▪️تلاوة طيبة من سورة التحريم ، برواية ورش عن نافع
بصوت الشيخ المبارك/ أبي اليمان عدنان المصقري حفظه الله.
قريبا إن شاء الله ، والحمد لله على تيسيره
أسأل الله أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
وفد نجران : جاء في البخاري(٤٣٨٠)، ومسلم(٢٤٢٠) عن عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : جَاءَ الْعَاقِبُ، وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا؛ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ، وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا. قَالَا: إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا، وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا، وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا. فَقَالَ: (لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِين). فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : (قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ). فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ).
وفد ضمام بن ثعلبة عن قومه بني سعد بن بكر : جاء في البخاري(٦٣)، ومسلم(١٢) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ - وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ - فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ أَجَبْتُكَ). فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ: (سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ). فَقَالَ : أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ: آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ نَعَمْ). قَالَ: أَنْشُدُكَ بِالله آلله أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ؟ قَالَ: (اللَّهُمَّ نَعَمْ). قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: (اللَّهُمَّ نَعَمْ). قَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ نَعَمْ). فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.
▪️قوله: (ومات فيها رأس ذي النفاق... ابن أبي رأس ذا الشقاق) : أي: وفي السنة التاسعة من الهجرة توفي رئيس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وكان قد مرض في ذي القعدة ثم توفي على النفاق والعياذ بالله.
وجاء عند أبي داود (٣٠٩٤)، وأحمد(٢١٧٥٨) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ عَرَفَ فِيهِ الْمَوْتَ، قَالَ: (قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ حُبِّ يَهُودَ). قَالَ: فَقَدْ أَبْغَضَهُمْ سَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ، فَمَهْ؟
فَلَمَّا مَاتَ أَتَاهُ ابْنُهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله، إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ أُبَيٍّ قَدْ مَاتَ، فَأَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ. فَنَزَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ.
وقوله: (فقد أبغضهم أسعد بن زرارة، فمه): يريد أن أسعد بن زرارة قد أبغض اليهود فما دفع عنه بغضهم الموت، وهذا من ضعف فهمه وقصور نظره؛ حيث جعل النفع هو الخلاص من الموت.
وفي البخاري(١٢٧٠) عن جَابِر قَالَ : أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ الله بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا دُفِنَ فَأَخْرَجَهُ، فَنَفَثَ فِيهِ مِنْ رِيقِهِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ.
وإنما نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ليكفن فيه ؛ لأنه كان كسا العباس رضي الله عنه قميصه؛ فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكافئه.
كما في البخاري (٣٠٠٨) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لما كان العباس بن عبد المطلب بالمدينة، طلبت الأنصار ثوبًا يكسونه، فلم يجدوا قميصًا يصلح عليه، إلا قميص عبد الله بن أبي فكسوه إياه).
وفي لفظ: (لما كان يوم بدر أتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه، فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه، فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه).
قال ابن عيينة: كانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يد؛ فأحب أن يكافئه.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
#شرح_المنظومة_الزعكرية_في_بيان_حوادث_السيرة_الزكية
▪️الدرس الحادي والثمانون▪️
(تابع... أحداث السنة الخامسة من الهجرة وما تلاها إلى حجة الوداع)
▪️قال الناظم حفظه الله تعالى :
۲۹۸- ثُمَّ تَلَاهَا مَقْدَمُ الْوِفُودِ
يُبَادِرُونَ عَقْدَ ذِي الْعُهُودِ
٢٩٩- وَمَاتَ فِيهَا رَأْسُ ذِي النِّفَاقِ
ابْنُ أُبَيٍّ أَصْلُ ذَا الشِّقَاقِ
▪️الشرح :
▪️قوله: (ثم تلاها مقدم الوفود... يبادرون عقد ذي العهود ) : أي: ثم تلا فتح مكة مقدم الوفود المبايعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن العرب كانت تقول: اتركوه هو وقومه؛ فإن ظهر عليهم فهو نبي ؛ فلما كان فتح مكة عرفوا صدقه، وزالت عنهم الشبهات؛ فبادروا للدخول في دين الله أفواجا.
ففي البخاري(٤٣٠٢) عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ . قَالَ : قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ : أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْأَلَهُ ؟ قَالَ : فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ : كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ، فَنَسْأَلُهُمْ : مَا لِلنَّاسِ ؟ مَا لِلنَّاسِ ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُونَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ : أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا. فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ..)الحديث.
