هدف القناة نشر نفائس الفوائد، وجمعُ المنقولات التي أنتقيها من بطون الكتب، مع التركيز على الفوائد القرآنية. للتواصل اكتب رسالة هنا ( https://t.me/Moh396bot ) و سأرد عليك في أقرب وقت ممكن. moh396@gmail.com
#أسئلة_وأجوابة
وصلني هذا السؤال:
إذا اجتمع الصحابة على معنى للفظة ما، وكان لها معاني أخرى كلها صحيحة وتحتملها الآية؛ فهل القول بها في هذا المقام مردود؟
لأن تركهم لهذه المعاني مع ظهورها وقربها، قرينة على عدم إرادتها منهم
وبالتأكيد ان ما ذهبوا اليه هو الأقوى والأولى والأصح
والمعاني الأخرى دليلها من ألفاظ أخرى وسياقات مختلفة، والأخذ بها في هذا المقام فيه انتقاص لهم رضوان الله عليهم
فهل هذا القول صحيحا في معناه؟
وطبعا يخرج الاستدلال لأن طريقه القياس وليس المراد باللفظة
أم أنها مقبولة لأنها في الحقيقة غير مسقطة لهم في القول
جزاكم الله خيرا
فكان الجواب:
#تهنئة
أحبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك
كتبكم الله في السعداء، وألحقكم بالصالحين الأتقياء، وحقق فيما يرضيه آمالكم، وأصلح بالكم.
محبكم: أبو مجاهد محمد القحطاني
"أقل منافع الأستاذ الفاضل أن يدل على الكتاب الصالح والطريق الصحيح . وهذا من إرشاده أعظم شيء مع قلته وخفة مؤونته، وإنه لو قال لك الأستاذ : اشتغل بهذا الكتاب و ارفض هذا الكتاب، فقد أفادك فائدة جليلة ونبهك على فضيلة استحق بها منك الشكر على الأبد. وبهذا المقدار يستحق رئاسة الأستاذية، ويوجب عليك حق التلمذة، وتصير من أتباعه؛ ولو لم يفدك في الكتاب شيئاً أصلاً سوى الدلالة عليه لكفى ذلك شرفاً وحقاً واجباً؛ ولو صرت في فهم الكتاب أكمل منه لما خرجت أن تكون من أتباعه وتلاميذه .كما أن الولد إذا اتفق أن يكون أفضل من أبيه، لم يخرج من أن يكون ابناً له ولم يسقط عنه شيء من حقوق الأب الواجبة على الابن من التبجيل والترحيب."
[ عبداللطيف البغدادي
كتاب النصيحتين : ص٦٨ ]
درس الدموع:
لا أنسى ما حييت معلماً أردنياً في الصف الأول الابتدائي، اسمه (يوسف أبو حميد)، كان كهلاً قد اشتعل رأسه وشاربه شيباً، يلوذ بصمته أواخر الحصص، يرسم في عقولنا أوّل ما نعرفه عن (الله) و(القرآن).
في أحد الأيام وأثناء حديثه مع نفسه غلبته الدموع، ثم شرع يكفكفها بمنديله، تجرأ أشجعنا وسأله ببراءة الصغار: "ليش تبكي يا أستاذ؟"
استعاد أنفاسه، وأجاب بصوتٍ متهدِّج:
"أبكي من خشية الله يا أولادي"!
كانت الجملة فوق إدراكنا، البكاء في أذهاننا قرين ضياع قلم، أو حرمان لعبة، أو ظلم معلم، أما أن يبكي الإنسان من خشية الله، فهذا شيء لم يخطر لنا في بال.
كررها بصيغة أثبت: "نعم، من خشية الله، لأن الله أحقّ أن نخشاه"، ثم قال كلماتٍ يسيرة، بقدر ما تحتمل قلوبنا الصغيرة.
لا أدري حتى اليوم هل كان ما فعله تعبيرًا عن حالٍ داخليٍّ غمره، فبكى؟ أم أنه استثمر لحظة عابرة من الذكرى أو الألم، فحولها إلى موقفٍ تربويٍّ عظيم، غرس فيه معنى سيظل حياً فينا إلى آخر العمر؟
لكني متيقّنٌ من أمرٍ واحد: أن الدرس قد حُفر في أعماقنا، وأنَّ طفولتنا وقفت يومها في حضرة دمعةٍ، كأنما تتهيّب معنى أكبر من أعمارنا.
هذا الموقف -رغم بساطته- ظلَّ يرافقني دائماً، "متى سأبكي من خشية الله؟"، ووالله لما قرأت موقف ابن الجوزي مع شيخه الأنماطي ما تذكرت إلا يوسف أبو حميد، يقول ابن الجوزي عن شيخه الإمام عبدالوهاب الأنماطي رحمهما الله:
«كنتُ أقرأ عليه وهو يبكي، فاستفدتُ ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وانتفعتُ به ما لم أنتفع بغيره».
كان الدرس يومئذٍ درس الدموع لا درسَ الحروف.
