هدف القناة نشر نفائس الفوائد، وجمعُ المنقولات التي أنتقيها من بطون الكتب، مع التركيز على الفوائد القرآنية. للتواصل اكتب رسالة هنا ( https://t.me/Moh396bot ) و سأرد عليك في أقرب وقت ممكن. moh396@gmail.com
نسعد برفقتكم 🎧
مرفق لكم جدول متابعة الختمة الصوتية للقرآن في ورقة واحدة، سهل الطباعة
🔗رابط الملف:
جدول المتابعة للختمة الصوتية للقرآن(٧)
🔗قوائم التشغيل :
يوتيوب
ساوند
⏳البداية بمشيئة الله غداً السبت
١٠ محرم ١٤٤٧هـ
للانضمام : /channel/monsit3
.
(مراتب صيام عاشوراء)
(1) المنصوص عن الإمام أحمد أن المستحب في صيام عاشوراء أن يصوم (التاسع والعاشر فقط) لحديث ابن عباس: «صوموا التاسع والعاشر»؛ بمعنى أنه لا يستحب صيام ثلاثة أيام. (وهو مذهب الجمهور من الحنفية، والمالكية، والحنابلة).
(2) ولم يستحب الإمام أحمد صيام ثلاثة أيام إلا في صورة واحدة؛ وهي إذا أشكل دخول الشهر.
قال في رواية الميموني وأبي الحارث: «من أراد أن يصوم عاشوراء؛ فليصم التاسع والعاشر؛ إلا أن يشكل الشهر فيصوم ثلاثة أيام؛ ابن سيرين يقول ذلك».
(3) ومذهب الشافعية : أنه يستحب صيام اليوم الحادي عشر مع التاسع والعاشر.
الراجح:
ما قاله الإمام أحمد –وهو مذهب الجمهور كما سبق- هو أقرب الأقوال؛ عملاً بظواهر الأحاديث؛ إذ لو كان الأفضل صيام ثلاثة أيام لأرشدت له السنة.
وعليه: أفضل المراتب صيام التاسع والعاشر فقط.
تنبيه: حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا قبله يومًا وبعده يومًا». حديث ضعيف لا يصح.
(4) لا يكره إفراد العاشر بالصيام. (وهو مذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة، واختاره ابن تيمية).
لكن ذكر ابن تيمية أن مقتضى كلام أحمد الكراهة أخذا بأثر ابن عباس في ذلك(وهو مذهب الحنفية). فالأحوط عدم إفراد العاشر.
والله تعالى أعلم بالصواب.
التوضيح المقنع شرح الروض المربع (4/547)
#فقه_الصيام
(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية) (t.me/alkhalil_1)
#نصائح
سبب خطير من أسباب الكسل والبطالة!
أتدرون ما هو؟
إنه ترك النوافل.
فمن ترك التنفل ابتلي بالكسل والبطالة، كما أفاد الحافظ ابن حجر في الفتح، حيث قال:
«وترك التنفل يفضي إلى إيثار البطالة وعدم النشاط إلى العبادة»
«فتح الباري» لابن حجر (9/ 106 ط السلفية)
شعارك في عامك الجديد ✨🎯
من الأفكار الجميلة التي استفدت منها فكرة الشعار السنوي لكل عام جديد، وهذه الفكرة هي: أن تجعل لنفسك شعارًا يكون عنوان هذه السنة. حتى تركّز عليه وتسعى جاهدًا للعمل به وعدم الإخلال به ألبتة.
وهذا الشعار قد يكون في الجانب الإيماني، كمن يجعل شعاره: (لا يؤذن إلا وأنا في المسجد).
وقد يكون في الجانب العلمي كمن يجعل شعاره: (قراءة خمسين صفحة كل يوم لا أتنازل عنها)
وقد يكون في الجانب الصحي مثل: " لا للبِيض الثلاثة وهي (الملح والسكر والدقيق).
وقد يكون في الجانب الحياتي السلوكي مثل:( لا لمتابعة الأخبار والماجريات والسياسات التي لا أؤثر فيها وتشغلني عما هو أهم ).
جرّب أخي الغالي فكرة الشعار في العام الجديد، وحبذا يكون هذا الشعار واحدًا حتى تُركّز عليه ولا تتشتت .
ولمزيد حول هذه الفكرة دونك هذا المقال اللطيف .
https://ahmalassaf.com/5499/شعارك-في-عامك-الجديد/
ومن المقالات النافعة أيضًا مقال؛ طريقك نحو الإنجاز، فيه ثلاث طرق معينة لك على إنجاز ما تصبو إليه من أهداف وخطط وبرامج..
https://ahmalassaf.com/2271/طريقك-نحو-الإنجاز/
ومهما قيل عن الخطط والبرامج فكلّها إذا لم يصحبها عون من الله وتيسير كانت وبالًا على أصحابها. ولذا كان جميل بالمسلم أن يُكثر من دعوتين عظيمتين، هما من أعظم ما يعينه على تحقيق أهدافه وتوفيقه وفلاحه.
الأولى: (اللهم اهدني وسددني).
وهي وصية النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب. فالإنسان بأمسِّ الحاجة إلى الهداية والسداد في جميع أموره، وطلب الهداية هو أكثر ما أُمرنا بسؤال الله إياه، فحاجتنا إلى الهداية والسداد في كل خطوة من خطوات حياتنا، ومن أعظم ما يُحقق ذلك لزوم تلك الدعوة العظيمة.