وقد ذكر أصحاب المغازي أن عدد الوفود يزيد على سبعين وفدا ، نذكر منها :
وفد بني تميم : ويدل على ذلك ما جاء في البخاري(٤٣٦٥) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : (اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ). قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ : (اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ). قَالُوا : قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
وفد الأشعريين : ويدل على ذلك ما جاء في مسند أحمد(١٢٥٨٢) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ). قَالَ : فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ يَقُولُونَ :
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ
فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ.
وهو حديث صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة(٥٢٨).
وفي البخاري(٣٣٠٢) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ : أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ : (الْإِيمَانُ يَمَانٍ هَاهُنَا، أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ).
وفد عبد القيس : كما في البخاري(٨٧)، ومسلم(١٧) عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : (مَنِ الْوَفْدُ ؟). أَوْ : (مَنِ الْقَوْمُ ؟). قَالُوا : رَبِيعَةُ فَقَالَ : (مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ - أَوْ : بِالْوَفْدِ - غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى).
وفد دوس : كما في البخاري(٢٩٣٧)، ومسلم(٢٥٢٤) من حديث أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فَقِيلَ : هَلَكَتْ دَوْسٌ. فقَالَ : (اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ).
وهذه الآية عامة في حق المؤمن والكافر.
ففي مسلم(٢٠٣٨) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَ : (مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟) قَالَا : الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : (وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا). فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ : مَرْحَبًا، وَأَهْلًا.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيْنَ فُلَانٌ ؟) قَالَتْ : ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي. قَالَ : فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ : كُلُوا مِنْ هَذِهِ. وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ). فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ).
وفي مسند أحمد(١٤٦٣٧) عَنْ جَابِرٍ بن عَبدِالله رضي الله عنهما ، قَالَ : أَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَطْعَمْتُهُمْ رُطَبًا وَأَسْقَيْتُهُمْ مَاءً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ).
وفي مسند أحمد(١٠٣٧٨) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ عَفَّانُ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ - : يَا ابْنَ آدَمَ، حَمَلْتُكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ، وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ وَتَرْأَسُ، فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ؟).
آخر تفسير سورة (التكاثر) ، والحمد لله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
رسالة إلى نساء الأمة
قال شيخنا/أبو اليمان عدنان المصقري حفظه الله:
" أيتها المرأة الصالحة ماذا قدمت للإسلام؟
أين التربية الصالحة أيتها المرأة؟
أين الرجال الذين يحملون هم الإسلام؟
هذا أحمد بن حنبل ربته أمه.
هذا البخاري ربته أمه.
هذا الشافعي ربته أمه.
هذا الحافظ بن حجر ربته أخته.
وهذا ابن تيمية كانت أمه تسمى تيمية.
و كانت متمكنة في العلم، فنسب إليها .
بل الامام ابن باز ربته أمه.
ولو كل النساء كما ذكرنا...لفضلت النساء بكل حال.
وما التأنيث في اسم الشمس عيب...ولا التذكير فخر للهلال.
فالنساء مصانع الرجال، فإذا صلحت المرأة صلح البيت والمجتمع اللهم أصلح نساء المسلمين".
دار الحديث بدار الســـلام
A Message to the Women of the Ummah
Our Sheikh, Abul-Yamān Adnān Al-Masqarī, حفظه الله, said,
"O pious woman, what have you set forth on behalf of Islaam?
Where is the righteous upbringing, O woman?
Where are the men who uphold Islaam?
This is Imam Ahmad ibn Hanbal, his mother raised him.
This is Bukhārī, his mother raised him.
This is Shāfi'ee, his mother raised him.
This is Al-Hāfidh ibn Hajr, his sister raised him.
And this is Ibnu Taymiyyah, his mother was named Taymiyyah. She was firmly grounded in knowledge, and for this reason he was ascribed to her.
Likewise, Ibnu Baaz, his mother raised him.
And if all women were as we mentioned (above)...Indeed, women would be made virtuous under each and every circumstance.
The name of the sun (being linguistically) feminine (in the Arabic language) is not a deficiency...nor is the (linguistical) masculinity in the (word) crescent (in the Arabic language a form of) pride.
So, women are producers of men. Consequently, if a woman is righteous, the home and society will be righteous.
O Allaah, make the women from the Muslims righteous."
