فَلَأَنهَضَنَّ إِلى المَعالي نَهضَةً
مِلءَ الزَمانِ تَفي بِطولِ قُعودي
- الشريف الرضي
هذا البيت للبيدِ العامريّ من أشرفِ ما نطقتْ به العرب؛ فهو يُغني عن كتابٍ في الحكمةِ والأدب:
ما عـاتَبَ الـحُـرَّ الكَـريمَ كَـنَـفـسِهِ
والمَـرءُ يُـصلِحُهُ الجَليسُ الصّالِحُ
وَقُلْ لِلحِمَى لا حَامِيَ اليَومَ بَعدَهُ
وَلَا قَائِمٌ مِن دُونِ مَجدٍ وَسُؤدُدِ
وَلِلبيضِ لَا كَفٌّ لِمَاضٍ مُهَنَّدٍ
وَلِلسُّمرِ لا بَاعٌ لِعالٍ مُسَدَّدِ
فَأَينَ الظُّبى مَا زَالَ مِنهَا بِكَفِّهِ
رِدَاءٌ عَظِيمٌ أَو عِمَامَةُ سَيّدِ
فَلا نَعِمَ الباغونَ يَوماً بِعَيشَةٍ
وَلا حَضَروا إِلّا بِأَلأَمِ مَشهَدِ
- السّيّد الرّضي
أَللَّهَ يَا حَامِيْ الشَّرِيْعَةَ أَتَقَرُّ وَهْيَ كَذَا مَرُوْعَهْ
بِكَ تَسْتَغِيْثُ وَقَلْبُهَا لَكَ عَنْ جَوىً يَشْكُوْ صُدُوْعَهُ
أَيْنَ الذَّريعَةُ لَا قَرَارَ عَلَى الْعِدَىْ أَيْنَ الذَّرِيعَهْ ؟
مَاتَ التَّصَبُّرُ بِانْتِظَارِكَ أَيُّهَا الْمُحْيِي الشَّرِيْعَهْ
فَانْهَضْ فَمَا أَبْقَى التَّحَمُّلُ غَيْرَ أَحْشَاءٍ جَزُوْعَهْ
قَدْ مَزَّقَتْ ثَوْبَ الْأَسَى وَشَكَتْ لِوَاصِلِهَا الْقَطِيْعَهْ
وجدتُكَ يا إلهي في دمائي
فما غرَضي لأبحثَ في السماءِ؟
وجدتُكَ في الصباحِ إذا تجلَّى
وفي الشفقِ المطلِّ على المساءِ
وجدتكَ في الغيومِ، مسافراتٍ
إلى الأرواحِ تغسلُ كلّ داءِ
وجدتُكَ في حنانِ الأمّ فزّتْ
إلى الولدِ الصغيرِ، بلا نداءِ
وجدتُكَ في فؤادٍ، صارَ بحراً
بهِ تمتدُّ أشرعةُ الرجاءِ
وجدتُكَ في مسيلٍ من عروقي
يفيضُ محبةً، للأصفياءِ
بقدرك يا إلهي لا بقدري
يجيء اللطفُ من بعد العناءِ
جاسم عساكر
لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّهُ
مَن يَجتَمِع يَتَفَرَّقِ
وَالمَوتُ غايَةُ مَن مَضى
مِنّا وَمَوعِدَ مَن بَقي
ابعرش البِارِي الك تِمثَال … و بَفلاكه انوخذ رَسمكْ
اِنتَ البلْبَحر وَ البر … تِغيث الّي نِدب باسمَكْ
تِشطر بالحَرب شِطريِن … جِسم معادله جِسمَكْ
جَلِد جَلّاد يَا جَلمُود … جِوي يَمجنْدِل اعينها
اِهنا يَمجَندِل اعينها … عَلي يا حَدّ المروّه
روّعها و سگط مُحسِن … وَما تِدري شبعد سوّه
كِسر منها الضّلع وتشُوف … مِنها الجِيد يِتلوّه
تِهلّ اعيونهَا و تِدمع … مدامِع دم يِهلّنها
-عبد الأمير الفتلاوي
.