والثانية: (ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري).
لأن ما يُعيق الإنسان إما عوائق داخلية، وإما عوائق خارجية، فإذا شرح الله صدرك؛ أزال عنك العوائق الداخلية، وإذا يسّر لك أمرك؛ أزال عنك العوائق الخارجية.
/channel/t_hssan
#كتب #علوم_القرآن #أصول_التفسير
س/ هل يكفي كتاب المقدمات للجديع مع شرحكم المبارك، أو يحتاج الطالب لكتاب أوسع منه في علوم القرآن؟
في أصول التفسير ماذا ترشحون لنا مع رسالة شيخ الإسلام؟
ج/ بسم الله وبه أستعين
يحتاج الراغب في ضبط علوم القرآن إلى الرجوع إلى أمات الكتب المصنفة فيه، خاصة الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي؛ لأن المقدمات الأساسية ليس شاملاً لموضوعات علوم القرآن كلها.
وأما أصول التفسير فيحتاج الدارس لمقدمة ابن تيمية أن يقرأ شرح الدكتور مساعد الطيار لها، ثم يقرأ ما ألفه الشيخ مساعد وفقه الله في هذا الفن؛ ففيه الكفاية.
وإن أراد التوسع فليقرأ كل ما تيسر له من كتب أصول التفسير لأنها ليست كثيرة، ويمكنه لو تفرغ لها أن ينتهي منها في شهرين أو ثلاثة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
د. #محمد_القحطاني
#كتب_تفسير
س/ لو أراد طالب علم أن يجعل له أصلاً مختصراً للتفسير كتفسير ابن جزي ويضيف عليه من التفاسير الأخرى فهل يكفيه ذلك؟
ج/ بسم الله وبه أستعين
الأصل أن طالب العلم لا يكفيه كتاب واحد في العلوم الأساسية، لكن من أرد أن يقتصر على كتاب واحد فليختر كتاباً فسّر القرآن كله، وجمع بين التأصيل والتحرير، كتفسير ابن كثير أو البغوي أو القرطبي.
أما ابن جزي فمع أهميته وقيمته العلمية إلا أنه لا يصلح أن يكون أصلا لأنه لم يستوعب تفسير جميع آيات القرآن، كما أن فيه بعض الثغرات والإشكالات التي تحتاج لم يحلها ويكشفها.
وعليه؛ فأنصحك بأن تختار كتاباً آخر في التفسير تجعله أصلاً، وإن أردت إلا أن يكون تفسير ابن جزي هو الأصل، فاقرأ قبله كتاباً آخر فسّر القرآن كله، وأرشح لك تفسير البغوي أو ابن كثير.
والله أعلم
د. #محمد_القحطاني
#كتب_تفسير
س/ كيف يكون سلم دراسة التفسير لمن لم يكن تعليمه الأساسي تعليما شرعيا؟
ج/ الأصل أن يرتبط الدارس بعالم أو شيخ متخصص ليرشده إلى الطريقة المناسبة له.
وقد كتبت عدة مقترحات لدراسة التفسير يمكنك الرجوع إليها والأخذ بما يناسبك منها، تجدها هنا:
t.me/moh396/2961
t.ly/TmMdZ
د. #محمد_القحطاني
••
لماذا نطلب العلم في أوقات الفتن؟
لأن لحظة الفتنة لا تُجامل، ولا تؤخر حسابها، بل تكشف الإنسان على حقيقته، وتضعه في مواجهة مباشرة مع رصيده المعرفي وتكوينه الداخلي.
وهذه زمرة أسباب تجعل طلب العلم ضرورة في لحظة الاضطراب:
١-لأن العلم يُقيم الوعي على أرض صلبة، فيجعل الإنسان يرى الأشياء بأحجامها الحقيقية، لا كما تصوّرها الحشود أو تشوّهها العاطفة.
٢-لأنه يعصم القلب من الاندفاع والتسرّع، فيمنح الموقف اتزانًا، ويصوغ ردة الفعل بميزان من نور الشرع لا فوضى الشعارات.
٣-لأن العلم يُبصّر الإنسان بتاريخ السنن الإلهية، فيربطه بجذور الأحداث، ويكشف له طبيعة المراحل، فلا يُفجَع بالمفاجآت ولا يُستدرج بالسطور الأولى.
٤-لأنه يرسّخ المرجعية بالوحي في التفكير، فلا تُساق القضايا بمعايير السوق أو المزاج أو الغضب، بل تُوزن بميزان “قال الله وقال رسوله”.
٥-لأن العلم يمنح الإنسان مفاتيح التمييز بين الظاهر والجوهر، فيميّز بين الخطاب الناصح والمخطوف، وبين الحق الخافت والباطل الصاخب.
٦-لأنه يُربي في طالب العلم نزاهة الانتماء، فلا يتعصّب لحزب ولا ينحاز لفئة، بل يكون من جند الحق حيثما نزل.
٧-لأنه يثبّت الأقدام حين تُخلخلها الأحداث، فالراسخ في العلم هو الذي يبقى على الجادة، حين تزلّ الأفهام وتتزاحم التأويلات.
٨-لأن العلم يحرّر من أسر اللحظة، ويُعيد تشكيل الشعور وفق مقاصد الشريعة، لا على ردود الفعل العابرة.
٩-لأنه يُعلّمك الصبر على الطريق، فتبني مواقفك على رؤية بعيدة، لا على تقلبات الإعلام أو انفعالات المجالس.
١٠-العلم يُوجّه العاطفة نحو الحق: فهو لا يُطفئ حرارة الإيمان، بل يُهذّبها ويصوبها، حتى لا تتحول إلى غوغائية أو تعصّب.
١١-العلم يمنح شجاعة الفهم: فالفقيه لا يضطرب من المعركة الفكرية، لأنه يمتلك أدوات النظر، فيبصر العمق وسط السطحية، والمسار وسط الفوضى.
١٢-العلم يُعيد ترتيب الأولويات: فلا يضيع الجهد في معارك جانبية، بل يُوجّه طاقة الإنسان نحو ما يُرضي الله ويُصلح الخلل.
١٣-العلم يورث الطمأنينة: إذ يربط القلب بوحي الله، ويُزيل التردد، ويمنح النفس سكينة عند المفترقات الحادّة.
١٤-العلم يُمهّد للنهضة بعد الزلزلة: لأن من لم يتعلم وقت الاضطراب، لن يكون قادرًا على المساهمة في البناء وقت الاستقرار.
١٥- لأن العلم يرمّم الداخل حين يتصدّع الخارج: ففي زمن الانهيارات النفسية، يكون العلم الربّاني صمّام التماسك، يَشدّ الإنسان من داخله حين تنفلت أطرافه من حوله.
وهكذا يغدو العلم في الفتن روحًا تبعث في القلوب رشدها، وتستجمع شتات النفوس حين ترتجّ بها الأحوال وتشتدّ بها الأهوال، إذ هو الميزان الذي يزن الأمور بميزان الحق، والسراج الذي يُنير السبيل عند غشاوة الطرق، واليد التي تأخذ بالعقول من مدارج الوهم إلى ذرى اليقين.
••
وتعليقا على هذا النقل الجميل:
هذا هو العلم الذي يتصل بنور الوحي، ويثمر سكينة في القلب، وعدلًا في النظرة، ورفقًا في التعامل، وسموًّا في التلقي والعطاء.
ما أكثر ما نرى اليوم من تكدّسٍ للمعلومات، يقابله شحٌّ في الرحمة، وجفاءٌ في المعاملة، وغلظة في الحكم على الناس!
فأين الخلل؟
الجواب: في إهمال البُعد التزكوي، وضعف الصدق مع النفس، وغياب المجاهدة الخفية في الخلوات، والتي بها يُصفّى العلم وتُستخرج بركته.
ولذا؛ كان من أعظم دلائل العلم الحقيقي:
التواضع لا التكبر،
والحِلم لا العُجب،
والهدوء لا الجفاء،
ورحابة الصدر لا الضيق بالحياة ومن فيها.
فكلما ازددت علمًا وازددت معه هدوءًا ورفقًا، فاعلم أنك على الجادة.
وكلما رأيت علمك يورثك اضطرابًا أو تعاليًا أو قسوة، ففتّش في قلبك، فإن العلم النقي لا يصحب القسوة أبدًا.
نسأل الله علمًا نافعًا، وقلبًا خاشعًا، ونفسًا مطمئنة، تُدرك أن "العلم رحمة"، ومن لم يرحم، فما عَلِم.
من العلامات المهمة التي صِرتُ أقيس بها تطوري في التعلم بشكل حقيقي لا مجرد معرفة المعلومات = الهدوء وسعة الصدر!
•
فالعلم يجعلك أرحم بنفسك، وأصبَر عليها، معترِفًا بأخطائك، وببشريتك، وهذا يجعلك هادئًا تجاه نفسك
وأوسع صدرًا تجاههم، تقبل أعذارهم وتعذرهم وإن لم يعتذروا؛ فأنت قد تعلَّمت عن النفوس البشرية وطبيعتها.
#مختارات
#فقه_الدعوة
كتب أخونا المفيد الشيخ عايد بن محمد التميمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
* قال النووي-تعليقا على حديث معاذ المشهور"لاتبشرهم فيتكلوا"-: (فيه جواز إمساك بعض العلوم...للمصلحة، أو خوف المفسدة)."شرح مسلم"1/328
* حدث أنس رضي الله عنه مرة الحجاج بحديث العرنيين وعقوبتهم، فبلغ ذلك الحسن البصري فكره تحديث أنس الحجاج به، وقال:(وددت أنه لم يحدثه بهذا). رواه البخاري في صحيحه وغيره
وفي رواية أبي عوانة في صحيحه:(يعمد إلى سلطان يتلهب، فيحدثه بمثل هذا الحديث؟!)
قال الكوراني معلقا على كراهة الحسن:(وهذه فائدة جليلة على أن الواعظ لايقول في مجلس الفساق مايدل على سعة رحمة الله). شرحه البخاري٩/٢٥٦ "١"
قال أنس:(ماندمت على شيء ما ندمت على حديث حدثت به الحجاج)، وذكر حديث العرنيين. رواه الإسماعيلي في مستخرجه[كما في الفتح] وابن مردويه في تفسيره[كما في تفسير ابن كثير]
وفي رواية:(فوددت أني مت قبل أن أحدثه). رواه تمام في مسند المقلين وابن عساكر في تاريخه
* قال علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!) رواه البخاري
* عن عبيدالله بن عبدالله عن عم أبيه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لاتبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)."٢"
* قال ابن حزم: (العلوم الغامضة كالدواء القوي؛ يصلح الأجساد القوية، ويهلك الأجساد الضعيفة.
وكذلك العلوم الغامضة...تهلك ذا العقل الضعيف). "مداواة النفوس"ص89
*وقال العز بن عبدالسلام: (لايجوز إيراد الإشكالات القوية بمحضر من العامة...، وكذلك لايتفوه بالعلوم الدقيقة عند من يقصر فهمه...
وماكل سر يذاع، ولاكل خبر يشاع)."قواعد الأحكام"2/402
وراجع: جزء"الصلاة خلف المالكية" لابن تيمية ص49، "إعلام الموقعين"3/304، "الموافقات"4/189، العواصم لابن الوزير٣/٣٤٩.
-------------------------
"١" أي:إن ظن أن وعظه إياهم بذلك الترغيب سيعود بعكس مقصود الشرع، وأنه سيترتب على ذلك مفسدة تجاسرهم على المعاصي واستهانتهم بها.
"٢" رواه مسلم في المقدمة بإسناد على رسم الصحيحين عن عبيدالله، لكن نقل عن المزي أن روايته عن عم أبيه منقطعة. والله أعلم
#فوائد_قرآنية
#زاد_الدعاة
قال الله تعالى في سياق قصة نوح في سورة يونس: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72]
إن جملة "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" على لسان نوح عليه السلام، هي بمثابة حجر زاوية ومنطلق أساسي في فهم حقيقة دعوة الأنبياء جميعاً. وهذا تحليل علمي تأملي عميق، أرجو أن يكون مفيداً لكل داعية يسير على خطاهم:
هذه الجملة القصيرة، التي جاءت في ختام إعلان نوح عليه السلام تجرده وإخلاصه، ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي إعلان عن هوية، ومنهج، وغاية، ومصدر للتلقي. وتحليلها يكشف عن كنوز للدعاة:
أولاً: الإسلام هو دين جميع الأنبياء (وحدة الرسالة)
التحليل: كلمة "المسلمين" هنا لا تعني الأمة المحمدية على وجه الخصوص، بل تعني جوهر الدين كله: الاستسلام الكامل والخضوع التام لله رب العالمين. نوح عليه السلام، أبو البشر الثاني، يعلن أن مهمته الأساسية وهويته الجوهرية هي أن يكون "من المسلمين". وهذا يكشف حقيقة علمية عقدية راسخة:
الدين عند الله واحد: من آدم إلى محمد ﷺ، الدين في جوهره هو الإسلام. قال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ".
الأنبياء إخوة: رسالتهم واحدة في الأصل (التوحيد) وإن اختلفت في بعض التشريعات الفرعية (الفروع). قال ﷺ: "الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد".
الفائدة للداعية:
عالمية الخطاب: الداعية لا يدعو إلى دين جديد أو طائفة خاصة، بل يدعو إلى الحقيقة الأصيلة التي فُطرت عليها السماوات والأرض ودعا إليها كل نبي. هذا يمنحه ثقة وقوة في خطابه، ويجعله يتحدث بلسان قافلة النور الممتدة عبر التاريخ.
احترام جميع الأنبياء: الداعية المسلم الحق هو من يوقّر جميع الرسل ويعتبر نفسه امتداداً لدعوتهم. هذا يوسع أفقه ويجعل دعوته جامعة لا مفرّقة، تدعو الناس إلى أصل دينهم الذي دعاهم إليه موسى وعيسى وإبراهيم ونوح عليهم السلام.
ثانياً: العبودية لله هي أسمى تكليف وشرف (مصدر التشريع)
التحليل: تأمل الصيغة "وَأُمِرْتُ". جاءت بصيغة المبني لما لم يسمّ فاعله، للعلم بالآمر وهو الله سبحانه وتعالى. هذا التركيب اللغوي له دلالة نفسية وعقدية عميقة:
التلقي المباشر: نوح عليه السلام لا يتحدث من عند نفسه، ولا يتبع فلسفة بشرية أو هوى شخصي. هو عبدٌ مأمور، يتلقى توجيهاته من سلطة عليا مطلقة هي الله جل وعلا.
العبودية هي قمة الحرية: في حين يبحث الناس عن الحرية في التمرد، يعلن نوح أن قمة الشرف والرفعة هي في أن يكون عبداً مأموراً من الله. هذا الأمر الإلهي يحرره من كل عبودية أخرى: عبودية التقاليد، عبودية الجماهير، عبودية السلطة، وعبودية هوى النفس.
الفائدة للداعية:
مصدر القوة والثبات: عندما يستشعر الداعية أنه "مأمور" من الله، فإنه لا يبالي برفض الناس أو قبولهم. هو ينفذ أمراً، والأجر على الآمر سبحانه. هذا يمنحه صلابة عجيبة أمام التحديات ويحميه من اليأس أو الانكسار.
حماية من الانحراف: الداعية الذي يعيش بمعنى "وأُمرت" لا يبتدع في الدين، ولا يتنازل عن الثوابت إرضاءً لأحد، ولا يتبع أهواء الجماهير. مرجعيته واضحة: الأمر الإلهي (الكتاب والسنة). وهذا هو صمام الأمان الذي يحفظ الدعوة من التحريف والتمييع.
ثالثاً: الانتماء للجماعة لا الانفراد بالفضل (منهجية العمل)
التحليل: لم يقل نوح: "وأمرت أن أكون مسلماً"، بل قال: "أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". حرف الجر "مِن" هنا للتبعيض، وهو يحمل دلالات تربوية واجتماعية فائقة الأهمية:
التواضع ونفي الغرور: كأنه يقول: "أنا لست شيئاً فريداً أو استثنائياً، بل أنا مجرد فرد واحد ضمن هذه الجماعة المباركة (جماعة المسلمين المستسلمين لله عبر العصور)". هذا يقتل العُجب والغرور في نفس الداعية، وهو أخطر أمراض الدعاة.