Darul-Hadeeth, Dar es Salaam, Tanzania
Translated by:
Umm Rizqullaah Ibnul Mundhir
Al-Amreeki وفقهم الله
Rajab 7, 1445 / January 19, 2024
The link for this English Channel:
/channel/Abulyammaneng
Original Fatwa:
/channel/AbulYamman/30918
The link to the Arabic channel:
@AbulYamman
The link to the Swahili channel:
@sautizaahlisunnahtanzania
The link to the official website:
http://sh-adnan.net/
⁉️ لماذا اليـ،ـهود يرتضون دعوة الإخوان و دعوة التبليغ ، ولا يرتضون الدعوة السلفية التي كان عليها أبو بكر و عمر رضي الله عنهما؟
يجيبك العلامة الألباني عليه رحمة الله في محاورة مع أحد الحاضرين..
- قال أحد الحضور:
شيخ ؛ حدثني حسن أبو شقرة هذا كان من أحد الدعاة السلفيين في خان يونس ، و هذا أبعده اليهـ،ـود خارج فلسطين ، قال لي قبل أن يُبعد: دعاه الحاكم على المنطقة و هو يهـ،ـودي و قال: «يا شيخ حسن هناك أناس كبار في الدولة مُجتمعين عندي و يريدون أن يقابلوك ولكن أريدك أن تجاوبهم بصراحة»، قال : إن شاء الله .
فعندما دخل ، يقول: وجدت ... يعني أصابني خوف وجدت كبار ضباط وأناس وزراء ، فيقول: جلسوا يسألونني عن السلفية هذه الدعوة الجديدة التي ظهرت و كان هو يقول نحن نخشى نقول سلفيين ، نقول نحن ندعو إلى فعل الصحابة ، يقول: لإنه لوثبت علينا هذا يُسجن الشّخص .
فكان من ضمن كلامهم يقول في آخر النقاش: غضب أحدهم و قال: لي أمسك أي دعوة عندك الإخوان المسلمين دعوتهم أدعو بها ، دعوة التبليغ أدعو بها ، و لكن هذه السلفية التي ستعيد الناس إلى ما كان عليه أبو بكر و عمر - حرفيا و الله هكذا قال- أبو بكر و عمر نحن لن نسمح لكم بهذا .
- الشيخ الباني رحمه الله:
أي هذه حقيقة عرفها الكفار أخيرًا ولذلك ارتقبوا يا سلفيون واصبروا التاريخ يعيد نفسه فطوبى للغرباء ، من هم الغرباء؟ هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي، من هم الغرباء ؟هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .
شوفوا هذا الوصف و ذاك الوصف بنطبق على الإخوان المسلمين؟ لا ، بنطبق على حزب التحرير ؟ لا ، بنطبق على جماعة التبليغ؟ غنم يساق لا يدري إلى أين يُساق …. الخ كلامه رحمه الله
[ من شريط ارتقبوا يا سلفيون و اصبروا ]
#شرح_كتاب_الوضوء_من_صحيح_البخاري
▪️الدرس الرابع والسبعون بعد المائة▪️
▪️٢٠- باب الاِسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ
▪️١٥٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اتَّبَعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَكَانَ لَا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ: (ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا -أَوْ نَحْوَهُ- وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا رَوْثٍ)؛ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ بِطَرَفِ ثِيَابِي فَوَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ، فَلَمَّا قَضَى أَتْبَعَهُ بِهِنَّ.
▪️ترجمة موجزة لرجال الإسناد :
رجال الإسناد أربعة :
١- أحمد بن محمد بن الوليد بن عُقْبَة بن الأَزْرَق بن عَمْرو الْغَسَّانِي، أبو محمد أو أبو الوليد المكي، ثقة، ط۱۰ ، ت ۲۱۷هـ، وقيل: ۲۲۲هـ، (خ).
٢- عَمْرُو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، الأموي، أبو أمية السَّعِيديُّ المكي، ثقة، ط٧، (خ ق).
٣- سَعِيدُ بن عَمْرو بن سَعِيدِ بن العاص الأموي، أبو عثمان، أو أبو عَنْبَسَة المدني، ثم الدِّمَشْقِي، ثم الكوفي، ثقة من صغار ط۳ ، ت بعد ۱۲۰ هـ ، (خ م د س ق).
٤- أبو هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه.
▪️بعض لطائف الإسناد :
١- أن فيه التحديث والعنعنة.