عَلِمنَا مِن شُيوخِنَا أنّ جَعفرَ الحِلّيّ أحسَن مَن وَصَف لَيلَ الغَرِيّ:
يَا طُول لَيلِي بِالغَريّ كَأَنَّهُ
قَتلَ الصَّباحَ فَلَم يَقُم بِعَمُودِ
وَقَفَت سَوَاري النّجمِ فِيهِ فَخلتُهَا
بُدنًا هَوينَ بِمنهَجٍ مَسدُودِ
لا تَحسَبنَّ النّجمَ غَيَّر عَادةً
لَكِنَّما هِيَ لَيلةُ التَّسهيدِ
وأجِب لِداعِيةِ الهَنَا فَلَقَد زَهَت
أَرضُ الغَريّ بأنسِهَا المَشهُودِ
وَمَا الهَذيُ مَن دَأْبَي وَ لكِن إِذَا اختلَى
غَرِيبُ الهَوَى نَاجَاهُ طَيفٌ يُزاوِرُ
مبرقعة تُهدي العبادَ نصائحاً
ومنذ متى تَهدي ذوات البراقع
كأن حواشي أحرف من لهاتها
نصالُ سهام في سواد الأضالعِ
جزيتِ ولكن إن تشائي نصيحتي
فقرّي فكم راءٍ بلوتِ وسامعِ
وما خلقت عيناك للنصح إنما
لتنفث سمّاً ناقعاً في المسامعِ
يقصد زوجته، في قصيدة ( هواكِ مكين )
https://youtu.be/pmdcep_v7R4?si=3fwvqBAL5Fg6UwUZ
سَليلَةُ عِزٍّ آثَرَت كوخَ رَبِّها
ألا إنَّ كوخاً في مَعيَّتِها قَصرُ
- بَدر الدُرَيع
إِذَا هِيَ مَجَّت نُطفَةً مِن رُّضَابِهَا
عَلَى البَحرِ أَضحَىٰ البَحرُ أَحلَى مِنَ الشَّهدِ
وَيَشفِيَ ذُو الدَّاءِ العَيَاءِ رُضَابُهَا
إِذَا عَيَّ عَن إِشفَائِهِ نُطُسُ الهِندِ
وَلَوْ سُقِيَ الأَموَاتُ خَمرَةَ رِيقِهَا
لَعَادُوا كَأَن لَّم يَعرِفُوا ظُلمَةَ اللَّحدِ!
لأبي نُواس بيتٌ في وصف الدُّنيا لا أبدع منه، وهو قوله:
ومَنْ يأمَنِ الدُّنيا يكنْ مِثْلَ قابِضٍ
على المـاءِ خانَتهُ فُـرُوجُ الأصابِعِ
ونصمُتُ ليسَ يعني أن رضِينا
ولكن ليسَ يُجدي ما نقولُ
فَلا أنا مُفصِحٌ عَمّا أُعاني
ولا وَجعِي عَلى صَمتِي يَزولُ
عُذْرًا أَمَا اشْتَاقَتْ يَمِينُكَ لِلقَنَا؟
أَمْ لَمْ تُمِلْكَ إِلَى البُنُودِ شِمَالُهَا!
أَمْ لَمْ تَحِنَّ لِغَارَةٍ مِنْكَ الحَشَا
مِقْدَارَ لَا يَنْسَى إِبَاكَ مَصَالُهَا
مُحَمَّد الحِرْزِي
لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ
بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا
أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ
حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللهِ جَدُّكُمُ
قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم
وَاللهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ
- أبو فراس الحَمْداني (٣٥٧ هـ)
وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ
بشار بن برد
وإذا الجبان نهاك يوم كريهة
خوفاً عليك من ازدحام الجحفل
فاعص مقالته ولا تحفل بها
واقدم إذا حقّ اللقا في الأوّل
واختر لنفسك منزلاً تعلو به
أو مت كريماً تحت ظلّ القسطل
ما عِشْتُ بعدكَ إلا طَرْفَ أُمنيَةٍ
ترى اجتهادَ التَمنّي في لقاكَ لِقَا
أَلمَّ بي ذكرك العاتي فبدَّدني
وانتابَ دمعي هواكَ الفخمُ فاعتنقا
وصمتكَ المُتَّقى -لا طالَ- أنطقني
والعودُ يذكو إذا -يا نارهُ- حُرِقا
جَفّت عروق التأنّي بعدَ بُعدكَ والـ
ـتَحنانُ مَلَّ جوار الحلمِ فافترقا
والعيشُ بعدكَ لا موتٌ فأطلبهُ
ولا هو العيش حتى أدّعيهِ بقا
-محمّد الحرزي