وما من كاتبٍ إلا سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب يمينك غير شيءٍ يسُّرك في القيامة أن تراه! مساحة لفضولكم: https://curiouscat.me/Tasnimahmoudx 2/10/2019
كان الحسن البصري يقول: "من عجز بالليل كان له من أول النهار مُستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب".
ومُستعتب: أي محل للاسترضاء والاستسماح وإصلاح الخلل والتعويض!
فمن عجز طوال العام كان له من رمضان مُستعتب، ومن عجز في أول رمضان كان له من العَشر الأواخر مُستعتب ..
فمن عجز الآن فقد خاب وخسر!
أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له"؟!
فإن ضيّعت الآن فمتى تستدرك؟!
أرِ الله منك خيرًا .. حبًا .. رجاءً .. خوفًا .. إقبالًا .. محاولةً ومجاهدة مهما كانت كسيرة عرجاء!
تقرب إلى الله الآن - ولو شبرًا - يأتك سبحانه ذراعًا وباعًا بقراب الأرض مغفرة ورضى وشكرًا!
هذه ليال عتق واتقاء للنار .. فاتق النار ولو بشق تمرة!
••
[قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا؛ فمن يأتيكم بماءٍ معين؟]
الماء لا ينقطع من عالمك،
ليس لأن هذا هو الخيار الوحيد المحتَمَل؛ كما أن الأمر ليس استحقاقًا فتجزع إذا انقطع عنك.
الماء موجودٌ دائمًا، لأن الله يأتيك به دائمًا.
وقِس على ذلك؛ السماء لم تقَع على الأرض، والسماوات والأرض لم تزولا؛ لا لأن هذا هو الطبيعي الذي لا يُحتَمل وقوع سواه، ولا لأنه لا يُتَخيَّلُ للواقِع حالٌ غير ما هو عليه،
لكن لأن الله [یُمۡسِكُ ٱلسَّمَاۤءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیم]
و [إِنَّ ٱللَّهَ یُمۡسِكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَىِٕن زَالَتَاۤ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۤۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا]
أي أنه لولا حلمه ومغفرته، ورأفته ورحمته، لسقطت السماء على الأرض أو لزالَتا وهلك كل ما عليها، ولم يمهَل أحد،
"مع أنه لو أمرَ السماء لحصَبَتهُم، ولو أذِن للأرض لابتلعتهم! لكن وسعتهم مغفرته وحلمه وكرمه."
السعدي رحمه الله، تفسير سورة فاطر
لمحمود أبو عادي، قناة مسار:
«في داخل كلٍّ مِنّا شعورٌ أنّه حتّى لو فُرِّج همّه لن تعود الأمور بنفس اللّذّة، وسيزيد بعضهم بأنّ ما فاته لا يعود مهما كان العوض، ويأتي آخرون ليحدّثوك عن الزّجاج المكسور والماء المسكوب والقطار الفائت، وغيرها مِن المجازات الّتي أفسدت حياتنا؛ أما بعد.. أقسم إنّ نسائم الفَرَج تُنسي فكيف بعناقه، وإنّ ما سبق مِن تيئيس الشّيطان لك، وإنّ أقدارَ الله ألطفُ مِن ظنّك وقتَ كربتك، وأصلحُ لك مِن أمانيك حين غفلتك».
بدر آل مرعيّ.
#قيامة_الشعر
••
إن هذي الرياح تحملُ حتفا
إن هذي الديار تقبُرُ ألفا*
إن قومي دهاهُمُ الفقدُ طرًّا
لا تجِل في المنازِلِ اليوم طرفا
إن ناجٍ من الركامِ غداةً
سوفَ يُرديهِ في العشيةِ نزفا
هبكَ تنجو وهَب فؤادك يسلو
قد تفشَّى بصدرِكَ السمُّ زُعفا**
وارتوى جفنك المقرَّح دمعًا
إنَّما حلقُكَ المصدَّعُ جفَّا
لم يدع في المدامع اليوم ذخرًا
طولُ ما أسعفتك، فالآن تُعفى..
_ من تشرين الماضي، ٢٣
طوفان الأقصى
* بل آلافًا على الحقيقة ممن تقبُرهم أنقاض بيوتهم إلى الآن.