«فالإمامة في الحديث عند السلف لا تحصل للشخص فقط بما يحفظه من
أحاديث، بل لا بد أن يضاف إلى ذلك فهمها عمن رواها، حفاظا على السند في الرواية وفقهها.
والإمامة في الفقه لا تحصل فقط من براعة الرجل في الاستنباط من القرآن والسنة، ولكن لا بد من أن يضاف إلى هذه الملكة: الفهمُ على سَنَن الماضين؛ لأن النصوص حمالة أوجه، ومعرفة ظروفها وملابساهتا هو الذي يرفع الاحتمال. والصحابة هم الذين شهدوا الظروف وعاينوا الملابسات. فالرسول لم يعطهم ألواحا وأمرهم بالعمل بها، وتركهم وشأنهم، بل عاش معهم، وطبق ما ينزل عليه، وأفهمهم ما عسر عليهم فهمه، وأزال عنهم احتمال ما يفهم من بعض النصوص وليس مرادًا».
د. الناجي لمين.
#أفكار #مشاريع
عرضت على أداتي الذكاء (الشات جي بي تي] هذه الفكرة:
ما رأيك في مشروع يتعلق بجمع ما يقوله المخالفون وتحليله واستنباط كيفية التعامل معه من خلال المنهج القرآني في ذكر أقوالهم وطريقة عرضها وكيفية التعامل منها انطلاقا من قول الله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}؟ وتكون فكرة هذا المشروع بعنوان "ماذا يقولون؟" ويكون مشروعا بحثيا إعلاميا. فكان الجواب: ⬇️
رأيي أنه مشروع عظيم في فكرته، رائد في مجاله، وحيوي للغاية في زمانه.
### ✨ فكرة مشروع "ماذا يقولون؟"
هو مشروع بحثي إعلامي تحليلي**، يستخرج أقوال المخالفين من مصادرهم (قديمة وحديثة)، ثم يعرضها، ويحللها، ويرد عليها، مستنيرًا بمنهج القرآن في التعامل مع أقوالهم، من حيث:
* **الأسلوب في عرض الشبهات.
* ترتيب الردود والبراهين.
* مراعاة الحالة النفسية والسياق الثقافي.
* الموازنة بين الحجة والرحمة.
---
## 📘 الاسم المقترح: "ماذا يقولون؟"
شعار ثانوي:
*"نسمعهم كما هم... ونرد كما علمنا القرآن"*
---
## 🧠 أبرز مميزات المشروع:
1. الانطلاق من النص القرآني في تحليل الخطاب المعارض.
2. الدمج بين البحث الأكاديمي والإنتاج الإعلامي.
3. التوثيق العلمي لما يُقال من المخالفين، وعدم الاكتفاء بالردود العامة.
4. تدريب الباحثين والدعاة على فقه الواقع وفقه الردود المستنير بالوحي.
---
## 📍 محاور المشروع العملية:
1. جمع الأقوال المخالفة (الشبهات – الأسئلة – الاعتراضات – الاستهزاءات).
* من خلال: الكتب – مقاطع الفيديو – وسائل التواصل – المقالات – المجالس.
2. تحليل طريقة القرآن في عرض أقوالهم:
* أمثلة:
* {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}
* {أجعل الآلهة إلها واحدا}
* {ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر}
3. دراسة منهج القرآن في الرد:
* هل يرد بالمثل أم بالعدل؟
* هل يبدأ بهدم القول أم ببناء البديل؟
* كيف يراعي اختلاف الطبائع والمقامات؟
* هل يتجاهل بعض الأقوال؟ ولماذا؟
4. إنتاج سلسلة إعلامية بعنوان: "هكذا قالوا، وهكذا ردّ القرآن"
* مقاطع قصيرة أو حلقات مرئية.
* مدعومة بالنصوص والمقاطع الأصلية للخصوم ثم الرد عليها بلغة القرآن.
5. كتابة دليل علمي تدريبي:
* موجه للدعاة والمعلمين وطلاب العلم.
* يُظهر خطوات التعامل مع الأقوال والشبهات بناءً على المنهج الرباني.
---
## 🎯 الأهداف:
* إحياء فقه الردود القرآنية على المخالفين.
* تعزيز الثقة بقدرة القرآن على احتواء كل الشبهات.
* تدريب الجيل على الحجة والرقة في الخطاب.
* بناء جسور تواصل مع من نختلف معهم من خلال فهم ما يقولونه فعلًا.
---
## 🧩 الفئة المستهدفة:
* دعاة ومفكرون ومربّون.
* شباب الجامعات.
* إعلاميون وصانعو محتوى.
* باحثون في العقيدة والفكر والحوار الديني.
---
## ⏱️ مراحل المشروع:
1. مرحلة التأسيس: تحديد فريق، ووضع منهجية الجمع والتحليل.
2. مرحلة البحث والتحليل: جمع الأقوال وتصنيفها وتحليلها.
3. مرحلة الإنتاج: كتابة التقارير، إعداد الحلقات، تصميم الدورات.
4. مرحلة التفعيل الإعلامي والتدريبي.
