وجدتُكَ يا إلهي في دمائي
فما غرَضي لأبحثَ في السماءِ؟
وجدتُكَ في الصباحِ إذا تجلَّى
وفي الشفقِ المطلِّ على المساءِ
وجدتكَ في الغيومِ، مسافراتٍ
إلى الأرواحِ تغسلُ كلّ داءِ
وجدتُكَ في حنانِ الأمّ فزّتْ
إلى الولدِ الصغيرِ، بلا نداءِ
وجدتُكَ في فؤادٍ، صارَ بحراً
بهِ تمتدُّ أشرعةُ الرجاءِ
وجدتُكَ في مسيلٍ من عروقي
يفيضُ محبةً، للأصفياءِ
بقدرك يا إلهي لا بقدري
يجيء اللطفُ من بعد العناءِ
جاسم عساكر
لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّهُ
مَن يَجتَمِع يَتَفَرَّقِ
وَالمَوتُ غايَةُ مَن مَضى
مِنّا وَمَوعِدَ مَن بَقي
ابعرش البِارِي الك تِمثَال … و بَفلاكه انوخذ رَسمكْ
اِنتَ البلْبَحر وَ البر … تِغيث الّي نِدب باسمَكْ
تِشطر بالحَرب شِطريِن … جِسم معادله جِسمَكْ
جَلِد جَلّاد يَا جَلمُود … جِوي يَمجنْدِل اعينها
اِهنا يَمجَندِل اعينها … عَلي يا حَدّ المروّه
روّعها و سگط مُحسِن … وَما تِدري شبعد سوّه
كِسر منها الضّلع وتشُوف … مِنها الجِيد يِتلوّه
تِهلّ اعيونهَا و تِدمع … مدامِع دم يِهلّنها
-عبد الأمير الفتلاوي
.
عَلِمنَا مِن شُيوخِنَا أنّ جَعفرَ الحِلّيّ أحسَن مَن وَصَف لَيلَ الغَرِيّ:
يَا طُول لَيلِي بِالغَريّ كَأَنَّهُ
قَتلَ الصَّباحَ فَلَم يَقُم بِعَمُودِ
وَقَفَت سَوَاري النّجمِ فِيهِ فَخلتُهَا
بُدنًا هَوينَ بِمنهَجٍ مَسدُودِ
لا تَحسَبنَّ النّجمَ غَيَّر عَادةً
لَكِنَّما هِيَ لَيلةُ التَّسهيدِ
وأجِب لِداعِيةِ الهَنَا فَلَقَد زَهَت
أَرضُ الغَريّ بأنسِهَا المَشهُودِ
إلهي أدقُّ الباب حبًّا وخِيفةً
وأسرد أحلامي وأحصي شواغلي
وأنتَ الذي تقضي بما شئتَ
كلما أردتُ كبيرًا عزّ عنه تضاؤلي
فما هذهِ العينان عينُ نواسك
ولا هذهِ الكفّان كفُّ بواسلِ
ولكنني أدنو .. وأرجو .. وأدّعي
لعلّ النوايا شافعاتٌ لباذلِ
أضيئي لغيري فكلُ الدروب
سواء على المقلة الشاردة
سأمضي إلى مجهل لا أؤوب
فإن عادت الجثة الباردة
فألقي على الأعين الخاويات
طيب السماء
لعلّ الرؤى الخابيات
إذا مسَّ أطرافهنّ الضياء
يخبرن عن ذلك المجهل:
عن الرّيح والغاب والجدول
أضيئي لها يا نجوم !
– بدر شاكر السياب
تَمُرُّ اللَيالي لَيلَةً إِثرَ لَيلَةٍ
وَأَحزانُ قَلبي باقِياتٍ كَما هِيا
- إيليا أبو ماضي
وإنَّا علىٰ العِلّاتِ يا بنَ مَليكَةٍ
لَنَملَؤ قلبَ اللَّيثِ رُعباً إذا صُلنا
- مُحمَّد الحِرزي
عُذْرًا أَمَا اشْتَاقَتْ يَمِينُكَ لِلقَنَا؟
أَمْ لَمْ تُمِلْكَ إِلَى البُنُودِ شِمَالُهَا!
أَمْ لَمْ تَحِنَّ لِغَارَةٍ مِنْكَ الحَشَا
مِقْدَارَ لَا يَنْسَى إِبَاكَ مَصَالُهَا
مُحَمَّد الحِرْزِي
لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ
بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا
أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ
حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللهِ جَدُّكُمُ
قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم
وَاللهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ
- أبو فراس الحَمْداني (٣٥٧ هـ)
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
بشار بن برد
وإذا الجبان نهاك يوم كريهة
خوفاً عليك من ازدحام الجحفل
فاعص مقالته ولا تحفل بها
واقدم إذا حقّ اللقا في الأوّل
واختر لنفسك منزلاً تعلو به
أو مت كريماً تحت ظلّ القسطل
ما عِشْتُ بعدكَ إلا طَرْفَ أُمنيَةٍ
ترى اجتهادَ التَمنّي في لقاكَ لِقَا
أَلمَّ بي ذكرك العاتي فبدَّدني
وانتابَ دمعي هواكَ الفخمُ فاعتنقا
وصمتكَ المُتَّقى -لا طالَ- أنطقني
والعودُ يذكو إذا -يا نارهُ- حُرِقا
جَفّت عروق التأنّي بعدَ بُعدكَ والـ
ـتَحنانُ مَلَّ جوار الحلمِ فافترقا
والعيشُ بعدكَ لا موتٌ فأطلبهُ
ولا هو العيش حتى أدّعيهِ بقا
-محمّد الحرزي
تِكلهُم غَلط چانت عشرتي وياه
وتحطني بقائِمة سوء اختيارك
لذلك انسحب من النقاشات
شفت دموعي متغير قرارك!
واعوفك للزمن تلويك ألايام
بظلك باجر يبين انكسارك
تظن الذكريات تعوفك بخير ؟
محطه تمرها يوميه بقرارك
وتذكرني بشكو شلونك بالوجوه
ويصفه الندم عنوان بشعارك
وتتمنى لو واحد يحس بيك
وتحن لعنادي من چنه نتعارك
ويشب كلبك
لحد ما يصبح رماد
وتجي معتذر
و أقبل باعتذارك ..
ضــوءٌ منَ النَّــارِ والظَّلمــاءُ عــاكفةٌ
وظُلمةٌ منْ دُخَانٍ في ضُحًى شَحِبِ
- أبو تمام
وإنْ فَخَرت يَوماً فإنَّ مُحَمَّداً
هو المُصطفى مِن سِرِّها وَكريمُها
- أبو طالب
٢٨ رَبيعُ الأوَّل ١٤٤٦
نسيرُ خلف ركاب النجبِ ذا عرجٍ
مؤملًا كشفَ ما لاقيتُ من عوجِ
فإن لحقتُ بهم من بعد ما سَبَقوا
فكم لربِّ الورى في ذاك من فرجِ
وإن بقيت بظهرِ الأرضِ منقطعًا
فما على عرجٍ في ذاك من حرجِ
فإنّا مَعشرٌ دَمنا مُباحٌ
إذا مَدَّت لَنا العَلياءُ كفّا
لِوجهِ اللهِ نُثكِلُ كلَّ أمٍّ
ونَسقي عِزَّنا الأبناءَ صِرفا
- مُحمَّد الحِرزي