أهمية الجماعة: فيه إشارة إلى أن هذا الدين ليس ديناً فردانياً انعزالياً. الداعية هو جزء من أمة، يعمل معها ولها، ويستمد قوته من كونه فرداً في جماعة المؤمنين. هو ليس قائداً متعالياً، بل أخٌ ضمن إخوته.
الفائدة للداعية:
روح الفريق والعمل الجماعي: على الداعية أن يحرص على أن يكون جزءاً من الصف، لا نجماً منفرداً. يعمل مع إخوانه، ويشاورهم، ويتواضع لهم، ويفرح بوجوده "منهم" ومعهم. هذا يحفظ الدعوة من أهواء الأفراد وتنافسهم المدمر.
الشعور بالأنس والمعية: عندما يشعر الداعية أنه "مِن المسلمين"، فإنه يستشعر أنه ليس وحيداً في الميدان. هو فرد في قافلة عظيمة تضم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. هذا الشعور بالمعية التاريخية والإيمانية يمنحه أنساً وقوة لا تقدر بثمن، خاصة في أوقات الغربة والشدة.
خلاصة الفوائد للداعية المسلم:
من هذه الجملة القرآنية العميقة، يخرج الداعية بالزاد التالي:
من الأخطاء العلمية؛ نقل كلام العلماء والمشايخ في مجالس السمر، والمدارسة، على أنها آراء علمية لهؤلاء العلماء والمشايخ، وتتناقل بين طلبة العلم، وكم آذى مثل هذا الصنيع بعض المشايخ والعلماء؛ إلّا إن كان يُعلم أن هذا هو رأي الشيخ الذي يتبناه وينشره..
فهناك فرق بين المجلس العلمي الذي يشرح فيه العالم الدرس، ويبين الأقوال، ويفندها، وبين مجالس السمر والمدارسة التي يقع فيها تساهل، وأحيانًا يثق العالم بمن عنده، ويقول ما يطرأ في ذهنه، من إشكالات علمية، أو آراء، وقد تكون في طور النظر ولم يمحصها جيدًا، أو يدرسها..
وقد كان علماء الحديث يحذرون طلابهم من نقل أحاديثهم في مجالس المذاكرة لما يقع فيها من التساهل، كما ورد عن عبدالرحمن بن مهدي أنه كان يُحرج على أصحابه أن يكتبوا في المذاكرة شيئًا، وقال أيضا:(حرام عليكم أن تأخذوا عني في المذاكرة حديثًا؛ لأني إذا ذاكرت تساهلت في الحديث)
وقال ابن المبارك: (لا تحملوا عني في المذاكرة شيئًا)
وجاء مثل ذلك عن غيرهم..
لذا على طالب العلم أن يُميز المجالس، وأن يعرف ما يُنقل وما لا يُنقل؛ وكذلك إذا نُسب له قول إلى عالم فعليه أن يتأكد من الناقل أين قال العالم هذا القول، في درس أو جلسة سمر أو مدارسة، أو فتوى خاصة؟ وإن استطاع أن يتثبت من العالم فهو أفضل؟
وكذلك في الكتب التي خرجت عن العلماء وحياتهم وسيرهم ومجالسهم، والذين ينقلون فيها كل ما سمعوه، فهذه لا بد من الرجوع إلى كتب العالم التي حررها، وجلّى فيها رأيه، خاصة إذا كان الرأي الذي نُقل عن العالم غريبًا، ولا يجري على أصوله ولا فروعه، والله الهادي إلى سواء السبيل..
/channel/nitharAlaikhtiar
كنت تأمل مؤخرًا بعض الحكايات والأوصاف عن سعة الدعاوى وشؤمها في كتب التراجم ونحوها (المراد بسعة الدعوى -وقاني الله وإياك- نسبة المرء لنفسه علمًا أو عملًا زائدًا عن حقيقة حاله).
ومما وقفت عليه؛ سرعة انكشاف الدعوى، فقد نقل عن قتادة رحمه الله أنه قال مرةً: ما نسيت شيئًا!، ثم قال لغلامه: ناولني نعلي. فأجابه: نعلك في رجلك!، يعلّق الذهبي: «هذه الحكاية عبرة، فإن الدعاوي لا تثمر خيرًا!»، وصدق.
كما عيب جملة من الفضلاء والعلماء بهذا العيب، فقيل عن بعضهم: «كان إمامًا، عالمًا، لَسِنًا، فصيحًا… إلا أنه كان كثير الدعَاوَى»، وبعضهم تتفاقم به الحال، جاء في بعض التراجم عن أحد الفقهاء أنه قال مرةً «على كل حال؛ أنا شيخ الإسلام». والأقبح ارتباط سعة الدعوى بضيق العلم، وهذا معروف وله شواهد، وقد قيل عن بعضهم: «كثير الدعاوى قليل العلم»، وقيل عن آخر: «كثير الدعاوى، وهو بليد ناقص الفضيلة».
ونكتة الباب ما قاله بعض صلحاء المتقدمين: «ما زالت الدعاوى مشؤومة على أربابها مذ قال إبليس: أنا خير منه!».
مقولة نجيب الحصادي:
«إن المعرفة جزيرة في بحر من الجهل، وكلما اتسعت الجزيرة؛ اتسعت معها سواحل الجهل!»
هي تعبير بليغ وعميق عن العلاقة المعقدة بين المعرفة والجهل، وتكشف عن مفارقة ذكية قد لا يتنبه لها كثير من الناس.
تعليق وتأملات:
▫️اتساع المعرفة يكشف حدودها:
كلما زاد ما نعرفه، زادت إدراكاتنا لما لا نعرف. فنحن لا نخرج من الجهل بالعلم فقط، بل نُدرك مدى جهالتنا بما هو أوسع وأعمق. وهذه حقيقة نفسية ومعرفية: العالم كلما ازداد علمًا ازداد تواضعًا؛ لأنه يرى عظمة المجهول.
▫️مساحة الجهل واسعة جدا:
المقولة تذكرنا بأن الجهل ليس مجرد نقيض للعلم، بل هو محيط واسع قد يلتف حول أي معرفة. فالمعرفة مهما عظمت تظل محاطة بحدود من الجهل، ما يدعو دائمًا للحذر من الغرور العلمي.
▫️حافز للاستمرار في البحث:
كلما عرفنا أكثر، فتح ذلك أبوابًا لأسئلة جديدة. وهذا ما يميز العقول الحية: لا تكتفي بما تعرف، بل تستنفرها الأسئلة الجديدة التي تثيرها المعرفة ذاتها.
▫️تطبيق على الواقع العلمي والتربوي:
في التعليم والبحث، نلاحظ أن المتخصص الحقيقي لا يتكلم بيقينية مفرطة، لأنه كلما غاص في تخصصه عرف تعقيداته وحدود تصوراته. بينما الجاهل يظن الأمور أبسط مما هي عليه.
▫️دعوة لتواضع العلماء:
المقولة تُذَكِّر الباحثين والمعلمين بأن مهمتهم لا تنتهي بالشرح أو الإجابة، بل بفتح الأفق أمام الطلاب ليعرفوا كم لا يعرفون، وأن العلم ليس يقينًا دائمًا، بل سيرٌ لا ينتهي نحو الحقيقة.
والخلاصة أن هذه المقولة موعظة للعقول المغرورة بفتات العلم. وتذكير بقول من سلف: كلما ازددت علما ازددت علما بجهلي. Читать полностью…
عام جديد وختمة صوتية للقرآن جديدة..
فلتبدأ عامك الهجري بالانضمام لها لتعيش
وتستشعر معاني الإقبال على آيات الله
كل يوم..
لنرتحل مجددا في الختمة السابعة بأوراد ميسرة ومتابعة يومية..
للانضمام : /channel/monsit3
شارك من تحب 🔄
#مختارات
يترصدك الشيطان لا في الطرقات المظلمة، بل في اللحظات التي تظن أنك فيها بأمان يتسلل إليك في ثلاث مواطن، لا يقتحمك بعنف، بل يتسرب بخفة:
١- حين تفرغ
فإذا وقتك صار خاليا من الجد، بذر فيك هزلا، أو سقاك شهوة، أو سول لك أن الحياة لهو طويل.
فاملأ فراغك بطاعة، لتقطع عليه الطريق، واجعل بينك وبين المعصية سدا من عمل لا ينام.
٢- وحين تغضب
فإذا الدم قد غلى، والعقل قد غاب، حرضك على الظلم، وزين لك الكلمة الجارحة، واليد الطائشة.
فاكتم غيظك بحكمة، واذكر أن الشيطان لا يجد فيك ميدانا أخصب من لحظة غضب.
٣- وحين تنجز
فإذا رفعت رأسك فرحا بما حققت، نفخ فيك كبرا، ونسب الفضل إليك، ونزع عنك ثوب العبودية.
فاعترف بفضل الله، واسجد له، وقل كما قال الصالحون: هذا من فضل ربي.
فكن له بالمرصاد، وكن على يقين أن أشد ما يخشاه الشيطان: عبد فطن، لا يغفل حين يغضب ولا يمرح حين يفرغ، ولا يتكبر حين ينجح.
د. أحمد المحمدي
https://x.com/Elmohmadi1/status/1938815308724089322
وفي حساب الدكتور أحمد المحمدي على منصة إكس مشاركات مميزة تستحق القراءة، ومنها على سبيل المثال ما في هذا الرابط:
https://x.com/Elmohmadi1/status/1937020472316563788
#آداب
أيها المسافر! مروءتك في لباسك؛ فاحذر!
سئل إياس ابن معاوية: ما المروءة؟
قال: أما فِي بلدك وحيث تعرف؛فالتقوى، وأما حيث لا تعرف؛ فاللباس!
الصنعة_التفسيرية_والتعريف_بأشهر_كتب_التفسير.pdf
Читать полностью…#أسباب_النزول
س/ هل تعدّ أسباب النزول الصريحة مما لا مجال للرأي فيه؟
ج/ بسم الله وبه أستعين
لا شك أن أسباب النزول الصريحة لا تعرف إلا بالنقل؛ فليست مما للرأي فيه مجال من هذه الجهة.
أما ربطها بالآية، وتفسير الآية بناء على السبب؛ فللرأي فيه مجال.
والله أعلم.