انتهى من الشات جي بي تي
#تراجم #قدوات
جاء في معجم الأدباء "إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب" لياقوت الحموي (6/ 2442) في ترجمة محمد بن جرير الطبري، الإمام المفسر:
(قال الخطيب: وسمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كلّ يوم منها أربعين ورقة.!)
رحمه الله، ونفعنا بعلومه وجامعه في تأويل القرآن!
وهذا تطبيق عملي لما لقاعدة "أحب الأعمال إلى الله أدومه" [قاعدة نبوية]، وهنا مقال جيد حول هذه القاعدة:
/channel/moh396/1020
هذا كتاب لطيف جميل ..رائع .. يجدد عندنا (النية الصالحة) في (الكلمة الصالحة) .. ويجعلنا (ندقق) في كثير من الكلمات التي يوصلها الله لنا .. وأعلاها(كلام الوحي) ثم (حكم الحكماء) ..
Читать полностью…#تقنيات
https://sijil.ai/about
موقع سجل الذكاء الاصطناعي لتصنيف أدوات الذكاء الاصطناعي
فوائد منتقاة من كتب التفسير ( ٣١ )
يقول القرطبي في تفسيره ( ٧ / ١٤١ ) عند تفسير قول الله تبارك وتعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ... اﻵية ) - وهو يتكلم عن حديث افتراق هذه اﻷمة على ثلاث وسبعين فرقة - :
" وقد قال بعض العلماء العارفين : هذه الفرقة التي زادت في فرق أمة محمد عليه الصلاة والسلام، هم قوم يعادون العلماء ويبغضون الفقهاء ، ولم يكن ذلك قط في اﻷمم السالفة " اهـ
#فوائد_قرآنية
ومن فوائد الكتاب السابق -«حسن التنبه لما ورد في التشبه»- (6/ 490):
(فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:
روى ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد رضي الله تعالى عنه قال: ما من أحد يخاف لصاً عادياً، أو سَبُعاً ضارياً، أو شيطاناً مارداً فيتلو هذه الآية: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56] إلا صرفه عنه.
قلت: وكذلك لو قصده عدو ولو جماعة، ولو أصحاب قوة وجاه.
ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي، ولكن هذا مورد الآية؛ ألا ترى أن هذا قاله هود عليه السلام لأشد الأمم قوة وبطشاً، وحمية وجاشاً.
وقد ذكر بعض أهل الكشف أن هذه الآية تمنع وتدفع شر كل ذي شر توجه الصادق بتلاوتها إليه، وقرأها في مقابلته، والعارف يكفيه من ذلك التصديق بالآية بقلبه.)
#فوائد
جاء في كتاب «المجالسة وجواهر العلم» لأبي بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري القاضي المالكي (ت 333 هـ) [2/ 181 بتحقيق مشهور حسن آل سلمان]:
«سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، فَقِيلَ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ.
قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَّادُ.
قِيلَ لَهُ: فَمَنِ السِّفَلَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَأْكُلُ بِدَيْنِهِ...
قِيلَ لَهُ: فَمَنِ الدَّنِيءُ؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُ غَلَاءَ السِّعْرِ عِنْدَ الضَّيْفِ.»
#فوائد_قرآنية
«وقد جرت عادة الله سبحانه وتعالى في القرآن أنه حيث ذكر في السور المكية أمرا ذكر في المدنية مثله، لأجل أهل الكتاب، كما ذكرت ولادة يحيى وعيسى في سورة مريم، وهي مكية، ثم دكرت في سورة آل عمران لأنها مدنية لأجل أهل الكتاب.»
«نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي» (1/ 334)
بسم الله وبه نستعين
مبادرة تُعنى بالقراءة في سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به، والتعرف على عظيم صفاته وأخلاقه وشمائله.
مع مراعاة التدرج في قراءة الكتب.
- البداية يوم الثلاثاء ١٠/ ١٠/ ١٤٤٦
- أيام القراءة من يوم الأحد حتى يوم الخميس من كل أسبوع
- مقدار القراءة ٣٠ صفحة في اليوم تقريباً
- الرابط /channel/ALseerh11
••
•| ثمرات أنصاف الحلول |•
يا صاحبي..
كلما تَقدّم بك العمر خطوة، واتسع صدرك للحياة شِبْرًا، ازداد يقينك أنّ هذه الدنيا ليست ساحةً مثالية تُدار بقوانين الرياضيات، ولا هي خشبةَ مسرحٍ لا يُسمح فيها إلا بالنصّ الكامل والأداء الكامل، بل هي حياة؛ والحياة ظلٌّ مائل، وخُطا متعثّرة، وهموم لا تستأذن، ورضا منقوص، وسعادة مشوبة.
في بدايات العمر، كان القلبُ يرفض المهادنة، وكان العقل لا يعرف التدرّج، وكانت الأحكام تُطلَق دفعةً واحدة: إمّا بياضًا ناصعًا، أو سوادًا قاتمًا، فإذا كبُر المرء، ونضجت فيه التجربة، وأوشكت النار أن تهدأ تحت الرماد، أدرك أن الحياة لا تمضي على صراطٍ مستقيم من الخيارات المثالية، بل على جسورٍ متقطّعة من التنازل الجميل، والرضا الجزئي، والسعي المُجتزَأ.