** لأنك استنشقت من الغازات السامة والغبار والTNT ما يكفي ليسقِم فيلًا لو تجرعها دفعةً واحدة.
تتفهم القرار حين يصدر من قيادة موحدة لقوة منظمة مسلحة مدربة تصحبه خطةٌ وتنسيقٌ وتعبئةٌ وتوزيع مهام، وتقوم له الخلايا مترافقةَ الأكتاف معضودةَ القوى.. أو على الأقل يبتدئ الشأن هكذا حتى تنفرِدَ أعناق الذين يظنون أنهم ملاقو الله.
لكن إن عجبتَ فاعجَب للقرار نفسه حين يمليه الإنسان الفردُ على نفسه ثم يرتب خطته ويأتي بسلاحه وينبري ليقوم بالمهام جميعها وحده، أن يجيِّش الجسَد الواحِد والروح الواحدة، أن يقِفَ موقِفَه في جفنِ الردى، ويسلُكَ و"لا يستوحِش لقلة السالكين"
فالقرار قراره، والقضية قضيته، والبواعث من نفسه، والعوائد ليست له..
الغايات واحدةٌ في الحالَين، والواقع واحِد، والرَفضُ واحِد،
لكن هذا كلَّف نفسَه مُفرَدةً همَّ الجيش وعقَد لنفسه اللواء وحشَد عُصَب الثاراتِ وراءَه.
تقَبَّل الله، وأحيا مواتَ الغَضَب في نفوس الرجال.
••
لك الله من ليلٍ طويلٍ على عمدِ
ممضٍ ثقيلٍ مستبدٍ بلا حدِّ
يراوحنا بين السآمة والبردِ
وتذكار أشباحٍ تراءت على البعدِ
وشرفة نُظَّارٍ تقضَّت شهورهم
ينوء بشكواهم إلى الله سورُهم
غمام السما مما تبثُّ صدورهم
وزفراتهم تزجي السحاب من الوجد
وما كل شكوى المتعبين تضجُّر
ولا كلُّ صبرٍ مستطاعٌ فيُصبَر
ستُنتاب بالسلوى فتسلو وتُقصِر
نفوسٌ من الأرزاء كانت على وعد
مَقاتِلُكم عزلٌ ظُبا الدهرِ حربُها
وهل واعدٌ بالعصمةِ النفسَ ربُّها؟
فإن ترغم الأحزان أنفًا فحسبها
ولا يدفَعُ الحزنُ المقَدَّرُ بالعِندِ
••
ستغدو ونغدو يا شهيد ونرجعُ
كأنْ عِشتَ فينا ما حييتَ تُشيَّعُ
جبينٌ نديٌّ من صفا الصبحِ أنصع
فيا ليته الغادي يُفَدَّى ولا يفدي
تروح وهذا الكربُ يولَد عن كربِ
لِما شاء فيك الله من حَسَن العقبِ
ويبقى الذي أبقيتَ محترقَ القلبِ
فيا عارَ ثاوٍ بعدُ في هَيعة الحشدِ!
من كانون الثاني، ٢٤
طوفان الأقصى
ونسأل الله الغفران
Israeli settler groups have submitted a request to storm the Old City of Gaza, where they could perform Jewish rituals inside the Al-Omari Mosque. Among the applicants are Israeli soldiers and reservists working in Gaza.
According to the groups' statement, they believe that the Israeli army will consider the request and approve it.
••
"إن الوسيلة الوحيدة للقضاء على إسرائيل هي جعلها “عبئًا” على الولايات المتحدة، وهذا لا يكون إلا عن طريق المقاومة المستمرة"
- عبد الوهاب المسيري
المكتب الإعلامي الحكومي: للمرة الثانية خلال العدوان يتم دفن جماعي لقرابة 43 شهيد مجهول الهوية في مقبرة الطوارئ
Читать полностью…وضع الانترنت وشحن الهاتف لا يسمح بالإسهاب أكثر في الكتابة، لكن هذه المادة فيها كثير مما أردت قوله:
https://bitly.ws/XwTT
إنّ بعض الشّوق الحارق إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينبع من شوقنا الإنسانيّ إلى القائد الرّاشد المخلص المسدّد، الذي يشقّ الطّريق لأتباعه بيديه، ويعطف عليهم بقلب صادق، ويعيش مثلهم من غير تكبّر فيأكل ويلبس كبعضهم، لا يشيّد قصورا ولا يكنز الذّهب، حتّى إذا جدّ الجدّ وحمي الوطيس كان أقرب أتباعه إلى العدوّ بثبات يمحق من نفوسهم كلّ ريب، ويقذف في صدور أعدائه كلّ رعب.