٢- أن فيه مكيين ومدنيين.
٣- أنه من رباعيات البخاري.
٤- أن فيه رواية الابن عن الجد.
▪️الشرح :
▪️قوله: (باب الاستنجاء بالحجارة) : الاستنجاء : هو إزالة النجو من المخرج بالأحجار أو بالماء.
وأراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة الرد على من زعم أن الاستنجاء مختص بالماء. ذكره الحافظ في الفتح.
▪️(أتبعت النبي صلى الله عليه وسلم) : بقطع الهمزة من الرباعي أي لحقته، كما قال تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِين} [الشعراء: ٦٠].
وبهمزة وصل وتشديد المثناة الفوقية(اتَّبعت): أي: سرت وراءه.
▪️(وخرج لحاجته) : جملة وقعت حالاً ؛ فلا بدّ فيها من (قد) إما ظاهرة أو مقدرة.
أي: وقد خرج لقضاء حاجته.
▪️(فكان لا يلتفت) : أي: كان النبي صلى الله عليه وسلم لايلتفت وراءه، وهذه كانت عادته صلى الله عليه وسلم في مشيه.
وعدم الالتفات عند المشي - إلا لحاجة- من كمال العقل، حتى عد أهل الفراسة كثرة الالتفات عند المشي من علامات الحمقى.
▪️(فدنوت منه) : أي: قربت منه لأستأنس به، كما في رواية الإسماعيلي: (أستأنس وأتنحنح، فقال: من هذا؟ فقلت: أبو هريرة).
▪️(فقال: ابغني) : بهمزة وصل من الثلاثي أي: اطلب لي يقال: بغيتك الشيء، أي: طلبته لك.
وبهمزة قطع إذا كان من المزيد، أي: أعني على الطلب. يقال: أبغيتك الشيء أي أعنتك على طلبه.
والوصل أليق بالسياق، ويؤيده رواية الإسماعيلي: (ائتني).
▪️(أحجارًا) : مفعول ثانٍ لابغني، وسيأتي أنه يشترط أن تكون وترا، وأقل الوتر ثلاثة أحجار لحديث سلمان عند مسلم، وفيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجي بأقل من ثلاثة أحجار.
▪️(أستنفضْ بها) : أي: أستنجي بها، وهو مجزوم جوابًا للأمر ، ويجوز رفعه على الاستئناف.
وهذا موضع الدلالة على الاستنجاء بالحجارة.
▪️(أو نحوه) : كأستنجي، ولعله أراد رواية الإسماعيلي؛ ففيها: (أستنجي) بدل( أستنفض) ، والتردد من بعض رواته.
▪️(ولا تأتني) : بالجزم بحذف حرف العلة على النهي.
وفي رواية: (ولا تأتيني)؛ بإثباته على النفي.
▪️(بعظم ولا روث) : لأنهما مطعومان للجن ودوابهم، كما عند المصنف في البعث: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال للنبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أن فرغ: ما بال العظم والروث؟ قال: (هما من طعام الجن).
وفي حديث أبي داود عن ابن مسعود رضي الله عنه أن وفد الجن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: (يا محمد انه أمتك عن الاستنجاء بالعظم والروث؛ فإن الله تعالى جعل لنا فيه رزقا؛ فنهاهم عن ذلك، وقال: (إنه زاد إخوانكم من الجن).
كما أن الروث والعظم لاينقيان، وسيأتي في الباب الذي يليه أن الروث ركس.
وقد نبّه في الحديث باقتصاره في النهي على العظم والروث على أن ما سواهما مجزئ كالآجر والأخشاب والمناديل ونحو ذلك.
ولو كان ذلك مختصًّا بالأحجار لم يكن لتخصيص هذين بالنهي معنى، وإنما خص الأحجار بالذكر لكثرة وجودها، وسهولة الحصول عليها.
ويلتحق بالروث والعظم في النهي عن الاستنجاء به؛ ما كان مطعوما للآدميين، أو محترما كأوراق العلم وأجزاء الحيوان ونحو ذلك، أو نجسا، أو لاينقي كالزجاج الأملس ونحو ذلك.
▪️(فأتيته بأحجار بطرف ثيابي) : أي: في طرف ثيابي.
▪️(وأعرضت عنه) : كذا في أكثر الروايات، وللكشميهني: (واعترضت)، والمعنى متقارب.
▪️(فلما قضى) : أي: حاجته.