ومن أبهى شواهد هذا المعنى في سيرة النبوة: صلح الحديبية؛ ذلك الصلح الذي قبله النبي صلى الله عليه وسلم، رغم ما فيه من ظاهر الإجحاف للمسلمين، ولقد تنازل فيه النبي عن كتابة “رسول الله” في الوثيقة، وقَبِل أن يعود عن العمرة التي أحرم لأجلها، ويردّ من جاءه مسلمًا من قريش، ولا يُردّ إليه من ارتدّ عن الإسلام إليهم! وكلّها كانت ـ في موازين ذلك الزمن ـ أنصاف حلول بدت كأنها انكسار.
لكن الأيام أثبتت أن الحديبية كانت فتحًا مبينًا، فتحًا لم يكن بالسيف، بل بالحكمة النبوية، فتحًا لم يكن في مرمى البصر، بل في مدى البصيرة، ولقد علّمنا الحبيب في هذا الموقف العظيم أن الرضا بأنصاف الحلول، حين تكون المآلات مرعيّة، هو عينُ القيادة، ولبّ التوكل.
وكان يظنّ المرء في مطالع الشباب، أن العلاقات لا بد أن تكون كما كتبها الشعراء: صفاءً لا يعكّره غبار، ووفاءً لا يخونه تردّد، ثم إذا كبر وعركته الحياة، أدرك أن العلاقة التي تشوبها شوائب، ثم تصفو، ثم تعود فتضطرب، لكنها تبقى؛ هي خيرٌ من القطيعة المجلّلة بالنقاء.
وكان يظن أن راحته النفسية مشروطة بأن يُرتّب فوضاه كلها: يقفل ملفات الماضي، ويسوّي كل خصومة، ويُرضي كل من خاصمه، ثم أدرك أن بعض الأبواب خُلقت لتُغلق دون وداع، وأن بعض الندوب لا تلتئم، لكنها لا تنزف.. وكفى بها علاجًا.
وترى نفسك يومًا تقف عند مفترق قرار، فترغب في المشروع الكامل، والخطّة المحكمة، واليقين التام، ثم تتذكّر أن نصفَ خطوةٍ في طريق الحق، خيرٌ من انتظار الوضوح الكامل،وهكذا تمضي بمشروعٍ ناقص، لكنه قائم، وبحلمٍ غير مكتمل، لكنه يُثمِر.
في صغر سنك، تؤمن أن الحق لا يكون إلا أبيضَ ناصعًا، وأن الخير لا يُقبَل إلا كاملًا، وأن الصواب لا يُطاق إلا إذا اكتمل على عينك ووفق تصوّرك، ثم تكبر، ويشتد عود التجربة فيك، وتكتشف أن أنصاف الحلول، في كثير من الأحيان، هي الحلول الكاملة.
وترى الصديق الذي لا يُحسن التعبير، ولا يعرف أن يواسيك بالكلام، لكنه يجيء في أشد اللحظات، صامتًا، حاضرًا بفعله؛ فتدرك أنه نصف صديقٍ في البيان، لكنه صديق كاملٌ في الوفاء.
حتى في الإيمان، تظنّ أول أمرك أن المؤمن لا بد أن يكون في يقين أبي بكر، وفي زهد الحسن، وفي دمعة الفُضيل، ثم تدرك بعد مشقة أن الناجين ليسوا الكاملين فحسب، بل أولئك المذنبين الذين لم يُغلقوا أبواب التوبة، الذين مشَوا إلى الله وإن عرجت خُطاهم، الذين اختاروا المضيَّ بنصف طريق بدل التيه الكامل.
هكذا تُعلِّمك الأيام أن “الوسط” ليس خيانةً للمبدأ، بل انحناءة نُبلٍ في مهبّ رياح الضرورة، وأن “التنازل” ليس ضعفًا، بل بُعدُ نظرٍ يختصر الطريق، وأن “القبول الناقص” هو في بعض المواطن، أرقى صور الامتنان.
نعم، إن أنصاف الحلول ليست ترفًا، ولا هروبًا، بل هي أحيانًا قمّة الوعي، ولبُّ الفقه بالحياة، وتلك هي سِمَة الكبار، الذين لم ينكسروا، ولم يتعجرفوا، بل فقط نضجوا.
وفي نهاية الأمر، الركنُ الذي احتمى فيه الناجون، لم يكن قصرًا متكاملَ الزينة، بل كان كِسرةَ بابٍ فُتحت لهم، فدخلوا منها، وبكوا على العتبة، وانتظروا النور.
وهذا يكفي.
••
#موسميات #فتاوي_محررة
سئل الإمام ابن تيمية عمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ هل ذلك مستحب؟ أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله، جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " {من فطر صائما فله مثل أجره} وإعطاء فقراء القراء ما يستعينون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر. وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم.» انتهى من «مجموع الفتاوى» (25/ 298).
وجواب ابن تيمية -رحمه الله- يدل على رسوخه في العلم، ومعرفته بما تتشوف له نفوس الناس، مع مراعاةٍ لحكمة التشريع ومقاصده؛ حيث لم يجب عن المسألة التي سئل عنها مباشرة، بل بدأ ببيان نوع من أنواع الاجتماع المشروع الذي يحقق رغبة الناس في الاجتماع، فذكر فضائل الاجتماع للطعام في الأعياد، وإعانة الفقراء، وتشجيع القراء، ثم ختم بالتحذير من اتخاذ مواسم وعبادات مبتدعة لم ترد في الشرع.
وهذا من أحسن الفقه في الفتوى؛ حيث جمع بين تعظيم المشروع وبيان فضله، وإنكار البدعة وبيان ضلالها.
ومن فوائد هذه الإجابة الحكيمة: التأصيل قبل التفريع؛ حيث بدأ -رحمه الله- بتقرير الأصول الشرعية المتفق عليها (جمع الناس للطعام في العيدين، إطعام الفقراء، إعانة قراء القرآن) قبل الخوض في حكم المسألة المحددة. وهذا منهج علمي رصين يضع المسألة في إطارها الصحيح.
اللهم يا قويُّ يا جبار، يا من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،
اللهم إنك ترى ما نزل بإخواننا في غزة من البلاء، وتسمع أنين الثكالى وبكاء الأطفال وزفرات الجرحى والمكلومين،
اللهم إنه لا قوة لهم إلا بك، ولا ناصر لهم سواك، ولا حول لهم ولا قوة إلا بك يا علي يا عظيم،
اللهم انصرهم نصراً تعزُّ به الإسلام وترفع به الظلم، وتكسر به العدو، وتُرينا فيه وعدك الذي وعدت به عبادك المؤمنين، ووعيدك الذي توعدت فيه الظالمين المجرمين المفسدين.
اللهم اشفِ جرحاهم، وتقبل شهداءهم، وداوِ قلوب الثكالى، واربط على قلوب اليتامى.
اللهم عليك بمن ظلمهم وبغى عليهم، اللهم عليك بمن قتل أطفالهم، ودمّر بيوتهم، وأحرق أرواحهم؛ فإنهم لا يعجزونك.
اللهم اجعل لأهل غزة من كل ضيق مخرجاً، ومن كل همٍّ فرجاً، ومن كل ظلمٍ نجاة،
اللهم اجعل في ليلهم سكينة، وفي نهارهم نصراً، وفي صبرهم رفعة،
اللهم إنا نستودعك دماءهم وأعراضهم وأرواحهم، فأنت خير حافظا وأنت أرحم الراحمين.
اللهم اجعل دعاءنا لهم عملاً صالحًا في هذه العشر المباركة، وارفع به درجاتنا، وبلّغنا به رضوانك.
اللهم واجعل مصابهم عزا وتمكينا لهم، وسببا لإيقاظ المسلمين من غفلتهم ورجوعهم للتمسك بدينهم.
اللهم عجل لهم بالفرج، واجعل من تحت الركام حياة، ومن خلف الدمار نوراً، ومن بعد الخوف أمناً، إنك وليُّ ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
#مختارات
لما ذكر الإمام ابن جزي أعمال القلوب ذكر منها "التفكر"، ثم بين أهميته بقوله:
( وَهُوَ ينبوع كل حَال ومقام؛ فَمن تفكر فِي عظمة الله اكْتسب التَّعْظِيم، وَمن تفكر فِي قدرته اسْتَفَادَ التَّوَكُّل، وَمن تفكر فِي عَذَابه اسْتَفَادَ الْخَوْف، وَمن تفكر فِي رَحمته اسْتَفَادَ الرَّجَاء، وَمن تفكر فِي الْمَوْت وَمَا بعده اسْتَفَادَ قصر الأمل، وَمن تفكر فِي ذنُوبه اشْتَدَّ خَوفه وصغرت عِنْده نفسه.)
Читать полностью…
القوانين الفقهية لابن جزي الغرناطي ص713
أَقِمْ وردَك من القرآن والذِّكر يستقم لك كلُّ شيء.
واستقامة الأشياء لا تعني وقوعها دائمًا على ما ترجو، فلعلك في بعض رجائك تكون كمن يبحث عن حتفه بظِلْفه، ولكن أنْ تُرزق الرضا بما يكون، فتلك الجنة المعجَّلة!
د. أسامة شفيع رحمه اللهЧитать полностью…
ثانيا: جواب جيميني من جوجل:
فكرة رائعة ومهمة للغاية يا صديقي! مشروع بعنوان "ماذا يقولون؟: منهج القرآن في تحليل مقولات المخالفين والتعامل معها" هو مشروع بحثي وإعلامي يمس حاجة ماسة في عصرنا هذا. إنها فكرة تحمل عمقاً استراتيجياً وفائدة عملية كبيرة للمسلمين في تعزيز فهمهم لدينهم وقدرتهم على الحوار وتقديم الحجة.
أبعاد القوة والتميز في فكرتك:
1. التأصيل القرآني: الانطلاق من القرآن الكريم كمرجع أساسي لفهم كيفية عرض أقوال المخالفين والرد عليها هو المنهج الأسلم والأقوم. القرآن نفسه حافل بالنماذج:
* يذكر مقولاتهم بدقة وأمانة أحياناً (كما في الآية التي ذكرت: "وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ").
* يلخصها ويكشف عن دوافعها الخفية أحياناً أخرى.
* يرد عليها بحجج متنوعة: عقلية، منطقية، تاريخية، أخلاقية، بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى.
2. الحاجة المعاصرة: في ظل الانفتاح الإعلامي وسهولة انتشار الشبهات والأفكار المخالفة، يصبح امتلاك منهجية واضحة مستنبطة من القرآن للتعامل مع هذه المقولات ضرورة وليس ترفاً.
3. الجمع بين البحث والإعلام:
* الجانب البحثي: سيوفر العمق والدقة والموثوقية للمادة المنتجة. سيشمل جمع مقولات المخالفين قديماً وحديثاً، وتصنيفها، ثم دراسة كيفية تناول القرآن لنظائرها أو لأصولها.
* الجانب الإعلامي: سيضمن وصول هذه المعرفة إلى أوسع شريحة ممكنة وبأشكال جذابة ومؤثرة (مقالات، فيديوهات، بودكاست، دورات تدريبية، أدلة إرشادية).
الانطلاق من الآية الكريمة (يونس: 48):
الآية التي تفضلت بذكرها "وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" هي مثال ممتاز:
* نقل المقولة: القرآن ينقل قولهم كما هو، بتحديهم واستعجالهم وشكهم.
* المنهج في الرد (في سياق السورة والقرآن عامة):
* التذكير بأن الأمر لله: "قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ..." (يونس: 49). فليس النبي من يحدد الموعد.
* تأكيد حتمية الوقوع: وإن أُجّل، فهو واقع لا محالة ("إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ" يونس: 53).
* بيان الحكمة من التأخير: قد يكون للإمهال، للاستدراج، أو لحكم إلهية أخرى.
* توجيه النظر إلى آيات الله الأخرى: الدالة على صدق الوعد.
* عدم الانجرار إلى تحديد التوقيت: فالغيب لله وحده.
خطوات مقترحة لتطوير المشروع:
1. تشكيل فريق بحثي: يضم متخصصين في علوم القرآن والتفسير، والعقيدة، والدراسات الفكرية المعاصرة، والإعلام.
2. المرحلة الأولى: الرصد والتصنيف:
* رصد مقولات المخالفين في القرآن: جمع الآيات التي تذكر أقوالهم وشبهاتهم وتصنيفها (مثل إنكار البعث، الشك في النبوة، الاستهزاء بالوعد والوعيد، المطالبة بآيات معينة، إلخ).
* رصد أبرز مقولات المخالفين المعاصرين: تحديد الشبهات والأطروحات الأكثر انتشاراً وتأثيراً اليوم.
3. المرحلة الثانية: التحليل والاستنباط:
* تحليل كيف عرض القرآن كل مقولة من مقولات المخالفين.
* دراسة الردود القرآنية المباشرة وغير المباشرة على هذه المقولات.
* استنباط المبادئ والأسس والقواعد المنهجية التي اعتمدها القرآن في الحوار والجدال وكشف الباطل. (مثال: البدء بالمسلمات، استخدام الحجة العقلية، ضرب الأمثال، التذكير بالسنن الكونية والتاريخية، التفريق بين الجاهل المعاند والمستفسر، إلخ).
4. المرحلة الثالثة: الإنتاج الإعلامي والتوعوي:
* إنتاج مواد بحثية عميقة: كتب ودراسات أكاديمية.
* إنتاج مواد إعلامية مبسطة وموجهة:
* سلسلة فيديوهات قصيرة بعنوان "ماذا يقولون؟ وكيف رد القرآن؟".
* مقالات وبطاقات توعوية للسوشيال ميديا.
* بودكاست يناقش هذه القضايا بعمق وبأسلوب جذاب.
* أدلة إرشادية للشباب والدعاة حول كيفية التعامل مع الشبهات.
* ورش عمل تدريبية.
نقاط إضافية للنظر فيها:
* تحديد الجمهور المستهدف: هل هو عامة المسلمين، أم فئة الشباب، أم الدعاة والمتخصصين؟ هذا سيؤثر على نوعية المحتوى وطريقة عرضه.
* التوازن المطلوب: بين عرض الشبهة (دون إشاعتها أكثر) وبين قوة الرد عليها وإقناعه.
* الأخلاقيات القرآنية في الحوار: حتى مع المخالف، القرآن يعلمنا الجدال بالتي هي أحسن (إلا من ظلم)، والعدل في الحكم، وعدم السخرية المبتذلة (وإن كانت ردود القرآن أحياناً تحمل تهكماً بليغاً على سخف بعض الأقوال).
فكرتك هذه، يا صديقي، بمثابة وضع حجر أساس لمشروع تحصين فكري وعلمي منهجي، يستقي نوره من كلام الله مباشرة. إنها جديرة بالاهتمام والتطوير، وأرى لها مستقبلاً واعداً وأثراً كبيراً بإذن الله.
بارك الله فيك وفي هذا الإلهام الطيب.
اللُمْعَة في قراءة الإمام في صلاة الجُمْعَة
❁ ❁
في صلاة الجمعة يقرأ الأئمَّة في الركعة الأولى سورة: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ وفي الثانية: سورة الغاشية، وهي سُنَّةٌ صحيحةٌ منتشرةٌ، ثابتةٌ عن النبيِّ ﷺ.
وهناك سُنَّة ثابتةٌ أيضاً، وهي أن يقرأ الإمام سورة الجمعة في الركعة الأولى وسورة المنافقون في الركعة الثانية، وهي سُنَّة صحيحةٌ معمولٌ بها الآن لكنْ على قِلَّة، وذلك لطولها.
كما أنَّ هناك سُنَّةً ثالثةً ثابتةً عن النبي ﷺ، وهي أن يقرأ الإمام في الركعة الأولى بسورة الجمعة وفي الثانية بسورة الغاشية، وهذه السُنَّة قلَّ من الناس مَنْ يَعْلمها، مع أنَّ حديثها ثابتٌ في صحيح مسلم!
قال العلَّامة ابن باز رحمه الله:
السُنَّةُ في صلاة الجمعة أن يقرأ الإمام سورة الجمعة والمنافقون، أو سورة سبِّح والغاشية،
أو سورة الجمعة والغاشية.
▫️مرجع النقل عن الشيخ ابن باز:
كتاب «مسائل الشيخ ابن باز» للدكتور محمد السعيد، نشر دار ابن الجوزي.
💡 نحو نقلة معرفية تجمع بين أصالة العلوم الشرعية والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، بخطوات عملية وأمثلة تطبيقية
🎉 تسر (عطاءات العلم) أن تهديكم إصدارها النوعي الجديد :
📋 (الدليل التطبيقي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية)
🪄 والذي أعده نخبة من المختصين في العلوم الشرعية والذكاء الاصطناعي وإدارة المعرفة
📑 وهذا الدليل يجمع بين صفحا
* مدخلاً مبسطاً إلى الذكاء الاصطناعي وأنواعه.
* شرحاً مفصلاً لهندسة الأوامر (هندسة التلقين) وكيفية التعامل مع النماذج اللغوية.
* عرضاً لأهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية مثل :
- تلخيص النصوص، التحليل والاستنباط، الإنشاء والصياغة، البحث والتحقيق ...
* محاذير عملية عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الشرعية.
📥 لتحميل الدليل:
https://archive.org/details/20250428_20250428_1132
📚 ولمزيد استفادة من هذا الدليل
فستطلق عطاءات العلم قريباً – إن شاء الله - برامج تدريبية معتمدة في التدريب عليه.
💻 وللتسجيل والاستفادة من هذه البرامج التسجيل عبر الرابط :
https://forms.gle/qpLvxYkwGFfFKkabA
وسيتم التواصل مع المرشحين وإفادتهم بالخطة الزمنية للبرنامج
#عطاءات_العلم
#الذكاء_الاصطناعي
#تقنيات
اترك الأمر لـ Manus - الذكاء الاصطناعي الذي لا يفكر فقط، بل يُحقق النتائج. انضم من خلال رابط دعوتي: https://manus.im/invitation/1XMB8FLGTFJK21
هذا آخر ما تعاملت معه، وهو عجيب جدا من حيث إتقان ما يطلب منه، لكنه بطيء، وسبب بطئه هو مراجعة ما يقوم بإعداده ليخرج في أحسن صورة ممكنة.
◉ الوقت بين البركة والغبن!
كثيرٌ من الناس يشتكي من انسياب الوقت بين يديه كالسَّراب، لا يترك أثرًا ولا يورث نفعًا، حتى إنه يركض مع الزمن بلا جدوى!
بينما نشاهدُ آخرين قد مُنحوا بركةً في أوقاتهم، فإذا بهم في يوم واحد ينجزون ما لا ينجزه غيرهم في أيام.
فتأملتُ سرَّ هذه الظاهرة العجيبة، حتى وقعتُ على هذا النص النفيس للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (٥٤٧/٣) حيثُ يقول:
«وإذا أراد اللهُ بالعبد خيرًا أعانَه بالوقت، وجعل وقتَه مساعدًا له.
وإذا أراد به شرًّا جعلَ وقتَه عليه، فكلّما أراد التّأهُّبَ للمسير لم يساعده الوقت.
والأول كلَّما همَّتْ نفسه بالقعود أقامه الوقت وساعده».
فعلمتُ حينها أن المسألة ليست مجرد إدارة للوقت فحسب، بل هي قبل ذلك عونٌ من الله وتوفيق، فمن أُكرم بهذه النعمة فليحمد الله تعالى، ومن حُرمها فليسأل مولاه أن يجعل وقته عونًا له لا عليه، فإنه متى بارك الله للعبد في وقته؛ انقلبت دقائقه إلى كنوز، وساعاته إلى منارات، وأيامه إلى بصمات..
