وَكَيفَ شِفَاءُ مُختَبلٍ حَزِينٍ
بِشَبعَى الحِجْلِ جَائِعَةِ الوِشَاحِ!
- بشًار بن برد
أحنو إليك وفي فؤادي لوعةٌ
وأصدُّ عنك ووَجْهُ ودِّي مُقبِلُ
وإذا طلبتُ وصالَ غيرك ردَّني
ولَـهٌ إليـك وشـافعٌ لك أولُ
البحتري
وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِراً
لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
- أبو الطيب المتنبي
ما مِثلُ شَوقِيَ شَوقٌ
حَتّى أَقولَ كَأَنَّهُ
وَإِنَّهُ لَشَديدٌ
كَما عَلِمتَ وَإِنَّهُ
البهاء زهير
.
يقول شيخ المعرة:
أنـافقُ في الحياةِ كـفعلِ غيري
وكُــلُّ الـنّـاسِ شـأنُـهُـمُ النّـفاقُ!
وقبلَه قال أبو عليّ:
إن جُــلَّ الــنّــاسِ فـي دهــرِنـا
يـعـيـشُ في الدّنيـا بـوجـهـيـنِ!
وبعدَه قال أحمد الكنديّ:
فــلا تــغــرُرْكَ ألـسنـــةٌ مـــوالٍ
تُــقــلِّــبُــهُــنَّ أفـــئـــدةٌ أعــــادِ!
فاللّٰهُمّ نجِّنا من زمانٍ لا يتعاشرُ الأقوامُ
فيه إلا بتلفيقِ التّصنُّعِ والنِّفاقِ والخِفّة.
.
بيضاء َ تبقى على مر ِّ الزمان ِ يدي
الحمد ُ للهِ أنّي لم أخن ْ بلدي
تدري العواصمُ أنّي النايُ في وطنٍ
بحثتُ عنه ُ وعنهم فيهِ لم أجد ِ
فقلت ُ أحيا عراقيّا بلا أحد ٍ
وكيف َ تحيا عراقيّا بلا أحد ِ
وكيف تحيا عراقيّا وآلهة ٌ
شتّى يقولون : لم نولد ْ ولم نلدِ
قد عدت ُ للدار ِ خلْت ُ الدار َ باقيةً
ياليت أنّي لهذي الدار ِ لم أعد ِ
وعدتُ للدارِ موّالا وبي شغفٌ
للماءِ للخبزةِ السمراءِ للسندِ
بقيةُ الهدهدِ الجوّالِ تحملُني
وجيرةُ الأمسِ سمّارا بلا عُقَدِ
حيثُ الدرابينُ نشوى من (دعابلنا)
وحائطُ الطينِ لا ينقضُّ من نَكدِ
والأغنياتُ دكاكينٌ مفتّحةٌ
من أولِ الفجرِ تبكينا على ( حَمَدِ )
والأمهاتُ تنانيرٌ مسجّرةٌ
قلوبُهنَّ من ( الويلاه ياولدي )
للآنَ أسمعُ أنّاتٍ محوّمةً
على السطوحِ لترقينا من الحسدِ
خمسونَ مرّتْ وفانوسٌ يعلّلُنا
أنَّ الذي غابَ عنّا عائدٌ بِغَدِ
وقدْ يعودُ ولكنْ تلكَ معجزةٌ
ظلّتْ معلّقةً في حلمِنا بـ ( قدِ )
وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى
ما كان مِنْـك وحُبُّـكُمْ شُغْلِي
وأُدِيـــمُ نحـــوَ مُحَــدِّثي ليَـرَى
أنْ قد فَهِمتُ و عندكُم عَقْلِي
مجنون ليلى
قِفا نبكِ لا ذِكرىٰ حَبيبٍ وَمَنزِلِ
وَلا باللّوىٰ بَينَ الدَّخولِ فَحَومَلِ
ولكنَّما نَبكي لفاطِمَ كيفَ لا
نَحارُ لَها رَسماً يَلوحُ لمُجتَلي
- بدر الدريع
وفيكِ من الجمال دلالُ طفلٍ
وحيدٍ، بعد عُقمِ الوالدينِ
وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدِّ، قوسا حاجبينِ
وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفلٍ نام بين الرضعتينِ
ختمتُ بكِ القصيدة فاقرئيني
كـ "بسمِ اللهِ"بين السورتينِ
فَيالَكَ مِـن ذِي حـاجَةٍ حِيـلَ دُونَهــا
ومـا كـلُّ ما يَهْـــوَى امــرؤٌ هـو نائلُـهْ
لعَمْــــرِي لَمَــوتٌ لا عقــوبـةَ بعــدَه
لِذِي البَثِّ أَشْفَى مِن هَوًى لا يُزايِلُهْ
(طرفة بن العبد)
-------
حِيل دونها : حُجِبَ عن تحصيلها.