▪️(أتبعه) : بهمزة قطع أي: ألحقه.
▪️(بهن) : أي: أتبع المحل بالأحجار، وكنى به عن الاستنجاء.
#درر_من_كلام_السلف
▪️٣٣٦▪️
▪️قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
والرزق يعم كل ما ينتفع به المرتزق؛ فالإنسان يرزق الطعام والشراب واللباس، وما ينتفع بسمعه وبصره وشمه؛ ويرزق ما ينتفع به باطنه من علم وإيمان وفرح وسرور وقوة ونور وتأييد وغير ذلك.
📖 مجموع الفتاوى(٥٥٥/١٠)
/channel/omhafes
#درر_من_كلام_السلف
▪️٣٣٥▪️
▪️قال عبدالله بن المبارك رحمه الله:
كَتَبَ إليَّ سفيان الثَّوري : (بُثَّ علمك ، واحذر الشُّهرة).
📖 حلية الأولياء(٧٠/٧)
قلت : حب الشهرة مرض، وربما سعى إليها المفتون بها ولو بالكذب الصريح، والمخالفة الممقوتة، وإثارة الجدل والقلاقل والفتن، وهو لايعلم المسكين أن الشهرة كالإمارة، من طلبها وكل إليها، وأصابه من ضررها وشرها بحسب ما في قلبه من الطلب، وكانت وبالا عليه، ومن أتته دون طلب وركض وتطلع؛ أعين عليها!!
وما فائدة أن تتشبع بما ليس فيك، وتُري الناس منك صلاحا وتميزا، وأنت عند الله خلاف ذلك؟!!
وما جدوى أن تكون عند الناس عظيما، وعند الله وضيعا؟!!
أعاذنا الله من الأهواء والفتن، ومن تسلط حظوظ النفس وشهواتها، ولاحول ولاقوة إلا بالله.
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️(وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}) : ليس في الآية دليل على حرية الأديان، وإنما الآية محمولة على أهل الكتاب الذين يدفعون الجزية، كما قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩].
وقيل: هي منسوخة بآيات القتال.
وإلا فالكفار يُكرهون على الدخول في الإسلام؛ فإما أن يُسْلِموا أو يُقَتَّلوا كما قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: ٥]،
وفي البخاري(٣٠١٠) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ).
▪️{قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} : أي: قد تميز الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
▪️{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} : العروة الوثقى: أي: القوية التي لاتنفصم.
وهي: الإسلام.
▪️(وَهَذَا هُوَ مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ) : فإن معنى(لا إِله إِلّا الله) كفر بالطاغوت وإيمان بالله، والآية قد اشتملت على ذلك.
▪️(وَفِي الْحَدِيثِ: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى آله وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ) : الحديث رواه الترمذي(٢٦١٦)، وابن ماجه(٣٩٧٣)، وغيرهما عن معاذ رضي الله عنه، وحسنه الألباني رحمه الله في الإرواء(١٣٨/٢).
وقوله : (رأسُ الأمرِ الإسلام): أي: رأس الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الإسلام.
(وعمُودُهُ الصّلاةُ) : أي: عمود الإسلام الصلاة؛ لعظم شأنها؛ فهي الركن الثاني من أركان الإسلام.
(وذِروةُ سنامِهِ الجِهادُ فِي سبِيلِ اللهِ) : ذروة الشيء أعلاه، وذروة البعير سنامه، وهو أعلاه وأرفعه، أي: أن سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله؛ لما فيه من بذل المهج التي ليس شيء أنفس منها.
ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى مصنفه برد العلم إلى الله سبحانه، والصلاة والسلام على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبهذا تمَّ ما يسر الله من شرحٍ لهذا السفر المبارك، والله أسأل أن ينفع بهذا الشرح كما نفع بالأصل، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، نافعا لي ولعباده، وحجة لي لا علي.
والحمدلله رب العالمين
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️تحذير العقال ببيان زندقة العباهلة الأقيال
للشيخ/ أبي محمد عبدالحميد الزُّعكري حفظه الله.
وفد بني حنيفة : جاء في البخاري(٢٤٢٢)، ومسلم(١٧٦٤) من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ : ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : (مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟) فَقَالَ : عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ.
فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ : (مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟) قَالَ : مَا قُلْتُ لَكَ ؛ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ : (مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟) فَقَالَ : عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ ؛ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ). فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ،
وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى ؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ : أَصَبَوْتَ ؟ فَقَالَ : لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ، حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفد مسيلمة الكذاب بمن معه من بني حنيفة : جاء في البخاري(٣٦٢١)، ومسلم(٢٢٧٣) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَقُولُ : إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ : (لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ).
فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا. فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي، فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ).
▪️ما حكم قول: (يا من أمره بين الكاف والنون) ؟
العلَّامة / عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله .
صلاة أهل الكراسي
الذين يصلون على الكراسي قسمان:
قسمٌ صلاتهم صحيحة
وقسمٌ صلاتهم باطلة
#عبدالعزيز_الراجحي
#تفسير_القرآن_العظيم
▪️الدرس السبعون▪️
▪️تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّكَاثُرِ
▪️بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ(١) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ(٢) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ(٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ(٤) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ(٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ(٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ(٧) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ(٨)}.
سورة التكاثر مكية.
▪️{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} : أي: شغلكم حب الدنيا، وزخرفها، والتكاثر من متاعها عن طلب الآخرة.
ولم يذكر الله عز وجل المتكاثر منه؛ ليشمل كل ما يتكاثر به المتكاثرون من مال وجاه وولد ونحو ذلك.
وفي مسلم(٢٩٥٨) عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ :{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، قَالَ : (يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي مَالِي. قَالَ : وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟).
وفي مسلم(٢٩٥٩) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَقُولُ الْعَبْدُ : مَالِي مَالِي. إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ : مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى. وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ).
وفي البخاري(٦٥١٤)، ومسلم(٢٩٦٠) عَن أَنَسَ بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ ؛ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ : يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ).
▪️{حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} : أي: حتى صرتم إلى القبور ودفنتم فيها، كما جاء في البخاري(٣٦١٦) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ. قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ : (لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). فَقَالَ لَهُ : (لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). قَالَ : قُلْتَ : طَهُورٌ ؟ كَلَّا بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ - أَوْ تَثُورُ - عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (فَنَعَمْ إِذَنْ).
ودلَّ قوله تعالى: {حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} على البعث والنشور والانتقال إلى الدار الباقية ؛ لأن الله سماهم زائرين، والزائر لايقيم.
▪️{كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} : أي: حقا سوف تعلمون إذا زرتم المقابر عاقبة غفلتكم وتكاثركم.
▪️{ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} : توكيد لعلمهم بالحال، ولكنه علم لاينفعهم لفوات الأوان.
▪️{كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} : أي: لو علمتم حق العلم، ووصل هذا العلم إلى قلوبكم؛ لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة، ولبادرتم إلى طاعة ربكم والتزود من الأعمال الصالحة.
▪️{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} : هذا تفسير الوعيد المتقدم، وهو قوله: {كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} توعدهم بهذا الحال، وهي رؤية النار.
▪️{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} : أي: رؤية بصرية كما قال تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} [الكهف: ٥٣].
▪️{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} : أي: ثم لتُسألن يومئذ عن الذي تنعمتم به في الدنيا من صنوف النعم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك، وهل قابلتم هذه النعم بشكر الله وعبادته؟ وهل أديتم حق الله فيها؟
▪️مسألة: بعض الناس قد لا يُقبر؛ فيغرق في البحر، أو تأكله الوحوش؛ فهل يُعرض عليه نعيم القبر وعذابه؟
العلَّامة / عبدالعزيز الراجحي حفظه الله.
وهذا دليل على مشروعية الاستنجاء بالأحجار، وفيه رد على من أنكر ذلك.
▪️بعض الأحكام والفوائد المستنبطة من الحديث :
١- فيه جواز الاستنجاء بالأحجار، وفيه الرد على من أنكر ذلك.
٢- فيه مشروعية الاستنجاء.
٣- أن الأحجار لا تتعين للاستنجاء بل يقوم مقامها كل جامد طاهر منق غير محترم كالخشب والمناديل ونحو ذلك.
٤- فيه جواز الاقتصار على الحجارة في الاستنجاء.
٥- أن تنصيص النبي صلى الله عليه وسلم على الأحجار؛ لكونها الغالب الميسر وجودها بلا مشقة ولا كلفة في تحصيلها.
٦- فيه النهي عن الاستنجاء بالعظم والروث، ويلتحق بهما ما كان مطعوما للآدميين، أو محترما، أو نجسا، أو غير منق.