إنّ مخزون هذه الأمّة من النّخوة والشّرف والرّحمة موفور لم يزل، وإنّ التّضحية والعطاء من الخصال الأصيلة في تكوين أفرادها، بيد أنّها ما تزال تنتظر ذلك الرّجل الّذي يقودها عودة إلى عليائها.
«أليس الصّبح بقريب؟»، بلى، ونكاد نبصر ضياءه.
سلام الله عليك يا سيّدي يا رسول الله.
البيان معقود، اللسان معقود، القلوب معقودة، حتى عن الشعور، عن الألم، عن الأفكار..
لكني أرى العالَم حولَنا يفزع، يغلي، أرى الطُرق تنفلق والضباب يتقشع، وأرانا نحن الواقفين على خط النار محور الحق في العالَم، وقبالتنا تمامًا يقف محور الباطل في العالم.
وأرى حبل الفجيعة يلتف حولَ أعناقنا فترتعدون أنتم، كمن قام من قبره يوم النُشور، وقد رضينا إن كانت فجيعتنا ثمن ارتعادكم وبعثِكم.
هاقد انقلب العالَم الذي عبثَت به أيدي الفجور طويلًا، والمجدُ لمن قلَبَه.
مستوطنة صهيونيّة تقول: دخل مقاتلو حماس إلى بيتي، وأخبرتهم أنّ لديّ طفلَين في البيت، فقال أحدهم بالإنجليزيّة: "لا تقلقي؛ نحن مسلمون، لن نؤذيكم"، ثمّ رأى أحدهم موزًا فسألني: "هل أستطيع أخذ واحدة؟"، أجبته: "نعم، يمكنك ذلك"، لقد فاجأني تصرّفهم من جهة، ومن جهة أخرى خفّف عنّي كثيرًا".
انتهى
مثل هذا فانشروا، وليعرف العالم ما يحدث حقًّا.
شدة الخوف التي تنزل بالمسلم من جرَّاء شدة القصـ.ـف يرجى أن تكون ضريبة الأمان في القبر وفي ساحة القيامة حيث شدة الأهوال وشدة الموقف.
ففي الحديث عند مسلم: "ربـ.ـاطُ يومٍ وليلة خيرٌ من صيام شهرٍ وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأُجرِي عليه رزقُه، وأَمِن الفتَّان".
وقوله: "وأَمِن الفتَّان" استدل به غيرُ واحدٍ من أهل العلم أنَّ المـ.ـرابـ.ـط لا يسأل في قبره كالشـ.ـهـ.ـيد؛ لما أخرج النسائي بسندٍ صحيح أن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشـ.ـهـ.ـيد؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة".
وسرُّ ذلك:
أن الثبات في الموضع المخوف وبذل الروح في سبيل الله دليل الإيمان، فليس هناك حاجةٌ بعد ذلك إلى السؤال.
وأما المـ.ـرابـ.ـط فلما اختار المقام في أرض الخوف لإعزاز الدين.. فإنه جوزي بدفع الخوف والوحشة عنه في القبر؛ ليكون الجزاءُ من جنس العمل.
والمقصود أنَّ الملكين لا يجيئان للشـ.ـهـ.ـيد ولا للمـ.ـرابـ.ـط في القبر لأجل الاختبار، فيكفي أن يموت الإنسان مـ.ـرابـ.ـطًا في سبيل الله؛ ليكون هذا شاهدًا له على صحة الإيمان.
وهذا فضلٌ ذو عظمةٍ وأي عظمة لأهل الثغور.
فيا أيها الساكن غزة أو غيرها من الثغور أبشر بفضل الله عليك، فلا تضيع هذه المشاعر وسط شدة القصـ.ـف الذي لا أذكر له نظيرًا في حربنا مع العدو، وإن الله لا يجمع على عبد خوفين؛ فإذا خاف في الدنيا أمن في القبر ويوم القيامة بإذن الله تعالى وفضله.
