهيد
كَأَنَّ إِبريقَنا وَالقَطرُ في فَمِهِ
طَيرٌ تَناوَلَ يَاقُوتاً بِمِنقَارِ
- الأعمى بشّار بن برد!!
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ الله مَأمولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسلولُ
- كعب بن زهير (٢٦ هـ)
الشاعر العربي البليغ أبو العتاهية اختصر الدنيا في 6 أبيات شعرية قائلا :
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوكِ كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
حور، وأنهار، قصور عالية
وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية
فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية
وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية