قناة المهندس والكاتب معتز عبد الرحمن
هل سمعت عن المسلم (الباور بانك)!
مهم أن تعلم أن التخذيل لا يشترط فيه (الإصرار والترصد)، أي أنك قد تصبح مخذلا وأنت لا تدري، أو تنخدع في مخذل وتنفي عنه الصفة لأنك تثق – بصورة ما – أنه يستحيل أن يقصد هذا.
.
الأمر يشبه الكلام عن (النفاق) مثلا، فالقرآن والسنة ذكرا لنا السلوكيات التي تصدرعن المنافق أولا لتقيم نفسك، إذ قد تجد في سلوكك ما يعكس بؤرة نفاق قد خفت عنك في قلبك، وكذلك لتحذر إذا وجدت تلك السلوكيات تصدر عن بعض الناس مما لا يساورك شك في إخلاصهم.
.
والتخذيل والتثبيط ليسا بعيدين عن هذا، وقد ذكر القرآن والسنة أيضا صفات وسلوكيات تصدر عن الإنسان المتلبس بشيء من ذلك لينتبه لنفسه أولا ويصلحها، وينتبه كذلك للآخرين، كما أن النظر لمآلات بعض السلوكيات قد يكشف لك كم هي ناشئة عن هذا التوجه القلبي والنفسي مهما بدت للوهلة الأولى بعيدة تماما إلى حد التضاد مع سلوكيات المخذلين المعهودة.
.
ومن أصناف المخذلين التي بدأت تتجلى هذه الأيام وتخفى عن الكثيرين، هو ذاك الذي يبدو لأول وهلة متشددا عنيفا بصورة تميزه جدا عن الصورة المائعة الشائعة للمخذل، يهاجم الإرجاء، يهاجم المرجئة، يقول إن فلسطين من الصين إلى أمريكا وليس فقط من البحر إلى النهر، ولكنه في ذات اللحظة تقريبا لا يكاد يدع ساعيا أو عاملا إلا وهاجمه أيضا لأنه ليس على المستوى الشرعي والعملي المطلوب حسب وجهة نظره! لا ترتفع رأس إلا وبحث عن الشعرة التي ينتقدها فيها، ولا تمتد يد إلا وكلمك عن العيوب الخفية أو حتى الظاهرة في أظافرها، فإذا تابعته بتركيز لعشر سنوات مثلا، فلن تجد أن أحدا قد نجا، ولا أن أي عمل قام به مسلم قد لاقى منه قبول! هو يهاجم العامل الذي يهاجم المخذل، وفي نفس الوقت يهاجم المخذل الذي يهاجم العامل.
.
هل هذا – عمليا – يختلف عن المخذلين في شيء وإن هاجمهم! المحصلة العملية هي (أكل ونوم وحسنات بالكوم) مهما بدا لك غير هذا، هؤلاء يدعون لنظرية أسميها نظرية (المسلم الباور بانك)، فنظرا لأنهم لا يكادون يرضون عن أحد ولا يدعمون أي أحد ولو بكلمة خير خالية من الانتقاص لأن ليس في الناس من هو ملائكيا بما يكفي ليرضيهم، تجد نصيحتهم التي تكون - صريحة أو غير صريحة حسب كل فرد منهم - هي أن هذا وقت الوعي، فاكتم ما في داخلك من غضب وحزن إلى أن يأتي من يستحق الدعم فحينها سينفعك ما داخلك من غضب مكتوم! هل تعلم متى سمعت هذه الفلسفة لأول مرة؟ تقريبا قبل نحو عشرين عاما! ولا يزالون يشحنون (الباور بانك) في انتظار أن ينزل لهم من السماء من يوصلهم بالكابل المناسب، ولا يعلمون أن بطاريات من يفكر بهذه الطريقة ستفسد و(تتملح) مع الوقت، فلا تقبل ولا تعطي نفسها ولا من حولها أي نوع من الطاقة أو النور.
.
البطالة المقنعة ليست مصطلحا اقتصاديا فحسب، بل هي حالة عامة قد تظهر حتى في الطريق إلى الله أو في السعي لنفع الفقراء والمحتاجين مثلا (وهذا الصنف موجود أيضا في هذا المجال)، وكذلك في التعامل مع قضايا المسلمين، لا يهم ما تلوكه من مصطلحات وكلام كبير، لا يهم أنك تبدو مختلفا ومضادا للمخذلين التقليدين، طالما أن المحصلة أنك والمخذل التقليدي على مقعد واحد تشاهدون من يحاول أن يبذل شيئا بدون أن تكتفوا حتى بالصمت، بل تنهشون فيه قبل العدو وتخذلون الناس عنه.
هناك مكان محجوز على الكنبة لأولئك الذين يتكلمون في موضوعات كبيرة وحساسة، ولكن تجد همهم الأول هو تصفية الحسابات والمكايدة و"التلقيح"، فيشغلون الناس باشتباكاتهم عن القضية التي يزعمون أنهم يدافعون عنها.
Читать полностью…دعنا نتفق على أن مسلك أو صفة (لوم المظلوم/الضعيف/الضحية) يعد صفة بشرية قديمة وخالدة شأنها شأن صفات الإيمان والكفر والنفاق والصدق والكذب والمروءة والنذالة والكرم والبخل، إلخ.
.
ربما يغيب عنا كونها قديمة لأن أكثرنا يكتشفها ويتعامل معها عادة في سن متأخرة نوعا ما إذا ما قورنت بالصفات الأخرى، على مستواي الشخصي لم أدرك وجودها إلا بعد تخرجي من الجامعة ودخولي للحياة العملية، فرأيتها في تعاملات فردية ومحدودة قبل أن أرى تطبيقها في الفضاء العام، وكلما مر الوقت والمواقف أدركت كم هي متجذرة في البشر، وكذلك كلما زادت قراءتي أدركت كم هي قديمة في أحداث التاريخ، حتى أني تطرقت إليها في كتاب (وقت مستقطع) الفصل الثاني.
.
هنا أود أن أقول:
أولا: وفر طاقة ووقت الصدمة، فهي حقيقة، كما أنه لا داع لربطها بقضية معينة، فصاحب هذا المنهج يسلك في الأمر الصغير والكبير، فالعيب ليس في موضوع النزاع أصلا ولا الأمر متعلق به.
.
ثانيا: إدراكك لكونها صفة خالدة كسائر الصفات الحسنة والسيئة في البشر، يجعلك تقوم بواجبك في مقاومتها دون إحباط، فلا تجعل هدفك القضاء التام عليها لأن هذا لن يحدث مهما قاومتها بالحجج، أيضا شأنها شأن سائر الصفات السيئة الأخرى.
.
ثالثا: لا تجزع من وجود أصحابها وإن كثروا ولا تعتبرهم خسارة للفريق، لأن حاملي تلك الصفة هم الأقل فاعلية على كل حال، وخروجهم مع المؤمنين في أي موقف ولو فكري ونظري لا يزيدهم إلا خبالا وفتنة.
.
رابعا: خطورة هذه الصفة ليست في حامليها، ولكن في (السمّاعون) لهم، فاعلم أن التذكير بالله والحق والصواب في مواجهة أصحاب تلك الصفة يستهدف تقوية مناعة من قد يسمع لهم أكثر من استهدافه لعلاج أصحاب الصفة أنفسهم، فلا تسمح بأن يستهلكوك ويشغلوك بهم عن الفئة التي يرجى انتفاعهم أكثر منهم.
زيغ العلماء (1) ، شبهة أم نبوءة
-
في خلال السنوات الماضية ومن متابعتي لصفحات وكتابات الكثير من الشباب المسلم ، كانت أفعال ومواقف بعض المنتسبين للعلم الشرعي الخاطئة أو المتقلبة حاضرة بقوة كمدخل لإثارة الشبهات حول صحة الدين عموما أو حول فاعليته في نفع الناس والواقع في حين أنه لم ينفع – حسب قولهم – من تعلموه بعمق وبكثرة لسنوات.
-
وهذا الاستدلال غير منطبق من كل الوجوه، فعقليا لا توجد علاقة ضرورية بين اكتساب العلم وتغير السلوك، لأن السلوك لا يتغير بمجرد معرفة المعلومة ، فالمدخن لا يترك التدخين لمجرد معرفة أن التدخين يقتله ، والمتهور في القيادة لا يلتزم بالسرعة بمجرد رؤيته لضحايا السرعة ، فالالتزام بالمعلومة يحتاج إلى قدر إضافي داخلي يقدم به الإنسان ما يعرف على ما يهوى وليس بمجرد التعلم والمعرفة.
-
أما شرعيا فلم يأت في الشرع ما يربط بين العلم والهداية ربطا ضروريا بل دل الشرع على أن العلم مهم ومطلوب لتحقق الهداية، ولكن الهداية ليست نتيجة مؤكدة تحدث بمجرد التعلم، وفصل فصلا واضحا بين التزكية والعلم، بل وجاء في القرآن والسنة حكايات عن السابقين ونبوءات عن المستقبل تقص حال من يتاجرون بعلمهم ويخالفونه وتحذر منهم أيما تحذير، أي أن وقوع مثل هذا الزيغ والتبديل من المنتسبين للعلم في الأزمان التالية للنبي صلى الله عليه وسلم هو في حقيقته أقرب لأن يكون نبوءة ودليل صحة لنصوص الوحي وليس شبهة ضدها، ويفهمنا لماذا اختص ربنا أصول الإسلام بالحفظ من التحريف بخلاف الأمم السابقة التي كان ينحرف بعض علمائها فيبدلون النصوص فيأتي نبي جديد ليكشف زيفهم، أما رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأنه النبي الخاتم حفظت النصوص من التحريف ليبقى مجال العلماء الفاسدين منحصرا في التأويل وهو أمر يسهل كشفه بالنصوص المحفوظة.
-
ووقوع مثل هذا الزيغ الذي يتطلب من المسلم جهدا وإخلاصا وحرصا للوصول إلى الحق أمر متسق مع الطبيعة الامتحانية للحياة الدنيا، فإذا كان معاصرو الأنبياء يقع عليهم عبء معرفة النبي الحق من مدعي النبوة فلن يكون الخلف بلا اختبار في هذا الصدد إذ يقع عليهم عبء تمييز العالم السائر على هدي النبي صلى الله عليه وسلم حقا والحائد عن طريقه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
-
وفيما يأتي مجرد أمثلة قليلة للنصوص التي تدل على ما ذكر عاليا:
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)) سورة الأعراف
(وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)) سورة الجاثية
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)) سورة آل عمران
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)) سورة البقرة
اختلفوا في النظر، فمنهم من قال نظرنا إلى السماء فرأينا الهلال، وبعضهم قال نظرنا فلم نره، أما ما لا خلاف عليه، أن من ينظر إلى السماء في غزة فلن يرى إلا القنابل والنار، فلا يشغلكم الجدل بل والمزاح حول الهلال عنهم.
اذكروهم بدعوة صالحة سواء في ليلة الثلاثين أو ليلة العيد، فكل ليالي المخلصين مباركة.
اللهم اجعل ختام رمضان هذا العام بداية الخير والفرج على المسلمين.
اللهم لا يأتي رمضان في السنوات المقبلة إلا وهم في حال أفضل من رمضان العام الذي قبله.
وقفة: وإثمهما أكبر من نفعهما
﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)﴾ سورة البقرة.
كانت هذه الآية الكريمة إحدى مراحل تحريم الخمر قبل أن ينزل تحريمها القاطع في سورة المائدة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) ﴾ ولكنها تحوي درسًا هامًا جدًّا لا ينبغي إمراره دون تأمل.
إن الكثير من الدعاة اليوم- حرصا منهم على تقريب الناس للطاعة وإبعادهم عن المعاصي- يعمد إلى التركيز على أضرار المعصية الدنيوية، وآثارها السيئة لينفر المسلمين منها، وهذا جيد.
ولكن ينبغي أن نتعلم من الآية أن نفهم أنفسنا ثم الناس: أنه لا مانع أبدا أن يكون للمعصية منافع ظاهرة بحسابات البشر، لا يغرنك أن لها شيئا من الفوائد المادية؛ لأن الإثم الناتج عنها أكبر، ولأن غمسة في نار جهنم تمحو كل هذه المنافع والآثار .
إن الإغراق في تأويل الحكمة وافتعالها من التشريع والأمر والنهي كما ذكرنا يوقع في أخطاء دعوية أكبر؛ لأن الربط المحض بين المعصية والضرر يؤدي عند بعض الناس إلى الوقوع في المعصية والافتتان بها إذا انتفى عنده الضرر الذي اجتهد الداعية في ذكره.
وكما في شأن تحويل القبلة مات أناس من الصحابة قبل تحريم الخمر فهل ضرهم ذلك شيئًا؟! لا ؛ لأنهم لما شربوها لم تكن محرمة فلا إثم عليهم ولا ذنب، ونزل فيهم قوله تعالى ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) ﴾ سورة المائدة.
.
كتاب (وقت مستقطع، تأملات قرآنية في واقع مضطرب)
فصل (سمعنا وأطعنا)
صل رحم أجدادك الذين لم ترهم ولم يروك بدعوة صالحة تتمنى أن تتلقاها من ذريتك التي لن تراهم ولن يروك.
Читать полностью…لماذا يصممون على استهداف الصحفيين!
ماذا فعل العالم عندما عرف الحقيقة كي يخشوا من نشرها!
#حسام_شبات
#محمد_منصور
الإبادة وقود التهجير
إذا لم يتم قطع الوقود عن غرفة الاحتراق، فلم تمنع الحواجز البلاستيكية اندفاع عجلات التهجير، فطاقة البشر مهما عظمت لها حدود، وحتى إن لم يكن لها حدود وصبروا لآخر طفل وامرأة، فالعدو تعنيه أن تكون الأرض خالية، سواء هجر أهلها إلى أرض أخرى، أو هجروا جميعا إلى الدار الآخرة.
بعض من أتفق معهم بنسبة 50% - مثلا- أحب إلي من بعض من أتفق معهم بنسبة 90%، ذلك لأن الأول قد وصل إلى ما يعتقده بطريق ومنهج متجرد وإن لم يصل به لنفس النقطة التي وصلت إليها، بينما الثاني وصل لأن الطريق والاختيارات وافقت هواه وطباعه الذاتية، فإن تغير الهوى وتقلب الطبع ستظهر حقيقة المسافة بيننا، لذلك أشعر بهذا البعد قبل أن يحدث.