٧- فيه الإعانة على إحضار ما يستنجى به.
٨- فيه إعداد الأحجار للاستنجاء كي لا يحتاج إلى طلبها بعد فراغه فلا يأمن من التلوث.
٩- فيه جواز اتباع السادات وإن لم يأمروا بذلك.
١٠- فيه جواز استخدام المتبوعين للأتباع.
١١- فيه جواز الاستعانة بالغير.
١٢- فيه الإعراض عن قاضي الحاجة.
١٣- فيه فضل أبي هريرة رضي الله عنه، وحرصه على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
١٤- فيه جواز الرواية بالمعنى حيث قال: أو نحوه.
الإعلام(٤٨٩/١)، شرح مسلم للنووي(١٥٦/٣)، شرح ابن بطال(٢٤٥/١)، الفتح للحافظ(٤٤٠/١)، عمدة القاري(٢٩٨/٢)، إرشاد الساري(٣٣٨/١).
أم حفص بنت الحمزي
/channel/omhafes
▪️التوجيهات الثمينة؛ بالحذر من فتنة الزينة!
خطبة الجمعة اليوم لفضيلة الشيخ العلَّامة/ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.
وقال: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: ٤٥].
▪️(وَافْتَرَضَ اللهُ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ الْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيمَانَ بِاللهِ) : كما في قوله تعالى: {أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
والطاغوت في اللغة: مشتق من طغى، أي: جاوز القدر.
وفي الاصطلاح: فُسِّر بتفسيرات عديدة ، أحسنها ما ذكره المصنف رحمه الله عن ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ؛ حيث قال:
▪️(قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (مَعْنَى الطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَ بِهِ الْعَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ)) : أي: كل شيء يتعدى به العبد حده، ويتجاوز قدره؛ يصير به طاغوتا، سواء كان معبودا بأي نوع من أنواع العبادات، أو متبوعا في معصية الله، أو مطاعا من دون الله فيحل ما حرم الله، أو يحرم ما أحلّ الله.
(مِن معبُودٍ) : يشمل كل ما عُبد من دون الله أو مع الله وهو راض ؛ فهو طاغوت.
(أو متبُوعٍ) : كالعلماء ؛ فيتبعونهم في تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله.
فالعلماء وإن كانوا مرجع الناس؛ إلا أنهم ليسوا معصومين ؛ فلا يجوز اتباعهم فيما يخالف شرع الله.
(أو مُطاعٍ) : كالأمراء، إذا أمروا بما يخالف شرع الله ؛ فلايجوز طاعتهم في ذلك.
▪️(وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُونَ وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ) : أي: خمسة بالتأمل والاستقراء.
▪️(إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ) : وهو رأسهم ومغويهم، كما قال تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: ١١٧-١٢٠]،
وقال تعالى:{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: ١٦].
▪️(وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ) : سواء عبد مع الله، أو من دون الله بأي نوع من أنواع العبادة، وكان راضيا بذلك.
▪️(وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ) : أي: من دعا الناس لعبادته مع الله أو من دون الله بأي نوع من أنواع العبادة، سواء استُجيب له أم لم يستجب له؛ فهو من رؤوس الطواغيت.
▪️(وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ) : كالمنجمين والعرافين، ونحو ذلك.
والغيب: هو كل ما غاب عنك.
وعلم الغيب ينقسم إلى قسمين: مطلق، ونسبي.
الأول: علم الغيب المطلق: وما يكون في المستقبل لايعلمه إلا الله كما قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: ٦٥].
وقد يطلع الله من الرسل على شيء من ذلك ، كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: ٢٦-٢٨].
ومن ادعى علم الغيب المطلق؛ فهو كافر ومن رؤوس الطواغيت.
الثاني: علم الغيب النسبي: وهو غيب الواقع؛ فهذا يكون معلوما لشخص، ومجهولا لآخر؛ كأن يعلم الرجل ما يكون في بيته، أو محل عمله، أو نحو ذلك.
▪️(وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ) : أي: من استحل ذلك، معتقدا أنه جائز، أو أن له أن يحكم وحكمه كحكم الله أو أفضل منه؛ فهو كافر ومن رؤوس الطواغيت، قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: ٤٤].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى(٢٦٧/٣) : (والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه، كان كافرًا مرتدًّا باتفاق الفقهاء، وفي مثل هذا نزل قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، أي: المستحل للحكم بغير ما أنزل الله)اهـ