البث : الشوق والشكوى لا نهاية لهما.
لا يُزايله : لا يُفارِقه.
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
- ابو الطيب
ما هَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُمُ
إِلّا وَجَدتُ لَها بَردًا عَلى الكَبِدِ
بشار بن برد
ما لي أَرى حُبَّ البرِيّةِ كُلّهـا
عندي يَبِيدُ وحُبُّكُم يتجدَّدُ
- عمر بن أبي ربيعة
نُغَرُّ بِإيعادِ الرَدى وَهوَ صادِقٌ
وَنَطمَعُ في وَعدِ المُنى وَهوَ كاذِبُ
أَفي كُلِّ يَومٍ لي صَديقٌ مُصادِقٌ
يُجيبُ المَنايا أَو قَريبٌ مُقارِبُ
- الشريف الرضي
كانَ يَروي لنا الشّيخ باقِر الجَدي أيامَه معَ السيدِ جاسِم الطويرجاوي، فقال:
كُنّا ذات مرة في مجلسٍ بمَحضَرِ السيّد جاسِم الطوَيرجاوي -رحمه الله- في بيتِ محمَّد الحِرزي، فقالَ السيد: سأنشدُ بيتَينِ مِن الشِّعرِ مَن حَفظَهما مِن أوّل مرَّة وأعادَهما عليَّ أهديتُه هذا الخاتَم العقيق. فقال:
وَشادنٍ أبصَرتُهُ مُقبِلاً
فقلتُ مِن وَجدي لهُ: مَرحَبا
قَدْ قَدَّ قلبي في الهَوىٰ قَدُّهُ
قدَّ عليٍّ في الوَغىٰ مَرحَبا
فقالَ الشيخ الجَدي: قلتُ له "أنا يا سيد حَفظتُهُما". فعرضتُهما عليه وحَصلتُ على الخاتَم.
.
ألحِقْ رجائي بعَـفوٍ أنـتَ ذو كرَمٍ
ويـسِّــرِ الــدّربَ للـجـنَّــاتِ ربَّــاهُ
واختِمْ بخيرٍ لنا إن حانَ موعِدُنا
واغـفِرْ لعـبـدٍ فـقيـرٍ أنـتَ مَـولاهُ
.
قد جدد الشوق الشديد كتابكم
بجوارحي وسرائري وضمائري
فإذا نظرت على الوجود رأيتكم
في كل موجود عيان الخاطر
للهِ دُرُّ جَمِيلَةٍ أحبَبتُهَا
فيهَا منَ الأوصَافِ مَا لم يُوصفِ
أرجَفتُ حينَ رَأيتُهَا عَجبًا لهَا
مَا كُنتُ قبلَ لقَائهَا بالمُرجَفِ
وَتَعطَّفَت بالحُسنِ تُبدِي زِينَةً
يا حُسنَ زِينتِهَا وَحُسنَ المِعطَفِ
فكأنَّهَا في طُهرهَا أبنَةُ مَريمٍ
وكأنَّهَا في حُسنهَا أبنَةُ يُوسفِ
لَستُ الَّذي يَرتجي النّاسَ وَصلا
ولا مَن إذا هَجَــروا يَأْلــمُ
أنا البَدرُ ، ما ضرَّني في لَيالِيَّ
سُحْــبٌ تُغادِرُ أو أَنجُــمُ
وَمَا طَرَبي لمّا رَأيْتُكَ بِدْعَةً
لقد كنتُ أرْجُو أنْ أرَاكَ فأطرَبُ
- المتنبي
يَا ليْت أنَّا إذَا اشتَقنَا لِمَن رَحَلُوا
نَغْفوا فيَأتُونَنا في الحَال زُوّارَا