Читать полностью…اللهم يا أرحم الراحمين، اشف عبادك المبتلين بالوسواس، اللهم إنا مع قصر علمنا ونظرنا نلمس حرصهم ومشقة سعيهم كي يأتوا بالعبادة على وجهها، فاللهم أنت أعلم وأرحم بهم منا، فاللهم اهدنا جميعا ويسر لنا سبلك.
Читать полностью…https://youtu.be/GsFjhDD3wjA?si=uwn40dfmVXDDVM0d
Читать полностью…الخوارزمية المعتادة، إذا مات رجل صالح فلن تقابل في البداية إلا نعي المحبين له وترحمهم عليه، ثم فجأة تبدأ منشورات مخالفة تظهر أمامك، لا لقوة انتشارها ولكن لأن نفس المحبين يعيدون نشرها مع إبداء الغضب منها، ولولاهم لما شعر بها أحد يذكر، بل تجد المنشور قد حاز على مئات التفاعلات، أقل من 10% منها فقط تؤيد محتواها المسيئ! والبقية هي تفاعلات وتعليقات المحبين للراحل.
أيها المحب؛ إلى متى ستظل غبيا!
أول ما يخطر في بالك عند كل موقف، يعكس حقيقتك أنت أكثر مما يعكس حقيقة الأشياء
Читать полностью…لو حابب تشاركنا قراءة ومناقشة كتاب (عنبر المديرين) - pdf - انضم رجاء لجروب القراءةز.
هنقرأ الكتاب سوا ونتناقش فيه، نستفيد من بعض، وكمان ده ممكن يساهم في تطوير الطبعة القادمة إن شاء الله
تخيل قبل عامين يتم نشر صورة لمهندسة مسلمة محجبة تعمل في مايكروسوفت في أحد أكثر المجالات تقدما، أتصور أن أكثر التعليقات والتحليلات التي ستصاحب هذا ستكون حول الغرب العادل المتسامح مع كل العقائد، الذي يقدم الكفاءة فقط على أي شيء، عن العلمانية الغربية التي تسمح للمسلمة المحجبة ارتقاء أعلى المناصب بينما قد لا تستطيع محجبة العمل في بعض الشركات المحلية الركيكة تحت شعارات التقدمية والتغريب.
.
لم يكن يجدي حينها الكلام عن التفرقة بين قبول الإسلام الحقيقي المتكامل وبين قبولهم الجزئي للإسلام الشعائري الذي لا يبني عليه المسلم موقفا يتجاوز حدود عظامه وجدران غرفته والأهم من ذلك ألا يتجاوز حدود أيدلوجيتهم ومصالحهم وأهدافهم هم، إذ أن الهزيمة والانبطاح النفسي عند الكثيرين كان يعرقلهم عن تجاوز الصورة إلى المضمون، وما جدليات ومبالغات التعامل مع نموذج (مو صلاح) حينها ببعيد.
.
الآن وبعد وخلال التجربة القاسية التي يعيشها المسلمون الآن، نستطيع أن نرى بوضوح - إذا أردنا أن نرى- هذا الفارق الذي لم تجدي الأقلام في كشفه للناس، إلا قليلا، وإن المسألة ليست في مسمى المسلم ولا جذوره ولا ملابسه، ولكن في ولائه وفاعليته الحقيقية، ففي هذا المشهد أصلا "ابتهال" ترد على "مصطفى"، "مغربية" ترد على "سوري"، مفهوم؟
.
في التعليقات منشور قديم يفيد أكثر في فهم الصورتين
.
وإذا كنت لاحظت أنني عطفت المصالح والأهداف على الأيدولوجيا، فلن تجد نفسك مضطرا لتذكيري أن هذا الموقف اتخذه الكثير من غير المسلمين أيضا رغم أن هذا ليس موضوع المنشور كما هو واضح، ولكن استباقا لجدل لا معنى له أقول نعم، فإن من اتفق معهم في أصل المعتقدات ولكن لم يذب بما يكفي في بوتقة انحطاطهم فاتخذ موقفا شريفا فله تقديره، وقد يعاملونه هم كما يعاملون المسلم الفعّال، ليؤكد هذا من جديد أن العبرة فيما ينتج عما تؤمن به وليس فقط الاسم والشكل، ومن كمال الإسلام أن قدر الله تعالى أن يقع في تاريخه مواقفا مشابهة - كنقض وثيقة شعب أبي طالب- فنتعلم كيف نتعامل مع المواقف المتباينة دون أن يصيبنا الخلط والتخبط.
وقد جعل مدار النجاة على سلامة القلب
(وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) سورة الشعراء
-
عن حُذَيفَة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: ((قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: ((هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك)) رواه البخاري.
(إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتي، الأئمةُ المضلُّونَ) صحيح الجامع.
-
وجعل من أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة (عن علمه ما عمل به) ، ليدلل أن مجرد حصول العلم لا يعني عمل المرء به ، ولا نجاته ولا صحة مواقفه ، إنما الحساب على ما عمل بعد العلم ، ولو كان العلم مساويا لحصول الهداية والصواب لما كان لهذا السؤال معنى.
.
وكذلك في حديث ((ثلاثة يؤتى بهم يوم القيامة: مجاهد، وقارئ، ومتصدق، فيقال للقارئ العالم: في ماذا تعلمت العلم وقرأت القرآن؟ قال: قرأت من أجلك القرآن، وتعلمت من أجلك العلم، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ وقد قيل ذلك، فيؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار،... إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري)).
-
يوليو 2018
شهوة الروح، الإعفاف المنقوص
--
إذا أراد الزوج إبداء المظلومية في خلاف بينه وبين زوجته قال (تفعل معي هذا وأنا لم أقصر معها في شيء) يعني بذلك غالبا عدم التقصير في الإنفاق وشراء الاحتياجات.
وإذا أرادت الزوجة فعل المثل قالت (يفعل هذا معي وأنا لم أقصر معه في شيء) وتعني غالبا العلاقة الزوجية وطبخ وغسل الاحتياجات التي اشتراها الرجل.
وكل هذا متعلق بشهوات الجسد واحتياجاته، ولكن أين شهوة واحتياجات الروح!
-
وشهوة الروح هي الشعور بالاهتمام، الشعور بأنك مختلف عند شخص معين، يعنيه أن تكون بخير وألا يمسك سوء، يهمه أن تكون سعيدا وألا تكون حزينا ولو كنت بعيدا عنه لن يرى سعادتك أو حزنك، نعم هذه شهوة يحتاجها الإنسان جدا، وأهم مصارفها في الصغر اهتمام الوالدين، وفي الكبر اهتمام الزوج والزوجة وكذلك الأصدقاء والأرحام، ثم في الشيخوخة اهتمام الأبناء ومن تبقى من الأصدقاء والأرحام.
-
فالسكن والمودة والرحمة الواردة في آية الزواج هي أمور متعلقة بالروح أكثر من تعلقها بالجسد والمادة، والعمل على إشباع هذه المشاعر هي أولى واجبات الطرفين قبل أن ينسب أحدهما لنفسه (عدم التقصير)، وقبل أن يتعجب أيا منهما من نفور الطرف الثاني أو تأثره بمؤثرات خارجية لم يكن يتوقع أن تؤثر فيه بعد كل ما بذله لأجله – في ظنه.
-
تساءلت يوما بعدما سئلت عن مأساة (الشات) التي يقع فيها الكثير من الرجال في عصرنا، ما الذي يجعل رجل يتعلق بامرأة تراسله (كتابة) فقط، لم يرها، لم يسمع صوتها، لا يدري أصلا إن كانت امرأة أو رجل، وفي أحيان كثيرة يخلو الحوار بينهما من الكلام (القبيح)، فيزيد هذا المتسائل حيرة، فقط (سلامات وطيبون)، وماذا أكلت اليوم؟ إياك أن تدخن فتدمر صحتك! عدني بأن تقلل القهوة حتى لا تضر بضغطك، ولماذا أشعر بأنك مش في (المود).. إلخ، ما المكسب من هذه الحروف والنقاط الصماء!، فلم أجد إجابة سوى شهوة الروح! الشعور بالاهتمام الذي يبدو مجردا، الشعور بأن شخصا ما لا يطلب منه نفقة ولا مسئوليات يهتم بأن يكون سعيدا، بينما يؤدي ما يؤدي في البيت ولا يظهر له هذا الاهتمام.
-
وبدت نفس المشكلة عند النساء أيضا، لماذا تقع الكثير من النساء في الإعجاب بأولئك الذين يجيبون على الاستشارات سواء مباشرة كالأطباء النفسيين أو على الانترنت، أو حتى في الدردشات العقيمة مع رجال قد لا يتجاوزون أيضا (السلامات والطيبون)، أو تعليقات باردة على المنشورات والصور، وطبعا جروبات الشكاوى والحكايات، إنه ذات الشعور المفقود بالاهتمام، الشعور بوجود من يسأل، من يلاحظ التغير في صيغة العبارات المكتوبة فيستشف السعادة والحزن، بينما من يرى المرأة أمامه ثلاثية الأبعاد ويسمعها على الهواء لم يظهر أي عناية بأي شيء.
