وتعلمتُ أنه...لا تبلغ الكلمةُ شغافَ القلوبِ إلا إذا كانت رقيقةً وصافيةً، تمامـاً مثـل طائرةِ الورقِ؛ لا ترتفع إلا حين يرقُّ ورقُها وتصفو أجواؤها، ولما كانت علاماتُ إعرابِ الكلمة الرفع والنصب والخفض والجزم، رأيتُ قلوبَ العبادِ حالُها كحالِ الكلمةِ، فرفعُ القلوبِ أن ترتفعَ عن الدنيا وأدرانِها كحالِ الزاهد، أو ترتفعَ عن الشـهواتِ والأهواءِ كحالِ العابد، وقد يَرفع صاحبُ القلبِ قلبَه فيبدو مُنكسراً لخالقه، وقد يكونُ رفعُ القلبِ برفعِ اليد عن البطشِ والحرامِ، أو رفعُه بلسانِ المحتاجِ الذي يلهجُ بالدعاءِ والحاجةِ من مولاه؛ أما نصبُ القلوبِ فلا يتم إلا بانتصابِ البدنِ في محرابِ الكونِ وعَالَمِ الملكِ، ثم بتأملِ النفس في الملكوتِ، وانتصابِ الروح ومعايشتها لعالم الغيبِ وكأنه مشهودٌ، ففي داخلِ المؤمن مئذنةٌ يصعدُ إليها ويرددُ آذانَ الحبِّ بينه وبين خالقه! وخفضُ القلوبِ في بذلها في ساحاتِ الجهاد، أو ملازمة الخشوع ومعايشة القشعريرة الإيمانية التي هي بمثابة خميرة الوجل في أعماقِ النفس، فيبدو صاحبُها كطيرٍ مهيضِ الجناح، أو كرجلٍ هيئته كهيئةِ من يُساقُ إلى الذبحِ بعد دقائقَ؛ أما جزمُ القلوبِ فيكونُ بوأدِ أماني الدنيا، وقطعِ دروبِ إبليس وجنده عن بعدٍ، واليأس مما في أيدي الناس ولو ذاقت الروحُ حتفها؛ ثمَّ يأتي حظُّ (السكونِ) والأنس بالله، فتسكنُ النفـس لخالقــها ومع خالقــها. ويقيناً ... كلُّ مُرٍّ سـ يَمُرُّ، ويبقى الأجرُ والثوابُ، فأحسنوا ضيافة البلاءِ كما تحسنوا ضيافة الأحباب...
Читать полностью…والشوق إلى الله وإلى لقائه نَسيم يهب على القلب يروح عنه وهجَ الدنيا. ومن وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومنْ ارسلهُ في الناس اشَتد به القلق.
- ابن القيم.
وسألتُ الرجلَ الطاعنَ في السنَّ، والذي لا يعرف قراءة ولا كتابة، وكنتُ أظنُّ أني سآتي له بأقوالِ المتقدمين والمتأخرين: هل تعرفُ يا عَمِّي ما معنى التقوى؟ فأجاب بلغته الدَّارجة: التقوى يا ولدي هي: كيف حَالُكُ يومَ تكونُ لحَالِكَ، فأنْسَتنِي إجابته جلَّ ما عرفتُ سابقاً
Читать полностью…" أنت لا تعرف الناس، ولا تعرف كفاحهم، لا تعرف تلوّيهم في دوائر ألآمهم، لا تعرف البرد الذي صدّع جدران قلوبهم، والذي لا تكفي نيران العالم كلها لتدفئنه، انت لا تعرف كيف تعثّروا، مِم تعثروا، كيف نهضوا، كيف كانوا في جبهات الحرب يتساقطون، أنت لا تعرف خساراتهم المُتعددة، خرابهم الأبدي، أوجاعهم المطولة، خوفهم الذي يسري في عروقهم مثل مجرى الدم، أنت لا تعرف شيئاً عدا ذلك الجزء الضيّق الذي تستطيع عيناك رؤيته.."
Читать полностью…"أشقُّ عادة في إرادة ما تطلُبه وظَفَر ما تأمُله أن تستطيل الأيام وتُحصي الأنفاس وتستكثر البذل وانظر إن شِئت في يومك هذا وتأمَّل ما كان قبله تجدك خبَرْت أمورًا وفقِهت عُلومًا وأبْلَيت حسنًا فكذا كُن فيما تقصده في مُقتَبل زمانك ومُفتَتح وقتك ولا تعجْل فإنَّ من تعجَّل شيئًا عثر به"
Читать полностью…قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلساءه ترديه أبعد ما بين السماء والأرض.
ابن المبارك في الزهد
ما أشقاك بغيره إلا ليسعدك بقربه، وما أسخن بالدمع عينك إلا ليقرها ببرد معيته، وما أوحشك من حِبك إلا ليؤنسك بحُبه، وما حرمك إلا ليغنيك به، فتوكل عليه، أرحم بك من نفسك، تغفل وتلهو والله برحمته يرعاك ويصد الأبواب عنك لتهتدي لبابه وهو الغني عنك؛ لكنه علم فقرك فرحمك وهداك لكي يسعدك!
Читать полностью…والمؤمن لأخيه عون، يقيل العثرة، ويعينه على نوائب الدهر، لا يتركه في كرب، وإن أصابته خصاصة أعانه.. زينة في الرخاء وعدة في البلاء، الوافر دينه والوافي عقله.