مجاهدو #فلسطين الحبيبة مشغولون بمعركة #طوفان_الأقصى، وعصابات محور المقاومة مشغولة بقصف وقتل ونهش وتشريد أهالي أكناف بيت المقدس في #إدلب.
Читать полностью…••
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ العبدَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه ملائكةٌ من السماءِ بيضُ الوجوهِ كأنَّ وجوهَهم الشمس، معهم كفنٌ من أكفانِ الجنةِ وحنوطٌ من حنوطِ الجنةِ، ويجلسونَ منه عند النَّظَر،
ثمَّ يجيءُ ملكُ الموتِ حتَّى يجلسَ عند رأسِه، فيقول: أيتها النفسُ الطيبةُ اخرُجي إلى مغفرةِ اللهِ ورضوانٍ،
قال: فتخرجُ وتسيلُ كما تسيلُ القطرةُ من السقاءِ، فيأخذَها فإذا أخذَها لم يدعوها في يدهِ طرفةَ عينٍ حتَّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفنِ وفي ذلك الحنوطِ ويخرج منها كأطيبِ نفحةِ مسكٍ وجدتْ على وجهِ الأرضِ،
قال: فيصعدونَ بها فلا يمرونَ بملإٍ من الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الروحُ الطيِّبِ؟ فيقولون: فلانٌ ابنُ فلانٍ بأحسنِ أسمائِه التي كانوا يسمونهُ بها في الدنيا.
حتَّى ينتهوا بها إلى سماءِ الدنيا فيستفتحونَ له فيُفتحُ له فيشيِّعه من كلِّ سماءٍ مقرَّبوها إلى السماءِ التي تليها، حتَّى يُنتهَى بها إلى السماءِ السابعة، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلّ: اكتبوا كتابَ عبدي في علِّيِّين وأعيدوهُ إلى الأرضِ فإني منها خلقتُهم وفيها أعيدُهم ومنها أخرجُهم تارةً أخرَى.
قال: فتعادُ روحُه في جسدِه فيأتيه ملَكانِ فيجلسانِه فيقولان له: من ربُّك؟ فيقول: ربيَ الله، فيقولان له: ما دينُك؟ فيقول: ديني الإسلامُ، فيقولان له: ما هذا الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هو رسولُ اللهِ، فيقولان له: وما عِلمُكَ؟ فيقولُ: قرأتُ كتابَ اللهِ وآمنتُ به وصدقتُ،
فينادي منادٍ من السماء: أنْ صدقَ عبدي فأفرِشوهُ من الجنةِ وألبِسوهُ من الجنةِ وافتحوا له بابًا إلى الجنَّة.
قال: فيأتيه من رُوحِها وطيبِها ويُفسحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه، ويأتيه رجلٌ حسنُ الثيابِ طيبُ الريحِ فيقولُ له: أبشِرْ بالَّذي يسرُّك هذا يومُك الذي كنتَ توعد. فيقولُ له: من أنتَ؟ فوجهُك الوجهُ الذي يجيءُ بالخيرِ. فيقول: أنا عملُك الصالحُ . فيقول: يا ربِّ أقمِ الساعةَ أقمِ الساعةَ حتَّى أرجعَ إلى أهلي ومالي.»
حديث صحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنه.Читать полностью…
ما زلت في دهشة هذه النبوءة!
كيف خطَر في بالي في ذاك المساء البهيج والشمل الملتئم أن أتمثل بيتي الفرزدق هذين بدلًا عن كل ما أحفظه من قصائد الأنس والأصدقاء والليالي العامرة والشوارع المضاءة؟
من كان يصدق أن شارع الكرامة سيصير مرتع أشباح ومقبرة مئات بهذه السرعة، وأن الصورة لن تتكرر؟
من كان يصدق أن النفس ستتشعب حقًا على أثر الغادين كل مكان، حتى لم نعُد ندري أنتبع ظاعنًا إلى الجنوب، أو مفارِقًا إلى الخلد، أم نقيم للمتبقي من أحباب؟
••
غزة لن تسقط بيد الاحتلال وإن كنت تظنها سقطت.