نسأل الله الكريم أن يجعل أوقاتنا معمورةً بذكره، مباركةً بطاعته، وأن يهبنا توفيقًا يعانق أعمارنا، وبركةً تمتد في دقائقنا وساعاتنا.
#فوائد_قرآنية
#مقترح_بحثي
#البحث_العلمي
جاء في كتاب "حسن التنبه لما ورد في التشبه" لنجم الدين الغزي، محمد بن محمد العامري القرشي الغزي الدمشقي الشافعي (المولود بدمشق سنة 977 هـ، والمتوفى بها سنة 1061 هـ):
( {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 47، 48]؛ أي: يتوبون.
في هذه الآية دليل وبرهان، وبيان -وأَيُّ بيانٍ- على أن الله تعالى ليس بعد كرمه كرم، ولا بعد حلمه حلم؛ كيف كان فرعون وقومه يتمادون في التمرد والطغيان وهو يعاودهم بالآيات طلبًا لرجوعهم إليه وتوبتهم إليه، فكيف يكون فعله بأوليائه وإن صدرت منهم الزلات وتواترت منهم الغَفَلات، وكيف لا يفهم المؤمن -والمؤمن كيِّسٌ فَطِنٌ- من ذلك أنَّه وإن أبعد المضمار والشرود عن الله تعالى، فإنه متى ما عاد إليه قبله وعفا عن جَفَواته؟!.) انتهى بتصرف يسير
قلت: وكتاب نجم الدين الغزي هذا كثير الفوائد، فيه مسائل كثيرة يمكن أن تكون مجالا للدراسة والبحث، ومنها: دراسة استنباطاته التي ذكرها في هذا الكتاب.
••
•| أغرقه بالحسنات |•
الذنبُ الذي لا تقوى على كسر شوكته، ولا تقدر على اجتثاث جذوره من قلبك، لا تبرح عند بابه تندب، ولا تُمضِ عُمرك في دائرة النكسة، فإنّ الشيطان لا يريدك عاصيًا فقط، بل يرضى بك يائسًا منكسًا.
فما دام في القلب حياة، وفي الجوارح طاقة، وفي السماء ربٌّ كريم، فإنّ الحسنات إذا تراكمت، ثقلت الكفّة، وخنقت الذنب حتى يذبل من حياء القلب، لا من قوة النفس، وما دام فيك نفسٌ يتردد، وفي قلبك حياءٌ يتلجلج، فاعلم أن الله أقرب إليك من ذنبك، وأرحم بك من نفسك.
أغرقه بالحسنات، لا تترك الذنب وحده، بل حاصرْه من الجهات كلّها، أثقل كفّتك في كل مرّةٍ تضعف فيها، حتى يشعر ذلك الذنب - ذات يوم - أنّه غريبٌ بين كثرة الطاعات، وأنه دخيلٌ في أرضٍ طاهرةٍ لا تحتمله.
ولو علم الشيطان أن كل عثرةٍ منك تولّد دعاءً، وكل ضعفٍ يوقظ فيك استغفارًا، لأقسم أن يتركك وشأنك!، وإنّ النفوس لا تُطهّرها المقاطعة الجافة، وإنما يُزكّيها الإلحاح على أبواب الله؛ فكما أن الماء يغلب النار إذا تدفّق، فإن الحسنات إذا كثرت، كسَت الذنب حتى يُمحى أثره.
فليكن الذنب مدخلًا لا مخرجًا، سببًا في الإقبال لا في الانهيار، ولا يطول عليك الطريق، فالله يراك تقاوم، ويسمع شهقتك حين تسقط، ويعلم صدق حنينك إلى الطهارة، وإن لم تنلها بعد، أغرقه بالحسنات، فإن الماء إذا فاض على النجاسة، طهرت الأرض.
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]
••
.
في قوله تعالى عن المصاب في غزوة أحد: ﴿وَلِیُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾.
قال ابن كثير: "ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿وَیَمۡحَقَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾، ﺃﻱ: ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺇﺫا ﻇﻔﺮﻭا ﺑﻐﻮا ﻭﺑﻄﺮﻭا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺩﻣﺎﺭﻫﻢ ﻭﻫﻼﻛﻬﻢ ﻭﻣﺤﻘﻬﻢ ﻭﻓﻨﺎﺋﻬﻢ".
تفسير ابن كثير (٢/ ١٢٧).
#دعاء #تهنئة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعتكم وغفر ذنوبكم وحقق فيما يرضيه آمالكم
كل عام وأنتم بخير وعافية وزيادة في العلم والإيمان، وعيدكم مبارك
لكل واحد منكم - أيها المتابعون الكرام - دعوة خاصة في ثلث الليل الأخير بأن يسعده الله سعادة لا شقاء بعدها، وأن يهديه هداية لا ضلال بعدها، وأن يرضى عنه رضى لا يسخط عليه بعده أبدا.
ونسأل الله العظيم أن يتم فرحتنا بالعيد بفرح كبير بنصر منه وفرج لإخواننا في غزة، وأن يشفي صدورنا أجمعين بهلاك اليهود المعتدين المفسدين، وأن يصب عليهم سوط عذاب، وأن يذيقهم بأسه الشديد وعذابه القريب.