-
بالطبع لا يتوقف الأمر عادة عند شهوة الروح فهي خطوة من خطوات الشيطان أعاذنا الله من شروره وشرور أنفسنا، لكن غياب إعفاف الروح خطير وإن عف الجسد وتوفرت المادة، لأن الأولى تحكم الثاني وتوجهه، وقادرة على تزهيد الجسد فيما يملك مهما كثر أو بث القناعة فيه مهما قلت الموارد المادية، بل وإن قلت الوسامة والجمال.
-
فالرجال والنساء واقفون طوابير على جروبات الطبخ والمشتروات والرياضة والتخسيس بل وعلى جروبات قذرة تزعم التثقيف الجنسي وحل مشكلاته، وجلهم رغم ذلك جوعى يشكون فاقة وفقرا في أرواحهم على جروبات أخرى لا تزيدهم إلا سخطا أو في حواراتهم الشخصية والافتراضية، أو حتى بينهم وبين أنفسهم.
-
وهذا الفارق يظهر كذلك بقوة في احتياجات الصغار من آبائهم كما ذكرت، فلا يذكر الشاب والمراهق لوالديه الألعاب والنزهات والملابس والحلوى والتعليم باهظ التكاليف قدر ما يذكر لهم العناق والقبلة والسؤال عن الحال والاهتمام إذا ظهر عليه الضيق أو الاكتئاب ولو لسبب تافه، وأيضا مواقع الاستشارات والـASK مشحونة بكلام الشباب والبنات عن هذا الفقر الشديد، وهو أيضا باب خطر كبير عليهم إذا وجدوا هذا الشعور من مصدر خارجي قد يكون فاسدا، فيطيرون نحوه كالفراشات نحو النيران المشتعلة لا يأخذ بحجزها شيء، ولا يأخذ بحجزهم بعد حفظ الله تعالى إلا قوة اهتمام موازية تحقق لهم اتزانا نفسيا ضد ما يثير شهوات روحهم قبل أجسادهم.
-
وكم من أب وأم يدعون عدم التقصير في حق أبنائهم وبناتهم بنفس المنطق السابق، بينما هم لم يطعموا أرواحهم وقلوبهم شربة ماء واحدة، حتى قالت فتاة يوما أن والدتها لا تعانقها أبدا، ولا تدري ماذا تفعل كي تجعلها تعانقها دون أن تطلب منها لأنها كبرت على الطلب ولن تتحمل أي إحراج، مع إقرارها أن والدتها لا تقصر في خدمتهم المادية، ما الذي يحقق لمثل هذه الفتاة الإتزان إذا فاجأها مصدر - ولو كان فتاة أخرى – يسكب اهتماما في هذا الفراغ مختلطا بمفاسد عدة ما لم يشأ الله حمايتها بلا أسباب أرضية!
-
الشجون كثيرة، والكلام يبحث عن خاتمة ولا يجد، ولكن أكتفي -عنوة - بهذا القدر آملا أن تصل الرسالة وأن تفيد.
.
#إعادة_نشر
المزيد في كتاب (حكمة ونصيب، زواج ناجح في مواجهة التحديات)
#حكمة_ونصيب
- لو سكت من لا يعلم..
- لسقط الخلاف؟
- لا، لنجا من النار، الخلاف يحدث أصلا بين الذين يعلمون ولا يضيرهم إذا أخلصوا وبذلوا استطاعتهم، إنما الذي يضر نفسه وغيره هو الذي يتكلم بلا علم، وإن صادف قوله الصواب في بعض الأوقات.
محتويات كتاب (حكمة ونصيب، زواج ناجح في مواجهة التحديات)
مقدمة
القسم الأول: الوقاية خير من الفشل
الفصل (1) فوبيا العنوسة
الفصل (2) الوأد العصري للبنات
الفصل (3) الرؤية الضبابية في معايير الاختيار
- التدين
- العمل
- العيلة/بيت العيلة
- الارتباط العاطفي
- التكافؤ في التعليم والمستوى المادي والاجتماعي
الفصل (4) التغافل والدروشة
- التواكل
- العجلة
الفصل (5) وهم التغيير
- التوهم الكامل
- الكلام المجاني
- الحماس المؤقت
- النية الحقيقية
- ملخص القول في مسألة (وهم التغيير)
الفصل (6) عدم مواكبة المستجدات
الفصل (7) أسئلة سريعة
-------------------------------------------
القسم الثاني: الفشل المزيف
الفصل (1) الفردانية والمسئولية
- الزواج في مواجهة الأنانية
- المسئولية التي تورث العجز
- الزواج ليس وسيلة للعلاج
- الخوف المحمود
- الخوف المضاف
- الزهد في الزواج احتجاجا بمصاعب الواقع
الفصل (2) النسوية والذكورية
- أسئلة مركزية
- العلاقة بين النسوية والذكورية وبين الفشل المزيف
- التعامل مع مشكلة النسوية والذكورية
الفصل (3) الاختلاف الطبيعي والهشاشة النفسية
الفصل (4) الاتفاقات المادية
- كيف بدأ الهم؟
- كيف يبدأ الحل؟
- شبح الاتفاقات المادية بعد الزواج.