التاريخ لا يعود إلى الوراء والتراكمية لا تُنسَف والذي رفَع السلاح جريحًا لن يضَعه لأن الجرح اتسع، والله لا يضيع أجر مَن أحسَن عملا.
الأمل وحده عبث، والاستشراف سيؤول بك إلى صورةٍ قاتمة، عن واقعٍ جديد، وغزة تتحول إلى ضفةٍ أخرى، وعن ضياع الذي قبضنا عليه بأصابعنا وعضضنا عليه بأسناننا زمنًا،
عن فلسطين تتآكل وتُنقَص من أطرافها.
لكن هناك دائمًا ما هو أجدى من الأمل، وأصدق من الاستشراف، كما لا يخضع لمعادلات الأرض المحضة.
وإن كان الأمر قد استغرق أربعة عقود من ال٦٧ إلى ٢٠٠٥ حتى يندحِر الاحتلال عن القطاع؛ فإن الزمن يتسارع، والمقاومة هذه المرة قد تطوَّرت على كلِّ الصعُد وخطرُها قد تعاظم على مرِّ عقدين، فشل خلالهما الاحتلال في تحطيم قدراتها التسليحية وفشِل في القضاء على حكومة حماس، وفشِل في تفتيت عضد الجبهة الداخلية، وظل يفشل رغم التآمر الدولي ورغم أربع جولاتٍ طاحنات سخَّر لها ترسانته العسكرية في مواجهة مقاومة فتيّة ترتجل ارتجالًا وتقتدُّ سلاحها من العدم..
من الواقعيِّ إذن تصور اندحاره الآن، خائبًا متكبدًا أسوء الخسائر، وأسرع مما يتخيل الكثيرون، ويتأكد لك ذلك حين ترى المقاومة تنتفض كالعنقاء من رماد المناطق التي مسَحَها الاحتلال وزعم فراغه منها.
والاحتلال -بطبيعته- إن لم نقوِّض أركانه نحن، فستقوضها قوى الطبيعة وسنن الله؛ والشجرة الخبيثةُ تُجتَثُّ من فوقِ الأرض لأنها ما لها من قرار، وهذا المحتوم الذي لا ينكره إلا من ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون.
وفي كل حال
على اليأس أن يخلق الجنون والغضب،
لا أن يسُدَّ الأفق على اتساعه، ويبني جدارًا على بعد مترين من نهاية النفق ونور الخلاص.
غزة لم تسقط؛
والشمال والجنوب، والحصار والدمار، والنزوح، والموت، منتهى غاية ذلك أن يطول أمدًا إلى أجلٍ هو حتمًا بالغه، لا أن يُهَجِّر شعبًا ولا أن يقيم دولةً ولا أن ينزع من يد المقاوم سلاحًا..
والموعد ٧ أكتوبر آخر، يتم حتى النهاية،
لأن المقاومة لم تتحطم، ولم تُفلِس، ولم تغيِّر مبادئها لمجرد أننا تألمنا كثيرًا، ولم تنفض يديها من مشروعها الكبير، ولأن إسرائيل لم تسقط بعد.
ذلكم وأن الله موهِنُ كيدِ الكافرين.
[من كَانَ یَظُنُّ أن لَّن یَنصُرَهُ ٱللَّهُ في ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـآخِرَةِ فَلۡیَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إلى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لۡیَقۡطَعۡ فَلۡیَنظُرۡ هل یُذۡهِبَنَّ كَیۡدُهُۥ ما یَغِیظ؟]
١٥ رمضان ١٤٤٥
طوفان الأقصى
••
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ}
[النور]
••
{وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ}
[آل عمران، الحديد]
{أَرَضِیتُم بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا مِنَ ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ فَمَا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ}
[التوبة]
{وَفَرِحُوا۟ بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا مَتَـٰعࣱ}
[الرعد]
{یَـٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا مَتَـٰعࣱ وَإِنَّ ٱلۡـَٔاخِرَةَ هِیَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ}
[غافر]
الخبر يتحدث عن طلب من مجموعات من حثالة الأرض وشذاذ الآفاق قُدِّم إلى الجيش باجتياح البلدة القديمة بغزة لتمكين الجنود من أداء طقوس يهودية في المسجد العمري الكبير
وضمن المتقدمين بالطلب هناك جنود وجنود احتياط من العمليات العسكرية في غزة
وهم يأملون ألا يخيب الجيش رجاءَهم هذا..