وليس بالمؤمن الذي يفتح لأخيه بابا يلج منه الشيطان.
يارب أنت خلقتَ هذا القلب، وأنت زرعتَ فيه الشعور، وأنت تضعُ فيه ما تشاء، وتنزعُ منه ما تشاء، وتُقلبه على الوجه الذي تشاء.. فبرحمتك لا تتركه يتخبط هائمًا لا إلى قرار أو إلى استقرار، وبحكمتك أنِر له الظلمة، وبَصّره بالعلامات، وأسكِنه وطَمئنه وألقِ عليه محبة منك..
Читать полностью…"وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم واللهُ يعلمُ وأنتم لا تَعلمون"
احتمالية وجود الشر في ما تحسبه أنت خيرًا، تُسري عنك، وتهون عليك، وتزرع فيك إمكانية التقبل بصدر رحب..
واحتمالية وجود الخير في ما تحسبه أنت شرًا، تؤنسك، ولا تقطع أملك، ولا تقطع حسن ظنك وترقبك..
الحمد لله رب العالمين.. العالم بحوائج عباده..
وقد جاء إليَّ رجلٌ يُناظر ويخاصم في حِكَم الله الغيبية، ثم قام ولبس حذائي خطأً وخرج، قلت: لم تُبْصر موضع قدميك وتخاصم الله في مواضع الغيب؟!
العقلية الليبرالية | عبدالعزيز الطريفي
”أُسرَتهُ خَير الأسَر، وشجرَتهُ خَيرُ الشّجر نَبتَت في حَرم، وَبَسقَت فِي كرَم، لَهَا فروعٌ طِوَال، وثَمرٌ لا يُنال، فَهو إمَامُ مَنِ اتَّقى، وبصِيرة مَنِ اهتَدى، وسِراجٌ لمعَ ضوؤهُ، وشهابٌ سَطعَ نورهُ، وزَندٌ برقَ لمعهُ، سيرتهُ القَصدُ، وسُنَّتهُ الرُشد، وَكلامهُ الفَصلُ.“
علي بن أبي طالب في وصف النبيّ ﷺ
إدع اللَّه أن لا تَفقد إيمَانكَ، أن لا يَغزو قلبُكَ الشك أن تبقي صَابِرًا مهما تطلبَ الأمر، أن يَنفثُ في قلبُكَ سعادةٍ لاحصر لها أن لَا تضعف في أمرٍ كُنت قد استمدّدت مِنهُ قُوتك، وأن لا تخيب ظُنونُك في أمورٍ بنيتَ عَليها آمَالِك...
Читать полностью…قال صالح الدمشقي لابنه:
"يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية."
سير أعلام النبلاء
إنّ الأقدار لا تدلِّل أحدًا لا ملكًا ولا ابن ملك ولا سوقيًّا ولا ابن سوقيّ، ومتى صِرتُم جميعًا إلى الترابِ فليس في التراب عَظمٌ يقولُ لعظمٍ آخرَ أيها الأمير!
الرافعي.
وأني أحب ربي، حب المحتاج الذي لايكفيه عطاء، وآمل فيه أمل الطامح الذي لا يتملكه يأس، وأرجوه رجاء الطامح الذي لايتملكه ردع.. وانا الواهن الضعيف صاحبي الشيطان وملكي هواي ولا رادع لي غير لطفك... فحنانيك بعبدك يارب.
Читать полностью…"كلُّ قلبٍ يتيّمهُ العشقُ، تشغلهُ الهواجس، ويصحبُه الهذيان بمن يحبّ، فكم صيدٍ وقع في الحبائل، وكم صيادٍ أصبح غرضا!:
فكلُّنا مغرمٌ، يهذي بصاحبهِ
ناءٍ ودانٍ، ومحبولٌ ومحتبَلُ."
بساط العطاء الإلهي لا يضيق بحاجتك، فاتسع بالطمع في ربك الودود، وقل: فقيرك الذي خلقته ولم يكُ شيئا، فرحمته فخلقته، ولا يرحمه إلا أنت..وحدك!
وجدان العلي
إنَّما أعطاكُم اللهُ الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يُعطيكموها لتركنوا إليها..!
-عثمان بن عفان رضي الله عنه
رب ثاكلٍ ما كان ثُكْله غيرَ أمانيه التي وأدها بيدَيْه!
كفَّنَها في التناسي، وألحدها قبر الماضي.
فيا لقاتلٍ مقتولٍ في آن!
فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم
(الذرايات)
أعظم المنح يأتيك بعد تسليمك للمنع
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «لا أَعْدِلُ بالسلامة شيئًا.»
قاعدة حياتية ينتفع بها الفَطِنُ!
كان عبد الأعلى الأسلمي مرائيًا، فقال يومًا: الناس يزعمون أني مُرائي، ولقد كنت بالأمس والله صائمًا وقد صمت اليوم أيضًا، وما أخبرت بذلك أحدًا.
Читать полностью…عيوب من نحب=فسحةٌ رائعة لبيان حبِّنا له بحُسْن تعاملنا معها واحتوائنا لها، فهي عيوب عند غيري، ومواطن حبٍّ عندي أنا.
وجدان العلي
" وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية.. تقولُ غدًا يوم القيامة: ﴿فَارجِعنا نَعمَل صالِحًا﴾ ، فيُقال: يا أحمق؛ أنت من هناك تجيء".
الإمام الغزالي رحمه الله.