الفصل (5) المقارنات أحادية الأبعاد
- النظر لشريك الحياة والآخرين بعين واحدة.
- تجاهل النظر في المرآة.
- المقارنات المستوردة والخيالية.
الفصل (6) أتعرف ما معنى الكلمة!
الفصل (7) الخيانة الزوجية والعلاقة الخاصة
- الخيانة الزوجية، إعادة نظر.
- العلاقة الخاصة والفشل المزيف.
-------------------------------------------
القسم الثالث: آخر الدواء الكي
الفصل (1) رأس الحربة، الأطفال
الفصل (2) الطلاق نهاية العالم
الفصل (3) أعباء الطلاق المادية
خاتمة
#حكمة_ونصيب
من حيث المبدأ لا يمكن لأحد أن يزايد على موقف "شخصي" من أي فلسطيني تجاه حركة "معينة" لا سيما مع شدة الضغط ومع عدم معايشة الكثير من تاريخ ما قبل الحرب.
.
لكن الأمر الأكيد الذي يدعمه الواقع والتاريخ والعلم الضروري بسلوك البشر، والذي لا يحتمل الخلاف والمزايدة، هو أنه لا توجد فئة مستضعفة كان حالها بعد ترك السلاح الضعيف أفضل من حالها قبل تركه، وأنه لا يوجد عدو فاجر يصبح أكثر رأفة ووفاء للمستضعف إذا أبدى المزيد من الاستسلام.
فللأسف، أحيانا لا تملك تحديد الرهان الصحيح لتحقيق السلامة، لكن العلم الضروري يؤكد بوضوح أن بعض الرهانات المطروحة لن تحققها.
الدعاء للنفس وللأمة عامة بالعتق من نار الآخرة قد يحوي في داخله تحقق نجاة المسلمين المستضعفين من نار وشظايا الدنيا، فلعل عتقاء النار يوفقون للعمل بمقتضى العتق، والعمل بمقتضاه يصلح الواقع ويغير أحواله.
Читать полностью…حقيقة مبشرة ومرعبة في آن واحد، وهي أن أهل غزة لن يحاسبونا، وكذلك نحن لن نحاسب أهل غزة.
لن يضيرك أن يسخط كل أهل غزة عليك إذا علم الله تعالى منك صدقك واستفراغك لوسعك، ولن ينفعك إذا أعلنوا عفوهم عنك وتفهمهم لحالك إن لم تكن هذه حقيقتك.
كما أن أهل غزة ليسوا مطالبين أن يثبتوا لنا شيئا، أو يظهروا لنا شيئا، وليس بالضرورة من بدا عليه الألم ونفاد الصبر أسوأ ممن لم يبد عليه هذا، فحسناتهم وسيئاتهم لن تحصى من تقييمنا لتعليقاتهم ومنشوراتهم الراضية أو الشاكية أو حتى الجزعة.
فلا ينشغل أفراد الأمة كيف يراهم الغزاويون، ولا ينشغل الغزاوي كيف يراه أفراد الأمة، ولنتذكر جميعا حديث (أول من تسعر بهم النار)، وكيف لم ينفعهم ما (قد قيل)، عندما خالف هذا حقيقة ما في أنفسهم.
لقد انقطع علمنا عن هؤلاء الناس بنهاية أحداث قصة الخضر في سورة الكهف، لكن حياتهم هم لم تنقطع عند تلك الأحداث، فكأني بوالدي الغلام المقتول وهما يستقبلان جثمانه في حزن بالغ ويسترجعان ويسألان الله تعالى الصبر، وكأني بهما يتمنيان أن يعود الابن حيا أو أن يرزقا بمثله تماما، وهما لا يعلمان ماذا كان سيصيبهما لو عاد أو رزقا بمثله!
كأني بهما بعد أن رزقا بأخيه/أخته يتمنيان أن يكون في ميلاده عوض لهما عن فقد الأول، وهما لا يدركان أن في ميلاد الثاني عوض لهما عن وجود الأول أكثر من كونه عوضا عن فقده، وأن الله قد حفظهما من سماع (أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ورزقهما بمن يدعو لهما ويعيش لخدمتهما، أحسبهما قد ماتا ولم يعلما ما علمه الخضر وحيا -مباشرا أو غير مباشر – ولم يعلما ما علمه موسى عليه السلام تعلما، وما علمته أمة محمد صلى الله عليه وسلم لاحقا من كتاب الله، فإن كان قد صبرا ورضيا وهذا ما نحسبه من سياق الآيات فقد فازا بخيري الدنيا والآخرة، وإن كانا قد سخطا – وهو ما لا يبدو من الآيات – فقد سخطا على خير أعطاه الله لهما وإن كان ظاهره مؤلما.