••
وحدَه الله يعلم ما يشتعل في قلوب عباده الصابرين من اللهفة على من كرَّمهم الله بالسَبقِ إليه واصطفاهم للشهادة في سبيله والفناء فيه، وحده يعلم ما يجدون في صدورهم على ما فاتَهم من هذه الكرامة.. لكن العزاء أن رب العالمين قد بلَّغنا شهر رمَضان، وعلى ذات الحال من الجهاد فيه والاصطبار لأمره، ويسَّر لنا صيامه وقيامه، وفتَح لنا فيه من أبواب الرحمة والبشرى وأبواب العلم من كتابه الكريم،
فإن بلَّغنا اللهُ ليلةَ القدر، فما أهوَن العيشَ بعد ذلِك..
وقد قيل للحسن البصري رحمه الله: "سبقَنا القومُ على خيلٍ دُهم مسرعة، ونحن على حُمُرٍ مُعَقَّرة!"
فقال: "إن كنتم على طريقهم فما أسرعَ اللحاق بهم.."
••
[لَاۤ إِكۡرَاهَ فِی ٱلدِّینِۖ قَد تَّبَیَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَیِّۚ فَمَن یَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَیُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیم]
انظر كيف قدّمَ اللهُ سبحانه وتعالى الكفر بالطاغوتِ على الإيمان بالله،
فمن لم يكفر بالطاغوت ابتداءً لم يستوثق استمساكه بالعروة الوثقى.
وإن طواغيتنا كثر، فاكفروا بها جميعًا يرحمكم الله، "وربَّ كفرٍ دعا قومًا إلى رشَدٍ!"
الغرب في المجمل كشف عن وجهه الحقيقي في الأحداث الحالية. إن إبادة الهنود الحمر لم تكن حدثا عابرا، واختطاف الأفارقة واستعبادهم لم يكن حدثا عابرا، وقتل ملايين المسلمين في آخر قرنين من الجزائر إلى العراق لم يكن حدثا عابرا، إنما هي وقائع استندت إلى خلفية حضارية وثقافية ودينية تدعو لإبادة الآخرين وسحقهم. الغرب لا يحمل قيما متحضرة، فتلك أكذوبة كبرى يبددها التاريخ ويفضحها الواقع. وإن تركهم يعيثون في الأرض فسادا خطيئة لابد من تداركها، كي نكف بأسهم ونوقف إجرامهم مثلما فعل أسلافنا عبر التاريخ.
Читать полностью…••
{وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا یَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ فَأۡوُۥۤا۟ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ یَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا}
إن أهل غزة لم يُفتَنوا في دينهم، حوصِروا، قتِّلوا، حُرِموا، إلا أنهم كانوا في ذلك الكهف الذي ينشُر الله لمن هم فيه من رحمته، ويهيئ فيه لهم من أمرِهم مرفَقا.
إن أهلَ غزةَ اعتزلوا العالم وما يعبد من دون الله من أوثانٍ غربية وحداثية، وحفظ الله إيمانهم الأول في قلوبهم كما حفظ إيمان أهل الكهف، فلا تعجب أيها العالَم؛ الفتنةُ أكبر من القتل، الفتنةُ أشدُّ من القتل، هكذا قال الله من قبل!
••
«والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيّنا المُجاهِد الشَّهِيد.»
وجدته في صفحة أحد رجال القسام الذين ارتقوا في طوفان الأقصى، عساه مع إخوانه الآن في الحواصل.
ربنا آمنا فاكتبنا مع الشهداء.
من الأذكار النافعة عند الشدة*
من الأذكار النافعة في هذا المقام الإكثار من قول: *"لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ"* فلا تحول من حال إلى حال إلا بقوة الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولْيكن هِجِّيراه - أي عادته ودأْبه -: "لا حول ولا قوة إلا بالله" *فإنها بها تُحمَل الأثقال، وتُكابَد الأهوال، ويُنال رفيعُ الأحوال.
••
يا أهلَ غزة كبِّروا
نعمَ الجهادُ جهادُكم والله!
الله أكبر كبيرا