د. #محمد_القحطاني
#كتب_تفسير
لو اختار طالب العلم تفسير ابن كثير له أصلًا ما الأدوات التي يحتاجها قبل أن يشرع بقراءته؟
وماهي الأهداف التي يستصحبها أثناء ذلك ليخرج من جرده بالفائدة المرجوة بعد توفيق الله عز وجل ومعونته؟
ج/ بسم الله وبه أستعين
من أراد أن يتخذ "تفسير ابن كثير"، أصلًا في التفسير، يعتمد عليه في ضبط هذا العلم؛ فعليه أن يُعدَّ له بما يأتي:
أولا- ضبط مهمات أصول التفسير وعلوم القرآن وفق ما ذكرته في مراحل دراسة التفسير هنا:
t.me/moh396/2961
ثانيا- دراسة مبادئ علوم الحديث [مصطلح الحديث]، ولو درس كتاب ابن كثير نفسه في علوم الحديث لكان مناسبًا؛ لأن تفسير ابن كثير يعتبر من كتب التفسير الحديثية.
ثالثا- قراءة كتاب عن منهج ابن كثير في التفسير، أو الاستماع إلى محاضرة كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً)- لشيخنا د.مساعد بن سليمان الطيار.
رابعا - دراسة الضروري من علوم اللغة العربية، لأنها ضرورية لدراسة التفسير.
وعلى طالب العلم أن يستحضر عند قراءته طلب فهم كلام الله، والعمل به، وتعليمه، لا مجرد الاطلاع؛ فإن العلم ما قام على الدليل والحجة، وعمل بموجبه، وكان مقصودًا به وجه الله.
ومن قرأ هذا التفسير مستعينًا بالله، متبعًا منهج السلف، متحرّيًا للحق، فإنه يُرجى له أن ينال من العلم والبصيرة ما تقر به عينه، فإن هذا التفسير من أنفع ما صُنّف على طريقة أهل الحديث والأثر.
والله أعلم، وهو الموفق للصواب، والهادي إلى سبيل الرشاد.
د. #محمد_القحطاني
#مواعظ
قال بعض العارفين في الأثر المرويِّ: «إذا رأيتم أهلَ البلاء فسَلُوا الله العافية»: تدرون من هم أهل البلاء؟
هم أهل الغفلة عن الله.
«مدارج السالكين» (3/ 473 ط عطاءات العلم)
"بقدر سعة علمك، تكون سعة صدرك."
فمن ضاق صدره باختلاف الناس، أو ضجر من أخطائهم، أو لم يتحمل عثراتهم، فليعلم أنه لا يزال بعيدًا عن روح العلم وجوهره.
العلم النافع لا بد أن تقترن به الرحمة والعدل والانصاف، ولعل مما يقرر هذا أن الله سبحانه وتعالى لما أخبر عن عبده العالم "الخضر عليه السلام" قال: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: 65]؛ فقد الرحمة على العلم.
عبارة ابن القيم نصها كما في «مدارج السالكين» (3/ 30 ط عطاءات العلم):
«الدِّين كلُّه خُلقٌ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدِّين.»
وكنت قد علقت على بعض ما يبث في القنوات العامة من اقتصار بعض الدعاة على أحاديث الرجاء وتبشير الناس بذكر بعض الأحاديث التي قد يساء فهمها بما يأتي:
الرسول صلى الله عليه وسلم خصّ بهذا معاذا رضي الله عنه، ثم نهاه عن تبشير الناس به حتى لا يتكلوا،،، وبعد ذلك تقال على الملأ !!
ليت الذين لا شغل لهم إلا تبشير الناس بأحاديث الرجاء وسعة الرحمة يأخذون بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لا تخبرهم بها فيتكلوا"
وليت من يخبر بهذا يذكر الآيات والأحاديث الأخرى التي فيها بيان عقوبة التساهل في حق الله وحق عباده.
الاقتصار على أحاديث الوعد وسعة الرحمة والتبشير في زمن التساهل والانفلات ليس من الحكمة والبصيرة
وعسى الله أن يهدينا ويسددنا ويرزقنا الحكمة والبصيرة.
جاء في " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (1 / 98) : " واحتج البخاري على أن للعالم أن يخص بالعلم قوما دون قوم ، كراهة ألا يفهموا ، وقد يتخذ أمثال هذه الأحاديث البطلة والمباحية ذريعة إلى ترك التكاليف ورفع الأحكام ، وذلك يُفضي إلى خراب الدنيا بعد خراب العقبى" انتهى .
وقال ابن الصلاح: منعه صلى الله عليه وسلم من التبشير العام خوفا من أن يسمع ذلك من لا خبرة له ولا علم، فيغتر ويتكل، وأخبر به صلى الله عليه وسلم على الخصوص من أمن عليه الاغترار والاتكال من أهل المعرفة فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر به معاذا، فسلك معاذ هذا المسلك، فأخبر به من الخاصة من رآه أهلا لذلك. اهـ.
الهوية الواضحة: "أنا مسلم"، أدعو إلى دين الله الواحد الذي دعا إليه كل الأنبياء.
المرجعية الثابتة: "أنا مأمور"، أتحرك بأمر الله لا بهواي، وأستمد منهجي من الوحي لا من آراء البشر.
الغاية النبيلة: "أنا لا أطلب أجراً"، غايتي هي الله، وهذا يحررني من ضغط النتائج ومن السعي للمكاسب الدنيوية.
الروح المتواضعة: "أنا من المسلمين"، جزء من جماعة، أخدمها وأعمل ضمنها، ولست أفضل منها.