-
الأمر نفسه عند أصحاب السفينة، وإن كان من المحتمل أن يكونوا قد حمدوا الله فور مرورهم بكمائن الملك الظالم في البحر على ما أصيبوا به من ضرر مؤقت في سفينتهم، وإن كانوا لم يعلموا بالضرورة أن الخضر فعل ذلك عمدا وبوحي، فحال أصحاب السفينة يشبه حالنا في كثير من المواقف التي نكتشف فيها لاحقا أن الخسارة الظاهرة كانت مكسبا عظيما، فمن رحمة الله تعالى أنه يظهر لنا بعض حكمته فيما لم نفهمه ليعيننا على تثبيت الإيمان واليقين، أما في قصة الوالدين والغلام فهي من الأمور التي قد يموت الإنسان ولا يعلم في الدنيا أن تلك الخسارة كانت مكسبا بأي صورة من الصور وإنما يؤمن بذلك غيبا وتسليما لله تعالى، فتلك درجة أخرى.
-
وأما أهل القرية البخلاء، فأولئك قد رأوا مكسبا ظاهرا مجانيا وهو إصلاح جدار في قريتهم بلا مقابل، وهم لا يدركون أن هذا المكسب كان خسارة كبيرة جدا لهم ولمطامعهم، إذ أخفت الخدمة المجانية وراءها كنزا عظيما لم يكن هؤلاء ليتركوه لليتيمين إن وجدوه، وربما يكبر اليتيمان ولا يعلمان أصلا أن الجدار أراد أن ينقض يوما فقيض الله له من يقيمه.
-
لقد وقعت أحداث قصة الخضر بتدخل مباشر معلوم الحكمة للمنفذ (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) مجهول الحكمة عند أصحاب الخسارة الظاهرة أو المكسب الظاهر وانتهت معلوماتنا عنها بنفاذ صبر نبي الله موسى عليه السلام، ولكن لم تنته دروسها وفوائدها في حياتنا، ولازلنا نعيش أحداثا ثم نرى حكمتها المخالفة لظاهرها، بل قد تخالف نتائجها نية وهدف المنفذ نفسه، ولازلنا نعيش أحداثا لن ندرك حكمتها حتى نموت ولكننا نوقن جزما في حكمة مقدرها سبحانه وتعالى، شاهدين أنه لا إله إلا الله، إلها وربا عظيما حكيما، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
#إعادة_نشر
وأوصي نفسي وإياك بالاحتفاظ ببعض العبادات خارج (المحفظة الرمضانية).
ما هي (المحفظة الرمضانية)؟ سأوضح لك.
هناك عبادات تقام في سياق لا يتحقق إلا في رمضان، المشكلة أننا إذا جعلنا كل الإضافات التي نستحدثها في رمضان داخل هذا السياق، ننقطع عنها عادة في أول ليلة من شوال للأسف، أمثلة؟
.
الاقتصار في قيام الليل على التراويح والجماعة، فتكون العادة الجديدة التي تم ادخارها في رمضان موجودة داخل محفظة (التراويح) فقط، فإذا توقفت التراويح، فقدنا العادة، فاجعل لك قياما منفردا خارج (المحفظة) يسهل الاستمرار عليه بعد رمضان.
.
تلاوة القرآن في أوقات أو أجواء لا تتوفر بعد رمضان، مثلا بعض المساجد لا تغلق بعد الفجر والعصر خلال رمضان، فتقتصر تلاوتك على تلك الأوقات والأجواء، فإذا أغلق المسجد بعد رمضان لم يسهل عليك استحداث وقت آخر، أو مثلا لأن عدد ساعات عملك أقل في رمضان فتقرأ بعد العصر وتعتاد، لكن بعد رمضان سيكون هذا الوقت داخل أوقات العمل، استحدث من الآن عادة تلاوة في وقت وأجواء تتوفر بعد رمضان.
.
رزقك الله بإمام محسن متقن في الدعاء في الوتر، دعاؤه جامع لدرجة لا تجعلك تحتاج تقريبا لأن تجتهد في الدعاء المنفرد، ستفقده بعض رمضان، فاعتد من الآن على الدعاء المنفرد، وهكذا.
.
محفظة رمضان عظيمة واستثمارها كبير، ولكن لا تجعل كل الاستثمارات تنقضي مع عودتها إلى خزانتها وتنتظر إلى محفظة العام القادم التي لا نعلم ندركها أم لا، بل ولو ضمنا إدراكها، فلما نخسر ما بينهما بالكلية.
اللهم اهدنا
#من_الأرشيف
من مذكرات المشير الجمسي عن الغارات المعادية التي استهدفت المدنيين في العمق المصري عام 1970 بما في ذلك مدرسة بحر البقرة.
Читать полностью…العدو يستأنف الحرب على غزة، هذا مع افتراض أن ما فات كان هدنة أصلا.
Читать полностью…