فأي داعية يستوعب هذه الأبعاد الأربعة و يعيش بها، يكون قد وضع قدمه على خطى نوح والأنبياء من بعده، وتسلّح بأقوى سلاح يضمن له الثبات والإخلاص والبركة في دعوته، بإذن الله.
الجلوس للتعزية ثلاثة أيام
قال ابن مفلح: «قال المصنف(١) في «شرح الهداية»:
«وإلى متى يمتد وقت التعزية؟
لم أجد فيه كلاما لأصحابنا، وذكر أصحاب الشافعي: أن وقتها يمتد إلى ثلاثة أيام، فلا تعزية بعدها؛ لأنها في حد القلة، وقد أذن الشارع في الإحداد فيها.
-ثم ذكر أحاديث ذلك ثم قال-:
وهذا يدل على أن ما يهجره المصاب من حسن الثياب والزينة؛ لابأس به مدة الثلاث.
وقال في مسألة كراهة الجلوس للتعزية:
«وعندي أن جلوس أهل المصيبة من الرجال والنساء بالنهار في مكان معلوم ليأتيهم من يعزيهم مدة الثلاث؛ لا بأس به. انتهى كلامه».
«النكت على مشكل المحرر» ٣١١/١.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مجد الدين ابن تيمية، جد شيخ الإسلام.
#تعزية #جنائز
[طريقةٌ وفّقني الله لَها كانت سببًا في انْتِفاعي ونَفْعِي بِمَا أقْرأ]
إنّ ضبط العلم الذي حوته الكتب الكثيرة, على اختلاف فنونها وتنوعها صعب جدًّا, وهو أمْرٌ يؤرّق كلّ محبّ للعلم والقراءة.
وإنّ مما وفّقني الله له وأكرمني وأحسن إليّ: أن هداني لطريقة كانت سببًا في انْتِفاعي ونَفْعِي بِمَا أقْرأ, وها أنا أنقلها لك – أخي القارئ وطالب العلم – لعل الله أن ينفعك بها, كما نفعني بها.
وهي أن تتَّبع هذه الخطوات بالترتيب:
1- الدعاء بصدق أن ينفعك الله بما في الكتاب.
2- أن تنوي العمل بما فيه من الحق.
3- التركيز على الكتاب وجمعُ فكرك فيه.
4- تلخيصه تلخيصًا متقنًا.
5- مراجعة التلخيص بعد ذلك.
وتفصيل ذلك: أن تعتني بالدعاء بصدق أن ينفعك الله بما في الكتاب من الحق والصواب, وتنوي العمل به, ولن يخيّبك الله وقد صدقت معه, ودعوته ورجوته وافتقرت إليه, وعزمت على العمل بما تعلمت.
ثم ركّز على الكتاب واجمع فكرك فيه, واحذر من التشتت، وذلك بانشغال فكرك بغيره, وبتنوّع الكتب والفنون, بل اجعل فكرك وهمّك منصبًّا على كتاب أو فنّ واحد بقدر الإمكان, وإن أكثرت فاقرأ في كتابين أو فنّين, ثم اقرأ بتمهل وتفكر, واجتنب السرد والسرعة في القراءة, وتفهّم العبارات, وتأمّل في اللطائف, وحاوِل أن تتشرّبها وتحوّلها إلى سلوك وعمل ما استطعت.
فلا تجعل قراءتك قراءةَ سلوةٍ واستمتاع، بل قراءةَ فهم وانتفاع.
ثم لخّص ما قرأت, واجعل للفوائد والعبارات عنوانًا, ليسهل عليك حفظ الفوائد والرجوع إليها, ثم ضع في الهامش ما يجول في خاطرك من تعليق أو نقل متعلّق بالفائدة, ثم اكتب أمام الفائدة أو العبارة التي لخصتها رقم الصفحة.
فيكون الكتاب صديقك وأنيسك وغذاء روحك وعقلك وقلبك.
فإذا انتهيت من تلخيصه اطبعه واجعله في مكان خاصّ, وبعد مدة من الزمن اقرأ ما لخصته مرة أو أكثر, حسب الحاجة.
وبعد ذلك قد ترى أن ما لخصته يُناسب أنْ تطبعه, بعد استشارة أهل العلم والخبرة.
وإني أحمد الله أن كثيرًا من كتبي خرجت من رحم هذه الطريقة المباركة النافعة، وبعضها لم تُطبع إلا بعد عشر سنوات، فلا يلزم الاستعجال في النشر، المهم هو الاستفادة والضبط، وتحويل العلم النافع الذي تعلّمتَه إلا سلوكٍ وعمَلٍ واعتقاد، وألا تظلّ المعلومات حبيسةً في دماغك، بل تسري إلى قلبك وروحك، فيتأثر بعد ذلك بدنك، بالعمل الجاد بما تعلمتَه، وعند ذلك يفتح الله لك من خزائن فضله وعلمه وكرمه، ويُبارك لك في علمك وعملك وكلامك وكتابتك.
#منهجيات
جاء رجل إلى التابعي الجليل مُطَرِّف بن الشِّخِّير،
فقال : لا تحدثونا إلا بالقرآن ,
فقال له مُطَرِّف :
(والله ما نريد بالقرآن بدلا , ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منّا).
جامع بيان العلم لابن عبدالبر .
🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃
رابط القناة /
/channel/Dralderes
«إن المعرفة جزيرة في بحر من الجهل، وكلما اتَّسَعَت الجزيرة؛ اتَّسَعَت معها سواحل الجهل!».
نجيب الحصادي